حول الاقتلاع والموت الطبيعي -بقلم قصي همرور

مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 10-18-2025, 11:51 PM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
المنبر العام
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى شكل سلسلة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
02-17-2024, 11:57 AM

زهير ابو الزهراء
<aزهير ابو الزهراء
تاريخ التسجيل: 08-23-2021
مجموع المشاركات: 12447

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
حول الاقتلاع والموت الطبيعي -بقلم قصي همرور

    10:57 AM February, 17 2024

    سودانيز اون لاين
    زهير ابو الزهراء-السودان
    مكتبتى
    رابط مختصر



    حول الاقتلاع والموت الطبيعي
    قصي همرور
    فبراير 8, 2024
    [كُتبت هذه المقالات، في بدايتها، للمشاركة في دوائر محدودة فحسب، وعبر منصات محدودة، لكنها مع نشر المقال الأول والثاني تجاوزت تلك الدوائر، وتناولتها مقالات أخرى عامة بالرد، فصارت عامة، رغم تخطيط الكاتب. نقدمها هنا وفق تسلسلها الذي صدرت به، ووفق تواريخ نشرها]

    حول الاقتلاع والموت الطبيعي (1)

    من الأنماط الملحوظة هذه الأيام أن عددا غير قليل من الجمهوريين – تلاميذ الأستاذ محمود محمد طه – يفكرون ويحللون وفق ظنونهم وأمانيهم المتعلقة ببعض نصوص الأستاذ، وخاصة بعض نبوءاته أو قراءاته لسير الأمور في مستقبل السودان. مثلا، يتخذ الكثير منهم موقف تصوير الحرب القائمة هذه الأيام أنها بين الجنجويد والكيزان، وان الكيزان يملكون منظومة القوات المسلحة كلها امتلاكا تاما بينما الجنجويد قوة تمردت تمردا حقيقيا على الكيزان الذين صنعوها، وتنوي هذه القوة فعلا استئصال “الكيزان والفلول”. عبر هذا الموقف تستقيم لبعض الجمهوريين نبوءة الأستاذ، المتواترة، التي تقول إنهم “سوف تنتهي فتنتهم فيما بينهم، وسوف يُقتَلعون من أرض السودان اقتلاعا”؛ بالنسبة لهؤلاء البعض لا بد أن هذا هو المقصود، أي أن لا بد أن هذه هي أيام الفتنة والاقتلاع. وفق ذلك لا يتبقى سوى أن يتوقعوا خسارة الجيش (وهو “جيش الكيزان” ببساطة بالغة) ويستثمروا في تلك الخسارة المرجوة بالترويج وبــــ’التحليل’، ثم يكون لنا مع الدعم السريع شأن آخر، بل ربما يمكن إصلاح قواته وجعلها تمضي فعلا في ركب التحول الديمقراطي كما تقول قيادتهم (نفس القيادة التي نقضت عهودا سابقة معروفة). وبالتالي فهم عمليا يتوسمون في الدعم السريع (الجنجويد) أن يخلصهم من الكيزان (والفلول؟). هذه السردية للأحداث، ومثيلاتها (أو قريباتها)، تجعل مجمل المعتقدين فيها عمليا يوفرون غطاءً شرعيا مهما للجنجويد، وعمليا يوفرون تبريرات لجرائمه وعمالته عن طريق ‘تذكيرنا’ دوما بأن الكيزان اسوأ من الجنجويد ، وعن طريق التلميح إلى أن الكيزان من سوئهم لن يُقتلَعوا إلا بمثل هذا.

    ربما على هؤلاء الجمهوريين أن يتذكروا أن فهومهم وظنونهم العامة المتعلقة بأقوال الأستاذ (خصوصا تنبؤاته المستقبلية) أثبتت من قبل أنها قاصرة (أي تلك الفهوم والظنون)، وأنها لا تقيد مدى رؤية الأستاذ. ومن أقرب النماذج تأكيدهم في العقد الماضي على أن جنوب السودان لن ينفصل سياسيا، وأنه سيحصل ما يمنع ذلك الانفصال قبل حدوثه، لأن الأستاذ قال إن الشمال والجنوب لن ينفصلا. فانفصل الجنوب سياسيا، وطفقوا بعد ذلك يحاولون إعادة تفسير نبوءة الأستاذ. كان أغناهم عن هذا من البداية أن لا يقرروا المستقبل وفق فهمهم هم لما رآه الأستاذ، وأن يتعاملوا مع معطيات الواقع المبرهنة وفق منهجية ومبادئ، ووفق استخلاص سيناريوهات مستمدة من تلك المعطيات والمنهجية، وليس وفق توقعات تبسيطية مسنودة على نصوص غير مفصّلة. لقد اتضح أن الأستاذ يتحدث في مستويات وأبعاد زمنية أكبر وأعمق من تعجل معظم الجمهوريين.

    حاليا، لا يبدو أن تيار استعجال النبوءات سابقا استوعب الدرس الآن، فبيننا الآن من لا يعلمون حيثيات “الاقتلاع” الذي سيحصل، ولا حجم الفتنة وأبعادها، ولكن لا يتمهلون؛ إذ ربما هم الآن يساهمون في تمدد هذه الفتنة عن طريق جهلهم بطريقة “الاقتلاع” واتخاذ جهلهم هذا موجّها لهم بتحكيم حدسهم العام بغير عمق. ربما هم الآن يؤخرون ساعة الاقتلاع الحقيقية عن طريق منح الكيزان المزيد من الوقت في السياسة السودانية، وبتكلفة عالية، بينما لو كانوا اتخذوا مواقف أكثر اتساقا (ورافضة للحرب فعلا عن طريق رفض ومقاومة جميع عناصر الدمار للشعب والأطماع الضيقة في موارده، ومنها الأطماع والتدخلات الخارجية التي صارت مؤخرا معلنة وموثقة تماما) لاتضح للشعب أن لا مكان للكيزان بعد الآن ولا حجم لهم، وبذلك يكون الاقتلاع الفعال–أي انتهاء تأثير خطابهم وانهزام السرديات التي تجعلهم فاعلين في المشهد العام.

    (ومن الصعب جدا، حتى إذا سلّمنا جدلا بأن الكيزان أسوأ من الجنجويد، أن نجادل بخلاف أن الجنجويد أقرب للكيزان في السوء من أي جهة أخرى، في السودان أو في المنطقة، فهم يتنافسون مع الكيزان في المركز الأول في السوء، فإن لم يحصلوا عليه فهم في المركز الثاني بلا منازع، وذلك يجعلهم أقرب للكيزان في كل شيء وأبعد عن بقية المجتمع السوداني في كل شيء. فإن قال شخص إن الجنجويد من أبناء السودان، وليسوا بعيدين عن المجتمع السوداني ولديهم حواضن اجتماعية، ولا يصح أن يقال عنهم ذلك – رغم أنه صار موثقا ومعلوما تجنيدهم للسودانيين ولغير السودانيين في صفوفهم – فكذلك الكيزان جاؤوا من المجتمع السوداني، من شتى فئاته وأطرافه. معظم معارضي الكيزان يعرفون أن أسرهم نفسها فيها كيزان وحلفاء كيزان، بل إن بعض معارضي الكيزان كانوا أنفسهم كيزان في فترات سابقة من حياتهم – أي هم أنفسهم وأهلهم تلك الحواضن الاجتماعية للكيزان – فأين يكون الخط الفاصل بين الكيزان وبين بقية المجتمع السوداني حتى يحصل “اقتلاع” الكيزان، بهذا الفهم؟ كما أن كل هذا في جانب، وفي الجانب الآخر لدينا مستوى طريقة التعامل، فالكيزان أصحاب حركة سياسية-ايدولوجية تجمعها أفكار وعلاقات تنظيمية، ومثل هذه الحركات في مجمل التاريخ لا تُقتَلع بالحروب – قد تُهزَم في بعض المعارك ولكنها لا تُقتلَع – أما مليشيات الجنجويد فهي لم تتأسس وفق أفكار ولم تنظم نفسها بنفسها، كما أنها ليست بحركة مقاومة مسلحة ذات قضية سياسية إنما هي صُنِعت صناعة بواسطة السلطة كمجموعة تقتل وتنهب وتثير الرعب، وتُستأجر أحيانا، مقابل أموال وامتيازات، أي مرتزقة بالمعنى المباشر الصريح، وينضوون تحت لواء أسرة معلومة، مثل الإقطاعية، وهم بالتأكيد تطوروا الآن، وتضخموا في المال والعتاد والعلاقات الدبلوماسية – خصوصا في الفترة الانتقالية – ولكن في نفس الخط الذي صنعوا وجُعِلوا فيه. وبينما الحركات المسلحة التي قامت ضد حكم الكيزان قامت وفق قضايا سياسية معلومة، وعندما كانت تسيطر على مدينة من المدن تحاول أن تجعل الحياة المدنية فيها تعود لطبيعتها في أقرب وقت، نجد أن الجنجويد كلما دخلوا مدينة تعاملوا مع ما فيها ومن فيها كغنيمة حرب).

    لو كان هنالك موقف “لا للحرب” حقيقي وسليم في هذه الحرب، فكان العشم أن يكون موقف الجمهوريين، باعتبار أن مدرستهم هي التي أسست للتغيير اللاعنفي وبناء السلام، تأسيسا فكريا وسلوكيا، في السودان. والموقف الأكثر اتساقا مع هذه المدرسة أنه حين يحصل اقتلاع الكيزان من أرض السودان فإنه يكون عن طريق “اقتلاع” لأسباب تفشي تأثيرهم وممارساتهم في البلاد وليس اقتلاعا ماديا/جسديا شاملا لفئات معيّنة من الناس (وهو الأمر الذي لا توفر دروس التاريخ نماذج مقنعة له) وكأنهم من طينة أخرى غير طينتنا كبشر أولا وكسودانيين ثانيا.

    لقد بدأ الاقتلاع فعليا للكيزان عبر حراك ثوري شعبي، لاعنفي، نادر في التاريخ، وتراكم من نضال الشعب وتضحياته ودروسه عبر سنوات حكم الكيزان، كما قد بدأت الفتنة فيما بين الكيزان منذ ما قبل ديسمبر 2018، وبوضوح، واستمرت في التوسع؛ وقد حقق ذلك الحراك الثوري خطوات كبيرة ولم يفرغ من مهامه بعد لأنه واجه تحوّرات واختطافات، لن ندخل فيها في هذا المقام – لكن من المهم أن نذكر أن القوات المسلحة والجنجويد والكيزان ساهموا بقوة وبالتساوي في اختطاف ثمار ذلك الحراك – لكنه لم يتوقف إنما استمر في التطور والتبلور عبر الدروس الصعبة والتضحيات النبيلة، فالخط المنطقي والأكرم للتغيير هو أن يتمم ذلك الحراك مشواره، ولو بعد حين، ويقوم هو بالاقتلاع، بالصورة الموصوفة آنفا، وليس أن يوكِل تحقيق تلك الخطوة النبيلة، في طريق تحرر الشعب، إلى جهة أخرى غير نبيلة، ملطخة بدماء الشعب وإذلاله كذلك، وشاركت الكيزان في أسوأ أفعالهم وأكثر حقبهم ظلاما وبطشا، ثم نتصور أن هذا أمرٌ يمكن أن يكون محمود العواقب. (بينما لو مدّدنا الخيال المفعم بدروس التاريخ – أي ليس مجرد الخيال المفتوح – لما استبعدنا أن الأمور في السودان يمكن أن تمضي إلى ما هو أسوأ حتى من الذي يجري الآن، جراء اتخاذ الخطوات غير الحصيفة أو وقوف المواقف نصف المدروسة الآن).

    ألم يقل الأستاذ كذلك “ازرعوهم في أرض الحوار، يموتوا موت طبيعي”؟

    لذلك نرى أن من أكبر شرور الكيزان المشهودة حاليا أنهم سلبوا الكثير من معارضيهم إمكانية التفكير المستقل والتحليل المتعقل للأحداث بدون أن يطوّق ‘بعبع الكيزان’ على تفكيرهم. هنالك فرق بين أن ندرك أن آثار جرائم الكيزان في الشعب وآثار إفسادهم لمؤسسات الدولة (ومنها القوات المسلحة) ما زالت تؤثر في الواقع بنتائج كارثية (ومنها أسوأ صنائعهم: الجنجويد) وبين أن نتحدث وكأن للكيزان سطوة كبيرة وواسعة وقوة تنظيمية عالية باقية وتعمل باستمرار بارز حتى الآن (لدرجة أن ينطلي على الناس تبسيط مخل، واضح الخلل، يقول إن الكيزان مسيطرين تماما على القوات المسلحة ومنذ البداية، بينما الكيزان أنفسهم هم من أنفقوا على الجنجويد أكثر من الجيش، في العتاد وفي التدريب وفي الرواتب، في السنوات الأخيرة، ومن مال الدولة، ليكون الجنجويد حماية لهم، فممّن يحميهم إذا كان الجيش فعلا ملك كامل لهم ولا يخافون منه بعد ما فعلوه فيه؟).

    الاقتلاع آت ولو بعد حين، وهو كذلك الموت الطبيعي (بل إن الموت الطبيعي لأقوى اقتلاع)، لكن من أكبر اسلحة العدو أن ينجح في تضخيم قدراته في أذهاننا، فكونه عدو خبيث وليست لديه حدود أخلاقية لا يعني انه دائما قوي جدا ومخطط ماهر الإحاطة، أو أنه كامن وراء كل حدث لا يعجبنا وبوعي كامل منه. وعندما نعطي مثل هذا العدو أكثر من قيمته في الواقع فإننا نمدّد من عمره ونجعله فاعلا في الأحداث فوق قدره.

    قصي همرور
    5 يناير 2024






                  


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de