|  | 
  |  المخلوع عمر البشير بمدينة بربر يدير الحرب من جامعة الشيخ البدري |  | 06:04 AM February, 05 2024
 سودانيز اون لاينعبدالقادر محمد-عمق الوطن
 مكتبتى
 رابط مختصر
 
 مقدمة جزء (1) ..
 بصورة سرية يقوم الجيش بإخراج الرئيس المخلوع عمر البشير من مستشفى علياء بأمدرمان, و يتولى نقله بسرية أكبر إلى مدينة بربر شمال السودان, حيث يجد مجموعة من قادة النظام البائد في إنتظاره, ليتم إختيار جامعة الشيخ البدري التي رعاها البشير في فترة حكمه  مقراً لهؤلاء القادة, تحت حماية مشددة من الجيش وجهاز الأمن, وبعض الكتائب التابعة لهم, وتتحول الجامعة و مرافقها لمقر تُدار منه الحرب بعلم الجيش و المخابرات, ويتمتع فيها قادة النظام البائد بكل الرفاهية , ويكون منزل الشيخ البدري مقر سكن للبشير حتى لحظة كتابة هذه السطور ..
 علاقة هذه المعلومة الخطيرة بمجريات الحرب, وتفسيرها سيُضطرنا إلى تقسيم هذا المقال إلى عدة اجزاء لنورد فيها أدلة لا تقبل الشك عن دور الحركة الإسلامية في تعطيل أي اتفاق سلام, وتعمق الخلافات بين معسكر مشعلي الحرب وذلك لثلاثة أسباب :
 1- الصف الثالث
 منذ انقلاب الـ 25 من اكتوبر 2021م, عمد النظام السابق إلى إعادة و تمكين معظم قيادات الصف الثالث من مفاصل الدولة بصورة مطردة, وإن ظلت مرصودة بدقة, هذه العودة عجلت من الصدام بين الدعم السريع و الجيش والذي انطفأت نيرانه مؤقتا بإتفاق حمدوك الذي أتى لقطع الطريق أمام هذه العودة, لكنه لم ينجح بسبب التصعيد و القتل على يد الاجهزة النظامية و استهداف المتظاهرين, وإشعال الصراع بين لجان المقاومة و القوى السياسية بقية عزلها, وتحييدها كونها تُشكل الخطر الأكبر أمام الحركة الإسلامية...
 فهدف النظام البائد هو القيام بثورة مضادة تنتقم ممن شاركوا في الثورة التي اقتلعتهم, و تمحي آثار كل ما حدث, وتفكك الاحزاب السياسية, وتُشيطنها لمعرفتها بمهددات الحرية و التعددية السياسية, ولمنع ذلك لابد من وجود قادة من الصف الثالث للتنظيم يقودون مؤسسات الدولة, لكن هذا اصطدم بتعقد المشهد المليئ بالحركات المسلحة, والدعم السريع الذي اصبح بينه وبين الحركة الإسلامية تهديدات بالقتل و التصفية جراء مشاركته في الإطاحة بالبشير في 2019م.. و الأهم من ذلك فإن الحركة الإسلامية تفاجأت برغبة قادة الجيش البقاء في السلطة, وعدم العودة إلى الثكنات, او الذهاب إلى المعاش...
 وبدأت حرب سرية داخل الاجهزة الأمنية و العسكرية إنتهت بإتفاق العسكر العودة للشراكة مع المدنيين المنقلب عليهم بعد أن فشلت الثنائية مع الحركات المسلحة, وارتفاع صوت الاسلاميين , واصبح ظهورهم العلني يزداد جرأة بمرور الوقت, وبحماية الشرطة التي كانت تراقصهم في مسيراتهم الاحتجاجية ضد البعثة الأممية اليونتامس, مما دفع ياسر العطا بالتسلل إلى سجن سوبا في نهار رمضان 2022م, ليقابل قادة الحرية و التغيير, ويخبرهم بفشل الانقلاب, واتجاه البلاد نحو الهاوية, وأنهم في القيادة العسكرية يريدون من المدنيين العودة إلى السلطة لاستكمال تفكيك بنية النظام السابق, و إزالة عناصره من مؤسسات الدولة , ودمج الدعم السريع في الجيش, وهو أمر إن تحقق , فسيضمن لقادة الجيش ضرب كل العصافير بحجر المدنيين, ووضح ذلك في حديث قائد الجيش بأن "الاتفاق الإطاري" يشكل مخرجا لكل مشكلات السودان حد وصفه.
 وبعد انضمام الدعم السريع للاتفاق الإطاري, بدأت الحركة الاسلامية في الإعداد بجدية لحرب خاطفة تشنها على "حميدتي" وقواته, ومن ثم التفرغ للثورة و قادة الجيش, و المدنيين...
 و إذا كنت قد وصلت في القراءة إلى هذه النقطة, فأنت تدرك بأن الحرب سارت عكس ما تمنى مشعليها, وأن فترة الـ 10 اشهر الماضية تخللتها اسراراً عميقة , أهمها انقسام الحركة الاسلامية إلى ثلاثة اقسام, قسم بقيادة كرتي الذي يطالب الدعم السريع بعدم التعامل مع المدنيين, وتقاسم السلطة معه, وقسم بقيادة البشير وقاداته الذين يرون أن كرتي تسبب في أضرار كبيرة للجيش و الحركة الاسلامية, ودفعوا بالبشير لطلب التفاهم مع قادة الدعم السريع, والقسم الآخير هو المؤدلجين في المنظومة الأمنية و العسكرية , وسنأتي على تفاصيله لاحقا ...
 في المقال القادم إن شاء الله سنلقي الضوء على الخلافات بين الإسلاميين و الإسلاميين, و الإسلاميين و قادة الجيش, و انعدام الثقة فيما بينهم , وملفات تواصلهم مع الدعم السريع في عز هذه الحرب, واسباب نكص البرهان وعده بالجلوس إلى التفاوض عقب خروجه من بدروم القيادة العامة , واسباب صمت الكباشي , و الدعم السريع...
 وماذا دار في البحرين ..؟؟
 وما حقيقة لقاء الكباشي بعبد الرحيم؟
 
 | 
 
 
 
 
 
 |  
  |    |  |  |  |