يا صديقي ما بين رحيل السمندل من سنار واحتضار امدرمان في دفتر الواثق...تنتظم ايقاعات الذكريات من ميلاد اللقاءات الصديقة وحتى الغياب.... جمال الالفة بين النيل والضفاف.. في لحظات انحداره الابدي الي شمال النهاية...اقصوصة القادمين بجمال قلوبهم من الجذور الي الجنوب الجغرافي حيث البدايات الانيقة لقصص الود الاسمر وغناء مدمني السهر في ليال بدد ظلامها قمر 14...... احيانا يا صديقي يمثل اختفاء ضحكة ما في زمن ما معضلة لا نستطيع فك طلاسمها...لذا يكون التواءم مع واقع الحال هو الحل الامثل للسير قدما الي حيث لا ندري...ربما الي النهاية... ليس بحديث العشاق .... لكنه دفء الالفة والود الذي نفتقده في لحظات الهروب من ضيق الحال وغبن المآل..... هروب تعودناه بطول المسافة بين اللقاء والعتاب برفق وود مفرط.... بيني وبينك يا صديقي مدينة وهبها القدر كثيرا من رزين الحزن وبهاء الاحساس به تلك يا صديقي مدينة تقاسمنا معها ذكرياتنا فقسمتنا الي نصفين...نصف من حزن ونصف من غناء محرم.. فتوكأنا عليها وخرجنا الي الدنيا باخر ما تبقي من احلامنا النيلية الظمأ..... رسمناها على دفاترنا بلون القهوة امرأة بقلب اسمر ...فرسمتنا على دفتر احزانها وردا ابيض يهدي لكل الفاقدين افراحهم في ليالي وقفة العيدين ...لعلها تهبهم ما يمكنهمم من الابتسام مرة في كل عيد..... فقط لانه موسم وجوب الفرح.... تلك هي المدينة السر يا صديقي..... رأيتها تغتسل شبه عارية استعدادا للرقص في حضرة القمر.... لحظة ضعف لم تغفرها تلك المدينة لي ...فكان ان قاسمتني نصف ما تملك من جفاف في لحظة الانحناء الاخير...فعجزت عن الهطول....ورغم ذلك عانقتني حين استبد بي وبها الشوق والحنين الي رؤية القمر في ضعف ارتمائه علي صدر النيل بدرا كاملا من فضة ودهشة....يا صديقي بينا وبين تلك المدينة اواصر من حزن صديق وغناء ضد عتاب شاعرها الجميل الواثق
ودي وتقديري
01-06-2024, 09:42 AM
يحي قباني يحي قباني
تاريخ التسجيل: 08-20-2012
مجموع المشاركات: 18742
قرأت كلمات شاعرنا أبادر فطاقني الشوق اليها .. و ختمت بكلمات الأديب عبد الله جعفر فارتسمت في وجهي ابتسامة موناليزية لا يراها إلا من لعب في أزقتها و رتع في حيشانها.. شكرا احبتي .. فبعض من الحزن النبيل و بعض من الفرح حين ذكر اسمها .. لا يضير ..
الاخ قباني كتبت صديقتي وهي أمدرمانية الأصل: هي أمدرمان مدفأة الشوق أمام جليد السفر...مدينة تطارد شرود الأحلام في مناحي النفس و تغرس الفرح أوتادا في صحاري القلب.... مدينة مشتهاة كالرسائل المعطرة التي ما عادت تجئ .... وأنا لست إبنا لها ولكني عاشق لها كغيري من جامعي حكايا الارض (ومطاليقها)......انها ام درمان الحافظة لخطوات عاشقيها ... يكتبها الناس كيف شاءوا .....غناءا فرحا حزنا ..فتحفظ غناءهم بودٍ فاره ...كتبها الواثق حزنا غاضبا.....فحفظته كما حفظه قراء الحزن والمغرمون به....ولم يكن الابن العاق.... هي الان عندي حكايا التوزع بين الذاكرة من لحظة العشق الأول وحتي دفء لحظات الإحتفاء بأحزان الغريب
ودي وتقديري
01-07-2024, 11:40 AM
أبوذر بابكر أبوذر بابكر
تاريخ التسجيل: 07-15-2005
مجموع المشاركات: 8795
والله في برهة ولحظة وحين تعربد بنا هاجسات الشوق فقد طال نوانا واستفحل بعادنا ورغم البعد نرسل المحبة والدعوات للحبيبة امدرمان ولكل ذرة تراب وقطرة ماء ونسمة هواء في السودان الحبيب
01-06-2024, 07:16 PM
أبوذر بابكر أبوذر بابكر
تاريخ التسجيل: 07-15-2005
مجموع المشاركات: 8795
دوما ما ارتبط بالأمكنة حيثما كانت، حين تفرض الأقدار لي مكوثا فيها وإن لم اختره، فينشأ بيننا حلف يسد رمق الغياب عن مكان سالف وتبدأ مودة ووشيجة من المحبة لا فكاك منها حدث هذا وذاك وتكرر كثيرا وطالما أصبحت امكنة واضحت ثم امست كائنات تفيض بالحياة وتهبها لنمتزج ونختلط ونندغم في علاقات حية، وكيف لا، فلحظة اعلان الانتماء يتحول المكان لكائن حي يتنفس الحضور شهيقا والغياب زفيرا تكرر ذلك وحدث بداية مع ود مدني ونيالا وبورتسودان ثم تشيأ وتجسد في القاهرة وجدة أديس ابابا وبرلين ومومباي
اما عن امدرمان فقد عقدت قران وجدي علي محبتها واشهرت عشقي نيلا يجري في سهوب اديمها
من علايل اب روف للمغالق وبيت مال الجمال سوق الشجرة المثال والمودة و قبلها في يمين النيل حيث شارق الضريح الفاح طيبه عابق
قدلنا ومشينا وفرحنا وردينا السلام للمهدي الإمام
المدن يا عبد الله كائنات حيه لمن يحبها وانا عشقت واحببت امدرمان والشاهد ذاك الزمان
دوما ما ارتبط بالأمكنة حيثما كانت، حين تفرض الأقدار لي مكوثا فيها وإن لم اختره، فينشأ بيننا حلف يسد رمق الغياب عن مكان سالف وتبدأ مودة ووشيجة من المحبة لا فكاك منها حدث هذا وذاك وتكرر كثيرا وطالما أصبحت امكنة واضحت ثم امست كائنات تفيض بالحياة وتهبها لنمتزج ونختلط ونندغم في علاقات حية، وكيف لا، فلحظة اعلان الانتماء يتحول المكان لكائن حي يتنفس الحضور شهيقا والغياب زفيرا تكرر ذلك وحدث بداية مع ود مدني ونيالا وبورتسودان ثم تشيأ وتجسد في القاهرة وجدة أديس ابابا وبرلين ومومباي
اما عن امدرمان فقد عقدت قران وجدي علي محبتها واشهرت عشقي نيلا يجري في سهوب اديمها
من علايل اب روف للمغالق وبيت مال الجمال سوق الشجرة المثال والمودة و قبلها في يمين النيل حيث شارق الضريح الفاح طيبه عابق
قدلنا ومشينا وفرحنا وردينا السلام للمهدي الإمام
المدن يا عبد الله كائنات حيه لمن يحبها وانا عشقت واحببت امدرمان والشاهد ذاك الزمان
يا صديقي هي المدن ...الشاهد السري على بدء الرحيل وختام العودة وما بينهما من لحظات الضعف الخارق والحزن والفرح وايضا حالة اللا احساس...مدن نعيشها واخري تعيشنا...مدن بنيت علي صدر الماء واخري علي خيال من سراب ولكن يبقي الاصل هو غرام العشاق بالمدن المفقودة...(محض احلام)... ليست المدن (المكان).. ولكنه الاحساس بها.. ترسم على مرآءة الذاكرة لحظات (ضد جغرافيا المكان) لا تحدها خطوط الطول أو العرض..أوليست هي امدرمان ... ذات المدينة التي كتبها الواثق على دفتر احزانه عتابا برتقالي اللون يا صديقي أمدرمان الان حكايا التوزع بين الذاكرة والحزن النابع من فقدان الضحك الانيق بطول المسافة بين الصرخة الميلاد والرحيل الاخير الي الضياء..... او هكذا ربما أكتبها أنا ببوستك هذا حزنا بالغ الصعوبة على دفاتر لا تقرأ الا بوجع كامل فانتظرني
هكذا يا صديقي كتبت امدرمان حزنها علي جدران ذلك الصباح حين حال بينها وبين مذاق الشروق ملوحة ما ظنته لحظتها رحيلا لحظيا....انه الحزن الذي حال بينها وبين البكاء حين كان البكاء فرض عين ... غسلت امدرمان يدها اليمني من تعب الاحتضان الاخير و لاذت بالصمت ... وما بين ارضها وسما ئها جحافل من بهاء الغياب ....كان فجرا قليل الحيلة في مقام قدري التوقيع. .....تحولت امدرمان الي مريود الطيب صالح ..حين احستها كشئء عزيز مستحيل (فجيعة مثل الفرح)..كما وصف صاحب الموسم الحزن بذات اللغة الدهشة ومريود يحكي عن مريمه حكاية الرحيل الاخير ...وكما مريود كانت امدرمان قد مشت فشقت عليها طرق العودة كلها.....مدينة هربت شوارعها منها فضلت خطوتها سبل الخروج ... فبقيت في حضرة الموت دهرا دون دمع يقيها شر الانهيار جفافا......
هذا يا صديقي بعض ما قيل في حزن أمدرمان
دعنا نكتب عن مدينة تدمن الغناء وتراقص القمر ودي ونواصل
03-12-2024, 05:11 PM
أبوذر بابكر أبوذر بابكر
تاريخ التسجيل: 07-15-2005
مجموع المشاركات: 8795
والأماكن التي تقوم وتنشأ داخل الروح تستوطن كل مساحة فيها أحزان وأفراح تتناوب على زراعة تلك المساحات فتتفتح الابتسامات حينا وحينا تطل الآهات وتدور انخاب الحياة تسكر لحظات العمر وساقيها ليس سوى العشق عشق المكان والناس تتحد الشوارع مع اوردة الجسد وتتآلف الازقة مع شرايين الحياة ثم تتحد الأجساد والأرواح مع تراب الأرض ومياه النهر ويكتب اسم الحياة الأعلى
العزيز ابوذر منذ عرفتك وانت تمارس كل المتاح من خطو التسكع علي أرصفة اللغة الدافئة بقلب عارٍ الا من ظلال انتشارك علي عيون أحبابك كهاطلة مسائية.....ولأمدرمان الغناء كَمْ مَضَى مِنْ وقتنا الْمَمْنُوح لِلْأحْلَاَمِ كَيْ نَبْقَى هُنَا فِي حَضْرَةِ أمدرمان؟ هي بنت ملك العنج (كما يحكي أهلها) ألبسها أهلها ومن احتمى بها من فاخر الكلام صنوفا من ثياب الغناء العذب ودثارا من الثقافة الراقية كقوس قزح أناقة الألوان وبهاء التمازج في اختلاط الأعراق والأديان وروعة تآلفها مدينة من انسان وغناء ونيل وقمر وما كان انحناء النيل لديها إلا تأدبا واسترخاءا في لحظات الدخول إلى الحضرة كغيره من دراويش المدينة الغارقة في بهاء الحب الإلهي على إيقاع آذانٍ أو ازيز طبل أو ايقاع طار أو تنهيدة كمان نصبها التاريخ والماهرون من الأبناء المبدعين مركزا للفنون والثقافة ... وألبسوها طقسا من البهج القدسي المريح والنضال طقس رتبه الدين وزينه الفن وأرهقته السياسة وما كان إلتقاء عبد المنعم عبد الحي ومحمود محمد طه في أنا أمدرمان إلا لوحة موناليزا لتاريخ أمدرمان الشاهدة على تاريخ ابداع أهل السودان منذ أن عرف السودانيون الطرب والغناء من الدوبيت وأغاني التمتم والطنبارة إلى ميلاد الأغنية الحديثة فما بين اللول لولك ويا العروس الكابي ديسا وحتى (يا ليتهم وبنفس قوة بطشهم) تتهادى أمدرمان كحضنٍ آمنٍ لرائدات الفن النسائي الجميل عقد نسجت حباته الملهمات لشعراء الجمال ومبدعات الغناء وزينته نجمات سطعن في سماء المدينة الحلم موالا يمتد من عائشة الفلاتية ومهلة العبادية وفاطمة خميس وماريا وحواء الطقطاقة وحتى نانسي عجاج ونواصل ان شاء الله
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة