| د. فهد سالم الراشد....للسودان أنحني جللاً

مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 05-02-2024, 11:55 AM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مدخل أرشيف للعام 2020-2023م
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى شكل سلسلة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
11-19-2023, 01:17 PM

adil amin
<aadil amin
تاريخ التسجيل: 08-01-2002
مجموع المشاركات: 36971

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
| د. فهد سالم الراشد....للسودان أنحني جللاً

    12:17 PM November, 19 2023

    سودانيز اون لاين
    adil amin-
    مكتبتى
    رابط مختصر



    للسودان أنحني جللاً

    | د. فهد سالم الراشد

    لفت نظري حينما كنت مشاركا في مؤتمر المجلس الدولي للغة العربية عام 2014، والذي يقام سنويا في دبي؛ لفت نظري تهافت المؤسسات العلمية الأكاديمية من بعض دول الخليج- وأخص بالذكر- المملكة العربية السعودية الشقيقة، ودولة قطر الشقيقة، تهافتهم على الشخصية السودانية المشاركة في هذا المؤتمر، يتابعون محاضراتهم ويتعاقدون معهم. 
    في عام 2015، كنت مشاركا في مؤتمرين دوليين باندونيسيا الأول بجاكرتا والآخر بجزيرة مالانق، وأثناء حضوري مأدبة العشاء التي أقامها محافظ جاكرتا على شرف المشاركين، وعلى طاولة المحافظ كانت معنا شخصيات خليجية مشاركة، فكان لدي فضول أن أطرح عليهم السؤال الآتي: لماذا تبحثون عن السودانيين في المؤتمرات وتتعاقدون معهم؟ فجاءني الرد الآتي: السودانيون صادقون في سيرتهم الذاتية والعلمية لا زيادة ولا حشو، السودانيون لا يحبون التباهي المعرفي وفرد العضلات اللغوية، السودانيون يعملون بصمت وهدوء ونتاجهم بالملايين كبيض السمك، دونما جعجعة أو ضجيج الدجاجة التي تضع بيضة واحدة في اليوم قالبة الدنيا رأسا على عقب، السودانيون أمناء قانعون بما قدر الله لهم من رزق، لا يتذمرون ولا يتندرون ولا يضجرون، يتحلون بدماثة خلق، وحسن طباع، والأهم من ذلك كله فإن الشخصية السودانية تحترم ثقافة الآخر.
     كان هذا العام 2015... وهو العام الأول لي في السودان كموظف دولي تابع لإحدى منظمات جامعة الدول العربية، ممثلا لبلدي الكويت الحبيبة، في مجال تنمية الثقافة العربية ونشر اللغة العربية، وهي المرة الأولى التي أرى فيها السودان، ما يعني أنني حديث عهد في السودان، زادي الوحيد هو (رواية الطيب صالح هجرة إلى الشمال وعرس الزين وما دار حولهما من كتابات نقدية تحليلية وجوائز)، ولكن هذا الزخم من المعلومات عن الشخصية السودانية الذي زودني به الأشقاء الخليجيين، كنت أراه وألمسه كل يوم أقضيه في السودان؛ 
    فهناك طاقة بشرية عاملة وعالمة، تتمتع بمستوى مهني وتقني عال جدا، ولعل حب السودانيين للعلم والمعرفة - ولاسيما - شغفهم النادر بتعلم اللغات جعل منهم عملة علمية نادرة تتهافت عليها الدول - وعلى وجه الخصوص دول الخليج العربية - فلا يختلف اثنان على أن السوداني جاد في عمله، متقن لتخصصه، متحصن بثقافة عالية، وما لمسته في الشعب السوداني أيضا احتواء الضيف واحتضانه، فمنذ أن وطئت قدمي أرض السودان الطيبة، انهال علي كم من الكتب والمؤلفات والروايات ودواوين الشعر المهداة، لا أبالغ إذا قلت بالمئات، فاحترت بمن أبدأ منها؛ أأبدأ بدراسات سودانية للدكتور صلاح الدين أحمد عباس أحمد والدكتور النعيم التوم محمد أحمد، أم بقاموس اللهجة العامية في السودان للبروفيسور عون الشريف؟ أم بكتاب جذاذات وقذاذات للبروفيسور عمر شاع الدين؟ أم بكتاب الطقوس السودانية عبر التاريخ لشمس الدين يونس؟ أم بكتاب أوراق سودانية للبروفيسور قاسم عثمان نور؟ أم بكتاب العادات المتغيرة في السودان النهري (النيلي) للبروفيسور عبدالله الطيب، أم كتاب ذكرياتي في البادية لحسن نجيله، أم كتاب من تاريخ الغناء والموسيقى في السودان لمعاوية حسن، أم كتاب الرواية السودانية في 60 عاما لمحمد المهدي بشرى، أم المجلة الثقافية السودانية، أم رواية أيام الشدو الأخيرة لصديق الحلو، أم ديوان فجر الأماسي لنادر عمر قدور، أم رواية شوق الدرويش لحمّور زيادة. 
    بعدها أيقنت أن الشخصية السودانية لم تستهلك نفسها وتهدر وقتها الثمين بالسخرية من الأقوام الأخرى، ولا بالتنابز بالألقاب، ولا بتلامز النفس، ولا بالتجسس، ولا بالغيبة أو النميمة أو الوشاية، ولا تقتحم خصوصية الأفراد والمجتمعات بطريقة فجة سمجة؛ فكل ذلك بضاعة المفلس المتصحر خالي الوفاض الذي لا يملك حتى خفيّ حنين ليعود بهما إلى رشده، بل استثمروا عقولهم الجبارة بالقراءة والاطلاع فتفتقت أذهانهم بالعلم والمعرفة، وانتشرت العقول السودانية المميزة والمؤثرة في جميع حقول وميادين العلم، انتشرت في أصقاع الأرض، وأبهرت الجميع، وحققت نجاحا لا نظير له، وأسهمت في تأسيس حضارات ومدنية معاصرة عربية ودولية:
    - وللسودان أنحني جللا... وللسودان فضلٌ وعرفانُ
    - وللسودان أنثني خجلا... وللســودان حسنٌ وأفنانُ
    - وفي السودان أبتغي سلما... وفي السودان أمنٌ وامانُ
    - وفي السودان أرتجي أملا... وفي السودان وطني وأوطانُ 
    على أرض المحبة والسلام، على أرض الأخوة والوئام، على أرض النيلين؛ الأزرق: الحذاقة والبصيرة والاستشراف؛ الأبيض: صفاء النفس وسلوة الروح ونقاء السريرة، على أرض السودان أرض المبادئ الإنسانية والقيم الدينية والتربوية والتكافل الاجتماعي، نعم: ليس في البادية ولا في الأرياف فقط، بل في عمق العاصمة الخرطوم وفي أرقى أحيائها، تجد الأسرة السودانية هي الأسرة السودانية، عاداتها تقاليدها أعرافها، تكافلها الاجتماعي، مساعدة الفقراء والمعوزين، تماسكها وحدتها تآلفها انسجامها كرمها، لم تتأثر بمغريات المدنية المصطنعة، تستيقظ على أذان الفجر (الصلاة خير من النوم)، تستمتع بتلاوة القرآن، حتى وإن كنت في بيتك، عماد دينهم الصلاة في أوقاتها، تذهب إلى الساحة الخضراء لممارسة رياضة المشي والجري، تجد الكبير والصغير، أسر بأولادها يمارسون الرياضة من بعد صلاة الفجر مباشرة، تشرب القهوة السودانية بالزنجبيل من يد سيدة الشاي صباحا والمنتشرة في كل مكان بحيوية ونشاط - ولا سيما - في شارع الجامعة المكتظ بالطلبة، وفي وجبة الغداء تستلذ أكلة سمك البلطي المشوي، وتروي ظمأك عصرا بعصائر (المانجو، التبلدي، التمر الهندي، الليمون بالنعناع، قصب السكر، الكركديه، البابايه، القشطة الموسمية)، ناهيك عن متعة أكل البطيخ السوداني وما أدراك ما البطيخ السوداني، والصمغ العربي في غنى عن التعريف وكذلك الدخن، أما في العشاء فسوف تجرك رجلك ويقودك أنفك إلى رائحة شواء لحوم أم درمان لتأكل ألذ وأطيب لحم خراف في العالم، شواء مباشر. والله وتالله إن أضعت نفسك فستجدها في السودان.
    السودان بلد الأوفياء
    - سوداني... سوداني... أنا الأجمل أنا الأفضل، أنا الزول الطيب القاني
    - سوداني... سوداني... أنا كسَلا بكم أهلا، أنا الخرطوم بدمي ووجداني
    - سوداني... سوداني... أنا الفاشر رجل ماهر، وأنا أصلي كردفاني
    - سوداني... سوداني... أنا نجمة بسما دارفور، أنا الثمرة بأغصاني
    - سوداني... سوداني... أنا سنار تحاكيني وأحاكيها، وملوك العز تيجاني
    - سوداني... سوداني... أنا ( النيلين ) يازولة، أنا الياقوت بمرجاني
    - سوداني... سوداني... أنا بحري بها أهلي كباشي وجعلاني
    - سوداني... سوداني... تحية من كويت العز إلى (أهل أمدرماني)






                  

11-20-2023, 03:34 AM

adil amin
<aadil amin
تاريخ التسجيل: 08-01-2002
مجموع المشاركات: 36971

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: | د. فهد سالم الراشد....للسودان أنحني جللاً (Re: adil amin)

    حاجة غريبة في زمن التراب والعفن والقبح الشديد المخيم على السودان والقردة تلهو في السوق يكون هناك في العالم العربي والعالم من لازال يحتفي بالسودان والسودانيين
    شكرا االكويت وشكرا للمثقفين الكويتيين الاحرار لا يعرف اقدرا الرجال الا الرجال
    Quote: عادل الأمين: دول الخليج واليمن وسودانيو وست منستر
    https://www.0zz0.com

    adel-alamin1
    عادل الأمين
    البعض لازال في منقطة الشرق الأوسط المأزومة فكريا وثقافيا وسياسيا يعتقد ان “الديمقراطية” اختراع أمريكي..حتى بعد سقوط جدار برلين وإنتهاء الحقبة الشمولية في العالم التي كانت تقودها الشيوعية الأممية في سنة 1990 وتحول جل العالم إلى الديمقراطية بكل اكسسوارتها من فدرالية ودولة مدنية ومحكمة دستورية عليا وتحررت من إصر الايدولجيات..الديمقراطية موجودة في العالم قبل ان يكتشف كروستورفر كولمبس امريكا وهي جزء من ثقافة الحضارة اللاتنية القديمة..قامت بريطانيا بإعادة إنتاجها ونشرها في كل مستعمراتها القديمة …السودان …الهند..الولايات المتحدة الأمريكية باسم ديمقراطية وست منستر..نال السودان استقلاله عبرها كاول تجربة انتخابية حديثة سنة 1956 وأحزاب حقيقية أيضا هي حزب الأمة والذي يمثل طائفة الأنصار التاريخية بقيادة السيد عبدالرحمن المهدي والحزب الوطني الاتحادي بقيادة الرئيس الازهري والحزب الجمهوري الذي أسسه محمود محمد طه وأيضا حزب الشعب الديمقراطي بقيادة السيد علي الميرغني مرشد الختمية والحزب الجمهوري الاشتراكي بقيادة إبراهيم بدري.. وكانت ولا زالت الدولة العميقة في السودان هي الدولة القائمة على الأحزاب الحقيقية وديمقراطية وست منستر والتي أنتجت سودانيين أكفاء أسهموا في تطوير كثير من الدول العربية كاليمن ودول مجلس التعاون الخليجي..كخبراء.. واليوم لم يبقى غير منطقة الشرق الأوسط مرتعا للامبريالية الصهيونية وادواتها المفضوحة..ويعربد فيها البنك الدولي بأقنعته العديدة المزيفة والايدولجيات المنتهية الصلاحية..القومجية من ناصرية وبعثية والدينية من سلفية وهابية وأخوان مسلمين والمذهبية ولاية الفقيه…وهذه الأوبئة السياسية في القرن الحادي والعشرين هي العدو البيولوجي للديمقراطية الحقيقية وهم نخب رخيصة وشمولية وقابلة للسقوط عموديا الى أسفل بواسطة الدرهم والدينار.. ويعيقون الديمقراطية كما هي في جل دول العالم ألان وجزء من حضارة القرن الحادي والعشرين بل هي حتمية تاريخية العودة للشعوب ورفع الوصاية على الناس…

    ****

    السودان وسودانيين وست منستر -مقبس من كتاب دكتور منصور خالد السودان تكاثر الزاعزع وتناقص الاوتاد-السودان هو أول قطر ينال الاستقلال في أفريقيا جنوب الصحراء إذ كان أول بلد استقل في تلك الرقعة من القارة بعد ليبريا، الدولة التي اصطنعها اصطناعاً الرئيس الأمريكي جيمس مونرو في عام 1847م ولهذا نُسب إسمُ عاصمتها إليه (مونروفيا)، وأثيوبيا التي ظلت تنعم بالاستقلال على عهود نجاشييها المتعاقبين إلى أن احتلها الإيطاليون في الحرب العالمية الثانية ثم أجلوا عنها بعد اندحار الفاشية في إيطاليا عام 1944. كما كان السودان أيضاً هو ثالث قطر في الشمال الأفريقي ينال استقلاله بعد مصر وليبيا التي استقلت عام 1951م في أعقاب سقوط الفاشية. أما الدول الأخرى الثلاث فقد نالت اثنتان منهما (تونس والمغرب) استقلالهما في نفس العام الذي استقل فيه السودان (1956م) ولكن بعد استقلاله بشهور، كما أصبحت الجزائر دولة مستقلة في عام 1962م.

    برحيله عام 1956م خلّف الاستعمار وراءه آثاراً لا ينكرها إلا مُكابر: خدمة مدنية قادرة، وقضاء رفيع، وجامعة ذات بال. ولعل هذا هو السبب الذي حمل كثيراً من إخوته في المشرق والمغرب للاعتضاد به بعد استقلاله إما بحثاً عن فرص التعليم، أولصياغة الدساتير عند الاستقلال، أو لإرساء قواعد القضاء والتشريع، أو تسيير الإدارة، أو فض النزاعات التي طرأت فيما بينهم. فكلية الخرطوم الجامعية، مثلاً، هي التي دَرُب فيها الرعيل الأول من حكام اليمن الجنوبي، ودستور اليمن الجنوبي تم صوغه على يد شيخنا الجليل الراحل محمد أحمد أبورنات، وأسس الحكم الشرعي في شمال نيجريا أرساها ثلاثة من أكبر القضاة الشرعيين الراحلين: النور التنقاري، بشير الريح، محمد صالح سوار الذهب، ودستور دولة الإمارات أسهم في وضعه الدكتور حسن الترابي، وأسس الإدارة الحديثة والأمن فيما كان يعرف بالإمارات المتصالحة (Trucial States) والتي أصبحت، بعد توحيدها واستقلالها، دولة الإمارات المتحدة، قام بوضعها نفر من القادرين من رجالات الإدارة والقانون من السودانيين. من جانب آخر لجأت المنظمات الإقليمية، أول ما لجأت، إلى السودانيين للاستفادة من دربتهم ودرايتهم في مناشط عدة مثل استعانة اللجنة الاقتصادية للأمم المتحدة بمدير الخطوط الجوية السودانية، عبد الباقي محمد لوضع المشروع النموذج للخطوط الجوية للدول الأفريقية الناشئة، وانتداب منظمة الوحدة الأفريقية في بداية عهدها لكبير دبلوماسيي السودان في زمانه، محمد عثمان يس، لفض النزاع بين الجزائر والمغرب في مطلع الستينات، واستدعاء الأمم المتحدة له لوضع أسس تدريب الدبلوماسيين في الدول الأفريقية التي استقلت حديثاً.

    لكل هذه الأسباب أطلق الأمين العام الثاني للأمم المتحدة، داق همرشولد، على النخبة السودانية اسماً يبعث على المسره: “بروسيو أفريقيا” (The Prussians of Africa). وقد عُرف البروسيون، ومنهم بسمارك، بشدة المراس، وقوة الشكيمة: وعندما وفد الى السودان قبيل رحلته المشئومة إلى الكنغو التي لقي فيها حتفه، أبلغ همرشولد وزير خارجية السودان محمد أحمد محجوب عن عزمه على اختيار أول أفريقي من السودان ليصبح نائباً للأمين العام للأمم المتحدة وسكرتيراً تنفيذياً للجنة الاقتصادية للأمم المتحدة بأديس أبابا. مرشحه للمنصب يومذاك كان هو الراحل مبارك زروق، زعيم المعارضة بالبرلمان السوداني، إلا أن تقديره للسودانيين ارتفع كثيراً عندما أبلغه المحجوب أن السودان لا يستطيع التخلي عن زعيم معارضة في قدرة زروق على تدبير الأمور وتسويتها. وهكذا اتفق السياسيان السودانيان، محجوب وزروق، على ترشيح الأستاذ مكي عباس للمنصب. هذا جزء من التاريخ نستذكره لا من باب النوستالجيا، فالنوستالجيا شوق مرضي لما فات، وإنما لاستكشاف الظروف التي جعلت بلداً كان في بداهة استقلاله محط أنظار العالم البعيد والقريب ينتهي به الأمر إلى بلد إخوة أعداء ينهش الواحد منهم لحم الآخر، ولايبالي بذلك إلا لماماً.

    الاستعمار ليس بسامري

    بيد أن الاستعمار لم يكن سامرياً فاعل خير، وإنما كان دولة غازية جاءت بها إلى السودان مصالح حيوية يسعى إلى تحقيقها بأقل التكاليف. من ذلك حصر التنمية في الشمال النيلي: الشمالية والسودان الوسيط ما بين النيلين. فتلك هي الرقعة التي تتسع فيها الأراضي الصالحة للزراعة، وتغمرها المياه، وتتوفر فيها العمالة ذات الدربة في الزراعة، إضافة إلى قربها من المرافئ البحرية لأن الاقتصاد السوداني كان، في جوهره، اقتصاد تصدير مــــن المستعمــــرات إلى المتروبول. هــــذا النمــــوذج المثال للتنمــــية (Development Paradigm) أغفل، بطبيعته، كل الغرب (كردفان ودارفور)، والشرق باستثناء بورتسودان، والنيل الأزرق، ثم الجنوب. ولعل الأخير سقط تماماً من حساب المستعمر لأسباب عدة منها عدم استقرار رأيه على أن كان الجنوب سيبقى جزءً من الشمال أم يلحق بمستعمرات شرق أفريقيا، كما منها التخلف المريع الذي كان عليه الجنوب والتكلفة الباهظة للإرتقاء به. المشروع التنموي الوحيد الذي أقامه البريطانيون في نهاية أربعينيات القرن الماضــــي كان هو مشــــروع أنزارا الإعــاشي والذي أطلــق عليه منشئوه الــدكتور توتـهل (مــدير الزراعـــــــــة، ومن بعــد أول مــــدير لكــلية الخـــــــرطوم الجامعية) وصــــفاً لا يخـــــــلو مـــن التهـــوين من قــــدر المنتفـعين بذلك المشــروع “تجـــربة في النشـــــــــوء الاجــتمــاعي للســـلالات الأصــلية فــــــــــي المـــناطـــــــق النـــــائيـة”. (Experiment in Social Emergence of Indigenous Races in Remote Areas). لهذا، فإن خلف الاستعمار عند خروجه مؤسسات تعليمية وإدارية ذات قدارة إلا أنه أيضاً ترك من وراء ظهره قنابل زمنية إن لم تقتلع في الوقت المناسب، سيقود انفجارها إلى خراب واسع وأذى عميم- انتهى الاقتباس-كتاب السودان تناقص الاوتاد وتكاثر الزعازع-د.منصور خالد))..

    ****

    وألان بالنظر فقط للدولة المستقرة سلطنة عمان سنعرف الفرق بين سودانيين وست منستر وغيرهم من الدول الأخرى المؤثرة في المنطقة ..أسهمت الكفاءات السودانية مع السلطان قابوس منذ السبعينات في نقل دولة سلطنة عمان من دولة ريعية تقليدية الى دولة حديثة دون جعجعة جوفاء وقعقعة شديدة ودون موت رخيص ومجاني ومقابر جماعية..لان الرؤية السودانية حرة ومنفتحة على العالم ..فقط مغيبة…ولا نريد ان يختزلنا الآخرون في البشير ونظامه المكون من مخلفات القوميين العرب والأخوان المسلمين والحديث ذو شجون..

    Print This Post


    منقول من راي اليوم بتاعة عبدالباري عدوان من 22 سبتمبر 2015
    وتوجد عشرة مقالات نشرها الصديق العزيز عبدالباري عطوان وما قصر معانا اطلاقا ....
    ولكنك لا تسمع العمي والصم الدعاء اذا يولو مدبرين
    وما العن من الصمم الايدولجي من المحيط الي الخليج بما في ذلك اسرائيل
    البوست ده ملف المحبة السودانية االكويتية فقط
                  


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de