وداعا هاشم كرار زول مِجمِّع ونص.. صحي الموت سلام ما يغشاك شر

كتب الكاتب الفاتح جبرا المتوفرة بمعرض الدوحة
مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 05-10-2024, 10:27 AM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مدخل أرشيف للعام 2020-2023م
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى شكل سلسلة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
11-03-2023, 11:26 PM

Yasir Elsharif
<aYasir Elsharif
تاريخ التسجيل: 12-09-2002
مجموع المشاركات: 48836

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
وداعا هاشم كرار زول مِجمِّع ونص.. صحي الموت سلام ما يغشاك شر






                  

11-03-2023, 11:27 PM

Yasir Elsharif
<aYasir Elsharif
تاريخ التسجيل: 12-09-2002
مجموع المشاركات: 48836

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: وداعا هاشم كرار زول مِجمِّع ونص.. صحي المو� (Re: Yasir Elsharif)

    ابكن يا عيون
                  

11-03-2023, 11:40 PM

Yasir Elsharif
<aYasir Elsharif
تاريخ التسجيل: 12-09-2002
مجموع المشاركات: 48836

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: وداعا هاشم كرار زول مِجمِّع ونص.. صحي المو� (Re: Yasir Elsharif)
                  

11-04-2023, 00:36 AM

Yasir Elsharif
<aYasir Elsharif
تاريخ التسجيل: 12-09-2002
مجموع المشاركات: 48836

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: وداعا هاشم كرار زول مِجمِّع ونص.. صحي المو� (Re: Yasir Elsharif)



    ﺍﻟﻠﻴﻠﺔ ﺃﺑﻜﻦ ﻳﺎﻋﻴﻮﻥ ... ﻛﺘﺮ ﻭﺣﻴﺤﻚ
    ﻳﺎﻗﻠﺐ
    ﻭﻳﻨﻮ ﺍﻟﺰﻣﺎﻥ ﻳﻬﺪﻱ ﺍﻟﺤﻨﺎﻥ ... ﻣﻦ ﻏﻴﺮ
    ﻭﺩﺍﻉ ﺭﺍﺡ ﻣﺤﺘﺠﺐ
    ***
    ﻟﻴﻪ ﻳﺎﺑﺎ ﺭﺍﺣﻞ ﺩﻭﻥ ﻭﺩﺍﻉ ... ﻣﺎ ﻗﻠﺖ ﻣﻦ
    ﺩﻧﻴﺎﻙ ﺗﻌﺐ
    ﺩﺍﻳﺮﻧﺎ ﻧﺤﻦ ﻧﻌﻴﺶ ﻭﺭﺍﻙ ... ﻛﻴﻒ ﺑﻲ
    ﻗﻠﻴﺒﺎً .. ﻣﺘﺨﺮﺏ
    ﻭﻻ ﺍﻟﻘﺪﺭ ﺟﺒﺮﻙ ﺗﺴﻴﺐ ... ﻧﺎﺱ ﻟﻴﻬﺎ ﻳﺎﻣﺎ
    ﻛﺖ ﺗﺤﺐ
    ﻓﻲ ﺍﻟﺤﺴﺮﺓ ﻭﺍﻷﺳﻲ ﺍﻟﻬﻤﻮﻡ ... ﻭﺍﻟﻌﺒﺮﻩ
    ﻭﺍﻟﺪﻣﻊ ﺍﻟﺒﻜﺐ
    ***
    ﻏﺸﺎﺷﺔ .. ﻳﺎ ﺩﺍﺭ ﺍﻟﺰﻭﺍﻝ ... ﻛﻞ ﺍﻟﻨﻌﻴﻢ
    ﺍﻟﻔﻴﻚ ﻛﺬﺏ
    ﻛﻞ ﻣﺎ ﺗﺠﻮﺩﻱ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﺑﺨﻴﺮ ... ﻳﻠﻘﻮﻩ ..
    ﺷﺮﻙ ﻣﺘﻘﻠﺐ
    ﻳﺎﺩﻧﻴﺎ ﻟﻴﻪ ﺑﺘﺸﻴﻠﻲ ﺃﺑﻮﻱ ... ﻳﺎﺩﻧﻴﺎ ﺣﺎﺭ ﺟﺮﺡ
    ﺍﻟﻘﻠﺐ
    ﻣﺎ ﻫﺲّ ﻛﺎﻥ ﺑﻴﻨﺎﺗﻨﺎ ﻧﻮﺭ ... ﻭﺍﻟﻴﻮﻡ ﺩﺭﻳﺒﻮ
    ﻋﻠﻲ ﺻﻌﺐ
    ***
    ﻣﺎﺑﻴﺮﺣﻢ ﺍﻟﻤﻮﺕ ﻳﺎﺑﺎ ﺯﻭﻝ ... ﺩﺍﻳﻤﺎً ..
    ﻣﺴﻠﻂ ﻟﻠﺴﻠﺐ
    ﺃﺗﺎﻡ ﻋﻴﺎﻝ .. ﺧﺮﺍﺏ ﺩﻳﺎﺭ ... ﺑﻜﺎﻱ ﻋﻴﻮﻧﺎً
    ﺗﻨﺘﺤﺐ
    ﻫﻮ ﺍﻟﻘﺪﺭ .. ﻫﻮ ﺍﻵﺟﻞ ... ﻫﻮ ﺍﻟﻤﺴﻄّﺮ
    ﻭﻣﺘﻜﺘﺐ
    ﺭﻏﻢ ﺍﻟﻌﻠﻮﻡ ﺇﺗﻘﺪﻣﺖ ... ﻳﺎﻣﻮﺕ ﺩﻭﺍﻙ ﻣﺎ
    ﻋﺮﻓﻮ ﻃﺐ
    ***
    ﺟﺎﻧﻲ ﺍﻟﺨﺒﺮ ﻓﻲ ﻳﻮﻡ ﺭﻫﻴﺐ ... ﻓﻲ
    ﻧﻔﺴﻲ ﺃﺷﻮﻓﻮ ﻛﺬﺏ ﻛﺬﺏ
    ﻏﺸﻮﻧﻲ ﻳﺎﺑﺎ ﻭﻗﺎﻟﻮ ﻟﻲ ... ﺭﺍﺟﻴﻚ ﺃﺧﻮﻛﻲ
    ﺍﻟﻤﻐﺘﺮﺏ
    ﻳﺎﺑﺎ .. ﻣﺎ ﺷﻔﺖ ﺍﻟﻌﻠﻲ ... ﻟﻤﻦ ﻋﺮﻓﺘﻚ
    ﺃﻧﺖ ﻏﺐ
    ﺍﻟﻜﻮﻥ ﺩﻩ ﺷﻔﺘﻮ ﻋﻜﺲ ﺑﻌﺾ ... ﺣﺘﻲ
    ﺍﻟﺸﻤﺲ ﻃﻠﻌﺖ ﻏﺮﺏ
    ***
    ﺟﻴﺖ ﻟﻠﺪﻳﺎﺭ ﻣﺎﻓﻲ ﺑﺎﻝ ... ﺍﻟﺒﺎﻝ ﻭﺭﺍﻙ ﺗﺐ
    ﻣﻨﺸﻄﺐ
    ﺟﻴﺖ ﻟﻠﺪﻳﺎﺭ ﻭﻃﻌﻢ ﺍﻟﻔﺮﺍﻕ ... ﻓﻲ ﺣﻠﻘﻲ
    ﻣﺮّ ﻣﺮﺍً ﻛﻌﺐ
    ﺟﻴﺖ ﻟﻠﺪﻳﺎﺭ ﺍﺑﻜﻴﻚ ﻭﺩﻣﻊ ﺍﻟﻌﻴﻦ ... ﻳﺴﻴﻞ
    ﻳﺴﻜﺐ ﺳﻜﺐ
    ﻳﺎ ﺃﺑﻮﻳﺎ ﻭﺁ ﺃﺳﻔﻲ ﺍﻟﺸﺪﻳﺪ ... ﻣﺎ ﺟﻴﺖ
    ﻗﺒﺎﻝ .. ﺗﻨﺘﺮﺏ
    ***
    ﺭﻭﺣﺖ ﻣﺎ ﺧﻠﻴﺖ ﻏﻴﺮ ... ﺫﻛﺮﻱ ﺍﻟﻤﺤﺒﻴﻦ
    ﻟﻠﻤﺤﺐ
    ﺫﻛﺮﺍﻙ ﻣﻘﺪﺳﺔ ﻓﻲ ﻗﻠﻴﺐ ... ﺃﺭﺿﻌﺘﻮ
    ﺣﻨﻴﻦ ﺍﻟﻘﻠﺐ
    ﺫﻛﺮﺍﻙ ﺭﺳﻤﺘﻬﺎ ﻓﻲ ﺍﻟﺨﻴﺎﻝ ... ﺑﻴﻦ
    ﺍﻟﻨﺠﻮﻡ ﻓﻲ ﻟﻴﻞ ﺿﻬﺐ
    ﺫﻛﺮﺍﻙ ﺩﺍﻳﻤﺎً ﻓﻲ ﺻﺤﺎﻱ ... ﻭﻋﻠﻴﻬﺎ ﻣﻦ
    ﺍﻟﻨﻮﻡ ﺃﺷﺐ
    ***
    ﺑﺬﻛﺮﻙ ﻋﻨﺪ ﺍﻟﺼﺒﺎﺡ ... ﻣﻨﺪﻟﻲ ﻟﻠﻤﺰﺭﻭﻉ
    ﺗﻘﺐ
    ﻭﺑﺬﻛﺮﻙ ﻧﺼﻒ ﺍﻟﻨﻬﺎﺭ ... ﻓﻲ ﻧﻮﻣﻪ
    ﻭﺍﻟﻨﺴﺎﻡ ﻳﻬﺐ
    ﺑﺬﻛﺮﻙ ﻋﻨﺪ ﺍﻟﻤﻐﻴﺮﺏ ... ﺟﺎﻱ ﻃﺎﻟﻊ
    ﺑﺎﻟﺪﺭﺏ
    ﺑﺬﻛﺮﻙ ﻓﻲ ﻛﻞ ﺻﻼﺓ ﺣﺘﻲ ... ﺍﻟﺠﻤﻊ
    ﺣﻴﻦ ﺗﺴﻤﻊ ﺍﻵﺫﺍﻥ ﺗﺘﺐ
    ***
    ﺍﻟﻬﻲ ﺃﺑﻮﻱ ﻋﻨﺪﻙ ﻏﺮﻳﺐ ... ﺃﻏﻔﺮ ﻟﻮ ﻛﻞ
    زﻟﻪ ﻭﺫﻧﺐ
    ﻭﺍﺭﺳﻞ ﺳﺤﺎﺏ ﺍﻟﺮﺣﻤﺔ ﻳﻮﺕ ... ﻓﻮﻕ
    ﻗﺒﺮﻭ ﻳﺘﺰﺍﺣﻢ ﻳﻜﺐ
    ﻭﺗﺄﻧﺴﻮ ﺑﺤﺮﻭﺍً ﺣﺴﺎﻥ ... ﻻ ﺗﺘﻮﺻﻒ .. ﻻ
    ﺑﺘﺤﺴﺐ
    ﻭﺃﻗﺒﻞ دﻋﺎﻱ ﻗﻮﻝ ﻟﻲ ﺃﺑﻮﻙ .. ﻓﻲ ﺍﻟﺠﻨﺔ
    ﻻ ﺷﻘﺎ ﻻ ﺗﻌﺐ
    .
                  

11-04-2023, 01:15 AM

Yasir Elsharif
<aYasir Elsharif
تاريخ التسجيل: 12-09-2002
مجموع المشاركات: 48836

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: وداعا هاشم كرار زول مِجمِّع ونص.. صحي المو� (Re: Yasir Elsharif)

    في يوم الأربعاء 18 يناير 2006 كتبت هذه المداخلة في بوست هاشم كرار "أم المفاجآت":

    Quote: أريد أن أسأل الأخ هاشم كرار عن كلمة الأيام يوم 18 يناير 1985.. فإني لم أجدها في هذه الصفحة الأولى من الصحيفة..

    وأرجو منه أو من الأستاذ حسن ساتي أن ينشروا كلمة الأيام في يوم 18 يناير 1985
    مع الشكر الجزيل.


    فكتب هاشم عن طريق المهندس عبد الكريم الأمين ما يلي لينشر في البوست:
    Re: ام المفاجات (الصحفي هاشم كرار يروى من قلب صحيفة الايام اسرار اعدام الشهي...حمود محمد Re: ام المفاجات (الصحفي هاشم كرار يروى من قلب صحيفة الايام اسرار اعدام الشهي...حمود محمد
    Quote: الحبيب جدا" عبد الكريم

    تآخرت

    عليكم..............

    المشكلة فقط في ازمة مواصلات (الكترونية), اعاني منها لمدة

    يومين..


    ربما هنالك سبب اخر ,انني مزحوم كما تعرف باخبار الدنيا والعالمين, في الصحيفة التي اعمل فيها..

    عموما" لن اتاخر عليكم اكثر من

    وسويعات...

    تحياتي لكل الاحباب المتداخلين حتي

    الان...

    وقل للحبيب ياسر الشريف, ان كلمة الايام التي تحدث عنها حسن ساتي, لم تكن في18 يناير ..انما كانت

    في يوم

    الخميس 17 يناير ...في الجانب الايمن من الصفحة الاولي, والتتمة في صفحة
    3
    الكلمة جميلة جدا"..........ولها قصة سترد في سياق ما أرويه في

    شكل (سرد)
    ماسأكتبه حلقات تحت عنوان :
    اشارات ر’فعت عنها السرية من ذاكرة غير خربة
    (كلام زول مجمع ونص)
    و..يا عبد الكريم ..
    ايها المهندس الجميل..
    قل اخيرا جدا" لاهل (ياسر)..اصبروا , فان موعدكم.....الجنة !

    اخوك هاشم كرار


    وفي وقت مبكر من فجر الخميس 19 يناير 2006 كتبت رسالة لهاشم كرار وضعتها في مداخلة في بوست "أم المفاجآت" هنا:
    Re: ام المفاجات (الصحفي هاشم كرار يروى من قلب صحيفة الايام اسرار اعدام الشهي...حمود محمد Re: ام المفاجات (الصحفي هاشم كرار يروى من قلب صحيفة الايام اسرار اعدام الشهي...حمود محمد
    هذا نصها:

    Quote: الأخ عبد الكريم
    لك التحايا وللأستاذ هاشم كرار

    وقل له نعم ياسر يعرف أن الكلمة التي قصدها الأستاذ حسن ساتي هي تلك التي صدرت في يوم 17 يناير.. ولكني أسأل عن كلمة الأيام في يوم 18 يناير.. ربما لا تكون هناك كلمة للأيام في يوم 18، وهذا ما نقله لي الصديق الذي نقل صفحة الأيام المصورة، وسيظهر ذلك في كتابته بأسفله:

    وكما قلت فإن لدي كلمة الأيام ليوم 20 يناير، ولكن لم أتحقق بعد هل كانت تحت عنوان "رأي الأيام" كما وردني في النص الذي وصلني مكتوبا "وليس مصورا" أم تحت عنوان "كلمة الأيام" ولكن على كل حال سأورد ما جاءني كما هو.. وطبعا هذا لا يقدم ولا يؤخر كثيرا لأن الصحف كانت حكومية ولن تستطيع أن تكتب ما لا تريده السلطة.. ها هي الكلمة بداية بما كتبه لي صديقي وإبني من السودان، أنقلها بدون أي تصرف مني..

    وشكرا
    ياسر
    ...


    Quote: لايوجد كلمة للايام في يوم 18/1/1985 ربما تكون هناك صفحة ناقصة ...ساتاكد من ذلك



    جريدة الايام بتاريخ 20/1/1985 العدد 11461:

    راي الايام

    تجددت سماحة الاسلام وتعاظمت
    مسئولياتنا تجاهه
    احيت سماحة الاسلام وديمقراطيته بالامس نفوسا اربع كانت علي شفا حفرة من المقصلة وفتحت امامهم ابوابا واسعة للعمل ومشاركة الامة ثورتها في الاصلاح ..والنفس من اماتها فكانما امات الناس جميعا ..ومن احياها فكانما احيا الناس جميعا ..ومن عفا واصلح فاجره علي الله .
    وتأكدت بالامس طاقات الدين القيم في السماحة ..وفي الديمقراطية وقد اتسع فقه الدين القيم وعلت فية رايات الحوار فيما بين العلماء الاجلاء ورئيس واعضاء محكمة الاستئناف وبين المحكوم عليهم الاربعة ربما يؤكد ويجدد اهمية اشاعة هذه الطاقات الكامنة في دين الاسلام والقدرات الراسخة فيه .
    وتوافق بالامس قبول التوبة واعلان العفو مع دعوات الدولة لكل الخارجين علي سيادتها في الجنوب و غير الجنوب باتخاذ الحوار اداة لحل العارض من خلاف وتطرف وبدع كانت في التدين او في الممارسات السياسية بنفس القدر الذي تأكدت به مصداقية الدولة في قبول التراجع عن الخطأ في اي لحظة و في اي زمان ومكان وان كان علي مسافة خطوات من حبال المشنقة .
    واكسبت ثورة الصحوة الاسلامية بالامس رصيدا مرموقا وهي تقدم و تكشف بالدليل ان طريق التطبيق الفعلي والتمكين لتوجهات الدين القيم ليس واجب الدولة واجهزتها التشريعية و التنفيذية فقط ولكنه واجب العلماء و الافراد كل يمدها -التوجهات الاسلامية - بما يملك من علم و قدرة وكل يستطيع بما يملك و يقدم لها من ايجاب ان يخرس اعداء كثيرين يتربصون بالتوجهات وممارساتنا فيها الدوائر.
    وجددت بالامس مساجلات التوبة ان الدين الاسلامي القيم في السودان قد تجنب طرق الفرق و الشيع والمذاهب بخلاف كثير من الدول المسلمة بما يبقيه اي الدين الاسلامي ملجا هذه الامة وهي تعلي كل يوم رايات وحدتها الوطنية في وجه اللذين يريدون بها طرق الشتات و الاحتراب واولئك الذين يسعون بالفهم المغلوط لتفتيت طاقات الامة و توظيفها في غير مواقعها الصحيحة تلك مواقع الوحدة و التفاني و الزود عن حياض هذا الوطن و قدراته و مكتسباته
                  

11-04-2023, 01:40 AM

Yasir Elsharif
<aYasir Elsharif
تاريخ التسجيل: 12-09-2002
مجموع المشاركات: 48836

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: وداعا هاشم كرار زول مِجمِّع ونص.. صحي المو� (Re: Yasir Elsharif)

    في ضحى ذلك اليوم الحزين الخميس 19 يناير 2006 بلغنا نبأ رحيل إبننا الشريف في حادث أليم.

    انقطعت عن الكتابة في المنبر ما يقرب من الشهر. وفي يوم 16 فبراير 2006 كتبت هذه المداخلة في بوست "أم المفاجآت":

    Quote: التحايا لك يا أستاذ هاشم كرار، أيها الموجوع.. والتحايا لك يا أستاذ عبد الكريم والشكر على نقل الكتابة الوثائقية..

    والتحايا لكل الذين وردت أسماؤهم وأسماؤهن في هذا السرد البديع..

    ومواصلين..

    آخر مداخلة لي في هذا البوست كنت قد كتبتها في يوم الخميس 19 يناير 2006، وبعد زمن قليل علمت بخبر الحادث ووفاة إبننا الشريف في ذلك الضحى الحزين.. أذكر أنني قرأت في تلك الأيام خبر وفاة شاب سوداني إسمه إيهاب بسبب حادث سيارة في الدوحة، وللأسف كانت بسبب استهتار بعض الشبان الذين دهسوه بسيارتهم أثناء عملية تسمى "التفحيط"!!.. له الرحمة ولآله وأسرته الصبر وحسن العزاء..

    إنا لله وإنا إليه راجعون


    فكتب الأستاذ هاشم هذه المداخلة/الرسالة التي نشرت في البوست يوم 19 فبراير 2006:
    Quote: الباشمهندس عبد الكريم…..استاذنك وانت سيد
    البوست ( التاء دي لزومها شنو)!!!!!!


    الرجل المنظم جدا،
    والمثابر: دكتور ياسر.
    ابهجتني تحيتك لكل الذين وردت اسماؤهم في «االسرد».. هم بحق فتية (كانوا) وفتيات (كن) يستحقون التحية، ولا `زالوا .
    ابهجني أنك لم (تقصر) مع عبدالكريم، ذلك الذي (جرجرني) هذه الجرجرة (التاريخية).. تماما مثلما (جرجرني)، ذات يوم من أيام الدوحة، الحبيب دكتور حيدر بدوي، لأسجل «الشريط» الذي قلت إنه قد أصبح، ضمن الوثائق التاريخية للجمهوريين.
    عبدالكريم، جدير بالمعرفة.
    يكفي ا نه «عبد» فقط لـ «الكريم»، في زمن (النخاسة) هذا، وما أكثر عبيد كل ما هو غير اسم الجلالة في هذا الزمن!!!
    أزيدكم؟
    نعم، هو باشمهندس.. وفي الهندسة (مساح) دمع البكا!
    أزيدكم!
    عفوا.. الباقي عليك!
    لم أنسى:
    ليكن العزاء أن ابنكم (الشريف).
    (ذهب إلى أب أرحم».
    وليكن العزاء في شقيقكم «..... وعسوا أن تكرهوا شيئا، وهو خير لكم، والله يعلم وأنتم لا تعلمون». و.. وقل ـ يا صديقي ـ ربي ـ زدني علما، في كل وقت أنت فيه في تقوى الله!
    أكيد ح أواصل،
    ونواصل...
    الحلقات طويلة، لكن الكتابة تحتاج إلي مجابدة بين (دوامين)، وفي هذه الدوامة، المادوامة!
    و.. قبل أن (أمشي) سأطرح عليك سؤالا واحدا: كيف يمكن أن نربط بين مقتل الاستاذ محمود، ومقتل (بلول)؟
    أجزم انك، لن تتصل بصديق،
    ولن تستعين بالجمهور،
    وأنت الحصيف..
    لكن قبل أن (تربط) علي (رابط)، أرجوك انتظرني ريثما (أربط) أنا... أنا (الرابط) من زماآآن في اسكيل H! }

    هاشم كرار




                  

11-04-2023, 01:51 AM

Yasir Elsharif
<aYasir Elsharif
تاريخ التسجيل: 12-09-2002
مجموع المشاركات: 48836

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: وداعا هاشم كرار زول مِجمِّع ونص.. صحي المو� (Re: Yasir Elsharif)

    إبننا الراحل المقيم الشريف يظهر في الموضع دقيقة و 19 ثانية من هذا الفيديو

    الذي جمع فيه مخرجه الدكتور مصطفى الجيلي صور الجمهوريين والجمهوريات الذين انتقلوا إلى الدار الآخرة، وفيهم زوجته الراحلة المقيمة نجاة عثمان التي انتقلت يوم 27 سبتمبر 2015، وهي تظهر في عدة مواضع من الفيديو خاصة في تلك التي تجمع بينها وبين زوجها مصطفى الجيلي مع أمنا آمنة لطفي رفيقة درب الأستاذ محمود في الموضع 3 دقيقة و27 ثانية.
                  

11-05-2023, 09:02 AM

Yasir Elsharif
<aYasir Elsharif
تاريخ التسجيل: 12-09-2002
مجموع المشاركات: 48836

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: وداعا هاشم كرار زول مِجمِّع ونص.. صحي المو� (Re: Yasir Elsharif)



    Quote: كمال سالم
    [3 نوفمبر 2023]
    يا هاشم انت بتهظر ؟!!
    هاشم كرار معقولة تمشى قبل ما اودعك ؟
    لا حولا ولا قوة الا بالله .
    لقد رحل اخى الحبيب وصديقى الصدوق وانا بعيد عنه .. حتى الان لم استطيع ان استوعب الخبر الذى نقله لى الآن شقيقى عادل سالم وانا فى القاهرة .
    لن استطيع ان اواصل الكتابة .. اعذرنى اخى هاشم فالدموع تملأ عيني واصبحت لا اميز الحروف .. سوف اكتب عنك لاحقا لاحكى للدنيا كلها عنك وعن معدنك واصلك واصالتك عن قلبك الكبير الذى استوعب محبة الملايين من البشر ساحكى عن محبتنا وعلاقتنا .. ساحكى عن علاقة لم ارى مثلها جمعتك مع تؤام روحك نجيب نور الدين الذى كان هو من عرفنى بك .
    نم هانيئا قرير العين يا صديقى فالله راض عنك وسيجعلك من اهل الجنة مع الابرار .
    وانا لله وانا اليه راجعون .
                  

11-05-2023, 09:08 AM

Yasir Elsharif
<aYasir Elsharif
تاريخ التسجيل: 12-09-2002
مجموع المشاركات: 48836

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: وداعا هاشم كرار زول مِجمِّع ونص.. صحي المو� (Re: Yasir Elsharif)



    Quote: Najeeb Nooreldeen
    [ 3 نوفمبر]
    يااااهااااشم..
    هاشم نورالدين
    ونجيب كرار... قالت امي.. امك.. اماتنا الاتنين شاهدات عيونن محبتنا وخوتنا..... ااااخ ياصاحبي.. كيييف الحياة من غيرك... روحك المتقاسمنها.. خليتني لمنو ولشنو ياهاشم.. اااه ياااللوجع والفقد.. علي هاتفي عانقت الاصحاب وبكييييت...
    يا اماني وسارة ومحجوب وطه وعوض... هاشم مامات هاشم هنا وهنا وهنا وهنا كل الابتسامات والقوة والشجاعة ودفء المحبة خلاها ليكم...
    واصبحت بعدك قليل... كنت تتم حياتي بوجودك ومحبتك ووووو
    بينا اربعين عام وثلاثة من الحب والخوة والصداقة ونبل العشرة..
    ياخ حتى عوض احمد خليفة وادارة جريدة الايام ولما نلتقى حرروا خطاب تعيين لاسمين هاشم احمد عبدالرحمن وابراهيم نورالدين.. سابقة في تاريخ الخدمة المدنية في السودان..
    تاني اقول شنو عن امك في الحصاحيصا وامي في امدرمان كانت عيونن تحكي عن محبتنا.. سلم لي على امي امك بت الجعيلي ولأمي امك حفصة حماد الليلة الجنة نورت هناك والبرزخ يستقبل انبل واجمل من عرفت...
    يااااااه.. تاني ما خ اكلمك؟
    لا ح اكلمك كل يوم حتي القاك بهناك حيث لا فراق.. لافراق...
                  

11-05-2023, 09:17 AM

Yasir Elsharif
<aYasir Elsharif
تاريخ التسجيل: 12-09-2002
مجموع المشاركات: 48836

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: وداعا هاشم كرار زول مِجمِّع ونص.. صحي المو� (Re: Yasir Elsharif)

                  

11-05-2023, 09:25 AM

Yasir Elsharif
<aYasir Elsharif
تاريخ التسجيل: 12-09-2002
مجموع المشاركات: 48836

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: وداعا هاشم كرار زول مِجمِّع ونص.. صحي المو� (Re: Yasir Elsharif)


    Quote: عمر يوسف الدقير - Omer Eldigair- رئيس حزب المؤتمر السوداني
    [3 نوفمبر]
    كان هاشم كرار مثل شهابٍ لامع في مجتمع الصحافة وأرباب القلم .. لم ينكسر ولم يتراجع في أوقات الترهيب والاغراءات، التي ارتفعت فيها من الكثيرين راياتٌ بلون الأكفان، وظل متشبثاً بقلمه الحر وكلمته الصادقة غير الملتبسة و مُحَلِّقاً في فضائه الجميل: الوطن والناس والحلم.
    كتب سيرةً شخصيةً مفعمةً بالحبِّ والنُّبْل والجمال .. أفاض على تلك السيرة من سماحة نفسه وعذوبة روحه ما جعلها خاليةً من الأعداء، حتى المرض العضال والموت لم يكونا جديرين بعداوته، فقد قابل المرض بصبرٍ جميل وعامَل الموت بيقين المؤمن بالأجل المكتوب .. كأنّه دَجّنَ الموتَ وربطه إلى قائم سريره الأبيض وهو يمنح زُوّاره وعوّاده وضاءة الابتسامة وعذوبة الروح ونبل المشاعر، ويملؤهم بالأمل.
    توارى هاشم خلف غيوم الرحيل الأبدي مثل نغمةٍ عذبةٍ طغى عليها صوت طبول الحرب الذميمة وقعقعة السلاح الأعمى .. انسحب في هدوءٍ وسكينة واختفى كما الضوء بلا صخب، لكنّه حتماً سيواصل الإشعاع من قبره بالسيرة الباذخة التي تركها، ويزداد بها سطوعاً كلما أوغل في الغياب.
    عليه من المولى سحائب الرحمة والرضوان، والعزاء لأسرته وزملائه وأصدقائه ومحبيه.
                  

11-05-2023, 09:34 AM

Yasir Elsharif
<aYasir Elsharif
تاريخ التسجيل: 12-09-2002
مجموع المشاركات: 48836

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: وداعا هاشم كرار زول مِجمِّع ونص.. صحي المو� (Re: Yasir Elsharif)

    Quote: جعفر عبد المطلب احمد
    1 Tage
    ·
    يا وجعي علي موت الغربة يا هاشم كرار !
    يا حليلك ويا حسرتي عليك يا هاشم ! بعد ان قلنا انك هزمت المرض وعدت تكتب كتاباتك الشيقة والعذبة ،عدت تمازحنا وتشاغبنا كما انت دائما ،تكتب الادب والقصة والمقالة بل تؤلف الكتاب كاملا وانت هاشم كرار، تسوق القاريء بطريقتك الإبداعية المدهشة في الكتابة ، وحكاياتك الشائقة وسردياتك التي يتمنى القاريء ان لا تنته !
    يا حليلك يا مرق الكتابة ومدادها الدفاق، يا سلام يا هاشم عندما تضحك متحديا المرض الذي انتصرت عليه في جولات عديدات واصبحنا من شدة الامل ننتظر عودتك مع عودة الوطن واهله المشردين في الارض ننتظرك ان تكتب لنا ما لم تكتبه وانت مستشفيا !
    يا له من صباح حزين وكئيب عندما قرات خبر الشؤم في هذه الأسافير للتو ! ولم اصل الصبح بعد ! أتذكر عندما كنت تقول لي " بس انت المرة دي تعال مش مجرد زيارة عابرة بل تعال نقعد اياما ولدي حديثا طويلا واوراقا كثيرة تعال نشوفها مع بعض ونتذكر محجوب كرار وغير محجوب كرار من الذين ذهبوا والذين ينتظرون" ! وهاهو انت ذهبت قبل الموعد المضروب! وما عدت من المنتظرين ! يا لهفي يا هاشم علي الرحيل في المرافىء وموت الغربة ! اي مساحة من الحزن تتمدد من ساقة كرار في البلد واطلال خلوة شيخنا عبد الرحيم مرورا بالعاصمة حيث كان قلمك يقدل ويمرح ويرفل في صحفها اليومية ،وصوتك كان يجلجل مسموعا في منتداياتها الثقافية حتي تصل قافلة الحزن الي الحصاحيصا ان كان فيها مكانا لم يصله الجنجويد ! اين سيبكيك الباكون !واين سيكون العزاء تحت اهوال هذه الحرب ! عزاء وسرادق في الدوحة وآخر في ساقة كرار في البلد بعد ان عاد اليها اهلها ثانية ! وفي العاصمة حيث دور الصحف التي مايزال مداد قلمك الرشيق حارا وطازجا ! وفي الحصاحيصا غصبا عن الجنجويد ! وفي كل مدينة يقام لك فيها عزاء فيها قراؤك وآل كرار واصدقاؤك وهل يكفيك كل هذا يا اجمل الناس واروع الكتاب ! سلم على الحبيب محجوب كرار وحدثه كيف قامت الثورة ، ولكن تآمر عليها المتآمرون من غير اهلها، وما تزال تنازع من أجل وجودها ! اللهم اساله ان يوسدك مكانا وثيرا في الجنة بقدر ما وسدت قرائك واهلك واصدقائك وزملائك وعشاق أدبك المحبة والمتعة بكتاباتك الباذخة والعذبة ومشاعرك الصادقة وفاء للصداقة وعطاء سخيا لذوي القربى وغيرهم ، والتعازي لاهل بيتك المكلومة زوجك وافراد الاسرة وآل ودكرار اين ما وجدوا وقرائك واصدقائك واحبائك وزملاءك في السلطة الرابعة في السودان وخارجه، لهم جميعا جميل الصبر وحسن العزاء .
    جعفر عبد المطلب / تورنتو
                  

11-05-2023, 09:44 AM

Yasir Elsharif
<aYasir Elsharif
تاريخ التسجيل: 12-09-2002
مجموع المشاركات: 48836

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: وداعا هاشم كرار زول مِجمِّع ونص.. صحي المو� (Re: Yasir Elsharif)


    Quote: Abdalla Elfakki El Bashir
    [4 نوفمبر]
    تعليق على كتاب: هاشم كرار، من المشنقة إلى السقوط: كلام ما ساكت!
    قراءة في مواقف الصحافة السودانية من المفكر السوداني الإنساني محمود محمد طه
    بقلم الدكتور عبد الله الفكي البشير
    "ونحن لا نستغرب سوء الفهم، وسوء النية، من أي إنسان بقدر ما نستغربهما مِمَنْ يحملون الأقلام، ويتصدون لتوجيه الرأي العام، ويجدون المداد، والورق، موفوراً لديهم، لأن الشعب يثق فيهم، ويقبل على ما يكتبون - يدفع ثمنه من حر ماله، ويقبل عليه يقرأه، ويستظهره– من مثل هؤلاء يستغرب سوء الفهم، ويستغرب سوء النية.. بل من مثل هؤلاء قد لا يقبل صرف ولا عدل.. لأن في عملهم خيانة لأمانة الثقافة، وخيانة لرسالة القلم، وخيانة لأمانة الثقة.. الثقة الغالية التي أودعها الشعب في حملة الأقلام" .
    محمود محمد طه، 1969
    هذا الكتاب: من المشنقة إلى السقوط: كلام ما ساكت!، يصب في فعل المقاومة، ودعم الثورة، والإسهام في تطهير الأرض. المقاومة لسردية الجهل والقديم، والثورة من أجل تحرير الفضاء والعقول من الأوصياء عليها من رجال الدين. وتطهير الأرض من اللوثة، وتلويث الوعي بواسطة بعض حملة الأقلام. فهو أول كتاب يصلنا من حملة الأقلام ومكيفي الرأي العام من الصحفيين السودانيين، في مقاومة سردية الكسل العقلي وتناسل الجهل، التي نسجها، بلا حق وبلا ورع علمي أو وازع أخلاقي، تحالف ديني عريض حول محمود محمد طه. كان قوام هذا التحالف رجال الدين، والقضاة الشرعيون، وهيئة علماء السودان، وأساتذة جامعة أم درمان الإسلامية، والإخوان المسلمون، ورجالات الطائفية والقادة السياسيون، ووزارة الشؤون الدينية والأوقاف، وكبار موظفي الدولة السودانية، وبعض أعضاء مجلس السيادة السوداني الرابع (1968- 1969)، فضلاً عن المؤسسات الدينية: الأزهر (مصر)، ورابطة العالم الإسلامي التي يتكون مجلسها التأسيسي من ستين عضواً يمثلون مختلف دول العالم الإسلامي، وتتخذ من المملكة العربية السعودية مقراً لها . وقد نجح هذا التحالف، وبلا حق، وهو نجاح إلى حين، في الحكم على محمود محمد طه بالردة عن الإسلام، مرتين، الأولى عام 1968، والثانية عام 1985، حيث تم استدعاء حكم المرة الأولى، وتم الاستناد عليه، في إصدار حكم بالإعدام، وتنفيذه عليه في العاصمة السودانية الخرطوم، في 18 يناير 1985.
    ظل هذا التحالف الديني العريض، وأمام عجزه عن المواجهة الفكرية، وعلى مدى سبعين عاماً، ينسج في سردية تكفيرية عن الفهم الجديد للإسلام وصاحبه، ولم يكن حملة الأقلام من الصحفيين ببعيدين من مؤامرات هذا التحالف. فلقد ظلوا، إلا نفر قليل منهم، منذ أن طرح محمود محمد طه الفهم الجديد للإسلام/ الفكرة الجمهورية في نوفمبر 1951، من النشطاء في فريق النسج لتلك السردية التكفيرية. بل ومن المفارقات، أن أول من بدأ التشويه للفكرة الجمهورية، وأول من شيع، كذباً وبهتاناً، بأن محمود محمد طه رفعت عنه الصلاة، ورفعت عنه التكاليف، لم يكن من رجال الدين المهووسين، وإنما صحفي كان رئيساً لتحرير إحدى صحف الخرطوم، كما سيرد التفصيل لاحقاً.
    إننا اليوم، ومع هذا الكتاب، الذي وضعه الكاتب الصحفي النبيل هاشم كرار وكان محوره محمود محمد طه، نعيش في لحظة ثورية تتسق مع مناخ ثورة ديسمبر المجيدة، ونشهد بداية تطهير الأرض من إرث الأقلام، التي أسهمت في محطات هزيمة الوعي. إن هذا الكتاب يُعد أول وثيقة مقاومة لسردية رجال الدين، تصلنا من صحفي. كتب هاشم، قائلاً: "وما أنا بمؤرخ بالطبع، وإنما مجَّرد صحفي أتيحت له فرصةٌ تاريخية، أن يكون شاهداً على إعدام مُفكرٍ إسلاميٍ عتيد، مهما اتفقنا معه، في أفكاره- حدَّ الاحترام- أو اختلفنا حدَّ التآمر.. حدَّ القتل". والكتاب أيضاً يُمثل أول مذكرات لمثقف سوداني تجعل من محمود محمد طه موضوعها ومحورها، لتكون أول وثيقة مقاومة للتجاهل والتغييب. فقد كتب هاشم في كتابه، قائلاً: إنه حكى للمهندس عبد الكريم الأمين (كيكي)، ذات يومٍ، من أيامِ الدوحة، عن جُمعة اغتيال الأستاذ محمود محمد طه، فألحَّ علىَّ أن أكتب عن تلك الجُمعة للتاريخ، ونشرها في (سودانيز أونلاين). كان ذلك، في العام (2005)". وظل هاشم يواصل في الكتابة، بمساعدة المهندس عبد الكريم ودعمه له وحثه على مواصلة الكتابة، وكأنما بعبد الكريم كان يستشعر مقاومة التجاهل لمحمود محمد طه. فلقد تجاهل كل الذين كتبوا مذكراتهم وسيرهم الذاتية من القادة والمثقفين، محمود محمد طه وغيبوه، غير أنه تغييب إلى حين. ولمَّا كانت تلك المذكرات والسير الذاتية من مصادر الدراسات السودانية، فلقد توارثت الأجيال ذلك التغييب والتجاهل . ولم يسعفنا حتى أساتذة تاريخ السودان الحديث والمعاصر، والمتخصصون في العلوم السياسية والاجتماعية والفكر الإسلامي، بإجراء المراجعات والتصحيح. فلقد سلم الجميع بالتاريخ المعلن، ولم يكن ما بعد التاريخ المعلن، حيث دراسة المُغيب والمُبعد والمُهمش، ومن هو خارج السجلات الوطنية، من انشغالاتهم. وهم في هذا، ومن بينهم الكثير من حملة الأقلام من الصحفيين، كانوا، ولا يزالون، من المساهمين في تغذية الصراعات والحروب والتشظي لأقاليم السودان. فهل يُعلن كتاب هاشم كرار عن مسار جديد في الموقف من محمود محمد طه في فضاء الصحافة السودانية؟ وهل يشجع الكتاب حملة الأقلام من الصحفيين على الاستيقاظ واستشعار المسؤولية الفردية، وتجسيد القيم الأخلاقية، تجاه مواقفهم من محمود محمد طه؟
    الصحفيون وتغذية الشعب بجهالات العقول وغثاثات الأنفس
    لقد ظل سجل الصحافة وأداء الصحفيين، ولايزال، ليس كلهم بالطبع، من أقبح السجلات المهنية في السودان، بعد القضاة الشرعيين، في مواقفهم من محمود محمد طه بعد إعلانه للفهم الجديد للإسلام، وفي دورهم في التشويه والتضليل. والشواهد على ذلك كثيرة وثابتة، غير أن ضعف الذاكرة التاريخية، والانبتات عن الأرشيف القومي، وحالة الكسل العقلي، ظلت ملازمة لتكويننا العلمي، وغدت من سمات الأداء في الخدمة التنويرية في السودان. يفيدنا الأرشيف القومي في السودان بإن أول من استهل التشويه للفكرة الجمهورية والتحريف لأحاديث محمود محمد طه هو الكاتب الصحفي عبد الله رجب (1915- 1986)، صاحب صحيفة الصراحة، ورئيس تحريرها. وقد تحدث محمود محمد طه عن ذلك، قائلاً: "إن أول من بدأ التشويه للفكرة الجمهورية هو عبد الله رجب". كان عبد الله رجب أول من أطلق عبارة أن محمود محمد طه رفعت عنه التكاليف، ورفعت عنه الصلاة. وقد حدث ذلك عندما قدم محمود محمد طه محاضرة بعنوان: "اشتراكية القرآن" ، بنادي الثقافة بأم درمان مساء الأحد 14 سبتمبر 1952، فما لبث أن تبنى رئيس تحرير صحيفة الصراحة عبد الله رجب، المعارضة والتشويه. وأتبع ذلك بالعديد من الكتابات، وصف فيها محمود محمد طه، بأوصاف لا تليق، منها على سبيل المثال، لا الحصر، قوله: "وزعم واحد أن محموداً كان له (سفلي) وقال أنه لا يغتسل ولا يصلي ولا يستجمر" . وكتب كذلك، قائلاً: إن محمود محمد طه يتكبر على الصلاة والصيام بدعوى أنه صار من الواصلين . لقد ظل عبد الله رجب على هذه الحالة خلال خمسينات وستينات القرن الماضي، وحتى عندما ظهرت مذكراته: مذكرات أغبش، (1988) كتب متهكماً على محمود محمد طه. أيضاً، لم تكن صحيفة الرأي العام في مواقفها من محمود محمد طه أفضل حالاً، وإنما كانت مثالاً لسوء الفهم وسوء الطوية. لقد ظلت الصحيفة تقود الحملات العدائية والتشويهية، خاصة أيام محكمة الردة الأولى 1968، وتفتح أبوابها للمعارضين، وترفض النشر للإخوان الجمهوريين وتحرمهم من حق الرد على المعارضين. وكذلك صحيفة الميثاق الإسلامي، التي لم يتأخر رئيس تحريرها عبد الرحيم حمدي (1939- 2021) عن تلك الحملة، وكان من بين مقالاته الجريئة والتي تفتقر للأدب، مقال بعنوان: "محمود محمد طه: جاهل أم مخادع؟" . ولم تسلم في هذا صحيفة الأيام، وصحيفة الصحافة، كما غرفت صحيفة الأمة نصيبها منذ أربعينات القرن الماضي. ليس هذا فحسب، وإنما كانت صحيفة الرأي العام تضلل القراء، حيث تطلب من أساتذة جامعة أم درمان الإسلامية إعداد المواد المعارضة لمحمود محمد طه، لتنشرها في اليوم التالي باسم "نفر من هيئة التحرير" . لقد قامت الصحف، خاصة صحف الصراحة والرأي العام، والميثاق الإسلامي، وغيرها، بدور كبير في تضليل الشعب، وكانت جزءاً أصيلاً ومتماهياً مع رجال الدين في نسج السردية التكفيرية الباطلة حول محمود محمد طه. وقد فصلنا كل ما ذهبنا إليه أعلاه، في كتابنا المشار إليه في الهامش أدناه .
    جدير بالذكر بأن أكثر الصحف التي كانت تفتح أبوابها لمحمود محمد طه هي صحيفتا السودان الجديد، وأنباء السودان، فنشرت له الكثير من المقالات والبيانات. كما نشرت له كذلك صحف الشعب، وصوت السودان، والاستقلال، والأيام، والميدان، وغيرها، بعض المقالات والبيانات.
    هاشم صحفي العيش الكفاف يفوز بشرف السبق ويفتح الباب أمام حملة الأقلام لتصحيح المواقف
    فاز هاشم بشرف تقديم أول كتاب من صحفي كان محوره محمود محمد طه. وفي هذا ترفيع للقواعد الأخلاقية، وتجسيد للمعاني الإنسانية. كتب هاشم واصفاً حاله، فقال: "إنني - فقط- مجُّرد زول، أتيحت له فرصة أن (يُصوِّر) حدثاً في زمانٍ مُعيَّن، ومكانٍ مُعيَّن، أو أزمنةٍ وأمكنةٍ مُعيَّنة.. وها هو الآن يحاول - بعد عشرين عاما - أن ينقل الصورة، كما هي.. بكلِ تفاصيلها". يقيني أن هاشم بهذا الكتاب يفتح الباب أمام زملائه الصحفيين، ويدعوهم إلى الانحياز للحق وعدم الممالاة على الجهل، وهو يردد ما كتبه محمود محمد طه، عندما أصدر صحيفته، صحيفة الجمهورية، في 15 يناير 1954، فقد كتب محمود محمد طه، قائلاً: إن الصحافة "يجب أن تعين على العلم، لا أن تمالي على الجهل.. يجب أن تسير أمام الشعب لا أن تسير في زمرته تتسقط رضاه، وتجارى هواه، وتقدم له من ألوان القول ما يلذه ولا يؤذيه". غير أن الصحف في السودان قد رزئت منذ بداياتها الأولى بالكثير من الصحفيين من ذوي التكوين المعرفي الضعيف، والتأهيل الركيك. وفي هذا كتب محمود محمد طه عن الصحف ومحرريها، قائلاً: "إننا نجد أكثر محرري صحفنا من فشلوا في ميادين الحياة المختلفة فاستوعبتهم الصحف فأخذوا يغذون الشعب بجهالات عقولهم وغثاثات أنفسهم" . ولعل راهن الصحافة اليوم لا يختلف كثيراً عما كانت عليه في مرحلة البدايات تلك، خاصة تجاه القضايا الفكرية، وبصورة أخص في موقفها من محمود محمد طه. وهذا ما يمكن رصده وببساطة من خلال تتبع مواقفها، إذ ظلت تعمل، وكذلك الإعلام المسموع والمرئي، غير أن تركيزنا الآن على الصحافة، وتحديداً على الورقية وليس الإلكترونية، على التعتيم والتجاهل. وفي مفارقة مدهشة، وجدنا بعض حملة الأقلام ممن يسعون لتجاهل محمود محمد طه وتغييبه، يمارسون النهب، فكانت أفكاره ونصوصه حاضرة كالشمس في كتاباتهم. وفي هذا النهب برع رجال الدين، وبعض المفكرين الإسلاميين، والقادة السياسيين، وكثير من المثقفين من داخل السودان وخارجه. لم يقف الأمر في حدود نهب الأفكار والنصوص، وإنما قام البعض بالسطو على فصول بأكملها، بل هناك من نهب كتاباً من الغلاف إلى الغلاف، ولم يلغ منه سوى ما جاء عن الرسالة الثانية من الإسلام، أو الذكر للجمهوريين أو الحزب الجمهوري .
    على الرغم من كل ذلك، وليس غائباً عنا بأن مجال الصحافة في السودان مجال واسع، خاصة إذا ما نظرنا إليه في إطار زمني يمتد منذ إعلان محمود محمد طه للفهم الجديد للإسلام في العام 1951، فإن هناك مواقف مشرفة لبعض الصحفيين من محمود محمد طه، منهم على سبيل المثال، لا الحصر، أحمد يوسف هاشم (1903- 1958)، وبشير محمد سعيد (1921- 1995)، ومحمد سعيد معروف (1926- 2000)، وعبدالرحمن بلاص (1937- 2017)، ودوليب محمد الأمين، وصالح بان النقا (ابن البان)، وعمر الحسين (1940- 2005)، وسيد أحمد خليفة (1940- 2010)، وحسن ساتي (1948- 2008)، وبكري خضر، وعبد الله جلاب، البروفيسور اليوم وأستاذ الدراسات الأفريقية وسوسيولوجيا الإسلام، بجامعة ولاية أريزونا، الولايات المتحدة، والحاج وراق، وآمال عباس، ونجيب نور الدين، وفيصل محمد صالح، وزير الثقافة والإعلام السابق، وفتحي الضوء، وشمس الدين ضو البيت، وعبدالله الشيخ، وأسامة أبو شنب، وأمل هباني، ورشا عوض، وأمير صديق، وعماد البليك، وصلاح شعيب، ومنصور الصويم، وحيدر المكاشفي، وفيصل الباقر، وعبدالوهاب همت، وشوقي عبدالعظيم، والسر السيد، وعادل سيد أحمد خليفة، والدكتور محمد بدوي مصطفى، ومأمون التلب، وحاتم الكناني، وأفراح تاح الختم، ومحمد إبراهيم، ومحمد الشيخ حسين، وحسين سعد، وأحمد جادين، وحسن إسحق. كما فتح البعض منبر صحيفته، غير أنه أحجم عن الكتابة عن محمود محمد طه، بينما اتبع البعض الآخر فتح منبره بالكتابة عن محمود محمد طه، ومن هؤلاء على سبيل المثال، لا الحصر: عادل الباز، رئيس تحرير صحيفة الأحداث، وعثمان ميرغني، رئيس تحرير صحيفة التيار، والدكتور خالد التجاني، رئيس تحرير صحيفة إيلاف. وهناك صحف ظلت أبوابها مفتوحة للكتابة عنه، منها على سبيل المثال، لا الحصر: أجراس الحرية، والجريدة، والأيام، والميدان، والديمقراطي، والحداثة، وهناك من الصحفيين من ظل مشغولاً بالفكرة الجمهورية وبالجمهوريين في أحاديثه وكتاباته، سواء كان ناقداً أو متأملاً أو معبراً عن إعجابه أو كتب مقالاً يتيماً أو بعض المقالات، منهم على سبيل المثال، لا الحصر، محجوب عروة، ومحمد طه محمد أحمد، رئيس تحرير صحيفة الوفاق (1956- 2006)، وحسين خوجلي، رئيس تحرير صحيفة ألوان، ومحمد لطيف، رئيس تحرير صحيفة الأخبار، والصحفي بكري المدني الذي ظل مشغولاً بنقد الفكرة الجمهورية. والنقد مطلوب، غير أن لديه استحقاقاً وشروطاً لابد من استيفائها، وقد لخصها محمود محمد طه في ثلاثة شروط، هي: العلم، والصدق، والمسؤولية.
    غني عن القول إن ما أوردناه أعلاه من أسماء لم يكن سوى نماذج فقط، فهو ليس حصراً أو رصداً، فإننا لا نسعى لذلك، ولا يمكننا القيام به في هذه المساحة الضيقة. كما أننا لم نتعرض للكُتاب من الأكاديميين والمثقفين الذين ظلوا يكتبون في الصحف باستمرار. كذلك معلوم أن بعض الصحف التي وردت الإشارة إليها، قد توقفت عن الصدور، غير أنها محفوظة، وكذلك تلك التي لم نذكرها وهي كثيرة، في الذاكرة القومية في الأرشيف الصحفي بدار الوثائق القومية.
    كذلك لابد من الإشارة إلى أن ميدان الصحافة في السودان، على الرغم من سجله السلبي تجاه محمود محمد طه، إلا أنه كان من أكثر الميادين التي قدمت العصاميين، أولئك الذين لم ينالوا تعليماً نظامياً، وإنما علموا أنفسهم بأنفسهم تعلماً ذاتياً، نهلوه من مدرسة الحياة، "فالحياة أصدق من العلم" ، كما يقول محمود محمد طه. كان من بين هؤلاء على سبيل المثال، لا الحصر، يحيي محمد عبد القادر (1914-2011)، صاحب صحيفة أنباء السودان، وعبد الله رجب، صاحب صحيفة الصراحة، ومحمد الخليفة طه الريفي (1917- 2002)، والفاتح النور (1922- 2000)، صاحب أول صحيفة إقليمية في السودان صحيفة كردفان، والأديب والكاتب الصحفي جعفر الشريف عمر السَّوْري (1924- 1956)، فهو أول صحفي، حسب اطلاعي، أطلقت عليه صحيفة السودان الجديد، في 14 يوليو 1956، عند نعيه، وصف "الصحفي العصامي". وكذلك محمد الحسن أحمد (1932- 2008)، صاحب صحيفة الأضواء، والقائمة طويلة، ولكن هذه مجرد نماذج. كما أن هناك إسهامات وطنية كبيرة وبصمات واضحة ومشرقة لصحفيين كُثر، ظلت باقية ومثلت إضافة حية ومتجددة وسدت فراغاً كبيراً في مسار السودان السياسي والثقافي والاجتماعي والفكري. ولكن هذا لا يمنع القول بأننا في حاجة إلى تحرير ميدان الصحافة والإعلام مما ينطوي عليه من ضعف تجاه دوره في تنمية الوعي وخدمة التنوير. ولا سبيل لهذا التحرير، إلا بترفيع مستوى الأداء وإعمال الحس النقدي، والعمل على إنجاب الصحفي الحر والمسؤول، فضلاً عن الاحتفاء بالنماذج الإرشادية من الصحفيين، والاسترشاد بسيرهم، من أمثال مؤلف هذا الكتاب، الكاتب الصحفي النبيل هاشم كرار، وهو من صحفيي العيش الكفاف .
    الأحرار حرب على التعتيم: الصحفي الأول والوحيد الذي كشف حريق نادي الخريجين بود مدني، 1979
    لم يكن محمود محمد طه غريباً على فضاءات هاشم كرار، ولم يتعرف عليه مؤخراً، وإنما كان قارئاً له منذ نهاية سبعينات القرن الماضي، وظل مهتماً بأطروحاته وبسيرته الفكرية. كذلك كان محمود محمد طه حاضراً في مناخات أسرة كرار، بل سجل التاريخ لأسرة كرار احترامها لمحمود محمد طه واهتمامها به. ففي عام 1972 كان ابن عم هاشم كرار، الأستاذ الباحث الاجتماعي والكاتب الصحفي العصامي محجوب كرار (1938- 2001)، قد شارك في حوار أجرته مع محمود محمد طه الباحثة البريطانية اليزابيث هودجكنز، بحضور الأستاذ عصام عبد الرحمن البوشي، الذي تولى ترجمة الحوار، ومن ثم قام محجوب بنشر الحوار بعنوان: "محمود محمد طه في حوار صوفي مع مسز اليزابيث هودجكنز"، في صحيفة الصحافة، بتاريخ 16 ديسمبر 1972. أيضاً كانت عينا هاشم قد كحلت كتب محمود محمد طه أول مرة في منزل الأسرة بمدينة الحصاحيصا، وسط السودان. فقد كان شقيقه المهندس عوض كرار (1948- 2016) يأتي بكتب محمود محمد طه للمنزل، يقرأها ويعطي هاشم ليقرأ. وقد صور هاشم هذا المشهد، قائلاً: "كان [عوض كرار] يجيئُ من المحالج، بين فترةٍ وأخرى، بكتيبٍ للجمهوريين، أو كتاب للأستاذ [محمود محمد طه]. كان يجلس العصرية، أمام البيت، يقرأُ. رافعاً رجليه على ساق شجرة نيم، من النيمات الكبيرة التي كان قد زرعها هو، أمام البيت، وتعهدُّتها أنا بالسُقيا والرعاية! كان يقرأ، ويعطيني لأقرأ".
    لقد ظهر أثر هذه القراءات عند هاشم فور التحاقه بصحيفة الأيام في العام 1978. إذ لم يمض عام من عمله صحفياً، حتى شهدت مدينة ود مدني، بوسط السودان، واحدة من أبشع مؤامرات رجال الدين ضد الفكرة الجمهورية، عندما قاموا في نهار يوم الجمعة 12 يناير 1979 بحرق نادي الخريجين، بسبب استضافة النادي لمعرض الفكر الجمهوري. التهم الحريق جميع محتويات المعرض، وكل النادي، بما في ذلك مقتنيات ووثائق تعود إلى حقبة النضال ضد الاستعمار. فالنادي يمثل رمزاً وطنياً في النضال ضد الاستعمار، وأداة حداثية لها إسهام عظيم في تنمية الوعي، وإذكاء الروح الوطنية. لاحظ هاشم كرار بأنه وعلى الرغم من خطورة الحدث، إلا أن الصحف لم تهتم به، ولم تورد حتى مجرد خبر عنه. استنكر هاشم مواقف الصحف، وبادر بأن طرح على رئيس تحرير صحيفة الأيام الأستاذ حسن ساتي، فكرة السفر إلى مدينة ود مدني لإجراء تحقيق حول الحدث. وافق ساتي، وسافر هاشم إلى ود مدني، والتقى بالأستاذ صديق محمد الحاج، سكرتير نادي الخريجين، وآخرين.
    أثناء تحقيقه أكتشف هاشم بأن التخطيط لحريق النادي بدأ بمسجد دردق بمدينة ود مدني بقيادة إمام المسجد الشيخ حسن عبد العزيز، وأن أطراف المؤامرة لا تقف عند رجال الدين والصحف التي سعت للتعتيم على الخبر، وإنما كان للشرطة والمطافئ دور كذلك. فقد أوضح السيد/ صديق، سكرتير النادي في مقابلاته مع هاشم، بأن تواطؤ الشرطة، وكذلك المطافئ، وتأخرهما في الاستجابة والمجيء، أتاح الفرصة للنيران أن تلتهم كل شيء في النادي. جمع هاشم المعلومات وعاد قافلاً للخرطوم لينشر تحقيقه، بمساندة حسن ساتي، الذي كان صلباً في دعمه لنشر التحقيق. ليكون ذلك أول عمل عبَّر هاشم من خلاله عن موقفه من الفكر الجمهوري، وهو أول صحفي، بل الصحفي الوحيد، الذي كشف للشعب السوداني ما سعت الصحف لقبره وهي تعتم عليه. كان محمود محمد طه قد أرسل خطاباً إلى رئيس نادي الخريجين، في اليوم التالي لحريق النادي، جاء فيه:
    "حضرة الأخ الكريم عبد الرحيم محمود أبو عيسى، رئيس نادى الخريجين بمدني
    وحضرات الإخوان الكرام أعضاء لجنة النادي الموقرة، وحضرات الإخوان الكرام أعضاء هذا النادي العزيز، تحية طيبة... لقد خرجت من ناديكم، في الثلاثينات، الشعلة الأولى التي كانت نواة الحركة الوطنية العظيمة التي انتهت الى إخراج الاستعمار الحسي حكم الإنجليز من البلاد، فأحرزت بذلك تحريرها.. وستخرج بهذا الصنيع البشع، من هذا القبيل الضائع، من ناديكم الشعلة الثانية التي ستنتهى إلى إخراج الاستعمار المعنوي الجهل بالدين وتسلط هذا الجهل على عقول أفراد شعبنا من العقول بإذن الله، فيتم بذلك ما بدئ، في مضمار التحرير، من إحراز الاستقلال الصحيح...".
    وثق هاشم كرار، وهو صحفي يافع، حريق نادي الخريجين في الأرشيف الوطني، وها نحن نبعث توثيقه اليوم من جديد، وبعد مرور (42) عاماً، ليكون برهاناً على سجل رجال الدين، والكشف لمحطة من محطات سعيهم لهزيمة الوعي وتلويث العقول. كان محمود محمد طه، قد أشار لهذا المعنى في خطابة لرئيس النادي، قائلاً: "لقد طالما تحدثنا عن أن مساجد الله قد أصبحت ملوثة بجهالات رجال عقولهم خربة، ونفوسهم مريضة.. وهؤلاء الرجال هم اليوم أئمة الناس ومعلموهم الدين.. ولكن حديثنا كان يفتقر الشاهد المحسوس الملموس، على صدق النذير الذي يسوقه، فوجدناه اليوم بحريق هذا الناد العتيق، العزيز، وجدناه بصورة ستظل نموذجاً حياً في أذهان الناس، كنذير بما ينتظر هذه الأمة، إذا ما قدر لها أن تحكم باسم الإسلام، كما يفهمه هؤلاء الرجال الجهلة، والمريضو النفوس".
    44 عاماً من العطاء في سبيل السودان والإنسان
    خدم هاشم كرار (44) عاماً في مجال الصحافة، ولا يزال، منها (16) عاماً كانت في السودان، و(26) عاماً استحوذت عليها دولة قطر بمحبة وأريحية ورضا. ظل هاشم يكتب بقلبه وعقله وروحه. تميز قلمه بالرشاقة والمتعة والسلاسة والعفة والعمق والتحفيز على التأمل. واتسم عالمه بالمحبة، فالناظر لوجهه لا يرى سوى المحبة، والجالس معه لا يسمع سوى محاسن الناس. ولا يملك من يلتقيه، من خلال تجربتي معه وعلاقتي بالأصدقاء المشتركين، إلا أن يحبه، ويكاد يكون هناك ما يشبه الإجماع لدى من يعرفونه، بأنه منبع للمحبة ومصب لها. لم يكن صحفياً متقلباً، وإنما ظل عطاؤه وانتماؤه يتمحور حول السودان والإنسان. يعود تعبير "صحفي متقلب" إلى الصحفي يحيي محمد عبد القادر، وهو من الرعيل الأول من الصحفيين، فقد كتب، قائلاً: "يتهمني الكثيرون بأنني، صحفي متقلب، وهي عبارة مؤدبة لمعنى، صحفي معدوم الضمير، وقد بدأ هذا الاتهام عندما كنت أعمل في جريدة النيل لسان حال آل المهدي، وهي استقلالية، مع احتفاظي بمراسلة الأهرام، وهي صحيفة مصرية، يفترض فيها الدعوة للوحدة بين مصر والسودان، واشتراكي في نفس الفترة في تأسيس الحزب الجمهوري- محمود محمد طه- وهو منظور له كحزب مناهض لآل المهدي... وأن أعلن في جريدة النيل الناطقة بلسان آل المهدي أن الرسائل الواردة للحزب الجمهوري تُعنون باسمي، وهو حزب منظور إليه كخصم لدود لحزب الأمة" . لم يكن هاشم "صحفياً متقلباً"، وإنما ظل حراً التزاماً بوصية شقيقه عوض كرار التي ظلت معه كل الأوقات. فقد كتب هاشم، إن شقيقه عوض أوصاه، قائلاً: "إقرأ لهم - الجمهوريين- ولغيرهم.. بس خليك حُر! ... وظللتُ أنا أحتفظُ بوصيته في عقلي ووجداني وضميري، وظللتُ بها- في كل الأوقات- براً حفيا. ما زلتُ حراً، وسأظل".
    بدأ هاشم حياته العملية في صحيفة الأيام عام 1978 واستمر بها حتى اندلاع انتفاضة أبريل 1985. وسافر في شهر سبتمبر من نفس العام ولمدة أربعة أشهر إلى دولة قطر بمعية: مصطفى سند، وحسن أبو عرفات، وصديق الزين، وأسهموا في تأسيس صحيفة الخليج اليوم التي أصبحت في العام 1987 صحيفة الشرق. بعد عودته من دولة قطر رجع للعمل بصحيفة الأيام. ثم انتقل في العام 1987 مديراً لتحرير صحيفة الجريدة، فما لبث أن استقال بسبب اختلافه مع القائمين عليها بشأن استقلالية الصحيفة وخطها التحريري. اختير مديراً لتحرير صحيفة الحوادث التي كان يجب أن يصدر عددها الأول في 30 يونيو 1989، فوقع الانقلاب العسكري المشؤوم، فنسف أحلام فريق صحيفة الحوادث، وأسدل التسلط والقهر سدوله على السودان. كان أول قرار هو إغلاق جميع الصحف، فالتحق هاشم بمكتب صحيفة الشرق الأوسط اللندنية- مكتب الخرطوم. في العام 1994 عاد هاشم إلى دولة قطر ليعمل ضمن الفريق التأسيسي التحريري لصحيفة الوطن، ولايزال مقيماً في دولة قطر بمعية أسرته: زوجته أماني محجوب قوليب، وابنته سارة، وابنائه محجوب وطه وعوض. وقد أصبحت دولة قطر جزءاً أصيلاً في ذاكرتهم الحياتية، ومعطى مركزياً في تكوين الأسرة وأخيلتها.
    *الأسرة خالقة الجمال والنموذج الذي يحتذى*
    كانت أسرة هاشم كرار قد كشفت، وفي الفضاء الكوكبي، عن هوية هاشم الزوج والأب، وهي تعبر عن مدى حبها له. فعندما أصيب هاشم مؤخراً بداء السرطان اللعين، ونال العلاج من شعر الرأس فتساقط، فما كان من هذه الأسرة الرائعة، إلا وأن قام أعضاء الأسرة بحلق شعر رؤوسهم، وكانت الأم أول الحالقين، لتجسد الأسرة بهذا المشهد، الحب المعية مع هاشم الأب. استطاعت هذه الأسرة الجميلة وبهذه المبادرة الإنسانية، أن تقدم نموذجاً إرشادياً يحتذى، ويقيني أن الكثير من الناس في العالم اشتهى أن تكون أسرته مثل أسرة هاشم. غير أن جني ثمار المحبة، يبدأ عند غرسها، فمن لا يغرس المحبة يجني السراب، ومن لا يبذلها لا يظفر بها. كما أن الصحة الأسرية والسلام الأسري، يبدأ عند الأب بإقامة السلام الداخلي والصحة الداخلية، وتكريم الزوجة واحترامها كإنسان، كونها مركز دائرة البيت وبوصلة السلام والصحة والمحبة فيه. لا جدال في أن هاشم يعيش في سلام داخلي، وبإقامة السلام الداخلي، يتحقق السلام على الأرض. شكراً هاشم على اهدائنا هذه الأسرة الرائعة، وعلى تقديم هذا النموذج الإنساني التعليمي والذي سيبقى حياً في أذهان الناس.
    دعوة للأساتذة والطلاب والباحثين
    وهنا أستميح القراء عذراً في أن أوجه الدعوة للطلاب والطالبات والباحثين والباحثات للقيام بإعداد دراسات عن موقف الصحافة من محمود محمد طه. والدعوة موصولة إلى الأساتذة من المعنيين بالإشراف على الدراسات العليا في مجال الصحافة والإعلام والاتصال الجماهيري، وإلى الجامعات كذلك بتوجيه الطلاب لدراسة هذا الموضوع، فهو موضوع كبير ومهم وغني وثر وثري. وفي تقديري، إننا عبر دراسة هذا الموضوع نستطيع تفسير الكثير من معطيات راهن السودان، وتحليل أزمة الفكر الإسلامي بما يحقق إعادة الاعتبار والبعث للفهم الجديد للإسلام، الأمر الذي يخدم تعمير الحياة وأنستها، وإقامة السلام في القلوب وعلى الأرض.
    قبل الختام، التهنئة للأستاذ هاشم كرار بإنجازه لهذا الكتاب، وهو في تقديري، بمثابة إعلان موقف أخلاقي تجاه موضوع وَضَعَ كل حملة الأقلام، والصحفيين بصورة خاصة، في امتحان عسير ومستمر مع صباح كل يوم جديد. وستظل المسؤولية فردية في هذا الامتحان، والأسئلة تزداد سطوعاً أمام ناظرينا، والإجابات عليها تنتظر نمو الوعي وشجاعة العقول وتحريرها من الأوصياء عليها، والتحرر من ثقافة القطيع. فما هو موقف حملة الأقلام من الشراكة في اغتيال محمود محمد طه؟ وما هو موقفها من سيرته الفكرية ومشروعه الفكري الفهم الجديد للإسلام، أمام السردية التكفيرية، سردية الكسل العقلي وتناسل الجهل التي ظل يرددها رجال الدين؟ إلى أي مدى أسهم حملة الأقلام، خاصة الصحفيين، في نسج السردية التكفيرية؟ ما هو دور الصحفيين في التجاهل والتغييب والتهميش؟ وهل لا يزالون يمارسون ذلك الدور؟ متى سيستيقظ حملة الأقلام في السودان حتى يقوموا بدورهم تجاه واجب الثقافة وحق الشعب عليهم، في التعبير عن الاحترام لمحمود محمد طه والاحتفاء به، في الوقت الذي قطع فيه حملة الأقلام في فضاءات العراق، والأردن، ولبنان، والمغرب، وتونس، والجزائر، وغيرها، شوطاً كبيراً في دراسته والاحتفاء به وبرؤاه؟
    هذا الكتاب، في تقديري، يقدم دعوة للصحفيين بضرورة إعادة النظر في مواقفهم من محمود محمد طه، ويذكرنا بأن التجاهل هو سلاح العاجزين، وأن التهميش هو سلوك أصحاب السقوف المعرفية الخفيضة، وأن التغييب، في ظل تيار الوعي المتنامي، أصبح مستحيلاً. وأن توهم النسيان والتناسي لمحمود محمد طه، فعل لا يصدر إلا من أصحاب النظر القصير، والخيال المتكلس. وفوق كل هذا فإن التغيير الجذري والشامل قادم لا محالة، فالثورة في السودان أصبحت كالأكسجين يستنشقها الشعب، وليس هناك سوى التوق للحرية والتغيير. فمتى ما تمت الثورة، الآن أو مستقبلاً، فإن شعوب السودان والإسلام، لن تجد من يعينها على طريق الحرية والتنمية والديمقراطية وكرامة الإنسان، ويسوقها إلى إقامة السلام في القلوب وعلى الأرض، سوى الفهم الجديد للإسلام/ الرسالة الثانية من الإسلام.
    ختاماً أتقدم بخالص شكري للأستاذ هاشم كرار لإتاحته الفرصة بطلبه مني تقديم قراءة في هذا الكتاب، والحق أنني احتفيت أيما احتفاء بطلبه هذا. فلقد ظللت عبر عملي في سيرة محمود محمد طه الفكرية والفهم الجديد للإسلام، ساحة مشروعي البحثي المفتوح والمستمر، أسعى لتطهير نفسي وعقلي وجسدي وروحي، كون العمل في ساحته واجب ثقافي ووطني وأخلاقي وإنساني. وأعتذر للقراء والقارئات على هذه الإطالة، غير أن المفكر والمؤرخ الفرنسي هنري مارو (1904-1977)، يسعفني في هذا المقام، إذ كتب مارو، قائلاً: إن "توصيف التاريخ هو ثمرة لجهد جماعي، فإفراط البعض يُقوِّم تقصير البعض الآخر" . مع تمنياتي للجميع بقراءة ممتعة، وباعثة على التأمل في صفحات هذا الكتاب.
                  

11-05-2023, 09:52 AM

Yasir Elsharif
<aYasir Elsharif
تاريخ التسجيل: 12-09-2002
مجموع المشاركات: 48836

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: وداعا هاشم كرار زول مِجمِّع ونص.. صحي المو� (Re: Yasir Elsharif)


    Quote: Osman Turath
    [4 نوفمبر]
    عرفت هاشم كرار في وقت مبكر جدا. كنت طالبا حينها في المرحلة الاعدادية أو الثانوية وكان زميلا وصديقا مقرباً من أخي الأكبر محمد مصطفى وجزء من شلتهم في جامعة أمدرمان الاسلامية.
    كنا نشعر أنه أحد افراد الأسرة بسبب حضوره المنتظم لبيتنا في العرضة وتصرفه بدرجة من التلقائية توحي بذلك.
    اعتقد أن ولعه هو ومحمد مصطفى بالكتابة والاعلام، هو الذي قادني لاتباع ذات الطريق.
    لك الرحمة وجنات النعيم استاذي وصديقي هاشم كرار.
                  

11-05-2023, 10:00 AM

Yasir Elsharif
<aYasir Elsharif
تاريخ التسجيل: 12-09-2002
مجموع المشاركات: 48836

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: وداعا هاشم كرار زول مِجمِّع ونص.. صحي المو� (Re: Yasir Elsharif)


    Quote: Abduljalil A. Halim
    [4 نوفمبر]
    رحم الله قريبي وصديقي هاشم كرار، ود بت الجعيلي، ابو محجوب، تعارفنا، ونحن حديثي عهد بالغربة، وبعدها بحين عرفت من امه بت الجعيلي، بصلة قرابتنا، ولم ارى احدا يبر امه كما كان يبر هاشم بنت الجعيلي، وبمحبته لامه تمددت هذه المحبة لتشمل اماني زوجته ومن اسرته امتدت محبته لكل امرأة، فقد كان الفقيد منحازا للمرأة، لكل أمرأة، وهو ما وقف عليه صديقه الكاتب ابراهيم علي ابراهيم في مقاله النعي المبكر الذي نشره منذ سنوات ،"
    المرأة في كتابات هاشم كرار
    6 مارس، 2019

    تحت تعريشتها تجلس بت الجعيلي , وبين طواجنها وآنية القهوة .. , تلقي مكانها عامرا .. وحكاويها لاتنقطع , ويومها لا ينتهي حتي يبدأ من جديد .. , نارها لا تنطفيء , وزوارها لاينقطعون, إنهم أبناء الاهل والحي والاصدقاء و أبناء الحصاحيصا يأتون إليها من كل
    أنحاءها .
    إنها إحدي الرموز الوضاءة من جيل أمهاتنا اللواتي بدأن في الانسراب من بين أيدينا .. , وهيهات أن تأتي الاقدار بأمثالهن في طاقات الحنين والعطاء اللامحدود والايثار وسمو القيم والتصالح مع الحياة.. وسمح الكلام… رحم الله بت الجعيلي .
    أحيانا التعليم يزحزح الاشياء من مكانها .. , ولذا كان صديقنا مختار حسن مختار كان يأسي لأنه تعلم ويقول كانت كل طموحاته أن يرعي في البادية وأغنامه أمامه وفي فمه صفاره .. !!
    بت الجعيلي وأخواتها هن الاصل وهن البيت والعوافي والمحنة والكسرة.. , ولذا حق لصديقنا الصحفي الفنان هاشم كرار أن يقول : ” حين تموت الأم – أي أم في الدنيا – تموت بعض الرحمة ..,
    ويسرد واقعة سبقت رحيل أمه بسويعات , حينما أستيقظ إبنه في الرابعة صباحا مزعورا وهو يقول لهم : ” حبوبه ماتت ” !! .. فأنتهرته أمه .. , فهم يقيمون في الدوحة بينما – حبوبه – في الجزيرة .. وتفصل بينهما الالاف الاميال ..
    لكن في السابعة صباحا رن جرس الهاتف : ” هاشم رحم الله أمك ” !!
    لم يكن من فراغ أن يولي الكاتب والصحفي الكبير هاشم كرار إهتمامه بقضايا المرأة .. , لتجدها ماثلة بين ثنايا صفحات كتابه الشيق : ” طق .. طق .. توقف الزمبرك ” وهو مجموعة أعمدة كتبها في صحيفة الوطن القطرية .
    توزعت جل موضوعاته بين رموز نسائية علي أمتداد المعمورة , فهو ينعي آنا بوليتكوفسكايا التي أغتيلت في موسكو علي خلفية تقاريرها الجسورة في الشيشان . يقول : إن أربع رصاصات أخترقت جسدها في الوقت الذي كانت منظمة مراسلون بلا حدود الفرنسية تدشن أول "
                  

11-05-2023, 04:26 PM

Yasir Elsharif
<aYasir Elsharif
تاريخ التسجيل: 12-09-2002
مجموع المشاركات: 48836

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: وداعا هاشم كرار زول مِجمِّع ونص.. صحي المو� (Re: Yasir Elsharif)

    رحل هاشم كرار جميل المحيا مهندس الحروف كتبه حسن ابوعرفاترحل هاشم كرار جميل المحيا مهندس الحروف كتبه حسن ابوعرفات

    Quote: رحل هاشم كرار جميل المحيا مهندس الحروف كتبه حسن ابوعرفات

    01:55 PM November, 05 2023
    سودانيز اون لاين
    حسن ابوعرفات-قطر
    مكتبتى
    رابط مختصر




    كنا اربعه صحفيين تم التعاقد معهم للانضمام لجريده قطريه جديده اسمها " الخليج اليوم " تعاقد معنا في الخرطوم المرحوم حمد خميس السليطي نائب رئيس التحرير والذي كانت مهمته البحث عن صحفيين متخصصين في الدسك والتحقيقات والادب والاقتصاد وعندما انضممت لهذه الكوكبه من الزملاء كنت اعمل مديرا للاعلام والعلاقات العامة بالهيئة العربية للاستثمار والانماء الزراعي المتخصصه في توفير الامن الغذائي والتي اسستها بالخرطوم 22 دوله عربيه ووقتها لم اكن افكر بالاغتراب فاذا بعقد للعمل بالديوان السلطاني العماني يصلني وما ان اكملت بعض الترتيبات فاذا لقاء يجمعني بفندق الهيلتون بالضيف القطري ” حمد السليطي"
    الذي اصر تغيير وجهتي الي قطر وأن مهمته للخرطوم لن تكتمل إلا بسفري للدوحة لادخال الصحافة الاقتصادية التي امتهنتها بجريدة الصحافة لتكون اطلالة جديده لصحيفه " الخليج اليوم " و بتاريخ 16/8/1985 كنا علي متن الطائرة المغادرة للدوحة ووسط اوراقي العقد السلطاني ..
    وانضممنا شخصي وطيب الذكر الشاعر مصطفي سند وصديق الزين والجميل المرح طيب الله مرقده هاشم كرار لكوكبة من المحررين والفنيين من جمهورية مصر
    استقبلنا الوجيه” علي بن سلطان العلي” المدير العام صاحب فكرة تاسيس جريدة الخليج اليوم جريدة الشرق القطرية حاليا وهوً رجل كريم
    ومضياف كان يستقبلنا اسبوعيا بمجلسه العامر بحي المعاضيد بالمعمورة
    واقمنا لفتره في شقه بالمطار القديم
    ويزورنا يوميا بالسكن الزميل “ السليطي” للتفاكر حول هموم الجريده التي كانت تطبع بمطابع علي بن علي بطريق الوكرة
    وتولي أصغرنا هاشم وصديق شوؤن المطبخ واغرب اكله طبخها هاشم “ملاح ويكه بالكستر “ وبضحكته المجلجلة أقنعنا اننا " بيش " في الطبخ الحضاري وهو أبن الحصاحيصا وسليل آل المرغنية
    وقررنا فورا " تفنيشه من مسؤليات المطبخ
    واصبحت ادارته جماعيه وبالتناوب
    وغيرنا " ويكة هاشم بالكستر " تماما كما تم تغيير " الخليج اليوم " للشرق بعد ان قرر الشركاء ايقافها وتحًول اسمها الي" الشرق" الذي اطلقه الاعلامي الرمز سعد الرميحي صانع مجلة الصقر الشهيرة
    و استمر " الرميحي " رئيسا لتحريرها لفتره ليتولي بعده الصحفي المصري الفخم " وجيه ابو ذكرى “ له الرحمة والمغفرة وكانت هذه المتغيرات عصية وصعبة حيث شهدت المؤسسه متغيرات لمدارس فنون الصحافة وتجاذباتها رغم عمرها القصير فعاد صديقنا وفاكهة مجلسنا الواقع بمبني مقابل اللولو بالمطار القديم والسكن جوار الرغيف الساخن ومطابع علي بن علي بالوكرة عاد هاشم الصحفي والحكاي ذو الفطرة النقية والذي يجد حلولا سهلة حتى لمنشتآت الصحيفة وموضوعاتها الرئيسيه فما بال " حلة القطر قام " عاد الي السودان وبعد سنوات اذا به ضمن محفل معرض الكتاب بالدوحة فهو الاديب الاريب وذو وهج وزخم ولم تمر سنوات إلا وهاشما ضمن نسيج صحفي جريده الوطن فهو مهني متمرس وصاحب روح فكاهية
    اخو اخوان طيب المعشر لم اره يوما “زعل أحد " ولم يكن ارتباطنا به مكتبي بحكم ان " العذاب " بجريدة الخليج سكنوا بالطابق الارضي ويبدو ان الهاشم كان يجرب فيهم خلطاته السحرية وحينما يكتشف فجاة ان البصل أمر اساسي للطبخ ينقر باب دارنا " عواطف " اديني بصلة وان الحت عليه لعمل الطبخة يرد عليها " دي أنت ما بتعرفيها "
    فهاشم كان فريد عصره ولا عصي له لان شخصيته المتصالحة تهون القواسي .. واول امس كان ابني صديق ابنائه زائرا له بالمشفى و الاجهزة الطبية تحيط به لكنه وبابتسامته الوضاءة ذكر لرفيقة دربه " الاميرة اماني " ان اول زيارة بعد خروجي تكون " لعواطف " هذا الرجل النبيل غادر لمرقده الأخير وقبل ساعة من ذهابنا لزيارته بمستشفي الامل وتزامنا وصلاة جمعة ٣ /١١/ ٢٠٢٣م .. طيلة زيارتنا له بالمستشفي لم نكن نستطيع الالتزام بآدب الزيارة ومؤاقيتها بل كان كلما نوينا مغادرته يلح ان نبقي لنفتح كيس الذكريات وموعينها التي امتلات بين اسرتينا لارتباط انجالنا بعضهم بعضا بصداقة حميمة هي نتاج أرحام دوحة الخير التي ولدوا وترعرعوا بها وكيف لا وهاشم أخو أخوان ورفيق صبانا وولدنا واخونا الرجل الحكاي طاعم المحيا " لا طعان ولا لماز " ..
    استطاع ان ينسج قصصا وحكايات تماما كما اجاد هندسة مانشيت جريدة الوطن و علاقات محبة واتيام العمل خصوصا اشقاؤنا "المصاروه” والذين هم جزءا اصيلا من ميادين ودور الصحف القطرية مصممي الصفحات ومدققي الحروف العربية وهاشم ينفس سيجاره وكانها طباشيره في يد معلم مفوه ومعطون بالانسانية وبالاحبار والنغم .. رحم الله اخونا وصديق العائلة هاشم كرار اللهم تقبله طاهرا نقيا زاهدا متصوفا واجعل البركة في أنجاله وزوجه هذه " الاماني " النبيلة التي لم تكتفي بحلق تاج شعر راسها وزينتها بل سكنت بغرفته بمستشفي الامل منذ ان زاره هذا المرض وسرطن بجسده رغم براعة الأطباء ليغتالوه ويقتلعوه من جسده النحيل فاذا به يتمحور لجزء اخر حتى اخذ الله أمانته .. وصبرا آل هاشم كرار والعزاء متصل لاسرته.. اماني وانجاله عوض وطه ومحجوب وساره ولمعارفه وزملاء المهنة بملتقي النيلين وقطر الخير وبقاع الارض التي بكت قلوبهم قبل أحبارهم هاشم الجميل .

    حسن ابوعرفات
                  


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de