حوار الدين والسياسة مع جيل التسعتاشر

كتب الكاتب الفاتح جبرا المتوفرة بمعرض الدوحة
مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 05-11-2024, 05:50 AM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مدخل أرشيف للعام 2020-2023م
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى شكل سلسلة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
10-12-2023, 07:51 AM

صديق عبد الجبار
<aصديق عبد الجبار
تاريخ التسجيل: 03-07-2008
مجموع المشاركات: 9434

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
حوار الدين والسياسة مع جيل التسعتاشر

    07:51 AM October, 12 2023

    سودانيز اون لاين
    صديق عبد الجبار-Sudan
    مكتبتى
    رابط مختصر



    حوار الدين والسياسة
    مع جيل التسعتاشر سنة
    بسم الله الرحمن الرحيم
    23/ ديسمبر/2002 م
    لعناية:- أسرة تحرير صحيفة الحرية
    مع فائق إحترامي ، وكل عام وانتم بخير
    كابتن/ صديق عبدالجبار أبوفواز/ مؤسس ورئيس الحزب الاشتراكي الديمقراطي الوحدوي
    حــــــوار الديــــن والســـــياســــــة
    مع جيل التســــعتاشر سنـــــة

    ابنتي ماجدولين ذات التسعة عشر ربيعا والتي جلست لامتحان الشهادة السودانية للمرة الثانية هذا العام حتي تدرس الطب البشري رغبتها الاولي،ولكنها لم توفق في ذلك رغم احرازها نسبة 87.3% ،ورشحت بواسطة مركز القبول للدراسة بجامعة السودان بكلية علوم الاشعة التشخيصية ومازالت مترددة في قبول الترشيح من عدمه،فهي من فتيات هذا الجيل اللاتي يتمسكن بتعاليم الدين الاسلامي الحنيف جيدا،وهي ذكية ومثابرة وطموحة للغاية وانا والحمد لله فخور جدا بها جلست معها في حوار هادئ وطويل والحق يقال انني مهموم جدا بهذا الجيل الذي تمثله هي، الذي يحاول السلطان في بلادنا تهميشه ووضعه في قشرة المجتمع وذلك عبر خطة مدروسة جيده واسلوب مؤسس لدرجة ان احد قادة لانقاذ قال في اوائل التسعينات والعهدة علي الراوي وكان ذلك في لحظة تجلي عابرة اثناء وليمة عقد قران إحدي كريمات احد الاعيان بأنهم اي الاسلاميون الانقاذيين سيحكمون السودان بالبندقية لمدة عشرين عاما وحينها لن تكون هنالك جهة غيرهم مؤهلة لتقديم نفسها كبديل لحكم السودان ولذلك كنت وما زلت ادعو للاهتمام بهذه الاجيال في البيت والمدرسة والشارع حتي لا نترك الساحة خالية لهؤلاء الذين تساءل عنهم استاذنا الكاتب الطيب صالح:من اين اتو؟؟...،واذكر انني قد لاحظت بعض الشباب الذين يمارسون رياضة كرة القدم في ساحة صغيرة امام منزلي بالحي وكانو لايأبهون بأذان وصلاة المغرب ويواصلون اللعب والهتاف فجمعتهم مرة وحاضرتهم بأسلوب هادئ بأن هذا الشئ غير مقبول وهو تماما ما يتوقعه هؤلاء من ابناء الكادحين فهم يغضون البصر والسمع عن سلبيات ابنائنا في المدرسة والشارع ويمنعون الطلبة من تكوين اتحاداتهم في الجامعات ويسمحون لهم بالانغماس فيما لاينفع ولا يفيد ويتناسون بأنهم هم انفسهم وأعني المثقفين الاسلامويين الذين شاركوا المؤسسة العسكرية في الانقضاض علي السلطة كانو نتاج لممارسة العمل السياسي في المدارس والجامعات وكانو من قيادات اتحادات الطلبة فجاءوا الآن ليرفضوا هذا الحق لابناءنا في الوقت الذي يعملون بجد وهذا معلوم للجميع في تنشئة وتحضير اجيالهم ليكونو كوادر المستقبل لحمل افكار الاسلامويين السياسية الضيقة الافق.
    جلست ابنتي تتساءل بحرص واهتمام عن ماذا نفعل بالآية الكريمة((ومن لم يحكم بما انزل الله..)) ان نحن نادينا بفصل الدين عن السياسة ودعونا الي الدولة المدنية اي دولة المؤسسات او الدولة العلمانية؟؟ قلت لها انني عندما يسألني احدهم من هو مثلي الأعلي أقول بلا تردد أنه سيدنا عمر بن الخطاب رضي الله عنه ، وذلك لأنه يمثل لي الانسان شبه الكامل الانسان الذي اطلق لعقله العنان وسمح لنفسه بالاجتهاد الخلاق الذي يحقق صلاح الأمة ويترجم روح الدين الاسلامي واسم خالق الكون العدل في اسمي معاينه علي الارض ،فانبرت لي ابنتي وهي مشفقه قائلة :لماذا لا تقول ان الرسول (ص) هو مثلك الاعلي !! فقلت لها يا ابنتي ان النبي محمدا عليه افضل الصلاة والتسليم لا طاقة لنا للوصول الي كماله فهو رسول نبي مكلم لا ينطق عن الهوي سنته امتداد للوحي او بمعني اخر فهو تجسيد فعلي لكلمة الله في الارض ولذلك وحتي نكون واقعيين علينا ان نقول ما نستطيع ان نفعل او نكون ،بالاضافة الي انه بانتقاله صلي الله عليه وسلم الي الرفيق الاعلي وبالتالي انقطاع الوحي فلقد بدأت مرحلة الاجتهاد الحقيقية والتي كانت يجب ان تجد رجالها الذين يحملون امانتها بحقها ويكونون اهل لها لكي يعبروا بالامة الي بر الامان كما فعل حقيقه سيدنا الفاروق رضي الله عنه وأرضاه وجزاه عنا خير الجزاء. وقلت لها أيضاًأذكري معي قصة الرسول صلى الله عليه وسلم عندما بعث سيدنا معاذ بن جبل واليا علي اليمن فسأله كيف تحكم فأجابه بكتاب الله فقال له فان لم تجد فقال فبسنة رسوله فقال الرسول (ص) فان لم تجد فقال اجتهد رأي ولا آلو" فسر الرسول (ص) ودعا له بخير.
    اما فيما يختص بالايه الكريمة ((ومن لم يحكم بما انزل الله فأولئك هم الكافرون)) ،فقلت لها يا ابنتي ان علماء اللغة في تفسيرهم لعلم النحو يقولون انه يبحث في الكلمة والكلام بعد ان تاخذ الكلمة مكانها في تركيب الجملة المفيدة من حيث ضبط اخرها وما يتصل بذلك من ارتباط بالمعني ،وفائدته أنه يوصل الي صحة فهم القران والسنة ومعرفة ما نطق به العرب ،وسجلوه من معارف وعلوم ،مع المحافظة علي اللغة حية نابضة ،الي جانب صون اللسان عن الخطأ في الكلام.
    وقلت لها من اجل ذلك علينا نحن كمسلمين واجب ان نقوي علاقتنا بتفاسير القرآن الكريم الموثوقة ومعاجم وقواميس اللغة العربية حتي نستطيع ان نفهم ونهضم جيدا روح ديننا الاسلامي الحنيف،وكنت اعلم انه قد وقع في يدها احد الكتب الصفراء الصغيرة الحجم والرخيصة الثمن ،الضعيفة الاخراج والمضمون ،فقرأته وانه للعلم كان (موسوماً) :(عوائق الانطلاقة الكبرى –موقف اهل السنة والجماعة من :العلمانية)، وهو من جمع واعداد المدعو محمد عبدالهادي المصري وهو مثال واحد لكثير من نوعه الذين يستلبون الآيات القرآنية من سياقها العام حتي يتوصلو للمعني الذي يوافق هواهم وانني اعتبرهم هم خوارج هذا الزمان وليس الذين ينتفضون في ريفنا الجنوبي نضالا من اجل تحقيق العدالة الاجتماعية والمساواة وحق المواطنة .ثم بينت لها اننا كسياسيين عندما نتحدث عن العلمانية ،والتي حقيقة لم اجد لها اي اصل في جميع قواميس اللغة العربية فنحن نتحدث فقط عن كيفية انشاء ومراقبة وإحلال سلطان الدولة .وبينت لها ان كلمة (حكم)ومشتقاتها ولواصقها وجذورها ومواضيعها من :حكم، يحكم،حكما،حاكما،حكيما......الخ،لم ترد اطلاقا في القرآن الكريم بمعني الدولة او السلطان او الملك وانما كانت دائما ما تأتي في صياغ الفصل في النزاعات او التقاضي او تدبير الامر بمعرفة افضل الاشياء بأفضل العلوم .ثم اصطحبتها معي في سياحة داخل أروقة لسان العرب مع ابن منظور فلقد جاء في مادة (حكم)عن ابن الاثير :في اسماء الله تعالي الحكم والحكيم وهي بمعني الحاكم وهو القاضي وهو فعيل بمعني فاعل او هو الذي يحكم الأشياء ويتقنها وأيضاً بمعنىم مفعل فهو ذو الحكمة وهي عبارة عن معرفة أفضل الأشياء بافضل العلوم والذي يحسن دقائق الصناعات ويتقنها يقال له حكيم والحكيم يجوز ان يكون بمعني الحاكم مثل قدير بمعني قادر وعليم بمعني عالم وزيد حكُم اي صار حكيما كما ذهب الي ذلك النمر بن تولب حين قال :
    وابغض بفيضك بغضا رويد
    اذا انت حاولت ان تحكُما
    والحكم :العلم والفقه ،قال تعالي "وآتيناه الحكم صبيا"،اي علما وفقها هذا ليحيي بن زكريا وقالت العرب الصمت حكم وقليل فاعله وفي الحديث :ان من الشعر كلاما نافعا يمنع الجهل والسفه وينهي عنهما .والحكم:العلم والفقه والقضاء بالعدل وهو مصدر حكم يحكم. والعرب تقول حكمت وأحكمت و حكّمت بمعنى منعت ورددت و من هذا قيل للحاكم بين الناس أي القاضي بين الناس حاكم، لأنه يمنع الظالم من الظلم.
    وقال الأصمعي: أصل الحكومة رد الرجل عن الظلم قال ومنه سميت حكَمَة اللجام لأنها ترد الدابة. وقال ابن سيدة: الحكم القضاء وجمعه أحكام، وقد حكم عليه بالأمر يحكم حكماّ و حكومة، وحكم بينهم كذلك. والحكم مصدر قولك حكم بينهم يحكم أي قضى، وحكم له وحكم عليه، وقال الأزهري: الحكم القضاء بالعدل. ومن يحكم بين الناس يسمى حكماً. ولقد سمي الخوارج المحكّمة لإنكارهم أمر الحكمين أبو موسى الأشعري وعمرو بن العاص، بين علي عليه السلام و معاوية، وقالو: لا حكم إلا لله.
    ثم بعد هذه السياحة السريعة في لسان العرب بينت لها أن تعبير ( من لم يحكم ) قد جاء في ثلاثة مواضع في القرآن كله في سورة المائدة، الآيات (44) ، (45) ، و(47). وسبب نزول هذه الآيات مشهور ومعلوم للجميع، فلقد نزلت في اليهوديين الذين زنيا وكانو قد بدلوا في كتاب الله الذي الذي بين أيديهم من الأمر برجم من أحصن منهم فحرفوه واصطلحوا في ما بينهم على الجلد مئة جلدة والتحميم والإركاب على الحمارين مقلوبين، فلما وقعت تلك الكائنة بعد الهجرة، قالوا فيما بينهم تعالوا حتى نتحاكم إلى محمد فإن حكم بالجلد والتحميم، فخذوا عنه واجعلوه حجة بينكم وبين الله ويكون نبي من انبياء الله قد حكم بينكم بذلك.. وإن حكم بالرجم فلا تتبعوه في ذلك.
    ثم كانوا أيضاً، أي اليهود، يخالفون نص التوراة أن النفس بالنفس عمدا وعنادا ويعدلون إلى الدية، وبسبب ما ذكر أعلاه في الحالتين جاء نعتهم مرة بالكافرين ومرة بالظالمين، أما الفاسقون فهم الخارجون عن طاعة ربهم المائلون إلى الباطل التاركون للحق، فنزلت الآيات:
    أعوذ بالله من الشيطان الرجيم
    " إنا انزلنا التوراة فيها هدى ونور، يحكم بها النبيون الذين أسلموا للذين هادوا والربانيون والأحبار بما استحفظوا من كتاب الله وكانو عليه شهداء فلا تخشوا الناس واخشوني ولا تشتروا بآياتي ثمناً قليلاً ومن لم يحكم بما أنزل الله فأولئك هم الكافرون (44) وكتبنا عليهم أن النفس بالنفس، والعين بالعين والأنف بالأنف والأذن بالأذن والسن بالسن والجروح قصاص فمن تصدق به فهو كفارة له ومن لم يحكم بما انزل الله فأولئك هم الظالمون (45) "
    ثم قال تعالى : " وليحكم أهل الإنجيل بما أنزل الله فيه ومن لم يحكم بما أنزل الله فأولئك هم الفاسقون (47) " صدق الله العظيم (المائدة)..
    أما كلمة يحكم عموماً وعلى صورة الجذر فلقد وردت في القرآن تحديداً سبعة عشر مرة، في ستة عشر آية وكلها بمعنى أن يقضي في الشئ أو يفصل في النزاعات، أو يبين الحق من الباطل أو في حق الله عز وجل يوم القيامة في تبيان من الكافر الهالك ومن المؤمن الغانم، وأيضاً جاءت بمعنى يحكم الشئ أي يجيد فعله او صناعته ولذلك سميت آيات القرآن التي لم تنسخ بالمحكمات.
    قلت لها أننا نرفض الدولة الثيوقراطية ((الدينية)) ولا نرفض الشريعة الإسلامية، فنحن كمسلمين فهي موجودة منذ قرون في حياتنا وفي معاملاتنا وقوانين أحوالنا الشخصية وفي أخلاقنا وعباداتنا، والشريعة الإسلامية هي عبارة عن أوامر ونواهي وقوانين مدنية وجنائية ((حدود)) ولوائح متفرقة للحكم بين الناس وتنظيم حياة المواطن المسلم وبما أننا في السودان فينا غير المسلمين وخاصة الإخوة المسيحيين وبما أنه وكما هو واضح أن لا قرآن ولاسنة قد فرضت علينا نوعا معينا أو منهجا حتميا لتعيين سلطان الدولة والدليل على ذلك هو الطرق المختلفة التي تم بها اختيار وممارسة السلطان بعد انتقال الرسول الكريم إلى الرفيق الأعلى. فعليه فإن السياسة الشرعية التي ترضي الله وتحقق صلاح أمة السودان في الوحدة والعدالة الإجتماعية والحرية و الحياة الكريمة، هي أن يتم اختيار السلطان في السودان بطريقة ديمقراطية بحتة حتى نقفل الطريق أمام قديسة السلاطين التي ترهب الجماهير وتمنعهم من ممارسة حقوقهم في نقد وتغيير القيادات السياسية وأوضح مثال على ذلك ما قام به الإمام جعفر محمد النميري بعد تطبيقه لقوانين وحدود الشريعة الإسلامية وكان ذلك بدافع سياسي محض بدليل أن تنظيم الجمهوريين بقيادة الشيخ محمود محمد طه رحمه الله هو التنظيم الوحيد المصرح له بنشر أفكاره والتحرك بحرية وسط الجماهير حتى انقلب عليه فجأة فحظر نشاطه وقام بإعدامه مخالفاً بذلك جميع الأعراف والمواثيق و كانت جريمة العصر بدون منازع، وذلك فقط لأنه اختلف معه في فهمه لروح الشريعة الإسلامية. ثم شرع في عام 84م في تقديم مشروع لتعديل الدستور إلى ما كان يدعى في ذلك الحين بمجلس الشعب حتى يتسنى له أن يكون سلطاناً مدى الحياة.
    قلت لها يا ابنتي ، إن رفع شعار الدين سلاح ذو حدين، ولقد قال الإمام علي كرم الله وجهه أن القرآن حمال أوجه ولقد أثبت التاريخ ان شيعة علي قرأوا القرآن بفهمهم و حاربوا بذلك معاوية ابن أبي سفيان الذي قرأه هو أيضاً بفهمه الخاص وأيضاً كان شعاره في حربه ضد الإمام علي. ثم حتى الخوارج الذين خرجوا على الإمام إبن أبي طالب كانوا يرفعون القرآن على أسنة الرماح. لذلك فنحن لا نقول ان كل الذين يرفعون شعار الدين هم رجعيين فذلك يعتمد أولاً وأخيراً على أهداف من يرفع ذلك الشعار وأن الدين ذات نفسه لا يكون تقدمياً أو رجعياً وإنما بالإمكان توظيفه توظيفاً رجعياً من طرف الفئات الاستغلالية، كما يمكن توظيفه توظيفاً تقدمياً من قبل البسطاء الكادحين المناضلين للتحرر من الإضطهاد وتحقيق العدالة الإجتماعية فلقد نزل القرآن على الرسول (ص) وكان القرآن والإسلام بمثابة ثورة تقدمية، لإكمال مكارم الأخلاق ولرفع الظلم الإجتماعي، وفي تاريخنا الحديث رفع شعار الدين خلال الثورة الإيرانية وكان عند ذلك تقدمياً حينما أطاح بالشاه وأنهى وجود قواعد الإمبريالية الأميركية في ذلك الجزء من العالم. أما حينما يرفع البعض شعار الدين وينقض بليل على سلطان دولة ديمقراطي اختاره الشعب بكامل فعالياته ويستولوا على السلطة مستفيدين من وجود كوادرهم في المؤسسة العسكرية وغفلة وتسطيح الأجهزة الأمنية، فهنا يكون شعار الدين كلمة حق اريد بها باطل ويكون تكتيكاً موغلاً في الرجعية حتى النخاع.
    في ختام الحوار قالت لي ممثلة جيل التسعتاشرسنة : أنت الآن يا أبي ترفع شعارات جميلة، وتدعو إلى العدالة الإجتماعية بتطبيق الاشتراكية الحقة وتنادي بتأمين الخيار الحر، لتطبيق الديمقراطية الراشدة، وعلى استعداد أن تقاتل بكل ما اوتيت لتحقيق القوة المستدامة بالدفاع عن الوحدة الوطنية، وهذا كله جميل فمن يضمن لنا أنك إن وصلت إلى موقع اتخاذ القرار في يوم من الأيام، لن ترتد على عقبك وتنسى كل ذلك وتصير مثل هؤلاء !!؟
    قلت لها: هذا هو مربط الفرس يا ابنتي، فتأمينكم الوحيد ضد هذا الفيروس هو عقد اجتماعي يصيغه جميع اهل السودان لينبثق عنه قانون أساسي ديمقراطي وحدوي تعددي، تكون له قوة الدستور القادرة على الإطاحة بي وإرسالي إلى مزبلة التاريخ إن جئت يوما وخنت مبادئي أو تناسيت وعودي للقاعدة الجماهيرية.
    وأخيرا يا ابنتي أظنك قرأتي ما كتبه طيب الذكر الأستاذ الباشمهندس و الزعيم المغفور له بإذن الله محمد أحمد المحجوب في كتابه الديمقراطية في الميزان: حين قال ، او كما قال : "إن الديمقراطية لا تحمى أولا تتطور إلا بمزيد من الديمقراطية".
    والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته..
    أبو فواز ..
    الخرطوم بحري / في 15 رمضان / 1423هـ

    " تم نشره بجريدة الحرية العدد447 بتاريخ الأربعاء 25/12/2002م "






                  

10-12-2023, 08:13 PM

صديق عبد الجبار
<aصديق عبد الجبار
تاريخ التسجيل: 03-07-2008
مجموع المشاركات: 9434

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: حوار الدين والسياسة مع جيل التسعتاشر (Re: صديق عبد الجبار)

    Up
                  


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de