|
|
|
 Re: ثم ماذا بعد أسطورة الجلابي؟ (Re: Biraima M Adam)
|
سلسلة جلد الذات: ثم ماذا بعد أسطورة الجلابي؟ (2-5)
بقلم: بريمة محمد أدم بلل
والحمد الله في البدء وفي الأخر لقد أنتهت أو أوشكت أن تنتهي أسطورة الجلابي بخيرها وشرها. ويمكننا أن نسهب في الكتابة عن كيفية بداية أسطورة الجلابي، مظاهرها، تجلياتها، رموزها، صيرورتها (صار يصير)، سيرورتها (سار يسير)، ومن ثم نهايتها. وهنا لا يود صاحب هذا المقال عن يبدئ رأياً، سواء إيجاباً أو سلباً في أسطورة الجلابي السوداني ومراحل تمظهرها غير حمده حمد الشاكرين لمبدئ الأشياء ومنهيها، لكن الأهم، وما يلزم أبداء الرأي فيه هنا هو الأجابة علي سؤال: ثم ماذا بعد؟ والأجابة البسيطة فليكن أيّ شيئ حتى لو أسطورة جلابي أخري تبدأ بداية جديدة ومؤسسة وتقودنا إلي فجر الخلاص المنشود: وطن يجمعنا.
ولأننا، كبشر، لا نستطع قراءة المستقبل، فإن التأمل في بعض مظاهر أسطورة الجلابي وكيف أنتهت وإلي ماذا آلت تلك المظاهر، ربما يقودنا للأجابة علي السؤال الكلي: ماذا بعد الأسطورة؟ نختار من تلك المظاهر، مظهر واحد من مظاهر أسطورة الجلابي للتدليل علي صحة وصدقية الحقيقة المثارة نهاية الأسطورة: ذلك المظهر هو فترة "حقيبة الفن". إن فترة الحقيبة والكثيرون يعرفون بدايتها ورموزها ومظاهرها، أيضاً، بدأت بأغنيات راقية وفنانون عظام أمثال سرور، كرومر، مني الخير، وعائشة الفلاتية وغيرهما الكثير، فقد كان بسبب محدودية أذاعتنا وأستوديوهاتنا الفنية آنذاك، يذهب أولائك "الرائعون" إلي الشقيقة مصر يحملون حقائب الفن التي بها أغانيهم وألحانها ليقوموا بتسجليها في الأستوديوهات المصرية، ثم يأتون بها إلي السودان ويبثون تلك التسجيلات من خلال إذاعتنا القومية. فترة الحقيبة فترة لها ثراءها وجمال مفرداتها وعفة لسان فنانيها وغيرها من الأشياء الحسنة والجميلة التي لا ينكرها إلا مكابر. وبكل ذلك الألق والجمال في فترة الحقيبة إلاّ أن المحصلة هي أنتهاء فترة "الحقيبة" وتلك حقيقة لا ينكرها إلا مكابر أيضاً. أنتهت فترة "الحقيبة"!
الأن نحن نعيش فيما بعد أسطورة الحقيبة، نعيش أسطورة أخري هي أسطورة "الفن الحديث" التي تأثرت هي الأخرى بفترة "الحقيبة" في جمال فنها من مفردات ولحن وإحترام للذات وغيرها. والفن الحديث، الأن ينحدر بسرعة نحو ذات الهاوية التي آلت إليها "الحقيبة" وذلك بظهور "القونات"، وفناني "النقطة"، وناس "أنا مالي بسوي بي القهوة"، وفناني هز الوسط والمؤخرات للرجال قبل النساء!!. فالفنون، في فترة أسطورة الجلابي قد سمت علواً، ثم صارت إلي أنحدار تدريجئ وهكذا حال أسطورة الجلابي التي تعتبر تلك الفنون التي ذكرانها إحد مظاهرها.
وإذا أردنا الأختصار، فليس هناك أدل علي تلاشي أسطورة الجلابي، من الأنحدار التدريجئ في الوظائف السيادية التي كان يشغلها الجلابي منذ خروج المستعمر وإلي اليوم.
ولعل من المهم، أن نقف عند سؤال: هل إنتهاء أسطورة الجلابي شيئ حسن أم سيئ؟ في وجهة نظر كاتب السطور المتواضعة ليس هناك إجابة قطعية، بل الأمر حمال وجوه منها الحسن ومنها السيئ؛ مثلاً أنتهاء القبضة الصارمة علي الوظائف السيادية يؤشر إلي أنفتاح القطر ودخول كيانات سودانية أخري في المجال ما كان لها أن تدخله في أثناء القبضة الحديدية للجلابي. شيئ أخر، في المجال الشخصي، أنحدار صورة الفنان الجلابي من شخص عظيم ذو أخلاق سامية ومساهمة عالية في الأهداف القومية إلي دمية تتكفف ما في "جيوب" الناس (ظاهرة القونان وفناني النقطة)، شيئ يدمي القلب لما آل إليه حال الجلابي.
وحتى لا نظلم الجلابي، هناك أسطورات سودانية أخري تشرف علي نهاياتها (لا يروق لي أستعمال أساطير في هذا المقام كأنها تشير إلي مقابلها أكذوبة في حين أسطورة الجلابي حقيقة). مثلاً أسطورة الأنسان الدارفوري، حافظ ومجوّد ومعلم القرآن، أسطورة سودانية أخري تشرف علي نهايتها. بعض من أبناء دارفور في المجهر صاروا إلي حال يرثي له: من ترك للتدين، إلي الألحاد وإلي الممارسات الشاذة التي يعرضونها في مواقع التواصل الأجتماعي. ومثل هذه المظاهر ليس حكراً علي الأنسان الدارفوري ولكنها بالنسبة للأنسان الدارفوري، ذو المثُل والقيم المحاظة جداً، تعتير شيئاً خارقاً لطبيعته وأنقلاباً رأساً علي عقب في أنماط تفكيره لفارق ما نشأ إليه وما آلت إليه حاله. وبمثل الأسطورة الدارفوري، تؤول أسطورة الأنسان النوباوي في الجبال إلي مصير مجهول. فالأنسان النوباوي إنسان متسامح، يحب الخير، مضياف، كريم، عفيف الجوارح، يحب المكان ويتغني بحب الطبية والجمال. يمتاز النوباوي بخصال سمحة. ولكن الأن، صار الأنسان النوباوي بسبب الحروب يقتل وينهب ويحرق الأخضر واليابس من الحرث. والأسوء من كل ذلك فقدان النوباوي لروح التسامح وإثارت النعرات: أنظروا إن شئتم إلي الذي حصل في كسلا، بورتسودان، دامر المجذوب وغيرها من المناطق التي كان يسكنها الأنسان النوباوي بكل حب وتسامح. رغم أننا يمكننا التبرير المناسب لأسباب سقوط أسطورة الجلابي أو الدارفوري أو النوباوي بسبب الحروب إلا أن هذا التأثير السلبي ربما لا يزول بزوال الحروب ولكن يحتاج جهداً وبزلاً وعطاءً جديداً مختلفاً. ومرة أخري، يجب التفريق ما بين الأسطورة وصانعها، فإن فساد الصانع لا يعني فساد الصنعة؛ أيّ إن فساد العطّار لا يعنى فساد البخور الذي في عطّارته!
أهمية أسطورة الأنسان الجلابي تكمن في قوميتها. فإن أسطورة الأنسان الدارفوري أسطورة إقليمية في حين أن أسطورة النوباوي أسطورية مكانية في داخل أقليم جنوب كردفان، لذلك نجد أن أسطورة الجلابي هي الأهم أرتفاعاً وسقوطاً نتيجة لشغرها للحيز القومي، ومن ثم أن الفراغ الذي تتركه تلك الأسطورة سوف يكون فراغاً قومياً – وهذا ما نراه ماثل الأن، والأهم من ذلك إن من يشغل ذلك الفراع سوف يسمو إلي القومية – وهذه من سمات ما بعد أسطورة الجلابي. وخلاصة الامر هي أن أنتهاء أسطورة الجلابي صار حتمياً، بل نعيش تلك النهايات كما عشناها في نهايات "حقيبة الفن" والفن الحديث علي أيدي الفنون الهابطة: القونات، وفناني "النقطة" وهز المؤخرات، والأهم أن الأسطورة القادمة هي أسطورة الأنسان السوداني دون توصيف لون أو قبيلة أو جهة ويجب أن يكتبها الطفل السوداني في أي مكان في ربوع وطنا.
إن الأسطورة في مجملها إلي زوال ولكنها تظل أسطورة تتداولها الأجيال وربما تعتبرها أساس لشخصيتها الأعتبارية أو سبب من أسباب وجودها، لكن السؤال الأهم في ماذا تنفعنا الأسطورة؟ علي سبيل المثال أسطورة الأمام المهدي والثورة المهدية؟ أسطورة بعآنخي؟ أسطورة المك عجبنا؟ أو ثورة اللهيب الأحمر؟ ربما يجيب البعض هي مصدر إلهام أو فخر لنا. والسؤال ماذا يفيدنا الفخر بماضينا ونحن نعيش حاضرنا المذري البائس؟ إن أوهام أو حتي حقيقة "التشدق" بالأسطورة مهما علا فإنها، أيّ الأسطورة، لن تسقي طفلاً جائعاً حليباً ولا تكسي عجوزاً عارياً ثوباً.
وخير الكلام ما قل ودل، هيا إلي لحد الأسطورة السودانية بجميع أشكالها ستون ذارعاً تحت الأرض حتى لا تشتم رائحتها، ونزيد أسطورة الجلابي "كيل بعير" زيادة في اللحد لأنها الأكثر فوحاً.
بريمة محمد أدم بلل البقاري
واشنطن دي سي
15 مارس 2022م
---------------
لم أجد أي من المقالات الخمسة الأخري ..
بريمة
| |
  
|
|
|
|
|
|
|
|
Re: ثم ماذا بعد أسطورة الجلابي؟ (Re: Biraima M Adam)
|
أما فيما بعد 15 ابريل 2023م .. فسقوط الأسطورة أو تلاشيها .. صار قاب قوسين أو أدني: تهاوت صروح هيمنة ثقافة الجلابي .. صرح تلو الأخر .. سقط مركز ثقافة الجلابي "هنا أم درمان" والتى أطالب بأعادة تسميتها "هنا السودان"! .. وسقط قصر قردون .. وسقطت توتي .. وسقط معقل الرقيق، حلفاية الملوك .. وغيرهم الكثير ..
وما زال سقوط الأسطورة يتواصل ..
ومن المخجل أنهم لا يقاتلون للحفاظ علي إمبراطوريتهم التى بنوها علي أكتاف البازنقر من أبناء الهامش أنفسهم .. ولكن كيف للجسد بدون رأس ..
ولكن الشيئ الجميل إن كان هناك جميلاً .. ظهور البطانة علي مسرح ما بعد السقوط مبكراً ..
البطانة التى تعتبر فركة قدم من مركز حاضرة الجلابي، الخرطوم .. ظل أهلها يعيشون الأمرين .. لا مياه صحية ولا مشافي ولا تطعيم .. وحتى أن بعضهم لم يسمع بنبى الأمة، محمد (ص) .. اليوم البطانة ترفع رايتها عالية يتقدمهم الفارس المغوار أو عاقلة كيكل .. وغداً سوف نري النوبيون أحفاد بعآنخي وقد رأينا أحفاد سلاطين الفونج، المك أبو شوتال ..
-----------
نواصل ..
بريمة
| |
|
|
|
|
|
|
|
|
|
Re: ثم ماذا بعد أسطورة الجلابي؟ (Re: Biraima M Adam)
|
سلام بريمة هذا بوست عقيم شنو الجلابي ياخ الجلابة ديل مش هم التجار فى مناطقكم وانتوا التجار فى مناطقكم ومش هم الجابون ليكم لعندكم وفتحوها منكم من درس ومنكم من رفض حبذ الزراعة والرعي على العلم الجلابة ديل مش وفروا ليكم الامن والصحة فى مناطقكم هل هم منعوكم السفر الى الخرطوم او اي مدبنة اخرى هم حاولوا يطوروكم لكن مرمي الله ما بترفع اها الخرطوم الكبرى وانتهيتوا منها ماذا تريدون
| |
|
|
|
|
|
|
| |
Biraima M Adam
Arif Nashed
صديق مهدى على
فيس بوك
تويتر
انستقرام
يوتيوب
بنتيريست