دخلت حرب الجنرالات العبثية والعقيمة شهرها الخامس، سقطت خلالها ورقة التوت من عورة دولة ما بعد ١١ أبريل ٢٠١٩م التي حاولت قيادتها من لجنة البشير الأمنية بالتحالف مع مليشيا الجنجويد المسمى بالدعم السريع وغطاء جهاز الأمن وبقايا خلايا على عثمان النائمة ودفاعه الشعبي.
هذه الدولة الانتقالية الفاشلة التي ساهم فيها للأسف الشديد ثلة غبية من القوى السياسية المدنية التي تسلقت جهاز الدولة المدني المزعوم على دماء الشهداء، وتضحيات ثوار ديسمبر الأماجد.
قامت الحرب وتركت القوى المدنية السياسية على مقاعد الاحتياط والمتفرجين، فإن أغلبية شعب السودان رفعوا شعار لا للحرب ولازم تقيف، وهم لا يملكون اي كروت ضغط لانزال هذه الشعارات الي أرض الواقع، وترك الأمر لدول الجوار والمجتمع الدولي والإيقاد والاتحاد الأفريقي لتفريخ المبادرات الفاشلة ، وذلك لأن فاقد الشىئ لا يعطيه.
يحتم علينا هذا الوضع المزري، ومن منطلق أضف الإيمان أن نستمر في تحليل الواقع السياسي، حتى نستشرف ما سيكون عليه الوضع السياسي بالنسبة للقوى المدنية السياسية، أن حدثت المعجزة َوتوقفت هذه الحرب اللعينة.
أولا يجب أن نوضح، وحسب المعطيات التي لدينا أن هنالك الآن في الساحة تيارين مدنيين متصارعين سياسياً حول دولة ونظام سياسي غير موجودين حتى الآن، وهما في حكم الغيب. بينما هنالك تيار "ثالث" تحت التأسيس والتكون.
لماذا "تيار ثالث"!!؟
نقول أن هنالك تيار ثالث لأننا نرى أن التيار الأول هو "الحرية والتغيير" بأفرعها الثلاث؛ وثلاثتهم يمثلون تياراً واحداً، يختلفون حول من يكون له القيادة والريادة، ثلاثتهم لا مشكلة لهم بشراكة العسكر والجنجويد، والاستمرار في ممارسة البراقماتية الانتهازية، يضربون الشرعية الثورية بعرض الحائط، وهي كما هو معلوم تتكون من: قحت المجلس المركزي ، وقحت القوى الديمقراطية، وقحت القوى الوطنية.
أما التيار الثاني فهو تيار التغيير الجذري الذي يرفض الحوار مع العسكر ويرفض شراكتهم تماماً، كما يرفض الحوار مع أي فصيل من فصائل الحرية والتغيير ويصر على رفض التحالفات التاكتيكية، وينادي بالسقف العالي الجذري في اتجاه التحالف الاستراتيجي.
أما التيار الثالث الذي نعنيه، والأقرب فكرياً وسياسباً للتيار الجذري، ونحن جزء منه، وهو الآن يمر بمخاض التخلق، فهو التيار الذي في "منزلة بين المنزلتين" ، فهو يؤمن بضرورة التحالفات التاكتيكية ذات الحد الأدنى، على الأقل في الوقت الراهن، ويرفض شراكة العسكر والجنجوبد، ويتبنى شعارات الثورة مع لجان المقاومة ؛ العسكر للثكنات والجنجويد ينحل، ولا مساومة ولا شراكة ولا شرعية.
ولكن هذا التيار يؤمن بضرورة تهيئة الجو لبروز تحالفات استراتيجية ذات توجه جذري بعد المساهمة في إنجاح فترة التأسيس الانتقالية، وإكمال استحقاقات وأهداف عملية التحول الديمقراطي.
سنواصل في البعد الرابع التوسع أكثر في تحليل وتشريح هذه التيارات الثلاثة بالتفصيل لاحقاً بإذن الله.
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة