كتب حمور زيادة

كتب الكاتب الفاتح جبرا المتوفرة بمعرض الدوحة
مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 05-11-2024, 05:19 AM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مدخل أرشيف للعام 2020-2023م
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى شكل سلسلة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
08-02-2023, 08:20 PM

Yasir Elsharif
<aYasir Elsharif
تاريخ التسجيل: 12-09-2002
مجموع المشاركات: 48842

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
كتب حمور زيادة

    08:20 PM August, 02 2023

    سودانيز اون لاين
    Yasir Elsharif-Germany
    مكتبتى
    رابط مختصر



    ***


    Quote:
    حمور زيادة
    [30 يوليو 2023]
    قبل مئة عام ولد الطفل محمد في جزيرة صغيرة في شمال البلاد. كان له عدد من الأشقاء والشقيقات، لم ينج منهم إلا شقيقه الأكبر محجوب، ثم هو.
    ولد يتيماً لم يدرك والده. وكأن كل ذلك الموت لم يكن كافياً ففقد والدته في عمر مبكر أيضاً.
    يحكي لي انه كان صبياً يرعى ألاغنام في الخلاء عندما أتاه أحد أنداده يعدو بخبر. "ناس الحلة كلهم في بيتكم. قالو في زول مات".
    يترك الأغنام ويجري نحو منزلهم ليفاجأ أن والدته ماتت ودفنت. يتوه بين الحضور. فلا هو ناضج كشقيقه الأكبر ليجالس الرجال، ولا هو طفل كأخيه ابن امه الصغير الذي تحتضنه النساء. يخرج من المنزل، ويجري الى الخلاء مرة اخرى. يجلس أسفل شجرة ويبكي ما وسعته دموعه حتى يغلبه الحزن والنوم. فينام هناك لوقت طويل.
    لعل هذه الحادثة أثرت على حياته فيما بعد. احساسه الدائم أنه وحيد. لذلك يبادر باقتحام الناس والحياة ولا ينتظر أن يأتوه.
    فرّق الموت الاخوان الثلاثة. الاشقاء وابن الام. حملهم الاقارب الى قرى متباعدة. لسنوات تربى عند أهل والدته دون أن يرى شقيقه الأكبر الذي حُمل الى قرية ابعد، ثم انتقل للدراسة في ام درمان. حين صار الوقت مناسباً للانتقال الى ام درمان الى بيت خاله خليفة السيد علي الميرغني كان شقيقه الاكبر قد غادر للعمل في اليمن.
    هناك في ام درمان تفتحت أمامه حياة جديدة. ورغم انه فشل في الكشف الطبي الذي يؤهله لدخول كلية غردون بسبب ضعف في السمع الا انه اتخذ قراراً متهوراً بمواصلة الدراسة خارج السودان. فدبر مع اقران له خطة للهرب الى مصر على متن عربة البريد في القطار.
    لا اعرف كيف استطاع الراعي القادم من شمال السودان، الذي كل خبراته في الحياة هي الدراسة في ام درمان، ثم العمل عاملاً في بعض المشاريع في جنوب السودان ان يشق طريقه في القاهرة في بداية الاربعينيات. لكنه فعلها بشكل ما.
    بعد وفاته كتب احد معاصروه في المدرسة الثانوية بمصر ان المدرسة اقامت لهم احتفالاً في يومهم الاول خاطبه عدد من المدرسين ثم زعيم الطلبة المصريين من اسرة عزام. وكانو هم الطلاب السودانيين الجدد يتكدسون على بعضهم في ريبة ويفكرون في المستقبل. فاذا بصاحبنا يشق الجموع ويعتلي المنصة ويلقي كلمة باسم الطلاب السودانيين شاكراُ مستقبليهم! لم يكونو يعرفون اسمه حتى تلك اللحظة، لكنه أصبح زعيم الطلاب السودانيين.
    لاحقاً ستبتلعه السياسة. وسيعاني حتى اخر عمره من اصابة تلقاها في مظاهرات الطلبة عام 1946 عندما فتحت حكومة النقراشي باشا كوبري عباس لتغرق المتظاهرين الذين لم يصبهم الرصاص.
    اصبح اليتيم الذي يرعى غنم اهله، وموزع الجرائد في ام درمان، وعامل البناء في الجنوب، زعيماً سياسياً في جامعة فؤاد الاول (القاهرة لاحقاً). يقود المظاهرات ضد الانجليز، ويخطب من أجل الجلاء.
    في العام 1957 يقرر العودة الى السودان رافضاً الحصول على الجنسية المصرية التي عرضت على السودانيين بمصر عقب الاستقلال. وفي ذات العام يصبح نائباً برلمانياً قبل انقلاب عبود.
    سيكون عمله بالمحاماة مجرد وظيفة جانبية مقارنة بالسياسة التي انغمس فيها كلية. فأصبح من قيادات حزب الأشقاء، ثم من مؤسسي حزب الشعب الديموقراطي، ثم لاحقاً الحزب الاتحادي الديموقراطي. وحتى اليوم لا اعرف كيف اصبح مدير تحرير صحيفة صوت السودان التي اصدرها الاشقاء. فقد كانت حياة الرجل أكثر ثراء من أن يحيط بها طفل فضولي يسأل والده عن تاريخه.
    ستحمله السياسة ليصبح وزيراً للصناعة في العام 1967. ثم مناضلاً ضد نظام نميري في الجبهة الوطنية. ويقترب من عنابر الاعدام بعد فشل هجوم الجبهة الوطنية في 1976. لكن مهاراته كمحامي جلبت له ولعدد من المتهمين معه الحكم بالبراءة.
    عندما ولدت له كان قد قارب الستين من العمر. اعتقد انه كان مرتبكاً لا يعرف كيف يتعامل مع مسئولية طفل، بينما يؤهله عمره لأن يكون جداً. لكنه فعل ما وسعه.
    الموت، صديق اسرتنا القديم، لم يسمح لنا بالحياة معاً. فمات وانا دون الثالثة عشر من عمري.
    لكن مثله لا يموت.
    في هذا العام 2023 تمر مئوية والدي، محمد زيادة حمور.
    لم يكن رجلاً كاملاً. لكنه كان والداً محباً ما استطاع. لا اظن اننا نتفق على رأي. فما اؤمن به كله يكاد يكون مخالفاً لما آمن به. لكني اعلم يقيناً أنه كان ليكون سعيداً، فقد حرص ان يعلمني الاستقلالية. كان ليسعد أن تكون لي خياراتي الا أن أتبع خياراته.
    وحتى هذه اللحظة، وانا رجل ناضج يعانق أربعينياته، أفتقد والدي كأني ذلك الطفل الذي أيقظوه من النوم يوم أحد لينظر الى والده ميتاً في فراشه قبل أن يذهب الى منزله الاخير بمقابر السيد المحجوب. المقابر التي تردد القائمون عليها قبل الموافقة على دفنه بها خشية اغضاب السيد محمد عثمان الميرغني لما بينهما من خصومة سياسية. وقد كان لترددهم منطق. فبعد أيام غضب السيد الميرغني من صديق عمر أبي احمد السيد حمد لأنه أقام لوالدي عزاء بالقاهرة. وقد كان ذلك من سوء حظ السيد، فقد أسمعه أحمد السيد حمد ما يكره من قول.
    لا اعرف متى ستتيح لي الحرب أن أرجع وأقف على قبر أبي في السيد المحجوب. لكني أعرف اني أنتمي الى حيث دفن ابي. لا البيوت تهمني ولا الممتلكات (اللهم الا ألبومات الصور التي توثق حياة اسرتنا، والجوائز الأدبية التي حصلت عليها)، لكن تهمني الأرض التي قبر بها والدي. هي أرضي وبلادي. وأنا عائد اليها يوماً، رغم أنف الحرب.






                  

08-02-2023, 11:20 PM

Yasir Elsharif
<aYasir Elsharif
تاريخ التسجيل: 12-09-2002
مجموع المشاركات: 48842

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: كتب حمور زيادة (Re: Yasir Elsharif)

    ***

    Quote: الكاتب والأديب السوداني حمور زيادة: الإسلاميون لم يعرفوا ماذا يفعلوا بعدما استلموا السلطة بالسودان

    القاهرة والناس
    4,06 Mio. Abonnenten

    Abonnieren

    1


    Teilen

    227 Aufrufe 12.02.2021 #القاهرة_والناس #حديث_القاهرة
    برنامج يومى يبث كل ايام الاسبوع ليناقش أهم أحداث اليوم ويتناول القصص
    الاكثر تأثرا ويكشف ملاباسات الاحداث ويجري حوارات مع الشخصيات
    المحورية فيها. البرنامج أٌيضا يقدم فى نهاية كل أسبوع وجبة متنوعة تتخطى
    التناول الاخبارى للتحليل والرأي ليصبح برنامج شامل يتناول كل ما يهم الناس
    ويعكس اسمه "حديث القاهرة".
    كريمة عوض و خيرى رمضان: من السبت الى الثلاثاء
    ابراهيم عيسى: من الاربعاء الى الجمعة
                  


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de