لا يمكننا تصور حكومة مدنية من غيرالإسلاميين، لأننا نعتقد أنهم انتهازيون أكثر من كونهم إخوانا مسلمين

كتب الكاتب الفاتح جبرا المتوفرة بمعرض الدوحة
مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 05-12-2024, 12:07 PM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مدخل أرشيف للعام 2020-2023م
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى شكل سلسلة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
06-22-2023, 09:40 PM

Mohamed Omer
<aMohamed Omer
تاريخ التسجيل: 11-14-2006
مجموع المشاركات: 2386

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
لا يمكننا تصور حكومة مدنية من غيرالإسلاميين، لأننا نعتقد أنهم انتهازيون أكثر من كونهم إخوانا مسلمين

    09:40 PM June, 22 2023

    سودانيز اون لاين
    Mohamed Omer-
    مكتبتى
    رابط مختصر






    حروب الدولة السودانية وحرب الخامس عشر من أبريل (1)
    حرب 15 أبريل هي حرب أزمة الدولة السودانية بامتياز، تتداخل فيها قضايا الدولة وكيفية بناء مؤسساتها.

    محمد حسن التعايشي


    إن الرفض المبدئي والحقيقي للحرب، التي اندلعت في الخامس عشر من أبريل، يكمن في إيجاد معالجات نهائية للأسباب الجذرية للصراعات المسلحة في السودان وضمان وقف تدوير الحروب نهائيا، وتحقيق الاستقرار السياسي والسلام المستدام، والوصول إلى صيغة شاملة للمصالحة الوطنية تُخرِج من الظلمات وترد المظالم وتحقق العدالة وتبْرئ الجراح.

    إن الصراع المسلح والعنف السياسي في السودان ليسا ظاهرتين جديدتين، بل يتنزلان في سياق الأحداث المتكررة والممتدة منذ 18 أغسطس 1955، وبلغت أوجها في 15 أبريل 2023.

    انفجرت جميع الحروب في بلادنا لأسباب جذرية بيِّنة وواضحة، ما كانت معالجة أسبابها تحتمل التسويف، تتمثل في صراع السلطة والنفوذ، الموارد والهوية وطبيعة الدولة.

    إن الاعتراف بجذور وأسباب الصراع هو المدخل العملي والصادق لتبني نهج “لا للحرب” حتى لا يصبح مجرد شعار نختبئ وراءه من مواجهة الأسئلة الصعبة، أو نتخذه مدخلاً لإيجاد حلول فوقية وقتية فشلت تاريخيا في إيقاف الحروب في بلادنا، بل عقدتها وزادت من حدتها ومداها حتى وصلت إلى قلب الخرطوم، التي كنا نظن ولوقت قريب أن ذلك من ضروب الخيال.

    موقفي المبدئي هو ضد هذه الحرب وكل الحروب وسيظل كذلك. فالحرب ليست الوسيلة الأصلح لمعالجة المشكلة السودانية. ولكن لا أعتقد أن الحريق الذي يشتعل في بلادنا اليوم أو ذلك الذي اشتعل في السابق منذ ما يقارب السبعة عقود هو حريق ناتج عن حروب عبثية كما يتم وصفها، بما يعني أنها ليست ذات أصل في جذور المشكلات في السودان. على العكس من ذلك، أعتقد أن هذه الحرب هي التعبير الأعنف والأكثر بيانا عن الأزمات التاريخية والمعاصرة في السودان، وأوجدت انقساما سياسيا واجتماعيا غير مسبوق في تاريخ السودان الحديث. وفي الحقيقة، هذه هي الحرب الوحيدة التي كان يتوقعها معظم السودانيين.

    الاعتراف بجذور وأسباب الصراع هو المدخل العملي والصادق لتبني نهج “لا للحرب” حتى لا يصبح مجرد شعار نختبئ وراءه من مواجهة الأسئلة الصعبة، أو نتخذه مدخلاً لإيجاد حلول فوقية وقتية فشلت تاريخيا في إيقاف الحروب

    حرب 15 أبريل هي حرب أزمة الدولة السودانية بامتياز، تتداخل فيها قضايا الدولة وكيفية وطريقة بناء مؤسساتها. السودانيون من هم؟ وما هي حقوقهم؟ وعلى أي أساس تقوم الحقوق؟ الحكم والإدارة، وضعية الجيش وكيفية تكوينه؟ الدين والهويات والموارد؟ وهي كذلك الحرب الوحيدة التي حينما اندلعت، لم يسأل أحد السؤال التقليدي غير المبالي: مَن يحارب مَن؟ بل وجد الناس أنفسهم منقسمين حولها منذ ساعتها الأولى. فهي قطعاً ليست حربا عبثية، اللهم إلا إذا كان المقصود بعبثيتها أنه بإمكاننا معالجة تلك القضايا دون الحاجة إلى إراقة أي دماء! ولكن ما الذي يجعل ذلك ممكناً اليوم، بينما لم يكن كذلك خلال العقود السبعة الماضية؟ هذا السؤال يستوجب التأمل والتدبر من جميع السودانيين.

    لقد التقيت بالفريق أول عبدالفتاح البرهان، القائد العام للجيش السوداني، بعد عام من انقلاب 25 أكتوبر 2021. وفي طريقي إلى بيت الضيافة، كان كل شيء يحدثك عن الحرب! حتى إنني قلت له بعد السلام مباشرةً “يبدو أن الحرب ستندلع في هذه البلاد في وقت ما؟”، فأجابني “إذا انفلتت من أي ديدبان طلقة واحدة ينشب الحريق”.

    كانت عاصمة البلاد تنام وفي جوفها أكثر من 50 ألف مسلح من ضباط وضباط صف وجنود في كامل استعدادهم! في الوقت الذي تشكو فيه جهات كثيرة من مناطق النزاعات من انعدام الأمن، بل حتى عصابات تسع طويلة في قلب الخرطوم هددت أمن وسلامة المواطنين! والمدينة بنخبتها العسكرية والسياسية ومفكريها ومثقفيها يعلمون أن الحرب آتية بل واتخذ معظمهم موقعه منها.

    وجدت البرهان قد اتخذ قرار المضي قدماً في الاتفاق والحل السياسي أو هذا ما بدا لي من كلامه معي. ولكن آخرين من العسكريين المقربين منه اتخذوا قرار مقاومته. ويبدو أنه كان بحاجة إلى مساعدة حقيقية لمواصلة مشروع التسوية السياسية. كان ذلك محور حديثنا. ثم ختمت اللقاء الذي استمر لمدة ساعة بالقول “إنك تستحق المساعدة للمضي قدماً لإكمال ما تبقى من التزامات فيما يخص مشروع التسوية السياسية”.

    ورغم الملاحظات الأساسية حوله كنت أعلم أنه بحاجة إلى معجزة لهزْم كل تلك التيارات في آن واحد؛ تيار العساكر، تيار الإسلاميين، تيار الدولة الشقيقة وتيارات السماسرة والسياسيين الجدد.

    قابلت في الأيام ذاتها دبلوماسيا رفيعا من دولة عربية شقيقة، قال لي بثقة الحجاج بن يوسف “لن نسمح بأن يكون الدعم السريع خارج الجيش السوداني لأكثر من ستة أشهر قادمة!” ثم زاد “ولا يمكننا تصور حكومة مدنية من غير الإسلاميين، لأننا نعتقد أنهم انتهازيون أكثر من كونهم إخوانا مسلمين!”.

    قلت له “إن كل شيء قد تغيَّر في هذه البلاد، والنخبة السياسية والفنية والمثقفون والأكاديميون الذين لا يتخيلون حكومة أو حتى إبداعا في بلادنا من دونكم ما عاد منهم في المدينة إلا القليل، وكل تلك المسلَّمات التي بنيتم عليها مواقفكم هذه في طريقها إلى الزوال، وإن أراد أشقاؤنا أن تكون لهم علاقة جيدة في مستقبل بلادنا، فذلك يستوجب منهم تغيير تصوراتهم. أنا سياسي سوداني وصلت إلى رأس الدولة، وزرت معظم بلاد الدنيا ولا توجد في جواز سفري تأشيرة واحدة إلى بلادكم. في الحقيقة أنا أحبكم وأحترم سيادتكم وشعبنا كذلك وينبغي أن تبادلونا الاحترام ذاته. أرجو أن تأتي الفرصة المناسبة لزيارة بلادكم”.

    لقد شاركت بعض الزملاء تفاصيل الاجتماع الذي تم مع قائد الجيش، وما خرجنا به من تحليل هو أن البرهان لن يستطيع السير في طريق التسوية السياسية دون الذين يعارضون الحل السياسي من العسكريين؛ فإما أن يقنعهم، أو سيقومون بتغييره أو يذهب معهم في خيار الحرب، فكانت حرب 15 أبريل.

    إن التغيير هو ليس فقط أن تقوم بتغيير الأشخاص السيئين بآخرين صالحين. التغيير الحقيقي هو تغيير الأشرار ليصبحوا أخيارا. فبغض النظر عن تاريخ البرهان، بما في ذلك انقلابه على الانتقال الديمقراطي، إلا أنه أتيحت له فرصة أن يغير مجرى تاريخ السودان فيما عجز عنه قادة عسكريون ومدنيون سابقون، وقد قلت له في ذلك إن أسوأ ما قمت به هو أنك أجريت انقلابا عبثيا، لا أنت ولا البلاد بحاجة إليه ووضعت نفسك في مأزق لا أنت ولا البلاد في حاجة إليه، ثم وجدت نفسك في موقف يتمناه أي مذنب ليكفِّر عن تاريخه، عليك أن تفعلها هذه المرة.

    لقد أعجب بما قلت ورأيت الحماس في تقاسيم وجهه. لا أدري ما أصابه بعد ذلك، لكن المؤكد أنه فشل في إقناع من حوله، ولم يفضل خيار التضحية وذهب مع خيار الحرب مكرهاً ممن هم حوله لا بطلاً.


    إن قوات الدعم السريع لا تمثل فقط منظمة عسكرية، بل هي كتلة اجتماعية واقتصادية وثقافية، تشكلت خارج حواضن الدولة الموروثة، وهي ضمن مجموعات كثيرة مشابهة في مناطق السودان المختلفة تمثل إحدى نتائج سياسات التهميش والاستبعاد الاقتصادي والسياسي والاجتماعي، مثلها مثل التيارات الشبابية والاجتماعية والسياسية، التي ظلت تتشكل خارج الحواضن التقليدية منذ بواكير الاستقلال، ولم تجد مكانها في حواضن الدولة، رغم المحاولات الكثيرة لاحتوائها أو محاولات تلك الجماعات والتكوينات التماهي مع الموروث.

    فالدولة السودانية ما بعد الاستعمار مصممة على الاحتواء؛ احتواء المقاومة والمظالم والالتزامات. وليست مصممة على تقبل دمج تلك الكيانات كقوى أصيلة، لذلك نجد أن كل زيجات المتعة قد انتهت إلى طلاق وعنف مسلح.

    لم تنجح سياسات التخوين والابتزاز أو الترهيب أو الاحتواء والمماهاة مثل ما تم مع الدعم السريع وقوى أخرى كثيرة منذ الستينات (منها مجموعات من الشرق، والنيل الأزرق، وجبال النوبة، وتجربة لجان المقاومة مع الحرية والتغيير والكثير من القوى النوعية في السودان تشترك في كونها حملت خارج رحم الدولة). مثل هذه القضايا الجوهرية تعالجها سياسات جذرية جريئة تقود إلى بناء جمهورية ثانية بديلة عن الجمهورية الموروثة منذ العام 1956، تقوم على شراكات أصيلة، لا على الوكالة.

    في الإنجيل يحكى أن رجلاً يسمى “بول” وهو في الأصل اسمه “سول” يهودي ورع كان يقوم باضطهاد المسيحيين وهو من شهد حادثة رجم “ستيفن” الذي يعد أول مسيحي يقتل رجماً. وفي طريقه إلى دمشق لمواصلة أعماله الوحشية، جاءه إلهام غيَّر حياته، تحول إلى مصلح مسيحي وقضى بقية عمره يدعو إلى التسامح ويبني الكنائس، حتى أصبحت قصته جزءا من العهد الجديد. في تاريخ ورحلة الحركة الشعبية لتحرير السودان بقيادة الراحل جون قرنق الكثير من قصص التغيير الملهمة. معظم قياديّي ثورة التغيير كانوا مقاتلين في صفوف الجيش السوداني واستخباراته العسكرية، وكانوا يقاتلون المواطنين الجنوبيين وقادة التحرير. القائد توماس سريلو سواكا، كان قائداً في حامية جوبا، حين تمرد كما في القاموس العسكري. لقد عبر مطار جوبا نهاراً إلى الغابة، قابله شعبه بالبشائر والترحاب، وكان القائد قرنق يعتبر ذلك أكبر فتح للتحرير. فأصبح بالفعل من أعظم قادة التغيير في جنوب السودان. تبعه في ذلك الجنرال الشهير أوغستينو جادالله، الذي أصبح أول حاكم لجوبا بعد الاستقلال، بل إن الرئيس سلفاكير ميارديت وحتى جون قرنق زعيما الثورة كانا ضابطين في الجيش السوداني قبيل تمردهما على الظلم والتهميش أو محاولات الاحتواء. فالإنسان لا يولد مصلحاً وليس بالضرورة أن يقود التغيير ملائكة، بل إن الله اختار الرسل من بين البشر جاءوا بأخطائهم وقابليتهم للخطأ ليخرجوا الناس من الظلمات إلى النور.









                  


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de