يوميات الحرب ---جولة في بحري فيصل محمد صالح

كتب الكاتب الفاتح جبرا المتوفرة بمعرض الدوحة
مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 05-10-2024, 01:53 AM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مدخل أرشيف للعام 2020-2023م
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى شكل سلسلة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
05-17-2023, 07:51 PM

Abdulhaleem Osman
<aAbdulhaleem Osman
تاريخ التسجيل: 12-28-2015
مجموع المشاركات: 306

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
يوميات الحرب ---جولة في بحري فيصل محمد صالح

    07:51 PM May, 17 2023

    سودانيز اون لاين
    Abdulhaleem Osman-Sudan
    مكتبتى
    رابط مختصر




    أظن أن برامج الناس في مناطق مختلفة من العاصمة، متشابهة جدا، بالذات في مناطق وسط بحري، الديوم والختمية والمزاد وكوبر وكافوري. يستيقظون من النوم وهم يسمعون أصوات القصف وأزيز الطائرات ويبدأون البرنامج الأول وهو استجلاب الماء، مهمة تبدو غير مفهومة لمدينة حديثة في القرن الحادي والعشرين. هذا يحدث عندما تكون الدنيا فيها أمان نسبي، لكن الأمور تغيرت مع تغير مستوى الأمان إلى نسبة تقترب من الصفر
    أتيح لي قبل يومين أن أتحرك في جولة طويلة من الحاج يوسف وحلة كوكو إلى شمبات لإجلاء بعض أفراد الاسرة، ثم العودة مرة أخرى. بدت مدينة بحري كمدن الأشباح، مدينة في حالة حرب حقيقية، دخلنا من حلة كوكو إلى القنطرة ثم كافوري، أكاد أجزم أن 90% من بيوت كافوري خالية من السكان، يسكنها بعض الخفراء، ويسكن جنود الدعم السريع بعض بيوتها أيضا، وتعيث عصابات النهب والسلب في باقي المنازل. تعرضت المنازل للكسر والنهب، حمل اللصوص ماخف وزنه وغلا ثمنه، في المرحلة الثانية جاءت الدفارات والتكاتك فحملت الثلاجات والغسالات والأجهزة الكهربائية. في هذا اليوم رأيت الجزء الثالث من النهب. مجموعات كبيرة من النساء تدخل لهذه المنازل لتأخذ الثياب التي رماها اللصوص على الأرض في بحثهم عن النقود والذهب. كن يحملن بقج الثياب الكبيرة على رؤوسهن ويخرجن من كافوري زرافات ..وزرافات، ينتظرن المواصلات أو عربات الكارو لتنقلهن مع المسروقات.
    بعض الشوارع مغلقة أمام حركة حافلات المواصلات القليلة التي تعمل، فسارت الحافلة بشارع الشفاء ، ثم الدخول شمالا عند محطة بنزين بشائر، ثم اتجهت شمالا بشارع الصناعات، ربما لنشاهد المآسي التي حدث للمصانع المختلفة التي تم نهبها وحرقها، بما في ذلك الشركة التجارية الوسطى CTC التي تم نهب الأجهزة والأدوات الكهربائية ، بل وحتى السيارات من مخازنها.
    دخلت السيارة من شارع البيبسي حتى شارع الإنقاذ، أوقفتنا ارتكازات الدعم السريع أكثر من مرة، يتفحصون الوجوه، يسألون بعض الناس عن بطاقاتهم، ثم يسمحون بالمرور. نزلت عند تقاطع البيبسي مع الإنقاذ باعتباره أقرب نقطة لشمبات، لا تزال بعض الجثث في الشارع إلى جانب السيارات المحترقة، ومن الواضح أنها تتبع للدعم السريع تم قصفها بالطائرات. أكملت المشوار سيرا على الاقدام، لم تقابلني غير سيارات الدعم السريع، أو بعض جنودهم الذين يستخدمون المواتر "موتوسيكلات". يقف بعضهم لينظر إلي، لم أتعرض لمساءلة، ربما افادني الشيب الذي يكلل رأسي.
    تركت الشوارع الرئيسية وبدأت في الدخول من الشوارع الجنوبية، لحق بشمبات ما لحق بكافوري، هجرها سكانها أيضا، وبدأت فيها ظاهرة السلب والنهب. شاهدت ذلك بعيني، ومررت كأنني لم ألاحظ شيئا. وصلت مقصدي، وأمام البيت المجاور كانت تقف سيارة وبها بعض المنقولات، عرفت أنها ظلت من الصباح تنقل أجهزة ومنقولات من هذا المنزل، عندما رآهم الجيران أخرجوا مسدسات ووضعوها بشكل ظاهر ليراها المارة كرسالة تهديد غير مباشرة بعدم التدخل.
    خرجنا من شمبات إلى شارع المعونة، نفس البؤس والجو المخيف الذي يعم كل بحري، سالنا وقيل لنا أن هناك سيارة مواصلات تمر بين الحين والآخر. كنا نقف في بداية شمبات من ناحية الصافية، قرب مبنى سوداتل. عرض علينا سائق رقشة أن يوصلنا للمؤسسة مقابل ثلاثين ألف جنيه "خمسون دولارا". بعد قليل وصلت حافلة، وقفنا أكثر من مرة أمام نقاط التفتيش، سألني جندي الدعم السريع إلى أين نذهب بحقائبنا، قلت له إلى أرض الله الواسعة، رد بثقة أن الأمر سينتهي سريعا وسنعود لمساكننا. وصلنا حتى سعد قشرة ، وليتنا لم ننظر له.
    هذا المكان الذي كان يضج بالحياة والحركة تجول لمظهر للخراب، تم نهب كل السوق وحرقه. وقفت أتأمل حال من نعرفهم من أصحاب المحلات، وأشعر بالأسف لما حل بهم. تذكرت الرجل المهذب واللطيف عادل بشرى، صاحب أشهر محلات الثيااب، والصادق ترزي الجلاليب وغيرهم ممن ظللنا نتعامل معهم لزمن. أسال الله أن يعينهم في محنتهم هذه ويعوض عليهم.
    من شارع الخور في نهاية سعد قشرة كانت تقف عشرات من النساء اللائي أكملن نهب المصانع والمطاحن، كن يحملن شوالات الدقيق وكراتين الصابون والبسكويت، هجمن على أول حافلة ظهرت فابتعدنا عنها لعدم القدرة على مزاحمتهن. جاءت حافلة أخرى واتخذت نفس الطريق، شارع الإنقاذ شمالا حتى تقاطع البيبسي، ثم شرقا حتى شارع الصناعات، وجنوبا في شارع الصناعات حتى مصانع الكوكولا، وإلى شارع الشفاء، شارع مسجد النور، القنطرة، وحتى حلة كوكو. طوال هذه الرحلة لم نلتق مواطنين عاديين يسيرون في الشوارع إلا ما ندر.
    طوال الرحلة التي استغرقت حوالي أربع ساعات لم يكن هناك قصف كثيف، لكن في مرتين كان هناك صوت رصاص ينطلق ويتم الرد عليه، قال لي جندي الدعم السريع أن هناك قناصين ينتشرون في بعض المباني.
    وصلنا مقصدنا في حلة كوكو، ومن هنا إذا دخلت للحاج يوسف يتغير الوضع تدريجيا، تبدأ مظاهر الحياة في الظهور، باعة الخضروات والفواكه، باعة المياه الباردة والعصير، بعض المخابز والجزارات، ثم، وهذا هو المهم، مواطنون عاديون يسيرون هنا وهناك، وسيارات للمواصلات على الخطوط المختلفة.
    تمت المهمة بنجاح Mission Accomplished






                  

05-19-2023, 05:12 AM

Asim Ali
<aAsim Ali
تاريخ التسجيل: 01-25-2017
مجموع المشاركات: 13492

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: يوميات الحرب ---جولة في بحري فيصل محمد صالح (Re: Abdulhaleem Osman)

    هى حقيقة بل وبعض الحقيقة كنايرصدها من عاشها ٣٦ يوم منذ بداية الحرب
    الجثث فى ش الإنقاذ تأكلها الكلاب مشاهد بعثت الرعب فى النفوس
    ضعاف النفوس وشراء المسروق فى سوق الرسوم وهو السوق الصغير الذى نشأ بديلا لسوق بحرى بعد ما حدث من خراب
    هوس المتمردين من اى شخص واتهامه بأنه عسكرى او استخبارات وطلب أوراقه كما حدث لى بالأمس وانا عائد للحى عائد من السوق فاستوقغنى مجموعه من محاصرى حى الختمية وسؤالى جاى من وين وماشى وين وشغال شنو وشغال وين وبعدها تركونى أمضى
    هنا يبدو وكان الزمن توقف الا من أصوات اطلاق النيران وغارات الطيران وردود مضادات المتمردين كأنها دقات الساعه تحدثك تراجع الزمن لا تقدمه للامام
    تتوقع اندلاع اشتباكات فى كل لحظة من نهار او ليل وانت فى الشارع عائد من البئر او السوق او تكسر حصار الوحدةوالاحتماء بالمنزل بعشرة ونسة هامسة مع الجيران

                  


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de