الحرب الملعونة والكوز الجنين

Quote: *الشريف الحامدابي لما تقول لي أنا بدعم قيادات الجيش في أي خطوة يخطوها فمعناها انت كنت داعم الجيش في حرب الجنوب ، ودارفور ، وجنوب كردفان ، والنيل الأزرق . وداعم المؤسسات الأمنية والعسكرية في معاركها ضد شهداء كجبار وأمري والعرقوب ، وشهداء البجا ، والعيلفون ، وشهداء الحركة الطلابية ، وشهداء هبة سبتمبر 2013م ، وشهداء ثورة ديسمبر الحالية . وداعم عمليات القمع والكبت ضد المواكب السلمية . هل بعد ده عندك ذرة وطنية أو إنسانية أو إحساس بالآخر تخليك تقول لي : أدعم الجيش بدوافع وطنية ؟!! ولو قلت لا : معناها أنا بدعم الطرف الآخر ؟ أنا ضد الطرفين وبشكل واضح وصريح ومبدئي . وضد الحرب بين أبناء الوطن الواحد بغض النظر عن أطرافها . أنا بدعم الجيش لما يتقدّم تجاه عملية الإصلاح الأمني والعسكري ، وتجاه إزالة التمكين الحزبي من داخله وعلى وجه الخصوص الكيزان ، ولما يكون جاهز لعملية دمج الدعم السريع والحركات المسلحة وفق جداول زمنية مُتفَق عليها ، لما يكون جاهز لصناعة جيش واحد قومي ومهني ، وجاهز لخوض غمار حروب لأجل استرداد أراضينا المحتلّة ، ولأجل حماية ثورتنا وثواراها السلميين العًزّل ، وحماية سيادتنا وكرامتنا وعزْتنا وتنوُّعنا وتعدُّدنا الإنساني الفريد والمميّز ، وجاهز لحماية تحوُّلنا الديمقراطي ، ونظامنا المدني الراسخ . لا يمكن ان أدعم من يقتل أحلامنا وآمالنا وتطلعاتنا ومفاهيم ومطالب وأهداف ثورتنا المجيدة ، لا يمكن أن أدعم من يجهض إنتقالنا الديمقراطي ، ومن لا يتورّع في قتل المواطنين ودمار وخراب المؤسسات العامة والخاصة ، لا يمكن أن أدعم من ينشئ المليشيات المسلحة ، والدروع القبلية والجهوية في محاولات مستمرّة لإضعاف المؤسسات العسكرية والأمنية التي كان لزاماً عليه أن يجعلها علي الدوام قومية ومعبّرة عن الجميع ، لا يمكن أن أدعم من يريد أن يحوّل ساحتنا السياسية لصراع بالأسلحة الخفيفة والثقيلة بدلاً عن حوار الأفكار ووجهات النظر وزوايا الشوف بالحجّة والمنطق والإقناع . لا يمكن أن أدعم مليشيا هتفتُ في الشوارع مطالباً بحلّها ، واقتنعت بضرورة دمجها في القوات المسلحة السودانية بعد إصلاحها كخطوة مهمة لتأمين الإنتقال الديمقراطي ووضع حد نهائي للإنقلابات العسكرية . أنا محب للجيش السوداني الواحد الوطني والمهني . ومحب لجنوده الاوفياء الذين يستحقون قيادة وطنية ، ورشيدة وحكيمة وغير مهلكة لأرواحهم في حروبات لأجل مطامع شخصية أو تحقيق أهداف دوائر خارجية . أنا مشفق على حال الجنود الذين يتم إستنفارهم لمعارك لا فائدة للوطن والمواطن من إندلاعها . أنا لست عاطفي ، ولا هش ، ولا ضعيف ، ولا تابع بدون دراية ومعرفة وفهم وإقتناع تام يتسق مع قلبي وضميري وعقلي . أنا مشبّع بحب هذه البلاد وما فيها ومن فيها ، وبضرورة الإلتزام بتوفير أمنها واستقرارها ومقومات الحياة الكريمة لأنسانها العزيز . انا ضد موت الإنسان السوداني ( المدني والعسكري ) في حروب عبثية . أنا ضد الحرب بين أبناء الشعب السوداني. انا قارئ جيد لدروس وعبر الحروب السابقة . فاهم لكيفية إندلاعها ، وكيفية استمرارها ، وكيفية نهايتها التي تُحي الشهداء من الطرفين وتعلن ميلاد إتفاق سياسي جديد .! أنا ضد الحرب بشكل مطلق . وضد العنف ، والتطرُّف والهوس . أنا مؤمن بأن الثابت في الحياة هو : الإختلاف ، والمتغيّر هو : كيفية إدارة الخلاف ( ولا يمكن أن أدعم ادارته بالسلاح بعيداً عن الحُجة و المنطق والإقناع ) . أنا ضد أن يقتلني الآخر بمليشيته الخاصّة ، ثم يقتلني مرة أخرى عند حلّها . وأنا لست مؤمناً بحلول السلاح الذي يتجاوز الأهداف ويستقر في صدور وقلوب المواطنين ويهدّم ويدمّر مؤسساتنا العامة والخاصة . أنا لا أرى أن هناك موقفاً وطنياً وإنسانياً أفضل من موقفي الرافض للحرب . انا لا أخشى في الحق لومةَ لائمٍ أو طعنة غادرٍ . انا لا أتبع سياسة القطيع .. أنا مؤمن بأن الحق لو حوله ( فرد واحد ) سينتصر يوماً ما على الباطل ولو حوله ( الملايين ) . انا سأظل أكتب وأهتف بشجاعة وبسالة ، محصناً بقيم مبادئ ومفاهيم وأخلاق لا تعرف الضعف والتردُّد والإنكسار : #لا_للحرب_في_السودان #الكيزان_سبب_الحرب #فتح_الممرات_الآمنة #الالتزام_بالهدنة الشريف الحامدابي