ظهر اليوم ٢٢ أبريل كان يوما صعبا على الناس في شمبات بمربعاتها المختلفة دوت الدانات والراجمات ومختلف الأسلحة لمدة قاربت النصف ساعة ، تجمعنا كأسرة تحت الحائط بعيدا من الشبابيك وحشرنا الأطفال تحت الكنبات كالأحذية كانت اسئلة الأطفال المرعوبين وإنهياراتهم شيئا يصعب الرد عليه ، الإحساس بالعجز وتوقع المخاطر والتفكير فيها امر شديد الأرهاق الشبابيك تهتز والأبواب ترتد ودوي الرصاص وانفجارات القذائف شئ قريب لدرجة تسليمك ان موتك قريب لم أكن احتاج لهذه التجربة الشخصية لأرفض الحرب وأرى عدم جدواها ، ذلك انني سوداني شهدت بلادي حروب عديدة كانت الخسارات فيها كبيرة درجة انفصال بلادنا لبلدين اصبحنا اقل ، ومساحتنا اصغر ، وبدلا عن بلد نامي كان من الممكن ان يتطور ويتقدم ، اصبحنا بلدين فقيرين متعثرين في تجارب الحكم وإدارة الموارد . كما انني مطلع على الحروب من حولنا على مستوى الإقليم والعالم وأستطيع ان ارى عبثية الحرب ولؤمها وقسوتها على الإنسان . بعد ضرب مستمر لنصف ساعة وبعد أن هدأت الأمور ، خرجنا وتجولنا في حينا في شمبات ورأينا أهوال الحرب الجثث ملقاة في شوارعنا ومغطاة بالكراتين والدلاقين اعمدة الكهرباء مائلة السيارات الحربية وبعض سيارات المواطنين محترقة بالكامل اثار الرصاص والراجمات في البنايات من حولنا كر وفر بين القوتين ، واستعمل الجيش اسلحة ثقيلة ردا على كمين نصبه الدعم السريع للقوات التي كانت تمشط الشارع راجلة فقد فيه عدد من الجنود حياتهم وذكر بعض الجنود الذين قدموا لمنزل الجيران ان الدعم السريع استعمل قناصة في العمارات المطلة على المعونة وعموما هذه قصة تشبه عشرات القصص الماضية والقصص القادمة ، لدي في هاتفي فيديو يظهر قتلى للدعم السريع عدد كبير قصفهم الجيش بالطائرات ، وعدد اقل كان اليوم من جنود الجيش ملقى في طرقات شمبات هذه الصور شاهدناها مرارا في حروب على القنوات الفضائية وفي الافلام الوثائقية وفي السينما الواقعية ولكننا لم نتعلم على الإطلاق بعد هذه المعركة والتي انتقلت بشكل اوسع بالقرب من السوق المركزي ولكن لا معلومات لدي من هناك غير فيديو اشتعلت فيه احدى عمارات ما يسمى بعمارات البشير، قدمت عصابات من المواطنين وافراد مسلحين قاموا بالسطو على كل شئ مراوح مقاعد جلوس ثلاجات شاشات تلفزيونية ملابس اطفال استوقفنا بعضهم فرموا الأشياء وفروا داخل الحي ولكن في الشارع الرئيس في المعونة كان تحرك اللصوص مذهلا جماعات وجماعات كلها تحمل اشياء مسروقة وعمليات بيع في الشارع سريعة اي والله العظيم مفاصلة من بعض الاشخاص على جازولين مسروق وشاشات مسروقة وانت لا تستطيع ان تفعل اي شئ عدد الاشخاص الذين لايحملون اشياء مسروقة في شارع المعونة يعد على الأصابع ، وحالة الارتياح المرسومة على وجوه السارقين خلقها الفعل الجماعي وغياب الأجهزة الشرطية !! استمرت عملية السرقة الى ما بعد صلاة المغرب عدد كبير فعلا يروح ويأتي يحمل كل شئ كل شئ بعدها توجهنا لإجتماع الحي بالقرب من الجامع الذي وجدناه موصدا ، تقاطر نفر من اهل الحي وشبابه ولكن وردتنا معلومات ان الجيش قادم ، فاتفقنا على تأجيل الإجتماع للغد لسلامة الأشخاص حال حصول اشتباك ولم تاتي قوات كبيرة ولكن قوة من الجيش قدمت ببكسي وسالتنا في الميدان عن مكان الجثث وأشرنا اليها لأماكنها فقاموا بتجميع شهداء القوات المسلحة . كانت هذه نهاية احداث شمبات ، وهذه الشهادة تخص فقط الحي الذي طالعنا احداثه ولا علم لنا بالاحداث في الأحياء القريبة ، وسمعنا عن استشهاد اطفال في الخلوة ولكن علمنا بعد ذلك ان الخبر غير صحيح . وان احدى عمارات البشير اشتعلت فيها النيران بسبب سقوط قذيفة عليها ولكني رايت ذلك في فيديو ولم اراها مباشرة . انا اعلم ان هناك ازمة معلومات حقيقية فيما يلي رصد اوضاع الحرب وان القنوات تحتشد بالأكاذيب وهناك صعوبة في متابعة الاوضاع في الارض وان المعركة التي تدور الان في الاسافير اشكالها متنوعة والفاعلين فيها عدد كبير من الناس ، وان هناك محاولة لاحتكار مفاهيم الوطنية ووصف المخالفين بالعمالة والارتزاق من الجانبين انا اقول بعدما شاهدته مما عمق قناعاتي باهمية وقف الحرب حالا ان الحرب ستدمر بلادنا ، وانه لاخير فيها ، وانه يجب ان تتوقف حالا، وانني اربأ بنفسي ان اتهم شخصا باي اتهام ، ذلك ان المواقف تعتمد على تراكمات كثيرة ، وتخلفها سياقات متنوعة ان السياق الذي يدفعني لتبني موقفا ضد الحرب يستمد شرعيته من التفكير في أمان الناس وحقهم في الحياة ومعاناتهم التي انا جزء منها . اذا لا للحرب وإن انطبقت سماء طائراتها بأرض راجماتها موقف اتحمل تبعاته واختاره بكامل الوعي وإنتباه الضمير . Omer Ushari Ahmed
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
عبدالقادر محمد
فيس بوك
تويتر
انستقرام
يوتيوب
بنتيريست