تفاقمت التوترات الأمنية في السودان في الساعات الأخيرة بسبب تصاعد الخلافات بين الجيش وقوات الدعم السريع وسط حشد عسكري مكثف قرب مطار مروي شمال البلاد الذي تسيطر عليه وحدات عسكرية واستخباراتية متخصصة واخبار متداولة حول وجود عناصر تابعة للمخابرات المصرية في المطار السوداني ويظل ذلك مجرد اخبار غير مؤكدة في ظل ضمت الجيش حتى الان .
فيما أكدت مصادر لقناة العربية أن الجيش السوداني ينشر قوات بمروي تحسبا لأي انفلات أمني، على خلفية التوترات الأمنية في منطقة مروي بالولاية الشمالية في السودان.
وأوضحت المصادر أن الجيش السوداني أعطى مهلة لقوات الدعم السريع لمغادرة مروي.
بدورها نفت قوات الدعم السريع في السودان مزاعم قيامها بعمليات حربية باتجاه مطار مروي.
ولم تصدر أية معلومات رسمية عن قيادة الجيش السوداني، بموازاة معلومات تناقلتها وسائط التواصل الاجتماعي طوال يوم أمس، تتعلق بنشر الدعم السريع لقوات عسكرية بالقرب من مطار مدينة مروي شمالي البلاد، بموازاة القوات الموجودة في المطار، وأن تلك القوات تصدت لها ومنعتها من الاقتراب من المنطقة، فيما نشرت وسائل إعلام إقليمية ناسبة إلى مصدر عسكري لم تسمه قوله إن الجيش طلب من قوات الدعم السريع الانسحاب من منطقة تمركزها بمروي، و«إن لم تفعل سيجبرها على ذلك».
مع اشتداد الحملة الشعبية الواسعة ضد التواجد المصري لمطار مروي ، نشرت قوات الدعم السريع عددًا كبيرًا من قواتها حول المطار يوم الأربعاء وردا على ذلك ، حشد الجيش السوداني وحداته ، مما أثار مخاوف من اشتباك محتمل بين الجانبين.
و اتهم ناشطون الجيش السوداني بالتورط في مخطط كبير من قبل جماعة الإخوان المسلمين بهدف تقويض الثورة من خلال إشعال حرب مع قوات الدعم السريع وأدانوا الحماية الصارخة التي يوفرها الجيش السوداني للوجود العسكري والاستخباراتي المتزايد لمصر في شمال السودان ، لا سيما في مطار مروي ، وسط اعتقاد سائد بأن هدف مصر هو مساعدة البرهان في قمع الثورة السودانية التي أوشكت على إسقاط انقلاب اكتوبر وتأمين التهريب غير المشروع للموارد السودانية إلى مصر, علاوة على ذلك ، تمثل معارضة القاهرة لسد النهضة الإثيوبي تهديدًا إضافيًا وفق موقع الراكوبة .
و نشط فلول النظام البائد عبر وسائل التواصل الاجتماعي في بث الفتنة بين الجيش السوداني والدعم السريع .
في يناير الماضي، قامت بعض المصادر الصحفية في الخرطوم بالإفصاح عن معلومات نقلا عن مصدر أمني رفيع المستوى حول تخطيط ضخم لضمان عودة حزب المؤتمر الوطني والحركة الإسلامية إلى المشهد السياسي وإفشال أي إجراء سياسي يؤدي إلى نزع صلاحية الجيش بعد اِكتشاف خطة انقلاب البرهان التي كانت تستهدف إعادة تمكين الحركة الإسلامية والمؤتمر الوطني. أفاد المصدر بأن هذا التخطيط يمثل آخر عبور يرغب جماعة الإخوان المسلمين استغلاله، والذي يستند على محورَيْن: يتضمَّن المحور الأول تهيئة ظروف أمنية مناسبة عبر التخلص من قائد قوات الدعم السريع محمد حمدان دقلو “حميدتي”، الذي كشف مؤخرًا رفضه بوضوح لأي محاولات لإعادة عناصر المؤتمر الوطني والحركة الإسلامية هاصة بعد اعلانه صراحة بدعم مركزي التغيير وحماية الثورة السودانية والاتفاق السياسي للانتقال المدني . بينما يتعلق المحور الثاني بزعزعة الأوضاع الأمنية وإشعال القتال في دارفور ونقل الحرب إلى الخرطوم ومناطق أخرى في وسط البلاد من خلال تسليح جماعات تابعة لحركة جبريل إبراهيم في عدد من المواقع المنتشرة في ولايتَيْ الجزيرة والقضارف،من أجل تعزيز القبضة العسكرية والتسويق الى إعلان حالة الطوارئ الأمنية.
وأكدت قوات الدعم السريع في بيان لها أن انتشارها في منطقة مروي يندرج ضمن مهامها ومسؤولياتها القانونية “لتحقيق الأمن والاستقرار ومكافحة الاتجار بالبشر والهجرة غير الشرعية ومكافحة التهريب والمخدرات والجريمة العابرة للحدود”.
وقال الناطق الرسمي باسم قوات الدعم السريع في بيان صحافي في وقت متأخر من ليل أمس، إن وسائط التواصل الاجتماعي تناقلت مزاعم بأن القوات قامت بأعمال حربية تجاه مطار مروي، وأكد أن الدعم السريع قوات «قومية تضطلع بعدد من المهام والواجبات الوطنية التي كفلها لها القانون»، وإنها تعمل «بتنسيق وتناغم تامين مع قيادة القوات المسلحة، وبقية القوات النظامية الأخرى في تحركاتها». وشدد البيان على حقها في الاننتشار والتنقل في كل أرجاء الوطن لتحقيق الأمن والاستقرار ومحابرة الاتجار بالبشر والهجرة غير الشرعية، ومكافحة التهريب والمخدرات والجريمة العابرة، والتصدي لعصابات النهب المسلح أينما وجدت، وأضاف: «وجود قوات الدعم السريع، بالولاية الشمالية، وفي مدينة مروي على وجهة التحديد، يأتي ضمن وجودها في بقية الولايات، في إطار تأدية مهامها وواجباتها، التي تمتد حتى الصحراء». وحذّر الدعم السريع في بيانه ما أسماها «الجهات التي تعمل على فبركة وترويج الشائعات وبثها»، وتوعد بملاحقتها قانونياً، وقال: «لا مجاملة في أمن وسلامة الوطن».
وسط أنباء غير مؤكدة عن منح الجيش لقوات الدعم السريع 24 ساعة للانسحاب من مدينة مروي ، زعمت مصادر أخرى أن الدعم السريع طلب انسحاب القوات المصرية من الأراضي السودانية كشرط لانسحابها من مروي.
بينما نشرت وسائل إعلام تابعة للإخوان مقاطع فيديو لمدنيين يعبرون عن تضامنهم مع الجيش ، أصدر سكان مروي بيانًا أعلنوا فيه أن الواجب الوطني يستلزم إخلاء مطار مروي من جميع العسكريين المصريين فورًا واعتبر البيان الوجود العسكري المصري داخل المدينة وعند مداخلها الحيوية عملاً من أعمال الاحتلال الكامل بعلم وموافقة قيادة الجيش السوداني على حد وصفهم.
في سياق متصل ذكر الخبير العسكري السوداني اللواء أمين إسماعيل مجذوب أن ما يتم الترويج له بشأن إخلاء مطار مروي وتسلميه للقوات الجوية المصرية “شائعات سوداء أطلقها متهورون دخلوا على خط المناوشات الشعبية الحالية نتيجة أحداث مباراة الأهلي المصري والهلال السوداني، ومحاولة تصعيد الصراع بين البلدين تشير إلى وجود جهات مستفيدة من تعكير الأجواء وتعمل على النفخ فيها بنشر معلومات مغلوطة”.
وأكد في تصريح لـجريدة ”العرب” أن الأمر يتطلب سرعة التدخل من جانب الجهات الرسمية في البلدين لنفي الشائعات ووأدها حتى لا تستمر طويلاً، مشيراً إلى أن العلاقات العسكرية واضحة بين البلدين، وأن مطار مروي كان شاهداً على تنفيذ مناورات عسكرية تسمى “نسور النيل” والتعاون والتنسيق بين البلدين أمر طبيعي.
وزادت حدة التوتر بين قوات الدعم السريع والقوات المسلحة السودانية، عقب ورشة الإصلاح الأمني والعسكري التي نظمت مؤخراً تمهيداً لدمج قوات الدعم السريع في الجيش وتوحيدهما، وفقاً لما نص عليه الاتفاق الإطاري الموقع بين الطرفين في 5 ديسمبر (كانون الأول) الماضي، والذي قضى بخروج القوات من العملية السياسية وتكوين حكومة مدنية، ففيما يتمسك الجيش بأن تؤول قيادة قوات الدعم السريع لقائده العام، تتمسك الدعم السريع بأن تخضع لقيادة رئيس الدولة المدني، وماتزال اللجان الفنية المشتركة بين القوتين تعمل على إيجاد معالجة للمعضلة التي أدت لتأخير توقيع الاتفاق النهائي وتكوين الحكومة الانتقالية المدنية ابتداء من أول أمس الأحد.
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
زهير ابو الزهراء
فيس بوك
تويتر
انستقرام
يوتيوب
بنتيريست