محمود الجيلي .. ليلى ليلك جنّ -بقلم إبراهيم احمد الحسن

مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 05-14-2024, 07:56 PM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مدخل أرشيف للعام 2020-2023م
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى شكل سلسلة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
03-25-2023, 11:00 PM

زهير ابو الزهراء
<aزهير ابو الزهراء
تاريخ التسجيل: 08-23-2021
مجموع المشاركات: 8145

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
محمود الجيلي .. ليلى ليلك جنّ -بقلم إبراهيم احمد الحسن

    11:00 PM March, 25 2023

    سودانيز اون لاين
    زهير ابو الزهراء-السودان
    مكتبتى
    رابط مختصر



    محمود الجيلي .. ليلى ليلك جنّ
    ابراهيم احمد الحسن
    (1)
    انتبذنا ركناً قصي في ذلك المقهى العالمي الضاج بالحياة وبالناس جاءوا اليه من كل فج عميق . كنت امنى نفسي بهز جذع نخلة الابداع عند محمود لتساقط علي رطباً جنياً، فاذا بالنخلة تساقط رطباً جنيا واشياء كثر لم ولا أجد لها وصفاً قط ، فقط هي كانت بين غمضة عين وانتباهها تزين المكان بالآلي والجواهر ، تنثر العبير وتفرش الارض تحت النخلة بدرر ما لي ازاءها قِبَلْ .. يضوع عبق البن يملأ المكان ، لا شئ غير البن وانسان واحد فقط اسمه محمود الجيلي صلاح الدين نجلس معاً في ذلك الركن ، بعد عناق بالسلام السودانوي العميق والذي لم ينقصه سوى السلام الجمهوري الحميم نردد معه ( نحن جند الله / جند الوطن ) ، واضعين ايدينا علي الجنبة الشمال علي قلوب تنبض بالشوق والحنين . التربيت علي الكتوف ربما لفت انظار من يجلس في الجوار الضاج بالناس والحياة والاصوات شتى وأزيز الماكينات الصغيرة في المقهى تدور تصنع القهوة وتملأ المكان بأريج البن .
    (2)
    سؤال عن الأحوال مضى سريعاً جلسنا وقلت له بلا مقدمات ( محبوبك أَوَّه وأنّْى ..) ابتسم وتألق وجهه ببهاء أنيق ثم طفق يشدو بصوت رخيم ( يا ليلى ليلك جنّْ/ معشوقك اوه وانّ/ام مرحى فوق جبلنا / اصلو الاكسير معدنا/ الشرب بالكوب والدنه / وكل الغشاهو تهنا / وبعد الارض سهلنا / سقنا وتيرابا شتلنا /توريقنا دور ودنا / صاح بالجلالة ورنا) محمود يشدو ، اتشبث بالكرسى حتى لا اقفز منه محلقاً في الهواء اهبط أرض المقهى أضرب برجلي علي البلاط الصقيل واصيح أبشر والله !! يا محمود، عندها لن يكون الذي جن عند رواد المقهى هو الليل وانما هو انا وربما محمود والنادل الذي يقوم بخدمتنا . النادل الذي جذب انتباهه مديح محمود وتغزله في ليلى أن مرحي طابت ليلها. كأني به اذا مضى محمود بالقصيدة الي سدرة منتها فلن يملك النادل الا ان (يصيح بالجلالة ورنا ) ، قلت لنفسي : محمود !! رفقاً (بالخيول المتعبة ) فأنا وأنت في زمن الغربة والإرتحال ، تأخذنا بعيداً من البلد وتعدو الظلال . أرجوك توقف هنا لا تمضي الي ( مطر الفيوض ما ونا ) فهذه مجاهل لا نقوى دخولها !! لا توغل في (خدموهو اللبسو شرايتو/ وكل زول فرش سرايتو/ عدد السبعين مضرايتو/ صوبروهو غزو رايتو).
    (3)
    بالفعل توقف محمود عن التداعي ولم يتوقف إبحاري وذوباني في الكلمات ولحنها الشجئ ..ولم انعتق من دندنة محمود في المقهي والنادل متسمر في مكانه يستمع ، لم انفك من محمود الا عندما لاح لي خيال عبدالاله زمراوي وهو ينسج شعر ليلى من مهجره ويقول (أينَ رملي وحُصُوني / أينَ خَبَّأتُ�خيولي بالدُّجنَّة؟! / يا لهذا اللَّيل�يرزح بينَ / مطرقةٍ وسِندانٍ وأنَّة! ) ،وحتى لا تأخذنا ليلى والليل كما فعلت بزمراوي الي مكان بعيد اذا ذهبت اليه برفقة محمود الجيلي لن نعود ويظل حالنا ( ربَّما...شطحةُ شعرٍ صاغها الجِنُّ وغنَّى!) ، وليل ليلى وخمرها من نبيذ الجنة .
    (4)
    قطعت علي نفسي ومحمود الطريق وهبطنا الي ركن المكان وعبق البن يسد المنافذ ويملأ الآفاق، قلت وما زالت أشعار ليلى زمراوي تتنزل : محمود ابن طابت الشيخ عبدالمحمود من يكون ؟ هل انت من طابت (نمنماتٌ ونقوشٌ�جادها الغيثُ فجنَّ ؟ ) أم طابت أصل الإكسير معدنها ام طابت التي كل الغِشاها تهنا !! إبتسم محمود وهو يرشف من كوب مصنوع من الورق يفوح منه أريج البن : محمود الجيلي هو محمود الجيلي صلاح الدين الشيخ السماني الشيخ عبدالمحمود نور الدائم الشيخ احمد الطيب البشير . من هنا اتى سليل هذه الارومة الشريفة ، جاء جغرافيا طابت ومكانٍ طاب يضوع زمانه بالصلاح والطيب والنورٌ الدائم ، بالجيلي وبالشيخ صلاح الدين و بمحمود .
    (5)
    الشيخ احمد الطيب أتى شمال امدرمان طاب له المقام في ربوع ام مرحي وهو من صيرها مستقراً له , تغير اسمها ورسمها ثم كتبت التأريخ وأنجبت الشيخ محمد شريف نور الدائم معلم الامام المهدي ومهديه الطريق .تنجب أم مرحي الشيخ عبدالمحمود نور الدائم الذي أتى طابت وسُميت (طابت الشيخ عبدالمحمود ) ثم اتت طابت بمحمود الجيلي . . في بهاء هذا الحسن والجلال جلسنا ، تلاصف الملاعق وصليل الأواني يتقاطع ويتحد مع عبق البن وأريجه ، يرفع محمود كأس القهوة الورقي الذي أمامه ببطء ثم يأخذ منه رشفات متتالية ويقول (طابت) طابت عندما أستقر بها الشيخ عبدالمحمود وطابت دعوة خص بها الشيخ المكان فطاب من الثعابين ووحش الغاب ،ثم طابت طال الزمان او قصر واستمرت طيبة فقد طابت ولم تعد مرتعاً للهوام وسابلة الوحوش حيث أنجبت طابت الصلاح والفلاح وسلالة من الشعراء ومحمود الجيلي .
    (6)
    (شيء من التقوى )أتت بها طابت محمولاً علي أجنحة من التصوف والتقوى والصلاح والعشق ، ثم جعلت منه ديواناً من الشعر ، الديوان المحتشد بالسماحة والجمال والسماح وقصائد الخلق القويم لكأني به ومحمود الجيلي يحدثني عنه بحب قد اغترف من ديوان الشافعي جميل المعاني متمثلاً ب ( صن النفس واحملها على ما يزينهـا / تعش سالماً والقول فيـك جميـل ) والقول والشعر في شيء من التقوى كان جميل يشبه طابت .كانت جولتي في الديوان على لسان محمود تحملني على جناح مترف من الخيال الجامح ، أتأمل محبة الشاعر الجيلي صلاح الدين عند الشاعر محمود الجيلي صلاح الدين فأقول في سري (وعـلـى الفتـى لـطبـاعـه/ سمـة تـلوح علـى جـبينـه) فهذا الشبل من ذاك الأسد . ثم اسأل نفسي هل في شيء من تقوى الاب ما جعل محمود الابن ينجب أشعار تشبه السودان في تقوى يقول فيها محمود نفسه (نقاع الزير / ريحة البلدات / ضرعات جنيات / ميراث ابوات / وعصاية زان / صوت الأذان / موية الابريق/ شوف لينا طريق / ختينا الني / ختينا الضيق / ادينا وساع / وكلاب الحي / ماكنات ومناع / مانعات الضي / والحال بطال / سيد الدكان / ممنوع الدين ).
    (7)
    ثم يمضي محمود الجيلي مع نقاع الزير الي آخر مداه حين يقول ( نقاع الزير /ولحاف مهرود/ ما تامي سرير / ولحاف مهرود/ بلاعة البيت / جركانة الزيت / كسار الطوب / فردة مركوب / شجرة لالوب / شافع سرحان / مليان بالجير/ ويقود النار/ باقة كركار/دخان الصاج / صوت الحجاج / باب النفاج) ، يفتح محمود نفاج على دنيا الشعر ثم يمضى في طريقه لا يلوي علي شئ .. و محمود الجيلي صلاح الدين شاعر بن شاعر بن شاعر بن طابت الشيخ عبدالمحمود ، محمود كان من طابت تربال سامر وغنى ، وها نحن نصطحب معنا محمود علي مدار حلقاتٍ أربع في رمضان، هذي أولاها لن نمل ولن نكل ولن يجف مداد معين نبع موصول بلا إنقطاع ( بشئ من التقوى ) نغرف منه في حضرة محمود ونكتب ، ثم نكتب ونكتب ونكتب ولا غرو فمحمود من طابت ( مطر الفيوض ما ونَّا ) .






                  


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de