بعد أيام قليلة من نفي الجيش السوداني تجنيد مقاتلين على أساس قبلي في دارفور؛ أعلن حاكم الإقليم مني أركو مناوي رفضه دمج قواته في الجيش السوداني في ظل استمرار ما اعتبرها عمليات تجنيد وتجييش تتم وسط القبائل بدارفور.
وكشف لدى مُخاطبته مؤتمر عقد بالفاشر لعودة النازحين و اللاجئين امس الجمعة؛ عن امتلاكه لمعلومات تُشير إلى عودة المليشيات المسلحة التي ساندت نظام المعزول عمر البشير إبان سنوات القتال في إقليم دارفور.
وقال إن هناك تجنيد عسكري وتحشيد في دارفور وهو مرفوض تماماً؛ الامر الذي يطرح تساؤلات عن تأثيرات الرفض على اتفاق سلام جوبا عقب التوقيع على المصفوفة المحدثة؟ هل يعيد ذلك الاتفاق إلى المربع الأول؟ وماذا بشأن بقية الحركات الأخرى؟ وماصحة التجييش القبيل من قبل المؤسسة العسكرية؟.
نذر ازمة مع تدشين مرحلة جديدة من اتفاق سلام جوبا وذلك من خلال التوقيع على المصفوفة المحدثة للاتفاق الشهر الماضي بدولة جنوب السودان؛ بدأت تلوح نذر ازمة في الأفق من خلال الاتهامات الموجهة للجيش السوداني بتجنيد مقاتلين على اساس قبلي ورفض حركات مسلحة دمج قواتها على اساسه.
ويعتبر مراقبين تصريحات مناوي؛ بمثابة عودة للمربع الأول في ظل الازمة التي تعيشها البلاد حاليا فيما عدها آخرون رسائل في بريد الجيش ومناورة من الرجل في إطار ترتيبات تكتيكية.
ونفى في وقت سابق المتحدث باسم الجيش العميد نبيل عبد الله تلك الاتهامات مؤكدا أن القوات المسلحة السودانية لا تفتح معسكراتها لتجنيد مقاتلين على أساس قبلي في دارفور.
وأشار إلى أن ناشطين من القبائل العربية تحدثوا مؤخرا عن بدء الجيش في الأيام القليلة الماضية حملات تجنيد واسعة بين أبناء القبائل العربية استهدفت المقاتلين السابقين في قوات حرس الحدود التي حاربها حميدتي ودمج العديد منهم في قوات الدعم السريع عام 2017″.
عقيدة قتالية موحدة وينظر كثير من المتابعين إلى ان ما طال المؤسسة العسكرية السودانية من اتهامات بتجنيد قبائل في دارفور امر يجانبه الصواب بشكل كبير؛ سيما انه يتزامن و المصفوفة المحدثة لاتفاق سلام جوبا والتي تضع مواقيت جديدة لتنفيذ بنود الاتفاق في أولها الترتيبات الامنية؛ كما يتزامن وورشة الاصلاح الامني والعسكري التي من المؤمل قيامها الفترة المقبلة دون تحديد موعد محدد لها.
وبحسب مصدر ل” الراكوبة” فان الجيش ينشط هذه الأيام في تجنييد مقاتلين وإعدادهم كخطوة منه ضد الحركات المسلحة والدعم السريع.
وقال المصدر ان الجيش يسعى لتكوين جيش قومي على اساس عقيدة قتالية موحدة ولايثق في الحركات المسلحة ولا في قوات الدعم السريع.
لا رغبة في الحرب ولكن! وفيما ترتفع المخاوف من حدوث صدامات مسلحة وعودة الحرب مجددا شدد مناوي خلال حديثه على رفض الحركات الموقعة وغير الموقعة على اتفاق جوبا للسلام العودة إلى مربع الحرب أو خرق اتفاق وقف إطلاق النار وإنهاء العدائيات.
وأضاف: الحركات المسلحة لا ترغب في الحرب ولم تحمل السلاح من اجل الحرب.
وتابع: أي حركة مسلحة أو قوات نظامية في ظل السلام لا تحتاج إلى تجنيد جديد أو تحشيد مقاتلين؛ وان إلحاق مقاتلين جدد يعني الاستعداد والتجهيز للحرب. وزاد: وقعنا على هذا الاتفاق لنشارك في السلام ولم نقصد بأنّ نكون شهوداً على الحرب.
العمود الفقري ويعد الخبير الامني اللواء امين اسماعيل مجذوب تصريحات حاكم إقليم دارفور بمثابة وجود خلل في اتفاق سلام جوبا.
وقال في تصريحات ل” الراكوبة” انهم كثيرا ما أطلقوا تحذيراتهم من مسألة تحديد الاعداد الخاصة للقوات وتحديد أماكن التجميع وبالتالي تراكمت الان وهذه واحدة من المشكلات
واشار في الوقت نفسه إلى وجود عدم ثقة في ظل الحديث عن تجييش وسط القبائل ما يعني ان الامر لم يصبح خلاف حول دمج الدعم السريع فحسب وانما خلاف حول تسليم الأسلحة ودمج الحركات.
وتابع: عدم الثقة هو في تقديري إنهيار لاتفاق جوبا للسلام لان العمود الفقري للاتفاق هو الترتيبات الامنية ومثل هذه الأحاديث التي تصدر على الهواء الطلق دون أي محادثات رسمية يعني ان هنالك مواقف مبدئية ربما يراد ان تنقل للشعب حتى يخلي كل طرف مسؤوليته من انهيار اتفاق السلام.
وزاد: نأمل أن لا يضطر الخارج للتدخل عبر الفصل السابع في ظل هذا التجييش وفي ظل رفض الدمج وعدم الثقة بين القوى السياسية والعسكرية.
صدق نوايا من جانبه يرى الصحفي و المحلل السياسي خالد الاعيسر ان قضية الدمج تحتاج إلى صدق نوايا وان الخلاف بشكله الكلي هو انعكاس لحالة الانسداد والتجاذب بين القوى المدنية والعسكرية.
وقال في حديث ل ” الراكوبة” بالضرورة دمج كل الحركات أصبح حديث الساعة بالإضافة إلى قضية الاصلاح الامني والعسكري وهي في مجملها قضايا ويجب أن تتم بصورة متشابكة.
وتابع: الشعب السوداني يعلم أن طبول الحرب تقرع بين الفنية والأخرى حتى بين القوات المناط بها حماية المواطنين مثل الجيش والدعم السريع الامر الذي يتوجب عليه عدم وجود أي خلاف.
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة