قراءة في كتاب.. (مدينة مقدسة على النيل) أمدرمان في سنوات المهدية 1885 – 1898م

مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 05-13-2024, 08:22 AM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مدخل أرشيف للعام 2020-2023م
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى شكل سلسلة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
02-24-2023, 01:26 AM

عماد الدرديرى
<aعماد الدرديرى
تاريخ التسجيل: 03-28-2016
مجموع المشاركات: 82

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
قراءة في كتاب.. (مدينة مقدسة على النيل) أمدرمان في سنوات المهدية 1885 – 1898م

    00:26 AM February, 23 2023

    سودانيز اون لاين
    عماد الدرديرى-
    مكتبتى
    رابط مختصر




    عدنان زاهر

    (وفي صميم ما حاولته في هذه الدراسة هو فهم القوى التي أنشأت مدينة أمدرمان والطريقة التي تحكم بها أو العلاقات الاجتماعية التي سادت بين سكانها)..
    (حاولت دراسة أمدرمان من وجهة نظر سكانها البالغى التنوع، حتى أقدم نوعًا من "التاريخ الداخلي" لفترة المهدية)..
    روبرت إس كرامر

    1
    مؤلف الكتاب هو (روبرت إس كرامر) وهو بروفيسور وأستاذ لتاريخ الشرق الأوسط وأفريقيا بكلية "سانت نوربينت" بولاية ويسكنسون الأمريكية ونشر عددًا من المقالات والكتب عن تاريخ السودان.
    مترجم الكتاب هو البروفيسور بدرالدين حامد الهاشمي وأعتقد أنه شخصية غنية عن التعريف، متخصص في الترجمة وله العشرات من المقالات والكتب المترجمة عن السودان، لكن ما يميزه، أن ما يقوم بترجمته على الدوام يحتوى على إضافة معرفية لتاريخ السودان المعقد والشائك.

    كتاب (مدينة مقدسة على النيل) والذي أنوي تقديمه في هذا الحيز وباختصار غير مخل بالمضمون، يتكون من 279 صفحة وصادر من دار المصورات في عام 2019 وهي ترجمة لأطروحة دكتوراه للمؤلف، تم الدفاع عنها في العام 1991.. وظهر ككتاب 2010. يحتوي الكتاب على مقدمة، أربع خرائط لمدينة الخرطوم وأمدرمان إبَّان المهدية وفي فترات مختلفة، ستة فصول مع ملحق ومذكرات ومراجع في نهاية الكتاب.
    ما دفعني للكتابة عن هذه الدراسة هي محاولتها تفسير وتحليل المجتمع الأمدرماني إبَّان فترة المهدية من خلال، إيراد معلومات اجتماعية، اقتصادية وسياسية عن المجموعات التي سكنت أمدرمان، وكيفية نمو صفوة اجتماعية داخلها وإرهاصات جنينية لقيام طبقه داخل ذلك المجتمع، سوف تؤثر لاحقًا ليس فقط على المجتمع الأمدرماني، بل أيضًا على مدن كثيرة كما سوف تلعب دورًا محوريًا في السياسة والاقتصاد، الاجتماع وتسيير دفة الحكم في السودان.
    كما سوف يلاحظ القارئ المتابع لمجريات العمل السياسي في السودان، إن المعطيات التي أوردها الكتاب ظهر تأثيرها على الحركة السياسية السودانية في بدايتها ثم مسيرة تطورها كما أثرت على الوحدة القومية.

    2
    لن أتعرض للفصول الأولى من الكتاب لأنها تتعرض لتاريخ السودان بشكل عام.. الممالك التي قامت.. أهم المدن وأهميتها التجارية ومن ثم الظروف التي ساعدت على قيام الثورة المهدية وذلك في تمهيد للحديث عن أمدرمان، في رأيي ذلك تاريخ مبذول في كثير من الكتب ويمكن الاطلاع عليه، لذلك سوف أقفز مباشرة إلى مناقشة فصول الكتاب التي تناولت أمدرمان ووضعها الاجتماعي ولماذا أصبحت مدينة مقدسة كما سماها كاتب الدراسة.
    - يلاحظ القارئ ابتداءً وبالرغم من أن الكتاب غني بمراجعه المتعددة، إلا أنه ينتبه لتأثير المؤرخ "هولت" الواضح على الكاتب، والذي تبدوا ظلاله في كثير من صفحات الكتاب. في تقديري أن أهم فصول الكتاب هي الفصل الخامس والسادس التي أورد فيها الكاتب معلومات عن أسر الصفوة الاجتماعية في أمدرمان خاصة أسرة المهدي، الخليفة عبدالله والأشراف والأمراء.. يذكر الكاتب أن التراتبية الاجتماعية في بداية الدعوة كانت تعتمد أساسًا على تاريخ الالتحاق بالمهدية ومن خاضوا المعارك في بداية الدعوة، مثال لذلك أنصار "أبا".. أنصار قدير.. أنصار "كبا".. أنصار "الأبيض".. أنصار الخرطوم... إلخ.
    لكن تلك المعايير التي صيغت في بداية الدعوة حصل عليها بعض التعديل في زمن الخليفة التعايشي، فبدأ التمييز للنخب النيلية بالوضع الديني، الاقتصادي والسياسي، وصارت المهيمنة على تلك النخب المتشكلة النمو، هم عائلة المهدي، الأشراف، أسرة الخليفة عبدالله والأمراء بالإضافة إلى التجار الأغنياء الذين تم انضمامهم لتلك النخب من خلال المصاهرة، كل ذلك أدى بالطبع إلى تراكم الثروات عند بعض من أولئك الرموز.
    - الكاتب أيضًا تعرض لثلاث قضايا بتركيز، ذلك لأهميتهم و هي قضية الاسترقاق في المجتمع المهدوي، قضية الوحدة الوطنية، ومن ثم سيادة الثقافة العربوإسلامية.
    بالرغم من أن بعض المؤرخين كتب عن نظام الاسترقاق في المهدية باعتباره أحد أهم مصادر الدخل الأساسية للدولة الناشئة، لكن "كرامر" أورد في كتابه معلومات جديدة ودقيقة، وتتمثل في عدد الرقيق الذى يمتلكه القادة المهدويين، عدد الخصيان المشرفين على الحريم، عدد الزوجات وأصولهم العرقية، عدد الأبناء، ومن ثم السراري التابعين لمؤسسة الزواج وكانت هذه وحدة قائمة لذاتها.¹
    - يقول الكاتب عن الوحدة الوطنية، أن المهدي ومن بعده الخليفة التعايشي سعيا لبناء لحمة وطنية واتحاد بين مختلف قبائل السودان، وقد أصابت بعض تلك المحاولات النجاح ولكن أيضًا الكثير من الفشل وتعددت الأساليب المهدوية لتحقيق ذلك الهدف. تمثل ذلك في الزيجات والمصاهرة بين القبائل، الجانب الأيديولوجي الذي يجمع بين الأنصار وهو قراءة "الراتب" واتباع تعاليمه، بالإضافة إلى ذلك الجانب الشكلي في الممارسة اليومية وهو لبس الجلاليب المرقعة البسيطة التي يرتديها جميع الأنصار والمجاهدين. يقول الكاتب أن الجهادية (الآتين من جبال النوبة وغرب وجنوب السودان) لم تجر محاولة لدمجهم داخل ذلك المجتمع (لوضعهم القانوني الملتبس ولأنهم يعدون مصدرًا من مصادر الدولة).. الفكرة ساقها من قبله "فرانسيس دينق في كتابه (مشكلة الهوية في السودان أسس التكامل القومي).²
    - توجه الدولة المهدية العربوإسلامي ناتج عن فكرة المهدي المنتظر عند الشيعة (والمهدي يخرج للدنيا وقد امتلأت جورًا وظلمًا فيملأها عدلًا) التي تسربت للصوفية وآمن بها المهدي وقاد من خلالها ثورة أسقطت الاستعمار المصري التركي و هزت أركان العالم ،و كان من الطبيعي تبنى ذلك التوجه الذي أغفل التنوع العرقي في السودان.³
    - يقول الكاتب أن أمدرمان أو "وشل" وهو اسم سابق، لها مكانة خاصة لدى الأنصار والسودانيين عامة، فقد كانت "بقعة المهدي المباركة" التي يحج إليها الأنصار، لذلك أطلق عليها الكاتب اسم المدينة المقدسة.

    3
    في اعتقادي أن لهذا الكتاب قيمة كبيرة خاصة أنه أعتمد على مراجع متعددة وشهادات شفهية لبعض الأفراد الذين عاصروا المهدية أو من أفراد الأسر التي شكلت النخبة النيلية وهم أحفاد المهدي، والخليفة عبدالله والخلفاء الآخرين في تلك الفترة. برغم ذلك التقريظ للمراجع والشهادات إلا أنني أعتقد أن نفس المراجع التي جعلت لهذا الكتاب تلك الأهمية هي من جانب آخر أحد نواقصه.
    الكاتب أعتمد في مراجعه غير الكتب، على الصفوة والنخب يقول كرامر في مقدمته (كان معظم "وليس كل" جامعي المعلومات الذين ساعدوني في بحثى من أبناء أو حفدة الذين يعرفون أنفسهم بأنهم "عرب الهوية" في غضون سنوات المهدية أو قبلها. وكان معظمهم من سكان العاصمة (أمدرمان والخرطوم).غير أن بعضهم كان يقطنون في قرى على النيل الأزرق أو الأبيض. وكان معظم المخبرين من العوائل التي لم تسترق من قبل (أي حرة قانونًا، رغم أن بعضهم كانت لهم جدات مسترقات في عوائلهم).
    كرامر لم يسعى في جلب معلوماته من الفئات المسحوقة وكان في إمكانه ذلك، لذلك الرؤية في الكتاب هي رؤية النخب المهدوية أو النيلية التي تحدث عنها في كتابه. في تقديري الكتاب جيد من حيث العرض والتحليل، ويفتح مجالًا للتساؤل وإعمال العقل، وتلك حسنة نادرًا ما تجدها في الكتب.
    ____

    إضاءة
    1- عند نشوء الحركة الوطنية بانعقاد مؤتمر الخريجين عام 1938 لم تثار في أجندته قضية الاسترقاق في المجتمع رغمًا عن أهميتها الاستثنائية لمعالجة الخلل الاجتماعي الذي تسببت فيه، وعندما أثيرت بواسطة أحد الأعضاء لإدراجها ضمن القضايا المهمة تم "قمعه ".. بالطبع تسبب ذلك التجاهل لاحقًا في مآسي كثيرة لا زال يعيشها الوطن حتى الآن، كما تسبب أيضًا في انفصال جزء عزيز من الوطن.
    2 – د. فرانسيس دينق ذكر في كتابه أن قبيلة الدينكا قد رحبت بالمهدي وثورته، بل أنها نظرت إليه كمرشد وموجه واستوعبته في دينها التقليدي الخاص، فالمهدي، كروح مقدس، أصبح ينظر إليه كأبن "دينق" الروح العظيمة التي يقدسها جميع أفراد القبيلة ونظمت تراتيل في مدحه. ومع ذلك عندما شنت المهدية حربًا مقدسة في الجنوب وعادت تجارة الرق لم يجدوا طريقًا غير مقاومة المهدية والوقوف ضدها.. ص 38 و39.
    3 - عن الحديث عن تاريخ الحركة الوطنية وفي ندوة نظمها معهد الدراسات الأفريقية والآسيوية ذكر مقدم الورقة معتصم أحمد الحاج (إن بناء الوطنية على وحدة العقيدة والتفوق العرقي عمل معيب إلى أبعد الحدود لأنه يكشف، في الواقع عن رغبة تبرير الهيمنة السياسية والاقتصادية لجماعة معينة على بقية المجتمع من غير بنى جنسهم ).
    معتصم أحمد الحاج- مجلة الفجر و دورها في بعث الوعي الوطني- د. منصور خالد- السودان أهوال الحرب و طموحات السلام- قصة بلدين.
    ـــــــــــــــ
    الميدان 4041،، الخميس 23 فبراير 2023






                  


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de