حتي لا ننسي ذكريات إعتقال ٢٠١٢ تجربة خاصه في ظرف خاص محمد ضياء الدين

مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 05-12-2024, 10:29 PM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مدخل أرشيف للعام 2020-2023م
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى شكل سلسلة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
02-23-2023, 02:10 PM

ahmed hmed
<aahmed hmed
تاريخ التسجيل: 01-25-2013
مجموع المشاركات: 60

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
حتي لا ننسي ذكريات إعتقال ٢٠١٢ تجربة خاصه في ظرف خاص محمد ضياء الدين

    01:10 PM February, 23 2023

    سودانيز اون لاين
    ahmed hmed-Sudan
    مكتبتى
    رابط مختصر





    محمد ضياء الدين

    في منتصف العام ٢٠١٢ كانت هناك إرهاصات لحراك شعبي ضد النظام، كما إرتبط ذلك التوقيت بقرب التوقيع على وثيقة البديل الديمقراطي.

    حينها تم إعتقالي كالعاده عندما تكون هناك بوادر حراك شعبي منظم أو غير منظم.
    المهم تم إقتيادي كالعاده الي مكاتب جهاز الأمن السياسي ببحري (موقف شندى) من بعدها تم ترحيلي الي معتقل جهاز الأمن الجديد الذي يطلق عليه الأمن إسم (الفندق) بينما أطلق عليه المعتقلين إسم (الثلاجات) .

    حقيقة تفاجأت بهذا السجن الجديد (لنج) إذ كنت أتوقع أن يتم نقلي كالعاده إلى سجن كوبر.

    هذا الإعتقال في العام ٢٠١٢ بالنسبة يعتبر الإعتقال رقم ٢٣ خلال فترة نظام الإنقاذ.
    إلا أنه في حقيقة الأمر كان إعتقالا مختلفا تمام الإختلاف.
    لقد مررت بكل مراحل الإعتقال منذ الأيام الأولى لإنقلاب الجبهة الإسلاميه في ٣٠ يونيو ٨٩ عندما لم تكن للأمن معتقلات خاصة تستوعب الكم الهائل من المعتقلين.

    خضت معركة الإعتقالات مبكرا ومباشرة بعد الإنقلاب، أعتقلت في المرات الأولى بحراسات الشرطه، ثم مكاتب رئاسة الجهاز، ثم سطح عمارة الجهاز التي تم تحويلها إلى مقر إعتقال، هناك حرقت الشمس أجسادنا، كنا نشم رائحة الشواء في أجسادنا جراء حرارة الشمس في شهر مايو.
    ثم عاصرت فترة بيت الأشباح حتى قبل أن يتم إنشاء الزنازين وما بعد ذلك ، ثم كوبر عندما كان تحت إشراف إدارة السجون، ثم كوبر تحت إشراف جهاز الأمن، ثم سجن دبك.
    تعرضت خلال تلك الفترات المتعاقبه والمتنوعه في طبيعة وظروف وأماكن الإعتقالات المختلفه، تعرضت خلالها لكل أنواع التعذيب الجسدي والنفسي.

    هذه المقدمه ضرورية لأحدثكم عن طبيعة الاعتقال المختلف في العام ٢٠١٢ بمعتقل (التلاجات) .

    بمجرد الدخول لمبنى المعتقل الجديد، أدركت أن هذا الإعتقال سيكون مختلفا، إذ تم تقييدي بالكلابيش (اليدين والقدمين) كما تم عصب عينيى بقطعه سوداء مخصصه لهذا الغرض ، ثم بدأت إجراءات أخذ البيانات الأوليه والتصوير بكل هدوء وعلى غير العاده ، بعد أن تم أخذ كل حاجاتي الخاصه، ثم صعدوا بى الى الاسانسير وحاولوا إيهامي صعودا وهبوطا، ثم تم الزج بي في الزنزانة بعد حوالي 5 دقائق تم فك رباط العين والقيود. ووجدت نفسي داخل (الثلاجة).

    زنزانه جديده كل شئ فيها معد بشكل إحترافي يقوم على كسر إرادة المعتقل وعزله تماما عن العالم الخارجي، مضاءه بشكل مزعج ومضر بالنظر، يبدو أنى أول نزيل في هذه الزنزانة اللعينه . لكن الأغرب من ذلك عدت الي نفس الزنزانة والتي بجوارها معتقلا في الأعوام ٢٠١٣ و١٦ و١٨ و١٩.

    حاولت أن لا أبدى أي إندهاش أو رهبه خاصة عندما وجدت أمامي عدد من عناصر الأمن يبدو أنهم ضباط حديثى التخرج، كانوا حريصين على إكتشاف ردة فعلي لنوع وطبيعة الإجراءات الجديده والمكان الجديد.

    كنت في قمة التمسك والتحدي والبرود، لم أظهر أي نوع من انواع الإنفعال أو التفاعل مع الحدث الرهيب كما صور لهم .

    أثناء تلك اللحظات، أشار أحدهم لشخص بالخارج وأذن له بدخول الزنزانة، جاء أحدهم وهو يجر طاوله مليئه بالحقن والعقاقير وطلب أن يأخذ عينه من الدم، رفضت وقاومت ذلك كثيراً، حتى قرروا أخيراً أن يأخذوا العينه بالقوه.

    صراحة حتى هذه اللحظة لم أتعرض لأى شكل من أشكال التعذيب المعتاد أو المتوقع كما جرت العاده خاصة في المراحل الأولى من تجربة الإعتقال، حاولوا أن يظهروا الهدوء والمهنيه . في إنتظار نتائج التجربة الجديده للتتحدث عن نفسها، وعلى النتيجة المتوقعه لها في كسر قوة إرادة المعتقلين وصمودهم .
    أدركت أنهم جميعا حريصين على مراقبة سلوكي الشخصي وردة فعلى الأوليه مع (التجربه) الجديده.
    كما أدركت من وجود الكاميرا أنهم أيضا يتابعون تجربتهم معي عن طريق تلك الكاميرا.

    يبدو أن جهاز الأمن قد إنتقى مجموعة مميزه من السياسين الذين قضوا فترات مختلفة في المعتقلات، كنا بالنسبة لهم مجرد فئران لتجربة جديدة مختلفة تقوم على إعتماد التعذيب النفسي من خلال الحبس الإنفرادي الطويل المصاحب بالعزل ، مع وسيلة جديدة هي التعذيب بالتبريد. علمت لاحقا بأن في الجوار كان هناك بعض المعتقلين يتعرضون لذات الظرف، الرفيق البوشي والأستاذ ساطع الحاج قبل أن يتم تحويله لسجن دبك وكذلك الأستاذ فريد بيومي.

    بعد أن تم إغلاق باب الزنزانة الذي يشبه باب الخزنه، بالباب فتحه صغيره تسمح فقط بإدخال الصحن وتغلق هذه الفتحة من الخارج، وهي تمثل علاقة المعتقل بالعالم، لكنها كانت مغلقه .

    الزنزانة ليس بها شباك، فقط فتحة مكيف في أعلى السقف للتبريد وفتحة أخرى لسحب الهواء.
    بإختصار زنزانه أشبه بصندوق ثلاجة الموز في أحد أركانها حمام صغير، بالإضافة إلى سرير أشبه بالنقاله مركب وثابت على الحائط، وكذلك كاميرا للمراقبه.

    بعد دقائق قليله بدأت أشعر بالبرد الشديد، التكييف يخرج منه (بوخ) بارد جدا وليس هواء كما هو التكييف العادي ، إعتقدت في بادئ الأمر أن ذلك التبريد اللعين سيكون مؤقتا، لكن إستمر ذلك الحال لشهرين كانت الجدران من الداخل تنقط ماءا من شدة البرد. والأرضيه تمتلئ بالماء من شدة التبريد.
    حينها أدركت أنى سأكون في حبس إنفرادي وأن تعذيبي في هذه المره سيكون بالتبريد، وهو أقسى أنواع التعذيب. بدأت أضع خطتي لمقاومة التبريد ومقاومة الحبس الفردي.

    قضيت شهرين على هذا الحال حتى بدأت أشعر خلالها بفقدان الإحساس بالأطراف.
    قاومت البرد بالتمارين الرياضية وقضاء أغلب الوقت بل النوم بالحمام المفتوح لانه ليس في مواجهة تيار التبريد مباشرة لكنه بارد أيضاً، وقاومت الحبس الفردي بجملة وسائل مختلفه. بعد أسبوع بدأت أفقد الاحساس بالزمن والليل والنهار، وإنعدام الشهيه، حتى فقدت قدرا مقدرا من وزني .

    أشهد الله لم أطلب منهم إغلاق التبريد ولم أبلغ أي بلاغ، عندما كانوا يسألوني كل صباح عن في معرض الإجراء الروتيني اليومي عن البلاغات ، فقط أبلغت عندما أصبت بحبس بول كاد أن يؤدي بحياتي، إضطروا حينها لنقلي لمستشفى الأمل التابعة لجهاز الأمن بعد أن بدأت أفقد الوعي، وعندما أفقت وجدت رجلي الشمال ويدي اليمني مقيده بالكلباش في أطراف السرير من الجهتين، تخيل ان يتم ذلك لمريض في مستشفى .
    وأنا بين بين سمعت مشاده بالقرب مني، بين أحد الأطباء ورجل أمن، ترددت كلمة بورتسودان كثيراً ولم أستوعب الأمر حينها.
    لاحقا علمت أن هناك قرار بنقلي من المستشفى لسجن بورتسودان والطبيب رفض ذلك لخطورة وضعي الصحي، بينما ضابط الأمن أبدى إصرارا شديدا لتنفيذ القرار.

    عموماً تم الإبقاء على بالمستشفى، بناءا على إصرار الطبيب، بعدها عدت لذات المكان بعد محطه قصيرة بسجن كوبر .

    لاحقاً علمت أن سيارة الأمن التي كانت في إنتظارى لتنفيذ أمر النقل لسجن بورتسودان كانت تقل الأستاذ كمال عمر والباشمهندس منذر أبوالمعالي الذين كانوا في إنتظارى قبل أن يتم ترحيلهم لسجن بورتسودان.

    عند إطلاق سراحي بعد صدور قرار رئاسي بإطلاق سراح جميع المعتقلين السياسين، وبمجرد خروجي من الزنزانة وبعد أن تعرضت لأشعة الشمس أصبت بالدوار وحكة شديده في كل مكان في جسمي.

    وبعد إستلام الأمانات والخروج وجدنا عددا كبيرا من الأسر في إستقبال المعتقلين، أصر باشمهندس صديق يوسف الذي كان في إستقبالنا ، إن يصطحبني في سيارته لتوصيلي للمنزل، وفعلا ذهبت معه في سيارته وكان معنا المعتقل الباشمهندس فيصل شبو الذي أوصلناه الي منزله، لكن أهل منزله أصروا علينا بالدخول للمنزل لإكرامنا.
    أتذكر عندما خرجت من السيارة للدخول للمنزل أصبت بالدوار من جديد ووقعت شبه مغميا على في حديقة المنزل.

    التجربة كانت مريره على كل المعتقلين، إذ سبق أن تكبت عنها دراسه بعنوان (كيف تواجه الإعتقال والتحقيق والتعذيب).

    للأسف لا زلت أشعر بأثر التعذيب بالتبريد خاصة إلتهاب العظام المزمن الذي فشلت كل محاولات علاجة وغيرها من التداعيات الصحيه.

    أدام الله نعمة الصحة على الجميع، أيام لا أعادها الله.

    ٢٢ نوفمبر ٢٠١٩






                  


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de