|
|
|
 Re: البقيع: والمواجهة التاريخية بين الزبير با (Re: محمد عبد الله الحسين)
|
والظروف والزمان...الظروف هي ظروف الحرب وما بعهدا..
والزمان هو زمن بين الزمنين...بعد الخروج من الهزيمة المؤدية إلى سقوط حكم وطني مؤذي
أذاق البلاد الويل ثم أسقطه مرة أخرى في براثن الاستعمار..
المكان: خارج السودان...في مصر..
ألم أقل لكم أن القصة بأكملها استثنائية وعجيبة ..استثنائية بالنسبة الرجلين الذين لا يجمع بينهما أي
جامع..إلا |البقيع| التي شاءت لها الظروف أن تنتقل من رجل لرجل كان غريبا...و من وطن لإلى بلد لا
يزال غريباً....
وهي في وضع عاطفي وأسري غريب...بين رجل هي في عصمته وبين رجل كنت في عصمته وهو
يريدها..فهل يا ترى كانت تفاضل بين هذا وهذا و بين هذا ذاك الزمان وذاياك الزمان؟؟
مواصلة...
سأنقل المواجهة في نهاية البوست..
| |
 
|
|
|
|
|
|
|
|
Re: البقيع: والمواجهة التاريخية بين الزبير با (Re: محمد عبد الله الحسين)
|
ما أقساها و أغربها وأندرها تلك الظروف العجيبة الغريبة..
تلك الظروف الحربية التي مكنت القوي من الاستئثار بتلك الزوجة..
تلك الزوجة التي ربما تكون قد فضلت( في لحظة ما بعد الطلاق و الأسر و شظف العيش)
أن تذهب للمال و الجاهه...أما أن صغر السن ..و أوضاع الغربة والأسر دفعتها لاختيار الشيخ بدلا من (المجهول)؟
ثم ما هو شعورها وموقفها عندما علمت بأن زوجها السابق جاء يطلبها وهو يسعى؟
ترى هل بدأت بوصلتها الشعورية في تلك اللحظات تتأرجح مقارنة بين هذا وذاك؟؟
أو مفضلة هذا على هذا؟
.. ولكن ما في الصدور..لا يعلمه إلا علام الغيوب..
***إلى سيناريو المواجهة***
| |
|
|
|
|
|
|
|
|
|
Re: البقيع: والمواجهة التاريخية بين الزبير با (Re: محمد عبد الله الحسين)
|
وصف بابكر بدري للمواجهة بينه وبين الزبير باشا
صمّمت على الوصول إلى القاهرة، وقد عالجتُ نفسي في الطريق مما ألاقي في نفسي من وجد، مستحضراً تربية الإمام المهدي، الآية من سورة الحديد:
(لِكيْ لا تأْسوْا على ما فاتكُمْ ولا تفْرحُوا بِما آتاكُمْ واللّهُ لا يُحِبُّ كُلّ مُخْتالٍ فخُورٍ (23)). وقررتُ أن أنزل ضيفاً عند الزبير باشا، حتى لا يبدو علىّ الحزن وشماتة
الشامتين، مردداً البيت: وتجلدي للشامتين أريهم أني لريب الدهر لا أتضعضع.
رحب بنا الباشا، وقد أولاني بعض العناية الخاصة. وكنت أصلي الأوقات كلها في جامع السيدة زينب. وفي مرة خرجت من صلاة الصبح في رفقته. فأمسك
بيدي وترافقنا حتى دخول البيت. ثم طلبني إلى غرفة جلوسه، حيث كان يتخذ كرسياً على عجلات يتأرجح عليه. وأشار عليّ بالجلوس في كرسي مقابل، ليدور
بيننا الحوار: لماذا جئت إلى مصر؟ أفدته: أنت يا سعادة الباشا يخاطر الناس في السودان لرؤيتك ، ولما كُتب علينا أن نسكن مصر لمدة لا نعلمها، جئت لأراك
، وتعرفني بشخصي وإسمي، وإذا دهمني ما احتاج لمساعدتك فيه كتبتُ إلى سعادتك كتاب من تعرفه. سألني: ثم ما السبب؟: كذلك أولاد خالي عثمان
واخواني توفيت والدتهم، جئت لأعزيهم. ثم ماذا؟ وبعد عدد من الأسئلة والأجوبة لم يجد فيها ما يريد، اعتدل في جلسته قائلاً لي إن المرأة التي تزوجتها قيل
أنها امرأتك. أجبته بل مطلقتي. رد عليّ: بل إمرأتك. رددتُ عليه: بل مطلقتي. لا إمرأتك. لأجيب: سبحان الله يا سعادة الباشا، أنا الزوج الأول أعترف بالطلاق،
وأنت الزوج الثاني تدعي ضده، فهذا أمر مقلوب (معكوس). ليقول لي: أسمع يا بابكر، أنت تقول جئت لكل من ذكرتهم، لكن الحقيقة أنت جئت لرجوع امراتك
أو لرجوع مطلقتك. لأرد عليه سؤالاً، من أين أخذت هذا يا سعادة الباشا؟ ليجيب أنا رأيت كتابتك التي جاءت منك بالرغبة، ورأيت الجوابات التي أرسلت لك
بالإجابة. لأفاجئه بسؤالي: لمّا رأيت كل هذا، فلماذا تزوجتها؟ هيجته الإجابة، فنادى على بعض من كان في البيت. تعالوا اسمعوا كلام هذا الولد الذي قلتُم
إنه صغير لا يُعبأ به. والله منذ أن كنت الزبير، لم اسمع بمثل هذا الكلام؟ أشهد على نفسي، ما هذه البلادة؟!. ليقول لي: انظر يا بابكر، أنا صرفت على هذه
المرأة بما يليق بمقامي، من لباس ومصاغ وفرش. وعزمت الآن أن أطقلها، حتى تكمل عدتها وأرجعها لك بما وفرته لها، وأنا الزبير أعمل لك هذا كله. أجبته:
هذا لعمري ليس بفخرٍ. نعم ليس لدي مال كهذا، انظر أيهما أصعب التضحية بالزوجة أم بالمال. ليطلب منّي بعدها أن أجبر بخاطره، واعتبره كوالدي، ليطلقها،
ومن ثم ترجع لي ، ليتدارك غلطته.
لأجيب مرة أخرى: يا سعادة الباشا، كانت هذه البنت ترى بيتنا أفضل من بيت أبوها، والآن أصبحت في بيت الباشا، الذي هو أكبر بيت سوداني. فإنها لن ترضى بي.
أجاب: عليّ الطلاق راضية بك. لأنّي حينما أخبرتها بوجودك جرت مدامعها وبدا عليها الحزن. لأقول له: يا سعادة الباشا، نحن الآن في أسر، ولا غرض لنا في النساء،
فإذا رغبنا في الزواج بعد حين فالسودانيات موجودات. وهذه المرأة التي تراودني عليها لا أتحمل من شأنها هذه المنّة منك، ولا من أخوانها. وليس لها في قلبي
ما يضطرني لتحمل هذا. وأقول لسعادتك: إن كانت هي كحواء وكنتُ أنا كآدم، يتوقف على اجتماعنا كزوجين حفظ النسل البشري، فأنا محرمها مهما حلّت لي.
وضع الباشا يديه على رأسه قائلاً: أعوذ بالله من هذه الجرأة. ثم نادى أحمد عثمان أخاها، قائلاً له: بابكر قال جاء يراني ويعرفني وهو كذّاب. جاء لامراته يرجعها،
فأنا الآن عزمت ان أطلقها. فتكمل عدتها ونرجعها له بما معها من أمتعة.
أجاب أحمد: يا سعادة الباشا، حينما طلبت زواجها، لم نتجاهل بابكر. وقد عرضنا عليك الكتابات التي دارت بيننا. وسعادتك سمعت كلام غيرنا. ورغم ذلك طلبت
زواجها. فنفذنا إرادتك. فالآن وقد حضر بابكر للغرض الذي ذكرته. وعزمك الذي عزمته، لا نوافق عليه. إذا كان بابكر بحاله السابق الذي نعرفه عنه، فمحال يتزوجها
إذا طلقتها له. وإذا تغير عن حاله فنحن لا نبالي به، يغضب أو يرضى. فإذا أنت رغبت عنها فطلقها تعيش في بيتك مثل اخواتها الأخريات. ليرد عليه الزبير: علّي
الطلاق كلام بابكر أحسن من كلامك، وهو أرجل منك وأعقل منك. تدخلتُ قائلاً يا سعادة الباشا، آباؤنا وآباؤهم جيران في بلدنا. نحن تزوجنا منهم ثمان نسوان،
ولم يتزوجوا منّا امراة واحدة. فلهم الفضل علينا في سابقتهم. فاتركنا يا سعادة الباشا لئلا نجفوا بعضنا. أما أنا وسعادتك فعلى قرارنا. سكت لمّا رأي وعزيمتي.
صممتُ على السفر للرمادي بعد العيد مباشرة. ودعت سعادة الباشا الزبير وسافرت بمركب، ثم رغبت في مواصلة سيري بالذهاب لأسوان.
| |
|
|
|
|
|
|
|
|
|
Re: البقيع: والمواجهة التاريخية بين الزبير با (Re: محمد عبد الله الحسين)
|
مثل هذا الموقف نادر الحدوث... بل ونادر البوح به...كما هو نادر البوح بمكنونات القلب و العواطف تجاه الزوجة أو الحبيبة بمعايير
الزمان الذيي عاش فيه بابكر بدري..
لذلك بابكر بدري قد يعتبر فلة من فلتات زمانه و من فلتات مجتمعه.. ورجل جاء متقدم على زمانه بعشرات السنين..
* كتاب"حياتي" أو السيرة الاتية لبابكر بدري، ليست سيرة شخصية فقط بل هي مرآة نابضة لعصره ومجتمعه وثقافة مجتمعه..
وهو فوق كل ذلك توثيق للأحداث السياسية والعسكرية في ذلك الوقت..
| |
|
|
|
|
|
|
|
|
|
Re: البقيع: والمواجهة التاريخية بين الزبير با (Re: محمد عبد الله الحسين)
|
اخ محمد
همك دائما معرفي
وهذا ما يميزك عنا في هذا المنبر
في سنوات مضت كتبتٌ ٩ مقالات مستعرضاً فيها
كتاب تاريخ حياتي
تحت عنوان الامتاع والمؤانسة
ولكن قصة بابكر بدري مع زوجته البقيع التي كانت في جيش ود النجومي
برفقة زوجها بابكر بدري وامها واخوانها
لن افسد عليك طرحك بسردها
ولكن من الطرائف قبل سبعة سنوات تقريبا
والطالبات واولياء الامور يزدحمون في مكتب بروف قاسم بدري لتكملة اجراءآت القبول
كنتُ ساعتها هناك فالاحفاد في مكتب البروف قاسم
لتكملة اجراء قبول بعض بنات قريتنا
فمنذ اكثر من عقد من الزمان خصصت اربع منح لمدارس الشوال والقرى المجاورة
وجاءت امرأة في العقد الرابع من العمر
ذات جمال رهيب ومهيب برفقة زوجها وابنتها وقد اتوا من الامارات
فقدمت نفسها على انها حفيدة البقيع كما بروف قاسم حفيد بابكر بدري
وارادت بهذا القول ان تجد معاملة خاصة
فاجابها البروف قاسم:
شوفي لو ما كنت حفيدة البقيع انا قدام الناس ديل باسلبط فيك واقول ليك انت حفيدة البقيع
ومن جمالك هذا عرفت كيف جدي ساق جمل حبوبتك من القاهرة حتى دنقلا
وهو راجلٌ
وحبوبتك على هودجها
والله لو أنا في محلو
كان وصلتها الخرطوم
وابشرك امرك مقضي
فتبسم زوجها وبنتها
وتبسم او ضحك من كل بمكتب البروف الذي كان مزدحما بالخلق
| |
|
|
|
|
|
|
|
|
|
Re: البقيع: والمواجهة التاريخية بين الزبير با (Re: Ali Alkanzi)
|
الأخ العزيز علي الكنزي
شكرا لتشريفك هنا... و اعتبر البوست حقك...لأنه وجدتك كتبت بوست غزير عن نفس الموضوعات...
والله ما وجدت الوقنت عشان أشير لبوستك...يشهد الله..
أما القصة الرويتها الآن.. دي قصة تستحق الأوسكار... لأنها تجمع بين القديم والطريف و تجمع بين الأجيال و تربط الوشائج
و تستدعي ذكريات السابقين.. بالإضافة لما فيها من طرافة وجزالة وأريحية في المشاعر و التعاطف..
ياخي بختك إنت الحضررت الموقف ده..
والله لولا إني مشغول لواصلت ...
أخد راحتك ...ومدد رجليك كمان...وواصل..
عزيز وغالي.
| |
|
|
|
|
|
|
|
|
|
Re: البقيع: والمواجهة التاريخية بين الزبير با (Re: صديق مهدى على)
|
Quote: حكم وطني مؤذي
أذاق البلاد الويل |
اهلا دكتور محمد
هذا وصف دقيق لفترة المهدية التي استرقت السودانيين وأهانتهم.
وكثير من الباحثين عن تلفيق تاريخ وطني قد يعترضون على ذلك الوصف الموجز الشامل لتراجيديا المهدية وخرافاتها.
كنت اعتقد ان صديق مهدي علي سيعترض على الوصف.
لكنه لا يقرأ سوى العنوان.
| |
|
|
|
|
|
|
|
|
Re: البقيع: والمواجهة التاريخية بين الزبير با (Re: osama elkhawad)
|
مرحب بالإخوة المعلقين والمتابعين..
اللأخ الكنزي له الشكر يتمنى أن لو ركزت على جمال البقيع.. الغريبة لم يلفت نظري موضوع جمالها.. حتى ولا في الذكرى ما في تركيز على الجانب ده.
لكن لا أعتقد بيفرق كتير ، نحو إظهار التنافس والرغبة في التملك من الاثنين.. و كون البقيع كموضوع لهذا التنافس..
في الحقيقة لفت نظري المفارقة بين وضع الرجلين ..و التقاؤم في نقطة ما...والبقيع موضوع المنافسة و المواجهة هي الغائب والحاضر بشدة من وراء حجاب.
ما عارف ما هو سبب عرض الزبير السريع و السهل لتطليق البقيع.. أعتقد هذه الجزئية تحتاج إلى نظر. إن لم تكن يقظة ضمير.
**********************************************************************************
الأخ أسامة الخواض:
Quote: هلا دكتور محمد
هذا وصف دقيق لفترة المهدية التي استرقت السودانيين وأهانتهم.وكثير من الباحثين عن تلفيق تاريخ وطني قد يعترضون على
ذلك الوصف الموجز الشامل لتراجيديا المهدية وخرافاتها. |
شكرا على التعليق...أعتقد أن جلّ مذكرات بابكر بدري هي في ظل حكم المهدية .زبالذات النسخة الأخيرة منها..
فبابكر وثق للمهدية.. و لما يمكن وصفه بصدمته الشخصية ، وخيبة أمله فيما كان يظنه ثورة وحلم للدين والدنيا..
لم يذكر بابكر في مذكراته هذا الجانب بالتحديد إلا حديثا عابرا.. يمكن أن تستشف منه تراجع الحلم..
حتى ود النجومي لربما تكشفت له الصورة بكل خباياها و ربما أسر بذلك لبعض المقربين..ولكن مثل هؤلاء الرجال كانوا قامات و أصحاب مباديء
****هذه الجوانب(الغميسة) لا يخوض فيها المؤرخون، لحساسيتها..ولكنها تظل متاحة للرواة و الهواة مثلنا..
لك الشكر على فتح هذه الكوة.
لك الشكر
| |
|
|
|
|
|
|
| |
محمد عبد الله الحسين
Ali Alkanzi
صديق مهدى على
osama elkhawad
فيس بوك
تويتر
انستقرام
يوتيوب
بنتيريست