عازف الأورغ «ياسر القصاص» يفتح صندوق الأسرار.. «مصطفى سيد أحمد» وأيام الدوحة «1-4» ياسر القصاص،

كتب الكاتب الفاتح جبرا المتوفرة بمعرض الدوحة
مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 05-11-2024, 10:53 PM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مدخل أرشيف للعام 2020-2023م
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى شكل سلسلة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
12-05-2022, 07:30 PM

زهير ابو الزهراء
<aزهير ابو الزهراء
تاريخ التسجيل: 08-23-2021
مجموع المشاركات: 8142

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
عازف الأورغ «ياسر القصاص» يفتح صندوق الأسرار.. «مصطفى سيد أحمد» وأيام الدوحة «1-4» ياسر القصاص،

    06:30 PM December, 05 2022

    سودانيز اون لاين
    زهير ابو الزهراء-السودان
    مكتبتى
    رابط مختصر



    عازف الأورغ «ياسر القصاص» يفتح صندوق الأسرار.. «مصطفى سيد أحمد» وأيام الدوحة «1-4»



    ياسر القصاص، مبدع وموسيقي، وصاحب شخصية قوية جريئة لا ينقصها التواضع. من أسرة فنية استوطنها الفن باكراً، فتشكلت موهبته باكراً ونمت في بلاد الاغتراب في الدوحة عاصمة دولة قطر. عمل مع عدد من الفنانين الكبار، غير ان تجربته مع الفنان الراحل مصطفي سيد أحمد، أعادت تقديمه للناس بشكل فريد ومؤثر. إلتقيناه عبر هذه المساحة لنستعرض بعضاً من سيرته وأيامه في الدوحة، وعلاقته ومرافقته لمصطفي سيد احمد.

    التغيير: حوار: عبدالله برير

    أسرة القصاص المعروفة بالموسيقى كيف كان الجو العام فيها في بواكير صباك؟
    الجو الموسيقي كان مسيطرا وقتذاك، فالوالد عازف ومغن وملحن وأصدقاؤه موسيقيون معروفون على غرار الماحي سليمان وعثمان الأطرش، كل الموجود في عالمي الطفولي كان آلات موسيقية وجدت نفسي محاطا بها، الموسيقي الصغير الذي كان بداخلي حرضني على مداعبة الالات ولمس الأوتار وغيرها، أغرمت بالبيانو والأورغ.

    كل الموجود في عالمي الطفولي كان آلات موسيقية

    كيف كان تأثير جو الاغتراب في الدوحة فيما يخص التعلق بالذوق السوداني في الغناء والموسيقى؟
    كحال كل المغتربين الذين لحقوا بأبائهم في الغربة لم تنقطع علاقتي بالموسيقى السودانية، كنت أستمع للجابري والكابلي وزيدان إبراهيم، بعض المقطوعات الموسيقية كانت تستفزني جدا لا سيما أعمال إبراهيم محمد الحسن، وأغرمت بأشرطة كاسيت الفنانة حنان النيل، في هذا الجو قررت أن يكون لي آلة موسيقية، وأذكر وقتها كأفأني الوالد بجهاز أورغ بعد أن نجحت في إحدى الامتحانات وواصلت علاقتي بالموسيقى بحضور حفلات الجالية السودانية في قطر.


    عازف الأورغ عادل القصاص
    ماهي أول فرقة انضممت لها في الدوحة؟
    حضر الفنان يسري صلاح إلى الدوحة وكان أول من عملت معه وكونا فرقة مع الإخوة عبدالمنعم الفكي ومعتز قريش وعبدالماجد بيز ومحمد بلاش وغيرهم، وشرعنا في عمل الحفلات، كان المطربون الذين يحضرون إلى الدوحة يفضلون أن يأتوا بفرقهم الموسيقية في بادئ الأمر، لكنهم اتجهوا إلى الفرق الموجودة أصلا بقطر لتقليل التكلفة، وأول عمل داخل الاستديو بالنسبة لي كان مشاركتي في ألبوم ( ما تطولوا الغيبة ) للفنان محمود تاور سنة 1991.

    كان المطربون الذين يحضرون إلى الدوحة يفضلون أن يأتوا بفرقهم الموسيقية في بادئ الأمر

    ما هي أبرز ذكرياتك مع الفنانين السودانيين في الدوحة؟
    أبرز ما أتذكره حضور الفنان الراحل سيد خليفة لدولة قطر لإحياء حفل، وعلى خشبة المسرح خرج خليفة من التقيد بالأغاني التي نفذناها في البروفات وأصبح يغني بناء على طلب الجمهور وأغلبية الفرقة الموسيقية لم تكن حافظة لتلك الأعمال المرتجلة ما أدى لبعض الربة في الأداء، وفي صبيحة اليوم التالي انتقد أحد الصحفيين ويدعى بدر الدين الأمير الفرقة وقال إنها لم تؤد جديا فرد عليه زميلنا محمد بلاش وهو خريج إعلام، وفي نهاية الأمر اتضح أن بدر الدين الأمير لم يحضر الحفل من أساسه وإنما سمع فقط من بعض الناس، آخر حفل لي بالدوحة كان 1992 مع الفنان عبدالكريم الكابلي ثم عدت للسودان.


    عادل القصاص مع محرر التغيير
    كيف بدأت قصتك مع مصطفى سيد أحمد بالدوحة؟
    بعد أن عدت للدوحة سمعت أن مصطفى حضر لقطر وشرع في عمل بروفات وكان برفقته الشاعر مدني النخلي، وكنت في انتظار الحفل وبعد مرور اسبوع من حضور مصطفى وفي حوالي الساعة الواحدة صباحا قابلت الأخ عصام على، في كورنيش الدوحة وقال لي إن مصطفى سيد أحمد يبحث عن عازفين آخرين لأن البروفات التي قاموا بها لم تعجبه، اعتذرت بحجة أن ظروف عملي لا تسمح وأن حفل مصطفى معلن غدا، لكن الأخير أصر على حضوري في ذلك الوقت المتأخر لبيت الدعوة واصطحبنا الصديق عبدالمنعم الفكي عازف الإيقاع معنا وأحضروا لي الة أورغ.

    خلال أول لقاء لي مع “مصطفى” طلب مني تنفيذ هذه الأعمال

    كيف كانت اللحظات الاولى في لقائك مع مصطفى سيد أحمد؟
    كان يحمل (بشكير) على كتفه لا يفارقه أبدا، البعض كان يلعب الورق (الكتشينة) وقال لي: لماذا لم تحضر بروفاتنا فأخبرته بأنني أنتظر الحفل فقال لي: أنت عازف ولابد أن تكون حضورا، أخبرني بأنه يريد مني تنفيذ 3 أعمال هي (كيف أنساك، ونورا، وأديني إحساس بالأمل)، ولم تمض ساعة حتى فرغنا منها وقرر أن نؤدي الحفل بالأورغ والعود والإيقاع فقط وكان الحفل ناجحا.

    نواصل في الجزء التالي






                  

01-18-2023, 05:00 AM

زهير ابو الزهراء
<aزهير ابو الزهراء
تاريخ التسجيل: 08-23-2021
مجموع المشاركات: 8142

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: عازف الأورغ «ياسر القصاص» يفتح صندوق الأس 2 (Re: زهير ابو الزهراء)

    عازف الأورغ «ياسر القصاص» يفتح صندوق الأسرار.. «مصطفى سيد أحمد» وأيام الدوحة «2-4»

    ياسر القصاص، مبدع وموسيقي، وصاحب شخصية قوية جريئة لا ينقصها التواضع. من أسرة فنية استوطنها الفن باكراً، فتشكلت موهبته باكراً ونمت في بلاد الاغتراب في الدوحة عاصمة دولة قطر. عمل مع عدد من الفنانين الكبار، غير ان تجربته مع الفنان الراحل مصطفي سيد أحمد، أعادت تقديمه للناس بشكل فريد ومؤثر. إلتقيناه عبر هذه المساحة لنستعرض بعضاً من سيرته وأيامه في الدوحة، وعلاقته ومرافقته لمصطفي سيد احمد.

    التغيير: حوار: عبدالله برير

    حدثنا عن تأثير مصطفى عليك من الناحية الشخصية والإنسانية؟

    فنيا كما ذكرنا كانت الأستاذية مسيطرة، على المستوى الشخصي كانت العلاقة أكبر من علاقة فنان وعازف، باعتباري طالب (شهادة عربية) وقتذاك لم اكن مهتما بتفاصيل السياسة في السودان ولكن مصطفى فتح أعيني على ضرورة الاهتمام بهذا الشق وساهم في تغيير تفكيري وبت أحلل الأحداث في البلاد والتفكير في مستقبلي بصورة مختلفة.

    كيف تكونت الفرقة أنذاك؟

    مصطفى كلفنا أنا وعبدالمنعم بتكوين فرقة واتصلنا بالأستاذ دفع الله ترمبيت ومعتز قريش، ومحمد بلاش، وأول بروفة لفرقة مصطفى بالدوحة كانت في منزل الأخير وهو عازف جيتار، مصطفى كان يكلفني أنا ومنعم بفكرة اللحن وبعد ذلك نتواصل موسيقيا مع بقية الفرقة لشرح المزيد من التفاصيل وهذه كانت البدايات.

    كانت العلاقة مع مصطفى أكبر من علاقة فنان وعازف، باعتباري طالب (شهادة عربية)

    كم كان عدد الحفلات في الدوحة؟

    بعد تكريم مصطفى سيد أحمد في حفل الواحة تعرض لمرض السرطان في الجلد وكان يخضع للعلاج، بعد شفائه أقمنا حفلا آخر في فندق الواحة وحفلين في الشيراتون ورمادا ثم حفل الواحة الاخير.

    هل تعاملت فرقتكم بالدوحة مع فنانين كبار قبل حضور مصطفى؟

    الفرقة كان بها عازفون كبار مثل عبدالمنعم الفكي ودفع الله ومحمد آدم المنصوري وغيرهم وكانوا متمرسين في المراكز الموسيقية في الخرطوم، وعملوا بالدوحة مع مطربين كبار ولكن للأمانة وجدنا أن مشروع مصطفى يختلف تماما، كما ذكرت أن فناني السودان كانوا يحضرون للدوحة للعمل مع فرقة مصطفى تحديدا ومنهم سيف الجامعة الذي نفذنا له ألبوم (وصتني وصيتها) والجدير بالذكر هنا أن جل أعمال الإلبوم كانت من ألحان مصطفى مثل (زهرة بخيلة ـ أجيك من وين، العمر الجميل) والأخيرة نفذناها ولكن لم تظهر في الشريط.

    أغنية (بقول غنوات) لحنت بهذه الطريقة مثلا، وما نفذه فيها من لحن بالعود كان هو الشكل النهائي

    بحكم وجودك معه أغلب الأوقات كيف كان تخلق الألحان يتم عنده؟

    كان لديه مجموعة كبيرة من الأشعار التي أحضر بعضها معه من السودان والبعض الآخر كانت ترسل له في الدوحة وكان يقوم بقراءتها جملة ثم يضعها (تحت سريره) ويواصل حياته بصورة عادية، فجأة يخرج أحد النصوص بعد مرور أيام وربما ساعات أو أشهر من قراءته لإحدى القصائد يعود ويتناول عوده ليوقع أحد الألحان، أغنية (بقول غنوات) لحنت بهذه الطريقة مثلا، وما نفذه فيها من لحن بالعود كان هو الشكل النهائي الذي أخرجنا فيه العمل بالأوركسترا ونفذناه في الحفل ولم نزد عليه شيئا.

    أذكر أن إحدى الصحف قالت إن مصطفى يعكف على تلحين بعض الأعمال فسخر من الخبر قائلا: شفتوني يوم واحد عاكف.

    كيف كان شكل العلاقة الفنية بينك ومصطفى؟

    كانت في شكل تعامل عازف عادي مع فنان كبير وكانت الأستاذية مسيطرة كما ذكرت، كان يطلب مني بعض الأعمال وأنا أقوم بتنفيذها، ورغم ذلك كان يدخل معي في تفاصيل الجمل اللحنية التي أوديها وفي حال أضفت شيئا من عندي يحذف الجزء الذي لا يتواءم معه مع شرح السبب ويقوم بتثبيت الجميل منه.

    أنا الأن لست ياسر قصاص العازف، فالملحن الذي بداخلي اضمحل مع ضغوطات الحياة

    ماذا عن حياتك الشخصية؟

    أنا الأن لست ياسر قصاص العازف، فالملحن الذي بداخلي اضمحل مع ضغوطات الحياة وتحول لرجل سوداني عادي ولا أحد تقريبا في الشارع يعرف بانني عازف مصطفى سيد أحمد، في إحدى المناسبات لا أذكرها جيدا اعتقد أنني كنت استقل بصا سياحيا عرضت فيه إحدى حفلات الدوحة وسمعت أحدهم يتحدث مع من يجاوره قائلا له بأن عازف الأورغ هذا أحضره مصطفى خصيصا من أمريكا لينفذ الحفل ولم نره بعده مطلقا، كنت أكتفي بالضحك.


    عازف الأورغ ياسر القصاص
    كيف كان يتعامل مع الفرقة في حالة الأخطاء في الحفلات العامة؟

    في بداية الأمر أحسست بالرهبة كوني سأعزف مع فنان كبير وكان الأمر بمثابة تحد ولكن رويدا رويدا اكتشفت أن مصطفى شخص مرن وذكي استطاع أن يزيل الرهبة، وجدت نفسي مستمعا جيدا لحديثه للاستفادة منه، كان شخصا لطيفا لا يجعل الأخرين يحسون بخطأ العازف في المسرح.

    في حفل 1995 تداخلت علي أغنيتا الطيور وقمر الزمان وقام مصطفى بمعالجتها بحكمة من دون أن يشعر الجمهور.

    في أغنية الدنيا ليل غربة ومطر، فاجأته بشيء لم نقم به في البروفات

    هل كان ملحنا مرنا يقبل الإضافات المفاجئة في اللحن من العازفين أثناء الحفلات؟

    الأغنية عنده كانت عبارة عن نص ثم تلحين بالعود مع شرح اللحن بلغة بسيطة وتحديد السلم ويحدث نقاش بسيط عن إمكانية الإضافات المحدودة من قبل العازف، في إحدى الحفلات في أغنية الدنيا ليل غربة ومطر، فاجأته بشيء لم نقم به في البروفات، وبعد الفاصل نفذنا أغنية (حاجة فيك) وأدخلت فيها تعديلا بسيطا بإدارج حرف موسيقي غير موجود في السلم المحدد في اللحن الأساسي ولم يتحدث معي مصطفى مطلقا وكان ذلك في حفل 1995، وبعد مرور عام كامل في حفل 1996 طلب مني بلطف عدم تعديل أي عمل، كان لا يلفت أنظار الناس لأخطاء أو إضافات العازف وأحيانا بقية الفرقة نفسها لا تعلم بأنك أخطأت في شيء ما.

    لوحظ استعمالك لجهازي أورغ في بعض الحفلات، ما هي الفلسفة من تلك الخطوة؟

    كنا أمام تحد يتمثل في غياب الفلاوت وألة الكمنجة، كنا نتوزع في المسرح مع وجود مساحات لأن عدد أفراد الفرقة لم يكن كبيرا، استعمال جهازي أورغ كان بغرض استمرار الميلودية لتغطية غياب الفلاوت وكنا نتناوب أنا وعازف الأكورديون وعازف الترامبيت لنوزع بيننا الميلودية والصولو لتغيطة النقص، حفل 95 كان مميزا جدا وكانت هندسة الصوت عاملا أساسيا في نجاحه بالإضافة إلى تصوير الفيديو المحترف.

    نواصل في الجزء التالي
                  

01-20-2023, 05:07 AM

زهير ابو الزهراء
<aزهير ابو الزهراء
تاريخ التسجيل: 08-23-2021
مجموع المشاركات: 8142

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: عازف الأورغ «ياسر القصاص» يفتح صندوق الأس (Re: زهير ابو الزهراء)

    عازف الأورغ «ياسر القصاص» يفتح صندوق الأسرار.. «مصطفى سيد أحمد» وأيام الدوحة «3-4»
    ياسر القصاص


    ياسر القصاص، مبدع وموسيقي، وصاحب شخصية قوية جريئة لا ينقصها التواضع. من أسرة فنية استوطنها الفن باكراً، فتشكلت موهبته باكراً ونمت في بلاد الاغتراب في الدوحة عاصمة دولة قطر. عمل مع عدد من الفنانين الكبار، غير ان تجربته مع الفنان الراحل مصطفي سيد أحمد، أعادت تقديمه للناس بشكل فريد ومؤثر. إلتقيناه عبر هذه المساحة لنستعرض بعضاً من سيرته وأيامه في الدوحة، وعلاقته ومرافقته لمصطفي سيد احمد.

    التغيير: حوار: عبدالله برير

    ما هي تفاصيل حياة فرقة الدوحة سابقا وحاليا؟

    دفع الله ترامبيت، معلم في موسيقى الجيش في الدوحة وعمل سابقا في سلاح الموسيقى في السودان، أيام قطر كان في عالم (المارشات العسكرية) صباحا، وفي المساء مع بروفات مصطفى سيد أحمد، كان دفع الله أستاذا بالنسبة لنا جميعا.

    محمد بلاش، عازف الجيتار تعلمه في الدوحة وهو ذلك الشاب الذي كان يظهر وقتذاك مبتسما في فيديوهات حفلة فندق رمادا، حاليا لديه محل اسبيرات في مدينة الخرطوم بحري.

    أما عبدالماجد مكي (ماجد بيز) حاليا مشرف إداري في شركة بترول صينية، أيام الدوحة كان محققا برفقة مدني النخلي في مجال المباحث والتحريات، وهو متأثر بموسيقى “الريغي”.

    الأستاذ محمد ادم المنصوري حضر للدوحة وقتذاك معلما للموسيقى في التربية المسرحية، بدايات الإنقاذ اضطر الكثير من السودانيين للهجرة وكان دفع الله منهم، وهو موجدود بالدوحة حتى اليوم.

    عبدالمنعم الفكي، عازف الأيقاع كان يتفوق علينا جميعا بحفظ نصوص الأغاني بسرعة كبيرة وكان يشتغل الميلودي بالإيقاع وكان ملازما للراحل “مصطفى” في شقة واحدة وشخص مقرب لنفسه كثيرا.

    النور الخالدي كان يعمل في منزل وزير الداخلية القطري وكنا جميعا نجد صعوبات في التوفيق بين البروفات والعمل، النور مثلا كان يحضر بروفتين فقط في الاسبوع لأسباب ضغط العمل، كانت هنالك مخاطرات في التنسيق ولكن كنا نجد السلوى في مصطفى ومشروعه.

    عبدالمنعم الفكي، عازف الأيقاع كان يتفوق علينا جميعا بحفظ نصوص الأغاني بسرعة كبيرة

    أحكي لنا عن أبرز ذكرياتك مع الفرقة والنقاشات أثناء البروفات؟

    أحيانا كان يحدث ملل بسبب إصرار “المنصوري” على أن تكون الأعمال بالنوتة الموسيقية، وكانت الأغنية تستغرق 4 ساعات بدلا عن ساعة واحدا فحدث نوع من التوتر بين دفع الله والمنصوري وكان مصطفى يتدخل بحكمة لتهدئة الوضع.

    في حفل رمادا في أغنية (نورا) كانت الوصلة الموسيقية للساكسفون خارج الزمن الموسيقي بسبب التوتر واختلفت مع الإيقاع لكن دفع الله عالج الوضع بآلة الترامبيت.

    على ذكر التوتر، هل شعرتم بأن بعض الحفلات كان وراء ضعف الصوت فيها جهات قصدت التخريب؟

    في حفل 1994 منذ الصباح الباكر وحتى المساء راجعنا توصيلات الصوت وكانت مكتملة بنسبة مئة بالمئة ومصطفى أشرف بنفسه على وزن جميع الألات الموسيقية لنتفاجأ قبل الحفل بتخريب هندسة الصوت، مصطفى رفض قيام الحفل وكان الجمهور قد ملأ القاعة ومصطفى في النهاية انحاز لجمهوره وعاد للمسرح بعد أن أنقذنا عماد الجاك في الزمن الحرج وأحضر أجهزة صوت.

    أذكر أيضا أن فريق الموردة حضر للدوحة وشارك في بطولة ودية وحقق نتائج باهرة أمام الأندية القطرية بدون توفر إمكانيات، جاء إداريو النادي لمصطفى طلبا للدعم والأخير نظم لهم حفلا يعود ريعه للنادي، سرت إشاعة قبل الحفل بأنه تم إلغاؤه وبالفعل عاد بعض الناس لمنازلهم وكنا في باب القاعة نعيد الجمهور للحفل ونطمئنهم بأنه قائم.

    مثال أخر على التخريب المتعمد في حفل الـ “شيراتون” الصوت كان جيدا في الصالة لكن صوت البيز جيتار كان عاليا جدا وطاغيا لدرجة أن العازف نفسه لم يكن سامعا لبقية الالات.


    ياسر القصاص مع محرر التغيير
    طلبت من “مصطفى” جمع الأفكار اللحنية في أستوديو بمسار مختلف لكل فكرة لحفظها

    هل كانت هنالك خطوات جادة لتقنين الأفكار اللحنية خشية عدم ضياعها؟

    على سبيل المثال إغنية (سيناريو اليابسة) من كلمات الشاعر عاطف خيري، بدأنا تنفيذها على آلة البيانو كآلة أساسية، وكانت الفرقة الموسيقية بمثابة خلفية وتم تسجيل العمل، ولكن للأسف لاحقا لم نحصل على التسجيل حتى الآن، طلبت من “مصطفى” جمع الأفكار اللحنية في أستوديو بمسار مختلف لكل فكرة لحفظها من مختلف الظروف، وقال لي البعض يومها بأنني جرحت شعور “مصطفى” ولمحت له بالموت، فقلت لهم بأننا كلنا ميتون والأولى حفظ الأعمال وبالفعل حدث ما كنا نخشاه ولم نجد شيئا من تسجيلاته.

    إلى إي نوع من الموسيقى كان يميل “مصطفى” في استماعه؟

    في كل الأوقات التي كان مصطفى سيد أحمد يستمع فيها للموسيقى كان حريصا على الاستماع إلى نيل ديموند ورافي شنكر، الأخير اغتالوه في أمريكا بطلق ناري في المسرح، كان “شنكر” بمثابة عدو لموسيقيي البلو والروك الذين خافوا من إحداثه لثورة موسيقية تطيح بالموجودة، حفلاته كانت عبارة عن علاج روحاني.


    عازف الأورغ ياسر القصاص
    هل كان يستمع إلي فنان سوداني محدد؟

    كان يقول إن أغنية الحقيبة ستظل خالدة وأنها لن تتأثر وستكون مسيطرة على كل الأجيال، الحقيبة كانت مؤثرة جدا على مصطفى سيد أحمد، لم يكن معجبا بفنان محدد ولكن كان يأخذ من كل مطرب شيئا محددا أو أشياء تعجبه، عندما سأله عبدالمنعم الفكي عن أغنية تمناها لنفسه أجاب بـ(صحو الذكرى المنسية) للنور الجيلاني.

    على ذكر عبدالمنعم الفكي، ماذا تذكر من تفاصيل ملازمته لمصطفى؟

    “مصطفى” غيّر كثيراً في شخصية عبدالمنعم الفكي، لكن الإثنين كانا مكملين لبعضهما البعض، “منعم” كان في البدايات يجد صعوبة في التوفيق بين البروفات والاستيقاظ مبكرا للعمل، وكان “مصطفى” يداعبه (قوم أصحى ولا بضربك بالعصاية دي) وكانت العلاقة جميلة بينهما.

    كان يخص لحميد (درج كامل) وكان يحكي عن أن “حميد” شخص زاهد وكان يحبه جداً

    من من الشعراء كان أقرب إلى مصطفى؟

    محمد الحسن سالم حميد، مصطفى كان يقول عن الأخير أن لديه شيطان شعر، كان مصطفى يحتفظ بأعمال الشعراء ليقوم بتلحينها وكانت مبعثرة ولكن كان يخص لحميد (درج كامل) وكان يحكي عن أن “حميد” شخص زاهد وكان يحبه جدا.

    هل كان مصطفى سيد أحمد شيوعيا بصريح العبارة؟

    كان مؤمنا تماما بالاشتراكية ومعجبا بالاتحاد السوفيتي وقتذاك، كان يقول بأن الحياة عبارة عن شراكة وظل مطبقا لهذه المقولة في حياته.

    كيف كان يتواصل مع أسرتيه الصغيرة والكبيرة في ظل ظروف المرض والغربة؟

    زوجته وأبناؤه كانوا في مصر، كان يحب أخواته لدرجة المبالغة وينزعج جدا إذا مرضت إحداهن ويقوم بتسجيل صوته على أشرطة الكاسيت ليؤانس والدته وإخواته، زوجته بثينة حضرت للدوحة في بدايات أيام زوجها بالدوحة، كانت كفيفة البصر ودائما ما تستعين بي في المطبخ بحكم أنني الأصغر، حينما كنت أساعدها في المطبخ كنت أجد يديها وقد بدا عليهما أثر الحروق والتسلخات ذلك لأنها كانت كفيفة ومع ذلك تصر على إعداد أشهى الأطباق للضيوف مع التعرض للسعات النار وحرارة الفرن.

    هل من وجبات محددة كان مصطفى حريصا على تناولها في الدوحة؟

    كان يحرص على أن يطبخ بنفسه، أذكر أن إحدى المعجبات اتصلت لتسمع صوت “مصطفى” وتسلم عليه فأخبرناها بأنه في المطبخ يقوم بتقطيع البصل فكالتنا سبا وشتما لطيفا (يا سجم يا رماد كيف ده فنان ؟). “مصطفى” كان يحب أن يأكل الناس من طبيخه ويعلق بقفشات “الليلة عملت ليكم ملاح يقدل فيه السوسيو “فرخ الدجاجة الصفير “.

    “مصطفى” حذرنا نهائيا من التحدث مع ضيوفه بهذا الخصوص

    في تقديرك ما هو أكثر ما كان مزعجا في تعامل البعض في الدوحة مع الوضع الصحي لمصطفى؟

    كلما عاد “مصطفى” من غسيل الكلى كان يحتاج إلى 4 ساعات للراحة وبعدها يجب أن يتناول مكملات علاجية وغذائية، قبل أن يضطجع جيدا على فراشه عائدا من المشفى، كنا نسمع خبطا على باب الشقة لنتفاجأ بأنه ضيف عابر ليقوم “مصطفى” بتحيته واقفا، وكان من عادته ألا يستقبل ضيفه راقدا على سريره أو جالسا وما زال الدم لم يجف من (الفراشة) على يده، يفاجئه المعجب بطلب أغنيات ويتناقش معه فيها ونحن في غاية الغضب بسبب الوضع الصحي، لكن “مصطفى” حذرنا نهائيا من التحدث مع ضيوفه بهذا الخصوص.

    ماذا عن تعامل “مصطفى” مع بقية الفنانين الكبار وحتى الشباب؟

    “مصطفى” كان نقطة التقاء لجميع الفنانين السودانيين المناضلين، سواء كان في فترته بالقاهرة او الدوحة أو حتى ليبيا، حاول دائما أن يلم الناس، كان له علاقة خاصة مع “وردي” و”الموصلي” و”سيف الجامعة” و”عبدالمنعم الخالدي” أيام التجمع الديمقراطي بالقاهرة.

    أذكر أنه حكي لي عن أيامه بالسودان التي قابل فيها الفنان جلال الصحافة، وأنه كان معجبا بصوت “جلال” ورأى فيه مستقبل باهرا ومنحه بعض الأغاني، غير أن الأخير لم يغنها وحينما سأله” مصطفى” عنها قال: والله يا أستاذ غناك سمح وما فيه كلام لكن انا إذا غنيته يوم الخميس ما بدخل السينما، بمعنى أنه غناء مشروع وليس غناء حفلات يدر الدخل.

    صوت “مصطفى” كان مميزا وقدرته اللحنية في رأيي كانت استثنائية

    على ذكر “وردي”، كيف كانت العلاقة بينهما؟

    كانت علاقة يسودها الإحترام وكان “مصطفى” معجبا جدا بـ “وردي” وقال إن الأخير لديه خامة صوتية متفردة، جمعت بينهما أيام القاهرة وكاسيت الحزن النبيل وطفل العالم الثالث وكان “وردي” حريصا على الاتصال بمصطفى من الولايات المتحدة ليطمئن على وضعه الصحي في الدوحة ومشروعه الغنائي.

    من ذكريات مصطفى ووردي في القاهرة كان أن حضر الشاعر الدكتور بشرى الفاضل، لمصر وطلب من وردي تلحين أغنية (حلوة عينيك) فقال له إن القصيدة صعبة التلحين وبعد سنوات التقى الثنائي في القاهرة مجددا ليخبر “الفاضل” صديقه محمد وردي بأن القصيدة تم تلحينها ولم يتفاجأ وردي وقال لبشري: مافي شخص بكون لحنها غير مصطفى سيد أحمد، صوت “مصطفى” كان مميزا وقدرته اللحنية في رأيي كانت استثنائية، كان يتميز بالاعتزاز في الصوت لتشعر بأن صوته عبارة عن أمواج، ما ميزه أن يخرج الصوت من بطنه وكانت عضلات بطنه أقوى عضلات في جسده.

    مصطفى” لم يكن راضيا على ألبوم البت الحديقة

    كيف كان ينظر “مصطفى” لشراكته مع “الموصلي” في الحزن النبيل والبت الحديثة وطفل العالم الثالث؟

    علاقة مصطفى والموصلي كانت أسرية في المقام الأول، للأمانة “مصطفى” لم يكن راضيا على ألبوم البت الحديقة الذي أشرف عليه يوسف الموصلي ليس لعيب في عمل يوسف لكن السبب أن الشريط كان موقعا بالعود وأخذه يوسف للقاهرة وأضاف عليه القوالب الموسيقية بعكس كاسيت الحزن النبيل الذي كان “مصطفى” حاضرا فيه بالحذف والإضافة والعمل الجماعي مع الموصلي ومحمد وردي.

    نواصل في الجزء التالي
                  


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de