قررتترك نقل الاخبار ومجاراة رواتها لانها لانها لا تورث الراصد غير الأسى والكدرواعتلال المزاج أخبار الوطن السودان الوطن جلها مواجع وأغلبها فواجع ,عسني أخوضفي مجال يفيد ويضيف للمزاج شيئا من التسلية وتزجية النفس , وها قد بدأت بهذا النص هنالكفي أزقة أمدرمان القديمة تجد الغريب والعجيب وما يدهشك أيضا فهؤلاء النفر حقيقةأفذاذ فيما اتخذوا من أسلوب حياة حيال ما يكابده من تصاريف الزمن وتعقيد العصر بلنجدهم أمام أوجاع الزمن وأمراضه مدواة بسيطة بالرغم أنها عمت وأصبحت جزء أصيل منتحدي العيش في الدنيا كنتفي زيارة لصديق معاشي أفني عمره في خدمة حكومة السودان والآن هو بائع خضروات امامجزارة يدفع لصاحب الجزارة أجر ضئيل نظير أن يعرض الخضروات لنساء الحارة والسابلة واعتبرهأنا مؤرخ وموثق للأحداث في العاصمة الوطنية لأن معرفته تبدأ من حدود أمدرمان ماقبل المهدية وكذلك له سجل فريد عن عوائل وأنساب أهل أمدرمان بالاضافة لكل الطرقالصوفية التي أتخذت لها قباب في المدنية أو قل المشايخ الذين كانوا خارج حدود منطقةالجموعية و بغرب أمدرمان وأيضا منطقة السروراب و الجزيرة أسلانج و علي ضفاف النيلفي الضفة المقابلة لها من والعائق ما بينأهل أمدرمان ومدنية بحري بعدسلام وتحية وسألته هل باع جيدا اليوم قال لي ( منو اللي عندو قروش يشتري خضارالناس دي صابرة شغالين شوربة عضام ورغيف ناشف بس )بعدهاذهبنا إلى منزله المتواضع لكي نخوض في الفارغة والمقدودة وكما تعلمون قليل منهايفيد المعدة ويحلو الحديث لنا هذه الأيام ونحن عوالم البهجة عن الذكريات لكي نجلوكثيرة ومن المعاناة وحسرة الفقد لرفاق وأبناء وأحباب وأصدقاء رحلوا عنا للعالمالاخر وهم في الامجاد السماوية نناجي تلك الارواح ونحاول نعبر فيما نملك من مساحةفي فضاء ما بقي من أعمارنا قلت له نحن قبل أن ندلف لمنزلك العامر في بداية الشارعاري منزل يتم أعمار وصيانته كل عام دون الإخلال بملامح البناء القديم وهي قائم علىالطين واللبن وظني أصحابه لا يودون إضافة أو يزيدوا شيء علي ما ترك المالك الذي قامبالتشديد في البداية ضحكوسألني لماذا هذا البيت بالتحديد الذي يقع في بداية الخور وأخر الزقاق طويل يفضيلمدرستنا القديمة بيت الامانة الثانوية قلتأنه مبهر بمعايير الزمن الجميل هل تحدثني عنه صمتبرهة ثم قال هذا البيت يعود بناؤه لعام 1951 ميلادي كنا وقتها أطفال في سنواتالدراسة الاولية كما يقال عنها في ذلك الوقت تم بناءه ولقد عرفت في صباي الباكر أنالقاطنين كانوا يسكنون في شجرة ماحي بمنطقة بالخرطوم وبعد ذلك التاريخ أصبحواأمدرمانيين ولكن دعك عن البناء وشكل المنزل لساكنيه قصة فهو أول بيت للزار في منطقة شارع الأربعينوكانت صاحبته تدعي خادم الرسول وبرعت دون الأخريات في المدنية ضرب الخيط الحبشي وكانت تفتح اللعبة بمواقيت محددة وتغيب في رمضانوهي عادة هؤلاء وأيضا كانت ماهرة في ضرب الطبول لدرجة أنها علمت عطيه كرنافالدرابوكه وأصبح بعدها عزف ماهر في فرقة الاذاعة السودانية ومضى مشواره مع الفنانزايدان ابراهيم وقد فارق الدنيا منذسنوات قليلة يعد أصيح دوريش يدق الطبول في حلبة الذكر بمسجد الشيخ حمدالنيل تائبعن فترة شباب صاخبةكاننسوة أم درمان يدعون ضاربة دفوف الزار بالشيخة ويظنون في الشيخة خادم الرسول الخيرالكثير منها أنها قادرة على شفاء المريضة وذات الحاجة تبلغ حاجتها يل يقولون أنهاصالحة تنفق المال في الأعياد والمولد حيث أنها كانت كل عام تدعم خيمة السادة الشاذليةبالثلج والسكر والشاي وله وأقامت مقام امام بيتها لسيدي الحسن راجل كسلا بعد منامأمرت فيها أن تبني هذا المقام الذي أصبح زاوية للصلاة الانقدلا يعلم البعض معرفتها بالايقات الاثيوبية بالرغم من أنها لم تزور أثيوبيا لم تدرسالموسيقى الافريقية قلت أن خيطها الحبشي هو معلمها ايقاع الإثيوبي وتعرف بعضالأغاني للفنان مليك صوت مليك ظل دوما يجلل في ردهة الصالون العامر وكراسيالخيزران العتيقة من مسجل كاسيت قديم ولكنه مسموع لها وضيوف وعندما سافر لأثيوبياكرناف لإحياء حفل مع بعثة فنية إلى أديس أبابا أحضر معه شرايط الفنانة استير الاثيوبيةكان معجب بصوتها وكانت فرحة خادم الرسول عرمة وسعادتها لا تحدها حدود لحبهاللموسيقي الاثيوبية والتي أخترت تخصصها كشيخة زار الخيط الحبشي بعدسنوات علي ما أذكر تاريخا كان العام 1963 قبل رحيل حكم عبود تزوج ميسرة ود سليمالعجلاتي سوق الموردة بنتها خرزه وهي زيجة نكد ميسرة مدمدن بنقو وبتاع ملوص(قمار)ولا يعمل ولكن قروش الزواج جاءت أبان عمله في سرايا أبو العلاء التي كانت تحتالتشييد هو نقاش محترف اذا ما أسند إليهعمل قام بإنجازه ببراعة فائقة ولكنه كثيرا يبدأ العمل ولا يستمر فيه بعد أول صرفيهله من صاحب العمل او المقاول لذلك تجده يعمل في أذني الأعمال التي تعرض عليه منسكان الحي لمساعدته في الحياة ومجاملة للشيخة خادم الرسول ولأنه كذلك أب لثلاثةأطفال, ذات مساء قررت خادم طلاق ابنتها من ميسرة وطرده من الحي الى الابد بعد انذهبت زوجة ضابط شرطة يدعى ابو رفاس وأخبرته بأمر ميسرة وأفعاله وقبض علي ميسرةوكتب تعهد بأن يعود لمنزل والده في فريق ريد بالفعل أثر السلامة ورحل من الحي ولميحضر حتى لحمل ملابس وعدة الشغل تطورأداء خادم الرسول بعد زيارة الدكتور التجاني الماحي لها وتحدثت لكل النساء بأنالطب اعترف بالزار ويقال انها تحتفظ بصورة كبيرة للعالم الراحل التجاني الماحي في صدر صالونهاوأخيرتعالوا نعدد خيط الزار وكافة الممارسات خيوط الزار وهذا بلسان الجيل المعاصر وهي الشيخة خرزه التيورثت المهنة عن أمها خادم الرسول عليها الرحمة خيط الدراويش ينده او ينادىفيها مجموعة مهمة من شيوخ الطرق الصوفية في السودان والعالم العربي مثل الشيخ عبدالقادر الجيلانى، والمرغني وبناته ود ريا، وود حسونة ، البدوى و الدسوقى حيث تكونالموسيقى موسيقى الزفة المصرية في هذين الشيخين الخيرين. أما فى بقية الشيوخ تكونالإيقاعات تلك المستخدمة في ذكر الطرق الصوفية السودانية. الملابس جلابية بيضاءاو خضراءخيط الزرق(السود) تكونالمزيورات فيه من أصول رقيق او قبائل غرب افريقيا مثل الهوسا والفلاتة او من جنوبالسودان مثل الدنكا والشلك.نوع ا لملابس والأكل والرقص والغناء والأدوات التيتستخدم هى تلك التي تستخدم في معتقداتهم الشعبية في المناطق التي انحدروا منها .مثل خيط التمساح ونمر الكندو11..خيط الحبش توجد أسماءتاريخية لملوك اثيوبيين كان لممالكهم علاقة وطيدة مع الممالك السودانية القديمةمثل مملكة كوش واكسوم ومنهم سىسانا خليفة عيزانا ومنليك أب سلاطين الحبش الى يعتقدبانه ابن الملك سليمان من مليكة سبأ الذي حكم مملكة امتدت من النيل حتى الهند12وعمد فى اورشليم. اهم شخصية فى هذا الخيط هى لولا، اسم لولا في اللغة النوبية يعني البنت. حلي وملابس ورقصات وغناء وبخور وعطور هى اشياء العروس السودانية. توجد فىهذا الخيط أسماء عربية مثل: محمد الصريف، بشير ماما، سلطان جباير. تتميز اشياءومختصات هذا الخيط باللون الاحمر.خيط الباشوات معظم الشخصياتمن أصل سوداني ما عدا اثنين أمين بيه من اصل بسني اشتهر بالمعاملة الطيبةللسودانيين إبان حكم الاستعمار وقام بفك زرائب الرقيق وتحريرهم. وهناك خليل بيه منأصل تركي حكم اقليم كسلا في نفس العهد وكان محبوباً للناس. الملابس طربوش وعباية.إيقاع الموسيقى من غرب أفريقيا وتوجد اسماء من قبيلة الهوسا. هناك بنات أو حورياتالبحر وهو اعتقاد يرجع تاريخه لما قبل اليهودية والمسيحية في السودان (امونرعوازيس وازريس).خيط الخواجات الشخصيات فىهذا الخيط من النصارى والأقباط السودانيين. أهم شخصيتين هما ست مريم العذراءوالحكيم باشا الذى يلبس الروب الأبيض ويحمل السماعة، أطلق هذا الاسم على الطبيبالإنجليزي. إيقاع الموسيقى هو التمتم، ايقاع وسط السودان.هناك بعض المداخلات بين هذه الخيوط فى بعض الطقوس والشخصيات ونوعالطعام والموسيقى والرموز المادية تدلل على الحوار الثقافي بين هذه المجموعات منذفترات تاريخية قديمة و مستمرة حتى اليوم.طقوس الزارللزار طقوس عديدة يقوم بها شيخ أو شيخة الزار. الشيخ هو الشخصيةالأساسية في أداء الطقوس وله مساعدات مثل الجليسة وهى نائبة الشيخ وعليها الإبقاءعلى نيران البخور مشتعلة طوال الوقت ومراقبة وضبط المشتركين في حفل الزار وجلد كلمن يخالف النظام. والنجيبة مهمتها خدمة الحضور. هناك الجراية وهي المسؤولة عنتوزيع الدعوات والرسائل. وحبوبة الكانون مهمتها الطبخ. وبنات العدة عليهن عزفالألات الموسيقية والحفاظ عليها نظيفة. العروس اوالمزيورة لها أيضا مساعدة تسمىالوزيرة. وهذه الطقوس هي:ما فتح العلبة هو طقس تشخيصي،العلبة هي علبة البخور التي تمثل سلطة الشيخ توجد أربعة علب بيضاء، حمراء، سوداءومتعددة الألوان. لكل خيط بخور خاص به. فى أول مقابلة للشيخ مع المزيورة، يسألالشيخ المريضة عن الأعراض والمشاكل التي تعاني منها، و من ثم يطلق البخور فإن حدثتاستجابة مثل البكاء او التشنج أو رجفة تشخص المريضة مزيورة تتم متابعة الطقوسالتشخيصية مثل التفتيش الذى تعزف فيه نغمات قصيرة، تكون استجابة المريضة فى الغالبلنفس نوع البخور المميز لنوع الخيط. الطقس التشخيصي الأخير هو العلقة ياخذ الشيخقطعة من ملابس المريضة مع سبع حبات بن و حلوى ويضعها تحت رأسه ليلا بعدها يحلمبنوع الزار الذى يتناغم مع التشخيصين الأولين ومن ثم يخبر الشيخ المريضة بمتطلباتزارها من ذبيح و لونه وانواع الملابس والعطور والبخور والحلي. يحدد موعد الاحتفال،يكون اسبوع اذا استوفت المريضة الطلبات، اما إذا كان وضعها الاقتصادي لا يسمح يقاملها احتفال لمدة ثلاث أيام يسمى قدح البياض تقدم فيه أطعمة بيضاء مصنوعة من اللبنوالزرة الأبيض. أو يكون لمدة يوم واحد يسمى التصبيرة حتى تستطيع المريضة إقامةالأسبوع، ويسمى الميز اذا كان الزار مسيحيا او الكرسي اذا كان مسلما. يكون فتحالعلبة يوم الأحد والأربعاء. أما الاحتفال يبدأ يوم الأربعاء و يسبقه بيوم أي يومالثلاثاء يكون طقس الحناء.الحناء تضمخ أيديوأرجل المزيورة بالحناء كذلك أرجل الذبيح وآلة الطبل. ارتبطت الحناء فى الثقافةالسودانية بالفرح و تمارس في الختان والزواج. وزينة للمرأة المتزوجة التي لاتتركها إلا في حالات الحداد ما عدا التي حجت بيت الله او المزيورة، فلا تتركالحناء أبدا.الاحتفال هو الطقسالرئيسي، يبدأ يوم الأربعاء يستمرلمدة أسبوع إذا كان الأسياد مسلمين يسمى كرسيااذا كانوا مسيحييين يسمى ميز,الفرق بين الاثنين في الأخير لا توجد زيارة بحر.ببداية الاحتفال تعزل العروس (المزيورة) فى غرفة بجانب الآلات الموسيقية وتقومالوزيرة نيابة عنها بأداء واجباتها الخارجية. ببداية الاحتفال تسمى المزيورة عروسحيث تحاط بهيبة كبيرة ولا يسمح لأحد بمصافحتها، واللائي فى حالة حداد او شهدنجنازة لا يسمح لهن بالدخول وإن حدث ذلك هناك طقس حماية يجب ان يقام فورا(المشاهرة). وهو طقس سري يقام للمراة فى مناسبات عدة مثل النفاس، الختان والزواج.في منتصف النهار تذبح (الكرامة) الخروف وتلطخ أطراف ووجه وشفايف العروس بالدم،وقبل الأسلمة كانت المريضة تشرب قليلا من الدم، بعدها يصطف الحضور بقيادة الشيخ تليهالعروس وعلى انغام الموسىيقى تسير المسيرة سبع مرات حول المنضدة التى توضع بهاطلبات الأسياد. في الماضي حيث كان للزار قبول اجتماعي أكبر، كانت المسيرة تجوبالمدينة و تزور أضرحة و قباب الأولياء والصالحين، وتوزع الصدقات أو الزيارات. و منثم يبدأ الرقص والغناء الذى يشارك فيه معظم الحضور من المزيورات. ترقص العروس حتىتتعب وتسقط فى حالة اغماء trance state تبدأ العروس بعد ان يُحي الشيخ الاسياد بذكر الطلبات بلغة أسيادها التى غالبا ماتكون العربية مخلوطة بالانجليزية مثلا في خيط الخواجة أوالهوسا أو الأمهرية في خيطالزرق والأثيوبيين. يستمر الغناء والرقص طوال اليوم ويتوقف للصلاة أو الوجبات. فيآخر يوم هناك طقس حماية (الجرتق) وهو طقس عبور قديم وجد فى الآثار السودانية فىتعميد الملوك وما زال يُمارس في الزواج والختان والنفاس. ويحاط بهيبة كبيرة فمثلااذا لم يُعمل للعرسان فلن يُرزقوا بأبناء. عند الغروب تبدأ زيارة النيل حيث تُقامطقوس التعميد التي تُجرى فى المناسبات الاخرى. وجدت هذه الطقوس فى الآثارالسودانية التى ارتبطت بتوت عنخ امون أحد جدود السودانيين المقدسين.بجانب ما ذكر من طقوس تخص المزيورة هناك احتفالات يقوم بها الشيخ، مثلالمولد النبوي وذكرى الإسراء والمعراج وشرب القهوة فى كل ظهيرة أحد وأربعاء.الزار السوداني، قد يكون طقوسعلاج لها ارتبط بالمعتقدات الروحية التي استمرت راحا من الزمن ومازالت ومستمرة الان تحت ستار الاحتفالات النسوية وفي أوساطالشواذ من الرجال ونجد أن الزار يساعد كثيراً فى علاج الأمراض النفسية لكونه سيكودراما اجتماعية متكاملة,علي أن أغلق الحديث علي هذه الظاهرة بمجتمعنا بما حوت منغرائب.
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
زهير ابو الزهراء
فيس بوك
تويتر
انستقرام
يوتيوب
بنتيريست