جريمة الإبادة الجماعية في معركة كرري...

مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 05-13-2024, 01:41 AM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مدخل أرشيف للعام 2020-2023م
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى شكل سلسلة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
09-04-2022, 11:41 AM

سيف اليزل برعي البدوي
<aسيف اليزل برعي البدوي
تاريخ التسجيل: 04-30-2009
مجموع المشاركات: 18425

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
جريمة الإبادة الجماعية في معركة كرري...

    10:41 AM September, 04 2022

    سودانيز اون لاين
    سيف اليزل برعي البدوي-
    مكتبتى
    رابط مختصر



    من ذاکرة الفیسبوک
    بتاریخ 3 سبتمبر 2015
    ليتنا ننشط جميعا في مسعي تجريم بريطانيا علي خلفية جرائم الابادة الجماعية التي ارتكبها كتشنر وجيشه في حق مجاهدي المهدية ذلك انه من المعلوم ان كتشنر امر بابادة 20 الف جريح مما يتناقض مع كل الاتفاقيات التي تتعلق باسري الخرب ...
    والجرائم ضد الانسانية والابادة الجماعية وابادة الاسري لا يمكن ان تسقط بالتقادم سيما اذا كان الدافع مجرد الثأر لمقتل غردون الذي لم يأت للسودان الا غازيا ومستعمرا ...
    ويستحسن الاستشهاد في هذا السياق بالحملة المستمرة التي تشنها العديد من مؤسسات حقوق الانسان والدول في العالم الغربي ضد تركيا بتهمة ان تركيا ارتكبت جرائم للابادة الجماعية ضد الارمن مما يستلزم مطالبتها بالاعتذار وتعويض الضحايا والا تعذر عليها الانضمام لدول الاتحاد الاوروبي ...واذا كان ذلك كذلك فما بالنا نحن نسكت علي جرائم الابادة الجماعية التي ارتكبها المستعمر ضد مجاهدينا في كرري والشكابة الخليفة شريف وما سواها من المواقع التي استبسل اهلنا في الدفاع عن الاسلام والوطن والعرض رغم عدم تكافؤ الفرص والامكانات الي جانب استباحة ام درمان واغتصاب نسائها ...
    وينبغي عدم التعويل في هذا المسعي علي ما يسمي بالمفوضية القومية لحقوق الانسان او المجلس الاستشاري لحقوق الانسان او المجموعة الوطنية لحقوق الانسان لان هذه المؤسسات لا تعدو ان تكون مؤسسات ديكورية لم يستهدف نظام الانقاذ من اقامتها سوي تجميل صورته في مجال حقوق الانسان علاوة علي الادعاء بانه يحرص فعلا علي صيانة حقوق الانسان في الوقت الذي تتناقض فيه جل ممارسات النظام مع اسس الكرامة الانسانية ومبادئ حقوق الانسان ...
    فتح الرحمن القاضي...
    هل فر جمع الطاغية في كرري: "ولكنهم كانوا أشجع من مشى على الأرض" (تشرشل)
    عبد الله علي إبراهيم
    مرت أمس الأول 2 سبتمبر الذكرى المائة والرابعة والعشرين لمعركة كرري (1898). وتمر الذكرى لأول مرة وقطاع من شبابنا بدا وكأنه عرف لأول مرة أننا انهزمنا فيها. ولهم دليلهم ومفتيهم بالطبع. فاقتفاء لأثر الدكتور منصور خالد، الذي نقد نشيد "بل فر جمع الطاغية" على أنه فخر كاذب لأمة انهزمت وشبعت هزيمة، تكاثرت سهام طائفة من الشباب على النشيد وعلى كرري معاً. ولا أعرف تحليلاً أغرق في السقم مثل تحليل نشيد "كرري" الرائج على هذه الأيام. فلو خضع الشعر لمعيار "الحصول" لما كان الشعر ولصار تاريخاً أو جغرافيا و علم حشرات. وأذكر من مثل هذا النقد صورة في مجلة الصبيان على عهد صبانا لفنان ماكر. صور الرسام فتاة من مفردات الغزل الشعري الدارج عن مثلها: الرقبة قزازة عصير، العيون شبه الفناجين إلخ. فتمثلت الفتاة بعد إحلال هذه الأوصاف محل معالمها الموصوفة بعاتية لا تتقابل. وأجمل الشعر أكذبه.
    كانت أمي جمال، عليها الرحمة ولها القبول، تقول عن القريب الجافي الخذول "اللحمة الما بترغم" أي الذي هو من لحمك ودمك ولكن لا تجده في ساعة الضيق. ومن فسروا "كرري" بمصطلح تشريح ضفادع الجامعات لحمة لا ترغم.
    فسترى في النص أدناه، المأخوذ من كتاب المرحوم عصمت زلفو "كرري" عن ذيول المعركة كيف "رَغِم" لنا ونستون تشرشل، الذي صحب حملة الغزو الإنجليزي للسودان مراسلاً حربياً. لم يقل إننا انتصرنا ولكنه قال إننا لم "ننهزم" بل دمرنا "الإنجليز" تدميراً بسلاحهم الأشم الشرير قضوا به على 10 ألف من الأنصار وجرحوا نحو 16 ألف (يا رحمة الله عليهم وبوأهم ربهم جنانه الفساح). وفي الخواجة "الكافر" الرحمة. اخترت في هذه المناسبة صفحة من كتاب زلفو عن بشاعة مجزرة كرري. وسترد أسماء ومواضع لم اشرحها لكيلا أفسد تتابع القصة ف"دوسوها".
    فإلى نص زلفو، صفحات 383-84
    وبعدها ابيحت المدينة لمدة 3 أيام. وقد أصدر السردار (كتشنر) أمره بإباحة نهب الغلال ومنازل الخليفة بواسطة الجنود. وسرعان ما اختلط الحابل والنابل وامتد إلى كل منازل الأهالي. وراح ضحيتها عدد كبير من المواطنين قتلوا على أبواب منازلهم وهم يزودون عن أعراضهم وأموالهم. كما أصدر السردار أوامره بهدم قبة المهدي (صدر امر بذلك لضابط من أقارب غردون. ياللحضارة وانتصارها).
    كيف بدت أرض المعركة (في كرري) تلك المقبرة الكبيرة بعد 3 أيام؟ كانت صفوف الجثث المتراصة تدل بالضبط على سير وتطور المعركة. جبل سركاب الشرقي وقد غطته جثث (الأنصار) الكارا عبر طريق إبراهيم الخليل (قائد مهدوي) الدموي. أكوام من الجثث بفاصل ثلاث ياردات بين كل جثة وجثة وأخرى تحت سطح الجيل عندما بدأت المدفعية فتكها. تزايدت كثافتها (الجثث) كلما تقدمت شمالاً نحو الزريبة حتى المكان الذي فتحت فيه البنادق والرشاشات نيرانها حيث تكدست الصفوف، واحياناً ثلاث جثث فوق بعضها. فقد أُحصيت400 جثة في قطعة من الأرض لا تزيد عن مساحتها عن مائة ياردة مربعة.
    خطان طويلان من الجثث المكدسة يبدآن من كرري وسركاب ويلتقيان في البقعة التي كان يقف عليها اللواء ماكدونالد. وازدادت كثافتها في البقعة التي ظلت الراية السوداء (راية الأمير يعقوب أخ الخليفة عبد الله) ترفرف عليها. وشمالها تكدست الجثث التي اختلط فيها اللون القرمزي بلون الملابس البيضاء بلون الجياد الصهب. هجمة فرسان دغيم، وفي سهول كرري كشف ضوء النجوم كل مساء عن جثث أبطال وقادة عسكريين عظام كللت أسماؤهم هذه الصفحات (صفحات كتاب كرري لزلفو): يعقوب، ود بشارة الشجاع، الخليل، عثمان أزرق، أبو سوار.
    قال عنهم ونستون تشرشل في "حرب النهر":
    "وحيث سقط العدو لم تكن هناك مراسم الدفن والموسيقى ولا الاحتفالات التي تمجد عظمة الرجولة الصامدة. ولكنهم كانوا أشجع من مشى على الأرض. دُمْرِوا ولم يقهروا بقوة الآلة".
    والجرحى؟ ظلت شمس الصيف تسلط سياطها عليهم يوماً بعد يوم. والعشرات (منهم) تزحف بضع يارادات يومياً للنيل لتبتلع قطرة ماء. والكثيرون لم يتمكنوا من الوصول أبداً فماتوا وأنظارهم ترنوا لماء النيل.
    ولكن جزء آخر من الجرحى رقدوا في نفس أماكنهم تحت الشجرات الصغيرة. ووجِدوا أحياء حتى بعد أسبوع من المعركة. كيف استطاعوا ذلك؟ نساء أم درمان. لقد ظلت النساء في شغل شاغل طوال تلك الأيام وهن يتسللن، وقد تلفحن بالظلام كل ليلة، لدفن الموتى، وعلاج الجرحى، يحملن الماء والطعام. وكتمت الجبال الساكنة سرهن كل ليلة وهي تستمع لعويل الثكالى وهن يدفن موتاهن، والهمس المتقطع عبر الدموع المتساقطة الممتزجة بماء الشرب.
    النص في إنجليزيته من كتاب تشرشل:
    But there was nothing deluce et decorum (dying honorably for one’s country in reference to the title of a poem by an English poet) about Dervish dead, nothing of the dignity of unconquerable manhood. Yet these were brave men as ever walked the earth, destroyed not conquered by machinery. Churchill, The River War .
    .كرري: أوقدت ناراً وأريد أن أتدفأ بها
    عبد الله علي إبراهيم
    (من أرشيف الذكرى المئوية لمعركة كرري في 1998)
    لم يتسن بعد لفكرنا التاريخي والثقافي أن يتأمل بتجرد وتأهيل دولة الاستعمار كمحض شوكة ارتدفت فظاظة الموالاة والتباعة إلى عتو الفتح والفتك. وقد انصرفنا عن هذا الشغل بأمرين. بتهافت الفئة الحاكمة فينا منذ الاستقلال تحتل بلا حرج مقاعد هذه الدولة التي تقوم على مبدأ أن الحاكم أجنبي عن المحكومين، وأنه رسول الحضارة، وأن الاهالي، الرعية، موضوع في مختبر الرقي والتمدين. أما صفوتنا الثقافية فقد تراوحت بين التقليل من شوكة الاستعمار سكرى بالشعار الوطني وانجاز الاستقلال، وبين تدوين المأثرة الوطنية العظمى في استعادة السيادة من براثن الاستعمار. وفات عليها أن تعلم عن الاستعمار حق علمه.
    إننا لنجني ثماراً مريرة حقاً لأننا فرطنا في درس شوكة الاستعمار.
    فحيال تردي الدولة/ الأمة السودانية، وجدنا أن جماعات من الصفوة قد تنصلت عن الوطنية وهرولت إلى التغني بمأثرة أو أخرى مزعومة للاستعمار، تبكي ضياعها، وتندب حظنا العاثر على تسربها من بين أيدينا. وانتهي هذا النفر الى ما جعل الدولة الاستعمارية قريبة من العصر الذهبي الذي تشد الرحال الذهنية المرهقة إلى رحابه الوارفة.
    خرجت علينا الصفوة المدينية بتجديد ذكرى "زفة" مفتش المركز الإنجليزي الأسبوعية خلال طوفان 1988م الذي كشف عوار السلطات المحلية. فقد تذكر هذا النفر أياماً للسلف الإنجليزي يضبط الإدارة ضبطاً في زفة الاسبوع. وقد جادلت أستاذاً شهماً ذا يقظة ونبل تجاه متاعب إقليمه. وهو دارفور تأذي من انفراط حبل الأمن في وطنه الصغير الذي كان الانجليز، في قوله، يضربون به المثل في استتباب الأمن. وأزعجني قول نفر من الأكاديميين الجنوبيين أن "سياسة المناطق المقفولة"، التي دبرها الانجليز لإنشاء سد ثقافي وبشري ومكاني بين الجنوب والشمال، هي من آيات بِرِ الانجليزي بالجنوب، وتطوعهم بالشفقة عليه حماية له من غائلات الشمال العربي المسلم الكواسر.
    وهذه خاطرات منبئة عن تخلف الثقافة السودانية، الراتعة في هامشيتها الاثيرة وداحس خصوماتها، عن الانشغال بالمعاني المتجددة في نظرية الاستعمار وشوكته التي تخصب ساحة الفكر الأكاديمي وحقل الثقافة العامة لعقدين من الزمان وأكثر. فلم تكن "زفة المفتش" ضرباً محايداً من الإدارة. وليقرأ القارئ ما كتبه المرحوم بابكر بدري (وهو مُصَانع للانجليز لا مقاوم) عن الصلف الذي انطوت عليه الزفة من مثل شرط أن يقف المواطن من الاهالي بالغاً ما بلغ من العمر احتراماً للمفتش متى مرت به الزفة. وقد كتب المرحوم حسن نجيلة في الجزء الثاني من كتابه العجيب، "ملامح من المجتمع السوداني" فصلاً عن ثورة جزيرة توتي على مستر ربن، مفتش بحري والضواحي، لإهانته السمجة لرجل من الجزيرة.
    ومن الجهة الاخرى لم يكن استواء عقد الأمن في دارفور ذا أصل في «عدلت فنمت» بل في فانطازيا الحكم والقوة لرجال أوابد مثل مفتش كتم، المستر مور، الذي أهان الرجال حتى سماه حسن نجيلة "طاغية كتم" ونازله المرحوم أحمد يوسف هاشم في الصحف.
    واخيراً فإن «بِر» الانجليزي بالجنوب وجبال النوبة والأنقسنا، المناطق المقفولة، هو محض غطرسة أعقبت ميسم العنف البشع الذي نقشوه على جسد وعقل أهل تلك المناطق. فقد أخضع الانجليز شعب النوير المقاومين بالطائرات المغيرة المحرقة ثم بالدراسات الأنثروبولوجية الذكية مثل كتب إيفانز بربتشارد التي لم تبل جدتها بعد في مدرجات علم الاجتماع. وهي نفس الغطرسة التي أنزلت النوبة قهراً إلى السفوح من مسارح تاريخهم وأمنهم في التلال. واستعان الانجليز لذلك بدكتور نادل، الأنثروبولوجي، ليعينهم على إدارة النوبة.
    لبِر الانجليز المزعوم هذا مصطلح سلبي للغاية في الدراسات الثقافية المعاصرة. فالدارسون يصفون إجراءات الاستعمار لصون ثقافة المستعمرين مثلنا بـ"النوستالجيا (أو الحنين) الاستعماري" نظراً إلى المفارقة المبكية في مثل هذا الاجراء: وهي أن الاستعمار يُغير بالفعل ما يزعم قولاً إنه حفيظ عليه، وحريص على استدامته. وقد شرح الدكتور ريناتو روسالدو، استاذ علم الأنثروبولوجيا بجامعة ستانفورد، هذا المفهوم (Colonial Nostalgia) في كتابه القيم "الثقافة والحقيقة" الصادر في 1989م.
    إن أكثر سوء ظننا الدامي ببعضنا البعض، الذي تسيل له الدماء وتزهق به الأرواح، وتُحشد له القرابين البشرية بفرح ممض، راجع إلى أن صفوتنا الثقافية تأخذ أمانتها باستهانة مؤسسية، فلا منابر لها للخلوة، والتأمل، والنقاش، وإذاعة الجديد من النظرات، وإطراح البالي الاخرق. وكلما أنبت الزمان منبراً هُرعت إليه بلغوها السياسي الرديد وعصبياتها قبل التاريخية. فقد انزعجت مراراً مثلاً لكيف تحمل هذه الصفوة تُرهاتها المرموقة الى أروقة جمعية الدراسات السودانية الامريكية التي لا يتشرف أكثرهم بعضويتها. وهذا فعل في درك سحيق من الأمية.
    لعلنا نجعل مرور مئوية كرري قنطرة الى تجديد عروق ثقافتنا من كلوسترول الكسل، والتنطع، والانقطاع عن القراءة، والتفرغ لغيرها من اللهو السخيف. وأنا متفائل. فتحت الرغام وميض للثقافة الحرية. ولهذا الوميض دفء ولفـح. ألم يقل المهدي عليه السلام: إنني أوقدت ناراً وأريد أن أتدفأ بها..
    في الذكرى ١٢٢ لمعركة كرري ( ٢ سبتمبر ١٨٩٨): هناك طأطأت إنجلترا رأسها
    عبد الله علي إبراهيم
    لم يعنا كتاب محمد المصطفي حامد "أصداء الثورة المهدية" على زيادة حصيلتنا من الشعر الإنحليزي الامبراطوري والمهدية فحسب، بل جعلها مصدراً لجغرافيا الكبرياء الذي مرغت المهدية أنفه في التراب. فلم نزد في معرفتنا من أدب الإنجليز عن المهدية في الماضي عن قصيدة "الفزي وزي" لرديارد كبلنق، التي عمم ذكرها صلاح احمد إبراهيم في ديوانه "غابة الأبنوس" وأخرى لاحقة له هي "مدرسة كتشنر". فزدناهما بفضل هذا الكتاب عدداً.
    تورط بريطانيا في حروب السودان هو ما سماه فيرقوس نيكول، المؤرخ البريطاني للمهدية وبريطانيا، بفترة التقاء أدب بريطانيا بسياستها. فزعزعت الحرب يقين بريطانيا وطمأنينتها الإمبراطورية. فجاء شعرها وأدبها، كما قال آرثر كونان دويل، مخترع المباحثي شارلوك، لا نافذة على المجد بل على البواطن المكلومة. وكان دويل أكثر من عبر عن زعزعة البريطانيين وفقدانهم الأمان في مجموعته القصصية "مأساة كروسكو". وبلغت به الزعزعة حد أن انضم شخصياً للجيش البريطاني ليحارب في السودان.
    خامرت البريطانيون بعد هزائمهم على يد المهدية زعزعة في النفس وحس بعدم الأمان. فتزعزعت الملكة نفسها. فما تلقت نبأ فتح المهدي الخرطوم حتى لاذت ببيت سكرتير العرش. وفزعت زوجته لمنظر الملكة التي قالت إنه فات أوان إنقاذ غردون. فصلصل صدى كلمتها في أغنية ازدهرت في حانات إنجلترا في ذلك الوقت:
    تأخرتم جداً على إنقاذه:
    هناك طأطأت إنجلترا رأسها
    قُتل بطلنا العظيم
    وأعلنت الملكة الحداد العام. وغضبت على جرجرة رئيس وزرائها قلادستون، الذي اعتقد بقوة أن المهدي وطني محق في ثورته، لقدميه دون إنقاذ غردون. وفقد قلادستون رئاسة الوزراء من جراء الهزيمة.
    عرفنا من شعراء ذلك اللقاء بين الشعر والامبراطورية والمهدية، علاوة على كبلنق، نفراً مميزاً. فزلزلتهم معركة أبو طليح في صحراء بيوضة حتى وثق لها شاعران هما وليام ماكونغال وسير هنري نيوبولت. فماكونغال في قصيدة "معركة أبو طليح" رأى في حشد الأنصار "جمال آسر". وكتب سير نيوبولت ال "Vtai Lampada" يرثي صرعي المعركة وفي مقدمتهم الكلونيل فردريك برينبي. وصور رمال صحراء بيوضة حمراء "بلون حطام المربع الإنجليزي". والقصيدة دعوة للثأر لضحاياهم وكسر مربعهم. وروجت القصيدة لعسكرة المجتمع لتؤدي الدولة واجباتها. وجاءت بالثنائيات الاستشراقية: من إسلام ومسيحية، وتخلف وتحضر لتروج لفكرة الانتقام من المهدية الخالفة في سلم التطور. وبرزت المسيحية بوضوح في شاغل الإمبراطورية بالسودان. فلم يتورع حاكم الهند عن القول إن انتصار المهدية سَيُضيع الهند من يدهم. فالمسلمون سيرون في المهدية نصراً للهلال على الصليب. وهكذا تسيّدت الصليبية في مناخ تجييش الحملة على السودان.
    وكشف محمد المصطفى عن شاعر آخر هو وليام واتسون في ديوانه "الربيع الكئيب". وفيه عبر عن خيبة حملة ولسلي التي أرادت استنقاذ غردون وتحسر على تداعي أمجاد بريطانيا. ومنه قصيدة "السودانيون" التي قرظ فيها بسالة السودانيين:
    لم يقاتلونا لأجر
    ولا مال يترجونه من أحد
    قاتلوا باسم ربهم
    كما توافر لنا بفضل كتاب محمد أن نعرف عن الشاعر جورج أبيل وديوانه "غردون وقصائد أخرى". وفيه ينعى مغادرة فلول جراهام المهزوم شرق السودان (آخر إبريل 1885):
    اصطادنا أعراب السودان
    وقعوا جميعاً في قبضة رجال عثمان دقنه السمر
    روّع كبرياء السودانيين في كرري بريطانيا ونفذ إلى سويداء الشعر الإنجليزي. فكتب هنري سوتريس عن مهابة الأنصار وشدة بأسهم. وحتى أمير شعراء إنجلترا لمعظم العصر الفكتوري، الفرد تنينسون، رأى جسارتهم يجرؤون عند فك الموت.
    أما في النثر فسيفاجئ القارئ بأن كاتبين قرأنا لهما نتاجاً مميزاً في مدارسنا وغيرهما انشغلا بالمهدية إبداعياً. فآرثر كونان دويل، الذي تقدم التعريف بكشوفه الإبداعية، نشر ضمن مجموعة قصصية له واحدة بعنوان "الراية الخضراء" عن حملة هكس. أما روبرت لويس ستفنسون، صاحب "جزيرة الكنز"، فإنه تابع انتصارات المهدي على مرضه. ووصف الهزائم كأيام سوداء مليئة بالخزي لكرامة بريطانيا.
    ومن جانب آخر تناول شعر ضحايا الإمبراطورية في غير السودان المهدية كضوء في نهاية النفق. وعلى معرفتنا بالشاعر الباكستاني القيم إقبال لم تذع بيننا قصيدته Javid Nama عن كتشنر. فانتهز سانحة غرق كتشنر في البحر خلال الحرب العالمية الأولى ليعقد المقارنة بينه وبين الفرعون الذي أغرقه الله في البحر. وفي القصيدة يَعْبُر الشاعر وشبحه البرزخ ليريا روح الإمام المهدي الثائر. وتحاور روحه روح كتشنر بلهجة مترفعة منتصرة في مقارنة بين حال سيدنا موسى وحال المهدي في مقابلة فرعون وانجلترا. فيقول المهدي لكتشنر:
    لو كان لك عينان تبصر بهما
    فلتنتظر عاقبة الانتقام من أشلاء الدراويش.
    الجنة لا تمنح قبراً لأشلاء رجل مثلك.
    لقد عرف عنا الشعر الإنجليزي ما لا يعرفه نفر منا أفرطوا في استرذال أنفسهم حتى "هان في أنفسهم كل معنى رفيع" في قول التجاني يوسف بشير....






                  

09-05-2022, 02:09 AM

سيف اليزل برعي البدوي
<aسيف اليزل برعي البدوي
تاريخ التسجيل: 04-30-2009
مجموع المشاركات: 18425

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: جريمة الإبادة الجماعية في معركة كرري... (Re: سيف اليزل برعي البدوي)

                  

09-05-2022, 07:02 AM

Abureesh
<aAbureesh
تاريخ التسجيل: 09-22-2003
مجموع المشاركات: 30182

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: جريمة الإبادة الجماعية في معركة كرري... (Re: سيف اليزل برعي البدوي)

    فهمت من كلام الكاتب ان البعض بدأ (الآن) الحديث عن تشويه معركة كررى العظيمة.. ولكن الناس كان عندها رأى واضح ومؤسس منذ زمن بعيد جداً.. وليس أوله ما كتبناه عام 2004
    فى هــذا البوست

    Quote:
    سلام يا عصام ومرحب بالعودة المباركة..
    جالت هـذه الأبيات بخاطرى وأنا استمع للمرحوم غازى سليمان حين قال:
    البلد دى كلها كضب فى كضب فى كضب..
    هسى الشاعر دا لو قال استشهـد الأبطال فى كررى، بدل فر جمع الطاغيـة كان حيموت؟ على قول عادل إمام.. الفر منو؟ موش الخليفـة وجماعته
    الضربوا الخلا لحد استشهدوا فى ام دبيكرات؟ فعلا البلد كضب فى كضب فى كضب.. والتأريخ كله مزور..
    قال شتتوا كتل الغزاة الباغيـة.. التاريخ يكتب بالتمنيات بأثر رجعى..


    وفى عام 2015 فى هــذا البوســت

    هزائم المهدية فى كررى وفى توشكى المسؤول عنها الخليفة عبد الله، وقبله الإمام المهدى لأنه عين رجلا غير كفؤ نائبا له.. الأمير عيمان دقنة كان أكفأ من التعايشى ولو استمع
    الخليفة لنصيحة دقنة ليلة المجزرة وهاجم الإنجليز ليلا لتغير تأريخ السودان.. ولكن الخليفة آثر الإنتظار حتى الصباح وطلوع الشمس.. فما كان من عثمان دقنة بعد أن يئس من
    الخليفة إلا وشد جمله وتحرك الى الشرق.. ومن هناك نفذ خططه وأذاق الإنجليز الويلات..
    الأنصار كانوا شجعان وحديث المراسل الصحفى العسكرى تشرشل عنهم وعن شجاعتهم حقيقة.. ولكنهم كانوا شجعان بلا قائد كفء.. ونفذوا ما أمروا به ولم يتراجعوا وهم غير مسؤولين عن الهزيمة.
    نفس شجاعة الأنصار فى كررى كانت عند محاربى الأنصار البجـا فى الشرق، ولكنهم هناك كانوا شحعان خلف قائد كفاءة ومهارة.. وهناك فرق بين ما كتبه تشرشل وما كتبه شاعر الإمبرطورية كيبلين
    تشرشل قال لم نهمزهم ولكن أبدناهم.. حين كيبلين قال عذبونا وكسروا المربع الإنجليزى قبل أن نهزمهم.
    الحمد لله الخليفة لم يجد الفرصة لغزو إثيوبيا..

    تأريخ السودان يحتاج لتصحيح وتنقية من القصص التى بنيت على التمنيات بأثر رجعى وليس على حقائق ووقاع تأريخية

    (عدل بواسطة Abureesh on 09-05-2022, 07:13 AM)

                  


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de