πطرابزون، و ما أدراك ما هذا الطرب الباذخ£

∆ولو جاز لي التجني على لغة التركمان،
و التي لا أفقه منها طظ من سبحان الله، لعبرت
عن هذه الطرب «Zone» هكذا ب «دنيا» الطرب
المباح و الأفراح بلياليها الملاح، على نطاق محيطها،
بل و كوكبنا الأرضي و من حوله مدار المجرة
لشمسية بأسرها على درب التبانة.

∆ هي المدينة، بل المقاطعة التي
عشقت من أول وهلة لتسكن شغاف قلبي
فتتملك حواسي الست حتى تعربد بفوضى
جوارحي السبع لنخاع عصبي السابع!

∆بالجد تحس بعمرك يا دوب ح يبتدئ
من هنا!ما عارف ليه، مع إنو الواحد نشأ و ترعرع
كطفل رضيع تتقاذفه «أثداء» الأمهات و منذ شببنا
ختعن طوقنا ظللنا گطائر سمندلي الأهاب مرحب
ليرسلنا مطار إلى أحضان مطار ، عبر قاعات
الانتظار، كشأن طرود الحوانيت و مواد
الإغاثة المعفاة من رسوم الجمرك!

∆ ممكن جدن تكون ماسك ليك طريق متعرجة
معبدة ملساء زي السكويت و فجاتن كدي تنزلق تتدلى
و تغتس بيك في منحدر قاع صفصف سحيقا في عمق بحر
لجي أسود، و تحت سطح الأرض بتلات أربع طوابق، أو تشب
تتسلق بيك إلى كتفي عقبة گؤود يمتطيها قصر منيف كان منتجعا
صيفيا لمصطفى كمال أتاتورك ، أو قلعة ريفية تفترش الخضار و النضار
في قلب خميلة غناء تلتحف زرقة سماء ملبدة بالغيوم و تسقى من عين
شلالات مطية مشرئبة كزرقاء اليمامة بالفال الحسن ؛ إذ يطالعك من
على شرفة هناك محيا فتاة حسناء شقراء فرعاء مصقول عوارضها
تمشي االهوينى كما يمشي الوجي الوحل.. صفر الوشاح ملء
الدرع إذا تقوم إليك يكاد منها الخصر ينخذل.

∆ نحن الٱن في أوزونجول، فطعة من شعاب بوان،
تلك التي وجد أبو الطيب نفسه فيها فتى عربيا غريب
الوجه و اليد و اللسان. هنا حيث الجبال و التلال شامخات
تناطح هامات السحاب، و تقطع أحشاءها الأنفاق الطويلة،
و بانوراما من نبات شتى تسدل فوقها حللا من الخضرة
و الماء و الفأل الحسن ، و هناك شلالات كالسباليق ، إذ
تتدلى من على كتوفها گدموع الفرح الباذخ لتسكبه
خريرا سلسبيلا فوق ذراع السهل والوادي الخصيب؛
گنديم ٍ همتُ في غُـرَّتـِه
وشربتُ الرّاح من راحتِه
كلـّما استيقظ َ من غَفـْوتـِه
جذبَ الزّق إليه واتـّـكا
وسقاني أربعا ً في أربع ِ!
∆ هنا حيث لا حاجة بك لأن
تؤتى كتابا بيمينك لتقرأ التاريخ ،
و لا لأحد ليقصه عليك ؛ كلا، بل أنت
هنا من يفتح لك التاريخ ذراعيه لكي
تتنسم عطر أنفاسه دافئة و لتعيشه
بذاتك طازجا بدمه و لحمه و شحمه
حقبة بحقبة..و لحظة بلحظة!!
ود ال ح ي شان ال ت لا ت ة
مؤذن حر طليق أخيرن!!

∆ تسوحنا ملياً مثل ألس في بلاد العجب العجاب
منتجعات ساحرة من ضواحي الدنيا في مقاطعة طرابزون
الگبرى في مدينة Rize حيث محراب الفن و الجمال ؛ و في
بلدة أيدر ركبنا صهوة الشلال و شربنا لبن الطير عيران طازجا
من ضرع الغزال؛ و لقد جبنا السخر بالوديان و السهول بناحية
أوزنغول بعرض و طول ؛ كما و قد زرنا متحفا جبليا مدهشا و
ضاربا بجذور أطنابه في غياهب الزمان بين صلب التاريخ و
تراقي العراقة في هضبة سوميلا و هو يعود بمخيلتنا إلى
مجد حدائق بابل المعلقة؛ ثم كان ختامها مسكا في ضيعة
حيدر نبي حيث صعدنا نلثم من فوق منكبيها ثغر
الغيوم الماطرة بارتفاع الخمسمائة مترا من
زعفران تربتها و سطح بحرها الأسود!

∆ و ذلك قبل أن نشد رحالنا نيمم وجوهنا
شطر إستان\بول، هذه المدينة الصاخبة ليل
نهار فلا يجد النعاس طريقا إلى جفنيها و لا
يدع أهلها برهة لتضيع منهم «سمبهارا»
في التثاؤب على أفرشة الخمول!

∆برنامجنا اليوم الموافق الثلاثاء19\07\2022
من الـ9:00 صباحاً حتى الـ10:00 مساءًشملت الٱتي
– عبور بحر مرمرة بالعبارة البحرية
– زيارة محطة نشاط السفاري ATV
– زيارة معرض الحلقوم العثماني
– ركوب التلفريك الكبير ( كان أختياري و ركبانه)
– تناولنا وجبة الغداء على قمة الجبل
– تجربة الكراسي المعلقة ( برضو جازفناها)
– زيارة بيت المربيات الطبيعية
– زيارة الشجرة التاريخة المعمرة العتيقة
~البسفور (4.07گ.م ) يعد مضيقًا طبيعيًا وممرًا
مائيًا مهمًا دوليًا يقع في شمال غرب تركيا. و يشكل
جزءًا من الحدود القارية بين آسيا وأوروبا ، ويقسم
تركيا بفصل الأناضول عن تراقيا.

صفحةٌ جرداءَ على ورقة توتٍ خريفية
ناشفةٍ من أرشيف يوميات عابرٍ عبرَ المعابر
________________
: لعلها إيطالية
∆هكذا همهمت قائلا لنفسي وقد طارت شعاعا،
و قلبي يسبق عيني متأملا تلك الحسناء الشقراء الجاية
أمامي زي قدلة جنا الوزين يتاتي في صالة الترانزيت
بمطار روما بخطاها الضائعة« Ses Pas Perfus» في
حركة بلا هدف تقطع الصالة أفقيا و رأسيا غدوا و إيابا
و للعبد الفقير لله مع كل خطوة نبضة .
تتبدل الوجوه بصالة الترانسيت ما بين قادم و مغادر
و ثابت أنا وهي مثل فرضية«س و ص»في معادلة جبرية
عصية على الحل . ولعلها لاحظت مراقبتي أو قصدت استهلاك
بعض وقت الانتظار المقيت فاقتربت مني متسائلة :
كم تبقى لطائرتك .. و اللغة إنجليزية و لكن مگسرة
بلكنة لو سمعنا شيخ/ زبير اللي هي شكسبير لاعترف
لها بأنه كان فاقدا تربويا جاهلا بأبجديات لسان أمه.
:أنتي لست بريطانية ؛ أعتقداكن خواجية ناصحة؟!
قالت ضاحكة : ليست هذه إجابة سؤالي
و شاركتها الضحك مقهقهاً مثل هبنَّقةٍ
: وأنت تندو بسحنتك من الشرق الاوسط؟!!
: بل أنا أفريقي من دولة اسمها أم سودان و أنتي؟!
قالت : أنا من موت ريال في كندا
تذكرت زميلي گورينا و قد كان شريكي في حلم
موؤود بالهجرة إلى كندا و ما أكثر أحلامنا المحنطة..
تخيلت للحظة أني قد رأيت صورتها في ذلك الكتيب
الذي استعرناه من أحد الاصدقاء و كان عنوانه الدراسة
في كندا كان كتابا مترفا بصور الطالبات الشقراوات و
الجميلات الفاتنات و بعض السمراوات و البرونزيات
و عناوين الجامعات في مدن اتوا و مونت ريال!!
~ كيف الحال ( مع ضحكة وشوية هنجكة)
قالتها ثم أضافت بعد أن التفت اليها
: مرحبا بك على أرض الواقع .. أنا سيلين
: أنا « مصطفى سعيد ».. أغني أنني سعيد بلقائك
واللقيا أطعم في الحقيقة بلا ميعاد_ وهي أكيد عاوزة
ليها شوية مرح لكسر رتابة الخُطى الضائعة سُدى
(Les Pas Perdus) عبر قاعات الانتظار المُمِل حقَّّاً
لا بأس إذن _ أخرجت سيلين من حقيبتها يدها
مشغل كاسيت متناهي الصغر أكبر من حجم
الشريط قليلا و سماعة أذن كانت كافية
لاستدعاء الدهشة في وقت لقائنا .
قالت : هل تحب الموسيقى الغربية؟!
موسيقى و غربية! لا أعلم أقلت هذا سراً أم جهراً!
∆ كاسيت موسيقى بحتة لفاستو بابيتي ،دي قعدة
مدنكلة ، و معاي كاسيت لمحمد جبارة من أيام
برنامج مطرب الجماهير«شوفي الزمن يا يمة ساقني
بعييييد خلاس» و بقجة متاعي و حفنة دولارات
تلك هي زوادة دربي حملتها و لا أخشى لومة
لامن سوى الله و المرفعين على غنمي القاصية!!
~رگام أون بليز، قالت سيلين وهي تنتزعني من
شريط ذكريات العباسية و محطة بت مسيمس!!
قلت لها : دمي مكون من موسيقى و بعض خلايا و
كريات من ذوات الدم الحار.. و كأنها لم تجد رداً سوى
نظرة ما أدركت مغزاها نظرة محفزة استجمعت على
أثرها كل ما أملك من شجاعة و ما لا أملك أيضاً!
جاء ردي بيانا بالعمل كما يقولون يدي ترتجف
قليلاً إلا أني مددتها بنبض متسارع إلى حقيب
ظهري تناولت الكاسيت حق محمد جبارة !!
: سيلين اسمعي معي شوية من غنانا
بدأ الشريط من حيث انقطع سماعي
آخر مرة مرة شافت في رؤاها
طيرة تأكل في جناها
حيطة تتمطى و تفلع
في قفا الزول البناها
∆لا أظن أن سيلين قد فهمت الدقعة
من معنى الكلام، و لكني رأيتها تبكي!
استجمعت كل ما أوتيت من قوة ومن
رباطة جأشي ثم دنوت منها رويدا فكانت
أنفاسها دافئة غضة مثل عصفور ينتظر الزاد
على العش لتلقمه أمه هنيئا مريئا بمنقارها!
و مرةً أخرى يقاطعني ذلك الصياح الغبي:
«نداءٌ أخيرٌ ،لركاب رحلة الخطوط التركية
رقم 712، و المتجهة إلى طرابزون»
∆واجعني في البحر السكات
و مسكتتي فوق وجعي البحر
∆ود ال ح ي ش ا ن الت ل ا ت ة
مؤمن محجور منزليا بجزيرة مالطة

رغم جهلي المدقع كما ذكرت ىنفاً ، بلغة التُرَكمان،
ولكن بحم شغفي لدرجة الهوس القسري بتعلم و لوغيضٍ من
فيوض لغات شعوب كوكب الأرض قاطبةً ، فقد وقعت خائنة
عيني على بعض العبارات التي بدا لي إنا أنها تركية مُعربة أو
بالأحرى عريبةٌ بالأصل وقد أجريت لها علمية تحويرٍ وراثيٍّ
تمت على إثرها أعادة تدويرها إلى مولود هجينٍ بي ثقافتين
مثلما يكون الوقوف عمداً بين شاخصين .
* و من الأمثلة النادرة على ذلك ، مفردة (مسيد) وهي
محرفةٌ عن المسجد الجامع، و لمَّا تمت استعادتها إلى لهيجنا
ا لدارجي السكري قمنا بإسقاطها على حرمك أبوي الشيخ
وهو ليس بعيداً عن نفس بيئة التسح بالطقوس التعبدية.
*كذلك قرأت كلمة (Zabita) على لافاتات مراكز الشرطة، و نحن
نطلق عليها (الظبطية) وأيضاً نسميها (الأساس) والتي ربما نجح
بنو تُّرك في اشتقاقها من مهنة (العسس)،؛ هذا، وناهيك طبعن عن
ناس أجزخانة و أدب خانة ( أي: بيت الأدب), كأنما ما يقوولن
لنا :هذه البضاعتكم و ردت إليكم. ودُمتم دُمتم سالمين،،،