هذا البوست ح يكون بوست نوعي .. ومن نوع متفرد لم أكتب مثله من قبل .. هذا البوست يستهدي بورقة علمية كتبها بروفسيران في الأنثربولجي .. بروفسير ليفي من أصل يهودي وبروفسير هول من افريقيا الوسطي ..
Migrations, Ethnogenesis, and Settlement Dynamics: Israelites in Iron Age Canaan and Shuwa-Arabs in the Chad Basin Author Thomas E.Levy and Augustin F.C.Holl
بروفسير أوغستين هول .. من الكفاءات الأفريقية النادرة في علوم الأثار الأنثربولجي .. أهتم الفرنسيون والصينيون والأسرائيليون بأبحاث بروفسير هول أهتمام كبير يصل مرحلة الأحتفاء بإبحاثة .. وهو بروفسير مشارك وزائر لكثير من جامعات هذه الدول .. (ونحن في السودان لم نشر له ببنت شفة) .. في دارستهم المذكورة .. يرسم البروفسيران صورة لكيفية نشوء الأثنيات وتكييف الهجرات البشرية مع البيئة الجديدة .. وكيفية إندماجها في محيطها .. ولكن الأهم من كل ذلك لموضوع "سلام علي دارفور" .. هو كيفية تقبل المجتعمات المستقبلة للأثنية المهاجرة أو الوليدة .. والتأثيرات المتبادلة.
يتبع ..
بريمة
06-04-2022, 02:25 PM
Biraima M Adam Biraima M Adam
تاريخ التسجيل: 07-05-2005
مجموع المشاركات: 27610
هذه الدراسة خلاصتها مذهلة علي الوضع في دارفور .. وهى لن تعجب الكثيرون .. ولكن العلم هو العلم .. دائماً يضع الحقائق أمام الجميع ولا يلوي علي شيئ .. وشخصي الضعيف .. كمحلل ومستنتج .. سوف أقول رأيي المتواضع ..
لكن الخلاصة لمن يريدون الخلاصة السريعة .. دار فور أمامها وحل لا فكاك منه .. وسوف تصل ذروته بسقوط أشكال وأنماط الأسس الأجتماعية والأنثربولوجية القائمة .. وإستبدالها بأشكال الديمقراطيات الحديثه .. وهذي في نظري نقطة مضيئة في الموضوع .. الديمقراطية تبدأ من دارفور ..
نواصل .. أنا جاري في موضوع مهم .. واقفين لي في راسي
بعود
بريمة
06-04-2022, 02:25 PM
Biraima M Adam Biraima M Adam
تاريخ التسجيل: 07-05-2005
مجموع المشاركات: 27610
هذه الدراسة خلاصتها مذهلة علي الوضع في دارفور .. وهى لن تعجب الكثيرون .. ولكن العلم هو العلم .. دائماً يضع الحقائق أمام الجميع ولا يلوي علي شيئ .. وشخصي الضعيف .. كمحلل ومستنتج .. سوف أقول رأيي المتواضع ..
لكن الخلاصة لمن يريدون الخلاصة السريعة .. دار فور أمامها وحل لا فكاك منه .. وسوف تصل ذروته بسقوط أشكال وأنماط الأسس الأجتماعية والأنثربولوجية القائمة .. وإستبدالها بأشكال الديمقراطيات الحديثه .. وهذي في نظري نقطة مضيئة في الموضوع .. الديمقراطية تبدأ من دارفور ..
نواصل .. أنا جاري في موضوع مهم .. واقفين لي في راسي
بعود
بريمة
06-04-2022, 03:33 PM
محمد عبد الله الحسين محمد عبد الله الحسين
تاريخ التسجيل: 01-02-2013
مجموع المشاركات: 10924
الموضوع يا ول أبا، منذ زمن وعدت بكتابة بوست يرتكز علي تجربة حصلت قبل 100 عام .. في منطقة الحزام السوداني ولها صلة بقضية دارفور .. تلك التجربة حصلت في محيط دارفور الأقليمي .. وهى هجرة القبائل العربية "شوا عرب" وأستيطانهم في جنوب بحيرة تشاد مع قبائل مستقرة ..
الخلاصة التى كتبتها .. هى خلاصة أبحاث البروفسيران والتى قالوا عنها هى خلاصات منطقية لمثل هذه الحالتان التى بحثاها .. وكيف أنتصر الرعوي النيل علي قبائل كنعان وأسس أسرائيل الحديثة .. والثانية تجربة عرب الشوا في شمال الكمرون .. في منطقة الحلوف
وأنا أركز علي منطقة الحلوف .. تحديداً في ديناميكيات الصراعات الأثنية .. وما هى الخلاصة منها .. ثم نأتوا أخيراً إلي بقية الدراسة حول تكوين أسرائيل وديناميكيات الصراع هناك بعد هجرة اليهود من مصر و التيه في الصحراء 40 عاماً .. ثم تاسيس الدولة الحديثة ..
الخلاصة السابقة للدين لا يحبون التفاصيل .. لكن شخصي وشيطان التفاصيل يبدو في صراع أبدي ..
وإلي دراسة منطقة الحلوف ..
بريمة
06-04-2022, 06:47 PM
Biraima M Adam Biraima M Adam
تاريخ التسجيل: 07-05-2005
مجموع المشاركات: 27610
دعونى نضع الخرطة لمنطقة الحلوف .. وفي هذه الخرطة تقع منطقة الحلوف جنوبلبحيرة تشاد .. في مقاطعة Lagwan .. وفي مكان الرقم 6 .. فوق حرف w في كلمة Lagwan مقاطعة لاغوان مظللة باللون البني .. وجوار منطقة باقرمي باللون الأخضر الداكن ...
------ أتمنى يكون عثرتم عليها .
بريمة
06-04-2022, 07:08 PM
Biraima M Adam Biraima M Adam
تاريخ التسجيل: 07-05-2005
مجموع المشاركات: 27610
وفقًا للسجلات الإثنية والتاريخية التي تم جمعها في شمال الكاميرون في موقع الدراسة عام 1991 وجد أن عرب الشوا وصل أسلافهم إلي منطقة الحلوف قبل 300 عام من محلية بوكورو الواقعة شرق جمهورية تشاد بالقرب من السودان. أما تفاصيل عملية الهجرة ليست معروفة بصورة دقيقة؛ لكن السائد أن عرب الشواء نزجوا إلي المنطقة نتيجة للجفاف والنزاعات. أقدم ذكر لوجود تاريخ عرب شوا في حوض بحيرة تشاد يعود إلى 1391-1392م برسالة من السلطان عثمان ب. إدريس ، ملك برنو إلى سلطان المماليك في مصر الظاهر ابو سعيد برقوق قال في الرسالة (ليفتسيون وهوبكنز 1981: 346-348): . . . أن العرب الذين يسمون جذام قد انتزعوا بعضًا من أحرارنا ، نساء وأطفالًا ، ورجالًا عاجزين ، وأقارب لنا ، والمسلمين الآخرين. بعض هؤلاء العرب المشركون يخرجون عن الدين الحق. أنهم دهموا المسلمين وقاموا بذبح عظيم بينهم بسبب الخلاف الذي حدث بيننا وبين أعدائنا. نتيجة لهذا الخلاف قتلوا ملكنا عمرو الشهيد ب. إدريس نجل أبينا الحاج إدريس ابن الحاج ابراهيم. . . . هؤلاء العرب دمروا كل بلادنا ، كل البرنو ، حتى يومنا هذا. لقد استولوا على رجالنا الأحرار و وأقاربنا من المسلمين وباعوهم لتجار العبيد (الجلاب) من مصر وسوريا و آخرين....)
بريمة
06-04-2022, 08:13 PM
Biraima M Adam Biraima M Adam
تاريخ التسجيل: 07-05-2005
مجموع المشاركات: 27610
تحليل بروفسير هول وبروفسير ليفي لواقع عرب الشوا حول حوض بحيرة تشاد ..
أولاً عن دراستهم لتلك الرسالة .. وأستنتجا منها الأتي:
بالإضافة إلى المبالغة وهي متوقعة في القرن الرابع عشر في دبلوماسية المراسلات يتضح من هذه الرسالة أن توسع عرب الشوا في تشاد بدأ في حوض البحيرة قبل عدة عقود قبل نهاية القرن [وهنا يقصدان نهاية القرن الرابع عشر]. ومن الواضح أيضا أن هذه الهجرة ليس لها ارتباط واضح بمسألة التوسع علي حساب الأخرين. لقد كانت في الأساس هجرة تدريجية وعملية إنتشار طببيعي مع وجود اشتباكات خطيرة من وقت لآخر ولكن لا توجد معارك أمامية. ربما تسببت الظروف المناخية القاسية في حدوث تلك المشكلات ويظهر أن بعض الخلافات تعود أسبابها إلي مصادر المياه أو حقوق الرعي.
ويقول البروفسيران، لسوء الحظ ، فإن السجل العرقي التاريخي (Zeltner 1979) صامتًا عن طبيعة النزاعات، حتى لو كان المرء يشك في أن الأرض والمرعى والمياه هى وراء أسباب الخلاف بين الرعاة الرحل والزراعون المستقرون.
وفق ل Zeltner (1979 ، 1980)، كان بنو جذام إحدى القبائل المهيمنة في اليمن في نهاية القرن السابع وكانوا من أوائل العرب الذين استقروا في مصر بعد الفتح الإسلامي، حيث مُنحوا سلطة لبعض المناطق. وفي ظل السلالة الفاطمية الشيعية، كانت جُذَّام قبيلة قوية وتتمتع بامتيازات مهمة حتى النصف الثاني من القرن الثاني عشر. مع قدوم صلاح الدين الأيوبي والأيوبيون، هم بدأوا يفقدون مكانتهم وبالتالي بدأت عدة ثورات. من 1171 إلى 1250م، مع تغير ميزان القوى في مصر تحت حكم الأيوبيين (1171-1250) وسلاطين المماليك (1250-1517) كانت هناك سلسلة مناوشات وضغوط شديدة على قبائل البدو العرب مثل بنو الكنز للتحرك خارج حدود المملكة. في عام 1317، العديد من القبائل العربية مثل جهينة قد توسعت مع قبائل بلي وطي وجذام من منطقة أسيوط باتجاه المناطق النائية الصحراوية، ودارفور في السودان الأوسط [يقصد به الحزام السوداني .. أو حزام السافنا]، وحوض بحيرة تشاد (Garcin 1985، Kropacek 1985 ، فيشر 1977).
تحت حكم سلاطين المماليك (1250-1517)، كان الوضع أكثر كارثية للبدو العرب كما كان عليهم أن يواجهوا هجوم المصريين والنوبيين وتم رميهم بالوحشية غير المتحضرة وبالمتمردين، و"حضري" مقابل "بدو". وفق كروباشك (1985: 437)، مصري مملوكي، شنت القوات سلسلة مهمة من الحملات العسكرية ضد بدو القبائل العربية في أعوام 1302 و1351 و1353 و1375 و1395 في محاولة لسحق تمردهم. كان البديل المتبقي للبدو هو أن يلتمسون ملجأ في السودان حيث حاربوا ودمروا بعض الممالك النوبية المسيحية. توسع قبائل جذام من وادي النيل إلى حوض بحيرة تشاد اتبع الطريق على طول وادي الملك (زلتنر 1979 ، 1980).
يقول البروفسيران، أن هناك تحيز كبير في السجل التاريخي حيث لا يتم فيه ملاحظة الحياة الطبيعية والتفاعل السلمي في كثير من الأحيان من قبل البدو مع المستقرين. في حوض بحيرة تشاد، يبدو أن توسع رعاة عرب الشواء كان فوق كل شيء سلمياً، لكن أسلوب حياتهم البدوي كان غريباً على المجتمعات المستقرة في مناطق نفوذ أنظمة سياسية متنافسة. كما يمكن لعرب الشوا بسهولة تحويل تحالفهم و ولاءاتهم من حاكم إلى آخر، منذ بداية استيطانهم في حوض بحيرة تشاد لقد لعبوا دورًا مهمًا في تحول ميزان القوى في المنطقة.
ويقول البروفسيران، في جميع الأنظمة السياسية الحاكمة تقريبًا، كان علي البدو العرب دفع ضريبة سنوية في الخيول والماشية والأغنام و الماعز إلى الحكام البرما في باغيرمي وحكام قبائل الكوتوكو المستقرون. وفي كل الأحوال فإن عرب الشواء كانوا في موقع المسيطر عليه. ومع ذلك، من خلال التخصص الاقتصادي على أساس تربية الماشية المكثفة، فإن دفع الضريبة السنوية للماشية النخب السياسية المستقرة، والتسلل السلمي، وخلق تحالفات متقلبة مع أنظمة حكم الأقوى، نجح الرعاة البدو في احتلال المساحات الفارغة نسبياً من السكان وتلك التى تغمرها المياه سنويًا، وتعمير مساحات وبيئات هامشية في حوض يحيرة تشاد .. كل ذلك أهلهم للحفاظ على درجة من الاستقلال النسبي.
بريمة
06-05-2022, 00:06 AM
Biraima M Adam Biraima M Adam
تاريخ التسجيل: 07-05-2005
مجموع المشاركات: 27610
كما يظهر، فإن الهوية الرعوية لا تزال تساعد في التعريف بعرب الشوا على أنها هوية عرقية منفصلة عن غيرها، حتى لو كانت لغتهم هي اللغة المشتركة المستخدمة من قبل جميع العرقيات، ورغم وحدة العقيدة وتشابه ديناميكيات الاستقرار في منطقة الدراسة.
هناك ست عرقيات مختلفة تم تسجيلها في التعدادات السكانية الأخيرة لمنطقة الدراسة؛ وهم: 1. قبائل الكانوري، 2. قبائل الماسا، 3. قبائل المسجوم، 4. قبائل السارا، 5. قبائل الكوتوكو، 6. وقبائل عرب الشوا.
لا توجد مشتركات سواء مستوطنات أو نظم أقتصادية بين الكوتوكو وعرب الشوا، بينما يشترك كلاهما في بعض المستوطنات مع مجموعات عرقية أخرى ذات أنظمة اجتماعية واقتصادية مماثلة.
الماسا منهم رعاة، ويرتبطون بشكل تفضيلي بعرب الشوا، في حين أن معظم قبائل السارا والمسجوم يرتبطان مع بعضهما نتيجة لأنهم يمارسان الزراعة وصيد الأسماك، وهؤلاء الأخيرين يرتبطان بشكل تفضيلي أيضاً بالكوتوكو.
الكانوري ليس لديهم مستوطنات خاصة بهم في المنطقة فهم يرتبطون بعرب الشوا وقبائل الكوتوكو وقبائل الماسا على حد سواء.
على عكس المجموعات العرقية الأخرى في منطقة الدراسة، تدعي قبائل الكوتوكو حيازتها علي الأرض من خلال أسلافهم الأسطوريين .. وهذا هو بيت القصيد.
---------------------- أستوثقوا جيداً .. من عدم وجودات مستوطنات تربط كل من الكوتوكو السكان الاصليين وعرب الشوا في المنطقة .. وليس هناك مشتركات سوسيو إجتماعية أو نظم أقتصادية تربطهم، فالكوتوكو مزراعون في حين عرب الشوا رعاة متجولون.
بريمة
06-05-2022, 00:06 AM
Biraima M Adam Biraima M Adam
تاريخ التسجيل: 07-05-2005
مجموع المشاركات: 27610
كما ذكرت الدراسة بالقول، على عكس المجموعات العرقية الأخرى في منطقة الدراسة، تدعي قبائل الكوتوكو حيازتها علي الأرض من خلال أسلافهم الأسطوريين، من خلال الجد “ساو" (Lebeuf 1969). كان أسلاف الكوتوكو هم المستوطنون الأوائل وقد طوروا أقوى النظم الاجتماعية والسياسية وهم الأكثر تنظيماً في المنطقة منذ 500 عام قبل الميلاد إلى الوقت الحاضر. تم تنظيم مجتمعات الكوتوكو السابقة في أنظمة سياسية متنافسة، تتنافس ضد بعضها البعض من أجل الهيمنة السياسية والسيطرة على الجزء الجنوبي من البلاد، السهل التشادي.
في مثل هذا السياق، ولتغيير موازين القوة الاقتصادية والسياسية بين الكوتوكو أنفسهم، فإن السكان المستوطنون الجدد، مثل رعاة عرب الشوا، يشكلون في بعض الأحيان تهديدًا وأحياناً أخري فرصة للتحالف مع هؤلاء من أجل تأسيس أنظمة حكم مركزية مستقرة نسبياً.
---------------- سوف نأتي للاسطورة بصورة منفصلة لاحقاً .. لكن تأكدوا أن الاسطورة تقول أن الأرض هى أرض الكوتوكو دون غيرهم ..
علاقة عرب الشوا بالسلطنات المختلفة وممالك حوض بحيرة تشاد لها تاريخ معقد للغاية لم يتم فهمه بعد. خلال القرن التاسع عشر في بعض المناطق ، مثل سلطنة لاغوان ( لوبوف 1969 ؛ هول 1988 ، 1996 ، 2002)، كانت الأفضلية للمسجلين كجنود وحرس حدود لقبائل عرب الشوا، بينما في مملكة برنو المجاورة، كان بعض عرب الشوا يحتلوا مواقع عليا في الدولة.
تقليديا، كان موقف الكوتوكو تجاه رعاة عرب الشوا يتميز صراحة بالإقصاء المنهجي وممارسة نظام الأبوة. ووفقا للمعلومات الشفوية التي تم جمعها ميدانيا في موقع الدراسة، يُعتبر الكوتوكو أن عرب الشوا غير جديرين بالثقة، ولصوص، وعنيفين في تعاملهم، ومسلمون سيئون في ديانتهم. من ناحية أخرى ، يرى عرب الشوا أن الكوتوكو خطرين عليهم، فهم سحرة مريبون، ويمارسون الشوفينية الأجتماعية، ويحفزهم الجشع وحب السلطة والسيطرة والثروة.
ومع كل ذلك، كلاهم، عرب الشوا والكوتوكو و المجموعات العرقية الأخري يعيشون في نفس المنطقة حيث يجب مشاركتهم واستخدام نفس المساحة لمصلحة الجميع. هناك مجموعة من التفاعلات الاجتماعية والاقتصادية تلفت الأنتباه. التبادلات تتم أسبوعيا ويتم تنظيم الأسواق في مستوطنات الكوتوكو في كل مجموعة قري لهم. يأتي عرب الشوا من المناطق النائية للمشاركة في هذه الأسواق. نساء الشوا العربيات يبعن منتجات الألبان والأسماك المجففة وأواني القرع ويؤدي رجال عرب الشوا بعض الحرف اليدوية مثل الحدادة. من جانب الكوتوكو، يقوم عدد قليل من الذكور بتشغيل الطواحين لطحن الذرة الرفيعة والذرة الشامية والنساء يبعن الأواني الفخارية من مشغولات الكوتوكو اليدوية والفول السوداني وبعض أنواع الخضار الذي يزرعونه محلياً. ومن الجدير بالذكر أن اللغة العربية المحلية هي اللغة المشتركة المستخدمة بين شعوب بحيرة تشاد الجنوبية بأكملها حول حوض البحيرة و حتى بين الكوتوكو من مستوطنات مختلفة.
ومع ذلك ، لم يكن لشعب عرب الشوا مطلقًا أي إمكانية للوصول إلى المناصب السياسية الإقليمية العليا.
وجهة نظرالكوتوكو أن القرى يحكمها زعيم (يسمى بيلاما ، مصطلح كانوري لـكلمة "رئيس") منتخب من بين الشيوخ الذين يتبعون محليًا الزعيم (سلطان المحلية)، ودائمًا ما يكون هو من الكوتوكو الذين يسكنون منطقة الحلوف أي من مستوطنات الكوتوكو في المنطقة. فوق هذا السلطان المحلي هناك القائد الأعلى (السلطان) وهو أمير لوغون بيرني. وهكذا يبدو أن السيطرة الحصرية للكوتوكو على المناصب الاجتماعية والسياسية والسيادية العليا هو أحد الأسباب الرئيسية لأبويتهم تجاه عرب الشواء.
------------------ هل ظهرت ليكم المشكلة .. ؟؟ ..
بريمة
06-05-2022, 02:58 AM
Biraima M Adam Biraima M Adam
تاريخ التسجيل: 07-05-2005
مجموع المشاركات: 27610
على المستوى الإقليمي، تعتبر مستوطنات الكوتوكو تقع حصريًا على الأرض الواقعة فوق مستوى الفيضان في حوض البحيرة و هو المستوى الأمثل لمناطق الاستيطان الدائم وكذلك على شاطئ نهر لوغون. في حين تقع معظم قرى عرب الشوا الرعوية على الأجزاء من الأرض التي تتعرض لفيضانات سنوية خلال موسم الأمطار، وتقع قري أخرى لهم على المراعي في المستنقعات ما يعرف ب "يايري" في المنطقة. هذا التقسيم للسكن يتماشي مع الأنظمة والأنشطة التي تمارس في المنطقة من قبل أي مجموعة. مثلاً ماشية عرب الشوا وقبائل الماسا الرعاة يسكنون بها حول مراعي المستنقعات (منطقة يايري)؛ أما سكان عرب الشُوّا المستقرين يمارسون اقتصادًا مختلطًا ويسكنون منطقة السافانا الفقيرة مشتركين مع المزارعين من الكوتوكو والصيادين من مختلف الجماعات العرقية الأخري.
مهما كان نظام طبيعة عيشهم، سواء الرعي أو الزراعة المختلطة، فإن نظام مستوطنات (فرقان) عرب الشوا يتكون من ثلاثة أنواع رئيسية من المواقع: مستوطنات كثيفة نسبيًا وقرى شبه دائمة ومخيمات موسم الجفاف الواقعة في مستنقعات يايري.
مخيمات وفرقان الرعاة في موسم الجفاف تتحول من مكان إلي أخر في كل سنة وأخري، تتشكل هذه المعسكرات متجمعة حسب الفريق أوالقرابة أو التحالفات أو العلاقات الودية بين عرب الشوا. النطاق الإقليمي لرحلات البدو من قرى دائمة وشبه دائمة إلي مخيمات موسم الجفاف (دامرة)، تعتبر تحركاتهم تحركات قصيرة نسبيًا، حيث تتراوح من 5 إلى 30 كم للأشخاص في منطقة الحلوف إلى أكثر من ذلك بكثير، حوالي 70 إلى 100 كم لمجموعات من دولة نيجيريا المجاورة.
في التحركات الرعوية، يتم التخلي عن القرى شبه الدائمة من قبل جميع سكانها كل عام لمدة 2-4 أشهر. فقط جزء ضئيل من السكان يبقون في المستوطنات الدائمة وهم محصورين في عدد قليل من كبار السن الذين ما زالوا معتادين على الحياة "التقليدية" لنمط حياة طفولتهم وأما الأصغر سنا من عائلات الرعاة فإنهم ينتقلون إلى مواقع (دامرة) موسم الجفاف ويعيشون في المخيمات كل عام.
الأنماط المكانية للكوتوكو المستقرين وهى عبارة عن مستوطنات دائمة وذات مؤسسات اجتماعية وسياسية مركزية، تتميز بوجود زعيم أعلى (سلطان) ، وسلاطين المحليات حيث يعتمر بهم الزعماء المحليين.
قبل وأثناء الفترة الاستعمارية، تم تنظيم الأنظمة السياسية في مناطق الكوتوكو في أشكال التسلسل الهرمي للمستوطنات من ثلاثة مستويات. التنظيم المكاني لمراكز الكوتوكو السياسية يشترك في نفس الهيكل الأساسي الذي درسه الإثنوغرافيون في عدد من المستوطنات كمحليات بيرني وولقي والحلوف وغيرها (لبوف 1969). هناك سور ترابي يحيط بكل المستوطنة. أما النمط المكاني يرتكز علي موقع قصر السلطان. حيث يتم سكن بقية السكان حول القصر حسب مكانتهم الأجتماعية والسياسية و يتم تنظيم مساكن هؤلاء في أسوار متميزة وبداخلها وحدات سكنية متصلة تتكون من ساحات وأعداد مختلفة من الوحدات السكنية حسب الثروة والوضع السياسي للزعماء وعدد أفراد الأسرة. والمباني هي عبارة عن منازل مبنية من الطوب المجفف بالشمس، مستقيمة في الشكل مع أسقف مستوية. يتم تنظيم بقية السكان في أماكن منفصلة أو مساكن مفصولة عن بعضها بشوارع ضيقة وهي تحيط بالقصر علي مسافات متباعدة. لكل مجمع أو حي سكني رئيس منتخب أو معين من بين الشيوخ يحكم ذلك الحي السكني. غالبًا ما يكون هؤلاء الشيوخ أعضاء في مجالس مختلفة التي تدير شؤون المجتمع تحت قيادة سلطان الكوتوكو. ودائماً يقع قصر السلطان في وسط المستوطنة. هناك بعض من كبار الزعماء الأعلى مرتبة لديهم مساكن رائعة مكونة من طابقين أو ثلاثة طوابق. ومع ذلك ، فإن الموقع المركزي لقصر السلطان يشير إلى المكانة الرائدة التي يتمتع بها السلطان داخل نظام الكوتوكو الاجتماعي السياسي.
قصر سلطان في منطقة "لوجون بيرني" مبنى مثير للإعجاب متعدد الطوابق ببرج عالٍ يقع في الزاوية الجنوبية الشرقية للمبني جوار غرفة الحراس. في هذا القصر شيدت أمكنة بجميع تجهيزات المؤسسة الملكية: غرفة استقبال السلطان ؛ غرف نساء السلطان، غرف الحراس وغرف المناسبات الخاصة لتخزين الطبول الملكية والأسلحة وأدوات أخرى. مسجد الجمعة وقصر الملكة الأم يقع جوار قصر السلطان. الملكة الأم ليس لديها دور محدد في التسلسل الهرمي السياسي في الكوتوكو، لكنها واحدة من أكبر مستشاري السلطان نفوذاً. النظم المكانية لكل مستوطنات الكوتوكو في منطقة الحلوف تشترك في نفس النمط في عرض الخصائص المكانية الرئيسية أعلاه ، ولكن على نطاق ربما أصغر. الحلوف هي مقر سكن السلطان، وهو أكبر مسكن في القرية ، وتقع بجواره ساحة كبيرة للمناسبات و بها بئر، والعديد من الأحجار الكبيرة والأشجار الضخمة بغرض جلوس و أستظلال الناس في المناسبات. يجتمع الشيوخ بشكل رسمي وغير رسمي تحت مبني تم بناؤه بالقرب من قصر السلطان في منطقة الحلوف. وهناك مسجد الجمعة وأماكن إقامة كبار المسؤولين تقع على الجانب الجنوبي من الساحة القريبة من القصر. قبل تركيب مضخات المياه، كان البئر مكان جيدًا للاجتماع غير الرسمي لـ نساء القرية كلها ، ومجموعات متنوعة حيث يتم تبادل المعلومات وإرسالها. مستوطنات الكوتوكو المستقرين تتميز بخاصية خاصة بهم وهى التراتيبية المكانية، المساكن منظمة على هذا النسق مع وقوع قصر السلطان في موقع مركزي .
بريمة
06-05-2022, 09:43 AM
Biraima M Adam Biraima M Adam
تاريخ التسجيل: 07-05-2005
مجموع المشاركات: 27610
بدرجات متفاوتة، فإن جميع مستوطنات وفرقان عرب الشوا (مخيمات موسم الجفاف ، موسم الأمطار القرى والقرى الدائمة) دائرية أو على شكل شبه دائري ، تعكس أصل في الاقتصاد القائم على الحياة الرعوية حيث يتم تأسيس الفرقان حول زرائب الماشية وتتمحور كل مظاهر الحياة حول الماشية.
تقع حظائر الماشية داخل دائرة البيوت السكنية ومن ثم تصبح البيوت تقع بالتالي هى الأخري وعلى الدوام علي الأطراف فهي كالعتبة ما بين المجتمع في الخارج ومجتمع الفريق الداخلي . مداخل المنازل كلها موجهة نحو مركز المستوطنة أو الفريقن، ومن ثم يعتبر الفريق أو المستوطنة عبارة عن منازل مخصصة للسكن تنتظم في شكل مجموعات تسكنها عائلات ممتدة: أي أن الوحدة الأساسية للتنظيم الاجتماعي بين عرب الشوا هو الفريق .... وهكذا ، بين عرب الشوة عندما نقول الفريق . . نحن في الواقع نعني أسرة ممتدة ، تتألف من رب الأسرة والأبناء الكبار. ولهذا يجب أن نضيف رأس الأسرة الأكبر وأبناءه وأخوته الذين كبروا أيضًا وأبناءهم، وهكذا في الواقع ، تجد مجموعة كبيرة إلى حد ما مرتبطة ببعضها البعض تعمل وتتعاون معًا في أمور أساسية مثل الرعي والتحركات الموسمية وقبل كل شيء الدفاع والشؤون العسكرية. (تيجاني 1986: 70).
تتميز المساكن بوجود بيوت للنوم والتخزين والطبخ، واستهلاك الطعام ومرافق التدفئة. السرير المستخدم من قبل جميع أعضاء الأسرة (الأب والأم والأطفال الصغار) مصنوع من أعمدة وعصي قصيرة متشعبة. يتم بناءه حوالي 50 سم فوق سطح الأرض ومغطي بمظلة مزخرفة مصنوعة من العصي. يقع دائمًا في وسط المنزل عموديا على المدخل، ويغطي ما يقرب من نصف المساحة السطحية للمنزل. مواقد الطهي عادة ما تكون مصنوعة من الطين أو الطوب مع منافذ متعددة وتقع دائمًا على يمين مدخل المنزل. تقع منطقة التخزين الرئيسية على طول جدار المنزل على يمين وشمال جوانب مواقد الطهي. في كثير من الحالات، يكون التخزين في شكل مقاعد صغيرة (رواكيب صغيرة) فيها عدد من الرفوف. هناك أنواع مختلفة من الحاويات ومنها الجرار الكبيرة، والأواني، والقرع، كذلك أدوات تستخدم للتخزين والطبخ وتقديم الطعام والأنشطة المنزلية الأخرى تكون مكدسة على الرفوف. أخيرًا، وهناك موقد صغير يوجد بجانب السرير للتدفئة خلال ليالي المطر الباردة موسم الشتاء أو لطرد البعوض والذباب.
هناك عدد متفاوت من البيوت أو المنازل الجماعية في كل مستوطنة وهى غالبًا ما تكون أكواخًا بدون جدران حيث يعيش الناس من أسر مختلفة ويجتمعون لتناول الطعام والشاي ومناقشة الأمور التى تدور في محيطهم . الفخار هو المادة الأكثر شيوعًا من الأدوات الموجودة في المنازل. ودائما تكون تلك الأواني الفخارية مصنعة من قبل نساء يقمن بصناعة الخزف من قبائل الكوتوكو. التباين في الأشكال والزخارف الفخارية بين الأسر ويؤشر إلي أختلاف المواقع المنتجة للخزف أو الاختلافات في شبكة المشتريات. بعض الأفراد أو العائلات أو الأسر قد يكون لديهم خزافون مفضلون لديهم. على المستوى المحلي أو الإقليمي، وعلي العموم توجد منتجات من نفس تقاليد صناعة الفخار في جميع المستوطنات سواء لدي الكوتوكو أو عرب الشوا على حد سواء في القرى المستقرة وشبه الدائمة ومخيمات موسم الجفاف. هناك عينات كثيرة من التماثيل الحيوانية من الطين يتم العثور عليها في مساكن عرب الشوا تحت الاسّرة وهي دلليل على أنشطة الرعي، تلك التماثيل ربما يصنعها الأطفال، تتكون في الغالب من الماشية باستثناء المواشي الصغيرة يتم تمثيل الرعاة في الركوب في الخيل. وبالأضافة إلي ذلك هناك إنتاج وتصنيع القرع من أنواع خاصة لحفظ الألبان والمأكولات ومواقد مزخرفة بزخرفات خاصة بعرب الشوا ومثل هذه المواقد المزخرفة هى حكراً لمنازل المتزوجين. أما الكبار غير المتزوجين فإن منازلهم لها مواقد بسيطة مصنوعة من ثلاثة أحجار من الطين." تختلف أنماط زخرفة الموقد من منزل إلى منزل ومن مستوطنة إلى مستوطنة. ولدى استجواب الأسر حول معاني الزخرفة في المواقد تجد العديد من المخبرين يبتسمون ويجبون بأنها مظهر جمالي للمنزل ومن حسن جمال المنزل ببساطة أن نجعل الموقد جميلاً. ومع ذلك، في جميع المواقع المدروسة، في موسم الجفاف المعسكرات وشبه دائمة والقرى، فإن الأسهم الرأسية الصاعدة هي الأكثر تكرارا. بحسب النساء المخبرات، تمثل الأسهم الراسية على المواقد العصا الخشبية التحريكية المستخدمة لطبخ طبق الذرة الرفيعة. زخرفة الموقد في هذه الحالة وبالتالي فهي زائدة عن الحاجة. إنها تؤكد على "الواضح" ، وتشير إلى الأهتمام بأنشطة إعداد الطعام ، وتسلط الضوء على أحد المفاتيح التى تنعكس في أدوار وحدة الأسرة في بناء المنزل وتركيباته (متزوجين أو غير متزوجين).
ومع ذلك ، هناك بعض الاختلافات المهمة داخل مستوطنات عرب الشوا التي لم تتم مناقشتها بالتفصيل هنا؛ وهي تشمل (1) وجود أو عدم وجود الأسوار حول التجمعات المنزلية، والتي هي سمة من سمات المستوطنات المستقرة، ميزة يبدو أنها تشير إلى قلق أكبر بشأن التمايز بين الأسر؛ (2) وجود أو عدم وجود زرائب مركزية للماشية ؛ (3) وجود أو عدم وجود مبني أو مساجد في الهواء الطلق (4) درجة الاعتماد على زراعة الحبوب و (5) الاختلاف في العشيرة والانتماء للمستوطنات والفرقان.
بقدر ما، يتعلق إدخال نوع جديد من مواد البناء، مثل طوب الطين المجفف بالشمس، المرتبط بالجديد من التقنيات والتصميمات المعمارية واحدة من مؤشرات التغيير في حياة شعوب عرب الشوا. التحول من المنازل الدائرية إلى المستقيمة مع أسطح مستوية هو التطور المعماري الأكثر لفتا للانتباه. في بعض القرى الرعوية هناك أمثلة قليلة لأكواخ دائرية مبنية بالطوب اللبن المجفف بالشمس. بشكل عام، ومع ذلك، فإن جل المنازل مبنية من الخشب والقش. في القرى الدائمة يزداد عدد المباني المستقيمة بشكل كبير. التغيير من الشكل الدائري إلى الشكل المستقيم هو مؤشر جيد على الانتقال من حياة البدو إلى المجتمعات المستقرة. التصميم المعماري وتقنيات البناء والمواد المستخدمة وزخرفة المنازل وما يرتبط بها من المواد تؤكد بقوة الهوية الثقافية المتميزة لعرب الشوا.
في المجتمعات الرعوية، يعكس تخطيط الموقع كيانًا اجتماعيًا مكتفًيا ذاتيًا ومستقلًا نسبيًا ومنفصلًا في توافق صارم مع النظام السياسي الرعوي البدوي. في منطقة الحلوف، يخلو التنظيم الاجتماعي لعرب الشوا من أي مستوى قرار اجتماعي - سياسي فوقي. كل القرية أو الفريق هو وحدة اجتماعية وسياسية قائمة بذاتها. مثل هذا النمط المستقل يقابل الميول المركزية لنظام الكوتوكو السياسي.
ومن خلال تطبيق نظام ضريبي، كان على عرب الشوا دفع أنواع مختلفة من الضريبة السنوية. كما أنهم أيضا مندمجون في السياسة المهيمنة كجنود وحرس حدود في سياسات الكوتوكو. في المجموعات الرعوية، فإن النظم الاجتماعية والاقتصادية تركز بشكل أساسي على الثروة الحيوانية؛ وفقًا لذلك، في سياق الكاميرون الحديثة، طبيعة معيشتهم المكانية في مواقعهم أعلاه كل ذلك اصبح يعتمد على منظومة صنع القرار العليا في الدولة فيما يتعلق بمسائل الرعي والعلاقات مع المجتمعات المجاورة. وبسبب استبعادهم التام من النظام السياسي الإقليمي، فإن نمط المواقع الرعوية موجه نحو الداخل كدليل علي الإقصاء الذاتي؛ ويتم الاحتفاظ بالخارج بشكل واضح جانبا. في هذا الصدد ، قد يفهم المرء بسهولة موقف عرب الشوا تجاه الكوتوكو المستقرين، علاقة قد توصف بأنها "المعاملة بالمثل في السلبية" (ساهلينز 1968). عرب الشوا لهم كبرياء وأن سمعتهم بأنهم "غير جديرين بالثقة "الواردة في الفلكلور الشعبي لقباائل الكانوري والكوتوكو (Tijani 1986) هي تعبيرات مجازية عن السمات الرمزية والأيديولوجية الناتجة عن المدى الطويل من التفاعل مع جيرانهم المختلفين. هامش: ---------------------------- أها إلي هنا .. أوضحنا فروقات ما بين السماء والأرض ما بين عرب الشوا والسكان الأصليين الكوتوكو .. تابعون ماذا تريد دولة الكمرون الحديثة من نظم تحكم بها الجميع .. علي حد سواء ..
بريمة
06-05-2022, 10:56 AM
Biraima M Adam Biraima M Adam
تاريخ التسجيل: 07-05-2005
مجموع المشاركات: 27610
من منظور عملي، مركزية الرعي في مثل حال عرب الشوا قد ساعد النشاط الاقتصادي الرئيسي، الرعي، على هويتهم وتعزيزها كمجموعة عرقية منفصلة في مقابل المستقرين مثل الكوتوكو الحضرين، مع اقتصادهم القائم على الزراعة ونظامها الاجتماعي المترتب،حيث يسيطرون تقليديا على السياسة وهيكل السلطة في جنوب تشاد حوض. ترك الكوتوكو اعتمادهم على البستنة المكثفة وزراعة الذرة الرفيعة فراغ للمجتمعات الأخرى الراغبة في استغلال الأراضي غير الزراعية، مثل مناطق المستنقعات ( يايري). مع قدوم عرب الشوا من وادي النيل في القرن الرابع عشر، كمجموعة عرقية جديدة ملأت الفراغ تدريجيا. في حين أن التفاعل واسع النطاق، أي مستوى المجتمع، بين الكوتوكو قد تم تعبيره عن طريق دمج عرب الشوا ضمن سلطة الكوتوكو على أساس التفاعل اليومي وعلي مستوي الأسواق الأسبوعية.
الخطة الثانية: خطة التسوية الدائمة أو الأندماج التام. قدمت الدولة منتدى للتفاعل بين هذه الشعوب. حتى وقت قريب، كان الوضع التقليدي لـلأسواق داخل أسوار مدن وقرى الكوتوكوالسكانية، السجلات تشير إلى تميز سكان عرب الشوا في تفاعلهم مع قبائل الكوتوكو في العشرين سنة الماضية.
في الثمانينيات، كانت هناك تغييرات جذرية في السياسة الكاميرونية على المستويات المحلية. بحسب الشروط الجديدة يجب أن يكون جميع الزعماء المحليين ينتخبون وفق قواعد التعددية ديمقراطية. أدى النظام الانتخابي الجديد إلى تسريع انهيار نظام الكوتوكو التقليدي وهياكل السلطة في السلطنة. توطين البدو الرحل من عرب الشوا إلى حد كبير من خلال إدخال تقنية جديدة - تركيب الآبار الأرتوازية العميقة ومضخات المياه وإنشاء هياكل أقوى وشاملة للسلطة، ومع إزالة أثار النظم الاستعمارية الألمانية والفرنسية التي أرسونها علي السلطة، يليها إعادة التنظيم الإداري للدولة في الكاميرون، كل ذلك أي إلي تآكل، وتهميش، ثم أخيراً أزيلت أخيرًا كل الميزات الاجتماعية السياسية التي كانت تستخدم من قبل حكام الكوتوكو للحفاظ على السيطرة والسلطة وعلى المشهد المحلي.
منذ عام 1980فصاعدًا، ظهرت قري دائمة لعرب الشوا كمراكز استيطان منافسة من خارج سلطة الكوتوكو والتي أصبحت تدريجيًا تتفوق علي الأنظمة الساعدة في منطقة الحلوف، حيث تأسست الطبقة الاجتماعية والاقتصادية والدينيةفي مراكز عرب الشوا في هذا الجزء من السهل التشادي. التركيبة السكانية مدعومة بإصلاحات سياسية غيرت طبيعة توازن القوى بين الكوتوكو وعرب الشوا. من منظور مادي، هذا التغيير في عرب الشوا سواء اجتماعيا أو اقتصاديا وفي التنظيم الديني مرتبط: (1) بناء المؤسسات الدينية العامة (المساجد) والمدارس، وبالتالي توفير التعليم والخدمات اللازمة لرجال القبائل. (2) إيجاد مصادر جديدة في حيازة الممتلكات الخاصة والمساحات الشخصية المسيجة بأسوار؛ (3) زيادة حجم وعدد الحقول الزراعية المسيجة ؛ (4) تحويل نوع المعمار من الأشكال الدائرية إلى المستطيلة ؛ (5) على نطاق واسع البناء الدائم لمرافق المراحيض داخل كل المجمعات السكنية؛ (6) تركيب المضخات والمطاحن اليدوية؛ (7) ظهور "ريادة الأعمال" المنعكس في المتاجر الصغيرة (البوتيكات) ؛ (8) تكثيف إنتاج حليب الماعز الموجه للسوق ؛ وأخيراً (9) إنشاء المتخصصين الحرفيين في مراكز عرب الشوا الجديدة من خلال إنشاء مراكز بديلة فيها كافة الخدمات، سابقاً مثل ذلك متوفر فقط في مراكز الكوتوكو مثل منطقة الحلوف.
أصبح هيكل سلطة الكوتوكو بأكمله قد يكون في مرحلته النهائية من التفكك. على الرغم من أن التنظيم الاجتماعي والاقتصادي في منطقة عرب الشوا في حالة تغير مستمر، هويتهم العرقية كرعاة تاريخين، حيث أصبح يتم تعزيز وجود الناس ليس من خلال التخطيط الدائري الذي يمثل قراهم التقليدية (العمارة المستقيمة تحل محل الشكل الدائري بسرعة)، الأهمية المستمرة التي تعلق على المواقد التقليدية وتصميمات المواقد وزخرفاتها وميزات أخرى كلها تختفي بسرعة. هذه النظم الجديدة يمكنها أن تعرّف أن تغير الثقافة المادية في منطقة عرب الشوا توفر لعلماء الآثار نموذجًا مفيدًا لرصد كيفية تغيير الهوية العرقية والاقتصادية والاجتماعية ويمكن ربط التغيير بالبقايا والأثار المادية.
من خلال التغلغل السلمي، مع ذلك، بعض الاشتباكات العنيفة تحدث من وقت لآخر زمن دفع الضريبة السنوية لأصحاب الأراضي التقليديون؛ واستغلال البيئات النائية والفارغة سابقًا مثل المراعي التي تغمرها الفيضانات سنويًا ؛ وأخيرا ، الأزدياد والنمو السريع في تعداد سكان عرب الشوا كل ذلك أهلهم أن ي نجحوا في خلال 300 سنة من تحقيق تفوق سياسي نسبي في منطقة الحلوف. -------------------------------- هوامش: ودا الزيت .. الذي ينتظر دافور .. وهدم تام للنظم القديمة .. وبناء مؤسسات حديثة .. تستوعب مسألة صوت واحد فرد واحد .. لا زيد يملك حاكورة كذا أو غيرها من أشكال الهيمنة التقليدية.
جاييكم لتكلمة المخاض العسير لجموعات الكوتوكو قبل تقبل التغيير .. وحكم الديمقراطية بدل حكمهم المعتمد علي أسطورة الأجداد.
بريمة
06-05-2022, 11:35 AM
محمد نور عودو محمد نور عودو
تاريخ التسجيل: 01-08-2013
مجموع المشاركات: 6192
سلامات بريمة كشخص عشت فترة مابين الكاميرون وتشاد. وافريقيا الوسطي وعدد من دول غرب إفريقيا. وقراءت ما خطه يراعك في هذا الخيط سطر سطر ووجدت فيهو الكثير من الوقائع والاحداث اعرفه في منطقة اثنية الكوتوكو شرق الكاميرون وغرب تشاد سنتابع معك. ان شاءالله اعلق أو اعقب عليه بعد ما تخلص. تحياتي
06-05-2022, 11:52 AM
محمد عبد الله الحسين محمد عبد الله الحسين
تاريخ التسجيل: 01-02-2013
مجموع المشاركات: 10924
الجوانب الأخيرة من عملية التوطين طويلة الأجل لوحظت في خلال العقد الماضي. في 1984 بعد وفاة مي حسنة آخر سلاطين حلوف، أجتمع مجلس الحكماء كتجمع يتكون من جميع سلاطين القري (رؤساء القرى) من المنطقة بأكملها في منطقة الحلوف وتمت "رئاسة" الاجتماع والمناقشات من قبل أعلي مرتبة من سلاطين منطقة الحلوف، . لمدة 6 سنوات متتالية من 1984 إلى1990، لم يتمكن الجمع من التوصل إلى اتفاق ولم يتمكن المجلس من تعيين سلطان جديد.
شيوخ الكوتوكو ، معتمدين على تقليد "الزمن التليد" الذي تعتمد فيه سيادة الخلافة بشكل وراثي من خط الذكور داخل نفس العائلة، كانوا مترددين في الامتثال للوائح والقواعد الجديدة للتعددية الديمقراطية، "رجل واحد، صوت واحد". أنهم بصدق غير قادرين على فهم السبب في خلق الحكومة الكاميرونية لهذه المشكلة التى لا داعي لها في منطة الحلوف التى تعتبرمستوطنة الكوتوكو الوحيدة في المنطقة. المعضلة الأكبر يعطي تنفيذ القواعد الجديدة أغلبية تلقائية لعرب الشوا.
أمام هذه المعضلة الخطيرة وغير المتوقعة، قال السلطان الجليل لمنطقة لوغوني بيرني، السلطان محمد بحر قال: "أن الله وحده قادر علي أن يحل مثل هكذا مشكلة مستعصية على الحل ".
بعد 6 سنوات من المناقشات وتحت ضغط قوي من سلطة الكاميرون تم انتخاب ممثل الدولة، كرئيس جديد من منطقة عرب الشوا وذلك في عام 1990. ومع ذلك، فإن الممثل المنتخب من عرب الشوا لم يجرؤ على اخذ لقب سلطان ولم ينتقل إلى سكن سلطان منطقة الحلوف التى يسيطر عليها الكوتوكو وبالتالي فقدت منطقة حلوف احتكارها التقليدي للسلطة الإقليمية. فقد قرروا الانفصال والانسحاب من النظام وانتخابهم سلطانهم الخاصة بهم. وقعت أحداث مماثلة في مناطق الكوتوكو المجاورة في كالا كفرا في 1988. هيكل السلطة التاريخي التقليدي كله ساده الانهيار. وصارت المنطقة يهيمن عليها عرب الشوا، حيث آخذة في الخروج من تفكك الهيكل السياسي السابق في سلطة الكوتوكو. أنه من الممكن القول أنه بدون تأثير إدارة دولة الكاميرون، ومع إعطاء الوقت الكافي للأستعياب، ربما تحولت قبائل الكوتوكو إلي قوة مهيمنة كما كانت سابقا وبسهولة يمكنها السيطرة و احتلال المستوطنات في المنطقة أو تدميرها، مما يغوض سلطة الدولة لمركزية. أما مستوطنات عرب الشوا فبعضها من خلال الابتكارات التكنولوجية، مثل مضخات المياه العميقة، عززت عملية التوطين.
بشكل عام ، ومع ذلك ، فإن البحث الإثنواريولوجي الذي تم إجراؤه في منطقة حلوف يوثق لحالة مثيرة للاهتمام من التسلل أو التغلغل السلمي كنموذج قائم على استغلال الغير مستخدم من المنافذ البيئية مع ما يترتب على ذلك من تكامل اجتماعي واقتصادي علي المدى الطويل وبالتالي فإن مواقع عرب الشوا، تغطي ثلاث فئات من المستوطنات ، مخيمات موسم الجفاف ، قرى الموسم المطير والقرى الدائمة وإلي جوارها ظهرت منجزات التوطين الجديدة. الفئة الأولى من الموقع مكرسة بشكل حصري تقريبًا لأنشطة الرعي؛ في كل من المستوطنات المدروسة، الميزة الأكبر أهمية هي دائما المحافظة علي حظيرة الماشية المركزية، التى يمكن أن تستكمل بعدد متفاوت من الملحقات الصغيرة الإضافية للأغنام والماعز، الخيول والحمير. كما يجب ملاحظة نسب الماشية مع مساحة سطح الموقع.
نقيف هنا .. الصورة وضحت .. ------------------------------- إلي هنا نفتح الموضوع للنقاش .. لماذا نجحت دولة الكاميرون .. في حل اشكالات السكان الأصليين مع الرعاة الوافدين .. وربطهم جميعاً بمؤسسات الدولة المركزية لبناء دولة حضارية تستوعب الجميع؟
بريمة
06-05-2022, 01:00 PM
Biraima M Adam Biraima M Adam
تاريخ التسجيل: 07-05-2005
مجموع المشاركات: 27610
سلام .. أرجع للمداخلة التى تحت عنون: تحليل بروفسير هول وبروفسير ليفي لواقع عرب الشوا حول حوض بحيرة تشاد .. .. تجد تحليل دقيق لمن هم عرب الشوا .. هم كل القبائل العربية مثل التى دخلت السودان بجميع أختلافاتهم في تشاد وحوض بحيرة تشاد يسمونهم إجمالاً بعرب الشوا .. وكلمة شوا حسب دارسة سابقة لي تعنى "الجميلون" بلغة أظنها لغة الكانوري في نيجريا .. وبشكل رئيس فإن عرب الشوا هم البقارة .. في دارفور وكردفان .. وهى قبائل مشتركة .. بل ذات القبائل .. كما تقول مثلاً البرقو في نيجيريا وتشاد وفي السودان يسمون الصليحاب ..
بريمة
06-05-2022, 01:12 PM
Biraima M Adam Biraima M Adam
تاريخ التسجيل: 07-05-2005
مجموع المشاركات: 27610
Quote: ان شاءالله اعلق أو اعقب عليه بعد ما تخلص. تحياتي
والله منتظرين بكل شوق .. أنا زول دارس .. لكنك أنت أبن بطوطة في المنطقة .. لعلنا وبفضل الله أن نجدوا رؤية في هذا المحيط القاتم في دارفور .. نهتدوا بها ..
واحدة من رؤيتي أن نأتوا ببرفسير أوغستين هول .. من الكاميرون .. وبروفسير ليفي من أمريكا .. ويشوفوا حالتنا المستعصية في دارفور ونحتكموا إلي رؤيتهم للحل! ..
بريمة
06-05-2022, 01:12 PM
Biraima M Adam Biraima M Adam
تاريخ التسجيل: 07-05-2005
مجموع المشاركات: 27610
Quote: ان شاءالله اعلق أو اعقب عليه بعد ما تخلص. تحياتي
والله منتظرين بكل شوق .. أنا زول دارس .. لكنك أنت أبن بطوطة في المنطقة .. لعلنا وبفضل الله أن نجدوا رؤية في هذا المحيط القاتم في دارفور .. نهتدوا بها ..
واحدة من رؤيتي أن نأتوا ببرفسير أوغستين هول .. من الكاميرون .. وبروفسير ليفي من أمريكا .. ويشوفوا حالتنا المستعصية في دارفور ونحتكموا إلي رؤيتهم للحل! ..
بريمة
06-06-2022, 09:02 AM
Biraima M Adam Biraima M Adam
تاريخ التسجيل: 07-05-2005
مجموع المشاركات: 27610
Quote: هل هناك شبه بينما حدث هناك وماحدثوماسيحدث عندنا؟؟
والله ده سؤال متعجل؟
الأجابة يا ول أبا، يا دكتور محمد عبد الله
هى نعم!! في دار فور هناك سلطنات قائمة .. والقبائل العربية وفدت علي الأقليم بمثلا وفدت علي حوض بحيرة تشاد .. وهناك تداخلت مع سلطنات قائمة .. في الدراسة هى سلطنة الكوتوكو في شمال الكاميرون ..
وبحكم النظم الوراثية والتراتيبة الوراثية في السلطة .. تم إقصاء القبائل العربية من السلطة نهائياً في سلطنة الكوتوكو .. الأن في غرب دار فور ليس من حق أي من القبائل العربية أن يصبح سلطان لدار مساليت .. ونفس الشيئ ينطبق علي دار الفور، ودار زغاوة .. وكل السلطنات القائمة ..
شيئ أخر، الأرض .. كل سلطنة لها أرضها .. التى تعتبرها أرض أجدادها كما في حالة الكوتوكو .. ولا تعطي فيها أحد حقوق ملكية .. إلا في الحواكير المخصصة التى منحها السلطان للقبائل ...
هذه النظم التقليدية غير مرنة .. ولا تعبّر ولا تستطع أن تبنى دولة حضارية كما هو حال الكاميرون الأن .. ورغم وجود الدولة القومية في السودان .. مازالت دار فور تحتكم للموروث وعلي أساسة يتم تقسيم الناس إلي مواطنين أصلاء أهل أرض ودخلاء.
كلمة دخلاء أو مواطنون جدد هى بيت القصيد .. فاللسلطنات تساوي بين إنسان موجود في السودان قبل 350 سنة وأخر دخل بالأمس من دول الجوار .. كلهم دخلاء .. مما جعل كل وافد جديد يحتمى بالذي قبله بحثاً عن الأمان .. كما أن السوداني المقيم منذ 350 عاماً يجد دعماً لموقفه بالوافد الجديد.
أختلط الحابل بالنابل .. وظهرت المشاكل ..
بريمة
06-06-2022, 09:18 AM
Biraima M Adam Biraima M Adam
تاريخ التسجيل: 07-05-2005
مجموع المشاركات: 27610
Quote: هناك تغييرات جذرية في السياسة الكاميرونية على المستويات المحلية. بحسب الشروط الجديدة يجب أن يكون جميع الزعماء المحليين ينتخبون وفق قواعد التعددية ديمقراطية.
جميع الزعماء المحليين .. وهذه تشمل حتى السلاطين .. في كل دار .. يجب أنتخاب السلطان من جميع المواطنين .. هذا غير موجود .. قبيلة المساليت .. علي سبيل المثال نتخب سلطانها .. الورقة تقول .. أن أهل غرب دارفور .. ينتخبون قياداتهم بأسلوب ديمقراطي .. وهذا يعنى إذا الناس هناك أرتضوا نظام السلطنة .. الكل يترشح والكل ينتخب ..!
مثل هذا الفعل سوف يؤدي إلي إختفاء الأزداوجية .. في وجود قبائل عربية لها نظارها .. وقبائل المساليت أو القبائل الأخري التى لها سلاطينها .. ودا مخاض خطير علي القبائل العربية وعلي قبائل غرب دارفور غير العربية .. لأن في هذه الحالة الكل يضحي بموروثه التأريخي لصالح الخروج من نفق الأزمة .. وتأسيس دولة حضارية ..
بريمة
06-06-2022, 09:25 AM
Biraima M Adam Biraima M Adam
تاريخ التسجيل: 07-05-2005
مجموع المشاركات: 27610
توطين الرحل .. وتأسيس مرافق حضارية . ومدارس .. ومساجد .. ومحاولة تأسيس برامج ريادة الأعمال .. تصنيع منتجات الألبان .. واللحوم .. والدواجن وتربية الحيوانية الأخري مثل االجمال والحصين مع توفير الخدمات اللازمة لهم .. وهنا تقترح الحكومة الكاميرونية إقامة حظائر للحيونات .. مسيجة .. وبناء أبار إرتوازية في كل المزراع ..
لو الحكومة نفذت مثل هذا البرنامج .. برنامج توطين الرحل .. كل المشاكل الأمنية تحل .. يصبح لدينا المشكل السياسي فقط .. وهذه خطوة مهولة في طريق الحل الشامل.
بريمة
06-06-2022, 09:25 AM
Biraima M Adam Biraima M Adam
تاريخ التسجيل: 07-05-2005
مجموع المشاركات: 27610
توطين الرحل .. وتأسيس مرافق حضارية . ومدارس .. ومساجد .. ومحاولة تأسيس برامج ريادة الأعمال .. تصنيع منتجات الألبان .. واللحوم .. والدواجن وتربية الحيوانية الأخري مثل االجمال والحصين مع توفير الخدمات اللازمة لهم .. وهنا تقترح الحكومة الكاميرونية إقامة حظائر للحيونات .. مسيجة .. وبناء أبار إرتوازية في كل المزراع ..
لو الحكومة نفذت مثل هذا البرنامج .. برنامج توطين الرحل .. كل المشاكل الأمنية تحل .. يصبح لدينا المشكل السياسي فقط .. وهذه خطوة مهولة في طريق الحل الشامل.
بريمة
06-06-2022, 09:19 AM
محمد عبد الله الحسين محمد عبد الله الحسين
تاريخ التسجيل: 01-02-2013
مجموع المشاركات: 10924
ول أبا د. محمد عبد الله، سلام .. لاحظ أنا كتبت هذه الخلاصة .
Quote: الخلاصة لمن يريدون الخلاصات السريعة .. دار فور أمامها وحل لا فكاك منه .. وسوف تصل ذروته بسقوط أشكال وأنماط الأسس الأجتماعية والأنثربولوجية القائمة .. وإستبدالها بأشكال الديمقراطيات الحديثه .. وهذي في نظري نقطة مضيئة في الموضوع .. الديمقراطية تبدأ من دارفور ..
ذلك الوحل أو المخاض .. كما قلت سوف يكون عسيراً إلي حين خروج مثقفي دار فور مدعومين بالمثقف السوداني منتصرين .. وأهم ما في هذه النقطة هى توحيد أشكال السلطة .. سواء سلطة السلطان، الناظر، العمدة، الشرتاي، المقدوم وغيرها .. جميعها يجب أن تسقط ويحل محلها مثملي الأقليم المنتخبون من قبل سكانه .
أنا عايز أشوف قرارات جريئة من حاكم الأقليم يوحد فيها أوعية أتخاذ القرار .. حول شخص واحد في المحلية .. والدائرة ..والولاية .. ويشغل الناس تلك المناصب ليس بسبب الموروث بل بجدارتهم وأحقيتهم في شغل المنصب .. وعايز أشوف المثقفين يلتفون حول مثل هذه الأجندة ..
وإن شاء الله لو فعلوا مهما يطول ظلام ليلهم لكن سوف ينجلي الصبح علي وضع أفعل لجميع سكان الأقليم .. المتاريس الوراثية هى محور الصراع بين المثقف التواق لفجر جديد .. وبين الذين يتمترسون حول سلطة الأجداد الموروثة. .. وفي هذا تحويل حتى للصراع في الأقليم من صراع بين مكوناته إلي صراع حقيقي حول طبيعة السلطة التى تحكم ..
بريمة
06-06-2022, 02:34 PM
محمد نور عودو محمد نور عودو
تاريخ التسجيل: 01-08-2013
مجموع المشاركات: 6192
المهم في البوست وموضوع البوست يؤكد ان العرب أتوا مهاجرين الي إفريقيا ووضح مهنة العرب ومهنة معظم الأفارقة السكان الأصليين للقارة وارتباط مصالح بعضهم البعض حيث كل واحد يحتاج للثاني. هذا الوضع كان في دارفور قبل عام 1980لكن الأمور تغيرت عندما قامت حكومات المركز بزرع المشاكل بين سكان الإقليم وتسليح قبائل بعينها ثم انحياز لها ضد الطرف الآخر حتي تطورت الأمور ووصلنا الي ما نحن فيه اليوم . اما بالنسبة سؤالك.( لماذا نجحت دولة الكاميرون إلي هنا نفتح الموضوع للنقاش .. لماذا نجحت دولة الكاميرون في حل اشكالات السكان الأصليين مع الرعاة الوافدين؟ اعتقد الجواب في تقديري اولا الوافد في الكاميرون عارف نسفو وافد ومعترف وهو يعيش وعايش في ارض غير ارضو رغم العيش في المنطقة قرون من الزمن لكن له الحق العيش والانتفاع من المنطقة بالقانون أو حتي بالاعراف المحلية والسكان الأصليين ايضا عارفين هؤلاء الوافدين أصبحوا جزء لا يتجزأ من المنطقة بالقانون أو بالاعراف المحلية ايضا. وتجمعهم مصالح مشتركة اقتصادية اجتماعية وغيرها لذلك من الصعب استغناء طرف عن الطرف الآخر ثم الكاميرون استفادت من حكمة الرئيس الراحل أحمدو أهيجو اول رئيس للكاميرون بعد الاستقلال الذي قام بتوحيد الكاميرون وأسس نظام حكام إداري في البلاد ساهم في استقرار في الكاميرون وهو ينحدر من منطقة غاروا شمال شرق الكاميرون التي تقطنتها الاثينات العربية. المشكلة السودانية لن تنحل الا باعتراف اخطاءنا وقبول بعضنا البعض لانو الشخص السوداني الشخص الوحيد في العالم يقبل اي شخص غير سوداني ويرفض أخيه السوداني . وأعتقد موضوع البوست خير مثال علينا الاستفادة منه.
06-06-2022, 02:57 PM
Abdelrahim Mohmed Salih Abdelrahim Mohmed Salih
تاريخ التسجيل: 04-13-2016
مجموع المشاركات: 958
يا سلام يا بريمه البوست فعلا نوعي وشحمان شديد ومجال الانثربولجى واسع وخصب لفهم الحاضر والمستقبل وتحديدا فى افريقيا التى لم لاتزال فى مرحله لافا ثقافيه وإثنيه تفاعلاتها تعنى صدام وحراك طبيعى بحثا عن الاستقرار.....هل يمكن التنبؤ ب المستقبل القريب استنادا على نظريات الانثربولجي واهم من ذلك هل يمكن الاستعانه بهذة الدراسات لتجنب حروبات محتمله فى سياق الحراك الناتج عن تفاعلات الجماعات المختلفه إثنيا وثقافيا وكذلك نشاطاتها بين الرعى والاستقرار الجاذب على المدى البعيد وما يتطلبه من اسس قوامها الارض وما ادراك ما الارض فى رمزيتها ودورها على مدار التاريخ البشرى ربنا يدينا الوقت نتابع الدراسه المهمه....
06-07-2022, 10:26 AM
Biraima M Adam Biraima M Adam
تاريخ التسجيل: 07-05-2005
مجموع المشاركات: 27610
Quote: هل يمكن التنبؤ ب المستقبل القريب استنادا على نظريات الانثربولجي واهم من ذلك هل يمكن الاستعانه بهذة الدراسات لتجنب حروبات محتمله فى سياق الحراك الناتج عن تفاعلات الجماعات المختلفه إثنيا وثقافيا وكذلك نشاطاتها بين الرعى والاستقرار الجاذب على المدى البعيد وما يتطلبه من اسس قوامها الارض وما ادراك ما الارض فى رمزيتها ودورها على مدار التاريخ البشرى
مثل هذا السؤال .. الخواجات يقولون عليه .. open-ended question .. سؤال مفتوح .. ويصعب الأجابة عليه في إطار عام .. لكن لو أعتمدنا الدراسة .. أجابة إجابات عريضة وبالفم المليان بالأيجاب ..
أولاً .. أنظر حاجة بسيطة .. الدراسة توصلت إلي أن أشكال بناء الرحل لقراهم حتى الدائمة .. والفرقان .. كلها أشكالها دائرية .. في حين شعب الكوتوكو مبانيهم أشكال مستطيلة .. وسوقفها مسطحة وهى مبينة من الطين اللبن المجفف بالشمش .. فأقترحت الدراسة إدخال الطوب في بناء العرب الرحل في المستقرين منهم .. هنا، بس بأشكالها المنازل أصبحوا والجماعات الأخري هناك شيئ يجمعهم .. ثم أدخلوا نظام تسوير وتسييج المنازل .. ثم المرافق .. وهكذا تم فصل المستقرين من الرعاة والمتجولين منهم ثقافياً بس بأشكال أبنيتهم .. وصار المستقرون أكثر قرباً للمجموعات وكذلك تقبلهم الناس .. حكاية من قبل يشيروا عليهم ها دلاك عرب شوا .. أنتهت بسبب أشكال البناء .. الدارسة فيها فلفلة شديدة وإعادة صياغة .. social engineering للمجتمع من كل جوانبه ..
بريمة
06-07-2022, 10:11 AM
Biraima M Adam Biraima M Adam
تاريخ التسجيل: 07-05-2005
مجموع المشاركات: 27610
ول أبا محمد نور عودو سلام .. أنت مثقف عضوي .. لكنك في ردك أرتكست ..
Quote: يؤكد ان العرب أتوا مهاجرين الي إفريقيا ووضح مهنة العرب ومهنة معظم الأفارقة السكان الأصليين للقارة
ثم أنظر قولك
Quote: الوافد في الكاميرون عارف نسفو وافد ومعترف وهو يعيش وعايش في ارض غير ارضو رغم العيش في المنطقة قرون من الزمن لكن له الحق العيش والانتفاع من المنطقة بالقانون أو حتي بالاعراف المحلية والسكان الأصليين ايضا عارفين هؤلاء الوافدين أصبحوا جزء لا يتجزأ من المنطقة بالقانون أو بالاعراف المحلية ايضا.
مثل هذه النقاط هى في نظري cheap shots .. محاولة تسجيل أهداف ..
هل في الهجرات عيب يا ول أبا؟.. ما ياهو أنا وأنت مهاجرين !! أتينا إلي بلاد غيرنا وأنتسبنا لجنسيتها .. كما تقول لافته كبيرة في كل مكاتب الهجرة في أمريكا: "لا يأتي المهاجر ببقجة اغراض، بل إن إينشتاين كان مهاجراً". لو المسألة تسجيل أهداف .. أنا ح أعمل واحد من أثنين .. إما أصم أذني وأستغشي ثيابي .. ودار ما دخلت شر .. أو يكون قلبي حار وحمش .. أشيل سلاحي وأدواس في معارك أشبه بضرب الرجال البلهاء لبعضهم البعض ..
هذا النمط من التفكير هو الذي يكرس للموروثات القديمة ويقطع الطريق أمام تأسيس دولة حضارية ..
أهم نقطة في طرحك هى أنك تفكر تفكير جاد .. في شكل من اشكال إيجاد صيغة للحل .. هنا يا ول أبا،
Quote: تجمعهم مصالح مشتركة اقتصادية اجتماعية وغيرها لذلك من الصعب استغناء طرف عن الطرف الآخر
دا مدخل لأطروحة للحل .. وعليك أن تبلور رؤيتك للحل حول هذه الأطرحة .. لو شايف، أنا توصلت أن الموروثات القديمة هى التى أهلكتنا .. وأري إذا ليس هناك من بد من النظار والعمد .. فليكونوا هم الممثليين لقبائلهم في سلطة القرار .. وبالتأكيد السياسيون ح يدخلوا في الخط.
محتاجين تفكير خارج الصندوق ..
بريمة
06-07-2022, 12:24 PM
محمد نور عودو محمد نور عودو
تاريخ التسجيل: 01-08-2013
مجموع المشاركات: 6192
سلامات باشمهندس بريمة. وتحية طيبة يبدو الحوار يطول بنا في هذا البوست وأمل ان نكون واقعيين في طرحنا لاني اري هذا البوست احسن نموذج يهتدي به لحلحلة المشكلة السودانية أو مساهمة لحلحلة المشكلة ثم يا اخي لماذا تضع نفسك في محل الخصم حتي اسجل فيك اهداف؟ لا يا بريمة نحن هنا غايتنا وجود أو مساهمة لوجود مخرج من نحن فيه اليوم في السودان ولسنا خصوم لينتصر واحد منا علي الاخر . فاستحملنا يا باش يا اخي بريمة انا لم ولن اعيب الهجرة ولا الوافد لكن اعيب وارفض أسلوب المهاجر الوافد تجاه سكان الأصليين مثلما حدث للهنود الحمر في أمريكا والسكان الأصليين في استراليا وغيرها من المناطق في العالم واعيب وارفض سلوك السكان الأصليين تجاه المهاجرين والوافدين من تحريمهم من الانتفاع من الأرض وتحريمهم من التعليم وبعض الأعمال ومن الخدمة المدنية وغيرها . انا زرتا منطقة غاروا وكسري شمال شرق ا وشرق لكاميرون وهذه المناطق معظم سكانها عرب فيهم العرب الرحل والمستقرين وسبب نجاح الحكومة الكاميرونية في استقرار هذه المنطقة كما ذكرتا من قبل يا بريمة هي العدالة والانصياع للقانون لان هناك كل شخص بعرف نفسه وعمله وحدوده وكل من يتعدي حدوده يطاله العقاب بالقانون غض النظر عن الاثنية او غيرها. نعم انت وانا مهاجرين لكننا كمهاجرين نعرف انسفنا مهاجرين ووافدين وانت قد تكون أمريكي الجنسية وانا قد أكون فرنسي الجنسية لكن بالقانون ونظل مهاجرين ووافدين حتي احفادنا يظلوا وافدين في نظر السكان الأصليين يابريمة وهناك كم رئيس أمريكي حكم أمريكا كامريكي لكن دائما يذكرون اصوله ومن أين اتي اجداده. يمكن كلمة وافد قد لا تعجبك لكن الوافد سيظل وافد.ومهاجر في نظر السكان الأصليين. لقد ذكرت ان النموذج الكاميروني خير نموذج نهتدي به في السودان وخاصة في مناطق النزاع دارفور وجبال النوبة وكردفان عموما والنيل والأزرق وهذا لا يتم الا بقبول الأطراف المتنازعة ببعضهم البعض ومعرفة مصالحهم المشتركة منذ قرون والاعتراف باخطاءهم ومعرفة حقوقهم. المشكلة السودانية حلها يتم بين السودانيين أنفسهم لا وسطاء من الامم المتحدة او الجامعة العربية ولا الاتحاد الافريقي وغيرها من المنظمات او الدول ولن ينزل ملك من السماء ليحل المشكلة السودانية .
06-08-2022, 06:07 AM
Biraima M Adam Biraima M Adam
تاريخ التسجيل: 07-05-2005
مجموع المشاركات: 27610
Quote: المشكلة ثم يا اخي لماذا تضع نفسك في محل الخصم حتي اسجل فيك اهداف؟ لا يا بريمة نحن هنا غايتنا وجود أو مساهمة لوجود مخرج من نحن فيه اليوم في السودان ولسنا خصوم لينتصر واحد منا علي الاخر . فاستحملنا يا باش
هذه لفتة عظيمة .. أقول ليك والله لو وضعنا رؤوسنا كأبناء لهذا الشعب السوداني دون تنصنيفات لو أعترضنا صخر لنحتناه .. ونعبر .. (كلمة نعبر .. حقوق الملكية محفوظة لرئيس الوزراء السيد حمدوك) ..
دعنى نذكرك .. أي كلمة تقولها في حق إنسان وهو لا يرغب فيها .. تعتبر إستريوتايب .. أنا أفتكر محتاجين لجمع كل الكلمات التى يستعر منها الناس ونضعوها ضمن المنهى عنه .. بل الناس تدعم فرض حظهرها بالقانون ..
موضوع العدالة ..
Quote: انا زرتا منطقة غاروا وكسري شمال شرق ا وشرق لكاميرون وهذه المناطق معظم سكانها عرب فيهم العرب الرحل والمستقرين وسبب نجاح الحكومة الكاميرونية في استقرار هذه المنطقة كما ذكرتا من قبل يا بريمة هي العدالة والانصياع للقانون لان هناك كل شخص بعرف نفسه وعمله وحدوده وكل من يتعدي حدوده يطاله العقاب بالقانون غض النظر عن الاثنية او غيرها.
شخصي قرأت بكثرة لأثنين من مثقفي أبناء النوبة في الحركة الشعبية مولانا إدريس النور شالو ومولانا متوكل عثمان سلامات ..هؤلاء القاضيين كتبا بأسهاب ممل عن موضوع العدالة الأنتقالية .. وحقوق الضحايا .. أعجبت جداً بثراء تجربتهم وخبراتهم ..
لكن السؤال يا ول أبا، من يملك العدالة في سودان اليوم؟ هذا السؤال أسأله بكل جد وتجرد .. وإجابتي عليه لا يوجد من يملك حق العدالة في السودان .. وعلي هذا لا توجد عدالة .. إذا كان داخل دور القضاء يتم سب الناس بأشكالهم .. إذاً من من ننتظر العدالة؟ .. وأكرر لا توجد عدالة .. إما نحتكم لأسلوب الغاب ونقتص لمن مات منا، أو نرفع أمرنا إلي الله. وعلي هذا أري، أرساء مؤسسات العدالة أولاً هى ضمن الحلول لمشاكل السودان .. أنا لا أبحث عن العدالة في هذه المرحلة .. أنا أبحث عن وقف نزيف الدم، وقف القتل المجاني للأنسان البسيط .. وفض الأشتباكات التى نحن فيها كل يوم واخر ويروح ضحيتها البسطاء ..
وتجدني أطرح السؤال لماذا يشتبك المواطنون؟ لماذا يتقاتل المواطنون فيما بينهم؟ هذا يعنى أن هناك من يحرك الأشكال .. وله مآرب من وراء موت الناس .. مثلاً والي غرب دارفور أشار أن القتل وراءه أجندات سياسية .. هذا هو وحل دارفور ومخاضها العسير ..
ما الحل: من خلال الورقة التى نتدارسها .. الحل في تقليل التقاطعات بين المواطنين .. فض الأحتكاك ما بين الراعي والمزارع .. الورقة قدمت رؤية توطين الرعاة .. في وجهة نظري، وأنا متخصص في الموارد الطبيعية وأكملت من قبل وصححت الدكتوراة في هذا المجال وجاء منادي الهجرة وقطعت الرسالة وهى مكتملة .. إذن علي حسب وجهة نظري العلمية الثابته .. أن حزام السافنا الذي نعيش فيه .. لا يسند توطين الرعاة .. لاسباب إيكولوجية .. منها هشاشة التربة، التعرية، وقلة الأعلاف، شح المياه .. (أضف إليها تراث الرعي نفسه عقبة ضد التوطين) وغيرها .. أضف إلي ذلك ضعف الموارد الأقتصادية للدولة لكي تساعد في درأ هذه الاسباب .. الخلاصة هنا .. التوطين ليس حل في دارفور ..!
الحل الذي اراه موقتاً .. فتح مسارات الرعاة .. وتخطيطها .. بحيث تبعد المزارع من المرحال وموارد المياه في المرحال .. هل تصدق كل مناطق نزول الرعاة تحتاج لدائرة نصف قطرها أقل من 10 كليومترات .. والمرحال أقل 3 كليومتر علي طرفي المرحال .. دار فور فيها 12 مرحال رئيسية .. 6 مرحال غرب الجبل و6 شرق الجبل ..
وبهذه البساطة ح نقطع الطريق أمام الموت المجاني .. ثم نركن بعد ذلك إلي بحث إشكال العدالة .. والقضية السياسية .. ومثل هذه الأشكالات الأخيرة "دا شعر أنا ما عندي له رقبة"! .. وأظن دا مجالكم كسياسيين ..
بريمة
06-07-2022, 12:30 PM
محمد عبد الله الحسين محمد عبد الله الحسين
تاريخ التسجيل: 01-02-2013
مجموع المشاركات: 10924
تساؤلاتي بتساعدني أنا على الأقل في لملمة أطراف الموضوع ... لذلك أتمنى الرد من كل من يملك المعلومات المؤكدة او يوضح لنا تسلسل او تطور المشكلة.. بالمناسبة كتب الكثيرون بأن من بين مشكلة دارفور هي التنافس على الموارد و كما جاء كذلك في كتاب د. سليمان محمد سليمان و الذي أشار إليه الأخ بكري.. وفي نفس النقطة وجدت تعليقا عابرا من المحبوب عبدالسلام بمقتبساً أن نظرية التنافس التنافس على الموارد كنظرية لتبرير الحروب الإثنية قد تراجعت للوراء.. وكنت أتمنى أن أجد تعليقا من البعض...سأحاول أن أرجع لتلك المقالات.. كذلك أشير لبوست الأخ كبر حول الأزمة السودانية و إشارته في العنوان لموت الايديولوجية.. وهي مماثلة لنداء منظري ما بعد الحداثة بمووت المؤلف و موت السرديات (الايديولوجيات) االكبرى كما يقول بعض المفكرين.. وهكذا نجد أن المواضيع وكذا الأفكار تلتقي لتفترق ولكن يوجد بينها خيط ما.. فموضوع الهوية هو الآن الرابط بين كثير من الديناميات السياسية و الاجتماعية و الفكرية.. التحية هنا للأخ كبر الذي نعتذر له عن تقصيرنا في متابعة موضوعه الكبير.. وفي الحقيقة المنبر الآن يعج بموضوعات و كتابات مميزة...فالواحد يجد نفسه مقصر ليس عن المتابعة بعمق فقط و لكن حتى التعليق بما يشعر الكاتب باهمية ما يكتب. عذرا تشعب الحديث دوائر كما تقول نازك الملائكة.. واصل أخ بريمة
06-08-2022, 06:23 AM
Biraima M Adam Biraima M Adam
تاريخ التسجيل: 07-05-2005
مجموع المشاركات: 27610
سوف نأتيك بالأجابة بإذن الله .. طُرحت أوراق كثيرة من قامات كبيرة .. في أقليم دارفور .. شخصت المشكلة تشخيص تام .. وسوف أبحث عنها وأحضار اللينكات ..
معنا في الحوار، ول أبا محمد نور عودو .. وهو مسؤول سياسي في حركة العدل والمساواة .. حركتهم قدمت الأشكال في الكتاب الأسود .. ومثقفي الحركة قدموا رؤوية وشروحات .. دكتور مادبو من أوائل الذين قدموا رؤوية للمشكلة في الأقليم .. وشخصي كتبت كثير من المقالات ما بين عامي 2004 - 2006م تشرح جذور المشاكل في غرب السودان .. دارفور، جنوب كردفان والنيل الأزرق ..
عموماً مشكلة دارفور السياسية بدأت مبكراً .. منذ حركة اللهيب الأحمر، وحركة السوينى، ثم حركة المرحوم يحيي بولاد عضو الجبهة الأسلامية .. ثم أنفجر الوضع .. المشاكل ما بين القبائل بدأت حوالي 1958م .. وقبائل دارفور بأكلمها تقاتلت فيما بينها .. قبائل عربية ضد قبائل عربية، قبائل عربية ضد قبائل أفريقية، قبائل أفريقية ضد قبائل أفريقية .. وفي بعض الأحيان حصلت أحلاف بين قبائل عربية وأفريقية ضد أخري عربية أو غير عربية .. كتاب ( السودان: حروب الموارد، دكتور محمد سليمان) .. موجود في النت في "فايل pdf .." رصد كل الحروب القبيلة في دارفور حتى عام 1990م بصورة مستفيضة.
------------ نهاية الاسبوع ح أرصد ليكم الحاجات دي ..
بريمة
06-08-2022, 06:37 AM
Biraima M Adam Biraima M Adam
تاريخ التسجيل: 07-05-2005
مجموع المشاركات: 27610
نلفت نظركم .. أن كتاب دكتور محمد سليمان محمد، "السودان: حروب الموارد" هو غير كتاب دكتور سلمان محمد سلمن .. دكتور محمد سليمان محمد هو شخصية مختلفة عن دكتور سلمان محمد سلمان، خبير الأمم المتحدة ..
وهذه ما وجب التنويه إليه.
بريمة
06-08-2022, 10:19 AM
محمد عبد الله الحسين محمد عبد الله الحسين
تاريخ التسجيل: 01-02-2013
مجموع المشاركات: 10924
هذا مقطع أو اقتباس من مقالة المحبوب عبدالسلام في الروزنامة الاسبوعية لكمال الجزولي..و أنا هنااقتطعه ليس لاتفاقي او اختلافي مع الفكرة ( والفكرة أساساً ليست فكرته) ولكني أوردها هنا لإقاء الضوء على بعض المساهمات الفكرية و الجدلية للعلماء حول الصراعات السياسية خصوصا في القارة الأفريقية.. و صاحب الكتاب الأصلي المشار إليه يقلل من شأن بعض الأفكار و النظريات التي طالما عبأ منها السياسيون و اعتمدوا عليها لتمرير أجندتهم و لخداع أشباه المثقفين و لصناعة أجندتهم الخاصة وحشد المؤيدين..والذين قد لا يعون الدروس إلا بعد عقود و بعد أن تهدم الصوامع والبيع و المساجد و بعد أن تنضب الآبار.. آفتنا نحن السودانيين هي الكسل الفكري الذي يجعلنا نتلهف لاصطياد التوصيفات و الشروحات وحتى التعبيرات والأوصاف الجاهزة... حتى لا أطيل اكتفي بتنزيل المقتطف الذي أورده المحبوب: (عندما حطت الطائرة في مطار جوبا كان الكتاب الذى أقرأه هو “السياسة العرقية” للباحث الأميركي فيليب روسلر، والذى، للمفارقة، يبدأه بمدخل يسرد، بالتفصيل، قصة الخلاف بين الرئيس ونائبه عام ٢٠١٦م، والذى أفضي لأحداث مروعة في جوبا ومدن أخرى في الجنوب. لكنه، بعد ذلك، يخصص نحو ٤٥% من صفحات الكتاب البالغة (٣٨٩) لقصة دارفور، يستهلها بسؤال نبيه: لماذا لم ينجح تمرد المهندس داؤود يحي بولاد عام ١٩٩٢م، فيما أفلح الطبيب خليل ابراهيم في صك آذان العالم عام ٢٠٠٣م؟! وإذ يناقش المؤلف، وفق منهج جديد تخلى فيه علم الاجتماع السياسي عن تبنى تفسير الأزمات الكبيرة وفق الجدليات الكبيرة، صراع الهامش والمركز، وتناقض المزارعين والرعاة، وقسمة السلطة والثروة، كما تجاوز ذات العلم، بهذا المنهج الجديد، السرديات المفصلة، فإن الكثير من الباحثين ينال الماجستير والدكتوراة لأنه أعان جامعته، ومَن وراءها، بتفاصيل نشأة الصراع، وتطوره، وأسماء قادته، وتاريخ معاركه، ومفاوضاته، فهو، ببساط، يورد ذات السرديات المفصلة. المنهج الجديد الذى انتهى اليه ذلك العلم المهم هو المزاوجة بين الماكرو والميكرو. وفيما يشير المؤلف الى عشرين بلداً افريقياً تجنب الحرب الأهلية فإن هنالك تسعة عشر أخرى قد تورطت فيها بالكامل! ففي افريقيا عادة ما تخوض حرب التحرير قبيلتان، الكبرى والأصغر، ومع الاستقلال يتولى زعيم الأولى منصب الرئيس، فيما يصبح زعيم الثانية نائب الرئيس، ليبدأ الصراع الأزلي! فالرئيس يظل مهجوساً موسوساً بأن نائبه يفكر بالانقلاب عليه، فيجفف موارده كافة، ثم يقصيه، فلا يجد النائب بداً من اشتراع الحرب الأهلية الشاملة، أو “مأزق الانقلاب والحرب الاهلية” كما أسماها المؤلف. الحكمة ألا تقصى مواطنيك أو تقتلهم فتضطرهم للحرب، وألا تجفف منابعهم فتلجئهم الى شرب الدماء! يعجز الكثيرون عن إبداع الفكرة العبقرية للحل الوحيد، وهو الاستيعاب، لا لأنهم أغبياء، ولكن بسبب شح الأنفس، فالشح والطمع هما موئل الغباء الذى يحجب البصر، فيغدو الانسان عدو نفسه، ويروح يطلق النار على قدميه! . آفة الحرب الأهلية، وإن ضمنت انتصار فصيل لأنه الأوفر قوة مادية، أنها تورث الفتن المتناسلة التي تحبس البلاد عن الاستقرار والتقدم، بل وعن السياسة، دعك عن الديمقراطية!)
06-23-2022, 06:03 AM
Biraima M Adam Biraima M Adam
تاريخ التسجيل: 07-05-2005
مجموع المشاركات: 27610
طرح ونقاش مستبق للأحداث أو كان يحس بارهاص للتحولات..
* أنا نسيت هذا الموضوع ومداخلاتي وحتى لا أذكر أني علقت فيه...إلا بعد أن قرأته...
ولفت نظري حديث المحبوب المنقول عن تراجع مقاربة الهامش والمركز..
الغريبة قبل عام كنت أقرأ بشكل متقطع لكاتب أمريكي مهتم بالتاريخ اسمه بيتر غران تحدث في مقاربة قدمها باعتبارها تفسير بديل
للمركزية الأوروبية.. والمقاربة وردت في كتاب THE RISE OF RICH صعود الأغنياء، و لكن المترجمة ومن استشارتهم رأت أنه من الأوفق أن يكون العنوان :
"صعود أصحاب النفوذ"..الفكرة تقول أن الأغنياء في الشرق أو الغرب أو في أي مكان يتحالفون( بغض النظر عن خلفياتهم العرقية أو الإثنية) فيكونوا هم رواد التغيير.
وتصديقا لذلك كانت النخبة السياسية خلال فترة الانقاذ من كافة ألوان الطيف الجهوي/ القبلي.
لذلك رأيت حسب وجهة نظري المتواضعة( أو بالأحرى تساءلت) هل تحالف مقاربة صعود أو تحالف الأغنياء/ أصحاب النفوذ" أكثر عمقا لتفسير حركة التاريخ والمجتمعات
أكثر من مقاربة المركز والهامش؟ ,اظنني أسهبت كثيرا في الشرح..
07-29-2023, 02:39 PM
Zakaria Fadel Zakaria Fadel
تاريخ التسجيل: 01-24-2013
مجموع المشاركات: 2002
(( عربان الشتات ومشروع اعادة توطينهم في السودان)) /الدكتور الدرديري محمد أحمد/ *كنت أرى فى الإهتمام الكبير من قبل الدوله بقوات الدعم السريع وقيادته منذ أيام البشير ومرورآ بالفترة الإنتقاليه وميض نار تحت الرماد وكنت أخشى ان يكون لها ضرام. فقد كنت موقنا ان هناك من يقودنا لحرب ضارية لا تبقي ولا تذر* .. *فالكثيرون لم يسمعوا ان بالنيجر او مالي عربا الا بعد هذا الغزو للسودان فما هوية هؤلاء العربان .. والمشروع الذي كان وراء جلبهم من مضاربهم البعيدة الى عاصمة بلادنا ليعيثون فيها فسادا*. *هؤلاء البدو عرفوا بشدة المراس والاغارة على الضواحي وافساد السابلة" كما ذكر ابن خلدون. والجدير بالذكر بعض القبائل العربية دخلت افريقيا بحثا عن المرعى فبعضا منها سار في ركاب جماعة اتجهت تلقاء الغرب متتبعة الواحات المنتشرة على الخط الفاصل بين الصحراء الكبرى وحزام السافانا ليستقر. بها المقام في موريتانيا، واغلب هؤلاء من القيسيين. بينما توغل القسم الاخر الى الجنوب الغربي متتبعا وادي الملك في ظعن متمهل استمر لأربعة قرون ليلقوا عصا التسيار عند حوض بحيرة تشاد وشمالي الكاميرون ونيجيريا، وهؤلاء من جذام*. *أما قبيلة جهينة فقد قصدت الى حوض بحيرة تشاد لتبلغه في حوالي ١٤٦٠ للميلاد، اي بعد ظعن وإنتجاع استمر لأربعمائة عام. وبعد حادثة "شقة الناقة" او "ناقة العريقي"، المشهورة في ميثولوجيا هذه القبائل، والتي وقعت نحوا عام ١٥٦٠ للميلاد انفتل جزء من هذه القبائل نحو الجنوب الشرقي ليدخل الحزام المطير في دارفور وكردفان بينما بقي آخرون في حوض بحيرة تشاد او يمموا مع نهر شاري غربا تلقاء ما يعرف الان بالنيجر ومالي وما ورائها. هؤلاء هم من يعنيهم هذا المقال بعبارة "عربان الشتات."* *لم يعتني عالمنا العربي بدراسة هذه الهجرات او عرب الشتات الذين نتجوا عنها*. *غير ان اليهود هم من اولوا هذه الهجرات اهتماما اوسع ودرسوها بالطرق العلمية الحديثة ليقفوا على واقع وخصائص شعوب الشتات العربي ويتبينوا أنجع السبل للتعامل معها وكيفية توظيفها لخدمة اغراضهم. فأنفقوا في ذلك الملايين. ونتجت عن جهدهم مكتبة تضم المئات من الدراسات التي اتبعت في اعدادها أفضل مناهج علم الاجناس* Anthropology *وتقنيات الحمض النووي .DNA *وبينما أتيح قسم من هذه الدراسات للدارسين عبر محركات البحث الأكاديمي بالأنترنت، فهناك ما هو مصنف تحت درجات السرية العالية*. *واذكر من الدراسات المفتوحة دراسة لتوماس ليفي وأوغستين هول نشرت عام ٢٠٠٢ في مجلة* Journal of Anthropological Archeology *عقدت تلك الدراسة مقارنة بين هجرة اليهود الى ارض كنعان حوالي ١١٠٠-١٣٠٠ قبل الميلاد وهجرة اعراب جذام الى شمالي الكاميرون ونيجيريا خلال الفترة من ١٠٥٠ -١٣٩٠ ميلادية، ممن يعرفون حاليا باسم "عرب الشُوا"* Shuwa Arabs. *الاطروحة الاساسية التي تثبتها تلك الدراسة هي أن الهجرات تمثل قوى فعالة في تكوين هويات الشعوب. فالهجرة الرئيسة لشعب ما تترسخ في "الذاكرة الجمعية" لذلك الشعب وتشكل شخصيته. فمثلما ان رحلة التيه عبر صحراء سيناء قد شكلت هوية الإسرائيليين فان الهجرة لأربعة قرون بمحاذاة حوض النيل ثم وادي الملك هي العامل الحاسم في تكوين هوية عرب الشوا بشمال الكاميرون. وبالرغم من تباعد النموذجين موضوع الدراسة تم التوصل الي انه في الحالتين كانت للهجرة الطويلة ذات الاثار على تشكيل هوية الشعبين دخل عربان الشتات لأول مرة في معادلات السياسة الدولية عام ٢٠٠٣ حين تم استخدام قسم منهم لإشعال فتنة دارفور. ثم توسع نطاق استخدامهم في عملية عاصفة الحزم التي أطلقت في مارس ٢٠١٥. حيث تم استجلابهم الى اليمن تحت مظلة الدعم السريع ليكسروا شوكة الحوثيين. واخيرا أتي بهم لاجتياح الخرطوم. وفي هذه المرة يتضمن السيناريو جعل السودان وطنا بديلا لهؤلاء العربان لتغيير التركيبة السكانية فيه على نحو يخلخل المجتمع السوداني التقليدي. ومشروع إعادة توطين عربان الشتات بالسودان جزء من مشروع كبير يهدف لإبدال النخبة السياسية في بلادنا بنخبة علمانية المزاج. نخبة تهيئ لتجاوز الثقافة التي ولدت لاءات الخرطوم الثلاث، تلك اللاءات التي لا تزال اسرائيل تعتبرها شوكة في خاصرتها. بل نخبة تتجاوز ما يسميه البعض "سودان ٥٦". وإذا كان تغيير النخبة السياسية هو مشروع الغرب كله، تقوده امريكا وتقرها عليه اوروبا وتحركه إسرائيل من وراء ستار، فإن لفرنسا مشروعا خاصا بها ترجو تحقيقه بإعادة توطين عربان الشتات بالسودان. فهي ترغب في التخلص من هذه المجموعات العرقية التي ترفض الاندماج في مجتمعاتها المحلية في الامبراطورية الفرنسية بغرب افريقيا وتنشط في تهريب البشر والاتجار في الاسلحة الصغيرة وترتبط بمنظمات ارهابية من شاكلة بوكو حرام وبعصابات اجرامية عابرة للحدود. خلال العامين الاخيرين دخل تنفيذ هذه العملية مراحل متقدمة، وتولاه ميدانيا نفر مرتبطون بالأمارات ومن خلالها بفرنسا واسرائيل. اذ تولى الاشراف العام على تنفيذ المخطط محمد صالح النظيف وزير خارجية تشاد الحالي، الذي ينحدر من ماهرية تشاد. وقد كُلف في مارس ٢٠٢١ (بدعم معلن من فرنسا، وبتدبير خفي من الموساد ولا شك) بشغل منصب "الممثل الخاص للأمين العام للأمم المتحدة في منطقة غرب أفريقيا ومنطقة الساحل"، ذلك ليدير كامل المسرح على اتساعه ببشره وبُجره. وتزامن تكليف النظيف مع انتخاب محمد بازوم رئيسا للنيجر في ابريل ٢٠٢١، ايضا بترحيب معلن من فرنسا. هذا رغما عن ان الأقلية العربية في النيجر لا تكاد تبلغ ١٪ من سكان تلك البلاد. بالطبع توافق هذا كله مع تولي حميدتي منصب نائب الرئيس في السودان. ولا ننسى ان حميدتي، وليس البرهان، هو الذي تلقى دعوةً للسفر للنيجر لحضور حفل تنصيب بازوم. ما ان سلس القياد لهذا الثالوث حتى تكثفت الدعاية في تشاد والنيجر ومالي لتوطين عربان الشتات بالسودان. وتقبل العربان الفكرة خاصة انها جاءت مصحوبة بضمان ان من يجندوا سينتدبون لليمن. فذلك امر تبينوا جدواه، اذ *تغيرت حيوات من عادوا من اليمن وتحققت احلامهم. وهكذا انطلق المشروع حثيثا. فما هي الا أشهر قليلة حتى تم نشر ماكينات اصدار البطاقة القومية السودانية وجواز السفر السوداني شرقي النيجر وجنوبي ليبيا. وبالطبع ربطت هذه الماكينات عبر الاقمار الصناعية بشبكة السجل المدني في الخرطوم. فاذا صدر الرقم الوطني المعين من موقع بالنيجر او الكفرة لا يعاد اصداره مرة أخرى بالسودان، بل يبدو وكأنه قد صدر من البينية او مجمع الخدمات بالسجانة او غير ذلك من المواقع. وهكذا حصلت اعداد لا يعلمها الا الله على الرقم الوطني السوداني وكذلك جواز السفر. ثم بدأت الخطوة التالية والتي هي ادخال عشرات الآلاف من هؤلاء الشبان “السودانيين" الى موطنهم الجديد ونقلهم مباشرة لمعسكرات تدريب قوات الدعم السريع بزعم اعدادهم للالتحاق بالفرق المقاتلة في اليمن .. هؤلاء هم عربان الشتات. وهذه هي المؤامرة التي اتت بهم لدورنا في الخرطوم ومدننا وقرانا في دارفور وكردفان ومكنتهم من ارتكاب الفظائع المعلومة التي يندي لها الجبين غير ان هذه المؤامرة لم تكتمل فصولا بعد، فهي ترمي لتوطينهم في السودان* *وليس مجرد الإجتياح "فهناك حرب لابد من خوضها في هذه البلاد ضد هؤلاء الذين تجرأوا كثيرا" كيف يكسب شعبنا هذه الحرب بعد ان كسب جيشه معركة الخرطوم فماذا نحن فاعلون لنحول دون خلخلة مجتمعنا ولنمنع تكرار غزو عربان الشتات لديارنا وتوطنهم فيهاأترك للقارئ تسمية من دفعوا بعربان الشتات* *"لتشريقتهم" إلينا وأسميها "تشريقة"، مقابل "تغريبة" الهلاليين، لأن الغزاة الذين أتونا قد انطلقوا شرقاوليس غربا .. واترك للقارئ كذلك استحضار ما زود به مستنصر هذا الزمان الغزاة من عدة وعتاد مما ذاع خبره. ولا شك ان القارئ يتفق معي ان من دبروا هذا الغزو لن يبالوا بما لحق بالخرطوم واهلها، ولن ينفقوا درهما او دولارا لإعادة اعمارها، ولن يأبهوا إذا اندثر السودان وعفا اثره. هذا رغم ان السودان "جزء من المجتمع الدولي" كما كان يقول حمدوك*، *ورغم انه ملتزم بالتوقيع وشيكا على الاتفاقيات الابراهيمية، ورغم انه اجتهد لاسترضاء امريكا والسعودية بقبوله وساطتهما فاذا كان بنو السودان يعتبرون بمصائر من سبقهم من الامم، وإذا كانوا عارفين بالطبيعة المتوحشة للإقليم الذي فيه يعيشون، وإذا كانوا مدركين لشراسة المجتمع الدولي ومَكره الكُبَّار، فانه لا ينبغي لهم التعويل الا على الله وأنفسهم إذا أرادوا لبلادهم أن تقف على قدميها ولعاصمتهم ان تعود رياضاً غناء على مقرن النيلين. وأول مقتضيات ذلك هو ألا يسمحوا لما حدث بأن يشتت جمعهم ويفرق كلمتهم. فعليهم ان يسدوا المنافذ لمنع هذا الغزو من ان يتكرر .. فقد حرص من نظموا هذا الغزو الإستيطانى على الاستفادة من المسميات القبلية المشتركة لعربان الشتات مع بني عمومتهم من قبائل جهينة بالسودان. فكان الغطاء الذي استخدم لتنفيذ هذا المشروع الاستيطاني هو ادماج عربان الشتات في قبائل جهينة السودان ذات الأسماء القبلية المطابقة لمسميات قبائل عربان الشتات. فعربان الشتات ينتسبون الى الجد الأكبر "جنيد" الذي هو أيضا جد مجموعات كبيرة تستوطن دارفور وكردفان والنيل الأبيض. ويشمل ذلك الرزيقات والمسيرية والحوازمة والمحاميد والماهرية واولاد راشد وبني هلبة والتعايشة والهبانية والسلامات وخزام وسليم واولاد حميد. ويحظى اسم "جنيد" باحترام كبير في الذاكرة الجمعية لهذه القبائل. لذا أسس من نظموا "التشريقة" المئات من المنصات الاجتماعية والإعلامية في الفضاء الإسفيري تحمل اسم جنيد. واستأجروا المقار لذلك الكيان القديم الجديد. وسميت كبرى شركات آل دقلو "شركة الجنيد". ثم نفضوا الغبار عن ذكرى "عطية" و"حيماد"، إبني جنيد، وجعلوا بإسميهما تمظهرات سياسية لكيانين فرعيين. ولكن شتان بين أبناء جهينة السودان وعربان الشتات. فبسبب الهجرات التي تطاولت زمانا وتباعدت مكانا تباينت المجموعتان تباينا كبيرا رغم وحدة الأصل والاسم، فاتخذتا طرائق قددا وصارت لكل منهما شخصيتها وهويتها الخاصة. تلحظ ذلك في اختلاف اللهجات وطرق التحية والمأكل والملبس والنظافة الشخصية والمحكيات التراثية. كما تلحظه في رقة الدين لدى عربان الشتات وجهلهم بالشعائر والشرائع وبغضهم للغريب وعنصريتهم المفرطة وضعف دور المرأة لديهم .. إضافة الى الاثر الذي نتج عن اختلاف الهجرات، هناك تباين آخر بين المجموعتين حدث بسبب انصهار قبائل جهينة السودانية في البوتقة الوطنية في هذه البلاد نحوا من ثلاثة قرون طورت فيها هذه القبائل ولاء لوطنها الجديد وامتزجت في اعراقه المتعددة. فشاركت قبائل جهينة السودانية في ملاحم السودان ومشاهده الكبرى بدءا بمعركة المقدوم هاشم سلطان المسبعات ضد السلطان تيراب عام ١٧٩٠ ميلادية. حيث دخلت تلك القبائل في حلف مع العبدلاب لمناصرة المقدوم هاشم. كيف لا وكانت لها موجدة ضد السلطان تيراب وسلفه الذين أساءا معاملتهم وسلطا زبانيتهما على الظعائن والقطعان عند عبورها بلادهما. وضربت جهينة السودان بسهم وافر في الثورة المهدية، التي خرجت منها لها ما لها وعليها ما عليها شأنها في ذلك شأن كل قبائل السودان الكبرى. وحازوا في ربوع غرب السودان حواكير فسيحة غير متنازعة. فنَعِم الهبانية، مثلا، بدارهم "الكَلَكة الما ليها مَلَكة"، واعتز المسيرية بدار "دينقا ام الديار". وعلى ذلك قس. اذ ما من قبيل منهم الا وله بادية لا تقل مساحتها عن إنجلترا. ثم برز منهم افذاذ في الإدارة الاهلية ممن شبوا في بيئة صاغها ترتيل القرآن وتلاوة راتب الامام المهدي وصهيل الخيول وازيز النحاس، فتشربوا الفضائل السودانية كابرا عن كابر وأطلق حكماؤهم من طراز الناظر بابو نمر والناظر موسى مادبو والناظر علي الغالي مقولات جرت مجرى الأمثال. وقد زامل هؤلاء اضرابهم من زعماء العشائر الأخرى مثل شيخ العرب عوض الكريم أبو سن والناظر علي التوم نداً لند وبادلوهم وداً بود. وكانت بيوت النظار في دارفور وكردفان رائدة في ابتدار المصاهرات مع قبائل سودانية أخرى. وحذا حذوهم الكثيرون من افراد قبائلهم فاختلطت الدماء وتمازجت الأعراق وتشابهت الملامح. ثم جاء التسلك في الجندية والشرطة، والالتحاق بالتعليم النظامي، وامتهان الوظيفة الحكومية، والاشتغال بالتجارة والزراعة، والانتظام في الأحزاب السياسية الكبرى والطوائف الدينية، وانتشار الراديو والتلفاز، وذيوع اغنية الحقيبة، وشيوع رياضة كرة القدم، وما الى ذلك من ممسكات الوحدة الوطنية. ثم ترابطت اصقاع البلاد المترامية بالسكك الحدي وطرق الاسفلت فتواصل الناس وتآلفوا. ثم كان الانفعال بالقضايا الوطنية الكبرى مثل الاستقلال وقضية الجنوب وثورة اكتوبر ونزاع حلايب*. *اصابت جهينة السودانية من كل ذلك بقسط، مما أدى الى تكثيف تفاعلها في الفضاء الوطني وتقارب مزاجها وبقية السودانيين وتوحدها معهم في الوجدان ..كما ظهرت في بوادي هذه القبائل كبريات المدن ووسيطاتها من شاكلة نيالا وبرام وعد الفرسان والضعين والفولة والدبيبات فعرف قاطنوها مخالطة المجتمعات والمنتديات الجامعة والمناسبات المفتوحة وتعدد الاعراق. وحين اتفق السودانيون على اعلان الاستقلال من داخل البرلمان انبرى لتقديم الاقتراح عبد الرحمن دبكة ناظر عموم بني هلبا. لم ينل الناظر دبكة ذلك الشرف صدفة، وانما كان لذلك سبب معلوم وقصة تروى. اذ كان قد استقبل قبلها بعدة أشهر الزعيم إسماعيل الازهري اثناء جولته في دارفور استقبالا مهيبا بعد الغنم. وعند اعتلاء الناظر دبكة المنصة للترحيب بالضيف الكبير هتف "عاش السودان حرا مستقلا .. فهاجت الجماهير وماجت وارعدت بذلك الهتاف ليشق عنان السماء. وقد تأثر الزعيم الاتحادي بذلك ايما تأثر. وربما أسهم هذا المشهد العفوي في اكمال الصورة لديه والبلاد تتأهب للاختيار بين الاستقلال او الوحدة مع مصر. ومن ثم تقرر ان يتقدم دبكة بذلك المقترح التاريخي*. *اين عربان الشتات من كل هذا! اين هم من هذه البوتقة الكبرى التي صهرت السودانيين جميعا وقوت رابطتهم. وأين الانفتاح على هذه المعاني الوقادة من الإنكفاء على سرديات مغلقة ولدتها هجرات ابدية في تيه سرمدي. وهل لعربان الشتات مصاهرات حتى مع بني عمومتهم جهينة السودان فضلا عن ان تكون لهم صلات بقبائل السودان الأخرى! انني لا اقول ان هؤلاء ملائكة واولئك شياطين. لكنني ارصد ما بين الفريقين من اختلاف شديد قد يفوت على الذي تُعشي بصره الاسماء المشتركة للقبيلين. وهو اختلاف له انعكاساته العملية. فقد رفض زعماء جهينة السودان مشروع حميدتي وتوجسوا خيفة من اشراك عربان الشتات في مسائل من خصوصيات وطن ليس لديهم له أي انتماء. فنفض اقطاب بيت مادبو اياديهم مبكرا في اعلان جهير. ولحقت بهم بيوتات النظارة في دار المسيرية. بل وجه مثقفو هذه القبائل سرا وعلانية نداءات لحميدتي وهو في عزه وصولجانه يوزع الملايين كما توزع قطع الحلوى. فناشدوه ان يطامن من احلامه وقالوا "انا نرى شجرا يسير". وقد قرأ الناس ما كتبه المهندس عبد الله مسار. وسمعوا ما أعلنه السيد موسى هلال. وبلغ المهتمين خبر النصيحة المرة التي صدع بها سياسيون كبار من هذه القبائل في جلسات خاصة مع حميدتي. ومن هؤلاء اقطاب المسيرية احمد الصالح صلوحة وعمر سليمان والخير الفهيم المكي. ومنهم سلمان سليمان الصافي زعيم الحوازمة. وحين شارك في مقتلة الدعم السريع وهمجيته بعض ابناء هذه القبائل، إما ممن كانوا أصلا ضمن مجنديه او من المارقين الذين اغراهم السلب والنهب، تبرأ ذويهم من فعالهم. فأبوا أن يضيفوهم لدى عودتهم او يعترفوا ان ما أتوا به غنيمة تحل لهم. بل منهم من رفض ان يمد يديه لقراءة الفاتحة على ابنه الذي قتل في صفوف الدعم السريع. وقد ساء هذه القبائل ما لحق بالجنينة مثلما ساء ذلك سائر اهل السودان، بل أشد. ذلك لأن الدعم السريع قد استغل اسماء هذه القبائل في تلك المجزرة البشعة. فما يجمع ماهرية السودان بالمساليت أرسخ من ان تنفصم عراه بسبب فعال هذه الجماعة المارقة. وما بين الناظر محمود موسى مادبو والسلطان سعد عبد الرحمن بحر الدين من رابطة الوطن والاخاء في الدين أمتن من أي انتماء ضيق .. إن استغلال من نظموا هذا الغزو الإستيطانى اسم قبائل جهينة بالسودان هو اشد جوانب هذا المكر دهاء وأكثرها تعقيدا. ذلك انه من شأن هذا الاستغلال أن يطلق عصبيات ضيقة من عقالها. فاذا ما انجر السودان مجددا وراء تلك العصبيات فسيشهد انبعاثا جديدا لفتنة دارفور. وإذا ما سار السودان في هذه الطريق النكِدة فسيوقظ فتنة تتضاءل ازاءها الفتنة التي اشتعلت في عهد الخليفة عبد الله التعايشي. فتنةٌ تجتاح السودان كله فتقسمه الى فسطاطين، فسطاط لمن استهدِفوا بهذا الغزو وفسطاط لمن يعتبروا ضمن من كانوا وراءه. تقسيما جزافيا وعلى الهوية. وهكذا يكون من خططوا لهذا الغزو الإستيطانى قد نجحوا في مشروعهم بالرغم من الهزيمة العسكرية التي حاقت بهم. ذلك انهم سيكونون قد غرسوا البذرة الاولى لتفتيت السودان واغراقه في حروب أهلية لا تقوم له بعدها قائمة. وهكذا تواتي هؤلاء المخططين فرصة جديدة لتوطين اعراب الشتات بالسودان. فبسبب الفسطاطين سيكون الناظر مادبو عدواً للسلطان بحر الدين. وبسبب الفسطاطين ستخفت أصوات مسار وصلوحة والصافي واضرابهم فلا يصدعون بقولة الحق لدى القائد الجديد* .. *ان هؤلاء العربان هم المهدد الخارجي الاول للوحدة الوطنية في السودان. فكم من حضارة كبرى اودت بها الهجمات المتكررة من شعوب صغيرة متبربرة تربض في الجوار القريب. فذلك ما فعله التتار بالدولة العباسية، وما فعله الوِندال والقبائل الجرمانية بالإمبراطورية الرومانية، وما فعله النورمانديون بانجلترا. بل هذا هو ما يعكف من خططوا لهذا الغزو لفعله الآن. إذ هل أتاك نبأ معسكر العوينات الذي دمره نسور الجو اول من أمس! وهل علمت ما روى من أنه كان فيه أربعين ألف مقاتل بعدتهم وعتادهم وتاتشراتهم! فإذا كان هذا المعسكر بالعوينات حيث تطاله طائراتنا المقاتلة، فما يدريك لعل المعسكر القادم يكون في اجدابيا او غيرها من المواقع الليبية. ومن ثم فإن اوجب واجباتنا هو ان نتخذ من الترتيبات ما يعصمنا من زيارات لاحقة ومتكررة لهؤلاء العربان لديارنا في الجنينة او نيالا او الفاشر او الخرطوم. فقد عرف هؤلاء العربان السبيل لبلادنا، وعرف من هم وراءهم كيف يوظفونهم. ولن يقوم بنو السودان بهذا الواجب الا إذا تجاوزوا هذا الكيد الكبير بأن يتذكروا وصية شاعر صه يا كنار "فاذا تبدد شمل قومك فأجمعن"! فان هم فعلوا و نجحوا في صد هذا الغزو و هذه الهجمات هجمة وراء هجمة ستنفتح لهم بعدها مغاليق المستقبل. فالتجارب القاسية هي التي تبني الأمم. وقد مرت الأمم العظيمة كلها بتجارب مريرة مثل التي تعركنا اليوم. فلولا ما عانته أوروبا اثناء الحربين من فظائع لما قوى عودها واشتد. ولو لم يتعرض اليهود لمحنة الهولوكوست لما عنَت لهم الوجوه. ولولا الحرب الأهلية الامريكية لما أصبحت أمريكا أعظم دولة في التاريخ. ولولا التصميم الذي تولد لدى الشعب الصيني بعد انقضاء ما سمي قرن المذلة Century of Humiliation (١٨١٤-١٩١٥) لما نهضت الصين. لا اشك مطلقا ان المحنة التي نمر بها اليوم من هذا الطراز الذي ينضج الأمم. فهي حَرية بأن تدفع لسائر شعاب الحياة بجيل جديد تعتقه هذه المأساة. وهي كفيلة بأن تولد لدى النخبة السياسية رؤية ثاقبة تستثمر هذه الفرصة التي واتت من بين فرث ودم لتطوير مشروع جامع يتجاوز الألاعيب الصغيرة التي قعدت بنا نحوا من سبعة عقود*. *ما ان اندلعت هذه الحرب الا وكان كل من لاقيته او هاتفني من غير السودانيين يقول لي انه ما كان يظن ان معين السودانيين من التسامح والصبر على بعضهم يمكن ان ينضب. وكان ذلك القول يوجعني ولا يواسيني. غير ان عزائي كان هو ان هؤلاء لا يعلمون ان الذين اتخذوا من عاصمة بلادنا مضمارا للعبة الموت هذه، ما هم من بني ُجلدتها ولم يتشربوا لِبانها. فقد أُتي بهم غزاة ووفدت الينا من وراء الحدود ومن دول الشتات السودانيون لهم بالمرصاد إن شاء الله وهزيمة مشروعهم الظالم الآثم* .. June 26, 2023
موضوع دارفور بدأ عام 1983م، مع الجفاف والتصحر الذي ضرب السودان، وبسببه زار نائب الرئيس الأمريكي حينها والرئيس لاحقاً جورج بوش الأب زار السودان وقدم معونات غذائية عرفت بالبوش. في ذلك العام طلب حاكم الأقليم العم المرحوم محمد إبراهيم دريج من الرئيس نميري أن يعلن أن أقليم دارفور به مجاعة. رفض نميري، وغادر العم دريج إلي ألمانيا ولم يعد .. أدي الجفاف لزعزعة السكان وتمت هجرات واسعة من شمال دارفور إلي جبل مرة .. مناطق الفور الخصيبة .. ووقعت أشكالات ما بين الرعاة (رزيقات + زغاوة) مع المزارعون من قبائل الفور .. قتل كثير من الفور ونزحت القبائل العربية والزغاوة إلي مناطق الفور وأستوطنوا فيها.
حينها، إنشق بولاد من الحركة الأسلامية وإنضم إلي الحركة الشعبية .. ثم جاء غازياً الأقليم وكان علي رأس جيش كبير وكتيبة إمداد قوامها حوالي 750 من أبناء النوبة بقيادة عبد العزيز الحلو .. إصدم بولاد بالجيش والقبائل العربية في جنوب داروفور .. فتشتت جيشه ولكن بولاد نفسه أحتمي بعمه جعفر عبد الحكم في مناطق زالنجي .. وخان جعفر عبد الحكم، الذي صار والياً لوسط دارفور علي ما أظن، خان بولاد وسلمه للطيب سيخه حاكم الأقليم والذي قام بإعدامه .. في حين أن عبد العزيز هرب بكتيبة الأمداد إلي أفريقيا الوسطي ثم عرج ودخل الجنوب عن طريق راجا وغرب الأستوائية.
حضور بولاد لدارفور لم يكن بسبب مشاكل الجفاف لكن نتيجة للغبن تجاه المركز الذي أهمل سكان الأقليم وجعلهم يقتتلون فيما بينهم دون إبتدار أي حل .. فأراد حمل المشكل تجاه المركز .. وهذا تم بإيعازي من دكتور جون قرنق الذي يريد توسيع إطار حروب الهامش.
ثم قامت حركة تحرير دافور (والتى تحولت لاحقاً نتيجة توصية د. جون قرنق تحولت إلي حركة تحرير السودان) وضربت الطائرات الحربية الثلاثة في مطار الفاشر .. وكان ذلك عام 2003م .. ومن هناك ولعت الحرب ..
حركة العدل والمساواة، قصتها براها، وهى جاءت نتيجة للمفاصلة ما بين المؤتمر الوطني والشعبي .. حيث أوعز الدكتور حسن الترابي للدكتور خليل إبراهيم بأشعال الحرب في دارفور ووعده بالمال والعتاد والدعم السياسي ..
هناك كثيرون يردون المشكلة لبداية إلي حوالي 1960م تأسيس حركة سونى وحركة اللهيب الأحمر .. ثم 1964م تأسيس العم إبراهيم دريج لجبهة نهضة دارفور ..
لكن الحروب بين القبائل العربية والأفريقية بدأت ببداية عهد الأنقاذ .. ونتيجة للجفاف جلب الشيخ موسي هلال من خلال العون الذاتي أبار مياه لقبائل المحاميد والرزيقات في شمال دارفور وهناك قامت حركة تحرير السودان بتكسير المواسير ودفن الأبار .. مما جعل الشيخ يستنجد بالحكومة ويقود ضدهم حرب ضروس.
حينما، أسس الشيخ موسي مجلس الصحوة الثوري .. شعرت الحكومة بالخطر وجاءت بحرس الحدود وسلمت قيادته للقائد حميدتي .. الذي دخل الحرب بسبب قطع طرق قوافل إبله إلي ليبيا بواسطة التمرد، فذهب حميدتي وقابل الرئيس البشير وطلب منه السلاح .. ومن هناك دخلت دأرفور في حروب عنيفة.
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
Biraima M Adam
محمد عبد الله الحسين
محمد نور عودو
Abdelrahim Mohmed Salih
Zakaria Fadel
محمود الدقم
حيدر حسن ميرغني
فيس بوك
تويتر
انستقرام
يوتيوب
بنتيريست