ومما لاشك فيه أن المكون العسكري في اثناء فترة الحكومة الانتقالية كان يتوقع شريكا مدنيا ضعيفا (دلدول) يستطيع تمرير اجندة (الردة) من خلاله !
المكون العسكري AKA لجنه البشير الأمنية رفضت تسليم أموال الصناعات الدفاعية ، وعرقلت الكثير من المشاريع داخل الحكومة التي تتعارض مع مصالحها ، وتغولت على الكثير من الملفات التخصصية التي هي من صميم عمل المدنيين مثل ملف السلام ، بل واصبحت اللجنه تعرقل عمل لجنه تفكيك نظام الثلاثين من يونيو !
المكون المدني واجه كل ذلك بصرامة ! فقد اصر على ان تواصل لجنه تفكيك نظام الثلاثين من يونيو أعمالها رغم استقاله رئيسها (ياسر العطا) الذي لم تطاله المساءلة القانونيه او الاعتقال عقب انقلاب الخامس والعشرين من أكتوبر المشؤوم رغم وجود توقيعاته على معظم قرارات اللجنه ، خاصه الهامه والحيوية منها مثل قرار حل المؤتمر الوطني ومنظمة الدعوة الإسلامية وتفكيك العديد من المنظمات التي كانت تعمل كواجهة للحركة الإسلامية ومثل الكثير من الأراضي والحسابات البنكيه ! رغم كل ذلك لم يعتقل ياسر العطا، ولم توجه له أي تهمة ضمن ما ادعى البرهان انها (قضيه جنائيه) ضد لجنه تفكيك التمكين!
قام انقلاب 25 اكتوبر ضد لجنه تفكيك التمكين بالذات وقام هذا الانقلاب ضد المكون المدني آنذاك (الحرية والتغيير ) في الوقت الذي كان فيه المدنيون يمهدون الطريق نحو الاستقرار الاقتصادي والاجتماعي ، فقد انهالت عروض الشراكات الاستثمارية على السودان ، وبلغ احتياطي النقد الاجنبي مبلغا لم يتحقق منذ عهود ، وانتعش الموسم الزراعي، وثبت سعر الصرف ، وبدأ التعاون البنكي العالمي بفتح مسارات تحويلات المغتربين من الخارج مما افقد السوق الاسود نشاطه ، وتم رفع السودان من قائمه الإرهاب، واعفيت مبالغ ضخمه من ديون السودان التي تركها نظام المخلوع البشير ، وتحسن احتياطي الذهب ، وفتحت القروض التجسيرية من الصناديق الدولية ذراعيها للسودان مرحبة بعودته من جديد إلى سوق المال والأعمال العالمي ، واحتفى بنا الكثيرون في العالم وبثورتنا وتضامن معها المؤمنون بقدرة الشعوب على النهوض والتحول الديموقراطي، وطاف ممثلوا حكومتنا آنذاك ممن يحملون الشهادات الجامعيه ويتحدثون اللغات الأجنبية بطلاقة لنرى تحايا الاحترام والتقدير لوزراء السودان في الخارج من جديد واختفى من بينهم مقعد ( المترجم ) الذي لازمنا طويلا !
كل هذا وغيره عمل على تنشيط الغدد اللعابيه للانقلابيين فسالت (ريالتهم) بسبب تدفق الأموال والمشاريع إلى السودان ، وتحسسوا رقابهم كل ما قرب موعد المحاسبة ، وتفقدوا مسدساتهم وبنادقهم حينما استلم المدنيون ملف السلام ، وتبرموا حينما بدأت مساءلتهم عن (تحركاتهم المريبه) خارجيا نحو دولة إسرائيل وغيرها ، فانقضوا بانقلابهم المشؤوم على كل ذلك قبل ان يقطف السودانيون ثمار كل ذلك بفترة قصيرة !
أبرهه الكذاب انقض بانقلابه ظنا منه أن الدول التي تعاونت مع الحكومة الانتقالية ستواصل دعمها .. وانه حصل على الكنز ، وانها جاءته (مقشرة) فتفاجأ (يا حليله) بتجميد كل الاتفاقيات ، واغلاق كل الابواب التي فتحها المدنيون بالعمل الجاد ، واغلقت كل المشاريع وتم تعليق اعفاء الديون واموال الصناديق الدولية !
استولى أبرهه وبقية الانقلابيين على ما وجدوهو من اموال ليشتروا بها البمبان الزهري والرصاص الحي وأسلحة الخرطوش حتى يتمكنوا من الجلوس على الكراسي التي اغتصبوها ! ولكنهم وجدو في كل كرسي (كوما من الاشواك) ، فلم يهدأ لهم بال وواصلوا الليل بالنهار في سبيل تكميم واسكات صوت الشعب الذي خرج ومازال يخرج عليهم في مواكب هادرة معلنين سلميتهم و رافضين لكل ضروب هذا الانقلاب الهزيل الذي ولد ميتا ومشوها من بدايته*
أبرهه في ورطه ! فقد افلست الدولة ، فطاف يسافر يمنه ويسره إلى دول الجوار، وعكف يبعث الرسائل ليحصل على قروض او اموال ، ولكن الجميع أغلق الأبواب في وجهه ، ومنذ ٦ اشهر وحتى الآن مازال (الصفر) لم يبارح خانه (الدعومات الخارجيه) في جدول الميزانيه!
أبرهه لا يعلم أن العالم تعاون مع السودان ليس لمصالح اقتصاديه فقط ! بل أن اعجاب العالم بالثورة السودانية، ونضالات ابنائها ، واهازيجها ، وسلميتها ، واصرار من خرجوا فيها الذين يدافعون عن الديموقراطية رغم انهم نشأوا في كنف الشمولية هو ما جذب العالم نحونا ! الشعب السوداني بعزيمته وثورته العظيمه هو العامل الأساسي الذي لفت انظار كل الدنيا إلى أعظم الثورات السلمية في التاريخ على الإطلاق!
فشل الإنقلاب، وافلست الدولة ، وساء الوضع الاقتصادي، ولم يجد ابرهه من يلومهم على فعلته الشنعاء هذه سوى القوى السياسية التي انقلب عليها ! فقال : سوء الوضع والضيق المعيشي سببه رفض السياسيين للتفاوض !
لم يعلم أبرهه ولن يعلم أن السياسيين لن يفاوضوا قاتلا على لقمه عيش المواطنين ! وان الشعب السوداني لن يقايض الحرية والكرامه و حلم الدولة المدنية ب كسرة خبز ! الشعب السوداني الذي لم يخرج ضد البشير لمأكل أو مشرب ! بل خرج طلبا للكرامة والعدالة والسلام ! ف كان شعار الثورة ( حرية سلام وعدالة) ! شفتا ليك زول واحد طلع قال داير اكل ؟!
لن يجلس أحد إلى طاولة أبرهه الكذاب! وسيغدو هائما في متاهته حتى بعد سقوطه.. ولن يجد سوى مرآة مكسورة متسخه في حائطه زنزانته لينظر إليها ويقول (عاش أنا) !
#الردة_مستحيلة #لا تفاوض لاشراكة لاشرعية_لاحوار *
05-23-2022, 08:27 AM
Ali Alkanzi Ali Alkanzi
تاريخ التسجيل: 03-21-2017
مجموع المشاركات: 9230
كلما جاء في مقالها نؤيده فهو بافواهنا الا هذه فهذا قول على قول ليس له من الواقع حظ كبير
Quote: وبلغ احتياطي النقد الاجنبي مبلغا لم يتحقق منذ عهود ، وانتعش الموسم الزراعي، وثبت سعر الصرف ، وبدأ التعاون البنكي العالمي بفتح مسارات تحويلات المغتربين من الخارج مما افقد السوق الاسود نشاطه ، وتم رفع السودان من قائمه الإرهاب، واعفيت مبالغ ضخمه من ديون السودان التي تركها نظام المخلوع البشير ، وتحسن احتياطي الذهب ، وفتحت القروض التجسيرية من الصناديق الدولية ذراعيها للسودان مرحبة بعودته من جديد إلى سوق المال والأعمال العالمي ،
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة