... @ أقول ما تسمعون، وأنا سودانيٌّ و لكن بمزاجٍ عَرَبيقي(عربي- أفريقي) و بإتيكيتٍ أفرنجيٍّ ، لأني ماكنتُ لأكون المرء الذي أنا هو اليوم ، وليست لدي القناعات والهمة التي عندي الآن ، لو لم ينهل فكري و خيالي من حضارة بلاد الغال(فرنسا)، و يجوب حصاني ربوع أرض "بلاط الشهداء" عبوراً بشاتوهاتها المترامية على ضفاف نهر اللوار كما الألئ على جبين القمر؛و يتجول خاطري كقرويٍّ تائه في حواري ونفافيج باريس سان جيرمان، وأمتطي زورقاً ألحانٍ مطاطياً عبر نهر السين ، مروراً بمتحف اللوفر وقوس النصر إلى برج إيفل و انتهاء إلى فضاءات ساحة الكونكورد مروراً بمنزل فيتكتور هوغو.
03-22-2022, 02:00 PM
دفع الله ود الأصيل
دفع الله ود الأصيل
تاريخ التسجيل: 08-15-2017
مجموع المشاركات: 13708
@أنا سودانيٌّ ولكنْ.. وسودانيٌّ أنا بأفقٍ طليانيٍّ محدودٍ، لأني مهما تمشيت منسكعاً كتاجر البندقية في تلك الشوارع والطرقات الموحشة المؤدية إلى روما، فسوف لن أعثر على فؤادي الضائع وراء جدرانها القديمة المتهاوية و المحترقة على يد نيرون.
03-22-2022, 03:13 PM
دفع الله ود الأصيل
دفع الله ود الأصيل
تاريخ التسجيل: 08-15-2017
مجموع المشاركات: 13708
@ ثم إني سودانيٌّ بسحنةٍ لاتينيةٍ ، راحتي و سعادتي، حينما أجد طيف وجهي مرسوماً بخطوطٍ كفافيةٍ على حبات الرمل على شطآنك وعلى سحنات المارَّة في طُرُقاتك بلون مسمار القرنفل!!
03-22-2022, 03:29 PM
دفع الله ود الأصيل
دفع الله ود الأصيل
تاريخ التسجيل: 08-15-2017
مجموع المشاركات: 13708
@ و أنا أيضاً سودانيٌّ بخيالٍ يانكيٍّ وثاَّبٍ عالي الخصوبة، حيث أنشأ خلقاً جديداً كلما حط جناحي في مطاراتهم لأخرج منها بخُفَّي حُنين كمن يدافعالأخبثَ ، فلا سالماً و لا غانماً ولاعراياً و لاسمين، إنما خالي الوفاض تمامن، مثلما يدخلها كلُّ لاجئٍ بحلمٍ (أمريكيُّ) فضفاضٍ ، ظني الأقرب إلى الإثم أنه سوف لن يرى النور أبداً.
03-22-2022, 04:41 PM
دفع الله ود الأصيل
دفع الله ود الأصيل
تاريخ التسجيل: 08-15-2017
مجموع المشاركات: 13708
@ كما أنني سودانيٌّ أنا بجلدٍ تماسيحيٍّ مبرقعٍ، و جلبابٍ مرقعٍ لأنه كلما بكى طفلٌ من الجوعى في مجاهل أفريقيا ، تمنيت لو أني أقدم له لحمي و شحمي و دمي على صحنٍ من الفخار قوتاً هنيئاً مريئاً لأسُدَّ رمقَه وأُسكِتَ عصافير بطنِه و قطعان الوحوش هناك تجوب أدغال السفاري وهي تنادي ، واسمع لاسمي صدًى يتردد بين أشجار البفرة والباباي و قطوف العرديب و التبلدي دانيةً. وحقول الحنطة و مروج الحِنَّاء و التمر هندي! [}> فو الله لو سال سليل الفراديس مداداً، و جرت به سيقان نخل الشمال، و هشاب الغرب و دليب الصعيد، و أبنوس الجنوب أقلاماً على صفحات قرطاسي الفضفاصة، لنفد گل ذلگ قبل أن تنفد گلماتي لرد غيض من فيض خيرات هذا االعملاق طريح الفراش، من عرف لي قدر نفسي بين سواد أهلي (الغبش أبان مسوحن موية)، وعيني على أشيائه تتداعى وأشلائه تتساقط جانباً(Things Fall Apart).
03-22-2022, 06:52 PM
صديق مهدى على
صديق مهدى على
تاريخ التسجيل: 10-09-2009
مجموع المشاركات: 10211
∆ صدقت و الله ود مهدينا،قدرما حاولت قريض الشعر غلبني كدي ساي؛ تراهو باقي لينا متل رغيف عيش الفوتريتة المدعوم بالذذات لامن يصبح بايت و معصعص.أها لقيتني كيف بالله\؟!
@ أنا سودانيٌّ مأخوذٌ بأشواقٍ إسكندنافيةٍ ،لأني كم أنا تواقٌ إلى يومٍ تجود فيه علينا بمعشار حبة خردل من حقوقنا و ماء وجه كراماتنا مثلما تفعل بلدانهم بمواطنيها و أنا سودانيٌّ بدمٍ إيرلنديٍّ باردٍ، لأني لو قُيّض لي أن ألتقي بيرناردشو وجهاً لوجهٍ لشكوتله بأنه كم قلب شكوكي عقباً على رأس اليقين بسخريته اللاذعة و كلماته المسننة الموجعة.
@ و يعتريني عنفوانٌ إسبانيٌّ طائشٌ، كوني أعشق ركوب الثيران و أنا شغوفٌ بإيقاعها و سكراتها، و لأني تحت أقنعتي لست سوى غجريٍّ مجنونٍ يرقص الفلامنكو كطائرٍ جريحٍ حد ناصية اللاوعي.
@ لكنني ربما سودانيٌّ أرمنيٍّ الهوى ، شركسي اللسان ، لي جدة يقال إنها تركت لنا جراحها وديعة عندما رحلت بدون استئذانٍ و قضت نحبها في محرقةٍ ظلوا يطاردون بلعنتها بقايا حطام دولة بني عثمان إلى يومنا هذا ، حتى بعد أن تفرق حفدة عثمان أرطوغرل أيدي سبأ و ذهبت ريحهم وصاروا رعايا هُيامى على وجوههم في أوربا العجوزفي تركيا الفتاة. و قبل كلِّ هذا و ذاك ، فأنا سودانيٌّ بقلبٍ مؤمنٍ،و بلسانٍ عربيٍّ مبينٍ، لا بل أنا ألف شخصٍ في بدنٍ واحدٍ، و ألف وجدانٍ في هوية إنسانٍ ، و لأن هذا الجحيم الذي أتخبط فيه منذ ولدتُ هو جحيمي الخاص وهو نوري و ناري وهو جنتي في آنٍ واحدٍ ، و لا أرجو منه فكاكاً سوى إلى الرفيق الأعلى. ********^^^^^********
03-26-2022, 03:52 AM
دفع الله ود الأصيل
دفع الله ود الأصيل
تاريخ التسجيل: 08-15-2017
مجموع المشاركات: 13708
يوميات عابر فوق المعابر أرض الخير افريقيا مكاني..زمن النور و العزة زماني
___________ : لعلها تكون طليانية، أم تُ{ى من هذه الشقراء خضراء العيون والدِمن هكذا قلت لنفسي و قلبي يسبق عيني متأملا تلك الحسناء التي ( تقدل) أمامي في صالة الترانزيت بمطار روما في حركة بلا هدف تقطع الصالة أفقيًا و رأسيا جيئة و ذهاباً و لي مع كل خطوة نبضة (دي الفنسيين بسموها ) قاعات ا لخُطى الضائعة/ وكمانLes Salles Des Pas Perdus ( مخصصين ليها في مطات أورلي و شارل ديغول براح لزراعة الأرض بالمشية والجية بس، ملما هناكل صالات للمدخنين تتبدل الوجوه بصالة الترانسيت ما بين قادم و مغادر في ما يُشبه سير طاحونة أنين لا ينفكُّ راحلاً .. و لكن ثابت أنا وهي مثل (س و ص) في معادلة عصيةٍ جبرية صفرية على الحلول الوسطى .ولعلها لاحظت مراقبتي أو قصدت استهلاك بعض وقت الانتظار المقيت في فارغة ومقدودة، فاقتربت مني متسائلة :كم تبقى لطائرتك و اللغة إنجليزية و لكن بلكنة لم أعتادها , ولم تقرع طبل أذني من ذي قبل!! : لست بريطانية أعتقد قالت ضاحكة متهنجكة: ليست هذه إجابة على سؤالي، أليش كذلك؟!! و شاركتها الضحكة : أنت من الشرق الاوسط : قلت بل أنا أفريقي أناسوداني أرض الخير أفريقيا مكاني .. و زمن النور والعزة زماني من دولة إسمها السودان و أنتي قالت : أنا من كندا تذكرت صديقاً قديماً و قد كان شريكي في حلم موؤود بالهجرة إلى كندا و ما أكثر أحلامنا الموؤودة متل عطسة تظل مكبوتة في سدر زول ، منع من ظهورها ضيق ذات الشراين وأنشغال ا لمحل بحركة اللامواصبة ، و لامن يمش يفكهل في سوق لتشاشة شطائر الآشي بالتوابل ، حتين يرتاح في عز الليل ساعة النسمة ترتاح علي هدب الدغش وتنوم انا مساهر + تخيلت للحظة أني قد رأيت صورتها في ذلك الكتيب الذي استعرناه من أحد الاصدقاء و كان عنوانه ( الدراسة في كندا ) كان كتابا مترفا بصور الطالبات البيض و الشقروات الجميلات الفاتنات و بعض السمراوات و عناوين الجامعات في ( اتوا ) و مونتريال .. : كيف الحال ( مع ضحكة ) قالتها ثم أضافت بعد أن التفت اليها : مرحبا بك على أرض الواقع .. أنا سيلين : أنا مصطفى .. سعيد بمقابلتك _هي بالتأكيد تريد بعض مرح تقتل به رتابة الانتظار ، لا بأس إذن _ أخرجت سيلين من حقيبتها مشغل كاسيت متناهي الصغر أكبر من حجم الشريط قليلاً و سماعة أذن كانت كافية جدن لاستدعاء الدهشة في منتصف الثمانينات وقت لقائنا . قالت : هل تحب الموسيقى الموسيقى .. لا أعلم أقلت هذا سرا ًً أم جهرا ً ألمهم زي دي مستحيل يردو ليها طلب، و هي التي صنعت مني في لقاء عابرٍ طفلاً معجزةً ، كأنماصاحبة العطار ة يسعى لإصلاح ما أفسده دهري؟ كاسيت موسيقى بحتة لفاستو بابيتي ، كاسيت لقعدة مميزة ، كاسيت ل محمد جبارة تسجيلاً عن برنامج مطرب الجماهير و حفنة دولارات ..تلك هي (ذوادتي) من طرف عمي الحبيب و قبل ذلك تعلق بالموسيقى و الغناء تعلمته و أنا في ضيافته لمدة شهر قبل سفري هذا . : عد رجاءاً قالت سيلين و أنتزعت نفسي عن ذكريات العباسية و محطة ( بت مسيمس ) .... قلت ليها : دمي مكون من موسيقى و بعض كريات و خلايا ... و كأنها لم تجد رداً سوى نظرة ما ظنيتا تكون أدركت مغزاها نظرة محفزة استجمعت على أثرها كل ما أملك من شجاعتي و رباطة جأشي و بعضاً مما لا أملك أيضاً . جاء ردي بيانا بالعمل كما يقولون يدي ترتجف قليلا إلا أني مددتها.. نبضي يتسارع وصلت يدي حقيبة ظهري تناولت كاسيت محمد جبارة : سيلين إسمعي معي بعض غنانا نحنا بالطنبور بدأ الشريط من حيث انقطع سماعي آخر مرة مرة شافت في رؤاها طيرة تأكل في جناها حيطة تتمطى و تفلع في قفا الزول البناها .... لا أظن أن سيلين قد فهمت معنى الكلام لكني رأيتها تبكي ... نحيباطص وزرف دمعاٍ سخيناً استجمعت نفسي علي أو علها دنوت منها فجاءتني أفاسها دفئة مثل عصفور كسير الجناح في عشه راجي زاد الشجون لقريبي الباشكاتب: ماهو باين باين باين في العيون وين حنهرب منو وين وين الهوي الباعث الليالي العامره بى ذاد الشجون ذاد الشجون يفتح قلوبنا ديار محبه ديار حياه للعائدين... مابنقاوم كيف حنقدر وين حنهرب منو وين وووووين
و مرة أخرى يقاطعني ذلك النداء الغبي العنيد ( النداء الأخير لركاب الرحلة 712 المتجهة إلى كازا بلانكا(الدار البيضاء ) و الباقي ممكن ينتم خيلا في أول تعليق قادم...... و الحيشان التلاتة مع خالص تحياتي لصاحب الفخامة والسمو العاطفي للحبيب/ مصطفى هاتريك لرفده إيانابين الفينة و أختها بلسعة مشاعر.
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة