العُمْدَةُ "شَمْشَمْ / جَمْجَمْ "وسَرِقَةُ الثَوْر !

مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 05-04-2024, 04:50 PM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مدخل أرشيف للعام 2020-2023م
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى شكل سلسلة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
02-22-2022, 10:35 PM

بدر الدين العتاق
<aبدر الدين العتاق
تاريخ التسجيل: 03-04-2018
مجموع المشاركات: 679

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
العُمْدَةُ "شَمْشَمْ / جَمْجَمْ "وسَرِقَةُ الثَوْر !

    09:35 PM February, 22 2022

    سودانيز اون لاين
    بدر الدين العتاق-مصر
    مكتبتى
    رابط مختصر



    سم الله الرحمن الرحيم
    العُمْدَةُ "شَمْشَمْ / جَمْجَمْ "وسَرِقَةُ الثَوْر
    القاهرة في : ١٦ / ٢ / ٢٠٢٢ م
    كتب؛ بدر الدين العتاق
    حدثني من لا أشك فيه عن العمدة (شَمْشَمْ / جَمْجَمْ؛ هكذا ينطق الإسم بأيِّهما كان ) الذي كان قاضياً إدارياً بمديرية جنوب كردفال فيما يُعْرَف بالإدارة الأهلية بالسودان والإحتكام إليها فيما يصدر من أعمال مخالفة للقوانين والأعراف والتقاليد المجتمعية؛ بهذه القصة ذات الأبعاد المِهَنِية العَدْلِية ما عساه أن يُسْهِمَ في عملية تقنين دور الإدارات الأهلية بالسودان في الحياة بعامة ولذوي الاختصاص بخاصة؛ ما أمكن إلى ذلك سبيلاً .
    قالوا : والرواية على عهدة الراوي؛ إنَّ جماعة من أبناء المنطقة في المديرية المعنية وعددهم ثمانية أشخاص اتفقوا على سرقة ثور من أحد المواطنين؛ وأخذوا يدبرون الخُطَّةَ الذكية الجهنمية الاحترافية وكيفية الخروج حال تم القبض عليهم وكشفهم من صاحب الثور ( الماخمج ) بحيث لا تبدوا عليهم أي أثار لجريمتهم النكراء ويشرب صاحب الثور الماخمج أكبر مقلب في تاريخ المديرية؛ فمثل هذا الثور لن يتكرر كثيراً في حياتهم عِلماً بأنهم جياع للغاية والظروف كعادتها لا تخدم إلا أولو العزم من الأغنياء فقط .
    زعموا : تم تحديد ساعة الصِّفْرِ لعملية السرقة بعد منتصف الليل باستدراج الثور خارج الحظيرة باعطائه حزمة قصب ناشف "مع بعض البُهَارَاتِ " - هذه الزيادة مني أنا لا من الراوي - لتحفيزه على الخروج دون ضوضاء؛ وقد نجحوا فعلاً في إخراج الثور من مكمنه العتيق بقدرة قادر؛ وذهبوا به أعلى الجبال في أبعد مسافة من الحِلَّة ( أي : الحي السكني ) محل سكن صاحبه وقاموا بذبحه شخخخخخخخ؛ وتقاسموه بينهم بالتساوي حسب الخُطَّة المبرمة المسبوكة فأكلوا وشربوا شراباً محلياً معروفاً يهضمون به لحم الثور المشوي والمقلي والمحَمَّر " مريسة كاربة / وهو شراب مُسْكِر بطعم مُرّْ للغاية ولكن به متعة طيبة لمن يدمنه " ( شراب يحتوي على نسبة كحول بمقدار معين يُستعمل للسُكْر و يُصَنَّعْ عندنا في السودان شراب المريسة المحلي ؛ من عجينة الفتريتة المخمرة التي توضع في مكان حار إلى دافيء نسبياً ليزداد مرارة بالتخمير ويمكن صناعتها من ماء البلح المستكن في براميل أو باغات بلاستيكية لمدة معينة من الزمن وتعبأ في زجاجات كريستال ويصطلح عليه شعبوياً بالشربوت ويتناولونه عادةً في عيد الأضحى ؛ وقديماً كانت تُعَبَّأْ في أواني حديدية استيل وتقدم مشروباً في المناسبات جميعها وفي غير المناسبات مما يذهب بها نحو تجارة رابحة ومصدر دخل لبعض الفئات الضعيفة مجتمعياً؛ وفي الغالب الأعم تُعْتَبَرُ المَرِيسَة ثقافة مجتمعية أكثر من كونها شراباً كحولياً؛ ومنهم من يصنعها من عصير العنب بذات الطريقة قبل أن تدخل التكنولوجيا الحديثة فتجعل لها مصانع ضخمة ومهرجانات دولية كما يحدث في ألمانيا ولاية بافاريا سنوياً وتُعرف بمهرجان "البِيْرَة" السنوي في شهر أكتوبر من كل عام والذي يحضره غالبية شعوب المنطقة الأوروبية وأهل بافاريا بالتحديد؛ فلا غضاضة في الفلكولور الشعبي كما ترى / حتى سكروا جميعاً وناموا في أعلى الجبال حتى الصباح من اليوم التالي .
    قالوا : تَفَقَّدَ صاحب الثور ثوره ولم يجده بعد بحث مُضني للغاية في كل الحَلَّال والفُرقان ( الأحياء السكنية ) المجاورة والبعيدة وتم إبلاغ العمدة "شَمْ شَمْ / جَمْجَمْ "بالحادثة ودُوِّنَ البلاغ ضد مجهول لحين العثور على الفَعَلَةِ أو الفاعل.
    العُمْدَة "شَمْ شَمْ" ؛ رحمه الله رحمة واسعة؛ عُرِفَ بالشِدَّة والحِكْمَة والذكاء الشديد والشخصية القوية جداً ؛ وكان أهل المنطقة يهابونه أشد الهيبة حتى إذا رءاه من وجده في السوق أو المحلات العامة لا يجد بُدَّاً من الهروب وتغيير الشارع أو الاختبار منه كيفما اتفق لأنَّه - قطع شك - سيسألك يوماً ما عَمَّا كنت تفعله في تلكم اللحظة؛ والويل له ثم الويل إذا كان مُدَانَاً في قضية ف "كُرَاعُ/ رجل البقرة جَيَّابَة" ؛ كما قيل في المثل.
    زعموا : تم القبض على المجرمين الذين سرقوا الثور ( الماخمج ) في مُدَّةٍ قليلة من البحث وجِيء بهم إلى ساحة القضاء عند العمدة "شمشم / جمجم " وهم يرتجفون فَزَعَاً ورَهَبَاً وكانوا عن القبض عليهم غافلين؛ مُكَبَّلِين في القيود وعلى مشهد من الناس لحضور الحكم عليهم فكان الآتي :
    العمدة : منو سرق تور بتاع راجل ده ؟.
    حرامي ١ : أبوي العمدة؛ / ويرفع يده اليمنى باراً بقَسَمِهِ وريحة إبطه كرائحة المريسة الكاربة التي شربها؛ تزكم الأنوف؛ طيلة تلك المدة / أنا ما سرقت تور !.
    العمدة : تيِّب "طيب" ؛ تأرف / تعرف منو سَرَقْ تُور ؟.
    حرامي ٢ : أبوي أُمْدَه؛ " عُمْدَة " / وذات الأمر؛ يرفع يده اليمنى باراً بقَسَمِهِ ولُعَابَه يسيل خوفاً وفزعاً؛ ويمسح عليه بيده اليسرى / أنا ما سرق تور !.
    العمدة يخاطبهم جميعاً ويرفع صوته عالياً جداً فلا تسمع لهم ركزاً :
    جماعة سرق تور وأكل لَهَمْ - لَحْمْ - بتاع زول ده؛ مسكين ده؛ لو ما مرق أنا بكون إندي - عندي - كلام تاني؛ إتَّ فاهم كلام ده!!!! .
    الحرامية الثمانية ؛ يهمهمون ويتمتمون بلغة غير مفهومة فتكلم أشجعهم :
    أبوي أُمْدَه "جَمْجَمْ "؛ نِهْنَ - نحن - سرقنا تور بتاع راجل مسكين ده وأكلنا لَهَمْ - لَحَمْ - بتاؤه / بتاعه؛ خاصته / وشربنا مريسة فوق في جبل بأيد - بعيد - بوليس مسكنا جينا هنا!.
    العمدة "جمجم" : آآآآه؛ كلاس؛ - خلاص - محكمة حكم ستة شهور سجن كلكم؛ وغرامة تدفع قروش لراجل مسكين ده؛ أكلتوا تور بتاعه؛ مفهوم.
    قالها بشدة ويضرب التربيزة بقبضة يده غاضباً .
    قالوا : استأذن على القاضي أحدهم عُرَفَ بفلسفته وثقافته الفذَّة وهو قائد المجموعة فقاطعه قائلاً :
    أبوي "جمجم" ؛ أنا ما أكلت تور !.
    { وصمت الجميع وكأن على رؤوسهم الطير؛ يريد هذا المثقف الفذ طريقة لتقليل الحكم عليه أو المُخَارجة من الحكم نهائياً وينفي التهمة عنه ما أمكن ويثبتها على أصحابه المساكين؛ لنرى حِكْمَةَ العمدة "جمجم" ماذا فعل؟ }.
    سكتت المحكمة تماماً من الأصوات ورفع العمده رأسه مُطْرِقَاً ومُفَكِّراً في هذه البَيِّنَة الجديدة فقال : آآآآآه؛ عملت شنو إتَّ ؟!
    حرامي كبير : أبوي عمدة "شمشم" ؛ أنا شربت شوربة بس!!!!.
    وضحك الحضور من دون صوت؛ ونظر بقية المجموعة لبعضهم البعض هل يراكم من أحد ثم قالوا في أنفسهم بذكاء القائد وأن يصنعوا صنيعه؛ فقطع العمدة الصمت قائلاً :
    جماعة تاني شرب شوربة بس؛ يقيف هنا؛ - وأشار ذات اليمين - وجماعة أكلوا تور بس يقيف هنا / وأشار ذات الشمال / محل بتاعه.
    وانقسموا نصفين؛ نصف مع القائد ثلاثة زائد واحد؛ ونصف وقف في مكانه لأنهم لم يفهموا الخطة الجديدة؛ فقال العمدة بصوت أعلى من الأول وبحدَّة واضحة :
    محكمة حكم لجماعة أكلوا تور بس؛ ستة شهور سجن؛ وجماعة شرب شوربة بتاع تور بس؛ محكمة حكم سنة سجن !.
    الجماعة المُثقفاتية رقدوا سلطة؛ إذ خاب ظنهم بالتخفيف فكان التشديد؛ وظل الحكم الأول كما هو؛ لكن؛ الفيلسوف الكبير ما زال يَصِرُّ على التخفيف فقال :
    أبوي عمدة؛ ليه جماعة أكل تور كبير بس محكمة هَكَمْ "حَكَمْ" ستة شهور؛ وجماعة شرب شوربة بس سنة سجن؛ كده ظلم أبوي الأُمْدَه !.
    العمدة : جماعة أكل تور؛ لَهَمْ - لَحْمْ - بس فايدة ماف ياهو بمش أدبخانة " بيت الأدب " ؛ لكن جماعة شرب شوربة ده؛ ياهو شال فايدة كلو؛ عشان شال فايدة (مهكمة هكم) محكمة حكم سنة سجن!.
    وخرج الجميع حيث أمرت المحكمة عليهم فاقتيدوا للسجن وهم يهمهمون ويلعنون سلسبيل التور والمريسة ذاتها .
    توفي العمدة "جمجم" قبل فترة وجيزة وما زالت قصصه عبرة بين أهالي المنطقة دروساً مُستفادة في إرساء مفهوم التقاضي الأهلي ؛ رحمه الله رحمة واسعة؛ وسدد خطى أهلنا بالإدارات الأهلية حيثما كانوا.






                  


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de