آن للسودان أن يتطهر من سوءات الجيش الكيزاني بقلم/علي تولي phoenix AZ- US الشعب السوداني من أكثر شعوب المنطقة وعيًا بقبح الأنظمة الدكتاتورية العسكرية والأيديولوجية الشمولية، لذا أصبح إصراره وتشديده على لاءاته الثلاث: (لا تفاوض، لا شراكة، ولا شرعية).. والآن يحمل لواء التغيير شباب الثورة السودانية التي تحدوها لجان المقاومة في كل المدن والأرياف السودانية دون استثناء، إنه تغيير يصطحب خطابه السياسي، وأدب الثورة وثقافتها وأشعارها وأهازيجها وشعاراتها، التي تتردد حتى على ألسنة أطفالنا؛ وما أجمل أطفالنا وأشجعهم وأصفاهم عقيدة وطنية طاهرة نقية.. هذا التغيير لم يكن وليد لحظة، أو حالة مزاجية عابرة؛ إنما هو نتاج مفاهيم راكمها الزمن تجاه كل الدكتاتوريات التي استغلت إنسان السودان، واستباحت الأرض بكل مواردها وانسانها، ولا غرو فإن معاناة الشعب كما هو معلوم من أكثر الفترات ظلامية هي فترة الاخوان المسلمين التي ما زالت تسطيل بذيلها فيما يسمى اللجنة الأمنية على رأسها العسكري البرهان وهو يرث كل الخبث والخبائث في كنيف الأذى والتنكيل الذي أضحى عنده مرضًا لم تلح له بارقة أمل في أن يتعافى منه.. بل واستحال إلى مرض خبيث بقيادته زمام أمر القوات المسلحة وكما أنه معلوم بالضرورة بأنه عرَّاب إدخال الجنجويد من أجانب دول الجوار إلى السودان وتقريب مربط نعامتهم من مرابض البشير.. حتى غدو ينافسونه على السلطة وتقاسم الثروة بل بات لديهم القدح المعلى من نصيب موارد الدولة وعائداتها وفوائدها.. آن للشعب أن يتطهر من هؤلاء العسكر والمتعسكرين عنوة.. من قطاع الطرق والقوات العديدة المسميات التي خلقها نظام الانقاذ اللاوطني.. بالتخلص من جيش لا يدين بالولاء لهذا الوطن، جيش دخلته رغبات حميدتي وأطماعه حتى بات الارتزاق في حرب اليمن وليبيا.. يطرب له الجندي ويتهافت عليه من أجل حفنة دولارات. وهذا ديدن البشير ومن أتى خلفًا له من الضباط المتأسلمين زورًا وبهتانًا على الناس وضباط الخلاء المنضوين خلف قائد الجنجويد حميدتي بن دقلو وأخيه وأبناء عمومته.. فبات حمل السلاح بدون شرف عسكري.. وبدون كرامة للجندية.. وبدون ولاء وطني. آن للسودان أن يتطهر من هذا الجيش الدخيل الذي استفحل أمره حتى بتنا نرى نفوذ حميدتي - قاطع الطريق- يطغى على البرهان خريج الكلية الحربية.. ومن عجب أنه أصبح يتخذ البرهان غطاء له يتمدد بنفوذه وسلطه إلى ما لا نهاية له في السودان.. ومن طوام هذا البرهان الكمبارس.. أن يشهد كل العالم تعاقب الوفود الإسرائلية على السودان لمقابلة أبناء دقلو.. وإسرائيل لا تمد يدها إلا لمن تثق فيه بأنه سيصبح صيدًا سهلًا لها تصل عبره إلى مراميها وأهدافها العليا في المنطقة. آن للشعب أن يتطهر من الجيش بأبنائه من الشباب الذين تجردوا يواجهون الرصاص بصدور عارية.. يقودون ثورة لها فرادتها وتميزها عبر تاريخ الثورات في العالم.. آن لهم جميعًا أن يتطهروا.. من هذا القبح المسلح.. بتجريد كل ضابط ينتمي إلى التنظيم الكيزاني البغيض من بزته العسكرية ومحاسبته على جرائمه.. آن للشباب أن يتولى مهمة أن يخرج من لدنه جيشًا ذا ضمير وطني أصيل.. ليذود عن الحمى والحدود.. آن للجيش أن يقوده شباب لجان المقاومة عبر وضع خطط وسن قوانين عسكرية جديدة تتنزل تحت إمرة من ستتم إعادتهم إلى الخدمة من الضباط الشرفاء من المرافيت والمبعدين من الخدمة العسكرية على عهد الإنقاذ.. آن له أن يتطهر بمحاسبة كل من ارتكبوا الجرائم في حق هذا الشعب والوطن ومقدراته.. آن للعاصمة أن تتطهر من وجود القبح العسكري.. بإبعاده عن العاصمة.. وتحويل هذه الأبراج التي تمثل القبح الطبقي السلطوي إلى مرافق حيوية تقدم خدمات ضرورية لهذا الشعب.. ويكون مال الشعب يعود للشعب.. آن للسودان أن يتطهر من جيش بات يتسكع في العاصمة.. يأكل ويشرب وينام ويصحو ليقتل الثوار.. آن للسودان أن يتطهر من جيش لم يعد يحمي حدوده وثغوره التي باتت منافذ لنهب خيراته وموارده.. والشعب السوداني بات يفتقد الغذاء اللازم والدواء والماء والكساء والكهرباء…الخ. آن للسودان أن يتطهر بحرق أحذية وزي جيش الجنجويد.. أو تدويرها في صناعة أشياء أخرى.. ومصادرة كل متحركاتهم من تاتشرات ومدرعات.. وعربات خاصة.. آن للشعب أن يتطهر بإقامة محاكم كبرى مشهودة للبشير ومن معه بكوبر.. والبرهان ومن معه الآن في الهواء الطلق. آن للسودان أن يتطهر من جيش يقتل المواطنين وهذا يكفي؛ أنه يقتل المواطنين.
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة