اليوم العربي للمسرح ١٠ يناير : عيد المسرح أم الدمع! عند هذا اليوم، نصعد نحن المسرحيين في السودان، عالي الخشبات، أم نجهش سخين العبرات في الشوارع والمواكب؟! عفوا أين هي المسارح؟! مغتصبة! إذن ما الذي يمنعنا ويمنعكم من هادي الشوارع (المؤمِنة)، لا ينقصكم الجرح إنما فقدتم الأمل، لذا حرِّروا قلوبكم من اليأس، لتكنسوا الشوارع بالهتاف والنغم، وليلتئم جرحكم ولتبرأ جراح الوطن. يا مسرحيي السودان أعلم أنكم في الشوارع لم تبخلوا بالدمع الحسيني على شهداء (أكتوبريين وديسمبريين) وشهداء العام القادم، لكن لتعلموا أيضاً أنكم أكتفيتم بالدمع ولم تختبروا الدم الكربلائي الحر ، ذلك حينما خرجتم لتلك الشوارع فرادى وعراة، لا كيانات وفرقاً مسرحية، خرجتم وتركتم عدوكم المسرحي- ابن جلدتكم - خلفكم يغتصب وينتهك كياناتكم. شقيقاتي وأشقائي المسرحيين العرب خرجنا وخرجتم للشوارع، إلَّا أننا في خروجنا تركنا وزراء ثقافات دولنا العربية في ذات قاعة مؤتمرهم الثاني والعشرين بالرياض، تركناهم دون سؤالهم عن (اعتمادهم العاشر من يناير يوماً عربيا للمسرح) هل عَقبه أي تشريعي يحمي المسرح ويحميكم أنتم أيها الفقراء. لم تنتفضوا في وجوههم ليبنوا مسارح في دور المدارس والجامعات. نعم، تركتموهم في ذات قاعتهم وقلعتهم التي لن تلجها قلوبكم. هكذا يتضح أننا دخلنا للعبودية من باب خروجنا للشوارع. كيف يخرج المرء من بيته، بينما غاصبه ممدَّد بالداخل؟! في اليوم العربي للمسرح لنلهب أسئلة التنظيم بعقول نقدية قلقة لا بعاطفة تحترف الدمع وتخشى دم المبضع. في هذا اليوم لا تتوسَّلوا الطغاة - قيادتكم المسرحية - بأنكم (ولدتكم أمهاتكم) أحراراً ، بل استنهضوا الضعف فيكم حتى لا تكونوا (عبيداً لغيركم). في هذا اليوم لا تبكوا على حاضركم، بل راهنوا على مستقبل مسرحكم ولن يتأتَّى لكم ذلك ما لم تكونوا في كل مدرسة وجامعة. في هذا اليوم وكل يوم، أتمنَّى أن تكون بلادنا بخير وكلُّ مسرحيٍّ حراً وطيباً. الخلود لشهداء الثورة السودانية العظيمة وكل ثورات الأحرار في العالم والخزي والعار للطغاة القتلة. ربيع يوسف الحسن مخرج مسرحي
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة