الجيش السودان الجيش ما جيش البرهان!

مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 05-14-2024, 07:49 AM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مدخل أرشيف للعام 2020-2023م
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى شكل سلسلة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
12-30-2021, 05:30 PM

عادل شقاوة
<aعادل شقاوة
تاريخ التسجيل: 03-28-2016
مجموع المشاركات: 102

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
الجيش السودان الجيش ما جيش البرهان!

    04:30 PM December, 30 2021

    سودانيز اون لاين
    عادل شقاوة-UK
    مكتبتى
    رابط مختصر



    منقول
    صديق فاروق الشيخ التوم
    ٢٤ ديسمبر ٢٠٢١.


    ليس بين الجنرالات والشيوعيين، منافسه على اصوات ناخبين او اعلان لحرب، لكنه الصراع الطبقي؟*

    تصعيد الكيزان في القوات والمليشيات المسلحة العداء للحزب الشيوعي بوصفه خميرة الرفض، وواقع الحزب الشيوعي بموقفه الطبقي كنصير للمسحوقين، ولانقتصر هنا دوره عَلى- حين نقول - وظيفته المرحلية في التبصير والكشف عن المصالح وتقاطعاتها، فهذا الاعلان من الجيش ليس مفاجئة ، فلقد علمتنا التجارب أن سياسات التحرير والتبعية لا تمر الا بالقهر (الصدمة)، وأن الهجوم على الديمقراطية في السودان يبدأ بالهجوم على الشيوعيين. لكن هل بين الجنرالات والشيوعيين خصومة، منافسه أم حرب، أوليس هو الصراع الطبقي؟!

    يقول تعالى: ﴿قُلْ هَلْ نُنَبِّئُكُمْ بِالْأَخْسَرِينَ أَعْمَالًا * الَّذِينَ ضَلَّ سَعْيُهُمْ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَهُمْ يَحْسَبُونَ أَنَّهُمْ يُحْسِنُونَ صُنْعًا﴾ سورة الْكَهْفِ: 18/103-104

    تقول إحدى كنداكات الثورة السودانية:
    لو ماك دريان بالحاصل،
    لو ما صدقت كلامي
    يلاك طالعني الشارع،

    إن من ضمن ما يسترشد به الشيوعيون في السودان في معارفهم العلمية، مقولات لفلاديمير لينين الذي يقول: "أهم خطوة في تكوين حزب سياسي ، هو إمتلاك جريدة"، ولا يذهب بعيداً المقدم الملتحي رئيس تحرير جريدة القوات المسلحة حينما يقول:"انا فقط حزبي الاخضر الفتان عشقي الكاكي همي خدمة وطني في اي موقع اكون فيه"، لا غرابة في الامر، في بلد ظل يحكمها العسكر لعقود وعقود، فحزب الاخضر الفتان ظل يقدم سفاحاً عقب سفاح، جنرالاً عقب الاخر، سفاح حلفا وحرب الجنوب الفريق عبود، وسفاح الشيوعين والانصار في الجزيرة ابا المشير نميري، وسفاح كل البلد دارفور المشير البشير، وسفاح المقاومة السلمية الحالي، لقد ظل الشيوعيون ينظمون شعبهم بابتداع جبهة الهيئات، والتجمع النقابي، وتجمع المهنيين، للاطاحة بكل الجنرالات القتلة، وكذلك ظلت المؤسسة العسكرية السودانية في عوز متوارث لفهم المهنية العسكرية ودورها في جهاز الدولة، وبلا مؤاربة ظلت تقدم الجنرالات رموزاً في الانتخابات، ويستنكر قائد المليشيا الرديفه لها القول بحماية الحدود وحراستها:" (قايلننا غفراء ) ،هذا الرجل يريد الحكم وهو بالفعل حاكم، تحكموا براكم "ما هم" ردفاء، اذن هم ايضاً حكام" بئس الحال حالنا، ولا أحسب ان القناة الفرنسية قد تفقد المصداقية (فتصر أن لا تعتذر) كما يُكذّب مجلس السيادة الخبر عندما ينقل قولاً منسوباً للبرهان: الانتخابات ستكون مفتوحة لجميع القوى التي شاركت في المرحلة الانتقاليّة ، بما يشمل العسكريّين وقوّات الدعم السريع بقيادة الفريق أوّل محمد حمدان دقلو . الجميع يعلم مدى صدق أو كذب البرهان عندما يقول: "أن الجيش سينسحب من العملية السياسية بنهاية الفترة الانتقالية ولن يشارك العسكريين في الانتخابات هذا اتفقنا عليه وهو الوضع الطبيعي". ولا يذهب قادة الحركات (شركاء الدم) بعيداً، فيقول اعتاهم :“إبعاد العسكر عن السُّلطة يتم عبر الانتخابات فقط”. لذلك تجد الباحثين المتقصين يحددون المعضلة في حالة التوهان والتضليل فيقول الصديق المنصور جعفر: "كثير من الأحزاب والجيوش والحركات والشخصيات تنهمك في بعض تفاصيل الصراع ولاتنتبه لاستراتجياته وكثير من جهودها تنتبه لبعض استراتجيات الصراع ولا تنتبه لتفاصيل.".

    التفكير والتضليل في ان الجيش في السودان يملك حلاً للشعب ولمشروعه في التغيير هي مرحلة تجاوزها النضج الثوري فيما بعد ثورة ديسمبر المجيدة، فالعكس صحيح إن الشعب هو من يملك للجيش حلاً لبؤس اوضاعه وتدهورها وانحطاطها، والحل يتموضع في رغبتة الجماهير في تحويله لجيش مهني يتجاوز الانحياز الطبقي ويصبح قومي ومحايد في الصراع الاجتماعي إن لم يكن منحازاً للاغلبية، إن الجماهير والملايين هي من ستعيد بناء المؤسسة العسكرية السودانية بإجبارها عن إعتزال التدخل في السياسة وتحويل القوات للوظيفة المهنية في تأمين الحدود و بناء المشاريع العملاقة وغيرها من مهام الجيوش في حالة اللاحرب، لن يصلح الجيش نفسه من تلقاء نفسه، لكن الشعب سيصلح جيشه، وسيتوالى الكشف وستعلو الشعارات والضغوط والمطالبات حتى تستقيم المؤسسة العسكرية وتصبح مصدر فخر واعتزاز للثوار و للسودانيين .

    حسناً فعل المقدم رئيس تحرير صحيفة القوات المسلحة ، بتحريض جنرالاته ضد الحزب العجوز الذي شعاره حرية سلام وعدالة، فالتوجه عندهم لابد ان يذهب لقمع الحزب الشيوعي، لقد أصاب الرجل بتوجيه الجنرالات لارض المعركة الحقيقية في صراعهم مع الشارع السوداني، فصحيفة الجيش تعنون أن: "الحزب الشيوعي تاريخه اسود وسجله حافل بجرائم يندي لها الجبين" وكذلك لم تخطئ جماهير شعبنا، في تبني شعارات وادبيات الحرب الشيوعي فهو درقتها. فهو حزب ثوري وإن حاول الكثيرون قولبته في معية النخب، فالحزب الثوري يمتلك التجربة والخبرة المحلية والوطنية والمعرفة العالمية ويمتلك النظرة الشمولية ويمتلك منهج التفكير الجدلي، الذي يحرر الانتقاد به من اية خوف، واثبتت التجربة على مقدرته على تشريح طبيعة الصراع والمصالح المرتبطة به وفرزها ومن ثم إعادة الاصطفاف، بالاستقطاب والتحريض على المصلحة الطبقية في الدولة السودانية، فهل جنرالاتك مستعدون لاستمرار الحرب ضد الشارع؟!، دعني أكشف لك عن احد مكامن، قوة الشيوعيون، وهي الشارع، والشارع يعني الجماهير، والجماهير تعني جماهير شعبنا الثائر ، وهي قوة لا يفهمها الجنرالات الساسة، وكلاء المصالح الاجنبية في بلادنا، لذلك ظل يسقطهم هذا الشارع في انتفاضاته السلمية، وإنه لمن الصعب أن يفهم حملة السلاح و الكيزان والنخب، معنى الجماهير لانها في نظرهم قطيع للتصفيق والهتاف وحضور الفعاليات من أجل المبايعة، ومستمعين، يعينون عليهم إدارات أهلية لتسوسهم وتتحدث بإسمهم، ولذلك تجد أن كتلة النظام البائد وحلفائها من الرجعية والقوة التقليدية هم الاكثر معاداة للشارع، فهم فقط يؤمنون بالسلاح والقهر واصوات القنابل. وهم الاكثر ميلاً لتغبيش رؤية الناس وبيع الوهم والتناقض، والا كيف يستقيم لساسة العلاقات الخارجية في حزب الاخضر الفتان أن يسمحوا ويدعو طواعية وفد الموساد للاطلاع على المنشآت العسكرية ودولتهم الدولة الوحيدة في العالم التي قصفت منشآت الجيش السوداني، لكنهم ينسجون الاسلاك الشائكة حول ذات المنشآت من ملاكها (السودانيون) عندما يهمون بالهتاف، خوفاً من عودة جمهورية الاعتصام الفاضلة، وماذا في قاموس الهزيمة أكثر من القبول بتأسيس قاعدة عسكرية للكيان الصهيوني في البحر الاحمر ومن قبلها روسيا، وماذا في كتاب العمالة يخفى على الجماهير، لان في صحيفة القوات المسلحة معقل للكيزان من يرى أن العدو هو الحزب الشيوعي العجوز الذي قوام عضويته المغيبون من ابان تفف وبناطلين ناصلة، كما خاطبهم البرهان يوماً متملقاً: "السانات والراسطات، والناس الواقفين قنا"، فهم العدو لانهم يعبرون عن المصلحة الطبقية، وليس إسرائيل هكذا يتوهم الحوري وامثالهم من الكيزان، يا سيدي/تي فالجماهير عند الشيوعيون هي مصدر السلطة ومنبعها وهم القيادة، لذلك تجد الشيوعيين في السودان متجذرين في مجتمعاتهم، ويدعون لتغيير جذري من الدولة البوليسية التي مهمتها القمع نحو دولة الرعاية الاجتماعية التي تقدم خدمات الصحة والتعليم مجاناً لمواطنيها، وهم الاكثر تنظيراً للديمقراطية الشعبية، وهم الذين يدفعون بمسودات قانون الحكم المحلي وقانون النقابات، وتجدهم يبنون تحالفات الحرفيين والنقابات ولجان القضايا المطلبية ولجان المقاومة بالاحياء وهم ايضاً من يحرضون ضد كافة اشكال الاستغلال ومقاومة الوكالة للمصالح للأجنبية في بلادنا. بينما تتبنى قيادات الجيش "الكيّ للشعب " متمثلاً في سياسات التحرير الاقتصادي، وبالطبع تجدهم يُعمدون العُمد ويُعينون النظار ويوزعون عليهم البكاسي محاباةً، شتان ما بين الشيوعي الذي يوزع ميثاق استكمال الثورة السودانية وحلم الانعتاق، وما بين الجنرالات الذين يوزعون "البكاسي"و الظلم في الارض، شتان بين من يحرض لخروج الملايين بأنفسهم لانتزاع حقوقهم فيبدع شعبنا ويتحدى ويفتح بيوته لاستقبال نضالات الثوار والجرحى، وبين آخر ينظم إعتصاماً مدفوعاً الاجر، ولا يتعلم القرود فمن قبل تم طردهم من معسكر الاستضافة بمعرض للخرطوم، لكنهم عادوا بنفس "الكروش" بعد ان فشلوا في حشد الملايين لمبايعته لكن دائماً:" بيجيبك الموز يا قرد". ويعلق الشيوعي سليمان حامد: " عند احتدام الصراع الطبقي تستقبل المواكب المؤيدة بالمحشي وكبدة الابل، والُمناهِضة بالمدافع المضادة للطائرات".

    وفي حين تكشف احد الدوريات أن المنافسه في سوق دوائر المخابرات العالمية بعد إزاحة البشير عن المشهد كانت في الحصول على نسخة من ملفات الاسلاميين والارهاب، وغيرها من الاسرار في الدولة الكيزانية ، هكذا تباع اسرار الدولة الكيزانية ولا يتحاسب جنرال واحد، لكن كبير الجنرالات مستعد لمقاضاة شاعر شاب ثائر كتب قصيدة: "نفس الزول"، ويتنافخ الساسة العسكريون ان شرف العسكرية يكمن في عدم تسليم البشير والمطلوبين للجنائية في حين يذهب الشيوعيين لتأييد حمدوك الليبرالي في مسألة تسليم المجرمين للجنائية، بالطبع يتخاذل رئيس الوزراء كدأبه وتناغمه مع العسكر، لكن لا تتخاذل الجماهير، فتخرج الملايين من شعبنا في دارفور مستنصرة بزيارة "بنسودا" لهم من أجل تسليم المطلوبين للعدالة الدولية، بعد ان فقدوا الامل في العدالة المحلية، وفي حين يسافر الجنرالات الساسة لدول المحور الاقليمي يقدمون التحايا العسكرية وكل فروض الولاء والطاعة لسادتهم وبإسم الحلف يستلمون اموال الارتزاق، وحين يتحدث الشيوعيون رافضين التدخل في شئون الدول "مالنا وحرب اليمن"، تعلن اللجنة الامنية عقب انقلابها في ١١ ابريل ٢٠١٩ ، وقبل مخاطبة الشعب الذي قطعت طريقه للتغيير، بانها ملتزمة ومستمرة في حرب اليمن، الا يكفينا ما صنعنا من حروب في بلادنا! الشيوعيون في السودان لا يريدون العذاب لروسيا امريكا، ولا يقبلون بالقواعد العسكرية لروسيا امريكا ايضاً. لكن يريدون صناعة الحياة لشعبهم وانت وجنرالاتك تزج بشعبهم كل يوم في أتون الموت والدمار فهم مثل رفيقهم محمد سليمان يكتبون ويكشفون أن الصراع هو صراع على الموارد على ارضنا لذلك تُصنع الحروب، ويكشفون للجماهير طبيعة الاستغلال ونهب الموارد والمخططات لتفتيت دولتهم. الجنرالات الساسة يزعجهم تسليم المطلوبين في جرائم الحرب أكثر من بيع شاراتهم العسكرية على ارض سوق مدينة الجنينة، التي أحرقتها الحرب ثم أحرقتها الحرب ثم عادت واحرقتها الحرب ولم يتدخل الجنرالات الساسة لحماية العزل المحترقين لكن يتنافخون مع المحور ان وجودهم في اليمن هو "لحماية الحرمين"، "للبيت رب يحميه"من القائل ، "رب هذا البيت آمنهم من جوعٍ ومن خوف"، وأهلنا في دارفور الجوع يفتك بهم فحقولهم ليست لهم، وبين الاحتطاب من أجل الطعام يكون الاغتصاب ومن بعده افتراس الهوام لاشلاءهم، تباً للجنرالات الساسة فهم ليسو الوطن، والخوف كل الخوف على الحق في الحياة، فإن لم يهلكك الجوع فقد تسلبك المليشيات البقاء، ويتبجحون أن معركتهم القادمة في الخرطوم، ونسمع خطاب ارهاب (شركاء الدم) "دمر عمارات دمر" وخطاب وزيرة مالية حمدوك: "لا تدمرها فقط استولوا عليها"،… كذلك هو وعيد مختطف الثورة "احسن الناس تفتح عيونها: لو أن فض الاعتصام استمر عمارات الخرطوم ستسكنها الكدايس "،

    لقد هاجر صديقي القائل:
    لماذا لم تقل ؟
    إن العماراتِ استطالت
    أفرغت أطفالك الجوعى
    على وسخ الرصيفْ
    الآن لن نبكي
    ولكن مَنْ يساوم بالغدِ الآتي
    !وماذا سوف نخسرُ؟

    السيد الحوري: لا نعلم تفاصيل برنامج حزبكم "الاخضر الفتان " لننتقده ونقارنه ببرنامج الحزب الشيوعي الذي تدعو قيادتك لحله وحرق مقراته، فالسياسة والديمقراطية تعني التنوع والاختلاف، وبالتأكيد برنامج الحزب الشيوعي ليس تدمير العمارات وارهاب سكانها بعد أن نشرت اتفاقيات قياداتك مليشيات الموت والخوف فوق كل مساحات الوطن، والاوضاع المزرية الان هي نتاج تطبيق برنامج حزبك غير المعلن في وطننا، إنما يتحدث برنامج الشيوعيون عن "البديل الوطني الديمقراطي للتنمية" طبعاً في ذهنيتك أن هذه مجرد شعارات فعقلك لن يستوعب ولن يصدق أن البرنامج هو ما يجتمع حوله الشيوعيون.

    الشيوعيون منادون بالحقوق ومدافعون عنها، وهم ليسو أعداء الوطن، عدو الوطن من ترك الحدود تستباح، ووافق أن تمرح المليشيات في مدننا، وطفق ينشر التمليش، وذهب للقصر وأدار الشركات دون رقابة وجلس على كرسي الحكم دون حق، وقرر انه يعلم مصلحتنا أكثر منا وسفك دمائنا، وإغتصب نسائنا، ونراه قد قبض الثمن!

    نعم يستحق السودانيون جيش جديد.
    نعم نريد جيشاً، ونستحق جيشاً !
    نريد جيشاً يتوقف عن الانقلابات.
    نريد جيشاً لا مليشيات، يكون جزءً من الدولة لا حاكماً عليها، نريد جيشاً خاضعاً لارادة قيادتها المدنية الوطنية.

    نريد جيشاً لا يميز بين قبيلة وأخرى، ولا يجند الاطفال عبر النظار، وليس في ملفاته شيئ عن القبيلة، وقوات لا يتبجح عساكرها انهم اتوا "ليحمو الحرامية ويساعدونهم في الافلات"، جيش لا يدخل بيوت اثرياء السودان ليتقاسم جنرالاته الصفقات، وليتآمر مع النخب ال################ة على الفقراء باسم حقن الدماء.

    جيشاً عندما يذبح شعبه لا يقف متفرجاً واعزلاً، كالذي وقف متفرجاً في كريندق وغيرها، جيش لا يغلق ابوابه مقراته قيادته امام المستجيرين بحثاً عن الحياة، جيش لا يسلم المحتمين بسوره للمليشيات تضرب من تضرب وترمي من ترمي في قاع النهر. نريد جيشاً لا تتقافز كروش جنرالاته على سلالم السفارات.

    جيش لا يقاتل المواطنين ويقتل الجنود اهلهم بحجة تأمين الداخل بل يحميهم من جهل وعنصرية المليشيات، جيش لا يحرض جنرالاته قادة القبائل ضد الدولة فيقطعون الطريق وبجهالتهم يصرحون بأنهم طوع الارادة العسكرية، واراهم اليوم يعملون على فصل الشرق.

    عذراً ايتها النخب المنادية بالانقلابات، جيشنا الحالي لم يستطيع ان يطيح بقيادته عقب مجازر موثقة ومصورة شاهدها العالم بأجمع ولم يستطيع أن يستبعد هذه اللجنة الامنية من قيادته ولا حتى من باب المسئولية التقصيرية ناهيك عن وضوح التورط الجنائي حين يتبجح قائد ثاني شريك الحكم بقوله المُوثق: "فضينا ستة اعتصامات"،.. .

    نعم ربما كان جيشنا هو من يسقط ظروف الدولارات ، كما في الكويت، و لا يتسول قادته موائد امراء النفط، ويرتب أموره "طه" عسولات وليس ملحق عسكري، جيش لا يتمشدق ويتحسر، قائده بأنه يأخذ الجنود للقتال في اليمن من أجل حفنة دولارات رفض المدنيون استلامها ولم يهتموا بها!

    نريد جيشاً يحمي الحدود ويؤمن الجبهات، لا جيشاً يريد أن يحكم ويقرر مصير العباد والبلاد.

    جيش لايتاجر في السلع ويحصل على الاستثناءات، ويشتري الدولار وينافس التجار !

    جيش يرفع تحيته لعلم البلاد، ولاطفال البلاد، ولا يرفع قادته التحية لقادة المحاور ، جيشاً ولاءه للسودانيين ولا يصبح جزء من الاحلاف والتكتلات سواءً روس وبيلاروس، امريكان او وكلاءهم من مصريين أو امارات.

    جيش لا يغتصب النساء والرجال وتدينه تقارير الحقوق والحريات، بل جيش يحاسب من اغتصبوا الارض والعرض، فلا تزال عورة "تابت" تُقبح وجهنا امام الانسانية وصحائف المنظمات. فحالات الاغتصاب من قبل القوات النظامية في السودان لم تتوقف سواء كانت قبل الثورة أو بعد الثورة في العاصمة أو الولايات، في التطهير العرقي أو فض الاعتصامات، واصدق تعليق هو قول مديرة وحدة مكافحة العنف ضد المرأة والطفل د. سليمى إسحق: إن "تأهيل القوات النظامية مهم جدا فمهمتها حماية حقوق المواطن وليس انتهاك حقوقه". فحين يقر جهاز الامن في محكمة أحمد الخير بأن هنالك دوائر بداخله تدير جرائم الاغتصاب، لا يجن جنون الجنرالات، وتستمر ذات الجرائم حتى بعد استلام قيادة الجهاز بواسطة الاستخبارات العسكرية، مما يثبت أنه لابد من تدخل ثوري حاسم لتتوقف هذه القوات عن الاغتصاب، وتعليم الجنرالات الذين مارسوا إغتصاب سلطة شعوبهم وثرواتهم وحقوقهم وأن الحروب لا تخاض في أجساد نساء شعبهم، وأن من يعزز هذا الامر في بلادنا لن ينجو بفعلته، الجنرالات والمليشيات لن يتوقفوا ويصلحوا انفسهم فالذين يخططون "صدمات الرعب والاهوال" لكسر إرادة الجماهير ولن يتحولوا بفعل الحصانات، التي يحصلون عليها بتنسمهم المناصب السيادية بجعلهم المسئولين عن الحماية، وبهذه المحاصصات فإنهم يكونون مسئولين عن إدارة الافلات، فلا يستقيم جعل المنتهك والمجرم مسئولاً عن حماية الضحايا. قلنا إن الذي انتهك في ٣ يونيو ٢٠١٩، ليس شرف الشفاته والكنداكات ممن أغتصبوا، ولكنه شرف القوات النظامية. وبقاء من أمروا بإستباحة ساحات الاعتصام دون حساب أو عقاب هو عين الافلات، وهو الشرف المنتهك.

    نريد جيش لا توزع ملابسه وشاراته على عساكر الخلا والمليشيات كيفما تقرر الزعامات القبلية، أو جيشاً يدير للوقود طلمبات ويتكسب المرتدون لزيه عند الازمات.

    الجيش الذي نريد هم أولئك الجنود الذين نعرفهم من رقصوا وحملو المزامير معنا ! وافترشوا الارض معنا، واحتمينا تحت نيران مدافعهم هؤلاء سيمائهم في وجوههم. وجدناهم عندما إلتجأنا إليهم، تلك ليالٍ لم تكن سلمية لقد فتحوا النار في الكيزان وكل مليشيات قوش وبقية الحرامية. ابطال نعرفهم ويعرفوننا جنود لا قبل لكم بهم. حضرنا ووجدناهم، وسيفتحون الجسور والبوابات ويحمون الكنداكات، يواجهون كتائب الظل بالبل، ويدكون معاقلكم فهم جزءٌ من الغد الآت.

    نستحق جيشاً يحمي الثغور ويبني الجسور والمشاريع العملاقة للدولة،… ويفتح الطرقات ويفجر الجبال طرقاً ومفاعلات ويدير عمالق الاقمار والاليات.

    نعلم جيداً أن بعد زوال حكم اللجنة الامنية سيحظي السودانيون بجيش ملئه الثوار ومقاتلي الحركات الذين رفضوا ان تغتصب اخواتهم وامهاتهم، جيش لا يستحي ضباطه من ارتداء الزي العسكري خشية تحية رتب الخلا.

    نريد جيشاً يحمي الثغور كالذي في مر في الفشقة ويظل فوق الشبهات عندما يرفض مقترحات كل واجهات الامارات.

    هؤلاء الجنود نحن الذين سنحملهم على الاعناق (كما في الصورة) ، ونمجد مجدهم عندما يستردون ما أغتصب من حدود ويحبطون التهريب عبر الحدود.

    لقد ظل التغبيش يدور داخل الجيش السوداني لعقود انقاذية، عبر منح العسكريين دوراً رسالياً مستوهماً في حماية العقيدة والدفاع عنها، وهو مفهوم جماعة الاخوان المسلمين للاسلام والسياسة، وللامانة ليس كل جماعة الاخوان في هذا سواء، وهذا الدور بالضرورة يتناقض مع تركيبة المجتمع السوداني ووحدته في إطار التنوع، وانتهى ذلك بجعل الاستجابة لصراع المحاور والمصالح في اليمن واجباً مقدساً ورسالياً لحماية مباني الحرمين في حين تقول تعاليم ذات الدين المفترى عليه:" لأن تهدم الكعبة حجراً حجراً أهون عند الله من أن يراق دم امرئ مسلم"، "من آذى مسلما بغيرحق فكأنما هدم بيت الله"، "لزوال الدنيا أهون عند الله من قتل مؤمن بغير حق".

    مايجب على الجيش السوداني واستخباراته الدفاع عنه هم مواطنيهم الذين يقتلونهم، وحراسة ثروات البلاد وليس المشاركة في تنظيم نهبها وتهريبها عبر الاحتكارات، واستضافة الروس وغيرهم، علماً بأن المصالح الأجنبية في بلادنا تظل مكشوفة بالتركيبة السكانية ومعايرتها وفق المصلحة الوطنية لا تسترعي جهد مضني لفهم طبيعة الوكالة التي ترتقي للعمالة وتفسر بقدرٍ عالٍ من الاستغلال. ولا ينكر اثنان مستوى التدخل الاستخباراتي المصري في بلادنا، وقبول العديد من الاحزاب السودانية ومن قبلهم المؤسسة العسكرية أن تدير المخابرات المصرية ملف العلاقات الثنائية بين البلدين، الامر الذي يمنح المحاكاة عَلى ذات النمط في العلاقات مع دولة جنوب السودان الناشئة، ولا ينفصل هذا عن تطلع البرهان وغيره من الجنرالات لاستنساخ نموذج الحكم المصري ومحاكاة انتاجه في السودان، صرف النظر عن واقع حركة السياسية السودانية وتعدد الجيوش بالدولة.

    لا نريد مليشيات قبلية يصعد فوق هاماتهم جنرالات الارتزاق وسماسرة بيع المواقف التاريخية للصهاينة، أو لسماسرة تهريب المعادن ويبتزون المناصب ويسعون لمحاصصات بإسم المفاوضات، وسلام الحركات ثم يفتحون مكاتب للتدريب والتجنيد أو يتجولون في المدن احتماءً بالمدنيين كمدرعات. إن سماح السلطات العسكرية النظامية بتمدد وفتح انماط التمليش أزمة امنية معقدة، فعوضاً عن تسريح الجنود عقب سلام جوبا تم فتح العديد من المعسكرات لتدريب جنود جدد لينضموا للحركات المسلحة، في أكبر فشل لاتفاق محصصات جوبا، إن الجماهير عندما تخرج وتهتف الجيش جيش السودان الجيش ما جيش البرهان! ذالكم إعلان الاطاحة بالجنرالات والمليشيات، فلا يستقيم بمن في داخل المنظومات الامنية القبول بالاستعانة بأطراف أجنبية للاستقواء بها على مسار المستقبل الذي إختاره الشعب السوداني لنفسه بقوله "مدنياووو".

    في مقال سابق قلت : القوات النظامية بمختلف مكوناتها هي جزء لا يتجزأ من هذا الشعب، ستعمل وتنحاز مجبرة لشعبها كلما احكم قبضته على الحراك وعليها. ستنتصر الثورة بعد سقوط مشروع المساومة، والتسوية والحوار السياسي والتحرير الاقتصادي القائم على استمرار مصادرة الحق في الحياة لأجل الدفاع عن مصالح الرأسمالية في السودان، سواء رأسمالية الوكالات المحلية او راسمالية المحور أو من هم خلف المحور من شر.

    إن الحل لأزمة القوات المسلحة ليس في جعلها تابعة
    للافريكوم تحت إمرة السنتكوم أو انتظامها في عمليات التعاون الأمني الاستخباراتي، لكن في إعادة الاستقلال لها لتكون قوات للشعب الذي تنتمي إليه.

    إن الانتقال الحقيقي هو داخل المؤسسة العسكرية السودانية بمختلف مشاربها، وهو ثقافي تربوي وتأهيلي وإعدادي لمنسوبيها، ويكون ببعدها عن التغول عَلى العملية السياسية، بفريات تصحيح الاوضاع وتحمل المسئولية، ومنع الانزلاق وانهيار الدولة، فتدخل العسكريين في السياسة هو إستقواء وإنحياز طبقي لمصالح إجتماعية سواءً انحاز الجنرالات الى الرأسمالية الطفيلية وحمو مصالحها وتحولوا للارستقراطية العسكرية، أو حتى بانحياز الجنود وصغار الضباط الى المسحوقين ومطالبهم، وشتان ما بين الاثنان في المعيار الاخلاقي، لذلك يظل التحدي والنجاح في الانتقال في السودان مرتبط بالضبط والخضوع للارادة المدنية في الدولة، وبتحييد المنظومات الامنية في المجتمع وجعل دورها ومهمتها غير مرتبط بنجاح أو فشل الحكومات في الحكم والسيطرة أو في الممارسة الديمقراطية. لابد من تجريم تحريض الجيش عَلى إختطاف السلطة، سواء من تلقاء نفسه بزعمه كيان مستقل ومنظم أو بإيعاز من قوى سياسية او اجتماعية معينة. لذلك تكون محاسبة الانقلابين وعلى رأسهم البشير هي مسألة مفتاحية لهذه التربية الجديدة، إن تنفيذ أشد العقوبات عليهم هي بمثابة التحصين للمستقبل، وإغلاق الطريق امام مغامرات العسكريين فيما بعد الانتقال وتأسيس النظام الديمقراطي المنشود.

    ولعل ابرز الاصلاحات في القوات المسلحة السودانية والقوات النظامية الأخرى. تكمن في إخضاع الجيش السوداني للقيادة المدنية ويتأتي هذا بإلغاء منصب "القائد العام للقوات المسلحة" ونقل كل سلطاته وصلاحياته لوزير الدفاع. وخلق التوازن والتنوع في تركيبة القوات المسلحة ومن اهم اساليب خلق التوازنات التي يتعين اتباعها هو إعادة العديد من المفصولين لا سيما أولئك الذين استبعدهم الكيزان سواء لجنتهم الامنية او عبر سلطتهم السياسية على قيادة المؤسسة، و هنا نتحدث عن عشرات الالاف من الجنود وصغار الضباط، وهذا بحد ذاته جيش قائم بذاته من الحاصلين على التأهيل العسكري والذين يناط بهم تفكيك التمكين وخلخلته داخل المؤسسة العسكرية، ويستمر التوازن والتنوع عبر دمج وحل كل القوى غير النظامية من جيوش حركات الكفاح المسلح، وعلى وجه الخصوص مليشيات الدعم السريع، مع تسريحها أو إعادة دمجها داخل القوى النظامية بحسب النظم واللوائح المتبعة عالمياً في عمليات (نزع السلاح والتسريح وإعادة الدمج)، ويكون هذا بالتخلص من نمطية وممارسة وإرث المفوضية السابق الذي انبنى على شراء ذمم قيادات بعض الحركات وتوظيفها في قتال اهلها او بقية الحركات الاخرى، إن فشل الترتيبات الامنية التي ارتبطت بمحاصصة جوبا ليس فقط لتعذر تمويل التسريح بل بسبب غياب الارادة السياسية الحقيقة، والاخطاء الهيكلية التي ربطت المحاصصة بالترتيبات الامنية.

    الحل لجيش السودان يكون في إعتزاله للعملية السياسية، وليس فيما تدعوا له صحيفة القوات المسلحة من حل لحزب المستضعفين.






                  


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de