توثيق لما كتب عن الكابلي

مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 04-25-2024, 02:45 PM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مدخل أرشيف للعام 2020-2023م
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى شكل سلسلة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
12-21-2021, 05:20 PM

الطيب الشيخ
<aالطيب الشيخ
تاريخ التسجيل: 11-19-2005
مجموع المشاركات: 197

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
توثيق لما كتب عن الكابلي

    04:20 PM December, 21 2021

    سودانيز اون لاين
    الطيب الشيخ-الخرج ـ السعودية
    مكتبتى
    رابط مختصر



    الدكتور جلال الدقير يرثي الكابلي:
    (عبقري من عهد الرشيد)

    قال أبو الفرج الأصفهاني (صاحب الاغانى) عن اسحق إبراهيم الموصلي: (إن الغناء أصغر علوم اسحق، وأدنى ما يوسم به)، وقال عنه الخليفة المأمون نجل الرشيد: (لولا اشتهار اسحق بالغناء لوليته القضاء لما أعلم من غزير علمه وعفته و نزاهته، و لكنه اشتهر بالغناء وغلب على جميع علومه ولم يكن له فيها نظير)، إذ كان عالماً باللغة والتاريخ وعلم الكلام، ناظماً للشعر وراوياً له، وقال الخليفة الواثق: (ما غناني أو تحدث فى مجلسي اسحق إلا ظننت أن زيد لي فى ملكي).
    ترى عمن كان يتحدث صاحب الأغاني والمأمون و الواثق؟ عن اسحق أم عن عبد الكريم الكابلي، إذ ما رأيت فناناً عربياً معاصراً اجتمعت له شوارد الكلم، وسعة الثقافة، وبدائع الألحان، ونوادر مقامات الموسيقى، وفخامة الحضور، بمثلما اجتمعت للكابلي،
    قدم له الرئيس بوتفليقة الوسام الذهبي امتناناً من الجزائر وشعبها وثورتها لعبد الكريم، ووقفت جميلة بوحيرد ومآقيها تفيض بالدمع، و لم يُر الزعيم الخالد عبد الناصر واقفاً منتشياً وهو يصفق في حرارة إلا مرتين، مرة عندما غنت سيدة الغناء العربي في حضوره قصيدة صلاح جاهين التي لحنها رياض السنباطي عام 1959 عن السد العالي (كان حلماً فخاطراً)، ومرة ثانية في المسرح القومي بأم درمان عام 1960، عندما غنى عبد الكريم من ألحانه أنشودة آسيا وإفريقيا لتاج السر الحسن، (مصر يا أخت بلادي يا شقيقة.. يا رياضاً عذبة الورد وريقة.. يا حقيقة.. ملء روحي أنت يا أخت بلادي.. سوف نجتث من من الوادي الأعادي).
    لقد تغنت أم كلثوم قبله بسنوات بقصيدة أبي فراس (أراك عصىّ الدمع) بثلاثة ألحان.. لحن وضعه الفنان القامة السنباطي وآخرين وضعهما عبده الحامولي وزكريا أحمد، و في كلها أبدعت وأشجت.. عندما وقف أمامها في المسرح القومي عام 1967، لقد زارت الخرطوم فى إطار جولتها لدعم المجهود الحربي عقب النكسة، كان عبد الكريم يعلم أنه يطاول قمماً أربع في الأداء والتلحين عندما غنى من تلحينه: (أراك عصىّ الدمع شيمتك الصبر).. ومع صعوبة التطريب في السلم الخماسي مقارنة مع التنسيق السباعي، إلا أن عبد الكريم ليلتها أجاد وأطرب وتفوق، فشدت أم كلثوم على يده بحرارة بعد أن صفقت طويلاً.. وكان له جمهور معجب ومحب في بلاد الشام، مهد الحضارات وسط النخب والعامة، وقال عنه الفنان السامق وديع الصافي أن عبد الكريم الكابلي صخرة من صخور الغناء العربي.
    يكمن دائما بين البلاء والمصيبة إحساسنا المضني بطعم الرحيل المر ووقعه اللاسع، حزناً عميقاً نحسه وحسرة نعانيها كلما عبر على جسر الرحيل الأبدي المضروب على رقابنا العابرون من الأهل ورفقاء الدرب والأحباب.. ولذلك أتاني مؤلماً فاجعاً خبر صديق سامق القامة وفخيم المعنى صبيح الوجه وبسام المحيا، عبد الكريم كان إنساناً سمحاً جميلاً ذا عريكة لينة وطبع رقيق، كان عبد الكريم أديباً متعمقاً فى شتى مناحي المعرفة الإنسانية والفنون والآداب، وكان شاعراً يزين قلائد القصيد بحسان من جواهر الكلم، فيأتي شعره غرداً من غير لحن، وكان قارئا نهماً باللغتين العربية والإنجليزية، مهتماً بكل أنواع العلوم والفنون والآداب، ويشهد كل من جالسه على موسوعية معرفته.. وكان مغنياً متميزاً فى أدائه الذب ارتكز على معرفة بأصول الموسيقى و دقائقها، بارعاً في اختيار الإيقاعات التي يطوعها لتناسب كل بحور الشعر الفصيح وألوان الشعر العامي، فيأتي أداؤه مناغماً بين جميل الكلام وبديع الألحان، يصوغ السحر والروح والخلود.. أجزم أنه ليس من مطرب عربي أو إفريقي، تغنى لهذا الكم المتنوع من الشعراء امتد

    زمانهم أكثر من ألف عام، لقد جارى مغنين من عهد هرون الرشيد مثل الموصلي وإبراهيم بن المهدي فى ضبط الأوزان التي تبنى عليها مقامات الموسيقى، وميز بينها تمييزاً دقيقاً تلمسه فى أدائه، غنى لكل الألوان، ولكنه كان يعشق الشعر العمودي، غنى لأبي الطيب المتنبي (أرى ذلك القرب صار ازورارا.. وصار طويل الكلام اختصارا) غنى ليزيد بن معاوية أمطرت لؤلؤاً (نالت على يدها)، تغنى للأخطل الصغير وأبى نواس وأبى فراس الحمداني، وفي الأزمان المعاصرة تغنى لأحمد شوقي وابراهيم ناجي وأبدع وأجاد فى لحن الجندول، الذي رقصت على انغامه كليوباترا.. خلد حرائر الجزائر اللائي كن وقوداً لثورة المليون شهيد بلحنه الخالد لقصيدة الشاعر البحريني على شريحة (لؤلؤة البحرين)، قصة البطلة فضة الأمازيغية، وهي تقاتل الاستعمار في أحراش الجزائر ورصد الفرنسيون إمكانات ضخمة لاغتيالها فهربها الثوار إلى البحرين، حيث تمت تصفيتها هناك، وكانت رائعة الكابلي أغلى من لؤلؤةٍ بضة صيدت في شط البحرين.. تغنى عبد الكريم لطيفٍ واسعٍ من شعراء الفصحى والعامية في السودان على رأسهم الفيتوري وإدريس جماع و عمر الدوش الذي غنى له سعاد (شان البت سعاد أصلي عارف جنها فى زول بيركز وينستر).. غنى للعباسي و لإخوان الصفا صديق مدثر والحسين الحسن والسفير عبد المجيد الأمين (هبت الخرطوم في جنح الدجى)، وآخرين كثر من عمالقة الشعر الغنائي، ومن أبرز ما تميز به بحثه فى التراث السوداني وتقنينه، ساعده فى ذلك المام واسع بالسودان وقبائله وتنوعه، ولكم تحدث عن القيمة الوطنية والفنية لهذا التنوع، كما وثّق فى كثير من المحاضرات والأبحاث المنشورة لذلك التنوع، بل وجعل التراث السوداني جزءاً من المزاج العام للغناء السوداني، وطاف حراً بجناحين مرفرفين بين رياض الموروث الشعبي المعطر بالكبرياء والشموخ وعزّة النفس وعفّة البيان.
    تشاء تصاريف القدر أن اكتب هذه الخواطر وأنا في مدينة دبي، المكان نفسه الذي تعرفت فيه عليه أول مرة وأنا طبيب امتياز في منتصف العشرية السابعة، وامتدت علاقتي به عقوداً طويلة، تجمرت بالمودة والمعزة وطيب الصلات، فيها كثير من المحطات ما يستحق التوثيق. لكني أقف عند اثنتين.
    ذهبت فى ربيع العام 1980 للملكة العربيه السعودية في مهمة سياسية، أحمل رسائل لقيادات في المملكة من شهيد المنافي؛ الشريف حسين الهندي تخص الحزب، ومن ضمنها طلب السماح بدخول مجلة الدستور للمملكة، وقتها كان عبد الكريم قد ضاقت به سعة الوطن الذي أحبه فغادر مغترباً في مدينة الرياض، يعمل بإحدى المؤسسات، ولكن لم يغادر حب الوطن قلبه. ذهبت لزيارته وما انتهينا من حديثنا إلا وجهت له عفو الخاطر دعوةً لزيارة المملكة المتحدة، ولحساسية الموقف، قلت له إن الدعوة في ظاهرها من رابطة الطلاب السودانيين، وكنت أرأسها وقتذاك، ولكن باطنها دعوة من الشريف الحسين، وكانت بينهما مودة وإلفة.. لم يتردد في قبول الدعوة، ولباها بعد أشهرٍ قليلة.
    عند وصوله كان الشريف خارج بريطانيا في سعيه الدؤوب لتعزيز قدرات المعارضة من أجل اسقاط النظام.. النظام المايوي؛ وإحلاله بالبديل الوطني الديمقراطي، ولكنه وجهني باستضافة الرجل بما يليق به.. فاحتفينا به بما يستحق، أقمت الحفل الرئيسي بقاعة الكافييه رويال بمنطقة البيكاديللي الشهيرة، وهو مكان تقام فيه أرقى الحفلات، وتقدم فيه الملكة الجوائز للمتميزين من أهل الفنون والآداب، ومن أشهر من تعاقب على رئاسته الفخرية الأميرة ديانا.
    احتشد ليلتها السودانيون وأسرهم كما لم يحتشدوا من قبل، وأبدع الكابلي ليلتها وأجاد.. غنى فيها للوطن وللجمال وللتراث وللحب.. بدأها برائعة الخليل (نحن الشرف الباذخ)، واستمر ينثر الدرر من الغناء الفصيح والعامي، ثم رتبنا له زيارات للمدن الأخرى التي بها كثافة من السودانيين، فأشاع فيهم البهجة والنضار، وأزاح عنهم كثيراً من هجير الغربة ورمضائها.
    لم يلتق بالشريف إلا فى الليلة الأخيرة لوجوده في بريطانيا بدارى بضاحية ايلنج.. كان لقاءً فهيماً فخيماً ومهيباً، فكلا الرجلين ذو إيمانٍ، مثقف عميق بالخالق العظيم، وكلاهما صوفي متبتل، فعبد الكريم قادري، والشريف هو من هو.. وعندما يتصل الأمر بالسودان وقبائله وتاريخ الحضارات فيه وما صحبه من تراث أغلب توثيقه مشافهة غير مكتوبة فان كلاهما مستودع ذاخر لكثيرٍ من النفائس والمواهب والدرر، ومع استطالة اللقاء الذى امتد لثلاث ساعات لم يتسع في نهايته إلا لأغنيةٍ واحدةٍ طلبها الشريف (بت ملوك النيل) وختمها الكابلي بطبل العز ضرب يا السُرّة قومي خلاص، فى نهايتها سألني الشريف من شاعر هذه الأغنية؟ فقلت له لا أعرف.. قال لي بسخرية (أحسن تعرف تراث أهلك العبدلاب.. هذه القصيدة قالتها حبوبةً ليك هي السرة بت الشيخ ناصر الأرباب، التي اقسمت بالله أن لا تقوم من سجادتها حتى تسمع بموت من ظلم أهلها وكان لها ذلك، (طبل العز ضرب يا السُرّة قومى خلاص.. طبل العز ضرب والخيل تسابق الخيل.. والظالم وقع كية الفراس.. والظالم وقع يا السرة داوي جراح).. ثم نف

    ث الدخان من سيجارة في فمه وأردف قائلاً: هي القالت في أبوها الأرباب ناصر (قمر العشا الضواي للخصيم كواي.. بجر مسداري وبنم في الأرباب سيد الاسم) لم أأسف على شيء مثل أسفي على عدم تسجيل تلك الأمسية.
    أما المحطة الأخرى التي أريد أن أذكر لقاءه بعد أكثر من ثلاثين عاماً بالشريف الآخر، زين العابدين الهندي، صوفي آخر قضى العمر فى محراب الوطن، باحثاً فى صدور أهله عن قيم الحرية والعدالة والديمقراطية الراشدة.
    كتب عن ذلك نثراً مموسقاً مزركشاً بالبهاء، وكتب كثيراً من الشعر الغرد النضير، ولعل من أجمل ما كتب أنشودة الهجرة و الاغتراب، مشاعر قوم وموال أمة، أغنية حب وتصد وعرفان.. تغنى فيها للسودان شبرا شبراً.. تغنى للنيلين الأزرق والأبيض.. غنى لرهد المفازة ولمريدي وللسوباط.. غنى لبحر العرب وبطانة أبوسن و جبل مرة.. غنى فيها لأدروب و هبباي بركة، غنى لعلي دينار أدَّاب العُصاة زول زول، ولحريق المك في قلب الدخيل.. غنى للقصر الجمهوري الضبح غوردون من الإضنين، وغنى للأزهري النكّس ذُرى العلمين.
    بعد جهد اقتنع الشريف أن نأخذ الانشودة للكابلي ليحولها للوحةٍ إبداعيةٍ توثق هذا العمل الذي ظل مطموراً ثلاثة عقود من الزمان.. صدح الكابلي بالكلمات وايقاعها البديع ومعانيها العميقة.. وقع في حبه منذ الوهلة الأولى.. سكب عبد الكريم فى ذلك الأوبريت عصارة إحساسه وذوقه الفني واختار له من الإيقاعات ما طوّف به جميع أنحاء السودان، استغرقه ذلك قرابة العامين، ولم يكمله حتى اختار الله إلى جواره الشريف. اتفقنا أن يخرج إلى الناس فى الذكرى الأولى لوفاته.. وكان يوماً رهيباً مهيباً.. تفوق فيه عبد الكريم على نفسه، وخرج الأوبريت إضافةً نوعيه مميزة ومثقفة للمكتبة الفنية السودانية.
    رحم الله الفنان الأديب المؤدب المرهف الشفيف عبدالكريم.. رحيله؛ كما أسلفت رحيل حقبة مترعة بالجمال وقيمه، كان محباً عاشقاً لوطنه، عندما أحس بدنو أجله حمل نفسه على المجيء للسودان، يحمل أثقال السنين وأحمال الداء، و كأني به يودع الارض والأحباب الذين أحبهم وبادلوه حبهم و عشقهم، أتى والبلاد اجتاحتها ثورة هزت وجدان العالم فجرها شباب يبتغون ذُرى المجد، ويحلمون بغدٍ أفضل، وفجر أبلج. وبحس الفنان المرهف والوطنى الغيور أوصى الناس بكلماته.. (ليست الثورة تهليلاً وتطبيلاً لفرد.. ليست الثورة تدعيماً وتكريساً لقيد.. إنما الثورة جهد بعد جهد بعد جهد.. إنما الثورة أيدٍ فوق أيدٍ فوق أيدٍ.. لقلاع الجهل للفقر للداء الألد.. لشرور النفس والحقد وجور المستبد)، حزنى عليه شخصي وعام ففقده فقد أمة، رحمه الله وأكرم نزله وشمله بعفوه ورضاه ووسع له في مقاعد المقربين، وأنزله مقعد صدقٍ بين جناتٍ ونهر.

    جلال يوسف الدقير






                  

12-21-2021, 05:23 PM

الطيب الشيخ
<aالطيب الشيخ
تاريخ التسجيل: 11-19-2005
مجموع المشاركات: 197

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: توثيق لما كتب عن الكابلي (Re: الطيب الشيخ)

    *ما أروع بني شنقيط عندما يرثون الكابلي .. كلمات عجيبة .. ومعانى تخبرك بعظمة اللغة ومهارة كاتبها 👇*

    كتب الموريتاني حمود ولد سليمان:
    إلى: طائر الفرح الأخضر الذي عودنا الحب والحبور على إيقاع الوتر الخامس، لعازف الأوتار عبد الكريم الكابلي

    ذات صباح ممطر من صباحات حيدرة الجميلة، على الأثير كان الكابلي يغني.. كان الصوت العذب الشجي، يأتيني تارة كأنه من بعيد يصلني في صمت يخالجني.. وطورا من قريب كأن خيوله تحاصرني..
    الكابلي العذب كأنه يخامر الوجود. يمضي ويأوب. ولا يلبث أن يتردد صداه متموجا مع الريح.. ورذاذ المطر، نافذا في الأعماق.
    أصغيت وأرهفت سمعي للنشيد:

    عندما أعزف يا قلبي الأناشيد القديمة
    ويطل الفجر في قلبي على أجنح غيمة
    سأغني آخر المقطع للأرض الحميمة
    "تاج السر الحسن"
    أحسست:
    رفيف الروح للطائر والأغنية.

    قبل أكثر من عقد من الزمن، وكنت يومها طالبا في الآداب ـ قسم اللغة العربية ـ جامعة الجزائر، أقيم في الحي الجامعي "حيدرة وسط " في الغرفة 9 جناح 11، وكان يشاطرني غرفتي أخي "الأمين الهمال" وكان يدرس الأدب الإنكليزي.
    كان للحي ما يشبه إذاعة تبث داخل الحي، وكانت دائما تبث أغاني الأستاذ عبد الكريم الكابلي.
    أذكر في إحدى المرات سمعت الكابلي، كنت في مقهى الحي، في الصباح على وقع زخات المطر، استمعت واستمتعت ب "سكر" سكر .. سكر..
    وأنا ارتشف فنجاني.. انتشيت.. تمايلت روحي مأخوذة بالإيقاع الساحر في ذلك الصباح الندي:

    ساحر لونه أسمر
    كل الشافو أنكر:
    غيرو يكون في سكر!!
    سكر.. سكر
    وحات عيني سكر وأكثر
    أحلى نغم في منظر
    أول مرة يظهر في أعماقنا فجر ألوان من محاسنو
    ظلال نغم في منظر
    في واحات عيونو رقيق أشواقنا فسر

    بعدها.. جلب لي الأمين الهمال كاسيت للكابلي يحوي بعض أغنياته "فقدت حبيب".. "زينب".. "روعة الليل".. "دناب".. "في طريق الجامعة".. "ناصر "...

    ثم توالت صباحيات الكابلي الجميلة، كنا نسمعه مع انسام الصباح الأولى، وأحياناً في المساء بفضل اذاعة الحي.
    من الأغنيات التي طربت لها واعجبتني وما تزال "يا الحرموني شوفتك"، "شذي زهر، "فتاة اليوم والغد، "آسيا وأفريقيا"، في عز الليل.. لماذا"

    الكابلي فنان حالم آسر.. في صوته حلاوة وطلاوة ونقاوة.. وسحر يتردد صداه في الروح.. مطبوع بالفطرة على الوزن والايقاع.. والكلمة الجميلة، يتماهى مع اللحن إلى منتهى الروح. ساحر.. آسر.. يعرف أسرار الموسيقى.. والروح الكامنة في جوانح الأسرار.. متوهج الروح.. صافي العمق.. بعيد الغور.. عذب.. حلو.. شجي.. يتردد.. ويمتد ويستمر للأبد.. شجيا.. نديا.. بهيا.. جميلا.. ينادي الروح..
    جهوريا.. خافتا.. هامسا رقيقا.. ناصعا.. ساطعا عميقا.. متسعا.. شاسعا عابرا أثيريا.. تهفو له النفس وترتاح.. يتجدد كل حين.. ويتوزع في الأثير.. "ينضد النغم المورد للنهار حتى مع الليل المخيم بالظلام...
    يهب الحياة غناؤه يهب الفنون"
    بلسم لأنة المجروح.. خالدا في الروح مثل حنين قوس الكمان وأرغن الليل.. وأنين الناي...
    الكابلي شاعر مرهف الحس، يتمتع بذائقة ذواقة للموسيقي والشعر، ومذيقة لهما.. بفعل التناغمية الجميلة التي يؤلفها بين الكلمة الجميلة واللحن الملائم لها.. بين الظلال والنغم يصوغ الروح والفن والسحر والخلود..
    على إيقاع الوتر الخامس "في عز الليل"
    "ساعة النسمة ترتاح على هدب الدغش وتنوم"
    ويسطع القمر رويدا رويدا في سماء "اكجرت".. يصغى الليل لترانيم الملهم الخالد عبد الكريم الكابلي.. مشاطرا لشوق المحزون
    ويا لشوقه!!..
    "في عز الليل"
    كم يذيب النشيج الصخر "ويجري المدمع شعرا" ويبكي القلب من لاعج "الذكرى".. ويسرح الخيال مشدوها ذاهلا في مسافات الذكرى.. بين خفق الرؤى واطياف المنى.
    في عز الليل كم يأخذه الحنين
    "لضفاير النيل
    لرمال سهرانة راجية المسيل"
    لأريج الحناء الفايح، وقد برد الليل
    لملمس الطمي الناعم وقت الأصيل
    لغيم في الريح يعانق النخيل.
    في عز الليل "ساعة النسمة ترتاح على هدب الدغش وتنوم"
    مفعما بالروح والحرف يوقظ.
    يكتب الشوق والحنين والفرح والترح.. أبجدية بلون قوس قزح،
    يرتاد البعيد.. سائلا الذاهبين قبل الفرح لم لم يمكثوا قليلا؟
    عن رحلة العمر القصير..
    وظلال العبور.. ويوم الخروج؟!
    عن الرحيل في البر والبحر والجو. عن الحزن الليلي لعابر المجاباة الكبرى!.
    .."قسيمتك يا رقيق الحال ومكتوب ليك تعيش رحال"
    "زمان الناس هداوة بال وأنت زمانك الترحال!!
    لله أقداره ما أكثر أسفاره.. كم جاب الدنيا.. بحثا عن حلم.. كم راود الشمس..
    كم انكفأ على الجرح.. وسرى مرفرفا كما الغمام..
    حرا وحرا
    كم انكسرت أغصان قلبه..
    وأحس ألم "فقد الحبيب"
    كم "اغرته الزهور".. كم أزهاه "البستان"..
    كم شغفت قلبه السيرة..
    وكيف ينسى أيام الطفولة و"زمان الزهر"

    الكابلي آسر الروح.. في برهة وقته يصنع الزمن سعيدا.
    وفي، ومن جرح الوقت يصوغ فرح الروح.

    لله كم ذكرتنا بقمير "اكجرت" الجميل واهازيجها الليلية..
    لله كم سريت عن الروح.. وابهجتها.. لله كم اختلينا..
    وكم جلسنا على "النجيلة" وكم طربنا وتآنسنا..
    وكم ضحكنا وكم بكينا..
    لله ما أجملك
    وما أروعك.
    *****
    رفيف الروح للطائر في الصحراء لا ينتهي.
    رقيق كرقرقة الينابيع..
    شفيف كزرقة المساء
    عندما رفرفت..
    رفرفت الروح للأغنية
    ل"صوت منساب بلور
    نور وعطور وزهور"
    *****
    على ايقاع وترك الخامس، يا عازف الأوتار.
    يمين الله إنك لتطرب وتعجب وتبهر وتسحر.. وتسبي وتشجي وتنظم وتنثر وتلهب وتلهم الروح.
    بين ظلال "مروى" الجميلة وأفيائها و"فينيسيا.. مهد الجمال"
    كم تنتشي الروح.. لملاح شراعه على الموج يعانق الأفق. ويرسم في صمت
    "روعة الليل"، وفي "مرايا" الحلم والحنين، يتراءى جمال "كسلا" بهيا براقا كالحرير على صفحة الماء تسطع أضواء المراكب.. ويمضي الجندول يشق عباب بحيرة فينيسيا.
    "والملاح يشدو بصوته الشجي.. مترنما بالنشيد "العربي"
    **
    شراعه يعانق الموجة
    "مأخوذا بالترانيم..
    في الوتر الأول:
    يشجيه عزف الوحيد لحن الحياة.
    في السفر الثاني:
    يأخذه الوتر على سفر زمان الناس هداوة بال.. وأنت زمانك الترحال؟!...
    في الوتر الثالث:
    يأخذه شوق المحزون.. "في عز الليل"
    في الوتر الرابع:
    يأخذه الشجن الليلي الخالد في قوس الكمان.
    في الوتر الخامس:
    يترقرق الدمع.. يمضي صوب البحر
    على ايقاع الحنين والنوارس المحلقة في البعيد، وزرقة البحر.

    يغني "آخر المقطع للأرض الحميمة"

    ****
    مترع المواويل
    مترع الكلمات والأشواق
    أيها الغيم الصديق كم رويت قلبي وأسعدته
    يا غيم العمر.. يا أجمل غنوة
    يا أحلى نغم "طاف بالقلب وغنى للجمال"
    "من قلبي عقبالك"
    *****
    ايها الشاعر الكبير
    ايها الفنان الكبير
    ايها الساحر الكبير
    ايها الحالم الجميل
    ايها الموسيقي الجليل
    ايها المعلم الجليل
    لك السلام.. ايها الملهم الخالد
    لك السلام يا طائر الفرح الأخضر.
    عودتنا الحب والحبور
    فلك السلام.

    "غيم الصحراء "
    نواكشوط 13 يناير 2020
    رحم الله الأستاذ عبدالكريم الكابلي رحمة واسعة واسكنه فسيح الجنان
                  

12-21-2021, 05:26 PM

الطيب الشيخ
<aالطيب الشيخ
تاريخ التسجيل: 11-19-2005
مجموع المشاركات: 197

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: توثيق لما كتب عن الكابلي (Re: الطيب الشيخ)

    كتب الأستاذ الدكتور محمد عبد الله الريح في رثاء الكابلي:
    بكائية تراثية على فنان تراثي

    ( وما تدري نفس بأي أرض تموت )
    ولا نقول إلا ما يرضي ربنا :
    ( إنا لله وإنا إليه راجعون ) .

    قالت التاية بت محمود :
    عبد الكريم الكابلي ؟ الماهو الفافنوس وماهو الغليد البوص ؟ .. قادر الله .. حكم السيد رضا .. مافي كلام .
    إلا سماحتو لما صاحب الوداعة أخد وداعته يدقولو الدنقر العواي ويدقولو نحسات الشرق لي حدهن .. عاد هو ما زولا هين ..
    صحيح .. كان حقو ينطلق صياح على بوكسي مع مكرفون في شوارع مدينة فلين بولاية متشجان الأمريكية :
    الحي الله والدايم الله .. عبدالكريم ود #الكابلي بقى في حق الله .. عبدالكريم بقى في حق الله .
    والكوراك يضرب في شوارع متشجان وويخرج الصبيان (جراقدا أنداد) ويجغموا دنقرم (دنقرهم) يجوا مارقين ، ويسألوا عن المايستروا البقود تسعين ، الما بسولب الشعر وما بخطى في التلحين إلا بجيب رنة الوتر النغيمو حنين.
    دايرنو يطل بألحانو يتوشح
    وفي أعلى الجنان يقدل ويتفسح
    مع البررة الكرام بعطورم يتمسح
    أحي على نغمو في العروق بنتح
    دا
    إن غناك وكتر ما بقول غنيت
    زينا في المحافل (كريم) عقب في البيت
    أبوك يا سعد .. خال فاطنة مقلام الحجج .. كان حقو يتحكر يسد الفجج في الكونقرس ومجلس الشيوخ ويسكت نانسي بلوسي من الديموقراطيين وتيد كروز من الجمهوريين بعد أن يدلي أبوك بلسان أمريكي مبين مدافعا عن أهل السودان وشعب السودان كما كان يفعل دائماً.
    أبوك يا سعد
    خال فاطمة أوفاطنة السودانية أليس هو الذي أنشد قائلاً :
    أي صوت زار بالأمس خيالي
    طاف بالقلب وغنى للكمال
    وأشاع النور في سود الليالي
    إنه صوتي أنا
    أوتدري من أنا
    أنا أم اليوم اسباب الهنا
    أنا من دنياكمو أحلى المنى
    كل حب في الورى نبع حناني
    هذا هو خال فاطنة السودانية الذي يعرف قيمتها ويعلي من قدرها وسط الأمم .
    يسلم لنا خال فاطنة دنيا وأخرى.
    (2)
    في شتاء عام 1959 ونحن طلبة الكديت في خور عمر . جئنا طلابا من مدرسة خورطقت الثانوية . ليالي السمر التي كان يقيمها الطلاب في ذلك المعسكر كان يحضرها قائد المعسكر اللواء عبدالله المرضي وبالتالي كان على جميع الرتب حضورها .
    في تلك الليالي استمعنا لأحد طلاب وادي سيدنا وإسمه محمد عبد الجواد وهو يغني (مروي) . عرفنا فيما بعد أن شاعرها وملحنها ومؤديها فنان إسمه عبدالكريم الكابلي . ولم تكمل أيام ذلك المعسكر إلا وقد رأينا في مروي كل جميل وحفظناها عن ظهر قلب وعدنا لخورطقت وكل منا يحمل في داخله مشروع كابلي صغير. وكانت تلك نقطة تحول في ذائقتنا الفنية التي كان يستحوذ عليها الفنانون احمد المصطفى وحسن عطية وعثمان حسين وأبوداؤود وقبل عام حل على تلك الذائقة الفنان محمد وردي... رحمهم الله جميعا .
    الكابلي أحبنا فغنى لنا أعذب الأغاني فأحببناه وأدخلناه في روتيننا اليومي .
    فترة الستينات في جامعة الخرطوم كانت فترة التجوال الأكبر . لقد تجول الكابلي كلمات وألحان وموسيقى وحس راق في شرايننا .. مع بلازما الدم كانت تتجول أسيا وأفريقيا كملمح من رومانسية عدم الإنحياز وحركات النضال العربي وضنين الوعد وتفشى الخبر وأحلى من عيني ومن قلبي عقبالك وأغلى من لؤلؤة بضة وسكر سكر سكر ولو تصدق التي كانت تسعفنا عندما يصاب أحدنا بشاكوش معتبر من إحدي طالبات الجامعة كنا نتغني بكلمات مغايرة مواسية : لو تصدق يا شباب عمري (المطرشق) .
    وظل ذلك التجوال ملازما لنا عند الإبتعاث في النصف الثاني من الستينيات فكنا نحمل معنا شرايط الكابلي وكان المبتعثون يحرصون على التباهي بما عندهم من مقتنيات غنائية للكابلي .
    أبوك يا سعد كان نهراً من الألحان بكى على شواطئه لحن أبكى جميع السودانيين عندما غنى رائعة الشاعر إبراهيم عوض بشير :
    أنا أبكيك(ي) للذكرى ويبكي مدمعي شعرا
    أنا أبكيك(ي) للماضي وللعهد الذي مرا
    وللألحان مرسلة تصوغ الفن والسحرا
    وللأزهار في الوادي حيارى ترقب الفجرا

    وعندما تغنى من الحقيبة (بت ملوك النيل ) كل بنات السودان احتضن تلك الاغنية على اعتبار أنها تخصهن فكل واحدة هي بنت من بنات ملوك النيل . فأعاد الحياة لأغان كثيرة من مهمل الحقيبة كأغنية دمعة الشوق كبي .. كانت تغنى بطريقة معسمة رتيبة فعادت بعد سمكرة كابلية معتقة كالبابلية .
    الكابلي ... ذلك (الفرنيب) الذي بر بقسمه ألا يجيب لنا عيباً ففي فترة ستين عاما من مشواره ومشروعه الفني لم يجب لنا عيباً واحداً. أتانا بالفخر والعزة والسيرة الحسنة الوضاءة الباهرة . غفر الله له وأسكنه أعالي الجنان وجعل البركة في ذريته وأفرغ علينا وعليهم صبراً جميلاً وهو المستعان.

    أ.د. محمد عبدالله الريّح
                  

12-21-2021, 06:02 PM

الطيب الشيخ
<aالطيب الشيخ
تاريخ التسجيل: 11-19-2005
مجموع المشاركات: 197

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: توثيق لما كتب عن الكابلي (Re: الطيب الشيخ)

    كتبت الأستاذة مريم الصادق المهدي في رثاء الكابلي:

    بسم الله الرحمن الرحيم
    ترحم و احتفاء بعد ان تفشى الخبر…

    قيل (عبد الكريم الكابلي صوته جميل).
    فقال والدي الحقاني عليه الرضوان (اي صوت في اصواته؟ فإن له عددا مذهلا من الاصوات ، و كل واحد منهم اجمل من الآخر)..
    تعرفت الى تلك الاصوات المدهشة عندما كنت في الحادي عشر من عمري، طفلة في السنة الاولى من الثانوي العام،.
    كنت حينها الازم امي المرأة الصنديدة، سارا الفاضل محمود، المحكوم عليها بالاعدام و هي في وضع صحي خطير في مستشفى د. احمد عبد العزيز و زوجه د. سيدة بالعمارات مصابة بجلطة رئوية انتقلت من جلطة بالساق جراء الجلوس الطويل في كرسي قاسي لساعات طويلة ابان محاكمتها البطولية كأول سياسية سودانية تقدم لمحكمة عسكرية على اثر انتفاضة يوليو 1976 الفدائية.
    تعرفت حينها على تلك الاصوات و الالحان و الكلمات و المعاني.
    كانت امي تحب الاستماع له باستمرار من شرايط الكاسيت التي طلبتها و ارسلت لها من كل حدب و صوب.
    قدم لي اول ما قدم كسلوى و سلوان و مفضل والدتي…
    ثم … و مع استماعي لاصوات و الحان و كلمات الاستاذ الفخيم…
    أسأل…
    و كان معروف عني كثرة الاستفسار و السؤال في طفولتي حتى قالت عني امي رحمة، جدتي لوالدي، "البتسأله مريم بت الصادق؛ منكر و نكبر في القبر ما بيسألوه تاني. بيقولوا كفاه. مريم بت الصادق سألته"…
    أسأل و اسائل والدتي المعتادة على تلك السؤالات …
    و من هي حرم التي تركت في الاغنية و شالوا السيدة..
    و ما معنى "كباس درايز ام حبر"،
    و ما معني "اللدر العلي ضهرو الخبوب و الطين"..
    و ما معنى.. و ما معنى..
    فكان الاستماع الى اغانيه مدخل كبير للتعرف على لغة التراث السوداني…
    ثم للقيم "حبك للناس خلاني احبك تاني"
    ثم للادب العربي "اراك عصي الدمع، شيمتك الصبر"..
    ثم للوطنية "هبت الخرطوم في جنح الدجي ضمدت بالعزم هاتيك الجراح"، "يللا يا سعاد نعلن الجهاد ننشد الحرية"، و "يا قمر دورين، انا شفتك وين". و للذين غادروا الوطن الحبيب "زمان الناس هداوة بال، و انت زمانك الترحال" التي طالما اعتقدت انها تحكي حال ابوي عليه الرضوان.
    ثم لحب النبي "ليلة المولد يا سر الليالي والجمالِ وربيعاً فتنَ الأنفُسَ بالسحرِ الحلالِ"
    و استغراق في تأمل صوفي فلسفي "ماجنٌ حطم القيود وصوفي، قضى العمر نشوةً وابتهالا، خُلقتْ طينةُ الأسى وغشتها نارُ وجدٍ فأصبحتْ صلصالا، ثم صاح القضاءُ كوني، فكانت.. طينةُ البؤس شاعراً مثّالا"
    ثم اعتزاز بانوثتي "اي صوت زار بالامس خيالي طاف بالقلب و غنى للكمال. انه صوتي انا. زاده العلم سنا, انا من دنياكم احلي المنى ..." و ربط بها الوطن و الوطنية.
    و تثقيف سياسي رفيع فيه حديث عن نضال و تحرر الشعوب و تكوين الجسم صاحب الاهداف السامية (دول عدم الانحياز) و اغنيته الاشهر " عندما أعزف يا قلبي الأناشيد القديمةْ، ويطل الفجرُ في قلبي على أجنحِ غيمةْ، سأغني آخر المقطع للأرض الحميمة، للظلال الزُرق في غابات كينيا و الملايو، لرفاقي في البلاد الآسيوية"
    و للتعرف على نضال بلد المليون شهيد و ايقونته السيدة جميلة بوحريد امد الله في ايامها، و لتميز و فخامة لآليء البحرين الشقيقة "أغلى من لؤلؤة بضة صيدت من شط البحرين، لم تبلغ سن العشرين، و اختارت جيش التحرير ". فاصبحت اصبو ان اكون مثلها.
    و للغناء بفرح و للفرح "سكر سكر" و "زينة و عاجباني"، و "شربات الفرح"..
    و كثير من جميل الاغاني التي فيها من روعة المعاني و المباني و الالحان… حتى فيها ما ترجمه و غناه بلغة انجليزية رصينة.

    كيف رفع هذا الانسان المُلهِم المُلهَم مستويات معارف اجيال منا في الوطن سابقة و لاحقة لجيلي… بغزير ثقافته، و متنوع ابداعه في ضروب الفن .. شعرا و نثرا، وغناء، و الحانا.. و كلمات؟
    ماذا يمكننا ان نقول لنوفيه حقه علينا و قد صار معلما و استاذا لاجيال و اجيال في ضروب الادب و الثقافة و التهذيب و سليم النطق و الاناقة.
    كم اثرانا و اهدانا و هدانا بمجرد ظهوره: احترام في المظهر و في المنطق،
    و ادب و تهذيب يجعلك تفتخر بانك من نفس البلد،
    و رازنة حضور و اناقة ملبس،
    و غزارة ثقافة و عمق تناول، و سلس حديث، و جمال مخارج حروف،
    اضافة لكل ذلك:
    فإن الوالد الحبيب عبد الكريم الكابلي هو الفنان الذي احبه ابي و امي… فكان عشقه و احترامه ايضا من باب بر الوالدين.

    طبت حياً و اعزك الله و اكرمك ميتاً يا استاذ عبد الكريم
    فقد اعطيت و ما استبقيت شيئا
    يا استاذنا و رمزنا الجميل و ايقونة الفن في بلادنا. و بك نعتز و نفتخر. و نشكر الله الذي حبانا بك و بكل ما حملت و نشرت من قيم للجمال و الفن و الثقافة و الادب…
    فأنت علامة لهذا الشعب السوداني الجميل و النبيل… و الذي ما يزال يدهش العالم ببديع فعله في ثورة سلمية تنشد الحرية و العدالة و السلام و تفتدي تلك القيم ببسالة و شجاعة وقف العالم اجلالا لها، و وقفت الآليات العسكرية عاجزة امام زخمها و سيولها.
    اليوم و قد رحلت الى دار الحق، نشهد لك بالخير، و ندعو لك ربنا الرحمن الرحيم ان يكرم وفادتك، و يعلي مقامك في الفردوس الاعلى، و يجعلك في صحبة نبينا و الصالحين، و الشهداء و الانبياء و الصديقين و حسن اولئك رفيقا.
    التعازي لابنائك و بناتك و احفادك و زوجك الكريمة. و لاصهارك و اصدقائك على رأسهم د. الاسد و السفير ساتي، و كل الاسرة و الاهل..
    و تعازي تمتد لكل زملائك و تلاميذك في قبيلة الفن و الفنانين، و الادباء الشعراء، و المثقفين و الوطنيين على امتداد البسيطة و داخل السودان. و لكل محبيك و معجبيك على امتداد الاجيال.
    نزفك للرحمن محتفين بك، فرحين بما نشرته فينا من قيم و فضيلة، سعداء بأن كنت في حياتنا نسمة جمال و حب …
    يكرمك الله كما اكرمت شعبك يا عبد الكريم.
    ان الى ربك الرجعى
    مريم المنصورة

    الصافية- 4/12/221
                  

12-21-2021, 06:03 PM

الطيب الشيخ
<aالطيب الشيخ
تاريخ التسجيل: 11-19-2005
مجموع المشاركات: 197

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: توثيق لما كتب عن الكابلي (Re: الطيب الشيخ)

    حسين خوجلي يرثي الكابلي:

    وانطفأت الشمعة التي (ضوت للقلوب الفي السهر مجتمعة)

    ودارت الأيام السودانية شحيحةً بالأعراس كثيفةً بالمآتم، ومن بين تصاريفها رحل كابلي دون وداع ودون إذنٍ بالانصراف، غابت سيماء رسمهِ وبقيت سماةُ حرفهِ لتبقى ابتدارات الأحرف في الاسم الوضئ مدخلاً لعالمه العبقري الفياض.
    (فكاف البداية) هي صداقة الأرواح والأفكار والأشعار مع صديق مدثر وأمدرمان:
    (كان) بالأمس لقاء عابرا
    كان وهما كان رمزا عبقريا
    كان لولا أنني ابصرته
    وتبينت ارتعاشا في يديا
    بعض أحلامي التي انسجها
    في خيالي واناجيها مليا

    وكانت (ألفه) شعاراً لجسارةِ المناضلات الجزائريات وبطولة العواصم وهي ترنو صوت حق تقرير المصير والاستقلال في قصيدة البحريني علي شريحة:
    (أغلى) من لؤلؤة بضة
    صيدت من شط البحرين
    لحن يروى مصرع فضة
    ذات العينين الطيبتين
    كتراب الحقل كحفنة ماء
    كعناق صديقين عزيزين
    كملابس جندى مجروح
    مطعون بين الكتفين
    ذات الخطوات الموزونة
    كصدى الأجراس المحزونة
    كلهاة الطفل بقلب سرير
    لم تبلغ سن العشرين
    واختارت جيش التحرير

    وكانت ( باؤه) استدعاءً لرفيع الأدب العربي برائعة أبي فراس:
    (بدوتُ) وأهلي حاضرونَ لأنني
    أرى أنَّ داراً لستِ من أهلها قفرُ
    وَحَارَبْتُ قَوْمي في هَوَاكِ وإنّهُمْ
    وإيايَ لولا حبكِ الماءُ والخمرُ
    تُسائِلُني مَن أَنتَ وَهيَ عَليمَةٌ
    وَهَل بِفَتىً مِثلي عَلى حالِهِ نُكرُ
    فَقُلتُ كَما شاءَت وَشاءَ لَها الهَوى
    قَتيلُكِ قالَت أَيَّهُم فَهُمُ كُثرُ
    فكانت عصي الدمع والكابلي وأم كلثوم في زيارتها عام ١٩٦٧ دعما للمجهود الحربي حين كانت الخرطوم يومها تنصح وتمنح.

    وكانت (لامه) أنشودة المجذوب المباركة في إحياء مولد المصطفى سيد الرجال والرسل وبشارة هداية الدنيا:
    (ليلة) المولد يا سر الليالي والجمالِ
    وربيعاً فتن الأنفس بالسحر الحلال
    موطني المسلم في ظلك مشبوب الخيال
    أيكون الخير في الشر انطوى
    والقوى خرجت من ذرة
    هي حبلى بالعدم؟
    أتراها تقتل الحرب وتنجو بالسلم؟
    ويكون الضعف كالقوة حقا وذماما
    سوف ترعاه الامم
    وتعود الأرض حبا وابتساما
    ربِّ في موطني المسلم قد عدنا إليكا
    ما اعتمدنا ربنا إلا عليكا
    وذكرنا الهادي المختار ذكرى
    ملأت أرواحنا طُهراً وصبرا
    صل ياربّ عليه
    وتجاوز عن ذنوبي واغفرِ
    وأعني بمتابٍ أكبرِ
    فزماني ولعٌ بالمنكرِ

    وكانت (ياؤه):
    (يا) صحابي صانعي المجد لشعبي
    يا شموعا ضؤها الأخضر قلبي
    يا صحابي وعلى وهران يمشي أصدقائي
    والقنال الحر يجري في دمائي
    وأنا في قلب افريقيا فدائي
    وهنا وقف عبد الناصر مصفقاً لدقائق مثمرات بالخرطوم وكريم يردد:
    مصر يا أخت بلادي يا شقيقة
    يا رياضا عذبة النبع وريقة

    وإني أعترفُ بأنني على سعةِ ما قرأتُ في أخبارِ الأدباء والظرفاء والمغنين لم أجد مغنياً عربياً منذ زرياب والموصلي ودرويش والخليل وثوما وعبد الوهاب وحليم وفيروز ووديع أكثر حزقاً وتعدداً وإحاطةً وثقافةً وإبداعاً من عبد الكريم عبد العزيز الكابلي باختصار الكابلي الشاعر والملحن والمغني والباحث والمثقف والمترجم والمؤرخ ورجل المجتمع وعطر المنابر والمنتديات لم يكن أحد المطربين العرب الكبار بل كان بنظرية الحب الكبير أميرُ الفنانين وسلطان العاشقين.
                  

12-21-2021, 06:04 PM

الطيب الشيخ
<aالطيب الشيخ
تاريخ التسجيل: 11-19-2005
مجموع المشاركات: 197

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: توثيق لما كتب عن الكابلي (Re: الطيب الشيخ)

    قالو كابلي مات …

    الكابلي دا جزو أصيل من السودان ومن غناهو ومن ثقافتو ومن جمالو …ومن لغتو …ومن أي حاجه ياخ

    عشان كدا لما يقولو الكابلي مات ….لا شعورياً بتحس
    إنو في قيمة عظيمة مشت …وهناك ظلام كثيف قد سد الأفق …ومصاب جلل قد وقع ..

    لأنو كابلي يقتسم معنا التاريخ والجغرافيا والشعور
    وأفراحنا…..

    ( كابلي ) لما يغني بغني لي أي زول …

    بغني لي سودانية سمراء بتعمل في ( الغدا ) وصوت الراديو
    يحمل عبر أثيره كابلي وهو يصدح شايفك طربانة …فيملأها إحساساً وشجون

    وأخرى في طريقها للعمل ..وكابلي يداعب مخيلتها
    وأي صوت زار بالأمس خيالي …!!

    وثالثة تكاد الغربه أن تفتك بها فيأتي صوتك عابرا للقارات … …
    للجار والعشير ال كان أبوك بديه
    ‎للغني والفقير ال كان أبوك حاميه
    ( يطبطب ) عليها فتمنحها طمأنينة وثبات ..بذكرى أبيها أينما كان
    غريب والغربة أقسى نضال

    كابلي فنان النخب والمثقفين من أجيال نهلت من معين الثقافة وارتوت …!
    مكتبتهم فيها صنوف من الكتب تكفي مؤونتها ل ( تتريس ) جيل
    وتراه أمام كابلي صامتاً وجل وفي الأفق يصول
    تهتز دواخله المتخمة بالمعرفة عندما تعلو آهات كابلي وتهبط وهو يعيد الكره في ضنين الوعد
    لتلامس الآهات سقف السحاب والشجن وخيال الشعر يرتاد الثريا …

    ( كابلي ) فنان الشعب وهو المتبتل الغارق في تراثه
    وتفاصيله العاشق لإرثه ..المتبحر في سودانيته يضرب النوبه معه في ساحة المولد البهية فتئن وترن ….ويحلق معه العاشقون دراويش في حضرة المكان ….وسر الليالي

    ( كابلي ) عراب الوطن فعندما ( يطلع ) في عتبات سلم الموسيقي نرتقي معه سلالم المجد ….

    وإنتا عندي كبير... و حبي ليك كتير
    والقومه ليك يا وطني..
    شيلوه.. وزيدوه.. وطن الجمال..

    والله إنت ذاتك عندنا كبير شديد يا كابلي وحبنا ليك كتير
    إلا حال الدنيا …

    كابلي فنان المحبين وملهمهم عندما يغني بحسو إنو بغني ليهم هم بس ….فينفجر شلالًا رويا …..

    بجهجه العشاق ويكشف عن شعورهم بمجرد أن يلامس صوته المشحون دواخلهم الملتهبه
    والحالة بتبقى ظاااااهرة …فحسك يخترق المستور
    يا كابلي وينال من عاشق متخفي نال منه سهم صوتك
    فأرداه أسيرًا يعترف
    حبيبة عمري تفشى الخبر و وذاع و عم القرى و الحضر

    كابلي فنان كل الناس وحبك للناس خلاني أحبك تاني

    عشان كدا يا كابلي اليوم في السودان ليس كسابقة
    وأنت الآن في خشم كل سوداني …

    الله ياخ ….قالو الكابلي مات ….!!

    بقولوها من جوه كدا وبي حسرة
    الموت حق …ولكن لفرط حضورك يكون فقدك وألمك
    وأنت الحاضر في وجدان شعب وضمير أمة…

    نلوح من الخرطوم ومن كل المدن في السودان الذي عشقت وكل السودانيين في المهاجر والأصقاع بدون فرز
    نلوح يا كابلي ونرفع أيادينا جميعنا مودعين
    بالأكف والمنديل …✋

    واقفين على حيلنا يا كابلي نشيعك من على البعد
    بالدعوات والدموع ….

    الوطن الذي أحببت تتقاسمه المحن والتقاطعات في
    هذه الأيام ….لكنك غنيت
    ( شان البت سعاد اصلي عارف جنها في زول بيركز ويتستر ) ….!!
    نبشرك يا كابلي إننا راكزين ومنسترين ….

    ونصطف اليوم جميعاً فالمصيبة كبيرة والفقد حار
    لقد رحل رمز …وفقدنا أيقونة……وكابلي فات …


    وماهو عارف قدمو المفارق …يا محط امالي السلام

    السلام عليك حياً وميتاً …
    ورحمة الله تغشاك

    وإن شاءالله في الجنة يا مهذب قدلة يامولاي حافي حالق

    مع السلامة يا فخيم ….!!✋
    # الطيب عبد الماجد
                  

12-21-2021, 06:26 PM

الطيب الشيخ
<aالطيب الشيخ
تاريخ التسجيل: 11-19-2005
مجموع المشاركات: 197

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: توثيق لما كتب عن الكابلي (Re: الطيب الشيخ)

    *واحد بقدر الكابلي كتب عنه*
    👇
    *🌺كان فنانا وموسيقارا وملحنا*
    *وشاعرا ودبلوماسيا وكاتب*
    *وموظف دولة ومقدم برامج*

    *هذا الوطن جميل فانجب كل هذا الجمال*
    *الزول السمح الكابلي مثل النيل والقمر*
    *قالو عليه*
    *فنان المثقفين ومدعي الثقافة*

    *💫لا والله فهو فنان العمال والمزارعين والرعاه*

    *💫عندما جات ام كلثوم الي الخرطوم*
    *غني أمامها قصيدة* *ابوفراس الحمداني*
    *أراك عصي الدمع فاندهشت وتسمرت*
    *من الدهشة وروعة الأداء*
    *عندما صعد للمسرح لأول مرة وغني عندما أعزف يا قلبي الأناشيد القديمة*
    *هنا كانت المرحلة الفاصلة في الأغنية السودانية*
    *التي انقذها هذا العملاق من العامية التي كانت غارقة فيها حتي النخاع*
    *انه فيلسوف الأغنية السودانية بامتياز*
    *وصاحب الأداء الرفيع والذوق العالي*
    *💥كابلي أيقونة خالدة وأسطورة لن تتكرر*
    *مهما ولدت حواء هذا الوطن 🇸🇩*
    *اذا تحدث فما عليك الا الإنصات بتركيز*
    *فهو حتي في حديثه يخرج الكلمات سحرا ودهشة وموسيقي*

    *💫غني كابلي للمتنبي وغني ليزيد بن معاوية*
    *وغني لابي فراس الحمداني*
    *💥وغني للمهندس علي محمود طه*
    *غني للشاعر البحريني علي شريحة*
    *💥غني للاديب والشاعر الكبير عباس محمود العقاد*
    *💥غني للشاعر الكبير أحمد شوقي*

    *💫 كابلي افضل اغنية احبها من جميع أغانيه*
    *الجميلة هي اغنية ضنين الوعد من تأليف الشاعر الكبير الراحل الجنرال صديق مدثر*

    *💫كتب اغنية يا زاهية لحنها وأعطاها لعبدالعزيز محمد داود كتب مرسال الشوق وأعطاها لابوعركي البخيت*
    *💥 كتب كابلي لنفسه*
    *كم دمعة سالت فوق حدود الشمعة ضوت للخلوق الفي السهر مجتمعة*
    *💥وكتب سكر سكر وكتب زمان الناس هداوة بال*
    *وكتب زيد في صدودك وانا عايزك أمير*
    *💥وكتب زينة وعاجباني*
    *وكتب فيك يا مروري شفت كل جديد*
    *وكتب من قلبي عقبالك يا راسي يا زين*
    *ومعجب بالضفاير والشعر الدوائر والنور الجهر*
    *💥كل الفيك زاهر نادي وطعمو نادر حيرني وسحر يا الله كلام حلو شديد*
    *لو ما طبعي نادر من اعلي المنابر أناديك ياقمر*
    *يا سلام يا كابلي*
    *💥وكتب يا ستار علي وكتب ما خلاص نسيتنا وخليتنا وخليناك كمان*
    *وكتب حبك الناس خلاني احبك تاني*
    *💥وكتب كلميني يا مرايا وكتب براق العيون*
    *💥القاهو يجتاز الظنون*
    *ومين كان يقول وسط الغيوم تشلع بروق*
    *ومين كان يقول بعد الهموم نرجع نروق*
    *اي والله يا كابولا ما كان متوقع ابدا*
    *كتب كابلي لنفسه يا الكل يوم معانا وما قادرين نقول ليك وهنا يقول امانيك عذاااري تتجمع في ليلة ويا لها من ليلة*
    *💥جميلة من ايام عمر الإنسان فيها زغاريد وحنة فيها بخور وشيلة*
    *وكم نشتاق لعينيك*
    *حنانك يا حالم*
    *وكتب حسنك فاح مشاعر*
    *وكتب ياهاجر أهديك أنغام*

    *💫وكتب يا قمر دورين انا شفته وين*
    *طبعا في الليل في ضفاير النيل*
    *💥في عيون سهرانة وراجياك تسيل*
    *في دموع الساقية يرنو ليها نخيل*
    *في عيون فرحانة غارقة في التكحيل*
    *والقومة ليك يا وطني*
    *وطن الجمال*
    *ورغم ذلك سافرت وتركت هذا الوطن فمنحك ترامب الجنسية سريعا*
    *💥كتب كل الجمال وهو كل الجمال*
    *وكتب كثيرا من الأغاني سقطت من هذه الذاكرة الخربة*
    *💥اذا تحدث كابلي عن التراث فما عليك الا تفتح خشمك وتسمع*
    *واذا تحدث بالفصحى ما عليك الا الدهشة*
    *وسنظل مدهوشين مما قدمه هذا العملاق*

    *💫 ❤تحية الصحة والعافية يا وطن*

    *⭕️كسرة*
    *كل الآمال الحلوه لكم جميعا*
    *وانا ايضا*
                  

12-21-2021, 06:30 PM

الطيب الشيخ
<aالطيب الشيخ
تاريخ التسجيل: 11-19-2005
مجموع المشاركات: 197

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: توثيق لما كتب عن الكابلي (Re: الطيب الشيخ)

    *وأخيراً ترجل قمر دورين*
    انا لله وانا اليه راجعون ..
    رحمة الله عليه الفنان الاديب الاريب المثقف الذى كان مولهاً يحب الوطن وحفياً وفخوراً ومفاخراً به وباهله على الدوام .. رحل الكابلى قمر دورين تاركاً فيناً حزناً لن يبرحنا وغصة لن تزول ما حيينا .. رحل النيل الدفاق والمزن الهطول بكل خيرٍ وسماحة .. رحل الكابلى المحب للسودان بلا مزايدة او زيف او تزلف .. سيفقدك الوطن الذى تغنيت به وله يا قمر دورين انا شفتك وين …طبعاً بالليل بين ضفاير النيل .. هبة الخرطوم فى جنح الدُجى ضمدت بالعزم هاتيك الجراح .. رحل الاديب الاريب الذى كان يفاخر ويباهي باهل السودان وثقافتهم وعلو كعبهم فى كل جميل ونادر .. رحل آخر نجوم أخوان الصفا : عبدالمجيد امام ، الحسين الحسن وعبدالكريم الكابلى واخوتهم الذين كانوا يتساقون الفن والثقافة كالماء والهواء .. رحل من تغنى بضنين الوعد ، حبيبة عمرى تفشى الخبر ، تانى ريدة كمان جديدة ، فى عز الليل ، عقبال بيكِ نفرح يا زينة ، خال فاطنة ، فى عز الليل ورائعة الاوطان والبلدان آسيا وافريقيا ، وختم وطنياته بالمعلقة الوطنية الخالدة التى كتبها الشاعر الاديب الاريب والوطنى الكبير الراحل الشريف زبن العابدين الهندى ..
    انعيك فى هذا الصباح الحزين الاديب الاريب المثقف عبدالكريم الكابلى .. تبكيك اليوم الخرطوم بنيليها ومقرنها.. تبكيك المدائن والحواضر والقرى والفرقان التى تغنيت بها ولها وتباهيت بها اينما حططت رحالك .. ابكى فيك سودانيتك القُحة وولهك وهيامك بعزة كاصدق ما يكون الهيام .. ابكيك والوطن الذى احببته وغنيت له واشعرت فيه مُثقلٌ بالجراح والاوجاع .
    ابكيك يا كابلى يا قمر دورين . يا نجمنا الذين افل .
    العزاء لابناءك واسرتك ولكل الوطن من حده الى حده .
    لا حول ولا قوة الا بالله
    انا لله وانا اليه راجعون

    احمد سعيد ﺍﺑﺮﺍﻫﻴﻢ
                  

12-21-2021, 06:33 PM

الطيب الشيخ
<aالطيب الشيخ
تاريخ التسجيل: 11-19-2005
مجموع المشاركات: 197

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: توثيق لما كتب عن الكابلي (Re: الطيب الشيخ)

    الى جنات الخلد
    استاذى و اخى
    عبد الكريم الكابلى
    انا لله و انا اليه راجعون
    كل من عليها فان ويبقى وجه ربك ذو الجلال والاكرام
    ولا حول ولا قوه بالله
    انا لفراقك لجد محزونون...ولن نقول الا نا يرضى الله.
    و دعنى استعير ذات الكلمات التى شدوت بها ذات يوم

    أنا أبكيك للذكرى ويجري مدمعي شعرا
    أنا أبكيك للماضي وللعهد الذي مرّ
    وللألحان مرسلة تصوغ الفن والسحر
    وللأزهار في الوادي حيارى ترقب الفجرا
    *****************************
    أنا أبكيك أن سحت على الوديان أمطار
    أنا أبكيك أن غنت علي الأشجار أطيار
    أنا أبكيك أن غنى بلحن الحب مزمار
    وان اترع في قلبي فيض اللحن قيثار
    أنا أبكيك أن طافت فجاءات وأخطار
    ***********************
    لقد هيج ألامي حنين المزهر الباكي
    يفوق الفن والإنشاد والإشراق معناك
    سأبكى كل ما صورت بعقلي دنياك
    فما أعجبها دنيا سرت بالروح مسراك

    *تلميذك المكلوم*
    *كرم الله محمد البشير*
                  

12-21-2021, 06:34 PM

الطيب الشيخ
<aالطيب الشيخ
تاريخ التسجيل: 11-19-2005
مجموع المشاركات: 197

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: توثيق لما كتب عن الكابلي (Re: الطيب الشيخ)

    .🔘 *حسن فضل المولى يكتب* : ---------------▪️عبدالكريم الكابلي ... القومة ليك ...--------------( أيُّ صوتٍ زار بالأمس خيالي طاف بالقلب وغنى للكمال وأذاع الطُهر في دنيا الجمال وأشاع النور في سُودِ الليالي ) ..أي صوتٍ وأي صوت !! هذا ما أنا بصدده ..و المناسبة ، أنني كنت و أخي المخرج الألمعي ( شكرالله خلف الله ) ، نتساقى الحديث في حديقة ( هايد بارك ) الكائنة بالموردة ، عن صنوف ( المطربين ) ، و كان من ما استوقفنا ، أن كثيراً منهم مجرد مؤدين ، لا يقدمون و لا يؤخرون ، و قِلَةٌ منهم يتخذون من فنهم ( مشروعاً ) ، يبذلون على جوانبه الجهد و الفكرة و الإتقان و المعرفة .. قلت له من أولئك ( فُلان ) و ( فُلان ) قال لي : و ( كابلي ) .. قلت له : ( كابلي ) إمامهم .. وهو سادِنُ مشروع ، و مُشَرِّع و مُشرَع .. مُشرَعٌ يَرِدُهُ الظِماء فيصدرون عنه وقد ارتووا زلالاً وسلسبيلا .. ( كابلي ) عالِمٌ ، وخبيرٌ، و باحث ، و شيخ طريقة ..و أنا ما رأيت مطرباً ، اجتمعت له شوارد الكلمات ، وبدائع الألحان ، و روائع الموسيقى ، و فرائد ألوان الأداء ، كما اجتمعت ( لكابلي ) ..إنه متحدثٌ ، يأتيك حديثه كغنائه .. مُنَغَماً ، و مُنَمَقاً ، و موزوناً ، و له حلاوة و عليه طلاوة ..وهو شاعر يستنطق الصخر العصيّا ..و ملحن مثَّال .. يجعل ( الكلمة الرقيقة تتفتح حديقة ، تتفجر عيون ) ..ومؤدٍ عندما استمع إليه ..( أُطْرِق و لا أصدق لأنني من فرحتي أطير في الهواء أُحلِّق مجلسي فوق السحاب والبروق تبرق و أكاد لا أصدق ) ..و صوته يحاكي صوتها ..( صوتك كان يهدهد روحي و يحملني في جناح أغر يحلق بي حيث لا أمنيات تخيب ولا كائنات تمر ) .. ولا أجد هنا تعبيراً أبلغ مما ذهب إليه ( صفي الدين الحلي ) ..( شجَى وشَفا ، لما شَدَا وترنما فأنعس أيقاظاً وأيقظ نُوّما وحَبَسَ من الأوتار مثنىً ومثلثا فحَفَّت بنا الأفراح فرداً وتوأما إذا رَتَلَت ألفاظُه الشعرَ مُعْرَباً أعادت لنا أوتارُهُ اللفظ مُعْجَما ) .. و لو لم يكن ( كابلي ) مُسْتودَعاً ، لكل هذه النفائس والمواهب والقُدُرات ، لما تَأَتَّى لنا أن تعْمُرَجوانحنا ، و تطرب نفوسنا ، و تميل رؤوسنا لكلمات تستعصي على القراءة ، ناهيك أن تُنشَدَ وتُغنى ..و هَاكَ ( أمطرت لؤلؤاً ) ..( نالت على يدها مالم تنله يدي نقشاً على مِعصمٍ أوْهَت به جلدي كأنه طُرْقُ نملٍ في أناملها أو روضة رصعتها السُحب بالبَرَد وقوسُ حاجبها من كل ناحية ونَبْلُ مقلتها ترمي به كبدي مدت مواشِطِها في كفها شرَكاً تصيد قلبي بها من داخل الجسد إنْسِيَّةٌ لو رأتها الشمس ما طلعت من بعد رؤيتها يوماً على أحد سألتها الوصل قالت : لا تغُرَّ بنا من رام منا وصالاً مات بالكمد فكم قتيل لنا بالحب مات جَوَىً من الغرام ولم يُبدي ولم يَعِدِ فقلت استغفر الرحمن من زللٍ إن المُحب قليل الصبر والجلد ) .. ولو أن ( زياد ابن أبيه ) ، شاعرها ، بُعث حياً ، واستع إليها من ( كابلي ) ، لحارَ ، وماصدق سمعُه .. ومن غير ( كابلي ) كان قادراً على تطويع قصيدة آسيا وأفريقيا !!عندما أعزف ياقلبي الأناشيد القديمة ويطل الفجر في قلبي على أَجْنُحِ غيمة .. و أراك عصي الدمع شيمتك الصبر أما للهوى نهيٌ عليك ولا أمر !! و أكاد لا أصدق .. يا أنتِ إنني أكاد لا أصدق .. و أين من عيني هاتيك المجالي يا عروس البحر يا حلم الخيال .. و ضنين الوعد يا ضنين الوعد أهديتك حبي من فؤادٍ يبعثُ الحب نديِّا إن يكن حسنك مجهول المدى فخيال الشعر يرتاد الثريا ..و ليلة المولد ياسرالليالي ..و أي حظٍ رُزِقْتُه في الكمال !! و مسرح الآرام محروم وكل محروم واقف معايا يشكيلي واشكيلو همي وشقايا .. و أغلى من لؤلؤةٍ بضة صِيدَت من شط البحرين .. و حنانك ياحالم يا الكل يوم معانا وما قادرين نقول ليك أنك في قلوبنا وكم نشتاق لعينيك حنانك ياحالم .. و ماذا يكون ، حبيبتي ماذا يكون ياجرح دنياي الذي لا يندمل يامن تركت القلب ينزف في أنين حسرات لحظات تولت في وجل كصدى يطير مُضَيَّعاً عبر السنين ماذا يكون ، حبيبتي ماذا يكون .. و صداح ياملك الكنار و يا أمير البلبل حرصي عليك هوىً ومن يُحرز ثميناً يبخلِ .. و كسلا أشرقت بها شمس وجدي فهي في الحق جنة الإشراق .. و الموز روى أنا ياناس قلبي بالنار انشوى ..و سعادٌ وسلمى .. و حبيبة عمري ..( حبيبة عمري تفشى الخبر وذاع وعم القرى والحضر وكنت أقمت عليه الحصون وخبأته من فضول البشر صنعت له من فؤادي المِهاد ووسدته كبدي المنفطر ومن نور عيني نسجت الدثار ووشيته بنفيس الدرر وقد كنت أعلم أن العيون تقول الكثير المثير الخطر فعلمتها كيف تخفي الحنين تواريه خلف ستار الحذر فما همسته لأذن النسيم ولا وشوشته لضوء القمر ولكن برغمي تفشى الخبر وذاع و عم القرى والحضر ) .. إنه ( كابلي ) .. ولا أظن أن مطرباً ، غيره يستوعبُ مجراه أنهاراً و بحاراً ومحيطات ، فيُلَحِن ويُغَني لأكابر وعظماء الشعراء ، و قد اختلفت أزمانهم وأوطانهم ، وتباينت مدارسهم ، وتناقضت اهتماماتهم ، وتفاوتت مدارجهم ، و تفرقت طرائقهم !! أبوفراس الحمداني ، يزيد ابن معاوية ، الفيتوري ، عباس محمود العقاد ، الحَسِين الحسن ، أحمد شوقي ، إدريس جماع ، المهندس علي محمود طه ، توفيق صالح جبريل ، محمد المهدي المجذوب ، العباسي ، ، الناصر قريب الله ، محيي الدين صابر ، تاج السر الحسن ، حسن عباس صبحي ، التيجاني حاج موسى ، عبد العزيز جمال الدين ، عبدالكريم الكابلي ، الشاعر البحريني علي شريحة ، إبراهيم عوض بشير ، عمر الطيب الدوش ، صديق مدثر ، عوض أحمد خليفة .. يا أغلى من عينيا .. ( مكتوب في جبيني غرامك وانت عارفو باين في كلامي في عيني شايفو قلبي دعاهو حبك كيف يقدر يخالفو لكن بعادك طال ) ياسلاااام غِناء في طعم الشوكولاتة والشِفاه .. وأنت بين يدي ( كابلي ) ..لن تُغْمِض عينيك و لن توصد أُذُنيك إذ كيف يقع منك ذلك !!و أنت برفقته تتذوق طعم السكر .. ( سكر سكر سكر و حات عيني سكر واكتر ) .. و تشتعل في أرجائك قناديل الفرح المُرتجى ..( عقبال بيك نفرح يازينة نشرب شرباتك يازينة نوقد شمعاتك يازينة ) .. و ترى الحُسن يضوع ويفوح .. ( حسنك فاح مشاعر وعم الطيب فريقنا يوم ظنوك أزاهر مرت بي طريقنا قالوا رياض غوالي مسخ كل غالي وما عرفوك إنت لي أيامي زنت وديمه بغني ليك ) .. و تترنح في وادي الغرام بلا وعي ..( و بي سُكرٌ تملكني و أعجب كيف بي سُكْرُ رددت الخمر عن شفتي لعل جمالك الخمر ) .. و تتقلب على فراش من جمر ..( إذا الليل أضواني بسطت يد الهوى و أذللت دمعاً من خلائقه الكبر تكاد تضيئ النار بين جوانحي إذ هي أذكتها الصبابة والفكر معللتي بالوصل والموت دونه إذا مت ظمآناً فلا نزل القطر ) .. ولا تستسلم للنهاية وتظل مُؤمِّلاً متسائلاً وأنت تلعق جراحك النازفة ( ومع السلام لك من فؤادي باقة الحب الحنون لك من عيوني دمعة الحزن الهتون لك من جنوني ياجنوني ألف لون لك من فؤادي مايكون ولا يكون ولك السلام ولهفتي وتساؤلي ماذا يكون حبيبتي ماذا يكون ) .. و يلسعك ليل الغربة الموحش ( زمان الناس هداوة بال و انت زمانك الترحال وليلهم عمرو ما سآل و ليلك لي صباحو سؤال قسمتك يا رقيق الحال مكتوب ليك تعيش رحال ) .. وتعرف قيمة الأوطان وهو من الوطنية بحيث لا يُزايد عليه أحد .. ( إنت عندي كبير وحبي ليك كتير القومة ليك ياوطني ) .. و تهُزُك الرجولة وبذل المهج ، حتى تخالك ( متحزماً ) ، و ممتشقاً صارماً مسلولا تبحث عن الموت ( ما دايرا لك الميتة أم رماداً شح دايراك يوم لقا بدميك تتوشح الميت مسولب والعجاج يكتح أحي علي سيفو البسوي التح ) ..و هكذا تجد أن أغنيات ( كابلي ) ، تعكس الحياة ، بكل مباهجها ومخاوفها وأشواقها وتجلياتها وفنونها .. و تتسع اختياراته لتعبر عنك و تعبر عنها و تعبر عني أنا فرادى أو مجتمعين ..فلكل حالة من أحوال الأنفس وأطوارها ما يستجيب لها ويدغدغها من أغنياته ..ذلك أنه مُرهف ..و رهيف الإحساس يعني رقيقه ودقيقه وهذا الرهف الذي جُبل عليه ( كابلي ) جعله يجيد التقاط الأجمل والأحسن والأروع .. وإذا ماقُدِّر لك أن تجلس إليه أوتستمع فإن أول ما يطالعك منه رهافة تتمثل في حسن الانتقاء ..تجد ذلك في هندامه ، وفي كلامه ، وفي ما يبديه نحوك من مشاعر ، وبما أحاط به نفسه من هالة وبهاء .. فتعرف سبب كل هذا الجمال الذي حازه و انطوى عليه ، فجرى على لسانه .. ( كل الجمال ياغالي في لحظة مودة عابرة نظرة عابرة لبسمتك والدنيا تسهر شوق اتْفَجَر محنه واحِس بجنه لما العين تقابلك صدفه يرتاح خيال الكون يجود كل الوجود يصبح عهود ) .. إن صوت ( كابلي ) وهو ينساب إليك أشبه بشلالٍ رويّ .. و أنا ليس بمقدوري وصف تطريبه وما يودعه النفوس من سحر .. ولكن ..تخيل أنك جالس على شط البحر ، وأنت ترقب حركة الأمواج وهي تصطفق ، و كيف أن الموجة تشرئب ، ثم تقبل عليك ، وهي تعلو وتهبط وتتراقص ، في انسياب موزون ، إلى أن تصل إلى منتهاها عندك بسلاسة ، لتعقبها أخرى بالايقاع ذاته و الاتساق نفسه .. أو ليس هذا ما يتراءى لك وأنت تستمع إليه في ( شذا زهر ) و أخواتها !!( شذا زهرٌ ولا زهر فأين الظل والنهر ربيع رياضنا ولى أمن أعطافك النشر وهذا النَوْرُ يبسم لي عن الدنيا و يَفْتَرُ وأنظر لا أرى بدراً أأنت الليلة البدر وبي سُكر تملكني وأعجب كيف بي سكر رددت الخمر عن شفتي لعل جمالك الخمر نعم أنت الرحيق لنا وأنت النور والعطر وأنت السحرُ مقتدراً وهل غير الهوى سحر خذوا الدنيا بأجمعها حبيب واحد ذخر إذا ضاءت مطالعه فكل سمائنا بدر خذوا دنياكم هذي فدنياواتنا كُثْرُ) .. إن تتبع مسيرة ( كابلي ) الغنائية ، لا يطالها إلا أولو الطَول ممن تبحروا في هذا الفن ، وغاصوا في تجربة هذا ( البحر ) بعيد الأعماق مترامي الأطراف .. وما أنا فيما ذهبت إليه ، إلا مُحبٌ اجْتَهَدَ في أن يَرشُفَ بعض الرحيق من أزاهيره الفوَّاحة ، مستجيباً لنداء الروح وأشواق الوجدان ..ولم يستغرقني البحث و الوصف والتقصي و التفسير ، و لم أشأ أن أتحدث عن مناقبه و حسن شمائله وهي كثيرة ، من رزانةٍ و لُطْفٍ و حِنِيَّة و وفاء ، بل أسلمتُ قِيادي لكلمات أغنياته ، التي تصادف هوىً في نفسي ، فكانت هذه اللوحة ، غير المكتملة ، و هو بعض ما قدرت عليه ، و أسعفتني به حصيلتي المتواضعة .. و إن أنسى ما أنسى ، أنني عندما غادرت تلفزيون السودان في العام ٢٠٠٢ كان حفيَّا بي ، إذ أقام لي مأدبة عشاء بنُزُلِهِ العامر ، دعا لها لفيفاً من الأحباب والأصدقاء والمقربين ، غمرني خلالها بأُنسِهِ وشملني بوُده ، وأفاض علي من صادق مشاعره ..و تبقى الكتابة عن ( كابلي ) لكل من رامها ..شاقة كتسلق الجبال الشاهقة و مخيفة كملاعبة الأسود الجامحة و مرهقة كمغازلة حبيبٍ صعب المِراس و لكنها ..ممتعة كالسباحة مع التيار و شهية كقطف والتهام الثمار و شجيِّة كمداعبة الأوتار .. و يا دكتور ( عبدالكريم عبدالعزيز محمد الكابلي ) ..إن لك في قلوبنا منازل فلك ومعك نغني ..حبك للناس ..( حبك للناس خلاني أحبك تاني فيك الاحساس نساني أعيش أحزاني ما إنت نغم رنان في خيالي ما إنت عشم فنان زي حالي عارفك ساحر أزمان قُبَّالي تسحر أزمان جاياك وليالي كيف ما أريدك لو كان أحوالي بيك تتباهى وتزدان وتلالي ياروح سر الألوان ياغالي يا صاحب عظمة وسلطان ومعالي ) .. و معزتي إلى أستاذي ( عمر الجزلي ) ، و قد ظل يُحبب إلينا غناء ( كابلي ) ، و يُدنينا من حوضه ..و السلام أم درمان ٢٥ يونيو ٢٠٢١ ....

    (عدل بواسطة الطيب الشيخ on 12-21-2021, 06:37 PM)

                  

12-21-2021, 06:38 PM

الطيب الشيخ
<aالطيب الشيخ
تاريخ التسجيل: 11-19-2005
مجموع المشاركات: 197

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: توثيق لما كتب عن الكابلي (Re: الطيب الشيخ)

    الفنان الراحل الكبير عبد الكريم الكابلي

    عبد الكريم عبد العزيز محمد عبد العزيز بن يوسف بن عبد الرحمن من مواليد مدينة بورتسودان في العام 1932 م تزوج والده بمدينة القلابات من صفية أبنة الشريف أحمد محمد نور زروق من اشراف مكة اللذين هاجروا للمغرب ثم جاءو للسودان لنشر الدعوة الإسلامية.

    نشا وشب في مرتع صباه مابين مدن بورتسودان وسواكن وطوكر والقلابات والقضارف وكسلا

    تلقى دراسته بخلوة الشيخ الشريف الهادي والمرحلة الأولية والوسطى بمدينة بورتسودان والمرحلة الثانوية بمدينة ام درمان بكلية التجارة الصغرى (سنتين) وبعد أن تخرج منها التحق بالمصلحة القضائية بالخرطوم وتعين في وظيفة مفتش إداري بإدارة المحاكم وذلك في العام 1951 م وعمل بها لمدة اربعة سنوات ثم تم نقله إلى مدينة مروي ومكث بها لمدة ثلاثة سنوات إلى ان تم نقله مرة اخرى إلى مدينة الخرطوم واستمر بها حتى وصل الى درجة كبير مفتشي إدارة المحاكم في العام 1977 م.

    بعد ذلك هاجر الى المملكة العربية السعودية ليتعاقد مع إحدى المؤسسات السعودية مترجما في مدينة الرياض في العام 1978 م ولم تستمر غربته طويلا حيث عاد الى السودان في العام 1981 م ليواصل رحلته الإبداعية مرة اخرى.

    عبد الكريم الكابلي يروي قصة لقائه بالجمهور لأول مرة :

    لفترة تقرب من العشر سنوات كنت أغني للأصدقاء في جلسات صغيرة وأقوم بتقليد كبار الفنانين مع تقديم بعض الأغنيات التي وضعت كلماتها مثل (يازاهية) التي غناها صديقي الفنان الراحل عبد العزيز محمد داؤود والتي قدمها فيما بعد للجمهور ثم أغنية أمير وعندما تم نقلي إلى مروي كنت أبحث في جدية عن صوت فنان أقدم عن طريقه هذه الأغنيات ومازاد عليها مثل ياهاجر وربما كان مرد ترددي تقديمها بصوتي إلى جزعي من المسئولية الجسيمة التي يجب أن يتحملها كل من يتصدى لدور الفنان ان الالتزام بالاستمرارية المثمرة في هذه الحال يصبح ضرورة يستوجبها التجاوب المشجع من قبل الجمهور في حالة النجاح.
    انها مسئولية يسبق تحملها إدراك من يقوم بهذا الدور لمقدرته ومدى الاستعداد عنده للعطاء كما انها طريق لارجعة فيه لذلك في العام 1960 م عندما قمت بتلحين أنشودة آسيا وافريقيا لشاعرنا الكبير تاج السر الحسن كنت ما أزال اعيش ذلك التردد إلى ان أتاني مجموعة من الأصدقاء في وزارة الإرشاد القومي أذكر منهم أبو عاقلة يوسف وإدريس البنا وطلبوا مني تقديم الأنشودة ورفضت وقلت لهم أن الفنان عمر الشريف هو من سيقدمها فرفضوا وقالو لي إنك ستغني طال الزمن ام قصر وبعد الحاح منهم قدمتها على المسرح امام الزعيم الراحل جمال عبد الناصر وكانت بداية التقائي بالجمهور.

    غني عن القول أن تعدد المواهب لدي الفنان عبد الكريم الكابلي تعود الى البيئة التي نشأ فوالده فقد تمتع بصوت عذب يطرب له جلساؤه في حلقات السمر التي كان يقيمها وكان من الشباب المبدعين و المثقفين الذين شاركوا في النشاطات الثقافية والفنية والاجتماعية في مدينة بورتسودان في أربعينات القرن وقد ورث الفنان عبد الكريم الكابلي كل تلك الصفات والمواهب المتعددة من تجربة والده التي صقلته ليكون بعد ذلك أحد رواد التجديد للأغنية السودانية.

    شعراء الأعمال الغنائية للفنان عبد الكريم الكابلي :-

    - صديق مدثر : ضنين الوعد، نشيد التعاون، نشيد عيد القطن
    - عبد العزيز جمال الدين : بطاقة (لو تصدق)
    - توفيق صالح جبريل : كسلا
    - تاج السر الحسن : آسيا وافريقيا
    - عوض احمد خليفة : اغلى من عيني، كيف يهون، غرام، روعة الليل
    - الحسين الحسن : طائر الهوى، اني اعتذر (حبيبة عمري تفشى الخبر) رسالة (اكاد لا اصدق)
    - محمد الفيتوري : في حضرة من أهوى
    - عمر الطيب الدوش : سعاد
    - مهدي فرح : ياحليلكم
    - ميرغني عبد الباسط : استشراق
    - حسن عباس صبحي : ماذا يكون حبيبتي
    - عبد الوهاب هلاوي : اغلى من نفسي
    - التجاني حاج موسى : عز الليل، عاشق بيحكي
    - عبد العزيز سيد احمد : الى متى ياقلب
    - ميرغني عبد الباسط : استشراف
    - محمد احمد سوركتي : حاول كمان
    - عبد المجيد حاج الأمين : هبت الخرطوم، ناصر
    - أبو آمنة حامد : جمال العربي
    - محمد عبد الحليم : الربى الخضراء
    - عبد العزيز سيد احمد :الى متى ياقلب
    - الشاعر محمد سعيد العباسي : عهد جيرون
    - امام العبد : مسرح الأرام
    - سعد الدين فوزي : السودان الجديد
    - ابراهيم عوض بشير : سلمى
    - مصطفى عبد الرحمن : اخي سنحيا
    - اسحاق الحلنقي : شربات فرح (عقبال بيك نفرح يازينة)
    - عزيز التوم : فلسطين، جراح المسيح، بعينك قام العتاب
    - ادريس جماع : الشاعر، هي فيك ورضاك
    - الشريف زين العابدين الهندي : ملحمة اوبريت الهجرة والاغتراب .

    أغنيات من شعر عبد الكريم الكابلي :

    زمان الناس، زينة وعاجباني، أسمراني، انا مالي، من قلبي عقبالك، براق العيون، تاني ريدة، أكيد أكيد حنتقابل، مروي، شمعة، كل الجمال، يا جار، ادور حولك بإحساسي، كنت في حفلة ليلة، أمير، نسيم الصبا، عيون تبكي وأغني، المرايا، مشاعر، ما خلاص نسيتنا، حبك للناس، السماحات، كل يوم معانا، تحية ناصر، يا ستار علي، يا هاجر، ليس في الأمر عجب، سكر سكر، الليل عاد، أسيل، لماذا، يا قمر دورين، فتاة اليوم والغد، نشيد فلسطين، نشيد عيد بلادي، كل يوم معانا، الانتصار، ما بنخاصمك، نشيد يازارعا بالعلم، ياحلو، نشيد الحلم الجميل، نشيد العبور، نشيد اليقظة في اكتوبر، لحاظك ياهند ياطاهرة، زمن الزهر، نسيم الصبا النجدي، تقدمي تقدمي، الشاهد قمر (كل العواصم تدور) وهي مشتركة بين الشاعر صديق مدثر وعبد الكريم الكابلي.

    - أغنيات باللغة العربية الفصحى :-

    - عباس محمود العقاد : شذى زهر، لست اهواك، ابعدا نرجي
    - علي شريحة : اغلى من لؤلؤة
    - ابو فراس الحمداني : اراك عصي الدمع
    - علي محمود طه : الجندول، ليالي كليوباترا
    - ابو نواس :جال ماء الشباب
    - البحتري : حبيبي جبيب، لي حبيب
    - يزيد بن معاوية : أمطرت لؤلؤا (نالت على يدها)
    - احمد شوقي : صداح ياملك الكنار
    - المتنبي : كم قتيل
    - ابراهيم ناجي : يافؤادي رحم الله الهوى، ياحنانا كيد الاسي
    - الاخطل الصغير : يانجد عفوك

    - أغنيات من التراث :-

    ماهو الفافنوس لبنونه بنت المك نمر، الشيخ سيرو، الجنزير في النجوم، قلبي المن نشوهو، الموز روى، خال فاطمة، علي (فرتيقة ام لبوس) نوم عيني، دناب، حليل موسى، كباس، زينب، خالد، الحسن صاعقة النجم، الدود قرقر، شن أسوي، كان زعلان انا مابزعل، حجر الزلط.

    - مدائح نبوية :-

    - محمد المهدي المجذوب : ليلة المولد
    - مدحة نبوية من كلمات عبد الكريم الكابلي : يارب العباد

    - كل الاعمال الغنائية أعلاه من الحان عبد الكريم الكابلي عدا:

    - طائر الهوى من لحن بشير عباس
    - اغلى من نفسي وحاول كمان من الحان اسماء حمزة بشير
    - نشيد السودان الجديد من لحن اسماعيل عبد المعين
    - نشيد هبت الخرطوم من لحن عبد الله عربي
    - اخي انا سنحيا من لحن الموسيقار المصري على اسماعيل

    - أغنيات حقيبة برع وتمكن في ادائها عبد الكريم الكابلي :-

    - ابوصلاح : من فاح طيب رياه، وصف الخنتيلة، غزال الروض، خلي العيش،البديع الهواك سباني
    - مصطفى بطران : دمعة الشوق.
    - خليل فرح : ماهو عارف قدمه المفارق، بدر التمام، الشرف الباذخ
    - محمد علي الأمي : انت حكمة
    - سيد عبد العزيز : بت ملوك النيل
    - محمد بشير عتيق : الرشيم الأخضر

    - أغنيات من كلمات والحان عبد الكريم الكابلي قام بإهدائها لزملائه الفنانين :-

    - عبد العزيز محمد داؤد : يازاهية
    - ابوعركي البخيت : مرسال الشوق
    - كمال ترباس : بريدك والريدة ظاهرة في عيني
    - محمد أحمد عوض : عشمتيني في حبك ليه
    - الفنان عمر الشريف : سامريني، لم يواصل الفنان عمر الشريف مسيرته الفنية
    - الفنان إبراهيم عوض : ياحليلكم من كلمات المهندس مهدي فرح والحان عبد الكريم الكابلي ولم يتغنى بها الفنان إبراهيم عوض كثيرا وقام عبد الكريم الكابلي بتسجيلها في كاسيت مؤخراً، وهنالك ايضا أغنية عني مين قول لي حاجبك وهي من كلمات السر دوليب و الحان عبد الكريم الكابلي.

    نعي الناعي لنا مساء يوم الخميس الثاني من ديسمبر وفاة الفنان الكبير عبد الكريم الكابلي بعد معاناة طويلة مع المرض نسأل الله له الرحمة والمغفرة بقدر ماقدم لنا فن أصيل راسخ في ذاكرتنا وبوفاته انطوت صفحة زاهية من الفن السوداني ولاحول ولاقوة الا بالله وانا لله وانا اليه راجعون.

    ملاحظة : قمت بانزال هذا الموضوع التوثيقي في موقع سودانيز اونلاين في العام 2009م ونقل بعد ذلك الموضوع بحذافيره الى عدد من المواقع والقروبات السودانية في الفيس بوك والواتس دون ان تتم الإشارة لصاحب الموضع الأصلي.

    لذا لزم التنويه (منقول)
                  

12-21-2021, 06:40 PM

الطيب الشيخ
<aالطيب الشيخ
تاريخ التسجيل: 11-19-2005
مجموع المشاركات: 197

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: توثيق لما كتب عن الكابلي (Re: الطيب الشيخ)

    الأستاذ عبدالكريم الكابلي يشرح معاني قصيدة ( خال فاطمة ) و هي قصيدة تراثية باللهجة العامية يعود تاريخها للقرن التاسع عشر قامت بتأليفها امرأة أرملة لديها بنت إسمها ( فاطمة ) و نظمت تلك القصيدة في مدح شقيقها ( خال فاطمة ) لشهامته و مساندته لها أثناء إحدي الكوارث .
    و قد إحترت في شرح الأستاذ الكابلي لهذا البيت :

    أب كريق في اللجج سَدَّر حبس الفجج
    عشميق حبل الوجج أخوي مقلام الحجج

    طبعا معروف أن ( أب كريق ) هو إسم التمساح باللغة النوبية بينما اللجج ( جمع لِجَّة ) هي كلمة عربية فصحي وردت في القرآن الكريم ( أو كظلمات في بحر لُجّي ) و تعني المكان شديد العمق في البحر الذي تنعدم فيه الرؤية لشدة عمقه و تصف شاعرة القصيدة شقيقها في الشطر الأول من البيت بالتمساح الذي يجيد السباحة في الأماكن العميقة و معروف أن السباحة في الأماكن العميقة تكون أصعب و تحتاج لقوة أكبر و تضيف أنه من الشهامة و القوة لدرجة أنه وسط كل هذه المصاعب فهو يرفع صدره ( سَدَّر ) عالياً ليقوم بإجراء اللازم من سد الفجوات ( حبس الفجج - جمع فجوة ) - أي إغلاق المنافذ و ستر ما يجب ستره من ثغرات ،

    أما شرح الشطر الثاني من البيت فهو لا يقل بلاغة عن الأول فالعشميق مأخوذ من كلمة ( آشميق ) و هي أيضا كلمة باللغة النوبية تعني ( لِحاء أشجار النخيل ) و معروف أن مادة لحاء النخيل ( العشميق ) تعتبر من أقوي المواد في الطبيعة و أكثرها تحملاً لدرجات الحرارة العالية لذا يصنع منها المصفي الذي يوضع في فوهة آنية تحضير القهوة ( الجبنة والشرقرق ) حتي يقوم بتصفية البن أثناء صب القهوة بينما يظل ذلك المصفي متماسكاً دون تلف رغم إرتفاع درجة حرارة المياه المغلية ... أيضا العشميق تصنع منه حبال "العناقريب" ( و العناقريب لغير الناطقين بها هي جمع مفردة "عنقريب" و تعني السرير ) .
    و العشميق يصنع منه أيضا ( حبل الوجج ) و هو الحبل الذي يستخدم بواسطة عمال حفر الآبار لإنزال الأشخاص داخل البئر و لربط الدلو الذي تجلب به المياه من داخل البئر و بالتالي فهو من القوة بحيث يثق الناس في متانته ويستأمنونه علي أرواحهم لأنهم يضمنون أنه - و لشدة متانته - فهو لن ينقطع ليطيح بهم داخل البئر .. و تضيف الشاعرة في وصفها لشهامة شقيقها أنه ( مقلام الحجج ) أي أنه يقطع أو يستأصل ( يقلم ) المشاكل ( الحجج - جمع حجة أو مشكلة ) ، و هنا تصف الشاعرة قوة شقيقها بمنتهي البلاغة حيث شبهت قوته بقوة العشميق الذي يصنع منه حبل الوجج - و كأنها تقول بأنه ليس قوياً فحسب ، بل هو أصل القوة التي تصنع منها الأشياء القوية مثل (حبل الوجج ) و أنه يقوم بحل المشاكل من جذورها ( يقلمها )

    و بعد أن وصفت الشاعرة شقيقها بالشهامة و الفروسية و القوة تأتي في البيت الذي يليه لتصفه بالكرم و العطاء و العطف قائلة :

    يا خريف الرتوع أب شقّه قمر السبوع
    الفوق بيتو بيسند الجوع يا قشاش الدموع

    هنا تشبه عطاء شقيقها بالخريف الغني بالأمطار الذي يعقبه إخضرار المراعي لترعي ( ترتع ) فيها المواشي أما ( أب شقه قمر السبوع ) فهي تصف شكل القمر و كأنه يشق السحب و قمر السبوع هو القمر في الأسبوع الأول من الشهر حيث إعتاد أهل الريف علي حساب التاريخ بحجم القمر و شدة إضاءته فهو مصدر الإنارة الوحيد في الأماكن التي تنعدم فيها أنظمة الكهرباء و يحسبون الشهر بالأسابيع و يقولون علي الأسبوع أنه ( دور ) و الشهر أربعة أدوار لذا تجدهم يصفون الشخص الجميل بأنه ( قمر دورين ) أي أنه بدر مكتمل أو ( قمر ١٤ ) حيث تكون ليالي إكتمال القمر هي الأكثر إضاءة خلال الشهر ( قمر ١٤ ) بينما تكون ليالي بداية الشهر و نهايته هي الأكثر ظلمة حيث يختفي خلالها القمر و يزداد حجمه تدريجياً مع بداية الشهر حتي يأتي الأسبوع الأول من الشهر فيظهر ( قمر السبوع ) المضئ و هو يشق السحب ليضئ لهم ليلتهم بعد أن كانت الليالي التي سبقتها حالكة الظلام ..

    أما الشطر الثاني من البيت ( الفوق بيتو بيسند الجوع يا قشاش الدموع ) فأعتقد أن المعني واضح في وصف الكرم و العطف .

    🌹🌹🌹

    العمدة ، صوفيا .
                  

12-21-2021, 06:43 PM

الطيب الشيخ
<aالطيب الشيخ
تاريخ التسجيل: 11-19-2005
مجموع المشاركات: 197

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: توثيق لما كتب عن الكابلي (Re: الطيب الشيخ)

    #طائر_الهوى

    الشاعر: الحسين الحسن
    الملحن: بشير عباس
    الفنان: عبد الكريم الكابلي

    طائرُ الهوى جنَاحُه مَاله !؟
    راشهُ الْنّوى أم الْجّوى غَاله !؟

    فؤادهُ نغْم صُويدِحٌ غيداق
    قد مَاج و اضْطرم و ضجّ بالاشواق
    وهام بالقِمم مُحلقاً خفاق

    كم عَاش فى حُلُم يا ويحهُ أفاق
    ضَرّجَهُ الألم و لوعةُ الفِراق

    سَرى مُرَفْرِفاً كما الغَمَامِ
    كالأحْلامِ كالْسّكينة
    أُنشودةً من ثبجِ الَخُلودِ
    ذات رنةٍ حنونة
    حبُورة كالجؤزر المِمْراحِ
    في البيادرِ الأمينة
    نقيةً كقطرةِ الْنّدى
    على خُدودِ ياسمينة

    حتى إذا تلاشت الْرّؤى
    من خلفِهِ وغابت المدينة
    تفجرت روافد الآلام
    من قِبائها الْدّفِينة
    وهصرتْ فُؤاده
    هواطِلُ الخواطرِ الحزينة

    فعتمتْ صبَاحْه
    و وأدتْ افراحْه
    و غورتْ جِراحْه
    و أوهنتْ جَناحْه
    و أعْول الفضاءُ
    ثم رقْرقت دُمُوعه مناحة

    معاني الكلمات:
    راشه: أضعفه.
    النَّوَى: البُعْدُ
    الجوى: شدة الوجد والاحتراق من العشق.
    غاله: اهلكه، ذهب بعقله.
    صادِح: مُغرِّد "بُلْبُلٌ صادِح" صويدح: تصغير صادح.
    الغَيْدَاقُ: الرَّخْصُ الناعمُ
    ماجَ: هاج وتحرّك واضطرب وثار.
    اضطرمَ: اِنْتَشَرَ وهاجَ واشتَدَّ.
    ضَجَّ: أَحْدَثَ جَلَبَةً وَصِيَاحاً بِسَبَبِ جَزَعِهِ وَمَشَقَّتِهِ.
    تَضَرَّجَ الشيءُ: انشَقَّ، ضرجه الآلم أضناه.
    الثبج: الوسط.
    حُبُور: سرور، بهجة، فَرَح.
    الجؤزر: ولد البقره الوحشية..
    ممراح : نشيط، كثير المرح.
    البيادر: الحدائق والبساتين الغناء.
    قبائها: جمع قبو.
    هَصَرَ : كَسَّرَ ولَوَى، جَذَبَ، ومزق.
    عتمت: من العتمة او الظلمة.
    وأدت: قتلت.
    غورت: عمقت.
    أوهنت: أضعفت
    أعول: رفع صوته بالبكاء
    [email protected]
                  

12-21-2021, 06:57 PM

الطيب الشيخ
<aالطيب الشيخ
تاريخ التسجيل: 11-19-2005
مجموع المشاركات: 197

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: توثيق لما كتب عن الكابلي (Re: الطيب الشيخ)

    عبد الكريم الكابلي.. وداعاً «الزول السمح*»

    ثقافة
    مقداد خالدمقداد خالد
    4 كانون الأول

    أشاد به الرئيس جمال عبد الناصر، وسمعت أغانيه في القاهرة وبغداد وصولاً إلى أديس أبابا.. من هو عبد الكريم الكابلي؟
    HtmlAgilityPack.HtmlAttribute
    عبد الكريم الكابلي
    لمن لا يعرف السودان، فهو باختصار شديد «بلاد الثورة، والنيلين، وعبد الكريم الكابلي». الثورة لا تزال فعلاً مستمراً إلى يومنا هذا، والنيلان لا يزالان مستمرين في حب هذه البلاد حتى في خرابها الأخير على يد العسكر، وما أدل على ذلك من عناقهما الدائم بالخرطوم، وكابلي وإن غادر دنيانا فمواهبه المتعددة مستمرة في تغذيتنا بقيم الثورة والتحرر والجمال، خالدة كالنيل، وباقية كالثورة.

    وصل نعي عبد الكريم الكابلي من الولايات المتحدة إلى السودان، صبيحة الجمعة 3 كانون الأول/ديسمبر الجاري بتوقيت السودان، مع مراعاة فروق الحزن.

    في آخر أيام حياته، عانى الكابلي من المرض، كما عانى من حقب الديكتاتوريات التي لا تحتمل كل الجمال، وتعمل - حيث كانت - على نشر ثقافة الدمامة والقبح، ما قد يكون - مع أسباب أخرى - اضطره إلى مغادرة الوطن الذي لطالما غنى له، بعيداً في نواحي بلاد اليانكي التي تتغنى بتقديم مصالحها على مصالح العباد والبلاد.

    تساؤل مشروع

    لماذا يُعد الكابلي بدعاً عن بقية فناني السودان؟ هذا سؤال قد يعنّ على القارئ العربي، وربما خرج من أفواه بعض السودانيين، ففي تاراتٍ لا كرامة للنبي بداره، هذا مع الإقرار بأن كابلي ظل ويظل محل تكريم كبيراً من جُل السودانيين.

    أما الإجابة، فنجد أنها تكمن في الأثر الذي خلّفه كابلي، أثر لا يتوقف عند الغناء، فهو مغنٍ مجيد، وشاعر ألمعي، وملحنٌ متفرد، وباحث حذق في الموروث السوداني، وخطيب مفوه، ومقدم برامج يحفظ لوحه، ومترجم رصين، وشخص غير قابل للتكرار، هذا مع كوني من بلدٍ يكثر في التقليد – تقليد كل شيء تقريباً - من البضائع وحتى استنساخ الفنانين، ولكني لم أسمع يوماً عمن يسعى لتقليد كابلي، ربما خشية، وإن كان غالب الظن أن ذلك يعود إلى معرفة الجميع بأنه لا يُجارى، وأن قدراته لا يتصور أحد إمكانية الاقتراب منها.

    ترك كابلي كماً هائلاً من الأغاني التي يجد فيها كلٌ منّا ضالته على تنوعنا واختلاف لهجاتنا وألسنتنا.

    ولكن ومن باب معرفته الرئيس، ونعني الغناء، ترك كابلي كماً هائلاً من الأغاني التي يجد فيها كلٌ منّا ضالته على تنوعنا واختلاف لهجاتنا، بل وألسنتنا، وتتوزع هذه المزامير بين اللغة العربية الفصحى، والعامية السودانية، والموروث والفولكلور الموغل في القواميس العصية.

    وضمن تفريعة ثانية لغنائه، نجد كابلي لم يشذ، فأدى أغاني الحقيبة التي تعد إحدى لوازم المرور إلى قلوب السودانيين، وخاطب ببقية أغنياته الرفيعة النخب، ووصل غمار الناس بلطيف وخفيف الغناء، كما ضرب بأوتاده بعيداً في البادية، يتسربل بكلماته الفرّاس، وينعى عظام الناس.

    أهدى الكابلي (1932 - 2021) السودان أغاني كثيرة، حتى باتت وصاياه أناشيد تُقرأ: "شيدوه.. وزينوه.. وطن الجمال/ علوه.. وخلوه.. فوق المحال/ وأفدوه.. وأهدوه.. الروح والعيال". أحب قيم التحرر والحرية، فأحبه الثوريون، وباتت عباراته أيقونات مثل: "القومة ليك يا وطني".

    غنى للحب، فأحبه الناس (حبك للناس/ خلاني أحبك تاني). لم يكن غناؤه للنسوة محض غناء، وإنما كان دساتير حقوقية بأن المرأة نصف المجتمع (نصفٌ قد حوى كل المعاني). تبتل كدرويش عارف في حب النبي محمد، فأحبه المتصوفة، ولا سيما حين مدحه (ليلة المولد يا سر الليالي.. والجمال.. وربيعاً فتن الأنفس بالسحر الحلالِ).

    تخطى الحدود

    كما تسمع الكابلي في شوارع الخرطوم، فقد يطرق سمعك في أماكن أخرى، كمقاهي القاهرة، وأزقة بغداد، وصولاً إلى ساحات أديس أبابا.

    كيف لا يكون ذلك، وأول ما سمع الناس بكابلي، كان حين حاز تمام الإشادة من الرئيس المصري الراحل جمال عبد الناصر، بعدما تغنى أمامه برائعة تاج السر الحسن (آسيا وأفريقيا) الممجدة لدول عدم الانحياز، وتضمنت مقطعاً بات أحد محددات علاقة البلدين: (مصر يا أخت بلادي يا شقيقة).

    وحظي كابلي كذلك بإطناب كوكب الشرق أم كلثوم، بعدما سمعته يغني "حبيبة عمري تفشى الخبر"، فاعتبرته "همزة وصل جيدة بين الوجدانين السوداني والعربي".

    كما تسمع الكابلي في شوارع الخرطوم، فقد يطرق سمعك في أماكن أخرى، كمقاهي القاهرة، وأزقة بغداد، وصولاً إلى ساحات أديس أبابا.

    وضمن مجموعة كبيرة من أغنياته، أفرد الكابلي حيزاً للغناء الفصيح، وبكل جودةٍ وإجادة كانت "أراك عصي الدمع" لأبو فراس الحمداني، و"نالت على يدها ما لم تنله يدي" ليزيد ابن معاوية، و"شذى زهرٌ ولا زهرِ" لمحمود عباس العقاد، وبأغنية تعلي شأن الثورة الجزائرية للشاعر البحريني علي شريحة "أغلى من لؤلؤة بضة.. صيدت من شط البحرين"، ومن بساتين شعرنا الفصيح، اخترنا رائعة صديق مدثر "ضنين الوعد".

    ومن ضمن أجمل آثاره، ترك الكابلي ألبوماً بمشاركة الفرقة الإثيوبية، الأمر الذي أنتج أغاني ضاجة بالحياة والموسيقى، ولا يكتمل سماعها إلا وأنت تحاول محاكاة رقص الأحباش شديد الحيوية. وفي هذا المقام ،تأتي على نحوٍ خاص أغنية "غزال الروض".

    ولتعرف أي عيون قد أنطفات الجمعة، نحيلكم إلى تلخيص الكابلي لرسالة الفن، حين قال: "الرسالة الخالدة للفن الخيّر تتمثل في أنه كيف يجعل الحياة مكاناً جميلاً". وفي موضعٍ آخر، نجده يقول في الشأن ذاته: "من الناحية الفنية، ولا أبتعد عن الفقه كذلك، لأن الفقه بالنسبة إلي هو قمة الفن، فالقضية التي تتصل بالفنون هي القضية ذاتها التي تتصل بكل أوجه الحياة الأخرى، طيبه طيب ومفيد، وخبيثه خبيث ومكروه".

    لم يُعرف للكابلي تحزب، اللهم إلا للإنسانية ولبلده، ولكن لا يخفى على أحد حبه للحرية والتحرر. يظهر ذلك في غنائه وأفعاله السمحة، فقد غنى بعد إطاحة ثورة شعبية بالجنرال جعفر النميري في نيسان/أبريل 1985 "ليس في الأمر عجب"، فأنشد إبان ثورة كانون الأول/ديسمبر "لا من يشهر للحرية العذراء ناب". وعليه، لم يكن مستغرباً أن يحرص – رغم ظروفه الصحية - على زيارة السودان بعد إطاحة الجنرال عمر البشير في نيسان/أبريل 2019، وعقبها أبرز دعمه للحكومة المدنية وحملة "القومة للسودان" الخاصة بالتبرع بالمال لأجل البناء والإعمار.

    وبشأن الجدل الذي ثار عقب وضعه الجواز الأميركي في جيبه الخلفي، وبروز أصوات ناقدة وممتعضة للخطوة، قال الناقد موسى حامد وقتذاك: "كل تلك المشاعر لا تفسر إلا من خلال سياق محدد هو أن الكابلي قيمة فنية سودانية عظيمة، ساهمت في تشكيل وجدان السودانيين وذائقتهم الغنائية. وبنيله الجنسية الأميركية، اهتزت عند محبيه كل تلك القيم، لتتفرق بعد ذلك ردود الأفعال والمشاعر".

    ولكن علمنا اليوم أن تلك الهزة محض لوم وعتاب لحبيب. وقد بان ذلك جلياً في تحول مواقع التواصل الاجتماعي السودانية إلى سرادق عزاء كبير، شاركنا فيه كلنا بريفنا ومدننا، بمن ينادي بالدولة المدنية ومن يوالي العسكر، فاجتمعنا نحن، من تفرقت بنا السبل شَذَرَاً مَذَرَاً، ثوارنا بقائد الجيش ورئيس وزرائه، ومثقفينا وعامة الناس، ونخبنا ومن انتخبتهم السياسة ليكونوا في القاع.

    ولد الكابلي في مدينة بورتسودان لأسرة محبة للمعارف والفنون، وله تجربة سابقة في أروقة المؤسسات القضائية، كما عمل في فترة من حياته كمترجم في السعودية.

    ضمن عدة ضروب غنائية، برع كابلي في تقديم أغاني المراثي (المناحات) بشكلٍ استثنائيٍ، إلى حد أنه ضخ في شرايينها عنفوان الحياة، فمن يرثيه لنا اليوم ليعيد لنا كل تلك السيرة وتلك الحياة؟

    رحم الله عبد الكريم الكابلي بقدر ما قدّم في كتاب حياته بصفحاته التسعين، مختومة بصوته الرخيم في تحولاته العديدة وهو يردد: "صلّ ياربي على المدثرِ.. وتجاوز عن ذنوبي وأغفرِ".

    *"الزول السمح" إحدى روائع الكابلي
                  

12-21-2021, 06:57 PM

الطيب الشيخ
<aالطيب الشيخ
تاريخ التسجيل: 11-19-2005
مجموع المشاركات: 197

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: توثيق لما كتب عن الكابلي (Re: الطيب الشيخ)

    عبد الكريم الكابلي.. وداعاً «الزول السمح*»

    ثقافة
    مقداد خالدمقداد خالد
    4 كانون الأول

    أشاد به الرئيس جمال عبد الناصر، وسمعت أغانيه في القاهرة وبغداد وصولاً إلى أديس أبابا.. من هو عبد الكريم الكابلي؟
    HtmlAgilityPack.HtmlAttribute
    عبد الكريم الكابلي
    لمن لا يعرف السودان، فهو باختصار شديد «بلاد الثورة، والنيلين، وعبد الكريم الكابلي». الثورة لا تزال فعلاً مستمراً إلى يومنا هذا، والنيلان لا يزالان مستمرين في حب هذه البلاد حتى في خرابها الأخير على يد العسكر، وما أدل على ذلك من عناقهما الدائم بالخرطوم، وكابلي وإن غادر دنيانا فمواهبه المتعددة مستمرة في تغذيتنا بقيم الثورة والتحرر والجمال، خالدة كالنيل، وباقية كالثورة.

    وصل نعي عبد الكريم الكابلي من الولايات المتحدة إلى السودان، صبيحة الجمعة 3 كانون الأول/ديسمبر الجاري بتوقيت السودان، مع مراعاة فروق الحزن.

    في آخر أيام حياته، عانى الكابلي من المرض، كما عانى من حقب الديكتاتوريات التي لا تحتمل كل الجمال، وتعمل - حيث كانت - على نشر ثقافة الدمامة والقبح، ما قد يكون - مع أسباب أخرى - اضطره إلى مغادرة الوطن الذي لطالما غنى له، بعيداً في نواحي بلاد اليانكي التي تتغنى بتقديم مصالحها على مصالح العباد والبلاد.

    تساؤل مشروع

    لماذا يُعد الكابلي بدعاً عن بقية فناني السودان؟ هذا سؤال قد يعنّ على القارئ العربي، وربما خرج من أفواه بعض السودانيين، ففي تاراتٍ لا كرامة للنبي بداره، هذا مع الإقرار بأن كابلي ظل ويظل محل تكريم كبيراً من جُل السودانيين.

    أما الإجابة، فنجد أنها تكمن في الأثر الذي خلّفه كابلي، أثر لا يتوقف عند الغناء، فهو مغنٍ مجيد، وشاعر ألمعي، وملحنٌ متفرد، وباحث حذق في الموروث السوداني، وخطيب مفوه، ومقدم برامج يحفظ لوحه، ومترجم رصين، وشخص غير قابل للتكرار، هذا مع كوني من بلدٍ يكثر في التقليد – تقليد كل شيء تقريباً - من البضائع وحتى استنساخ الفنانين، ولكني لم أسمع يوماً عمن يسعى لتقليد كابلي، ربما خشية، وإن كان غالب الظن أن ذلك يعود إلى معرفة الجميع بأنه لا يُجارى، وأن قدراته لا يتصور أحد إمكانية الاقتراب منها.

    ترك كابلي كماً هائلاً من الأغاني التي يجد فيها كلٌ منّا ضالته على تنوعنا واختلاف لهجاتنا وألسنتنا.

    ولكن ومن باب معرفته الرئيس، ونعني الغناء، ترك كابلي كماً هائلاً من الأغاني التي يجد فيها كلٌ منّا ضالته على تنوعنا واختلاف لهجاتنا، بل وألسنتنا، وتتوزع هذه المزامير بين اللغة العربية الفصحى، والعامية السودانية، والموروث والفولكلور الموغل في القواميس العصية.

    وضمن تفريعة ثانية لغنائه، نجد كابلي لم يشذ، فأدى أغاني الحقيبة التي تعد إحدى لوازم المرور إلى قلوب السودانيين، وخاطب ببقية أغنياته الرفيعة النخب، ووصل غمار الناس بلطيف وخفيف الغناء، كما ضرب بأوتاده بعيداً في البادية، يتسربل بكلماته الفرّاس، وينعى عظام الناس.

    أهدى الكابلي (1932 - 2021) السودان أغاني كثيرة، حتى باتت وصاياه أناشيد تُقرأ: "شيدوه.. وزينوه.. وطن الجمال/ علوه.. وخلوه.. فوق المحال/ وأفدوه.. وأهدوه.. الروح والعيال". أحب قيم التحرر والحرية، فأحبه الثوريون، وباتت عباراته أيقونات مثل: "القومة ليك يا وطني".

    غنى للحب، فأحبه الناس (حبك للناس/ خلاني أحبك تاني). لم يكن غناؤه للنسوة محض غناء، وإنما كان دساتير حقوقية بأن المرأة نصف المجتمع (نصفٌ قد حوى كل المعاني). تبتل كدرويش عارف في حب النبي محمد، فأحبه المتصوفة، ولا سيما حين مدحه (ليلة المولد يا سر الليالي.. والجمال.. وربيعاً فتن الأنفس بالسحر الحلالِ).

    تخطى الحدود

    كما تسمع الكابلي في شوارع الخرطوم، فقد يطرق سمعك في أماكن أخرى، كمقاهي القاهرة، وأزقة بغداد، وصولاً إلى ساحات أديس أبابا.

    كيف لا يكون ذلك، وأول ما سمع الناس بكابلي، كان حين حاز تمام الإشادة من الرئيس المصري الراحل جمال عبد الناصر، بعدما تغنى أمامه برائعة تاج السر الحسن (آسيا وأفريقيا) الممجدة لدول عدم الانحياز، وتضمنت مقطعاً بات أحد محددات علاقة البلدين: (مصر يا أخت بلادي يا شقيقة).

    وحظي كابلي كذلك بإطناب كوكب الشرق أم كلثوم، بعدما سمعته يغني "حبيبة عمري تفشى الخبر"، فاعتبرته "همزة وصل جيدة بين الوجدانين السوداني والعربي".

    كما تسمع الكابلي في شوارع الخرطوم، فقد يطرق سمعك في أماكن أخرى، كمقاهي القاهرة، وأزقة بغداد، وصولاً إلى ساحات أديس أبابا.

    وضمن مجموعة كبيرة من أغنياته، أفرد الكابلي حيزاً للغناء الفصيح، وبكل جودةٍ وإجادة كانت "أراك عصي الدمع" لأبو فراس الحمداني، و"نالت على يدها ما لم تنله يدي" ليزيد ابن معاوية، و"شذى زهرٌ ولا زهرِ" لمحمود عباس العقاد، وبأغنية تعلي شأن الثورة الجزائرية للشاعر البحريني علي شريحة "أغلى من لؤلؤة بضة.. صيدت من شط البحرين"، ومن بساتين شعرنا الفصيح، اخترنا رائعة صديق مدثر "ضنين الوعد".

    ومن ضمن أجمل آثاره، ترك الكابلي ألبوماً بمشاركة الفرقة الإثيوبية، الأمر الذي أنتج أغاني ضاجة بالحياة والموسيقى، ولا يكتمل سماعها إلا وأنت تحاول محاكاة رقص الأحباش شديد الحيوية. وفي هذا المقام ،تأتي على نحوٍ خاص أغنية "غزال الروض".

    ولتعرف أي عيون قد أنطفات الجمعة، نحيلكم إلى تلخيص الكابلي لرسالة الفن، حين قال: "الرسالة الخالدة للفن الخيّر تتمثل في أنه كيف يجعل الحياة مكاناً جميلاً". وفي موضعٍ آخر، نجده يقول في الشأن ذاته: "من الناحية الفنية، ولا أبتعد عن الفقه كذلك، لأن الفقه بالنسبة إلي هو قمة الفن، فالقضية التي تتصل بالفنون هي القضية ذاتها التي تتصل بكل أوجه الحياة الأخرى، طيبه طيب ومفيد، وخبيثه خبيث ومكروه".

    لم يُعرف للكابلي تحزب، اللهم إلا للإنسانية ولبلده، ولكن لا يخفى على أحد حبه للحرية والتحرر. يظهر ذلك في غنائه وأفعاله السمحة، فقد غنى بعد إطاحة ثورة شعبية بالجنرال جعفر النميري في نيسان/أبريل 1985 "ليس في الأمر عجب"، فأنشد إبان ثورة كانون الأول/ديسمبر "لا من يشهر للحرية العذراء ناب". وعليه، لم يكن مستغرباً أن يحرص – رغم ظروفه الصحية - على زيارة السودان بعد إطاحة الجنرال عمر البشير في نيسان/أبريل 2019، وعقبها أبرز دعمه للحكومة المدنية وحملة "القومة للسودان" الخاصة بالتبرع بالمال لأجل البناء والإعمار.

    وبشأن الجدل الذي ثار عقب وضعه الجواز الأميركي في جيبه الخلفي، وبروز أصوات ناقدة وممتعضة للخطوة، قال الناقد موسى حامد وقتذاك: "كل تلك المشاعر لا تفسر إلا من خلال سياق محدد هو أن الكابلي قيمة فنية سودانية عظيمة، ساهمت في تشكيل وجدان السودانيين وذائقتهم الغنائية. وبنيله الجنسية الأميركية، اهتزت عند محبيه كل تلك القيم، لتتفرق بعد ذلك ردود الأفعال والمشاعر".

    ولكن علمنا اليوم أن تلك الهزة محض لوم وعتاب لحبيب. وقد بان ذلك جلياً في تحول مواقع التواصل الاجتماعي السودانية إلى سرادق عزاء كبير، شاركنا فيه كلنا بريفنا ومدننا، بمن ينادي بالدولة المدنية ومن يوالي العسكر، فاجتمعنا نحن، من تفرقت بنا السبل شَذَرَاً مَذَرَاً، ثوارنا بقائد الجيش ورئيس وزرائه، ومثقفينا وعامة الناس، ونخبنا ومن انتخبتهم السياسة ليكونوا في القاع.

    ولد الكابلي في مدينة بورتسودان لأسرة محبة للمعارف والفنون، وله تجربة سابقة في أروقة المؤسسات القضائية، كما عمل في فترة من حياته كمترجم في السعودية.

    ضمن عدة ضروب غنائية، برع كابلي في تقديم أغاني المراثي (المناحات) بشكلٍ استثنائيٍ، إلى حد أنه ضخ في شرايينها عنفوان الحياة، فمن يرثيه لنا اليوم ليعيد لنا كل تلك السيرة وتلك الحياة؟

    رحم الله عبد الكريم الكابلي بقدر ما قدّم في كتاب حياته بصفحاته التسعين، مختومة بصوته الرخيم في تحولاته العديدة وهو يردد: "صلّ ياربي على المدثرِ.. وتجاوز عن ذنوبي وأغفرِ".

    *"الزول السمح" إحدى روائع الكابلي
                  

12-22-2021, 05:11 AM

الطيب الشيخ
<aالطيب الشيخ
تاريخ التسجيل: 11-19-2005
مجموع المشاركات: 197

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: توثيق لما كتب عن الكابلي (Re: الطيب الشيخ)

    الإعلامية والصحفية المصرية “أسماء الحسيني” والراحل “عبدالكريم الكابلي”
    نُشر فيديسمبر 6, 2021

    • انطفأ مصباح آخر من مصابيح الفن والفكر والثقافة والجمال في السودان وأفريقيا والعالم العربي.

    • تشرفت بلقاء ورفقة الكابلي في القاهرة في يونيو عام ٢٠٠٨، وكان حدثا استثنائيا في حياتي كصحفية ومصرية أن اقترب من هذا الهرم الثقافي السوداني العظيم.

    تبادلنا الأفكار وتعلمت منه الشيء الكثير، وعبرت عن بعض هذا في المقال التالي الذي نشرته يومها :

    وتحققت المعجزة فى مصر على يدى الكابلى

    ✍️ أسماء الحسينى

    كانت ليلة من أبهى الليالى تلك التى استقبلت فيها نقابة الصحفيين بمصر وهى فى أبهى حلة الفنان السودانى الكبير الدكتور عبد الكريم الكابلى من أجل تكريمه ،هذا الرمز والعلم السودانى ،الذى جمع بين الأدب والثقافة والشعر والغناء والتلحين والبحث فى التراث والأدب الشعبى السودانى .حيث تجمعت أعداد كبيرة من المصريين والسودانيين لتحية هذا الفنان الكبير الذى وقف يصدح أمام الرئيس الراحل جمال عبد الناصر قبل 48عاما بأغنيته الشهيرة أنشودة لآسيا وأفريقيا للشاعر الكبير تاج السر الحسن ،وتقول بعض أبياتها المؤثرة التى رسخت وأرست حب مصر فى الوجدان السودانى :مصر ياأخت بلادى ياشقيقة يارياضا عذبة النبع وريقة ياحقيقة مصر يا أم جمال أم صابر ملء روحى أنت يا أخت بلادى سوف نجتث من الوادى الأعادى ولقد مدت لنا الأيدى الصديقة وجه غاندى وصدى الهند العريقة صوت طاغور المغنى بجناحين من الشعر على روضة فنى يادمشق كلنا فى الفجر والآمال شرق.

    وقد عاد الكابلى اليوم ليغنى الأغنية ذاتها ،لكنه يفعل ذلك فى ظل ظروف مغايرة تماما عن تلك التى غنى فيها أغنيته أول مرة ،يوم كان المد الثورى يجتاح العالم العربى وحركة عدم الإنحياز فى أوجها وحركات التحرر الوطنى تتقدم فى قارتنا السمراء لتنفض عن كاهلها نير الإستعمار وآثاره …..جاء الكابلى هذه المرة بأغنيته التى كانت تلهب حماس الجماهير والقادة فى الستينات ،ليغنيها اليوم فى القاهرة قلب العروبة المكلومة المبعثر كيانها التى تتقاذف دولها أنواء كثيرة ،جاء الكابلى ليثير شجون الجماهير وحماسهم ويبعث فيهم الروح والأمل من جديد ،لتلتهب الأكف تصفيقا وتسبح الأرواح مع صوته فى السماوات العلى.

    إن حديث الكابلى يطرب مثل غنائه تماما ،ولقد بدأ حديثه كلاما حلوا يعبر عن الإمتنان لتكريمه ،ثم شعرا ينساب جداول من شهد وعسل ،وهذا الرجل إذا تكلم تمنيت ألايصمت أبدا ،يستمتع بحلو حديثه وفنه المثقفون والعامة على حد سواء.ما أجمل شعره الذى يحمل قبسا من ضياء روحه الصافية النقية التى ترك فيها التصوف الذى يدعو إلى التسامح والمحبة أثرا واضحا ،ويحمل أيضا خلاصة رؤيته وفلسفته وحكمته فى الحياة ،سواء تلك القصيدة التى تحدث فيها عن روضة الأطفال ،وفيها يغبط الأطفال على عيش السعداء ،ويتمنى لو ظللنا نحمل روح الأطفال فى دنيانا ،لانتخلى عنها أمام تقلب الحياة وصراعاتها ،أوقصيدة “التفاحة ” تلك التى تتحدث عن الحياة وأحوالها أو تلك التى كتبها لانتفاضة 1985التى يختتمها بالدعوة إلى العمل .

    كان الأستاذ الكابلى فى قمة تألقه يوم تكريمه فى نقابة الصحفيين بالقاهرة ،وغنى يومها كما لم أره من قبل ،وحدثت على يديه المعجزة فقد انفعل المصريون بفنه وآدائه وغنوا معه كما لم يفعلوا من قبل ،ورددوا معه أغانيه وحلقوا مع صوته فى سماوات الفن طربا وإنتشاء .

    كنا فى السابق كمصريين نفهم الأغانى السودانية بصورة أو بأخرى تتفاوت من شخص لآخر كل على حسب كسبه،و لكننى شعرت ان الكابلى فى هذه الليلة جعلنا جميعا نتذوق الفن السودانى ونطرب له كما يتذوقه ويطرب له السودانيون ،وقد أكد لنا الكابلى فى تلك الليلة الرائعة أن السودان يذخر بغناء جميل وطرب أصيل يستحق أن تصغى له الآذان وتهتز له القلوب .

    لم أر مثل هذا المشهد من قبل ،وعذرت إخواننا السودانيين الذين كانوا يعيبون علينا دوما أننا لانتذوق الفن السودانى ولانحاول فهمه ولانلقى له بالا ….لكن ها نحن اليوم ننفعل به …نغنيه ونشدو به ونترنم ….لم أصدق عيناى وأذناى ….هل ماأرى وأسمع حلما أم علما …..شعرت أن معجزة إلهية قد تحققت على يدى الكابلى ،لنستمع ونستمتع بهذا الفن الجميل والكلمات الراقية بهذا الشكل الكبير .

    كنت من قبل أجتهد لكى أفهم الأغانى السودانية ،وأطرب حينا وأبعد حينا ،وكنت أقول لأصدقائى وإخوانى فى السودان :ماذا لو قدم السودان كل عام أغنية ليفهمها المصريون والعرب كما فعل الراحل سيد خليفة ؟فيجيبوننى غاضبين :أنتم لاتريدون فنانين ولافن ،انتم تريدون مهرجين وتهريج …إن أغنيات سيد خليفة الحقيقية لم ولن تسمعوها ،والأغنية أو الأغنيتان اللتان تسمعوهما لاتعبران عن فنه الحقيقى .أقول لهم :ماذا لو قربتم الفن السودانى للأذن المصرية والعربية ؟فيقولون لى محتجين :ليس مطلوبا منا ان نقطع أذننا لكى نقترب من أذنكم .أقول لهم : افعلوا كما فعلوا فى مدحة مصر المؤمنة بغناء شرحبيل أحمد وعلى الحجار وإيهاب توفيق ومى

    فاروق وفرقة عقد الجلاد.فيردون ساخطين :خربتم المدحة ….الله يسامحكم .فأقول لهم :لا عليكم اسمعوا المدحة السليمة اللى عندكم واتركوا لنا “الخربانة” !!يقولون لى : أنتم لاتهتمون بالفن أو الفنانين السودانيين ،ولاتستمعون إلا لأنفسكم فقط .فاقول لهم :معكم بعض الحق والأمر يحتاج إلى سعى متبادل ،ولكن هذا الأمر ليس موجها نحو الفنانين السودانيين ،والدليل على ذلك أننا لم نكن على سبيل المثال نعرف أحدا بشكل واسع من العراق حتى جاء كاظم الساهر ليسطع نجمه بكلمات نزار قبانى ، وقس على ذلك العديد من الأمثلة من الفنانين العرب قبله وبعده الذين جاءوا إلى مصر وصاروا جزءا من كيانها.

    …..كان هذا حديث الماضى ،أما اليوم فنحن فى شأن آخر ،ليس فيه أنتم ولانحن ،بل نحن جميعا معا تحت سطوة هذا الشىء الجميل …هذا الطرب والفن الأصيل ….هذا الكشف الكبير …الله ما أجمل ماحدث ،إنه اختراق كبير ،يجب أن يكون له مابعده ……هكذا قاد الكابلى جمهوره بعوده فقط ،يغنى وهم يرددون معه …مصر يا أخت بلادى ياشقيقة …..كنت أشعر ساعتها أننا نغنى لسوداننا الحبيب …..صحيح أن السودانيين يتحدثون عن بلدهم بصيغة المذكر ،ولكننا فى مصر نتحدث عنها بلغة التأنيث ….كنت أشعر أننا نغنى للسودان الحبيب ..لأرضه الحميمة ولرياضه العذبة ….للسودان الحقيقة التى أصبحت منا ملء الروح والفؤاد ،نغنى له وللوادى كله مؤملين فى فجر جديد طال إنتظاره..

    وإذ نكرمك اليوم ياسيدى فى القاهرة فإننا نكرم فى شخصك كل الرواد والمبدعين والمفكرين فى سوداننا الحبيب ،الحاضرين منهم والغائبين ،الموجودين منهم ومن رحلوا عن دنيانا ….نكرم فى شخصك ياسيدى محمد أحمد المحجوب وجمال محمد أحمد والتيجانى يوسف بشير والهادى آدم والطيب صالح وعبد الله الطيب وعثمان حسين ومحيى الدين صابر ….نحيى فى شخصك ياسيدى محمد الفيتورى ومحمد المكى إبراهيم ومحمد المهدى المجذوب وشرحبيل أحمد وتاج السر الحسن …..نكرم فى شخصك ياسيدى فرانسيس دينق ومحيى الدين فارس وإبراهيم الصلحى ومحمد سعيد العباسى وسيد خليفة ومحجوب شريف وإبراهيم الكاشف ومحمد الأمين ومحمد ميرغنى وصلاح بن البادية ومحمد وردي….نحيى فى شخصك ياسيدى قائمة طويلة من المبدعين والفنانين والمثقفين السودانيين ،الذين يصعب حصرهم جميعا ،والذين طال تجاهل أمتهم العربية لهم ،وآن الأوان لتكريمهم جميعا ،وخير تكريم لهم هو التعريف بأدبهم وفنونهم وإنتاجهم الغزير فى جميع مجالات الإبداع .

    وإذ نكرمك اليوم فإننا نكرم فى شخصك وطنك السودان الذى له مكانة كبيرة فى قلوبنا ،لم يتم التعبير عنها بعد بالشكل الذى يليق بها ،وآن الأوان للتعبير عنها عبر التضامن والتعاضد مع السودان والالتحام ببنيه .

    وإذ نكرمك يا سيدى فإننا نكرم فيك أدبك الرفيع وتواضعك الجم وثقافتك العالية واهتمامك بأدب وتراث وطنك الشعبى ….نكرم فى شخصك الرسالة العظيمة التى حملتها من أجل وحدة الشعب السودانى ….فأنت ياسيدى وأفراد قبيلتك من المبدعين فى كل المجالات من وحدتم الوجدان والمشاعر والعواطف واللغة فى السودان .

    وإذ نكرمك ياسيدى اليوم فإننا نضع على كاهلك ومن ورائك من المبدعين فى السودان مسئولية نعلم أنها كبيرة ،ولكن الفن باستطاعته تحقيق ماتعجز عن تحقيقه السياسة .

    وبالفعل كان تكريم الكابلى بالقاهرة تكريم لكل المبدعين الذين أثروا الوجدان السودانى بالفكر والفن والأدب ،فهو خير سفير ليس فقط لصندوق الأمم المتحدة للسكان ،ولكنه خير سفير للمحبة والإخوة والإنسانية ،وخير سفير للسودان والوادى كله .

    آخر الكلام :

    حبك للناس خلانى أحبك تانى فيك الإحساس نسانى أعيش وحدانى أنت نغم رنان ما أنت عشم فنان زى حالى عارفك ساحر أزمان قبالى وأزمان هتضوى كمان وليالي.
                  

12-22-2021, 05:14 AM

الطيب الشيخ
<aالطيب الشيخ
تاريخ التسجيل: 11-19-2005
مجموع المشاركات: 197

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: توثيق لما كتب عن الكابلي (Re: الطيب الشيخ)

    عمر الدقير: رحيل الكابلي موجع



    الخرطوم: ترهاقا

    نعى رئيس حزب المؤتمر السوداني عمر الدقير الفنان عبدالكريم الكابلي. وقال الدقير عبر صفحته الرسمية بفيسبوك "رحل الكابلي تاركاً مدن السودان تهبُّ في جنح الدجى لتستدعي صباحاً رباحاً يحمل الفكرة و الوعيَ معاً.

    و لئن كان رحيله الموجع يجعل أيامنا أكثر جفافاً، فإن إرثه الإبداعي - المحتشد بمعاني الوطنية و الحماسة و النُّبْل و الحبِّ و الإخاء و العطاء - يفتح بوابات العيون نحو تلك المعاني و يشدُّ النفوس إليها، و يبقى زاداً لشعبه في مسيره المضني بحثاً عن وطن الجمال الذي ترفرف فيه رايات الحرية و السلام و العدالة

    عليه رحمة الله و رضوانه، و العزاء لأسرته و محبيه."
                  

12-23-2021, 05:26 AM

الطيب الشيخ
<aالطيب الشيخ
تاريخ التسجيل: 11-19-2005
مجموع المشاركات: 197

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: توثيق لما كتب عن الكابلي (Re: الطيب الشيخ)

    Request a News Obituary
    Obituaries
    Abdelkarim Elkabli, venerated Sudanese performer, dies at 89
    His music embodied the hopes of many ordinary Sudanese in their struggle for progress and national identity

    Sudanese musician Abdelkarim Elkabli performed solo with an oud or backed by a big-band orchestra. (Courtesy of Elkabli family and DAL Cultural Forum)
    By Isma'il Kushkush
    December 16, 2021 at 2:57 p.m. EST

    Abdelkarim Elkabli, a Sudanese singer, songwriter and composer whose music — an exuberant marriage of modern and traditional sounds — embodied the hopes of many ordinary Sudanese in their struggle for progress and national identity, died Dec. 2 at a hospital in Flint, Mich. He was 89 and lived with family in Alexandria, Va.

    Get the full experience.
    Choose your plan

    The cause was complications from Parkinson’s disease, said his son Saad Alkabli, who transliterates his surname differently.
    His death was mourned by top Sudanese social and political figures including Sudan’s civilian prime minister, Abdalla Hamdok, who described Mr. Elkabli in a tweet as “a symbol of Sudanese art, a large literary monument who engraved his name in the consciousness of our people with letters of light.”
    Story continues below advertisement

    Reflecting Sudan’s far-ranging musical heritage, Mr. Elkabli performed solo with an oud (a lute) or backed by a big-band orchestra, and his songs addressed love, folk song themes of heroism and chivalry, and politics.
    His recordings encompassed songs in colloquial Sudanese and classical Arabic and works written by contemporary and historical poets. He sang and composed in a manner and language appealing to contemporary urban listeners and sensibilities. And he performed in the five-note pentatonic scale common to sub-Saharan Africa — a sound that distinguishes Sudanese music from the seven-note heptatonic scale more common to the Middle East and North Africa.
    A promising young musician, Mr. Elkabli completed his education in Omdurman, a major city near Khartoum and the center of nationalist and cultural movements. He worked as a court clerk but retained his literary and musical interests while building a reputation as a poet, intellectual and artist. He initially performed privately among friends but soon began to write and compose for well-known singers. In the 1950s on Radio Omdurman, the country’s main radio station, he served on a literary and musical evaluation committee when singers and musicians performed live sessions for broadcast.
    Story continues below advertisement

    His major break came in 1960, when he was asked to perform in front of the visiting Egyptian president Gamal Abdel Nasser. At the height of anti-colonial fever in the region, Mr. Elkabli sang one of his most celebrated pieces, “The Asia and Africa Song.” It was written by a fellow poet to commemorate the fifth anniversary of the Bandung conference seeking solidarity and cooperation among newly independent nations of Africa and Asia. Mr. Elkabli had composed its melody and delivered it with timely references to independence leaders such as Mohandas Gandhi of India and Jomo Kenyatta of Kenya as well as the Algerian revolution, and it also celebrated Sudan’s historical ties with Egypt.
    “It was the first time he performed in front of a [public] audience — in front of Nasser,” said Omer Elgozali, a longtime Sudan Television presenter as well as his brother-in-law. “His performance echoed widely.”

    Mr. Elkabli circa 2014. (Elshafei Dafalla)
    Mr. Elkabli never belonged to a political party, but he marked important political developments in song. His piece “In the University’s Path” honored Sudan’s 1964 student-led October Revolution, the first nonviolent popular uprising in the region to successfully topple a military dictatorship.
    Story continues below advertisement

    But Mr. Elkabli’s greatest popularity derived from his many songs that elegantly celebrated love, beauty and nature. They include “Habibat Umri” (“The Love of My Life”) and “Zaman al-Nas” (“People Used To”) and the lighthearted upbeat hit “Sukkar Sukkar” (“Sugar Sugar”), inspired by the 1960s American dance craze the Twist. He also composed music to accompany a 10th-century classical Arabic poem, “Arak ‘Assi al-Dam’ ” (“I See You Holding Back Tears”), sang about the ancient city of Marawi in northern Sudan along the Nile River, and paid homage to Darfur’s picturesque environment with “Mursal Shog (Jebel Marra)” (“Message of Longing (Mount Marra)”).
    In his music, Mr. Elkabli advocated for women’s rights in “Fatat al-Yom wa al-Ghad” (“The Woman of Today and Tomorrow”) and children’s rights during times of war in “Limaza؟” (“Why؟”). In 2004 he was named a United Nations Population Fund goodwill ambassador, joining grass-roots peace efforts in Sudan’s war-torn Darfur region. He settled in the Washington area in 2012, arriving on a visa offered to individuals with extraordinary ability or achievement.
    “Elkabli will not only be remembered for his great role in developing the modern Sudanese song but also for his significant role in preserving the heritage of Sudanese music and culture in his own unique style,” said Souad Ali, an associate professor of Arabic literature and Middle East and Islamic Studies at the University of Arizona.
    Story continues below advertisement

    The eldest of three siblings, Abdelkarim Abdelaziz Elkabli was born in the eastern Sudanese town of Port Sudan on the Red Sea on April 13, 1932. His paternal grandfather migrated to Sudan during Egyptian-Ottoman rule in the early 19th century from Kabul (hence the name Elkabli, the Kabulian) and settled in the ancient port city of Suakin, where he became a merchant. Mr. Elkabli’s mother had roots in eastern Sudan and the western region of Darfur. This multiethnic and regional background would influence his outlook and music.
    “The east [part of Sudan] is my region, [but I] consider all of Sudan my place,” he said in a 2019 documentary that aired on Sudanese TV.
    As a child during joint Anglo-Egyptian colonial rule in Sudan in the first half of the 20th century, he first received a traditional religious education in his maternal uncle’s khalwa (Koranic school). He then continued to modern public schools, first in Port Sudan, where he showed an early interest in Arabic poetry and music after hearing the songs of contemporary Sudanese and Egyptian singers on a phonograph in a neighborhood cafe.
    Story continues below advertisement

    He taught himself to play the penny whistle, flute and oud and sang in a boy’s school group. At 16, he continued his schooling in Omdurman.
    Survivors include his wife, Awadia Elgozali; five children; two sisters; and nine grandchildren.
    While tremendously popular at home and in neighboring countries, Mr. Elkabli didn’t receive the same level of global attention that producers of “world” music have given to other African and Middle Eastern singers and musical styles.
    “Elkabli’s subtle playing and tremendous ability deserves wider recognition, but Western attention to Sudanese music has always been patchy at best,” said researcher Peter Verney, who included some of Mr. Elkabli’s songs in the 2005 CD compilation “The Rough Guide to the Music of Sudan.”
    Story continues below advertisement

    Beyond performing, Mr. Elkabli lectured on Sudanese music and folklore at universities and institutions, including the Library of Congress in 2015. That same year, he co-wrote a book in English, “Melodies Not Militants: An African Artist’s Message of Hope.”
    At an event in Khartoum honoring Mr. Elkabli in 2019, almost anticipating his death and expressing his spirituality, he recited from his poem “The Divine Essence”:
    I look forward to meeting you my Lord
    In the eagerness of a Sufi at ecstasy
    My soul to Your sky precedes me
    As for my mortal hands and body
    Will return to Your soil as flowers and roses
    A workshop of colors
                  

12-23-2021, 12:12 PM

Gaafar Ismail
<aGaafar Ismail
تاريخ التسجيل: 08-27-2005
مجموع المشاركات: 4911

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: توثيق لما كتب عن الكابلي (Re: الطيب الشيخ)



    الأستاذ الطيب الشيخ وضيوفه الكرام
    تحية طيبة وبعد ،

    أعتقد من أروع ما كتبه الإخوة الأدباء عن الراحل المقيم الكابلي هو ماسطره الأستاذ الرائع الدكتور النور حمد حفظه الله
    نقبلوا تحياتي ووافر احترامي

    (عدل بواسطة Gaafar Ismail on 12-23-2021, 12:15 PM)
    (عدل بواسطة Gaafar Ismail on 12-23-2021, 12:19 PM)

                  


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de