وداعا الصديق العزيز/ عثمان حنفي.. إيقونة الجيل

مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 04-26-2024, 03:05 PM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مدخل أرشيف للعام 2020-2023م
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى شكل سلسلة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
09-02-2021, 08:21 AM

Abdul Monim Khaleefa
<aAbdul Monim Khaleefa
تاريخ التسجيل: 08-28-2006
مجموع المشاركات: 1272

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
وداعا الصديق العزيز/ عثمان حنفي.. إيقونة الجيل

    07:21 AM September, 02 2021

    سودانيز اون لاين
    Abdul Monim Khaleefa-سلطنة عمان
    مكتبتى
    رابط مختصر



    وداعا الصديق العزيز/ عثمان حنفي
    إيقونة الجيل
    ******
    بقلم: عبد المنعم خليفة خوجلي
    --------------

    بسم الله الرحمن الرحيم
    "إنا لله وإنا إليه راجعون"..
    أصابني رحيل أخي الحبيب وصديقي العزيز عثمان حنفي عبيد بحزن عميق.. وإنه لفقد فادح ومصاب عظيم؛ غير أنا لا نقول إلا ما يرضي الله، ونتقبل مشيئته الغالبة بكامل الرضاء؛ ونسأله تعالى أن يحسن إلى فقيدنا ويرحمه ويغفر له.
    تكتنف محاولة الكتابة عن الراحل العزيز صعوبات متعددة، خاصة وأن الجرح لا يزال ندياً، ووقع نبأ الرحيل لا يزال مدويا. الحقيقة الأزلية، التي ليس لها دافع، ستظل هي الباقية، وليس هناك من سلوى ولا عزاء سوى التزود بالإيمان، وبالإشراق المستمد من سيرة الراحل الوضاءة.
    كان الراحل العزيز واسطة العقد لأبناء جيلنا؛ وكانت مودته الدافقة، ووفاؤه النادر، من المحفزات الداعمة للثقة في قيم الصداقة والزمالة، والمعززة لانتقال دروس مسيرة الجيل للأبناء والأحفاد، بحيث توفر لهم مرتكزات يستندون عليها، ومنارات مضيئة يسترشدون بها؛ وذلك لما تحفل به تلك السيرة من صحائف الصفاء والوفاء، وتقديس العلاقات الإنسانية السمحة، وحب الوطن وخدمته بمهنية وإخلاص وتجرد.
    لا أود أن يكون تعبيري عن مشاعر فقد حبيبنا عثمان حنفي بسكب الدموع وبث الزفرات، بل أريده أن يتم من خلال وقفات من وحي مسيرته الحافلة، في محطات تركت في مخيلتي انطباعات زاهية، أستعيدها اليوم بكل المحبة والفخر؛ حيث أنها تجسد شخصيته الهادئة والودودة، وتدعو إلى التفكر في سر جاذبيته التي جعلت الأفئدة تهفو إليه، وتحمل عنه انطباعات الإعجاب والتقدير. لعل سر تلك المغناطيسية يكمن في ما عرف عن الراحل العزيز من هدوء ومن ذكاء وقاد.
    لعل توقفي في بعض المحطات المختارة ما يسعد روح راحلنا العزيز في عليائها، ويشبع رغبات أبناء جيلنا من أصدقائه المقربين الذين ظلوا يتمحورون حول ذلك القطب الجاذب، ويبادلونه الطرائف والدعابة المنبعثة من حس الفكاهة العالي الذي يتمتع به.
    كان لقائي الأول مع ذلك الفتى الأسمر القادم من (الدبة) إلى ديارنا الكردفانية الغراء، بخورطقت الفيحاء، التي شهدت تفتق مواهبه وتبلور شخصيته؛ إذ سرعان ما بدأ إشعاعه في البريق، ودائرة مودته في الإندياح. كان عثمان (عليه الرحمة)، متقد الذكاء؛ وكان أول الدفعة بأكملها، مما أكسبه افتخار أساتذته به، وإعجاب زملائه. كما كان رياضيا ذا مواهب ومقدرات متنوعة. كانت مجموعة أصدقائه بخورطقت هي النواة التي تفتقت لاحقا إلى فروع متشعبة، وإلى فيض زاخر من العلاقات الاجتماعية التي ترسخت عبر منابر الدراسة بجامعة الخرطوم والجامعات البريطانية، والمواقع المختلفة التي عمل بها، وقدم من خلالها خدماته الرفيعة المستوى، وعطاءه الدافق للاقتصاد الوطني.
    بعد زمالة سنوات الدراسة، جمعتني مع الحبيب الراحل زمالة العمل بوزارة التجارة والصناعة والتموين، حيث كان من الرواد من خريجي كلية العلوم بجامعة لخرطوم الذين التحقوا بالوزارة، مقدما إسهاما ملموساً في تطوير تجارة السودان الداخلية والخارجية، في سنوات الاستقلال الباكرة، التي كانت تكتنفها آنذاك تحديات الانطلاق، وضرورات التحديث بما يرضي التطلعات الوطنية. اضطلع عثمان بدور بارز في تطوير الجودة، تعزيزاً للصادرات السودانية وحماية لسمعتها في الأسواق العالمية، وأيضاً في مراقبة نوعية السلع المستوردة وصلاحيتها، حماية للمستهلكين وللاقتصاد الوطني. شهدت فترة رئاسته للدائرة المعنية بالجودة في وزارة التجارة، تحديث المختبرات، والعناية بتدريب العاملين، بما يمكنهم من الأداء الكفء الذي تتطلبه مهامهم الفنية. كان يقوم شخصياً بعمليات الإشراف والتدريب، موظفاً علمه الغزير المكتسب من دراساته التخصصية العليا، وباذلاً جهده المهني وطاقاته الديناميكية من أجل الارتقاء بالأداء.
    في عام 1987م تعرض محصول الفول السوداني إلى كارثة الإصابة بفطر الأفلاتوكسين، مما أعاق تصديره إلى الأسواق الخارجية، وما تبع ذلك من تأثيرات سلبية كبيرة على الاقتصاد الوطني، وعلى المنتجين في كردفان ودارفور على وجه الخصوص. كان الراحل العزيز عثمان حنفي، بحكم مسئوليته عن الجودة، مشاركا نشطا وفعالا في العمل الميداني الذي انطلق في مناطق الإنتاج لإيجاد معالجات وحلول لتلك المشكلة. ظل يشرف على الفحص المختبري للعينات، ويضطلع بزيارات ميدانية لمعاصر الزيوت والقشارات في الأبيض والنهود والضعين ونيالا، مقدماً النصح الفني المفضي إلى المعالجات ذات النتائج العملية الملموسة. كعضو في فريق التنفيذيين المكلف بإنجاز تلك المهمة الوطنية الكبيرة، أدى عثمان واجبة باقتدار منطلقاً من الإحساس العالي بالمسئولية.
    أما الحديث عن (عثمان حنفي)، الشخصية الاجتماعية المتفردة، فهو حديث ذو شجون، ومتعدد الجوانب، وحافل باللطف والطرائف التي تنساب إلى سويداء الأفئدة بحميمية ومحبة. لذلك تحتاج الكتابة عن هذا الجانب إلى كونسورتيوم مكون من زملاء الدراسة الذين شاركوه في المراحل المختلفة، ومن شلل ميزات الموردة والصافية والخرطوم 2 وامتداد العمارات؛ ومن الذين زاملوه بوزارة التجارة وبشركة الحبوب الزيتية؛ وكذلك من مجموعة السينيورز ببريطانيا التي كان أحد شخصياتها المرموقة، ومشاركا نشطاً في فعالياتها الاجتماعية والوطنية.
    في ميز العمارات، والذي حمل فيه الراحل العزيز لقب (السكرتير)، ومع اتساع دائرة الأصدقاء الذين كانوا يلتقون بالميز، ارتاب جهاز الأمن القومي في الأمر، وحرص على معرفة حقيقة ما يجري في تلك الدار، وبالفعل نجحوا في اختراقها وإعداد تقرير عنها! .. تسربت إلينا عملية المتابعة التي كانت تجري، بل وحصلنا بالفعل على التقرير الذي تم إعداده عن تلك القلعة (المريبة)! ؛ حيث جاء في التقرير على ما أذكر: "هذه مجموعة من الشباب جمعت بينهم الأعمار وسنوات الدراسة المتقاربة.. يواصلون لقاءاتهم الاجتماعية للسمر والترفيه وتناول شئونهم المشتركة.. وهم لا يمارسون أي نشاط سياسي معادي". رغم إيجابية التقرير من ناحية عدم تهديده لبقاء الميز، إلا أنه لم يعجب الأخ المرحوم عبد اللطيف عمر حسن (الرئيس).. " كيف لهم أن يصوروننا بأننا شباب لا قضية لهم.. وكأننا طيور داجنة؟". كانت اللقاءات التي تتم في الميز حقا صافية ومبهجة وودودة.. غير أنها لم تكن بعيدة عن تناول قضايا الوطن، كما لمح لذلك التقرير؛ حيث كان الميز منتدى وطنياً وثقافيا وفكرياً عامراً.
    كانت مناسبات عودة الراحل العزيز عثمان حنفي من بريطانيا للسودان، أعياداً لمجموعة الأصدقاء، الذين ينتظرونها بشوق وشغف. على رأس المحتفين بمقدمه، صديقه وصفيه المهندس عبد اللطيف عمر حسن (عليه الرحمة)، الذي كان يقيم المآدب في تلك المناسبات، ويحرص على أن يدعو إليها جميع أصدقاء (السكرتير) الموجودين بالخرطوم.. وكانوا يلبون الدعوة بحماس، بل بحرص على أن لا تفوتهم مثل تلك اللقاءات التي تنعش الروح، وتجدد ذكريات أيام الصفاء، وتمتن من علائق الود، وتعرف بأخبار الأسر والأبناء والأحفاد. ظل الحبيب الراحل عبد اللطيف (عليه الرحمة) مواصلاً لذلك التقليد حتى آخر شهور حياته.
    امتدت صداقتي مع الحبيب عثمان حنفي ، لتشمل طيفاً واسعاً من أفراد أسرتينا.. كان تعرفي في البداية على شقيقه الأكبر محمد حنفي عبيد (عليه الرحمة) في خورطقت الفيحاء أيضاً، وشقيقه دكتور مأمون حنفي، وأقربائه الأخوين أمين وسعيد عبد الله عباس (عليهما الرحمة). ازدهرت الصداقة وتفرعت لتعم أسرتي الصغيرة والكبيرة، وأصهاري وأهلنا بالأبيض، الذين كانوا يكنون لعثمان كل الود، ويسعدون بزياراته ويعتزون بها.
    أسرتي وأنا ظللنا دائماً فخورين برفيقة دربه المخلصة، السيدة الفضلى / سارة زكي الحاج، التي تحمل جينات والدها، ناشر قيم الرياضة وأخلاقياتها السمحة، ورائد النشاط الأولمبي في السودان؛ والتي أخذت أيضاً عن السيدة الفضلى والدتها، تقاليد المثابرة والإصرار على الإنجاز، وهي التي تركت بصمات باقية في سجلات الخدمات الطبية بجامعة الخرطوم في عهدها الذهبي. كانت السيدة سارة قمة في الوفاء والإخلاص للراحل العزيز، شملته بالعطف والرعاية والمودة والرحمة أثناء فترة مرضه؛ وأحسنت تنشئة الأبناء الأبرار (حفظهم الله)، وهيأتهم لخدمة وطنهم ومجتمعهم.
    أستعيد ذكرى مضيئة غمرنا فيها عثمان وسارة بفيض من الكرم والأريحية وحسن الوفادة بدارهم المضيافة بمدينة نوتنجهام ببريطانيا، وذلك في أمسية زاهية شارك فيها الأصدقاء دكتور عاصم مغربي وزوجه السيدة الفضلى علوية جمال (حيث كانت المناسبة الاحتفال بنيل ابنهما دريد درجة الدكتوراه)؛ وضمت الأمسية الفريدة أيضاً الأخ العزيز المهندس حامد المأمون الريح (عليه الرحمة) وزوجه السيدة الفضلى محاسن القدال. كنت قد حضرت من مدينة ليدز، (التي كنت قد جئتها زائرا)، للقاء الأصدقاء الخلَص، والمشاركة في ذلك الحفل الفريد الذي جاد لنا به الزمان بعد سنوات من التيه والغربة. كانت مشاعر الود والصداقة في قمتها، وسيل الذكريات المنهمر والأنس المنقى على أحسن ما يكون، وضيافة السيدة سارة زكي بمستوى لا يجارى. لا تزال أصداء تلك الأمسية البهيجة ترن في ذاكرتي.. واليوم أهدى هذه الذكرى إلى روح راحلنا العزيز في عليائها.
    العزاء والمواساة للسيدة الفضلى سارة زكي وللأبناء الأحباء هشام وعزة وندى وللأخ العزيز الدكتور مامون حنفي عبيد والأسرة والأهل، ولزملاء الراحل العزيز ومحبيه، وللسينيورز ببريطانيا، ولمجموعة أصدقائه الخلَص، الذين كم وددت أن أذكرهم بالاسم فرداً فردا.
    وداعاً أخانا العزيز عثمان.. نسأل الله لك الرحمة والمغفرة.





















































































                  

09-02-2021, 08:43 AM

علي عبدالوهاب عثمان
<aعلي عبدالوهاب عثمان
تاريخ التسجيل: 01-17-2013
مجموع المشاركات: 12477

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: وداعا الصديق العزيز/ عثمان حنفي.. إيقونة ا (Re: Abdul Monim Khaleefa)

    اللهم اغفر له وأرحمه وأجعل مثواه الجنة
                  

09-02-2021, 09:14 AM

Yasir Elsharif
<aYasir Elsharif
تاريخ التسجيل: 12-09-2002
مجموع المشاركات: 48739

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: وداعا الصديق العزيز/ عثمان حنفي.. إيقونة ا (Re: علي عبدالوهاب عثمان)

    نسأل الله أن يرحم الفقيد عثمان حنفي عبيد ويحسن إليه ويحسن في فقده عزاءكم وعزاء الأسرة والأهل والأصدقاء.

    وعظيم الشكر لكم يا أستاذنا عبد المنعم على هذه الكتابة التعريفية العظيمة بالراحل الكريم.

    إنا لله وإنا إليه راجعون
                  


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de