الأديب البرنس يفترع لموت الأحباب أدب

مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 04-19-2024, 09:34 AM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مدخل أرشيف للعام 2020-2023م
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى شكل سلسلة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
09-01-2021, 10:03 AM

Osman Musa
<aOsman Musa
تاريخ التسجيل: 11-28-2006
مجموع المشاركات: 23082

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
الأديب البرنس يفترع لموت الأحباب أدب

    09:03 AM September, 01 2021

    سودانيز اون لاين
    Osman Musa-
    مكتبتى
    رابط مختصر





    يمر الصيف، يعقبه الخريف، فالشتاء، وأخيراً الربيع، والشريف هو الشريف، ذلك الماسك على جمر حلم الفقراء بالعدالة ولقمة العيش الكريم والحق في حقوق الإنسان الأخرى الأساسية في الحياة. وقد تختلف أنت معه أو تتفق في كون الحزب الشيوعي السوداني وسيلته الاجتماعية والسياسية للوصول إلى ذلك. لكنك لا تملك في الأخير غير احترامه لكونه سعى طوال الوقت إلى إحياء الإنسان لا قتله وإلى تحسين وجه الحياة نحو الأفضل من موقع الجندي المجهول. وكل ذلك ظل يفعله في هدوء ودون مزاعم حتى النفس الأخير له في الحياة. لا غرو أن تكون آخر كلماته لي واصفاً وضعه الصحي "في تحسن". ملخص الحكاية التي لم أعلم بها وأخفاها عني حتى موته أن السرطان أقبل صامتاً إلى معدته، زحف إلى الحجاب الحاجز، إلى أن طرق على رئتيه معلنا عن وصوله. لا بد أن عزلته الاختيارية خلال الأسبوعين الأخيرين على وجه الخصوص لم تكن متعلقة فقط بمسألة التعامل مع السرطان في مراحله الأخيرة إنما كذلك لتسوية حسابات الوجود الأخرى. وهو موقف لا يستبعد أن يقوم به رجل في مثل جسارته جذب التعاطف والشكوى أمران لا يخطران له على بال. اللهم أرحم عبدك متولي وأحسن وفادته وتقبله مع النبيين والصديقين والشهداء وحسن أولئك رفيقا.

    الأديب البرنس .







                  

09-01-2021, 10:44 AM

Osman Musa
<aOsman Musa
تاريخ التسجيل: 11-28-2006
مجموع المشاركات: 23082

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الأديب البرنس يفترع لموت الأحباب أدب (Re: Osman Musa)



    أستيقظ مبكراً جدآ مستبقا جميع من في البيت كي أكتب. وكانت تشير إلى حوالي الساعة الرابعة فجراً، لما هاتفني الشريف على غير العادة، وهو الرجل الذي يراعي فارق التوقيت لطبع راق فيه جيداً، وكان لو رفعت السماعة وتكلمت أن يستيقظ ربما جميع من في البيت، فقلت أتصل به لاحقاً، لكنني سرعان ما سمعت تلفون إلهام يرن مكتوما في الغرفة المجاورة لصالة المعيشة وهو في وضع الفابريشن. في الصباح علمت أن الشريف هاتفها لما لم أرفع سماعة الهاتف. وكان ذلك بالفعل أمرا غير عادي. لقد اتصل وقتها من المستشفى لما كان ما يحس به لا يزال في طور وعكة اعتقدنا أنها ستزول في القريب العاجل. كان ذلك في أحد أيام شهر يوليو. ثم تم خروجه من المستشفى في يوم الجمعة على ما أذكر. على أن يتابع مع الدكتور المختص نتائج الأشعة في "يوم الاثنين". وكلما أتصل لا أعلم ما حدث من أمر الأشعة، إلى أن أخبرني أنهم قد طالبوه بالعودة إلى المستشفى. كان صوته في هذه المرة قد عاد إلى الوهن الأول. وبدا أن المياه قد عادت تتجمع في الصدر مرة أخرى. في الأثناء، كان محتفظا بحس الفكاهة، حين أعلن عن وصول طلبة من كلية الطب للمران عليه. يبدو أن اليوم الثلاثاء موعد دفن الجثمان. والله وحده أعلم كيف تمر بنا هذه الأيام!   
    ...
    الأديب البرنس     
                  

09-01-2021, 11:51 AM

Osman Musa
<aOsman Musa
تاريخ التسجيل: 11-28-2006
مجموع المشاركات: 23082

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الأديب البرنس يفترع لموت الأحباب أدب (Re: Osman Musa)

    سألتني مرة بنتي أمنية بنت السادسة وقتها: ما أقرب الأصدقاء لك. أنا هنا في استراليا وهو هناك في كندا. قلت دون تفكير: "الشريف". الآن وقد مات متولي الشريف غريباً محاصرا بكربة داء باغته في ذروة إحساسه بالحياة بينما يقوم بتمرين رياضي معتاد حول حديقة سنترال بارك في وينبيك، يبدو العالم أكثر وحشة وأقل رحمة. ويبدو أنه كان يعاني متمسكاً بشجاعته المعتادة ونبله الأصيل خلال الأسبوعين الأخيرين وقد عاد مجدداً بعد وقت قصير لمتابعة العلاج في مركز علوم الصحة قريباً من شارع شيربروك، عندما لم يتمكن من الرد على تساؤلاتنا المتكررة أنا وإلهام سوى بهذه الرسالة: " العذر لكم لكن في المستشفي واحيانا استعمل التلفون وفى تحسن". لقد كتب علينا مفارقة من ظلوا أوفياء إلى جوارنا في أكثر الأوقات حلكة. رحم الله متولي عبد الله الشريف رحمة واسعة والبركة في الإنسانية في فقدها العزيز الذي لا يمكن تعويضه البتة.







        
                  

09-01-2021, 01:03 PM

Osman Musa
<aOsman Musa
تاريخ التسجيل: 11-28-2006
مجموع المشاركات: 23082

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الأديب البرنس يفترع لموت الأحباب أدب (Re: Osman Musa)



    في الساعة 7:16 من صباح اليوم الثلاثاء الموافق 18/9/2007 بتوقيت مدينة ادمنتون الكندية رحل الكاتب والناقد سامي سالم عن عمر يناهز ال54 عاما بعد صراع مرير مع آثار السكتة القلبية التي داهمته قبل أكثر من 10 أيام. وإذ أنعيه بمزيد من الحزن والأسى كأحد العقول الثاقبة في حياتنا الثقافية إلا أن قلبي يفتقد الآن كل ذلك القدر من الإنسانية والنبل الذي كان يفيض من روح سامي كلما رأيته. رحمه الله وألهمنا وأسرته وأصدقائه الصبر الجميل.
                  

09-01-2021, 01:10 PM

Osman Musa
<aOsman Musa
تاريخ التسجيل: 11-28-2006
مجموع المشاركات: 23082

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الأديب البرنس يفترع لموت الأحباب أدب (Re: Osman Musa)

    مرثية الطيب صالح .

    «أيها الغريب، يا من شراعه حاذى طويلاً شواطئنا، ويُسمع أحياناً في الليل صريرُ بكراته.

    هل ستقول لنا ما بليتك ومن يدفعك، في أكثر المساءات دفئاً، لكي تهبط بيننا على الأرض الأليفة؟» (سان جون بيرس، منارات، ترجمة: أدونيس، المدى، دمشق 1999).

    كان ذلك أول وآخر لقاء لي بالطيب صالح

    أتذكره الآن...

    لا كمن يطالع صورة في مرآة.

    بل كمن ينظر إلى ملامح قريبة عبر عين فاض بين رموشها الحنين أو يكاد.

    كان قد جاء إلى القاهرة لإلقاء محاضرة في الجامعة الأميركية.

    وكان ذلك حدثاً فريداً في حياة بعض أولئك المنفيين الذين أخذوا يدركون بنوع من الأسى أن وجودهم في تلك المدينة لم يعد في الأخير سوى محاولة بائسة لتوسيع مساحة السجن في دواخلهم.

    ما أثار دهشتي وقتها أنه ظل يستقبل الناس عند مدخل تلك القاعة الدراسية، كما لو أنهم كانوا يتوافدون إلى رحاب داره الخاصة.

    لكأن لوحاً من زجاج يتهشم في قلبي.

    كانت تبدو على مُحيّاه بوضوح تام، الخطى الأخيرة للنهر نحو مصبه، الآثارُ المتبقية عند الحواف الرملية بعد موسم الفيضان، هدير الموج على شواطئ جزر بعيدة ونائية لاحت في ذاكرة بحّار متقاعد، وتلك العلامات التي يخلفها الزمن بين عيني كاتب أشقته عادة أن يجلس على حواف العزلة الحزينة المعتمة... يتأمل مصائر... حيوات آلت إلى زوال... وإحساسا بقبلة اشتعلت في فم عـاشقيـن عـاشا قـبـل ألف عــام وهما يـحلمان بـقــبـلة أخرى لن يرتشفا رحيقها المختوم حتى الممات.

    «ريشة بيضاء في الماء الأسود، ريشة بيضاء في اتجاه المجد».

    «سببت لنا فجأة هذا الألم الكبير، لأنها بيضاء إلى هذا الحد ولأنها كذلك، قبل المساء...».

    سعت إليه سيدة مصرية على مشارف الثلاثين، كانت جميلة كما لو أنها تضرعت إلى الله لحظة الخلق أن يوجدها على مثال ولا أروع. كان كل شيء فيها يغري بالعناق. وقد وشى عن تاريخ عريق من «التغذية الجيدة»، كانت تخاطبه بلغة إنكليزية ذات لكنة أميركية سليمة، تطلب توقيعه على عمل مترجم له. فجأة، أخذ يتقمص دور «عطيل»، وقد بدا مثل شخصية خارجة للتو من كتاب «موسم الهجرة إلى الشمال»، قائلاً بإنكليزية ذات لكنة سودانية خالصة: «على الرحب والسعة».

    لسبب ما، أذكر هنا ما حكاه كازنتزاكي من أن جدّه الذي بلغ من العمر عتياً وقتها، كان يتربص عند بئر القرية بالحسناوات الصغيرات، يتلمس فاكهتهن بيدين مرتعشتين، عيناه دموع، لسانه مرارة، وهو يتحسر على نفسه، قائلاً إنه لا محالة سيموت في القريب، تاركاً من ورائه كل هذا الجمال الذي لن ينعم به قط.

    هناك، داخل القاعة ذات الدرجات الخشبية المتصاعدة، بدأ يخاطب الحضور بإنكليزية لم تتخل عن تلك اللكنة الأليفة: «الكتابة عملية شاقة وعسيرة، أجل، ذلك أمر من الصعوبة بمكان: أن تغوص بعيداً في أعماق نفسك كيما تخلق عالماً من خيال. ربما لهذا لم أكتب كثيراً»...

    البعض يجيد لعب الدور ككاتب، مثال ذلك همنغواي، لعب دور الكاتب بصورة متقنة وجمع مالاً من هذا العمل، لكن بلزاك الذي أفضله لم يستمتع بالدور.

    كانت حياته تعيسة. يبدأ الكتابة ليلاً وينام نهاراً. أجدني هنا أقرب إلى يحيى حقي، يكتب فقط حين يأخذه المزاج، يحيى كاتب يضج بالحياة والإنسانية.

    صديقي يوسف إدريس، حاول أن يبتلع قطعة «غاتوه» دفعة واحدة فاختنق ومات، قابلته مرة في بغداد. بدا غاضباً لأنه كان يشعر أنه أحق بجائزة نوبل من نجيب محفوظ...

    كنت أسمع... أنصت... أصغي... أرهف... وأرخي أذني لكل ذلك الأسى وهو يفيض من بين كلماته الأخيرة: «لو تبقى لي شيء من العمر لأكملت ثلاثية «بندر شاه».




    http://international.daralhayat.com/internationalarticle/39915

     عبد الحميد البرنس .









                       
                  

09-01-2021, 01:23 PM

عبداللطيف حسن علي
<aعبداللطيف حسن علي
تاريخ التسجيل: 04-21-2008
مجموع المشاركات: 5453

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الأديب البرنس يفترع لموت الأحباب أدب (Re: Osman Musa)

    الاخ عثمان ممكن تتكلم لينا شوية عن عبدالحميد البرنس

    من هو؟
                  

09-01-2021, 07:59 PM

Osman Musa
<aOsman Musa
تاريخ التسجيل: 11-28-2006
مجموع المشاركات: 23082

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الأديب البرنس يفترع لموت الأحباب أدب (Re: عبداللطيف حسن علي)

    الأخ الأستاذ عبداللطيف
    سلامات
    وين حيك يا زول. ؟
    الحديث يطول ويطول عن سيرة الأديب البرنس .
    وقبل محاولة الحديث عن المبدع عبدالحميد البرنس . انقل ليك نتفة من الكتابات المنتشرة عن كاتبنا الشاب البرنس . .
    .....
    عن سلسلة الإبداع العربي التي تصدر عن الهيئة المصرية العامة للكتاب، ويرأس تحريرها الشاعر سمير درويش، صدرت الرواية الثانية للقاص والروائي السوداني عبدالحميد البرنس بعنوان «غرفة التقدميّ الأخير».
    الرواية - كما يوحي اسمها - تتعرض لما صار إليه مآل «القوى التقدميّة واليساريّة في المنطقة»، من تمزقات وتشوهات فرديّة وجماعيّة، بعد أن كانت هذه القوى، منذ نشأة وتبلور ما كان يعرف بالمد الثوريّ لحركات التحرر الاجتماعي والسياسي، وحتى قبيل نكسة العام 1967، تتصدر المشهد بوعود «راديكاليّة للتغيير».
    يرصد البرنس، عبر بطل الرواية حامد عثمان، كيف انتهى ذلك التيار العارم إلى محض بِرك صغيرة متقطّعة، ربما ترتعش حتى من ظلالها إزاء واقع حيّ لا يني يتشكل خارج تصوراتها تلك للعالم.
    يضع البرنس في السياق أبطاله مثل الحسناء مها الخاتم والكادر الخطابي جمال جعفر وأعمى يصر دوما على القيام بدور قيادي داخل التنظيم الذي يحافظ على سريته في القاهرة كمنفى أمام ما يمكن تسميته «مصهر الأفكار والمواقف»، مثل الجنس والدين والمنفى ربما، حيث تبرز محاولات البقاء المستميتة في عالم «تحكمه الحاجة لا القيم»، كذلك يبدو الجوع بارزا في السياق، كما القسوة والغدر والخيانة واغتيال الشخصيّة، وحتى نصاعة ذلك التضامن الرفاقيّ بالغ الندرة.
    وتبدو فرادة اللغة في سياق الرواية عبر تفاوت مستوياتها وتراوحها، ما بين الجد والهزل والشعريّ واليوميّ والفكريّ المجرد والعيانيّ الملموس، فضلا عن تداخل الأزمنة ودور الذاكرة في إعادة تركيب المشاهد والمسارات.
    تطرح الرواية العديد من القضايا، في محاولة لعقل ما حدث على الصعيدين الخاص والعام، فمثلا كيف انتهى المطاف بمها الخاتم من محاولة إنقاذ العالم إلى محاولة إنقاذ نفسها، وقد فقدت غشاء البكارة، تحت تأثير فخ حجبته جاذبية كلمات كالحرية والتمرد والثورة! .



                  

09-01-2021, 08:15 PM

Osman Musa
<aOsman Musa
تاريخ التسجيل: 11-28-2006
مجموع المشاركات: 23082

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الأديب البرنس يفترع لموت الأحباب أدب (Re: Osman Musa)


    مشاهد من الأيام الأخيرة لسامي سالم 


    نشر بوساطة عبد الحميد البرنس فيالراكوبة يوم 16 - 09 - 2015 


    عند احدى بوابات المستشفى نفسها، التي سيلفظ فيها بعد أسابيع قليلة آخر أنفاسه، كنت أدخن خلال الوقت الوجيز المخصص للراحة بين ساعات العمل. وأتأمل في أعقاب السجائر المتناثرة هنا وهناك. فإذا بالأرض تنشق بغتة عنه. 
    قال إنه كان قبل يومين 'حايم' في الحي الذي أسكن فيه، وإنه لم يتعرف على شقتي، وإنه كان يهم وقتها بزيارتي. في لقاء سابق، كتب رقمي هاتفي "الجوال والبيت" على غلاف 'لوعة الغياب" للروائي الراحل عبدالرحمن منيف. فقلت له "كنت حتى قبل حضورك الآن أتأمل في هذه الأعقاب من السجائر'. وكان ثمة شيء يشدني إلى مثل هذه الأشياء. قال بسخريته المسالمة تلك "لعلك تفكر في مشروع تجاري بشأن هذه الأعقاب". وضحكنا كغريبين في بلاد بعيدة. لم أشأ أن أذكر له لضيق الوقت (ربما) ما تعلمته في هذا الشأن من بشار الكتبي كحالم كبير: أن تتأمل الأشياء على نحو يخرجها من عاديتها. كان زميلي الفلبيني 'أدوين'، الذي استمع لحديث سامي عن أعقاب السجائر بالإنجليزية، قد انضم إلينا خلال ذلك الوقت القصير المخصص للراحة بين ساعات العمل. ثلاثون دقيقة لوداع أبدي. ويبدو أنه قد أخذ ملاحظة سامي بشأن المشروع التجاري لأعقاب السجائر بجدية شديدة حين صمت غارقا في تأمل داخلي عميق. بعد مرور أسابيع قليلة، سألته: "يا أدوين، هل تذكر ذلك الرجل الذي كنت أتحدث إليه عند بوابة المستشفى. قال: 'نعم أذكره". قلت 'لقد مات يا أدوين". هز أدوين رأسه وصمت غارقا في ما بدا هذه المرة كتأمل داخلي مختلف.
    ثم ما لبثنا، أنا وسامي، أن تركنا "أدوين" أسيرا لتلك التأملات. ولكن أن تحلم بالغنى هو محض وهم كبير في هذه البلاد. وربما تحقق الأمر كضربة حظ عابرة لحواجز "الرق الحديث" المرسومة بدقة كاهن. ولم يكن المال بالنسبة لسامي عهدي به سوى وسيلة لا بد منها أحيانا لصنع بعض وقود الأفراح الصغيرة ك"وجبة لحم". كان جسده وهو ممدد على فراش موته يحكي عن تلك الوقائع والأحداث التي يمكن أن ينطوي عليها التاريخ العريق للفقر أوالمعاناة.
    ودعني إذن سامي.
    وداع لا تلاق بعده.
    ومع ذلك، طلب مني أن نكون على اتصال دائم في 'الأيام القادمة".
    وافقت وذكرت على سبيل التأكيد شيئا ما عن أرقام الهاتف. كان سامي يعمل وقتها في ورديات الليل. وكنت أجمع بين وظيفتين مرهقتين صباح مساء. بعد ذلك، رأيته وهو يستدير متجها ناحية الشرق. كنت أهبط درجات السلم القليلة متجها في صحبة "أدوين" إلى عملي في طابق تحت الأرض من المستشفى. قبل كل ذلك، رأيته فجأة وهو يهرول نحوي, وهو يعبر بالكاد شارع 'الكنزواي' ذا الاتجاهين, تماما كما نعبر الشوارع في بلادنا, وقد علت وجهه إبتسامة, بينما انعكس شيء من شعاع الشمس الغارب على حواف نظارته الطبية المميزة لهيئته تلك. توقف لاهثا قبالتي. وأشار بيده ناحية الشرق. وقال 'كنت في الطريق لزيارة صديق يعمل في تلك الطرمبة ثم لمحتك تقف هنا'. كان ذلك آخر عهدي بسامي...واعيا بالحياة.


    قبل أشهر قليلة, كنت أتسوق على عجل في طابق تحت الأرضي لمجمع تجاري ضخم يدعى "ستي سنتر", وقد أنهيت للتو مهام وظيفتي الأولى عند منتصف ذلك النهار. كان لزاما أن أذهب بعدها إلى البيت قبل البدء في مهام وظيفتي الأخرى في نحو الثالثة ظهرا. كان هناك عمال وموظفون في وقت الراحة ومنفيون أوسياسيون متقاعدون من العالم الثالث ناهيك عن غرباء أضناهم السعي وراء الدولار أوالحنين.
    - 'البرنس.. البرنس"!.
    هكذا, من بين مئات الأصوات وعشرات الألسن التي كانت تشكل الضجة المكتومة داخل المجمع التجاري الضخم منتصف ذلك النهار, يتناهى إلى مسامعي صوت سامي سالم (كعادته) أليفا خفيضا برغم نبرة النداء مستوقفا سائلا على بعد خطوات قليلة مني. سألته لحظة أن استقر وميض التحايا في عتمة الوقت الفاصل بين وظيفتين مرهقتين عن "الحال والأحوال" وكان قد بادرني قبل عام أنه أخذ يعتمد في حياته ما أسماه وقتها ((العيش بالحيلة)). أفكر فيما إذا كانت وسائل سامي سالم من أجل البقاء قد عطبت حينها في عالم شائك بينما أكاد أرى الآن عينيه المتعبتين وهما تبحثان عما تركه ذلك المصطلح على وجهي من أثر. لو أن استطلاعا للرأي جرى في هذه المدينة بين أكثر المستهلكين دراية بشؤون الأسواق لمعرفة ماذا كان يفعل سامي سالم داخل ذلك المجمع لربما لا يتوصل أحدهم لإجابة قريبة من مراميه منتصف ذلك النهار. بالنسبة لي (رغم معرفتي به) إلا أن ما علمته منه وقتها كان مثيرا للدهشة أوالشفقة.
    يا للإنسان مغمورا في كل ذلك البهاء الذي يسبق موته!.


    كانت المحلات داخل المجمع التجاري تغري بالشراء. كل منتج تم عرضه بجاذبية وعناية فائقة: الملابس.. لعب الأطفال.. الأطعمة.. وغير ذلك مما وصلت إليه في حمى المنافسة يد خبراء وعمال مهرة بدوا لي دائما كما لو أن الله خلقهم فقط للقيام بهذه المهمة أو تلك. قال سامي مشيرا بيده إنه أتى 'إلى هنا' لأن 'ذلك المحل' يقدم 'هذه الأيام' تخفيضات في أسعار الأقلام والورق وأشياء أخرى خاصة بمتطلبات 'الكتابة'. ثم دعاني لتفقد المحل المذكور. كما لو أنه يدعوني لرؤية ملاك هبط للتو على الأرض. بل وألح برغبة طفل موضحا أن بوسعي 'الآن' إلقاء نظرة سريعة لن تأخذ من وقتي الكثير. لو لبيت دعوته وقتها ضاربا عرض الحائط بوظيفتي الأخرى لربما رأيته وهو يداعب تلك الأوراق والأقلام والدفاتر البيضاء بكل ذلك الحنان الذي يمكن أن تحدثه أنامل ناقد كبير على مشارف 'الكتابة'.


    بعد مرور تسع سنوات, أوقبل أشهر قليلة, وبينما كنت أهبط من البص رقم 8 في احدى محطات وسط المدينة متجها نحو عملي الآخر قبل غروب شمس ذلك اليوم, بادرني شخص طاعن في السن بالسلام على طريقتنا السودانية. ترددت للحظات لم تكن قصيرة قبل أن أدرك بشيء من الأسى أنني أمام سامي سالم وجها لوجه. كان سامي وقتها يهم بالصعود إلى ذات البص متجها إلى أسرته الصغيرة في جنوب المدينة. يا للسنوات!.
    وقلت "لقد تغيرت كثيرا يا سامي"!
    هكذا، شرعنا في الحديث عند محطة البص كغريبين من بلاد بعيدة. فقال "أنا طبعا السكري والضغط ولكنك لا تزال كما تبدو من صورتك في سودانيزأونلاين". كنت قبلها قد حاولت التخفيف من وطأة ذلك الشعور الغامض بالرثاء موضحا أن الزمن قد ترك أيضا شيئا من آثاره على ملامحي. كان سامي لا يزال يقلب بين يديه "لوعة الغياب" لعبدالرحمن منيف حين أخذ يتحدث فجأة عن مفهوم "الموت" لدى نجيب محفوظ وأمل دنقل وربما جمال حمدان إن لم تخن الذاكرة الآن!.
    في محطة البص نفسها, قال سامي إنه أنهى تأليف سبعة كتب, فكرت بيني وبين نفسي في شح المصادر والمصاعب الأخرى التي قد يكون واجهها ككاتب من خارج سياقه الاجتماعي والثقافي, ناهيك أن عملية إنجاز كتاب واحد فقط مسألة تستنفذ الكثير من الطاقات الداخلية للمرء. أجل, تلك عملية تزداد مشقة ووعورة حين نتحدث عن سامي سالم ككاتب يجمع في آن مابين حدة الذهن وكل ذلك الثراء الإنساني الفريد!.


    قبل أربع سنوات تقريبا, في أمسية شتائية مضيئة بالثلج الأبيض المترامي وراء نوافذ شقتي الزجاجية الواسعة في مدينة "وينبيك', رن جرس الهاتف كأصابع روح غريبة تطرق الباب فجأة, فإذا بصوت سامي سالم يأتي من الطرف الآخر مهنئا بسلامة الوصول إلى كندا. وكان سامي قد سبقني إلى كندا بنحو الخمس سنوات تقريبا, وبدا راغبا في الكلام خلال تلك المحادثة إلى الدرجة التي أنستني فيما يبدو لي الآن أن أسأله كيف تحصل على رقم هاتفي برغم حداثة عهدي بالمكان وقتها, ولعلي أكون قد فعلت (يا عبء الذاكرة وفداحة النسيان)!.
    كان حديث سامي يتجه في أثناء تلك المحادثة إلى تلك المنطقة المشتركة من ذاكرة المنفيين الغرباء: القاهرة. يومها, سألني عن الناس.. الأماكن.. الحركة الثقافية.. وأشياء أخرى لا أذكرها الآن, وقد بدا من شدة الحنين وكأن هذه البلاد قد تكشفت عن وهم كبير, ولا عزاء. ما أحزنني ساعتها أن شخصا ما كان يطالبه على الطرف الآخر بإنهاء المكالمة على نحو خال من اللياقة. اعتذر لي سامي بتهذيبه المعهود موضحا أنه ظل يشغل الهاتف بينما أحد رفقائه يتوقع مكالمة هاتفية ما. قلت له 'لا عليك'. وكان قد وعدني أن يمكث معي قريبا بضعة أيام في محافظة 'منيتوبا' في طريقه من 'ألبرتا' إلى 'أونتاريو', وهو ما لم يحدث
    في المستشفى التي أعمل فيها, والتي رحل منها سامي ذات صباح بدت فيه السحب السوداء الكثيفة قريبة كأذرع تمتد لأخذ عزيز من بين يديك مرة واحدة وإلى الأبد, ظللت ألقي نظرة إلى ما وراء البوابة الزجاجية لتلك الغرفة القريبة من درج الممرضات كلما مررت بقسم العناية القلبية المكثفة, وفي كل مرة أفعل فيها ذلك, كنت أرى الشحوب على وجه أحلام وهي على أبواب الترمل والصغيرين محمد وعمرو ولسان حالهما يعلن عن خيبة أملهما الكبرى في شأن وعد كان قد قطعه لهما والدهما قبل أيام قليلة من سقوطه بالسكتة القلبية: شراء لعبة تدعى "كيربي".
                  

09-01-2021, 10:55 PM

عبد الحميد البرنس
<aعبد الحميد البرنس
تاريخ التسجيل: 02-14-2005
مجموع المشاركات: 7114

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الأديب البرنس يفترع لموت الأحباب أدب (Re: Osman Musa)

    تحية لك يا عثمان صاحب القلب الكبير ولضيفك الكريم عبد اللطيف. أشكرك كثيراً على هذه الخطوة الإنسانية النبيلة لإنقاذي من شراك حزن عظيم آخر. كل الود
                  

09-02-2021, 07:22 AM

Osman Musa
<aOsman Musa
تاريخ التسجيل: 11-28-2006
مجموع المشاركات: 23082

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الأديب البرنس يفترع لموت الأحباب أدب (Re: عبد الحميد البرنس)


    هنا، نقلاً اليوم عن الراكوبة:

    في الكتابة المحبة..

    عن الروائي عبد الحميد البرنس نحكي

    ذات ظهيرة ذابلة سقطت من أواخر شتاء قاهري رطب للعام ٢٠٠٣ فيما كنت أدلف الباب الأول من مكتب مجلة حضارة السودان بعابدين، كان الصديق الصحافي ماجد محمد علي في طريقه للخروج.
    باغتني:

    “لدي موضوع مهم معك. فانتظرني”.

    وكالعادة شربت الشاي والقهوة مع من حضر. وكان العم طه علي، رحمه الله رحمة واسعة وأسكنه فسيح الجنات، كعادته في المكتب الداخلي، يراجع مواد العدد الجديد من المجلة.. فيما فيصل منهمك في نقاش رياضي داحسي، مستوليا على أي كوب شاي أو قهوة ضل طريقه إلى حيث يجلس.
    بعد وقت ليس قليل عاد ماجد..

    سألته:

    “ما الموضوع؟”

    أريد إعادة تعريفك بشخص لم تره منذ سنوات طويلة”

    “من هو؟”

    “إذا ذكرت لك اسمه فلن تكون هناك مفاجأة”

    واتفقنا على أن نلتقي مساء ذلك اليوم في شقة ماجد بعابدين.. وبالفعل جئت في الزمان المحدد.

    وهكذا التقيت عبد الحميد عباس علي “البرنس” بعد انقضاء سنوات طويلة منذ فارقته آخر مرة، بعد أحد الأمسيات الشعرية بكوستي في العام ١٩٨٨. فقد استهل عبد الحميد حياته الأدبية شاعرا مرهفا ورصينا عذب الكلمة!

    وقد كانت كوستي وقتها مدينة الشعر والشعراء، والذين ضلوا طريقهم من راحة البال إلى قلق الكتابة وتوتراتها!

    ما لفت نظري في تداعياته بتلك الأمسية ليست قوة ذاكرته، بل حميمية الذكريات حتى الأليمة منها. ف”الونسة” مع عبد الحميد لا تخلو من محبة الصوفية وشجن الحنين الآسيان!

    أجريت معه وقتها حوارا مطولا حول السرد وأثر الغربة على الكتابة في رحاب اصدارته القصصية الأولى “تداعيات في بلاد بعيدة”. التي كتبت عنها بعد ذلك ونشرت الحوار بصحيفة الصحافة، و أسفت أن أجمل كتابات قصاصينا وروائينا تنشر بالخارج ولا تصل السودان. وفيما يتم تسليط الضوء على كتابات دونها كثيرا تجد هي الإهمال المتعمد مع سبق الإصرار والترصد، لكأن هناك خوف خفي من كل ما هو جميل، يتواطأ لتصعيد الزبد وابقائه، فلا ينفع الكُتاب!

    في الأمسية نفسها ذهبت معه إلى شقته في مدينة نصر، نكمل حديث الذكريات عن كوستي والناس والأشياء ورابطة الأصدقاء الأدبية، والسوق الصغير ومقابر “ود ام جبو” وآخر الذين لم ترد أخبارهم!

    لم يلبث عبد الحميد إثر ذلك اللقاء إلا قليلا حتى هاجر إلى كندا التي لم يشأ العيش فيها فغادرها إلى استراليا حيث يقيم الآن.

    فترة حياة البرنس في القاهرة كانت محتشدة بزخم الحياة الثقافية والفنية والصحافية المصرية. التي لا تخطئ العين آثار أُلفتها مع نصوصه وعوالمها المتشابكة بين البلاد البعيدة وجوارها.


    وما بين أقواس القاهرة وكندا واستراليا كتب عبد الحميد عددا من الروايات والمجموعات القصصية الجميلة، التي لا تخلو من فتوحات سردية، وتمثل إضافة نوعية ومميزة للرواية والقصة العربية والسودانية ك “السادة الرئيس القرد- عن روايات الهلال، وكذلك عن دار ميريت، مشاهد من رحلة يوسف الأخيرة عن سلسلة آفاق عربية، غرفة التقدمي الأخير عن الهيئة المصرية العامة للكتاب، الخ”.

    أهمية عبد الحميد كسارد لم تكتشف بعد، وفي ظني أن أعماله بحاجة للنشر داخل السودان كيما توطن نفسها في نسيج تجربة السرد السوداني الذي تمد جمالها إلى جذوره، وما أحوج مشهدنا الثقافي إلى قراءة نصوص راقية متعوب فيها، بمثابة خط شروع جديد في إغناء وتنقية مشهد السرد في السودان.

    لانسينغ، ميتشيغان.
    ٢٦/٦/٢٠٢١

    تالياً، كتابة على كتابة أحمد ضحية:









                  

09-02-2021, 11:37 AM

عبداللطيف حسن علي
<aعبداللطيف حسن علي
تاريخ التسجيل: 04-21-2008
مجموع المشاركات: 5453

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الأديب البرنس يفترع لموت الأحباب أدب (Re: Osman Musa)

    شكرا عثمان موسي والتحية للاديب البرنس

    ربما تقابلنا في منزل سامي وقد كان تجمعا كبيرا للمهتمين بقلق الكتابة

    سامي كان جاري في الحي وصديقا لشقيقي صلاح سوركتي

    وقبله بدرالدين المتوفي بكندا ..

    في مكتبته الضخمة تعلمنا سعة الاضطلاع علي مختلف الكتب

    التي كانت تصل حد سقف الغرفة في هدوء وسكينة لانها كانت طبيعته

    اكثر الايام كانت ضجيجا ، يوم قبل العمل في منصب اقرب لوزير نهاية مايو

    ومجلة السياسة الاستراتيجية...

    ثم كان الضجيج الاكبر بعد انقلاب الكيزان 1989 وكان يوما للخمر المتواصل

    وبحثا في الكتب عن طبيعة هويتهم ، مثلما اشار الينا ، عند استيلاء سوار الدهب

    علي رئاسة المجلس العسكري الانتقالي ، فقد طلب مني سامي وقتها البحث

    عن كتاب اصفر اللون من تاليف حسن مكي ، ثم بحث في الداخل لنقرا سطورا

    عن سوار الدهب باعتباره احد قدامي الاخوان المسلمين وبالتالي التوقع بنهاية

    ثورة ابريل وتصفيتها فيما بعد..

    عند توطد الاخوان بقيادة البشير توقف مكتب الصحفيين بعمارة الامارات

    وكنت ارافقه عدة مرات هناك ، حيث ينتهي اليوم مع رفيقته بصحيفة القوات

    المسلحة ، ومن هناك بدا التفكير في الهجرة ، وقال له امين حسن عمر

    ما حتسافر يا سامي الا اشوفك بتاكل في (الكوشة)

    لكنه سافر وباع كل تلك المكتبة المهيبة لمحامي كان يقدم برنامج عالم الرياضة

    بعدها كانت تاتينا اخباره متقطعة من القاهرة ثم كندا حتي فجعنا بخبر وفاته ...

    انسان عصامي علم نفسه بنفسه ومحب للحياة ، شخصيته اقرب لحياة فيلسوف

    تحياتي لاسرته بالثورة وزوجته وكل عائلة الشاعر اسماعيل حسن

    ــــــــــــــــــ
    كان منزلنا وكانه مكان للتجمع اليساري المتطرف بقيادة بشار الكتبي

    ومجموعة كبيرة من المثقفين والاعلاميين في الزمن الجميل ، لهم الشكر

    علي ماعلمونا في مسارات الحياة المعقدة والمتقلبة
                  

09-03-2021, 10:16 AM

Osman Musa
<aOsman Musa
تاريخ التسجيل: 11-28-2006
مجموع المشاركات: 23082

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الأديب البرنس يفترع لموت الأحباب أدب (Re: عبداللطيف حسن علي)



    لا شيء هناك يعادل في شدة حزن موت الذين احتفظوا بالنقاء تجاهنا حتى النهاية!
    ( البرنس )
                  

09-03-2021, 11:04 AM

عبد الحميد البرنس
<aعبد الحميد البرنس
تاريخ التسجيل: 02-14-2005
مجموع المشاركات: 7114

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الأديب البرنس يفترع لموت الأحباب أدب (Re: Osman Musa)

    نعم عزيزنا عثمان، لا شيء هناك قد يعدل في شدة الحزن موت الذين احتفظوا بالنقاء تجاهنا حتى النهاية. وقد كان متولي رحمه الله من القلة شديدة الندرة صاحبة ذاك الثبات الانفعالي في زمن شديد التقلب. لقد كان كما الجبل لا كالورقة منزوعة من كتاب تحركها أية ريح. وهذا ما يجعل خسارته ضمن أشياء أخرى مضاعفة.

    بالنسبة لسامي سالم، فقد ذكرتني أنّه مرت الآن 14 سنة على رحيله. وكنت خلال الشهرين الماضيين أشتغل فقط على إعادة ما سبق لي أن كتبت عنه واصفاً ملابسات توقف قلبه تلك. لقد تحولت كل تلك التقارير عن مرضه ورحيله إلى نص قصصي مطوّل، حيث تغيرت الأسماء، وأضفت هناك، وحذفت هناك، حتى أخرج التجربة عن إطارها الفردي إلى إطار الجماعة الرحب خلال رحلة هذا التيه الممتد لقرابة الآربعة عقود تقريباُ. على أنني مع ذلك قد أضفت شخصية بشار الكتبي محتفظاً باسمها الحقيقي في سياق النص. لدي شعور قوي أنني سأكتب ربما نصّاً ما مطوّلاً عن بشار. بشّار هذا ثوري من طراز فريد. مات دون أن يتمكن من الحيلولة دون أن تنفجر براكين السخط داخله. إنهم مشاريع عملاقة لم تكتمل. شأنه في هذا شأن أحمد عبدالمكرم الذي صوّر له قلبه الكبير طوال الوقت أن بوسعه الاستمرار في عطاء الآلهة دون أن يسقط صريعَ داءٍ عضال. تالياً، مقتطف من النصّ المبني على ملابسات مرض ورحيل سامي سالم:

    "الأشياء التي لا تسترعي الانتباه عادة، تأخذ بألباب أمثالنا نحن الذين كُتِبَ عليهم شقاء البقاء في بلاد الآخرين، حتّى أننا قد نستغرق سنوات في تأمّلها، إلى الدرجة التي قد تضيع معها أحياناً تفاصيلُ كل ما يمتّ إلى ظاهر هذا الوجود بصلة.
    لقد كان علينا أن نتيه طويلاً في الأصقاع، مشرّدين دون مقدمات، خائفين حدّ الرَعْدَة عند كل منحنى وشبر وحجر، عرضةً عن عمد وسابق ترصد للصغار وسوء الظنّ والشجن، مدفوعين لِعشق الظلال هذا الذي لا تخفق له الأغلب قلوب أقعدتها طمأنينة العيش، منجذبين على الدوام صوب ما لا يُرى وما قد يبدو للكثيرين إذا حدث أن توقّفوا عنده محض شيء أوجده الله للنسيان، أو نحوه. لِمَ إذن هذا الولع المرضيّ المزمن بالمهمل والمهمّش والقصي والمهان كما قنطرة؟
    لِمَ مثل هذا الولع، في حياة أمثالنا نحن المنفيين طعام الحنين الأزليّ، منذ أن غادر آدم الجنّة مكرهاً، إلى أرضٍ لا تُحسن معاملة الغرباء، حتى يحدث أن يتسمّر أحدنا مترقباً هكذا قبيل مغيب الشمس ليشهد فقط عودةَ الطيور إلى أوكارها؟
    خطر لي ذلك، لما وقع بصري على أعقاب السجائر. هذه الأعقاب التي ربما ضجر بها عمّال النظافة في هذه الأنحاء فتركوها لحالها مموّهة بالتراب وما يراكم المناخ، قد أخذتْ تحتل منذ مدة مساحة في دماغي بحجم باريس، وقد كان من الممكن أن أضيع فيها مراراً أنا كائن الذكريات، بينما أستعيد السيرة المتخيّلة لتلك الأيدي التي ألقت بها من أعقاب "هنا"، ولا أعثر على ما ظلّ يتراءى لعينيّ من ظاهر الوجود هذا، إلا لِماما. أشعلت سيجارة. سرعان ما جذبتني مجدداً، الأعقابُ نفسها. كان برفقتي أدوين. فجأة، شعرت كما لو أن قوّة غامضة تمسك بناصيتي وبصري بإحكام وتديرهما باتجاه شارع الكينزواي أمامنا. كان من الممكن توقع أي شيء لحظتها عدا رؤيته. كذلك، انشقتْ الأرض عنه، ما أن بدأتُ التدخين هناك، قريباً من إحدى بوابات المستشفى، الذي سيشهد بعد مضي أسابيع خروج روحه في قسم العناية الفائقة.
    لكأنه أقبل لوداعي.
    هذا ما أدركه الآن.
    قال وقد توقّف قبالتي إنه كان "قبل يومين يلف في الحي" الذي أسكن أنا فيه وإنه "حسب وصفهم" لم يتعرَّف على "بيتي".
    كان يقصد "شقتي".
    لم تهمد حرارة اللقاء به، حين قدمت له سيجارة. تناولها بما بدا الفرح. قال: "جميل أن أراك ثانيةً يا ماجد". أخذ يتفقّد جيبي بنطاله الأماميين كمن يبحث عن وقّادة في قلب الضياع، أو المتاهة. سارع أدوين وأوقدها له. مستكملاً ما بدأ به، أضاف أنّه كان يهم ساعتها بزيارتي، "لو لا أن وصفهم ذاك لم يكن دقيقاً". ثم ابتسم كما لو أنّه طفل في نحو السابعة.
    وَمَضَ في ذهني كيف كنّا نرسم للغرباء خارطةَ الطريق إلى العناوين والاستدلال عليها على طريقته هذه، فيما كنّا ندعوه:
    الوطن!
    "حسناً يا هذا.. انتبه لوصفي هذا جيّداً:
    هناك، على يدك اليمين، دع الشارع القادم حيث شجرة النيم الصغيرة، فالشارع الذي يلي دكان ود الشهيد هناك، فالشارع الذي يلي الشارع الذي يليه والذي كان عند ناصيته تلك لو تذكر نادي الحرية الرياضي.. الذي كان يُسمى زمان بنادي الشهيد عبد المحسن الطالب لو تذكر؟ هل تعلم (يا هذا) أن النادي هذا قد تمّ نقله الشهر الماضي إلى حي القشارات قريباً من المقابر؟ لست أدري. فالأشياء تحدث. لو أننا أخذنا نبحث عن سببِ وعلّة كل ما يحدث، فستتوقف الأحداث عن الحدوث. الأسلم أن تدع الأحداث تمضي. حسناً، يا هذا، عندها يمكنك أن تلف يميناً.. بالطبع عند أول شارع يلي ذلك. ستجد تالياً بعد بيتين على يدك الشمال هذه المرة بيتاً من الطين أمامه هيكل عربة تاكسي قديم ماركة هنتر يقف على عجلات الحديد، فدعه، لأن هذا هو بيت الجزّار حسين كجروس الذي اشتراه مؤخراً من خضر مدني السوّاق. ثم واصل المشي في الشارع نفسه ولا تلتفت أبداً نحو طاحونة كوراك على يدك اليمين، لأنّك والله لو صادفت عنده الحاجّة أمّ نورا الأمين الدلاليّة فلن تدعك تذهب في حال سبيلك حتى تعرف هي ما جد أبيك السابع. وربما تقنعك هذه العجوز الثرثارة بشراء بعض تلك الثياب. حسناً، دعنا نركز هكذا على الناحية الشمال، حيث ستجد بيتاً هو البيت الوحيد الذي تتصدره شجرة يقبع أسفلها دائماً كلب مُرقَّط هزيل لا يبالي بحرامي أو شريف. البيت المجاور لهذا البيت بابه أخضر. وهو بالضبط بيت شيخ بابكر المأذون الذي سألتني أنت عنه.. لا شكر على واجب.. ثم بالتوفيق.. في أمان الله، يا هذا".
    كذلك، صمتَ قليلاً صديقي الناقد المثقف الحصيف صالح الطيب (ذاك اسمه)، مفسحاً المجال على ما بدا لفرحة لقائي به. وربما صمت كي يتيح لي ذلك الوقت اللازم لملاحظة أنّه لم يتخل، "حتى الآن" برغم سنوات منفاه الطويل الممتد في بلاد الآخرين شرقاً وغرباً، عن عادة النشأة الأولى تلك في التعرّف على العناوين ورؤية النّاس من غير إشعار مسبق.
    شيء ما يحملني على التوقف، كلما أخذت في تذكر كيف ضلّ صالح الطيب طريقه ذاك إلى شقتي. وأبدأ مستعيداً ذكرى مواقف أخرى في التساؤل: لماذا نقرأ الكتب، إذا كنّا على الأرجح نسلك طرقاً غير الطرق التي تشير إليها تلك الكتب؟
    أذكر، خلال لقاء عابر آخر به، أنّه قام بكتابة أرقام هاتفيَّ، الجوّال والبيت معاً، على ظهر غلاف كتاب يدعى "لوعة الغياب".
    أحد كتب عبد الرحمن منيف.
    لعله أضاع الكتاب لما همّ بزيارتي. ربما لم يضعه. ربما نسيه فقط. لا أكاد أبرأ من حمّى الفحص والتدقيق. ذهني كمرجل يغلي دوماً بالملاحظة والتفكير. حتى أثناء النّوم، لا يهدأ. قلت وقد نسيتُ وقفتي قرب بوابة مستشفى كنديّ أو تماماً كمن يتابع أحاديث بدأت زمان في القاهرة ولم تكتمل كما العادة في حينه: "كنت قبل حضورك هذا مباشرة (يا صالح) أتأمّل في أعقاب السجائر المتناثرة هذه". أجل، ثمة ما ظلّ يشدني إلى هذه الأشياء. لعله هنا الشوق إلى مطالعة الأشجان الذاهبة عبر أنفاس السجائر. وكنت على يقين تامّ أن صالح الطيب قد أدرك ما رميت إليه من أمر الأعقاب. لو لا أنّه بدا عازفاً عن الخوض في أحاديث "قد لا يسعها ضيق وقتي المخصص للراحة". ثلاثون دقيقة كان عليَّ خلالها أن أدخن، أتناول شيئاً من الطعام على عجل، قبل أن أعود إلى مواصلة العمل عبر طوابق المستشفى تحت الأرض. كان من ضمن مَهَامّي في ورديات "غير وردية هذا المساء" أن أختلف إلى الأقسام الداخليّة للمستشفى، وأقوم طوال ساعات الوردية بتجميع كراتين وجرادل بلاستيك صفراء وبرتقاليّة محكمة الإغلاق تحتوي على مخلّفات العمليات الجراحيةّ والحقن المستعملة وبعض الأعضاء الحيوية المنتزعة من جثامين الموتى وغير ذلك مما يضع عليه علامة التحذير:
    "خطر حيوي.. Bio Hazard".
    بعد الانتهاء من طوافي ذاك ما بين الأقسام، مستخدماً عربة نقل يدويّة حمولة ألف كيلو جرام، أضع الكراتين والجرادل كل في جهة مختلفة عن الأخرى، داخل ثلاجة شديدة البرودة، أشبه في ضخامتها بغرفة المسافرين في تلك الأزمنة، قبل أن يتمّ الدفع بها في يومي الإثنين والجمعة إلى رصيف الشحن الداخليّ، تمهيداً لنقلها وحرقها في مكان ما خارج المستشفى.
    لنحو العام، كلما قمت بتسوية تلك المُهِمّات، كان يعنّ لي أن أتساءل في نفسي إن كنت أنا على وجه الخصوص هو مَن قام في يوم من الأيام دون أن يكون هكذا على علم دقيق بنقل تلك الأعضاء الحيويّة المنتزعة من جثمان صالح الطيب؟
    لقد تمّ بعد عناء الإنتهاء من جمع التبرعات، من منفيين منتشرين في أنحاء العالم، نقل جثمان صالح أخيراً ليدفن، في الوطن. كذلك كُتب على تلك الأعضاء الحيويّة المنتزعة من جثمانه مثل ذلك النوع من ضياع المنفى، الذي لا عزاء فيه.
    على أي حال، مَن يبالي هناك؟
    "لعلك يا ماجد تفكر في مشروع تجاري ما بشأن أعقاب السجائر هذه"؟ علّق صالح الطيب أخيراً بسخريته المسالمة تلك. ضحكنا كما غريبين جمع بينهما الحنين ولعنة الكتابة لا مراء وحفنة أشياء أخرى. قيل في الأثر "لا يلتقي كاتبان، حتى يرث الله الأرض ومن عليها، إلا جرفهما التوق عاجلاً أو آجلاً إلى الحديث عن أوضاع الكتابة وملابساتها". لو لم يحدث ذلك، فثمة ما قد يقلق، أو يثير الذعر. ذلك أن الولع بالكتابة لا يبقي لك شيئاً آخر غيرها. مع ذلك، أو على الرغم من رغبتي تلك التي لا تقاوم في مواصلة استدراجي له عبر باب الأعقاب هذا للحديث عن الأدب وقضاياه ومشاغل "المشهد الثقافي" الأخرى، لم أشأ أن أعمل تالياً على الالحاح عليه وتذكيره بما قد تعلّمناه هنا في هذا الشأن وطوال مساجلات القاهرة البعيدة النائية تلك من حالم آخر يدعى بشّار الكتبي.. حالم يهتم بالرؤى المغايرة للناس تجاه "أشياء العالم".. حالم يعلم كلانا في أثناء تلك الوقفة قرب بوابة المستشفى أنّه يغالب وحيداً في الجارة أميركا منذ بعض الوقت سرطان المخ بضراوة ثوريّ اعتزله الواقع ووداعة كاتب مجيد لن يتمّ له التحقق كما أراد طوال حياته المثقل معظمها بأعباء الحاجة، أو الفقر. ما قد تعلمناه من ذلك الحالم في غير أوانه كان بسيطاً، إلا أنّه يكفي لكتابة تكافح محتفية بالوجود سريع الزوال لهذا الإنسان: "أن تتأمل الأشياء ككاتب على نحو يخرجها عن عاديتها". ولا أدري لِمَ تلح عليَّ في هذه اللحظة تفاصيل تلك الذكرى مع بشّار الكتبي هذا دون غيرها؟ التقيته منتصف نهار ما في شارع شامبليون في القاهرة. وهو يحمل ورقة فلوسكاب مطويّة يسجّل عليها بقلم حبر أحمر ملاحظاته بشأن الواقع بينما يواصل سيره المتأمل!
    هل يمكن الآن رؤية شيء ما آخر خارج نطاق التوقع في تلك الأعقاب المتناثرة في الأسفل؟ هل يمكن الإمساك بشيء ما قد يعمل على إثراء هويتها غير كونها محض أعقاب سجائر مطفأة بألف طريقة وأخرى، شيء آخر غير كونها في الأخير مجرد كمٍ مهمل غير ذي قيمة أو اعتبار؟ أم أنّه ليس بالوسع حتماً رؤية ما قد هو ليس هناك؟ كذلك قد يساعد تأمّل العالم الأليف عبر زوايا غير مطروقة.. عبر منظور غير معتاد البتّة.. على إثراء الحياة وتجديدها على نحو قد تبدو معه مثل هذه الأعقاب المتناثرة من السجائر حواملَ شاعريّة للشجن أو أجنحة لا تبارى في سحرها ذاك لتبديد غيم الذكريات أو أشباح الحنين؟ أم هو أخيراً السعي للكشف في المرئي عما هو غير مرئي؟ ما هدف كل ذلك على مستوى كتابة النصّوص والتفاعل معها غير بيان أهمية الخيال في توسيع أبعاد الواقع والقابلية على تعدد التفسير وتنوع أفق الاختيار!
                  

09-04-2021, 06:40 AM

نعمات عماد
<aنعمات عماد
تاريخ التسجيل: 03-08-2014
مجموع المشاركات: 11404

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الأديب البرنس يفترع لموت الأحباب أدب (Re: عبد الحميد البرنس)

    هذا هو البوست المقصود، لكني كتبته في بوست أ. البرنس
    خير و بركة.
    البركة فيكم أ.عثمان و أ.البرنس
    الحقيقة أن الحياة جعلت من يملك ناصية التعبير أن يكون
    الناعي لأفضل أصدقائه الجديرين بأن يحزن لفقدهم حتى
    الغرباء.
    غريبة الحياة تتوزع فيها الأدوار و تتعدد الأمكنة و المفاجآت.
    ربما الأحداث موجودة و مترتبة لكننا لا نراها إلا لحظة دخولنا
    و خروجنا من أدق تفاصيل الحياة .
                  

09-04-2021, 08:17 AM

Osman Musa
<aOsman Musa
تاريخ التسجيل: 11-28-2006
مجموع المشاركات: 23082

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الأديب البرنس يفترع لموت الأحباب أدب (Re: نعمات عماد)

    الجميلة جدا د. نعمات
    سلامات
    احزان الأديب البرنس تختلف.
    تختلف عن الردحي القديم .. ودق النحاس وشق الجيوب.
    وكيل الرماد.
    والرقاد على دانقة الدبرسة بالسنين.
    البرنس فارق درب الحزن القديم.
    ونسخ للاحباب كتاب مدهش.
    البرنس رسم اجمل اللوحات عن تقاطيع سامي سالم والشريف
    وعادل عبدالرحمن.
    البرنس افترع أدب جديد عن فقد المبدعين من الأحباب.
    لهم جميعا الرحمة .
                  

09-04-2021, 04:06 PM

Osman Musa
<aOsman Musa
تاريخ التسجيل: 11-28-2006
مجموع المشاركات: 23082

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الأديب البرنس يفترع لموت الأحباب أدب (Re: عبداللطيف حسن علي)

    الأخ حسن عبداللطيف
    اكيد تقابلنا.
    والشاعر اسماعيل حسن يطول عنه الحديث .
                  

09-10-2021, 03:48 PM

Osman Musa
<aOsman Musa
تاريخ التسجيل: 11-28-2006
مجموع المشاركات: 23082

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الأديب البرنس يفترع لموت الأحباب أدب (Re: Osman Musa)


    لهم الرحمة
                  


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de