السيد رئيس مجلس الوزراء الموقر د. عبد الله حمدوك تحية ثورة ديسمبر الظافرة نحن الموقعين على هذه الوثيقة التاريخية، مجموعة منظمات المجتمع المدني، وأساتذة الجامعات والمثقفين، نرفع لسيادتكم في هذا الوقت الدقيق، من مسيرة ثورتنا المنتصرة بإذن الله، والمحتوشة بالأعداء والطامعين في الداخل والخارج، نرفع لكم قضية من أهم قضايا هذا الوطن الجريح. ألا وهي قضية مستقبل التعليم في بلادنا. لعلك يا سيادة رئيس الوزراء تتفق معنا في أن النظام المباد، قد نجح في تدمير التعليم في بلادنا، حتى أوصلنا إلى نهاية نفق الفشل التام. إذ أُخرجت جامعاتنا عن التقييم الإقليمي والدولي، ولم تعد شهاداتها مقبولة في أي مكان. وفشى الفساد في التعليم حيث كان كثير من طلاب الجامعات يُمنحون الدرجات دون أن يجلسوا للامتحان بحجة أنهم كانوا "يجاهدون" في حرب الجنوب. وتوالت فضائح بيع الدرجات العلمية العليا للطلاب العرب، من بعض الجامعات، وانهارت سمعة التعليم السوداني الذي كان مضرب الأمثال في دول الإقليم. لقد غير النظام البائد السلم التعليمي، فقلص عدد سنوات التعليم الأساسي، وألغى المرحلة المتوسطة، وصفى معاهد تدريب المعلمين، وحولها لجامعات، دون أي أسس علمية، وعبث بمناهج التعليم ووظفها لنشر أيديولوجية الأخوان المسلمين، واثقل كاهل التلاميذ بمقررات كثيفة، لا تناسب أعمارهم، ولا تعلمهم شيئاً، بل تسعى لأن تغسل عقولهم وتعبئها بالهوس والكراهية. كل ذلك على حساب التحصيل الأكاديمي والتفوق العلمي. وظهرت نتائج ذلك المنهج الفاشل في نتائج الشهادة السودانية المتدنية، وفي انتشار الأمية وضعف القدرة على الكتابة والقراءة وسط تلاميذ مرحلة الأساس. لقد استبشرنا خيراً بحكومتنا الموقرة، حكومة الثورة، وعلقنا عليها آمالاً عراضاً، ونحن نعلم صعوبة التغيير وسط دمار شامل، استمر ثلاثين عاماً. وكان أكبر همّنا، أن نرد ما علينا من دَين لأبنائنا الأبطال، وشهدائنا الأماجد بصنع وطن حر ينعم فيه الشعب بحياة كريمة، ويحظى فيه أطفاله بتعليم حقيقي. ولقد وُفِّقت قوى الحرية والتغيير، حين رَشَّحَت عالماً فذاً، هو بروفسير محمد الأمين التوم، كوزير للتربية والتعليم. فجاء يسعى بخبرته العالمية، وهمته الوطنية، فأحدث من التغيير على طريق الإصلاح، وفق خطة شاملة، ورؤية واضحة، في عام واحد، ما يعجز غيره أن يحدثه في سنوات. فانزعجت فلول النظام البائد، وغيرهم من أصحاب الأجندات الشخصية، وهم يرون رجلاً يحمل المعول ليهدم جهالاتهم، ويبني مكانها الإصلاح. فبدأوا بالتآمر عليه، وضرب ثورتنا في مقتل من خلال إيقاف عجلة التغيير وإصلاح التعليم. إن المسؤولية الوطنية ومستقبل الأجيال القادمة يقتضي منكم ومن قوانا السياسية عدم إخضاع وزارة التربية والتعليم للمحاصصات الحزبية، وإنما للكفاءة والمعرفة والخبرة والرؤية والبصيرة. وفي ذلك المضمار يأتي البروفيسور محمد الأمين التوم صدرا ورأسا وعلما مفردا. كما إن الوفاء للثورة والثوار يقتضي من سيادتكم الإصرار على التمسك بالبروفيسور التوم في وزارة التربية والتعليم، والدفاع المستميت عنه في وجه المعترضين، خصوصا وبين أيديكم إنجازه الماثل. نحن نعلم أن من يقف خلف إبعاد البروفسير هم أعداء التغيير الايديولوجيين، والمستثمرين في حقل التعليم، وأصحاب المصالح الاقتصادية، وبالذات في مجال طباعة الكتب. إن حكومتنا هذه هي حكومة هذه الثورة العظيمة، وهي يجب أن تثبت أقدامها على أرض الثورة الصلدة، وتسند ظهرها على حائط شبابها الجسور، وأن تقف بقوة في وجه أعدائها الذين يَتَخَفُّون بألف قناع ويتحدثون بألف لسان.
وبناء على ما سبق فإننا نطالب سيادتكم بالآتي: 1-إعادة بروفسير محمد الأمين التوم، وزيراً لوزارة التربية والتعليم، بقرار منكم، وإطلاق يده في تكوين المجلس الاستشاري لوزارته، بتعين من يثق في علمهم وخبرتهم. 2-إجازة القوانين التي وضعتها اللجان المختصة، بإشراف البروفسير لإصلاح التعليم. وهي قانون التعليم العام لسنة 2020، وقانون التعليم الخاص لسنة 2020، وقانون المركز القومي للمناهج والتدريب والتوجيه والبحوث التربوية لسنة 2020م. وكل هذه القوانين حسب علمنا قد وصلت الى مكتبكم. 3-توجيه لجنة تفكيك النظام السابق لتسرع بتفكيك التمكين في وزارة التربية والتعليم، فإنها كانت ولازالت من أكبر معاقل فلول النظام السابق الذين ما زالوا يقاومون التغيير ويسعون إلى افشاله بأي وسيلة دون أي رعاية لمصلحة الوطن. هذا، ولسيادتكم وافر الشكر والتقدير الموقعون:
مركز الخاتم عدلان للاستنارة والتنمية البشرية
05-23-2021, 01:51 PM
محمد حمزة الحسين محمد حمزة الحسين
تاريخ التسجيل: 04-22-2013
مجموع المشاركات: 1437
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
زهير عثمان حمد
محمد حمزة الحسين
فيس بوك
تويتر
انستقرام
يوتيوب
بنتيريست