Quote: كدي خلينا نع ود الأصيل ده ما بجيبو البور إلا وجع الشديد
|
صدقت و الله كعهدنا بيك دومن
عمو جقود دافنشي. بقت مافي حاجة
تجينا نتاوق إلا الشديد القوي و شوفتكم
الغالية علينا ؛ نشم فيكم دعكة من ريحة الزمن
الجميل. ك "عطش النبع لحاملات الجرار" و خلينا
نابس ضاربين همبريب حشرو عباس قبلنا هنا.
▪ نأسف لفتقنا جرحاً غائراً في فوادٍ فؤادٍ نازفٍ
ما زال نصفه مشلولاً" فلسنا بصدد إخياء ذكرى عيدٍ
للعمال المساحيق و الترابلة ، بقدر ما أننا ننتقى
تُحَفاً و منمنماتٍ من أراشيف متحف الذاكرة .
▪ كشأن جناينيٍّ ماهرٍ راح يصفصف أكاليلَ منتقاةً من
كل بستانٍ زهرةً منزهةً من كل ما يعلق بها من شوائبَ.
و لكن لا تخلو مشاعرنا من أعراض جانبيةٍ تعترينا من بينها :
♤ إدمان تعاطي صنف الخيال الخصب و النظر إلى الوراء بسرياليةٍ
فائقة الواقعية، و الحرج من رفع الكُلف مع فن الممكن ، و الإفراط
في تحوير راهننا التعيس إلى ماضٍ عنيدٍ يشد المهل رضيعاً
إلي ثدي أمه و يلقي بالفراش الحائر في أتون اللهب !!
♤ إذن هلموا معي لنصنع الليلة ماضياً تليداً مشتركاً.
"لقد فاض بينا الحنين فاض بينا الشجن". سآتي معكم
لنصنع غداً واعداً و مصيراً مشرفاً وأنا مصابٌ يتخبطني
المس من حبٍ عذريٍّ قديم لا ينجب أطفالاً. فكم نتوق إلى
ذكرى الماضي و نسيان الحرب التي انتهت . و كم نتوجس
خوفاً من غدٍ ليس شبلاً من صلب أبيه . لأن الحرب لم تضع
بعدُ أوزارها ، و لأنه لا يريد أن يصير نهباً لأرذل العمر.
● فإلامَ تظل ندبة جرااحنا عصيةً على الاندمال في سويداء الفؤاد ،
كبصمتا كرباج على جسد ٍ نحيلٍ له خوارٌ. لكن لا أحد يتخرق شوقاً إلى
جراحه، لا أحد يحن إلى أوجاعه المؤلمة أو كوابيسه المؤرّقة ، بل إلى
زحظات
لالاألامَ فيهاسوى ألم الملذات الأولى التي تذوّب الوقت
كقطعة حلوى قعر فنجان بنكهة لبن حبشي ، .
● و الحنين نداء الناي للناي لترميم الجهة التي كسرتها حوافر
الخيل في حملة عسكرية، هو المرض المتقطع الذي لا يُعدي و لا
يميت، حتى لو اتخذ شكل الوباء الجمعي .كُلنا مصابونَ بالحنين.
● هو دعوة للسهر مع الوحيد، وذريعة العجزِ عن المساواة مع ركاب
قطار يعرفون عناوينهم جيدا، وهو ما يجمع لأحلام الغرباء من مواد
مصنوعة من شفافية اللاشيء الجميل، و يُحمِّص لهم بُنَّ أحلام اليقظة .
ونادرا ما يأتي صباحا. و نادرا ما يتدخل في حديث عابر مع سائق تاكسي .
ونادرا ما يتطفل على قاعة المؤتمر، أو على الموعد الأول بين أنثى و ذكر.
● هو زائر المساء، حين نبحث عن آثارك في ما حولك ولا تجدها، حين يحط
ذعلى الشرفةِ دوريٌّ يدو لكَ رسالة من بلد لم تحبه وأنت فيه، كما تحبه الآن وهو
فيه .كان معنىً و شجرة وصخرة ، وصار عناوين روح و فكرة ، وجمرةً في اللغة .
● كان هواء وتراباً وماءً ، وصار إلى قصيدة. فالحنينُ قصيدة ..!! الحنين أنين
الحق العاجز عن الإتيان بالبرهان على قوة الحق أمام حق القوة المتمادية .
● أنين البيوت المدفونة تحت المستعمرات، يُتورثهالكابر للكابر و يبلِّغه
الغائب للحاضر ، مع قطرات الحليب الأولى، في المهاجر والمخيمات.الحنين
صوت الحرير الصاعد من التوت إلى من يحن إليه في أنينٍ متبادل .
هو اندماج الغريزة بالوعي و باللاوعي، و شكوى الزمن المفقود
من سادية الحاضر.
ايا لوجعٍ لا يحن إلى وجع، بل هو الوجع الذي يسبه الهواء
النقي القادم من أعالي جبال البعيدة، وجع البحث عن فرح سابق .
لكنه وجع من نوع صِحٍّي ، لأنه يذكرنا بأننا عائشون على أملّ