تاريخ هاشم ضيف الله و مأساة احمد هاشم ضيف الله .. و محمد دمونة و بداية انهيار التعليم ..

كتب الكاتب الفاتح جبرا المتوفرة بمعرض الدوحة
مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 05-10-2024, 02:11 PM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مدخل أرشيف للعام 2020-2023م
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى شكل سلسلة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
04-24-2021, 06:14 PM

يحي قباني
<aيحي قباني
تاريخ التسجيل: 08-20-2012
مجموع المشاركات: 18708

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
تاريخ هاشم ضيف الله و مأساة احمد هاشم ضيف الله .. و محمد دمونة و بداية انهيار التعليم ..

    06:14 PM April, 24 2021

    سودانيز اون لاين
    يحي قباني-فى الدنيا العجيبة
    مكتبتى
    رابط مختصر



    كل شخص فينا تعلق بذاكرته اشياء منذ الطفولة .. تعيش معه كالكابوس ..

    اغلبها تكون حزينة او صادمة .. لا يمحوها الزمن فهي محفورة في الداخل من هول صدمتها ..

    و انا في داخلي قصتين منذ سبعينات القرن الماضي .. احكيهما كل حين الى اصدقائي المقربين منهم .. متى ما حضرت المناسبة .. و قد اكون سردتهما مرات بعدد اصابع اليد الواحده او اكثر قليلا ..

    قبل حوالي الشهر تقريبا .. حضرت تلك المناسبة فسردتها الى احد الاصدقاء فأصر ان انشرها هنا لتناول موضوع التعليم في السودان ..

    سأتناول اولا سيرة الراحل المقيم الاستاذ المعلم هاشم ضيف الله .. ثم ادلف الى قصتي الاساسية و هي عن ابنه زميل الدراسة أحمد هاشم ضيف الله .. ثم عن زميل الدراسة محمد دمونة اسماعيل ..

    لم اجد ابسط و اوضح سيرة مكتوبة اكثر مما خطه يراع الامدرماني شوقي بدري عن الراحل هاشم ضيف الله .. فقررت ان انقله بحذافيره:

    كتب بدري:

    " المربي الكبير هاشم ضيف الله صار ناظرا لمدرسة مدني الثانوية . و المشكلة انه كان سابقا لوقته .
    فصارت المدرسة على قدر عالي من الانضباط و النشاط الادبي و الاجتماعي و الرياضي.
    الأستاذ هاشم ضيف الله من مؤسسي فريق الهلال منذ ان كان اسمه فريق عباس. فقام الاستاذ بالغاء الجرس في المدرسة.
    وكان يقول ان الجرس لا يناسب شباب سيكونون عن ما قريب رجالا مسؤولين. وهنالك ساعات حائط في المدرسة وكل مدرس عنده ساعة في يده.
    عندما تنتهي الحصة يحي المدرس الطلبة ويذهب ويدخل المدرس الآخر.
    وفي الفسحة يذهب الطلاب للفطور, ويحضرون في المواعيد. وعندما يدخل المدرس يكون كل الطلاب في اماكنهم.
    وكانت المدرسة عبارة عن روعة. وكنا نحن في الخمسينات عندما نسمع عن مدرسة ودمدني, لا نصدق و ان كنا نحسدهم بسبب ما نسمع .
    وصرف الاستاذ جهدا ووقتا عظيمين في تشجير المدرسة . وزودها بأحواض الزهور و الورد. و المسطحات الخضراء. وميادين الكرة و التنس وكرة السلة والكرة الطائرة.
    ووظف اثنين من الفراشين ليس لهم اي مهمة سوى مطاردة الاغنام و الحمير و الابقار وابعادها عن المدرسة.
    وانتهت فترة هاشم ضيف الله و اتى ناظر جديد اعجب غاية الاعجاب بإنجازات المربي هاشم ضيف الله.
    وانصب إعجابه على المسطحات الخضراء و الحارسين اللذين يهتمان بالخضرة و الاشجار. فأضاف اليهم حارسين فصاروا 4 , لكي يقوموا بالإهتمام بأبقاره التي اتى بها لكي تسمتع بحقول وحدائق المربي هاشم ضيف الله.

    الاستاذ هاشم ضيف الله هو شقيق اللواء حمدالنيل ضيف الله رئيس اركان الجيش السوداني. وهو وصديقه اللواء عوض عبدالرحمن صغير اجبرا عبود
    على التنازل لحقن الدماء في اكتوبر. و المربي هاشم ضيف الله كان رياضيا بحق و حقيقة وكان لاعب تنس عندما كان في الموردة ميدان تنس.

    وبدأ مشواره كلاعب كرة في المريخ قديما . والمريخ تكون قبل الهلال وكان النادي الاول في المسالمة كان له باب اخضر من الخشب يفتح شرقا.
    وهذا في شارع المسالمة الذي يأتي من السوق و الموازي لشارع كرري. ولكن لبعد المسافة تكون ما عرف بفريق عباس. وكانوا يلعبون في الميدان, في حي برمبل,
    او فريق القنادير فيما بعد. وهذا جنوب مدرسة امدرمان النموذجية. وصار سوق القش فيما بعد."


    ثم كتب احدهم هذه السيرة الذاتية عن الراحل الاستاذ هاشم ضيف الله ..:

    " الأســتاذ هاشــم ضـيف الله

    كان بحراً من العلم والمعرفة والتواضع وكان موسوعة متحركة تمشي على قدمين ، فهو المعلم والمربي والأستاذ واللاعب والإداري والمدرب والإعلامي .... ومثلما زيّن حبه قلوب الرياضيين بصفة عامة والأهلة بصفة خاصة فلقد كان قلبه أبيض يلجه الجميع إلا من أبى .. كرمته الدولة فنال وسام الرياضة 1976م ووسام إبن السودان البار 1982م والدكتوراة الفخرية في القانون من جامعة الخرطوم 1989م ووسام النيلين من الطبقة الأولى 1992م ووسام الرياضة الذهبي 1997م وأطلق إسمه تخليداً لذكراة على صالة الألعاب الرياضية 1997م توفي لرحمة مولاه في 20/4/1997م عن (79) عام ..
    بطاقته الشخصيـة:
    الإسم : هاشم ضيف الله حمد النيل .
    اللقب : أبو الضيف ، أستاذ الجيل .
    تاريخ الميلاد : 1918م أم درمان .
    الحالة الإجتماعية : متزوج من الأستاذة ثريا محمد فضل المولى .
    الأبناء أحمد ، أمين ، محمود ، مصطفى ، محمد .
    1939م المدارس العليا - قسم المعلمين ـ الخرطوم .
    1940م – 1982م عمل إدارياً بوزارة التربية والتعليم الإتحادية .
    1943م أسهم في مجال الإعلام الرياضي ، فقد عمل بكل من سودان إستار ، الأخبار ، النيل ، الرأي العام ، الأيام ، الصحافة ، الأيام الرياضي ، سوداناو وفي العديد من الإصدارات ، حيث كان يساهم بفكره وبقلمه الرشيق فيثري وجدان المجتمع الرياضي .
    1943م -1946م عمل إدارياً بنادي الهلال الذي ترعرع ونشأ فيه وأرتوى من معين حبه ...
    1946م : سكرتير اً لمنطقة أم درمان لكرة القدم .
    1948م : مستشار لإتحاد ودمدني لكرة القدم .
    1949م : كلية ليستر الجامعية – إنجلترا .
    1953م : حاز على عضوية اللجنة الدائمة لإتحاد كرة القدم السوداني العام .
    U.S.A 1960م: كلية بول شيت
    1962م : عضو مجلس كلية الآداب جامعة الخرطوم لمدة (20) عاما حتى 1982م .
    1972م – 1986م : شغل عدة مناصب بالإتحاد العام لكرة القدم ومديراً للفرق القومية عدة مرات ورئيس لجنة الفرق القومية .
    1974م - 1979م : رئس القسم الرياضي بجريدة الصحافة .
    1976م : نال وسام الرياضة .
    1976م : ممثلاً للجنة الأولمبية السودانية في دورة مونتريال بكندا .
    1979م – 1982م مستشاراً لرئيس المجلس القومي للرياضة ورعاية الشباب .
    1982م : نال وسام إبن السودان البار من الرئيس نميري .
    1983م – 1991م : عميداً للمعهد العالي للتربية البدنية .
    .U.S.A 1984م: ممثلاً للجنة الأولمبية السودانية في دورة لوس أنجلوس ب
    1984م – 1987م : نال عضوية اللجنة الإعلامية للإتحاد العربي لكرة القدم .
    1989م : نال الدكتوراة الفخرية في القانون من جامعة الخرطوم .
    1989م : نال العضوية الفخرية للجنة الأولمبية السودانية .
    1990م : عين مديراً عاماً للأكاديمية الأولمبية السودانية وهو أول مدير لها .
    1992م : عميدا لكلية التربية والكلية الإعدادية بجامعة الزعيم الأزهري وهو أحد مؤسسيها .
    1992م : نال وسام النيلين من الطبقة الأولى من رئيس الجمهورية عمر حسن أحمد البشير .
    1994م : عضو مؤسس بالجمعية السودانية لرعاية المسنين (جسر) .
    20/4/1997م توفي لرحمة مولاه .
    1997م : تخليداً لأسمه تم تسمية صالة الألعاب الرياضية بإسمة (صالة هاشم ضيف الله للألعاب الرياضية).
    3/7/1997م : نال وسام الرياضة الذهبي من الرئيس عمر حسن أحمد البشير .
    مسيرتـه الرياضيـة:
    لعب كرة القدم لنحو (20) عاماً بفريق الهلال وتقلد كابتنية الفريق عام 1938م ثم لعب للإتحاد مدني وعاد للهلال كما لعب لفريق ليستر (للهواة) بإنجلترا ....
    مارس التدريب بنادي الهلال، إتحاد مدني، منتخب الجزيرة، الفريق القومي السوداني، ثم مدرباً للمدربين السودانيين وشارك في تأسيس رابطة المدربين بالخرطوم .
    شارك في سمنار كبار المدربين بالعالم في السبعينيات بألمانيا .
    نال درجة الأستاذية (بروفيسور) من اللجنة الأولمبية الدولية .
    تتلمذ على يديه الكثيرون في مجال الرياضة والتعليم والصحافة ... شارك في العديد من المؤتمرات العلمية والبعثات الرياضية والدورات المدرسية داخل وخارج السودان وهو صاحب فكرة الدورة المدرسية .
    كان الراحل يمتاز بالأناقة المفرطة والإلتزام بالمواعيد وكان خطه جميلاً ورائعاً .
    في عام 1997م كرمته الدولة وأطلقت إسمه على صالة الألعاب الرياضية تخليداً لذكراه وما قدمه للأجيال ولوطنه من إنجازات وتضحيات .
    رحلة الهـلال إلـى مصـر 1947م:
    في عام 1947م سافر مع الهلال إلى مصر في أول رحلة يقوم بها فريق سوداني إلى خارج البلاد وكانت بعثة الهلال إلى القاهرة تتكون من الإداريين حمدنا الله أحمد، فتح الله بشارة، محجوب عوض الله، مكي عثمان أزرق، واللاعبون طلعت فريد، هاشم ضيف الله، وليم عيسى، يوسف عبد العزيز، حامد منزول، عبد الخير صالح، فائز فهيم، عكاشة جفن،النور بلة، قسوم، عوض أحمد، صالح رجب، عوض الدرديري ولعب الهلال معه مباريات خالدة في مصر سوف نستعرضها في مقال آخر .
    وفاتـه:
    في 20 أبريل 1997م إنطوت صفحة رائعة من تاريخ الهلال المجيد برحيل أستاذ الجيل ولاعب الهلال الفذ الأستاذ هاشم ضيف الله ؛ ذلك اللاعب المهول والمعلم البارع والمدرب المتمكن والصحفي الفذ والأديب المبدع ..له الرحمة والمغفرة .








                  

04-24-2021, 06:15 PM

يحي قباني
<aيحي قباني
تاريخ التسجيل: 08-20-2012
مجموع المشاركات: 18708

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: تاريخ هاشم ضيف الله و مأساة احمد هاشم ضيف � (Re: يحي قباني)

    اسف للاطالة في سرد سيرة الراحل الاستاذ هاشم ضيف الله .. و لكن من عجائب الزمان في السودان
    ان مربي الاجيال و معلمهم .. و رائد التعليم في السودان في الاربعينيات و الخمسينيات .. يعيش حتى يرى انهيار التعليم امام عينيه ..
    .........

    أما قصتي فقد بدأت في العام 1969-1970 في مدرسة الخرطوم شرق الابتدائية ..
    لم التحق بالخرطوم شرق الابتدائية الا في السنة الرابعه فقبلها كنا نسكن امدرمان و بحري و قبلها في مدني
    فدرست السنة الاولى الأولية في مدني الشرقية .. ثم سنتين في المساكن الشعبية بحري .. ثم انتقلنا لود ارو .. و لكني التحقت بالخرطوم شرق
    ظنا من والدي رحمه الله ان منزلنا بالخرطوم سيخليه المستأجر .. فاراد ابي الا اكثر من التنقل في المدارس فالحقني بالخرطوم شرق الابتدائية .. و ظللت آتي لها لمدة سنتين كاملتين من ود أرو ..
    و كان ظنه ايضا انها سنة واحده السنة الرابعة اوليه بعدها سأنتقل الى الوسطي .. و لكن اتى محي الدين صابر بسلمه التعليمي .. فمكثنا سنتين الخامسة و السادسة بالخرطوم شرق ..

    كنا شعبتين .. رابعة غرب (فصلي ) و رابعة شرق .. وواصنا هكذا الخامسة و السادسة الى امتحنا الشهادة الابتدائية و انتقلنا الى الخرطوم الاميرية ..

    كنت انا في شعبة غرب .. و كان معنا في المدرسة ابناء الاستاذ الاشهر المعلم الرياضي هاشم ضيف الله .. احمد و امين هاشم .. كانوا في نفس السنة ..
    كان احمد معي في غرب و كان امين في شرق ..
    كان امين هاشم هادئا جدا حد الصمت .. اما احمد فكان اكثر حيوه من امين و كان له اهتمام بأشياء كثيرة خارج المنهج و وقتها كان ذلك من الممنوعات ..
    رغم ان هناك كانت حصة الاعمال .. و الزراعة و لكنها كانت مهملة و لم يكن هناك اساتذة مؤهلين لذلك ..
    اذكر ان كان معنا الفنان أمير شفيق شوقي .. رسام حقيقي .. لم تنتبه له المدرسة بل عوقب كثيرا لانه كان يرسم على يده و ايادي الطلبه و قمصانهم ..

    احمد كان قريبا مني .. وكنت احب السماع لقصصه و كان يتحدث عن اشياء كانت اكبر من سننا وقتها و لكن اعتقد انه كان مستمع جيد لوالده ..
    و كان منفذه المدرسة و الزملاء لاخراج ما يسمعه .. و كانت حصة الفطور عبارة عن ندوة مصغره حول صحن الفول ..

    في السنة السادسة .. و الحازمة (سنة الشهادة) .. تبدلت احوال احمد هاشم .. اصبح اكثر صمتا و اشبه ما يكون بشقيقة امين ..
    كان لا يشاركنا حصة الفطور .. و اهمل كثيرا في التركيز في الدراسة .. وهو كان من المبرزين ..
    اكثر ما كان ملاحظ ..هو اختفاءه من حصة الفطور .. و حضوره احيانا متأخرا للحصة الثالثة .. و كان نصيبه التوبيخ و العقاب ..
    الا ان جاء ذلك اليوم التاريخي في نظري .. و رغم تاريخيته .. كان هو نفسه اليوم المأساوي في حياتي و الذي ركز في ذاكرتي حتى يومنا هذا ..
    و اصبح كالكابوس .. لا انساه ابداً ..

    جاء احمد المدرسة مبكرا على غير عادته مؤخرا .. و كان متحمسا لشئ ما ..
    قبل نهاية جرس الحصة الثانية .. قال لي .. انتظر.. لا تذهب الى الفطور فأريد ان اريك شيئا ..!!!

    كانت مساحة المدرسة كبيره جدا .. بابها يفتح من جهة الغرب مقابل السوق و فندق أراك لاحقا ..
    و من الغرب كان يفصل بينها و بين شارع القصر و كالة فكتوريا للسفر و السياحة لاصحابها فكتور و حنا عبد المسيح .. (شارع القصر كان اسمه شارع فكتوريا منسوبا للملكة فكتوريا و تغير اسمه الى القصر بعد الاستقلال)

    كانت الفصول تقع في الجانب الشمالي بعد عبور الحوش الاساسي الذي نفطر فيه و نقيم الجمعيات الادبية .. و الالعاب الرياضية .. و كانت مكاتب المدرسين في الجهة الجنوبية ..
    و كانت المدرسة ذات سعة اكبر من عدد الطلبة .. فكانت هناك فصول في نهاية المدرسة بالقرب من وكالة فكتوريا .. كان بعضها مخصصا لحصص الفنون و الاعمال .. و كان هناك حديقة لاعمال الفلاحة ..
    و لكن كل ذلك انتهى و نحن في السنة الخامسة .. و كأن سلم محي الدين صابر و عهد النميري قد اعلنا بداية النهاية للتعليم في السودان .. فاصبحت تلك المنطقة عباره عن حوش مهمل و منطقة مهجوره .. و مخزن للمهملات و اصبح نسيا منسيا لكل الطلبة و المدرسين ..
    لا يقرب تلك المنطقة الا العمال حينما يتم تبديل كنب جديد او مكاتب للمدرسين .. فيحملوا القديم و يقذف باهمال في تلك المنطقة المهجورة .. فاصبحت لا ترى الا اكوام المكاتب و الكنب ..

    قلت لأحمد ..
    خير يا زول .. انت ليك فترة ما بتتكلم اصلا .. في شنو ما قادر انتظر !!
    قال .. خلي الجرس يضرب .. امشي مع الناس الفطور .. و بعد عشره دقايق تعال لي في فصل الفنون الزمان !!!

    لم اصبر .. و لكن انتظرت اقل قليلا من العشر دقايق و انسحبت و توجهت الى المنطقة المهجورة .. و تسللت من خلال اكوام الخشب المهمل .. و هياكل الحديد الصدئة التي كانت تحمل الادراج ..
    و دخلت الي فصل الفنون .. و اذا بي ارى العجب العجاب ..

    قاطرة بعرباتها .. تمشي على قضبان .. و ضعها احمد هاشم على شكل دائره كبيره يحرك احمد القطار بمجرد كبسة .. و على ظهر القاطرة بطاريات افريدي الشهيره و القاطرة تكاد تقول انها قطار المستقبل !!

    انعقد لساني .. و ظللت انظر و ابتسم .. ففي داخل ما زال طفولة تعجب باي العاب .. و امامي مخترع .. وهو في سن الثانية عشر من العمر !!!

    و احمد يبتسم .. و هنا حكى لي انه قام ببناء القطار كاملا من مهملات المدرسة .. و كان سبب اختفاءه الدائم هو العمل اليومي لبناء ذلك القطار ..

    كنت فرحا لان لي صديق الان سيسصبح حديث المدرسة .. و فرحا اكثر انني اول من سره بذلك الاختراع العظيم ..

    وهنا قلت لاحمد .. لابد من اعلان هذا العمل الجبار و اخراجه من السر ..

    و قررنا ان ان نقوم بنقله فورا الى برندة فصل السادسة غرب .. حتى يراه الكل قبل الدخول الى الحصة الثالثة ..

    و بالفعل قام احمد باعادة تركيبه و تشغيله و التف الطلبه حوله .. و علت الاصوات و الهتافات ..

    و كانت الصدمة الكبرى ..

    جاء احد المدرسين .. و قام بمصادرة القطار .. و اخده بطريقة مهملة .. و انكسر منه ما انكسر ..
    و عوقب احمد هاشم على اهماله في دروسه .. و استغلاله لمواد تخص المدرسة .. و مات المشروع و مات الحلم .. و ماتت احلام المخترع الصغير احمد هاشم ..

    تلك اخوتي قصتي الأولى ..

    سأعود الى قصتي المأساوية التاني .. عن الزميل النجيب محمد دمونة اسماعيل ..
                  

04-24-2021, 06:18 PM

يحي قباني
<aيحي قباني
تاريخ التسجيل: 08-20-2012
مجموع المشاركات: 18708

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: تاريخ هاشم ضيف الله و مأساة احمد هاشم ضيف � (Re: يحي قباني)

    سأعود لكتابة المأسته الثانية عن الزميل محمد دمونة اسماعيل بعد ان تهدأ دواخلي ..

    فكتابة مأساة احمد هاشم ترهقني كثيرا .. و ما زالت تؤرقني حتى الان ..

    خاصة و انا في بلاد الان .. اراها كيف تبني الانسان ..
                  

04-24-2021, 06:20 PM

يحي قباني
<aيحي قباني
تاريخ التسجيل: 08-20-2012
مجموع المشاركات: 18708

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: تاريخ هاشم ضيف الله و مأساة احمد هاشم ضيف � (Re: يحي قباني)

    لم استأذن احمد هاشم في الكتابة ..

    و لا اعلم اين هو .. وان كان ميتا ام حي ..

    كل الذي اعلم .. ان موهبة و فنان .. قام التعليم في السودان باغتياله و اغتيال احلامه ..

    له التحية اين ما كان هو و اسرته العظيمة ..
                  

04-24-2021, 06:58 PM

عبدالله عثمان
<aعبدالله عثمان
تاريخ التسجيل: 03-14-2004
مجموع المشاركات: 19192

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: تاريخ هاشم ضيف الله و مأساة احمد هاشم ضيف � (Re: يحي قباني)

    مأساة حقيقية وتكررت كثيرا للأسف
    في ذهني كثير من الطلاب كان يمكن أن يكونوا موسيقاريين وفنانين عظام او رياضيين ومصوراتية وممثلين الخ لكن قهر المدرسين وحتى الآباء (يا ولد بطل اللعب وخلي بالك في قرايتك) والموديل دايما هو "عابدين شرف" دايرين يصبونا كلنا في القالب دا
    قرأت في كتاب عن المعهد العلمي إنو خالد ابوالروس فصلوه من المعهد لأنه مثّل دور أمرأة كذلك كان محرما على طلاب المعهد ممارسة كرة القدم والسينما عندهم (السوء نما)

    أعرف أناس في أمريكا جآءوا بشهادات ثانوية "قادة" ولكنهم نجحوا في أمريكا نجاحا أذهل كل من يعرفهم

    اذكر أننا ثلة من السودانيين والسودانيات (حوالي تلاتين) لما قدم أوائلنا للدراسات العليا رفضت طلباتهم لأن شهاداتهم دون المستوى خاصة لما تقارن بشهادات دول عربية أخرى
    أنقذهم بروفسير أمريكي درّس في الجامعات السودانية فأقنع الجامعة بمنحهم قبولا مشروطا ففعلوا ونجح أولئك الطلاب بل في الحقيقة كلهم كانوا straight A students
    لما جئنا بعدهم ما واجهتنا اي مشكلة في القبول
    وبالمناسبة د. القراي واحد من هؤلاء الطلاب الذين كان يمكن لتعسف المدرسين في السودان أن يحرمه من دراسة عليا وأكيد كان في ذهنه الأستفادة من هذه التجربة لو اتيحت له فرصة لتعديل المناهج في السودان

    القصة مفيدة جدا يا باش وننتظر القصة الأخرى

    (عدل بواسطة عبدالله عثمان on 04-24-2021, 07:03 PM)

                  


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de