الحلف الإبراهيمي واختزال الصراع العربي ـ الإسرائيلي

مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 03-29-2024, 02:01 AM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مدخل أرشيف للعام 2020-2023م
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى شكل سلسلة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
04-16-2021, 08:54 AM

محمد عبد الله الحسين
<aمحمد عبد الله الحسين
تاريخ التسجيل: 01-02-2013
مجموع المشاركات: 10772

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
الحلف الإبراهيمي واختزال الصراع العربي ـ الإسرائيلي

    08:54 AM April, 16 2021

    سودانيز اون لاين
    محمد عبد الله الحسين-
    مكتبتى
    رابط مختصر




    منقول من صحيفة القدس العربي
    الحلف الإبراهيمي واختزال الصراع العربي ـ الإسرائيلي




    يحاول العقل (الإسرائيلي) في نسخته الدينية اليهودية، أن يختزل الصراع على فلسطين وكأنه خلاف عائلي بين أبناء العمومة، وضمن هذه النزعة الاختزالية كان اللجوء إلى النبي إبراهيم، عليه السلام، ليتم إضفاء اسمه على اتفاق السلام، الذي أنجزته إدارة الرئيس دونالد ترامب في رمقها الأخير بين (إسرائيل) ودولة الإمارات العربية المتحدة، والعودة إلى إبراهيم هي النقطة المناسبة في التاريخ، لأنها كانت نقطة الافتراق النظرية بين إسحق ونسله (اليهود) وإسماعيل وسلالته (العرب) وتتجاهل دعوة العودة إلى الجذور، تاريخاً ثقيلاً ومرهقاً ومعقداً، شهدته العلاقة بين اليهود والعرب، وعايشه كل من الفريقين داخل تطوره التاريخي.
    في الفترة الوجيزة التي شهدتها تجربة السيد المسيح، تبدت بصورة واضحة عبثية الحديث عن ديانة يهودية جامعة، فعلى الأرض في فلسطين تصاعدت الانقسامات بين قبائل اليهود، والممالك الصغيرة، وأصحاب الوكالات الوظيفية للرومان، ولأي قوة حاكمة ومسيطرة، والتباينات الطبقية تؤكد على مجتمع وصل إلى مرحلة من التعفن داخل التاريخ، بحيث أصبحت المقاطعة الرومانية التي يعيش فيها اليهود كابوساً للولاة الرومان.
    تدافع القيادات الدينية اليهودية لوضع الحاكم الروماني بيلاطس، تحت ضغط الجماهير، ليصدر قراره بصلب السيد المسيح، كان يعلن تدشين المسيحية بوصفها ديانة انقلابية داخل اليهودية، تعيد بناء تعريفات جديدة للحياة وغاياتها، وتُدين اللاعقل اليهودي. بينما كان اليهود يعايشون هذه المرحلة، كانت الأمور تسير في اتجاه معاكس في الجزيرة العربية، وظهرت بعد فترة تاريخية ليست بالممتدة، بوادر تشكل المدينة العربية في مكة ويثرب والطائف، ووصل المشروع العربي إلى ذروته مع الرسالة المحمدية، التي وجهت انتقادات حادة وجوهرية للديانة اليهودية وأفكارها، فجانب واسع من القرآن الكريم كان يغطي مواقف بينت عبث الرؤية اليهودية للذات والعالم، بمعنى أن الإسلام كان يعلن عدم صلاحية الديانة اليهودية للعالمية وللعصر الجديد. أي عودة إلى المنابع الإبراهيمية هو في مصلحة الرواية اليهودية وأساطيرها، وفي غير مصلحة المشروعين المسيحي والإسلامي والقصة لم تعد تقارباً بين الأديان، أو البحث عن أرضية مشتركة، لأن الأرضية المشتركة تكون في علمنة الصراع القائم والعودة إلى المبتدأ الحقوقي، الذي لا يتورط في التاريخ السحيق، أي التعامل مع الجميع على أساس الخسائر التي لحقت بهم وبإنسانيتهم وحقوقهم وممتلكاتهم.

    الحلول الاختزالية لا يمكن أن تنتج سلاماً حتى لو استخدمت العباءة الإبراهيمية، لأن لهذه العباءة مشكلاتها أيضاً

    لا جديد في اختباء الصهيونية وراء اليهودية، الصهيونية، التي تآمرت مع الاستعمار من أجل تحقيق هدف مزدوج، يتمثل في زراعة جسد تابع عضوياً ووظيفياً للغرب، في منطقة استراتيجية من العالم، وعلى حافة قناة السويس والتقاء قارتي آسيا وافريقيا، وتقديم حل يستلهم الرواية التاريخية وأساطيرها لتخليص أوروبا من المشكلة اليهودية، وتصدير الغيتوهات اليهودية إلى خارج أوروبا، في غيتو من الطبيعي أن يتسيده في لحظة ما التعصب الديني، لأنه ببساطة كان الذريعة الأساسية لإقناع اليهودي العادي للتخلي عن وجوده في أوروبا، من أجل اللحاق بحلم الاستيطان في فلسطين، وبالطبع كانت الصهيونية تستغل بانتهازية ربما وصلت إلى درجة التواطؤ، مأساة الحقبة النازية، كما بينت نتف من محاكمة البيروقراطي النازي أدولف أيخمان في القدس، لتورطه في الهولوكوست.
    لا يمكن لاستحضار الإبراهيمية أن يصمد بمنطقه وفكره أمام انزياحات تاريخية هائلة، تمثلت في خروج منظومتين دينيتين (المسيحية والإسلام) بأتباع يتجاوزون أكثر من نصف البشرية، ومعها تفاصيل تسوية العصر الاستعماري، وإطلاق عصر جديد من الإنسانوية، بعد أن كُنست المسألة اليهودية في عملية التنظيف تحت سجادة الوطن القومي لليهود، وكل هذه التفاصيل لا يمكن تجاهلها أو تنحية نتائجها بمجرد الإحالة إلى نقطة أصل، لا تقدم شيئاً سوى حدث عائلي في ركن صغير من العالم القديم. لماذا نعيد من جديد تجربة السادات الخاطئة جملةً وتفصيلاً، واعتباره أن الصراع يتلخص في حاجز نفسي أعطى لنفسه دور البطولة في تحطيمه مع زيارته للقدس، وبعد أن تحدث كثيراً عن المستقبل انطلاقاً من اختزال جميع صراعات الماضي، وجد نفسه يخسر التاريخ والمستقبل معاً؟ لماذا نعتبر الاتفاق على مبدأ السلام، أنه سلام منجز، مع أنه لم يكن يقدم سوى إقرار كامل للوضع القائم، ويتجاهل ويصادر أحقية الطرفين في معالجة أسباب الصراع؟
    الحلول الاختزالية لا يمكن أن تنتج سلاماً حتى لو استخدمت العباءة الإبراهيمية، لأن لهذه العباءة مشكلاتها أيضاً، فهوية الذبيح بين إسماعيل العربي، حسب النص الإسلامي، وإسحق حسب النص اليهودي أمر من شأنه أن يضع تحديداً، جانباً دون الآخر في دور الضحية، ودور الضحية يتطلب التعويض، فمن سيتنازل عن روايته للآخر؟ وفي النهاية كيف يمكن إحالة صراع معقد على الأرض بين القرى الفلسطينية المقطعة الأوصال وحياتها النكدة على الفلسطينيين والمستوطنات الإسرائيلية المسيجة بالقوة والعنف وطلاوة ظروفها المعيشية للإسرائيليين، إلى مجرد تأويل نصوص تاريخية في قصة قصيرة؟ وربما إذا كان علينا أن نتبع قصة ما، فربما لتحقيق السلام على مستوى المنطقة والعالم، علينا أن نعود إلى عهد آدم الذي يكفل ألا تتولد صراعات جديدة بين الإبراهيميين وغير الإبراهيميين في المنطقة، صراعات متخيلة ومحتملة وتكاد تكون مطلوبة للتأكيد على شرعية ما يمكن وصفه بحلف إبراهيمي جديد.
    كاتب أردني






                  


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de