|
Re: الأستاذ محمود محمد طه: الشيخ ابراهيم الكب� (Re: عبدالله عثمان)
|
*الأستاذ محمود محمد طه*
*جهالة الوهابية*
مسألة أنصار السُّنة هي، في الحقيقة، مسالة فيها شيء كتير جدًا من الجهالة.. مسألة أنصار السُّنة هي، في الحقيقة، دعوة مظهرها توحيدي لكن حقيقتها شِرك.. مظهرها التوحيدي، في أنُّ كل حاجة عايزنها لله، يقولوا.. الحقيقة الشركية فيها، أنُّه بيفتكروا في «غيرية» – بيفتكروا أنُّ الولي غير الله – والحق غير دا.. وهو الولي، أصلو: البيتولى الله، والله يتولاهُ.. الولي، مثلًا، البتُرجى كرامتُه؛ ويُرجى نفعُه؛ ويُخشى ضرُّه؛ بالصورة دي، هو، في الحقيقة، متصرف بتصريف الله لِهُ – هو ترك إرادتُه لله حتى الله أدّاهُ إرادتُه، طاع.. تلميذ الشيخ عبد القادر الجيلاني يقول، «طاع، ومطاع».. ويقال أنُّ أبو طالب لمًا رأى نبينا متصرف – نبينا يقول للشيء كن، يكون – فلمًا رآه متصرف بالصورة دي، قال لِهُ: «ما أطوع ربك لك، يا ابن أخي!! قال لِهُ: لو أطعته، لأطاعك، يا عماه».. هنا، العبَّاد البيمشوا في المراقي دي بيطيعوا الله حتى يطيعهن الله، معاوضة لِهن على طاعتُه.. ولذلك، الحديث القدسي هناك يقول [يمشي لأواخرُه]: وما يزال عبدي يتقرب لي بالنوافل حتى أحبه.. فإذا أحببته، كنت سمعه، الذي يسمع به؛ وبصره، الذي يبصر به؛ ورجله، التي يسعى بها؛ ويده، التي يبطش بها؛ ولو سألني، لأعطيته؛ ولئن استعاذني، لأعيذته [في رواية تقول]، بل كنته – يكون كله جوارح.. جوارح العبد تكون رحمانية، لأنُّه تخلق بالأخلاق الرحمانية.. تجيء لغاية ما يقول للأشياء كوني، تكون.. والحاجة المجربة، والمعروفة، والما فيها شك، إطلاقًا، مسألة الشيخ إبراهيم الكباشي.. الشيخ إبراهيم الكباشي يقول لِك، أدّيتك ولد، ويدّيك ولد.. هنا، أنصار السُّنة، مسالة الشِرك تجيء من وين؟! افتكروا أنُّ إبراهيم الكباشي بيدّي مراغمة لله – الجنى ما بيدّيه إلا الله، لكن إبراهيم الكباشي بيدّهُ كيف – لذلك، إبراهيم الكباشي كلامُه فارغ.. إذا كان شعروا هم أنُّ الله بيفعل بالواسطة.. الله أرسل جبريل لمحمد، وأرسل محمد لِنا نحن، ما بيكلمنا مكافحة.. الأشياء البيعملها، بيعملها بواسطة مخلوقاتُه.. فهو يرحم بالعباد، ويعذب بالعباد.. وهم، في إيدُه، زي الأدوات، في إيد الصانع.. شِرك أنصار السُّنة أنهم ما شافوا الصانع الحقيقي، شافوا الأدوات.. أنكروا على الأدوات، لأنهم عمي، بس.. زيّنا نحن، مثلًا: نحن إذا كان في نجار بيحرِّك في منشارُه، بالصورة دي، بعدين، نحن شفنا المنشار – نحن ننسب الفعل للمنشار.. في المدى النحن شايفنُّه، نحن محقّين في نسبنا للنشر للمنشار.. محقّين، في أنفسنا، لكننا جهلاء.. العارف أكتر مننا، لمًا يشوف إيد النجار، ما بيعزي للمنشار أي فعل.. فالعارفين، في التوحيد، شافوا الفاعل الأصلي، وعرفوا أنُّ الشيخ إبراهيم الكباشي زي المنشار في إيد النجار.. هم، لعماهن، ما شافوا الوراء إبراهيم الكباشي، أنكروا عليهُ.. فالمسائل دي، لمًا الناس يمشوا لِها هسع، ما بيمشوا لإبراهيم الكباشي وهم غائبين عن الله.. لكن، عرفوا أنُّ الشيخ إبراهيم الكباشي أقرب لله منهن، لأنُّه سار في طاعة الله حتى الله كرَّمُه، أطاعُه – أدَّاهُ الحاجة العايزها.. والحقيقة، هسع يعني، المسألة هي ماها كتيرة.. في البداهة الموجودة، أي واحد منهن، لمًا يمشي لأي شيء، يوسِّط.. لكن، لله عندهن إنُّ مافي واسطة، مش ضروري – أنا أقول، يا الله، زيما هو يقول – نحن كلنا عباد الله؛ نحن كلنا أتقياء؛ كلنا صالحين، بيفتكروا كدا.. لكن، دي مجرد جهالة، ومجرد عدم جدِّية، في الحقيقة.. الحياة الحاضرة دي، يوسِّطوا فيها!! لكن، فيما يخص الله، يقولوا، مافي ضرورة للواسطة!! إذا مافي ضرورة للواسطة، مافي ضرورة لنبينا محمد.. ليه، ما نحن نقول، لا إله إلا الله، وننتهي كلنا!! فهي جهالة.. جهالة فظيعة جدًا.. بعدين، الجهالة دي نشِطة، ونشِطة وسط الناس الما بيعرفوها.. ولذلك، هم البيدخل إيدهن فيهُ، في الحقيقة، بيكون في ورطة شديدة.. ما بيخرج منها، إلا بتقدير الله لِهُ، ورحمة الله لِهُ.. من ندوة مفتوحة أقيمت في دار الحزب الجمهوري بمدينة أمدرمان – الخميس 20 فبراير 1969
| |
|
|
|
|
|
|
|