كان أول ظهور لفيروس "كورونا" كان في الصين ، ولم يعلن وقتها عن خطر الإصابة بهذا الفيروس اللعين ، فانتشر انتشار النار في الهشيم ، فلم تخل بالإصابة منه دولة في العالمين. حير هذا الفيروس عقول الأطباء المختصين ، وتخبطوا في معرفة كنهه وأصله أجمعين ، وظل الفيروس يحصد الأرواح بمئات الآلاف بل فاقت الإصابة به الملايين. لم يخل مسرح السياسة من تبادل الاتهامات بين واشنطون وبكين ، وحتى اللحظة لم تتضح الحقيقة عيانا بيانا للعين. كان دور الإعلام العالمي في تضخيم عدد الإصابات والوفيات مرعب ومخيف ، وأصاب سكان الكرة الأرضية وجل وخوف من الإصابة بالفيروس اللعين ، فلزموا بيوتهم ، وهجروا أعمالهم ، وتعطلت مصالحهم ، وباتوا في حيرة من أمرهم ، وهم بين جدران منازلهم محبوسين ، وكثرت المشاكل مع الضغط النفسي الكبير، مع ربات البيوت والبنات والبنين. يا ترى ماذا نحن فاعلون؟ وقد صمدنا في وجه الفيروس الذي سلب النوم من العيون، لأكثر من سنة ، وفرق بين الأزواج الحديثين ، فلم تعد غرف النوم تسع لشخصين ، ولاتصلح للنوم إلا على سريرين منفصلين ، وصارت الفنادق الراقية خالية من النزلاء ورجال الأعمال "المريشين" ، وتعطلت نشاطات الحياة في كافة المناحي ، فلم تلمح في الشوارع المتكظة في عواصم العالم المتقدم سوى شخص أو شخصين ، وأغلقت المستشفيات ابوابها ولم تعد تستقبل المرضى والمراجعين ، فمات أصحاب الأمراض المزمنة والطارئة ولم يجدوا من ينقذ حياتهم في الساعة والحين. حتى الأموات حرموا من الغسل والتكفين والدفن بواسطة أقرب الاقربين ، ولا وداعهم وإلقاء النظرة الأخيرة عليهم والدمعة طافرة من العين، مما يخفف من مصاب الأهل والأصدقاء المقربين ، ولا الصلاة على الجنازة إلا لعدد قليل لا يتجاوز عدد أصابع اليدين. آه منك يا فيروس يا لعين ! تسابقت الدول الكبرى في إيجاد لقاح يطمئن المرصى واهل المصابين ، يا ترى هل فعلا سيكون السباق تنافسا شريفا على خدمة بني الإنسان والإنسانية أجمعين أم لجني الأرباح بالملايين؟ حتى هذه اللحظة لم تتضح الرؤية للعين. و في حال وجود لقاح للمرض اللعين ، هل سيتفيد منه الفقراء والمساكين أم سيذهب أرباحا طائلة لجيوب الأغنياء والموسرين ؟ هل منكم من مجيب يا سامعين؟
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة