دمعة نقد: الدمعة اللؤلوة: بقلم د. عبدالله علي ابراهيم

نعى اليم ...... سودانيز اون لاين دوت كم تحتسب الزميل فتحي البحيري فى رحمه الله
وداعاً فتحي البحيري
مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 04-28-2024, 02:35 PM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مدخل أرشيف للعام 2020-2023م
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى شكل سلسلة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
03-03-2021, 09:25 PM

عبدالله عثمان
<aعبدالله عثمان
تاريخ التسجيل: 03-14-2004
مجموع المشاركات: 19192

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
دمعة نقد: الدمعة اللؤلوة: بقلم د. عبدالله علي ابراهيم






                  

03-03-2021, 09:26 PM

عبدالله عثمان
<aعبدالله عثمان
تاريخ التسجيل: 03-14-2004
مجموع المشاركات: 19192

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: دمعة نقد: الدمعة اللؤلوة: بقلم د. عبدالله ع (Re: عبدالله عثمان)

    وهكذا كان العمالقة
    دمعة نقد: الدمعة اللؤلؤة
    عبد الله علي إبراهيم

    كنت على خلاف كثير من الشيوعيين أعتقد بوجوب أن يكتب الكادر السري للحزب مثل نقد عن حياة التخفي عن نظم الأمن بين أكناف سواد السودانيين. أعرف أن استاذنا عبد الخالق محجوب نفسه لم يرتح لما كتبه عمر مصطفي المكي في "الميدان " عن سنواته الست تحت الأرض خلال حكم عبود. وحجة الشيوعيين في الصمت عن هذه التجربة أنهم ربما يحتاجون لها. ولم نطلب منهم كتابات تكنيك التخفي ولكن عن الرجال والنساء الرائعات (وربما غير الرائعين) الذين وفروا لهم أن يقضوا حاجتهم بالكتمان بشجاعة غير عادية. لقد عشت بنفسي سنوات تحت الأرض في السبعينات واشهد أن فدائية من آووني ونبلهم وكرمهم أفراداً وأسراً نووية أو ممتدة هو الذي يثبتني على شغفي بالتغيير بينما سقط في نظري الرفاق الذين دخلنا تلك الحلبة معاً لأجل القضية. فالكشف عن تلك التجربة هو وصول إلى شفرة ثقافة الجلد والشهامة وحب الحرية الغائرة في شعبنا وقواه الكادحة.
    من أبدع ما قرأت بعد وفاة نقد كلمة بعنوان "أسرار عملية خاصة" للدكتور الفاتح عمر مهدي اختصاصي العيون بمستشفى النيل. وهي العملية التي أجراها للشيخ محمد صالح (65 عاما) من مواطني مدينة الخرطوم. وكان توقيت العملية مساء يوم وقفة عيد الأضحي في الغرفة رقم 4. وخلا المستشفي من الجميع ما عدا الدكتور والدكتورة زوجته وأمه. فقد منح دكتور مهدي العاملين عطلة ليومين سبقا العيد. قال الفاتح لمحمد صالح:
    - العين الشمال بها ماء أبيض واليمين بها جلطة وماء أسود.
    تبسم الشيخ لقضاء الله وقدره. وأسلم عيونه للطبيب. وكانت تلك أغرب عملية أجراها د. الفاتح. فلم يحدث أن أجرى عملية لمريض بغير زحام للأهل والأصدقاء من حوله. ولم تحتمل زوجة الدكتور وحشة المكان و"هملة" الرجل. فترقرق الدمع في عيونها. ولما فرغت العملية وكشف عن العين بدا للمريض أنه لا يصدق ما رأى. وأدمع. وتفرس في وجه الطبيب وقال مداعباً:
    -كنت قايلك مشلخ. شكراً.
    كان الشيخ محمد صالح هو رجل يبحث عنه جهاز كامل في الدولة للامن ولا يعرف لحظتها أنه كان بالغرفة رقم 4 بين يديّ جراح عيون حمّال أمانة وصائن ذمة. كان الشيخ هو محمد إبراهيم نقد سكرتير الحزب الشيوعي رتب له رفاق أطباء تلك العملية بمستشفى النيل. ولم يكن الفاتح شيوعياً. ولكنه اقترب منهم كما لم يفعل طوال حياته. وقرأ صفحة غراء من كتابهم من حيث لم يحتسب: من مريض رهن يديه. ورأى في وحشة الرجل المفروضة وازدحام عيونه بالمياه الضارة سهراً على قضية ما، أي قضية، نبلاً ربما مسخ في ذائقة أهله أنفسهم. ووصف دمعة الامتنان التي أشرق بها نقد حين رأى ما لم يكن يراه قبل العملية بأنها "دمعة لؤلؤة: عزيزة بطعم النيل وحلاوة السودان". وغطت أسرة الدكتور على وحشة نقد ووحدته فأخذته إلى شقتها ليستجم من وعثاء العملية فكانوا له أطباء وأهلا. وخرج نقد حين هبط الليل وحيداً يلوي على شيء :
    أيها الراحل في الليل وحيداً موغلاً منفردا
    انتظرني.. انتظرني
    فأنا أرحل في الليل وحيدا ضائعا منفردا
    في الدهاليز القصيات انتظرني
    في العتامير وفى البحر.. انتظرني..
    انتظرني ففي حفيف الأجنحة
    وسماوات الطيور النازحة
    حين تنهد المزارات
    وتَسْود سماء البارحة..
    انتظرني.. انتظرني
    (من شعر أبو ذكري
                  

03-03-2021, 09:34 PM

عبدالله عثمان
<aعبدالله عثمان
تاريخ التسجيل: 03-14-2004
مجموع المشاركات: 19192

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: دمعة نقد: الدمعة اللؤلوة: بقلم د. عبدالله ع (Re: عبدالله عثمان)

    دمعة لؤلؤة
    كان د. الفاتح عمر مهدي قد كتب من على سرير مرضه الأخير (٢٠١٦) رسالة مفعمة بالمشاعر يقول فيها
    لحظات من السعادة ما بين الحياة والمرض والموت ..
    الإنسان كائن ضعيف قوى ..
    تحت الظروف العادية..
    نخاف المرض ونرتعش عند سماع الموت ونتصبب عرقاً لحظات اصابتنا بالحمى ..
    بعض الأمراض يخشاها الناس .. ويصبح اسمها مرعباً ..
    السرطان اسم يهابه الكثيرون .. والأطباء خاصة أكثر خوفاً منه !!
    بل هم أكثر المرضى خوفاً..
    الشهر الماضى كنت استمتع بالسباحة ..
    والسير ٢ كيلو يومياً وفجأة
    تتبدل الحياة .... !!!
    بعد نزلة برد عادية فقدت صوتي .. وبعدها فى مستشفى رويال كير كانت نظرات الأطباء تتحاشانى .. وأعرف سر النظرات ..
    يقتلني القلق فى البداية ثم أدرك الأمر وأنا أرى أصغر أبنائى والذى تخرج من طب الخرطوم قبل شهور يجرى باكياً..
    أخبرت بالتشخيص فى اليوم التالى ..
    - سرطان بالرئة اليمنى ..
    - انتشر إلى الغدة الكظرية فوق الكلية اليمين ..
    - وانتشار آخر فى الرأس 5×5 ملم
    ......
    هى لحظات كنت استمع شارداً ومركزاً.. مفكراً ومقهوراً..
    محللاً وسائلاً ومستفسراً !!!
    كانوا خمسة أطباء ..
    منهم أصدقاء ومنهم معارف ..
    سألت عن العلاج !! صمت ..
    ثم تأتي إجابة من د.الفاتح المرض
    سرطان بالرئة .. المرحلة الأخيرة من الدرجة الثالثة .. ﻻ يمكن إجراء عملية .. وكنت أعرف الإجابة سلفاً..
    سألت عن العلاج الكيميائ ..
    ( للحقيقة كنت أصر دائما على مرضاي أن يتعالجوا فى السودان إذا توفر العﻻج ) ..
    ولكن أحبطت عندما طلبوا منى السفر !!!
    ********
    سبحان الله والحمد لله وﻻ إله اﻻ الله
    أنظرإالى التحاليل والصور فأرى رجلا يحتضر !!
    وأنظر إلى نفسي فلا ألم أو إرهاق أو فقدان وزن أو شهية !!
    .. وليس هذا هو المهم فالمهم هو
    هذا اليقين الذى ياتيك من حيث ﻻ تدري !!
    تبدو الأشياء جلية واضحة وتراجع نفسك فى شفافية.. تحضر نفسك للقاء ربك فى أى لحظة وتصبح كل ثانية لها معنى ..
    تسامح الجميع وتفكر إذا كان لك أعداء ..
    اﻻبتسامة تبدو أكثر بياضاً وصفاءً والقلب مفتوح للجميع ..
    ينتهي الخوف نهائياً وترى الدنيا من منظور آخر ..
    كنت كل شئ تفعله تستمتع به وكأنك خالد أبدا..
    ثم وفي نفس الوقت تحس أن كل هذا قد ينتهى في ثانية..
    تدمع عيناك ﻻنك ترى حزن الأصدقاء
    وتدمع وأنت تسمع دعاءهم ..
    وتدمع عيناك وهم يحاولون مواساتك..
    جميل أن ترى أناس كهوﻻء .. جميل أن تكون لك صداقات ..
    جميل أن يكون الإنسان بهذا الصدق فى الأحاسيس ..
    جميل أن تعرف أن بعض اصدقائك ﻻ يود أن يحدثك لأنه ﻻ يحتمل ..

    ********
    ولكن خلاصة الأمر أحس أنى سعيد
    سعيد لما يقدمه لى الغير ..
    سعيد لأني أرى الأشياء الآن فى وضوح وشفافية ..
    وسعيد لأن ربي هيأني لألقاه فى أحسن حلة ..
    وسعيد لأني استمتع بكل لحظة أعيشها ..
    ......
    قد أموت اليوم ..
    وقد أموت بعد سنوات .. لذا أتلقى علاجي ..
    واشتري ثياب العيد ..
    كما أعمل الآن على إنهاء كتابة ٣ كتب طبية عن العيون ..
    سلام عليكم .....
    لا تتقاطعوا
    الدنيا قصيرة ما تستاهل خصام .. تصادقوا فى محبة ..
    واختلفوا فى ود ..
    وتكاتفوا ..

    عيد سعيد
    وأشوفكم بخير ..

    🍃 د/الفاتح عمر مهدي 🍃
                  


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de