القراي وظلم ذوي الثورة

مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 05-14-2024, 01:10 PM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مدخل أرشيف للعام 2020-2023م
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى شكل سلسلة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
01-01-2021, 02:52 PM

محمد حيدر المشرف
<aمحمد حيدر المشرف
تاريخ التسجيل: 06-20-2007
مجموع المشاركات: 20361

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
القراي وظلم ذوي الثورة

    01:52 PM January, 01 2021

    سودانيز اون لاين
    محمد حيدر المشرف-دولة قطر
    مكتبتى
    رابط مختصر



    محمد حيدر المشرف
    مداميك ١ يناير ٢٠٢١

    القراي وظلم ذوي الثورة


    في البدء أقول إن الثورة ليست حدثاً تاريخياً عابراً في ذاكرة الشعوب، الثورة فعل لا تأريخي مستمرٌّ بالسيرورة، فالتغلغل العنيد في مفاصل المجتمعات، فالصيرورات الجديدة، وهكذا دواليك. لذلك يقال إن ما بعد الثورة لا يشبه ما قبلها، وإلا لما كانت ثورة في الأساس.
    ما قبل الثورة، تبدو الصورة ثابتة في أقصى حالات السكون الظاهري، وقد بلغت تأثيرات النظام القديم الفكرية مداها في المجتمع، ولم تعد تنتج أي تغييرات ملموسة، وقد فقدت بالضرورة القدرة على فعل التجديد؛ وإلا لما تمت الثورة عليها.
    وعلى النقيض تماماً، تبدو صورة المجتمع ما بعد الثورة كقصعة من حليب في أقصى حالة الغليان، قليلاً وتبرد النار ليعود الحليب فيها كما كان، وبذات الخصائص القديمة، والتي بدورها لا تكون إلا نسخة متماهية ظاهرياً مع مفاعيل النظام القديم في المجتمع. ويكون الاختلاف الوحيد قابليتها للتغيير واستيعاب التفاعلات الكيميائية الأكثر جذرية في تبني وهضم المفاهيم الجديدة، وبذا تكتسب حيوية كامنة للتفاعل. وهذا من فعل الثورة.
    قضية تغيير المناهج تمثل النموذج الأكثر سطوعا هنا: أولاً لماذا كان تغيير المناهج؟ والمسألة هنا لا تتعلَّق وبصورة حصرية بمسألة التطوير المستمر للمناهج، وهذه عملية تكاد تكون روتينية في نواحي الدنيا. تتطور العلوم وتتوالى الاكتشافات وترتقي وسائل التعليم وتتنوع نظرياته، ولا بد من أن تواكب المناهج الدراسية لأي دولة ذلك، وإلا توقفت عمليات النهوض العلمي ومن ثم عمليات تطور المجتمعات وارتقاؤها في سلم الحضارة الإنسانية.
    كان من شأن النظام القديم للإنقاذ، أن يجترح عمليات تطوير المناهج بنفسه لو كان يمثل نموذجاً صالحاً للحكم والرشاد. لم يكن كذلك.. لا هنا ولا في أيٍّ من مسالك إدارة الدولة السودانية، بل كان على النقيض تماماً من ذلك. ولذلك كان من أوجب واجبات حكومة الثورة السودانية القيام بهذه الخطوة الجبارة والمُهمَّة في طريق الارتقاء بالإنسان الذي صنع هذه الثورة العظيمة.
    قلت إن الأمر لا يقتصر على ذلك فحسب، بل إن طبيعية النظام الإسلاموي القديم والفاسد أخلاقياً ووطنياً قد دفعت به، وبصورة طبيعية جداً، لأن يحقن مناهج الدراسة في السودان بسموم الفكر الإسلاموي، وذلك وفقاً للتصورات التي تخدم مصالح التجارة الدينية الرائجة وإنتاج أجيال (زبائن) قابلة للابتزاز الديني والخضوع التام لسلطة خطاب السلطة الدينية.
    وعلى الرغم من أنف ادعاءاتنا الكبيرة بأن الثورة – أي ثورة ديسمبر- هي ثورة وعي؛ إلا أن الشاهد الذي لا يجب أن نخطئ في قراءته بمنتهى الأمانة، هو أن مفاعيل الهوس الديني ما زالت سارية في المجتمعات إلى حد كبير. فوفقاً لتصورات العديدين منا، الذين وإن ادركوا بصورة جزئية سوءة لصوص الإسلام السياسي؛ إلا أنهم وبصورة لا واعية يؤمنون بأن هؤلاء المتاجرين بالدين شيء وما أنتجوه في معامل تجارتهم بالدين شيء آخر. وبالتالي يجب علينا ألا نخلط بينهم وبين ما صنعت أفكارهم من دين مؤسسي يشمل كل مناحي الحياة. ابتداءً من زي النساء وتلك الطرحة أو هذه العباءة.. الخ، قوائم المسموح والممنوع والتي يجب على المرأة اتباعها. وهكذا الحال في المناهج إذ يريدون الإبقاء على ذلك المظهر الذي يتصورونه صحيحاً لمنهج منضبط دينياً وحافل ومشحون بكل ما يخدم أيديولوجيا الإسلام السياسي. وهم غير معنيين كثيراً بمآلات ذلك على مستوى المحصلات النهائية من هذه العمليات التربوية ومنتجها النهائي من طالب أو طالبة قابل أو قابلة تماماً للابتزاز والانخداع بالخطاب الديني المهووس نتيجة لغياب مهارات التفكير النقدي التحليلي الحاذق.
    هكذا هو حال الغالبية ممن يصبون جام غضبهم على (القراي)، ذلك لا ينفي وجود الآخر المدرك لكل أعلاه، وإنما يناصب القراي العداء من مداخل أخرى تتعلق بسلوكه الشخصي في مقارعة الخصوم أو تتعلق بأداء إدارته في مسألة تطوير و”تطهير” المناهج وقد تطال تلك المداخل فكرة اختيار القراي لهذه الوظيفة ابتداءً.
    لا شيء أوجع أباطرة الفساد الإسلاموي العظيم ومنظريه وتابعيه بظلم إلى يوم يبعثون، لا شيء أوجعهم كاختيار القراي لهذه الوظيفة، ومواجدهم تجاه الفكر الجمهوري هي الأعظم. ولربما لا تدانيها موجدة إلا موجدتهم تجاه الحزب الشيوعي السوداني. كيف لا وهم الذين ما امتلكوا إزاء مُنظّر الفكر الجمهوري، الشيخ الثمانيني الجليل، إلا أن يلفوا حبل المشنقة حول رقبته ليعدموا بإعدامه الفكرة الجمهورية أولاً قبل أن يسطوا على السلطة بالانقلاب المشؤوم في 89، وتؤول بذلك مقاليد حكم السودان إليهم، وتدين لهم أرض السودان كفيْءٍ ساقه الله اليهم حلالاً بلالاً خالصاً لفسادهم، فعاثوا فيه من الفساد ما تنوء بحمله الحكايات الشائقة والسرديات الطوال، يقومون بكل ذلك ليأتي في آخر أمرهم، ومن بعد الثورة اقتلعتهم من أرض اقتلاعاً، أحد تلاميذ ذلك الشيخ الثمانيني الجليل ليتولى أمر مناهج التعليم في السودان، مناهج التعليم التي كتبوها بدقة شديدة لتحصين وسجن عقول النشء السوداني الجميل في سجون نصوصهم الصدئة والمقاومة لأدوات التجديد الفكري التي استعملتها وطوعتها الفكرة الجمهورية لخدمة مفاهيم ورؤى تجديدية لإسلام معاصر ومنفتح على الحياة والعلوم والحضارة الإنسانية الشاهقة. نتفق حول ذاك ونختلف ولكنها فكرة جديرة بالاحترام الكبير.
    شنوا الحملة تلو الحملة والغزوة دبر أختها لتشويه عمل إدارة القراي، واستخدموا ذات الأساليب القديمة وذات التجارة المنحطة بالدين الإسلامي الحنيف، وذات السمسرة الرخيصة بآيات الكتاب الحكيم. لم يتركوا فنّاً من فنونهم الفاسدة إلا واستخدموه ضد القراي. وأقول إنهم نجحوا بكل تأكيد نجاحاً مقدّراً.. أقول ذلك وأنا أرى الاستجابة اللاواعية عند كثير من أهل الإيمان الثوري القويم في ترديد الاسطوانات المشروخة حول حساسية المسألة الدينية وديباجة القراي الفكرية (المنبوذة عندهم) في المخيال الشعبي، ذات المخيال الذي ساهم في صناعته وكرس له أصحاب الهوس الديني الذين ما قامت الثورة إلا ضدهم، وهم بالتالي يخلصون لنتيجة مؤداها عدم ملاءمة القراي لهذه الوظيفة ولو كان عدم الملاءمة هذا يأتي من مدخل (الباب البجيب الريح). وأشير هنا لذلك المدخل الخنوع على أية حال.
    هؤلاء تناسوا تماماً أن الثورة جاءت لاقتلاع للجذور الفاسدة التي أقيمت عليها دولة الكيزان الفاسدة، وأنها ثورة حقوق مدنية تعيد الحق لأصحابه السودانيين دون النظر للخلفية الفكرية والمعتقدات الدينية. كل سوداني مؤهل لتولي الوظائف العامة ما دام مؤهلاً لها تأهيلاً أكاديمياً تامّاً.. والقراي مؤهل تماماً لهذه الوظيفة، وهو مُحاسَبٌ أمام الشعب السوداني على أداء وظيفته، ومن حقه تماماً إلقام الذين يهاجمونه في شخصه ويشتمونه ويكفرونه صباح مساء، من حقه تماماً إلقامهم بالردود الموضوعية والحاسمة، ومن حقه فضحهم وتعريتهم تماماً أمام المجتمع السوداني، وليس ذلك انتصاراً لنفسه وإنما للقيمة الثورية التي يمثلها.
    هذا المسلك من هؤلاء، هو مسلك الموبوء بالخوف التاريخي، والمسكون بقابلية الابتزاز الديني والاستلاب الخنوع. هو مسلك الواقع تحت سطوة النصوص دونما تمحيص ودونما قدرة على مواجهتها وتعريتها ومصادمتها. يجنح لموادعة الجذور الفاسدة خوف انهيار جذوع المجتمع السودان، وجذوع المجتمع السوداني راسخة في باطن هذه الأرض الطيبة منذ آلاف السنين، بل إنها في وقفتها تلك كانت شاهدة على أولى الحضارات الإنسانية المشرقة، ولم يكن لشراذم الإسلام السياسي حتى مجرد وجود.
    المسألة ليست صورة لمايكل أنجلو تضرب البشرية لرؤيتها أكباد الإبل، وتشهق من روعتها المليارات من سكان هذا الكوكب الجميل، والمسألة ليست في أن التاريخ حالة توصيفية لحياة وثقافات وحضارات الشعوب تتحول بالتدريج لحالة نقدية مشحوذة بالعلم والمعرفة لتنتهي الرحلة الذهنية الرائعة عند ينابيع الفلسفة الصافية والنقية والمنتجة للأفكار، والتي تصنع في نهاية أمرها تاريخ البشرية القادم.
    المشكلة ليست في أن القرآن الكريم وعبر القصص القرآني كان يقدم مادة تثقيفية وتاريخية ومجازية وتوصيفية عالية تتجاوز وبمراحل عديدة عند المسلمين رمزية لوحة مايكل أنجلو المتعلقة بقصة الخلق هذه، بل وحفلت آيات الكتاب بوصف مختلف الشعوب والنحل والمعتقدات التي تخالف المعتقد الصحيح في الإسلام. حفل القرآن الكريم بتصاوير بلاغية عن شعوب تمارس الخطيئة واللواط، وعن شعوب تئد البنات، وعن شعوب تشرك بالله الواحد القهار، وشعوب تتخذ من المخلوق خالقاً ومن العجل إلهاً، ناهيك عن مجرد شعوب تجسد الله في صورة إنسان ليس إلا.. وما كل ذلك الا بغرض تعليم المسلم وتوسيع آفاقه وفتح ذهنه وتمليكه العقل النقدي السليم وشحذه بـ(ألا تتفكرون).
    المسألة ليست في كل ما هو أعلاه، وهو صحيح .. المسألة في هيمنة خطاب جماعة الهوس الديني على عقولنا مما ولَّدَ فينا الخوف المقيم وسلَبَنَا شجاعة المواجهة وتحدي الخطأ والانحناء أمام سطوة أصحاب الخطاب الديني المهووس.






                  

01-01-2021, 04:23 PM

عبداللطيف حسن علي
<aعبداللطيف حسن علي
تاريخ التسجيل: 04-21-2008
مجموع المشاركات: 5454

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: القراي وظلم ذوي الثورة (Re: محمد حيدر المشرف)

    تحياتي محمد حيدر المشرف

    العيب في غياب تواصل الاجيال ، فالصلة شبه معدومة بين جيلنا

    والجيل السابق علينا -من جهة- وبين جيل الشباب الحالي ...

    نحن -مثلا- عاصرنا الفكر الجمهوري ايام زخمه ، ونعرف جيدا العداء

    الكبير للكيزان للفكر الجمهوري وبخاصة الاستاذ محمود وكانوا يعلمون

    ان تقزيم الفكر الجمهوري هو القضاء علي محمود واضعاف عبداللطيف عمر

    فيخلوا لهم الفضاء الديني من اي منافسة ..في وقتنا لم يك احد يجرؤ بتكفير محمود

    لان ذلك سيتطلب قدرات ذهنية وممارسة فكرية غير متاحة ، وكان جيلنا يحتفي

    بالقراءة والكتب والنقاشات وامر الثقافة ...

    ثم حدث انقطاع معرفي باستيلاء الكيزان علي السلطة وتمكين انفسهم واوصلونا مرحلة

    كيف نقضي يوما عاديا (اكل وشرب ) وشنوا حملة تشويه الفكر والثقافة والمثقفين

    وحل بديلا لها جماعات المنكاتتية والمسرح السريع الفوضوي وقنوات دينية وفتاوي

    يومية وملاوا الدنيا بالعبث والصديد وتسيدت الراسمالية الطفيلية مجالات الادب والفن الخ

    الجيل الحالي مصادم لكنه منقطع معرفيا عن الجيل والاجيال السابقة له ، ولذلك كانت الثورة

    ضعيفة من هذه الناحية -كعب اخيل - الذي ولج منه الكيزان للتقليل من احد اهم اركان الثورة

    وهو تغيير المناهج والقطع المعرفي مع حقبتهم تماما ، حتي من تصادفهم يقفون بجانب القراي

    ليس لهم وعي بزيف الدولة الدينية والقدرة علي نقدها بصورة حفرية ممتلكة لادواتها ، وانما

    بسبب الحماس الثوري والقطع مع كل ماهو كيزاني ، العيب سيكون اذا في اعلام الثورة

    تلفزيون وراديو وصحف ومواقع الخ ، وكالعادة يات السياسي علي حساب الثقافي
                  


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de