من دوافع تصريحات ماكرون عن ازمه الاسلام

مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 04-20-2024, 05:28 AM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مدخل أرشيف للعام 2020-2023م
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى شكل سلسلة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
11-10-2020, 04:19 PM

Asim Ali
<aAsim Ali
تاريخ التسجيل: 01-25-2017
مجموع المشاركات: 13492

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
من دوافع تصريحات ماكرون عن ازمه الاسلام

    03:19 PM November, 10 2020

    سودانيز اون لاين
    Asim Ali-
    مكتبتى
    رابط مختصر



    من دوافع تصريحات ماكرون عن ازمه الاسلام
    اثارت من فتره قصسره تصريحات ماكرون عن كون الاسلام يعيش ازمه وثار جدل بين مندد ومؤيد .وربطها البعض بحاله داخليه مرتبطه بالانتخابات او مغازله اطراف سياسيه بعينها.لكن فى حقيقه الامر وجود وجه اخر للمساله ك(احد اسباب) تصريحات وموقف ماكرون.
    نعود بنظره الى افريقيا,فقد تعالت الدعاوى لخروج واخراج فرنسا من افريقيا -بشكل ادق من المنطقه الفرانكفونيه وغرب ووسط افريقيا بشكل عام- وبدت هذه الدعاوى عادله للراى العام وراجت بشكل واسع خلال مراك مالى الذى انتهى انقلاب عسكرى يبدو فيه ملامح الدور الاخوانى بدايه من الحراك ذو الطابع الاسلامى وانسحاب قائد الحراك وحراك الشارع مفسحا الساحه السياسيه لعسكر الانقلاب.
    بعد رسوخ اقدام التنظيم الدولى عبر تنظيماته القطريه (بضم القاف) فى دول المغرب العربى عبر التمكين فى مفاصل الدوله وحاله الكمون لكوادر التنظيم وهى كما نعلم دول تسعلا للتخلص من الفرانكوفونيه الموروثه بفعل الاحتلال الفرنسى وحتى ليبيا -التى خضعت للاحتلال الايطالى- مرتبطه بفرنسا كاهم مصادر النفط لفرنسا حتى ماقبل الحريق العربى وذهاب القذافى.
    نعود لتصاعد نبره طرد فرنسا واخراجها من افريقيا الفرانكفونيه بنبره اعلى وحماس هاصه بعد نجاح انقلاب مالى بل وخصص يوم لما يمكن تسميه مليونيه (خروج فرنسا) ونشطت بشكل اكبر الكتابات والحسابات على الوسائط صفحات حسابات فرديه او او خلافها بمختلف اللغات فرنسيه وانجليزيه وعربيه وبعضها برتغاليه وتركز الحمله الاسفيريه بدايه على فظائع الاستعمار عامه فرنسى وبلجيكى فى المنطقه وتركيز خاص على فظائع الاستهمار الفرنسى وبشكل اخص خلال احتلال الجزائر.
    بنظره عامه الدعوه عادله وضروريه لحمايه موارد افريقيا وتصبح افريقيا ومواردها للافريقيين للافريقيين
    .
    تواصل






                  

11-10-2020, 05:56 PM

Asim Ali
<aAsim Ali
تاريخ التسجيل: 01-25-2017
مجموع المشاركات: 13492

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: من دوافع تصريحات ماكرون عن ازمه الاسلام (Re: Asim Ali)

    كما ذكرنا ان القضيه عادله لكن يبرز السؤال,هل فرنسا لاتزال هى اللاعب الرئيس فى افريقيا ؟ ام هناك لاعبين جدد يزاحمون فرنسا ؟
    بخلاف فرنسا ارتباط قوى الاستهمار القديمه مع افريقيا بشكل اوباخر لاحقا الصين دخلت الملعب تلتها روسيا ولانسسى المحاور الاقليميه العربيه كمجور الامارات الذى نشط متاخرا قياسا بالاخرين اما محمور قطر- تركيا الذى يعبر عن محور تنظيم الاخوان الدولى وهناك المحور الشيعى الايرانى.
    يهمنا الحديث عن محور تنظيم الاخوان الدولى الذى اخترق المجتمعات فى افريقيا عامه تحت ستار العمل الخيرى والدعوى وتطور مع تطور انتشار فكر التنظيم بالاستقطاب واتاحه فرص التعليم العالى للكوادر وتدريبها واكتساب خبره عمل تنظيمى خلال فتره وجود الكوادر فى بلاد دراستهم الجامعيه او مافوق التعليم الجامعي ثم الانتقال لمرحله العمل التجارى والمشاريع كاعمال المقاولات وخلافه.
    الجهد المبذول بواسطه التنظيم الدولى (السنى) اصبح منافس رئيس للتبشير الكنسى ومتقدم على العمل الدعوى الشيعى فى افريقيا.
    اصبح بعد اتساع قاعده التنظيم ونفاذه الى مؤسسات الحكم واختراق مفاصل الدوله فى المغرب العربى فى وضع يشير الى قرب قفز التنظيم على السلطه فى المغرب العربى عبر الصناديق وسلوك النموذج التركى بالانقلاب الدستورى لضمان استمراريه الحكم وتمكين اوسع فى دول المنطقه.هذا الوضع اصبح مطمئن للتنظيم بالتالى اصبحت غرب ووسط افريقيا هى المنطقه التاليه للتحرك بعد بعد اتساع قواعد التنظيم بالاستقطاب عبر العمل الدعوى او فرص التعليم والتمكين اختراق مفاصل اداره تلك الدول عبر الكوادر المتعلمع بالخارج =بشهادات جامعيه وفوق جامعيه - فى بلاد فرص التعليم العالى محدوده سواء داخليا او خارجيا.
    عليه اتساع دعاوى طرد واخراج فرنسا التى من افريقيا شكلت تيار راى عام عريض يبدو واضحا فى ماظهر فى مليونيه (ارحلى فرنسا).
    فرنسا بالطبع لها مصالح كبيره بسيطرتها على موارد مهمه فى المنطقه اضافه الى ارتباط عمله واقتصاد افريقيا الفرانكفونيه بالاقتصاد الفرنسى بريط المنطقه بعمله موحده بالبنك المركزى الفرنسى.بالتالى اصبحت هذه الدعاوى -المتبناه بواسطه تنظيمات الاخوان وقاعدتهم العريضه فى المنطقه - تشكل خطر على مصالح واقتصاد فرنسا دفع بفرنسا للمبادره -ضمن دوافع اخرى- بالشروع فى استباق التحرك والحديث عن ازمه الاسلام التصريحات التى لم تخلو من الاجنده الخفيه المرتبطه بتهديد دعاوى اخوان غرب افريقيا لفرنسا بالرحيل.
                  

11-10-2020, 07:22 PM

Asim Ali
<aAsim Ali
تاريخ التسجيل: 01-25-2017
مجموع المشاركات: 13492

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: من دوافع تصريحات ماكرون عن ازمه الاسلام (Re: Asim Ali)


                  

11-10-2020, 07:41 PM

Asim Ali
<aAsim Ali
تاريخ التسجيل: 01-25-2017
مجموع المشاركات: 13492

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: من دوافع تصريحات ماكرون عن ازمه الاسلام (Re: Asim Ali)

    بعد كل السرد اعلاه كتحليلات يبرز التساؤل المهم الذى يحتاج البحث الدقيق قبل الاجابه عليه
    هل الحراك الاسفيرى ومليونيه (ارحلى فرنسا) بواسطه محمود ديكو ومؤيديه فى مالى حاله يقظه شعبيه امتدت عبر الاقليم ام هى حاله قياده راى عام ضمن صراع قوى اقليميه ودوليه بين التنظيم الدولى للاخوان لامد النفوذ والتوسع وترسيخ وجوده فى المنطقه ضمن جوله الصراع فى افريقيا من جهه وفرنسا من جهه فى محاوله للحفاظ على اهم منطق نفوذها التاريخيه ؟؟
                  

11-10-2020, 08:19 PM

Asim Ali
<aAsim Ali
تاريخ التسجيل: 01-25-2017
مجموع المشاركات: 13492

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: من دوافع تصريحات ماكرون عن ازمه الاسلام (Re: Asim Ali)

    ربما اختلف مع فيما ذهب اليه كاتب المقال للاتى :
    التنظيمات الاخوانيه فى افريقيا وخوفا من المطاردات الامنيه كانت تؤسس باشراف كوارد اجنبيه -سودانيه مثلا- موجودين فى تلك الدول تحت ستار العمل الدعوى والخيرى وايضا تحت ستار التجاره ويكون لتامين التنظيمات احيانا تؤسس تنظيمات موازيه فى الدوله الواحده خوفا من سوقوط خلايا التنظيم فى يد الاجهزه الامنيه وانفراط العقد كاملا-لايوضع كل البيض فى سله واحده - بالتالى النشاط التنظيمى لايتم عبر كيانات سياسيه وانما عبر مؤسسات مجتمع مدنى وانشطه اقتصاديه ...الخ فى اطار من العمل السرى ويعتبر السودان -فى السابق- وتركيا على سبيل المثال من مواقع التدريب التنظيمى للكوادر بحضورهم فى رحلات ظاهرها السياحه او التجاره او استطلاع فرص الدراسه ...الخ
    Quote:
    وجهات نظر
    كيف تبدو جماعة الإخوان المسلمين في أفريقيا منذ 2013؟
    محمد عبدالكريم - 27/04/2020
    تُصنف جماعة الإخوان المسلمين منذ تكوينها في العام 1928 كتنظيم إسلامي بالغ الفاعلية ومتجاوزًا للحضور القطري داخل مصر منتقلًا عبر مسارب عدة إلى دول أفريقية وآسيوية. ويأتي هدف إقامة دولة إسلامية في قلب أجندة الجماعة ومن ثم ليس مستغربًا تحقيقها انتشارًا حقيقيًا كونها تدرك أهمية تقديم الخدمات الإجتماعية في توسيع القاعدة الشعبية. واستمر تصاعد أدوار جماعة الإخوان المسلمين حتى دخلت منعطفها الأخطر طوال تاريخها منذ عام 2013 . حيث تم إغلاق العديد من المؤسسات التابعة للجماعة ومصادرة أموالها وأصولها التي لطالما ساعدتها في التمدد. وعلى خلفية هذا الانكماش للجماعة في مصر ثم في السودان؛ دعمت قطر وتركيا صلاتهما مع الجماعة وقواعدها المنتشرة في دول عدة بالقارة الأفريقية ضمن استراتيجية أكبر للبلدين لتحقيق مصالحهما الاستراتيجية وتوظيف الجماعة (بالمعنى التنظيمي والأيديولوجي) لخدمة هذه المصالح.

    وفيما تتم معاملة الحركات المتفرقة والأحزاب المتفرعة عن الجماعة في أفريقيا (حيث توجد الأحزاب المنتمية للجماعة في ليبيا وتونس والجزائر والمغرب والصومال، إضافة إلى مجموعة مختلفة من الأحزاب خارج القارة في العراق واليمن ولبنان وفلسطين والأردن) على أنها جزء من تنظيم موحد، فإن الواقع يشير إلى أن تأثير الجماعة المصرية على شبكة التنظيمات التابعة قد انتهى تقريبًا([1])، لصالح النفوذ التركي في المقام الأول، والقطري بشكل تال. كما أن “الجماعة” نفسها –التي تقر بوجود تراتبية معقدة من المرشد العام حتى آخر حلقات العضوية في الجماعة بوجود “خلايا” لا يتجاوز عدد أفرادها خمسة؛ مما يجعل عملية “حلها” مستحيلة عمليًا تقريبًا([2])– لا تزال منهمكة في إعادة تنظيم صفوفها وتقييم خسائرها ومواجهة حالة غضب داخل صفوفها، والتمترس -غير العقلاني- وراء أجندات تتجاوز واقع الجماعة التاريخي الراهن.

    خريطة انتشار وتوزيع الإخوان المسلمين في أفريقيا
    تنتشر الجماعة –بمستويات مختلفة- في أكثر من 70 دولة حول العالم، ويصنف فرعاها في الأردن وتركيا كأقوى فرعين للجماعة حاليًا، رغم مواجهة الأول ضغوطًا متزايدة منذ تصنيف الجماعة إرهابية من قبل السعودية والإمارات ثم مصر في العام 2013([3]). وقد انتشرت فروع لجماعة الإخوان المسلمين في العديد من الدول الأفريقية، كما ذاعت أفكارها –لاسيما منذ الستينيات وتصاعد أفكار سيد قطب وأبو الأعلى المودودي- في الكثير من الدول حتى في ظل غموض تنظيمي ملحوظ. وقد وجدت تنظيمات وتيارات فكرية تابعة للجماعة –خارج منطقة شمال أفريقيا- في دول مثل إريتريا والسودان وموريتانيا وغرب أفريقيا، كما وجدت في أقصى جنوب القارة في جنوب أفريقيا وإن كان في شكل تيار فكري أكثر منه تنظيمًا حركيًا.

    ويمكن تلمس حالتا التنظيم الواضح والملتبس في نموذجي نيجيريا وجنوب أفريقيا على الترتيب. فقد شهدت نيجيريا النموذج التنظيمي الأوضح للجماعة في أفريقيا جنوب الصحراء، والذي نما بشكل تقليدي، إذ يتمثل في “جماعة التجديد الإسلامي” التي ترجع جذورها لحركة طلابية نشطة في سبعينيات القرن العشرين استلهمت كتابات حسن البنا والمودودي وسيد قطب وعبد القادر عودة وغيرهم، وعززت بها فهمها السوسيو-سياسي للدين الإسلامي وفق تصورات فكر جماعة الإخوان المسلمين. وتكون التنظيم في سياق الانشقاق عن جماعة إبراهيم زكزاكي منذ العام 1996 بعد تبني الأخير المذهب الشيعي بشكل صريح (حيث يقود الجماعة الشيعية في نيجيريا حتى اليوم). وساهمت الجماعة في نجاح جهود الإسلاميين في نيجيريا في تحقيق مكاسب جمة منذ العام 1999 بدعم قوانين الشريعة الإسلامية في العديد من الولايات في شمالي البلاد([4]).

    ويتجسد التداخل التنظيمي والفكري في وجود الجماعة في القارة الأفريقية إلى حد كبير في نموذج جنوب أفريقيا، حيث برز تيار إسلامي في فترة ما بين الحربين العالميتين ردًا على الأيديولوجيات “العلمانية” مثل النزعة القومية والاشتراكية، وسعيًا لطرح الإسلام كدعوة اجتماعية وسياسية. وقامت تصورات هذا التيار على أفكار حسن البنا (ت. 1949)، وأبو الأعلى المودودي (ت. 1979)، وتم تطويرها بما يتفق مع التوجه نحو معارضة حكومات ما بعد الاستعمار وأرجعوا فشلها للحلول العلمانية المستقاة من حلول من الخارج. وفي هذا السياق قدم الإسلاميون الإسلام كمصدر للأصالة في معالجة مشكلات المجتمع والسياسة. وتبلور هذا التيار تنظيميًا في حركة الشباب المسلم بالكيب Cape Muslim Youth Movement (1957)، وحركة الشباب المسلم بكليرمونت Claremont Muslim Youth Movement (1958) وعملهما عبر مساجد كيب تاون. وتأسست الأخيرة على يد إمام شاب هو عبد الله هارون، الذي فتح أبواب المسجد أمام طلاب المدرسة العليا وشجعهم على إمامة الصلاة ومناقشة القضايا التي تؤثر عليهم. كما استضاف المسجد متحدثون من مختلف الانتماءات لمهاجمة السياسات العنصرية. وكانت الأدبيات الإسلامية المنتمية لجماعة الإخوان المسلمين نافعة في تحويل هذه الثقافة السياسية إلى نمط إسلامي. حيث نشرت حركة كليرمونت أعدادًا من نشرة إعلامية حملت اسم The Islamic Mirror”” بها مقالات للمودودي وسيد قطب، كما حشد اعضاء الحركة المسلمون في إقليم كيب تاون لمواجهة التفرقة العنصرية حتى بعد مقتل الإمام هارون في العام 1969([5]).

    ولم تكن كوادر الجماعة في جنوب أفريقيا بمنأى عن تداعيات سقوط نظامها في القاهرة؛ إذ حرصت الحكومة المصرية منذ العام 2014 على دعوة نظيرتها في جنوب أفريقيا “بمنع جميع أنشطة الإخوان المسلمين في البلاد بما فيها المؤتمرات”، كما تم خلال زيارة المدير العام لوكالة امن الدولة سونتو كودجو Sonto Kudjoe ووزير أمن الدولة سيابونجا سويلي Siyabonga Cwele للقاهرة ومطالبتهما بمنع تنظيم عناصر الجماعة في جنوب أفريقيا مؤتمرًا جامعًا للتنظيم الدولي “لاستهدافه إذاعة أنباء خاطئة عن الوضع في مصر([6]).

    مسارات الدعم والتمويل
    يصعب بشكل عام تتبع مسار تمويل جماعة الإخوان المسلمين ونشاطها الاقتصادي، ويمكن رصد هذا المسار –خاصة في أفريقيا- في مساهمات مانحون في بعض دول الخليج وفي الغرب، وفي رسوم العضوية، وكذلك ضمن انشطة التعليم والمنح المقدمة للطلاب الأفارقة، أو ما يؤكده البعض بأموال التبرعات التي يتم جمعها في المساجد أو المؤتمرات؛ إضافة إلى أنشطة استثمارية تقوم بها الجماعة أو عبر أعضائها. كما توجد صلات وطيدة للجماعة مع عدد من البنوك الإسلامية والمؤسسات المالية التي تقدم خدمات إدارية وخلافه([7]).

    تعاني جماعة الإخوان المسلمين من أزمة تمويل متصاعدة –على المستوى الرسمي- منذ قرار الحكومة المصرية تصنيفها “جماعة إرهابية” في ديسمبر 2013، وتكليف لجنة حكومية بمصادرة أموال وأصول الجماعات الإرهابية وإدارتها، ومتابعة مسارات تمويل هجمات إرهابية ضد أفراد من الجيش والشرطة والمدنيين([8])، وهو القرار الذي اتبعته تقييدات عربية ملحوظة على أنشطة الجماعة وأعضائها سواء في مصر أو خارجها، وأثر بالتالي على تمويل أنشطة الجماعة وفروعها في أفريقيا.

    ويمكن القول أن مسارات دعم الجماعة في أفريقيا أصبحت ترتكز على مصدرين رئيسين للدعم وهما تركيا وقطر، إضافة إلى بعض القنوات غير المباشرة من دول أخرى، وبعض مصادر التمويل الذاتي عبر الآليات التقليدية للجماعة.

    وفيما يتعلق بالدعم المالي التركي فإنه يمكن النظر له في ضوء الخبرة الطويلة للتيار الإسلامي في تركيا منذ سبعينيات القرن الماضي بقيادة نجم الدين أربكان وتلقيه الدعم من فروع الإخوان المسلمين في دول الخليج لمواجهة قمع المؤسسة العلمانية لهم حينذاك. واستمرار هذه الصلة بتصعيد رجب طيب أردوجان، أحد أبرز تلاميذ أربكان وأكثرهم تمتعًا بثقته. وبعد تكوين حزب العدالة والتنمية التركي في العام 2001 سلمت فروع جماعة الإخوان المسلمين في العالم بالدور القيادي له في الحركة بفضل نجاح أردوجان وحزبه في الحفاظ على الحكم منذ ذلك الوقت. ومن هنا فإن الدعم المالي التركي لفروع الجماعة وأنشطتها في أفريقيا يتخذ شكلًا مؤسسيًا، ومفهومًا في سياق البناء الأيديولوجي والحركي والبراجماتي المعقد للنظام التركي ونفوذه المتنامي في أفريقيا.

    وعزز هذا الدور تصاعد الدعم القطري، سواء الموازي أو بالتنسيق مع الدعم التركي، بعد الأزمة الخليجية في يونيو 2017 وقرار دول الخليج بمقاطعة قطر لدعمها جماعة الإخوان المسلمين، -ضمن أسباب أخرى بطبيعة الحال-، وتحرك قطر نحو سياسات مكشوفة لدعم الجماعة في أفريقيا لاسيما في منطقة القرن الأفريقي. حيث تشير المعلومات إلى أن قطر تقوم بتمويل حركة شباب المجاهدين في الصومال ودعم المعارضة المسلحة في تشاد، إضافة إلى تمويل منظمات مثل القاعدة في مالي، كما تكثف قطر دعمها لأنشطة جماعات إسلامية في تشاد والنيجر لتعزيز موقف الحليف التركي في ليبيا المجاورة.

    ما هي احتمالات الاستجابات المؤسساتية مع الدول الأفريقية؟
    صاحب تراجع نفوذ الجماعة في أفريقيا تبدل واضح في الاستجابات المؤسساتية من قبل الدول الأفريقية؛ على سبيل المثال فإنه في نهاية العام 2011، وعقب فوز الجماعة بأغلبية برلمانية في الانتخابات المصرية، حرصت دول أفريقية على التقارب مع الجماعة، ومنها نيجيريا التي التقى سفيرها بالقاهرة حينذاك بابا جانا وكيل بنائب رئيس حزب الحرية والعدالة عصام العريان. وعبر السفير عن سعادته بما تشهده مصر من ديمقراطية خلال الانتخابات وتوجه المواطنين لمراكز الاقتراع للتعبير عن إرادتهم؛ فيما أكد العريان بخصوص علاقات مصر الخارجية مع أفريقيا أن الحزب يشجع “علاقات ثنائية متوازنة بشكل خاص مع الدول الكبيرة مثل نيجيريا وجنوب أفريقيا وإثيوبيا، ودول حوض النيل([9]).” كما استضاف حزب المؤتمر الوطني الأفريقي الحاكم بجنوب أفريقيا في نهاية العام 2015 عددًا من قادة حركة “حماس” الفلسطينية، حيث التقى خالد مشعل وموسى أبو مرزوق بالرئيس السابق يعقوب زوما، وناقش الأول مع الأخير سبل التعاون مستقبلًا، فيما أكد الأمين العام للمؤتمر الوطني الأفريقي جويدي مانتاش Gwede Mantashe أن الحزب سيبدأ علاقة مع حماس، وأنهما سيعملان معًا في “جميع النضالات من أجل حرية فلسطين”([10]).

    لكن حظوظ الجماعة في مقاربات مؤسساتية مع الدول الأفريقية أصبحت تتراجع بشكل كبير، في ظل التآكل التنظيمي للجماعة نفسها، ونجاح عدة دول بالمنطقة ومنها مصر والسعودية والإمارات في تبني سياسات شراكة مع الدول الأفريقية تضمنت بند مكافحة الجماعة وأنشطتها على أجندتهما سواء عبر التعاون الثنائي أم مع المنظمات الإقليمية والإقليمية الفرعية في القارة، كما يتضح في مثال إقليم الساحل والتعاون مع دول قوة الساحل G5.

    تحليل الفرص والتهديدات: العامل التركي
    تتضاءل فرص تمدد جماعة الإخوان المسلمين في أفريقيا في الوقت الراهن، وعلى المدى المتوسط وربما على المدى البعيد في ضوء تراجع الجماعة في البلد الأم، وتراجع عمليات تمويل أنشطة الجماعة في أفريقيا، وتباين أدوار الجماعة مرحليًا عن مصالح “المانحون” سواء دول أو مؤسسات أو أفراد. ولا يزال العامل التركي المدعوم قطريًا الأبرز في فرص استمرار هياكل وتنظيمات الجماعة بشكل فاعل، إضافة إلى مدى قدرة الجماعة على تقديم مراجعات حقيقية لأفكارها ومقارباتها لاسيما السياسية.

    وبطبيعة الحال فإن الدعم التركي للجماعة في أفريقيا سيظل قائمًا بنفس المستويات السابقة، إن لم يكثف لاحقًا. وإضافة إلى الدور التركي الصريح في دعم الظهير السياسي والعسكري “الإخواني” لحكومة الوفاق في ليبيا، فإن تركيا لا تزال تنشط في عدة دول مثل الصومال والسودان. وعلى سبيل المثال تم الإعلان في منتصفِ فبراير 2020 عن كشف السلطات السودانية عن خليةٌ سرية “للجماعة المصرية” في السودان، كانت ترتب بتنسيق تركي القيام بعمليات إرهابية في الخرطوم والقاهرة، بقيادة العقل المدبر لعمليات الإخوان في أفريقيا: محمد البحيري.

    ويمثل الدعم التركي حائط الصد الأخير للجماعة بشكل عام، وفي أفريقيا على وجه الخصوص، وفي الوقت نفسه فإنه يضع الجماعة في مرحلة الحد من تصورها لنفسها كجماعة تتقدم الصفوف في هدف “أستاذية العالم”، إلى مجرد أداة من أدوات السياسات التركية الخارجية، وما يعنيه ذلك من تآكل أيديولوجيتها وقدرتها على الاتساق مع أسسها الفكرية والحركية.

    ماذا بعد؟
    يبدو حضور الجماعة أفريقيًا أشبه بالجزر المنعزلة، والمرتبط بالأساس بتطورات تاريخية واجتماعية وسياسية في الدول الأفريقية (كما الحال في نيجيريا، وإريتريا التي وجدت بها الجماعة منذ أربعينيات القرن العشرين على سبيل المثال)، كما يمثل الدور التركي والقطري الداعم الأبرز للجماعة في المرحلة الحالية ومستقبلًا. وفي ضوء التجربة التاريخية التي برهنت على عدم قدرة الجماعة على تقديم مراجعات حقيقية –حتى بوازع من بعض قياداتها الفكرية غير التنظيمية- فإنه لا يتوقع ان تتراجع الجماعة عن تصوراتها لنفسها ودورها. وربما يقود هذا السيناريو إلى تحولات أكثر راديكالية في صفوف فروع الجماعة أو تياراتها الفكرية في القارة الأفريقية تعيد إنتاج خطابات عنف فكري سبق أن تراجعت عنه الجماعة رسميًا؛ مما يضاعف من مسئوليات مواجهات فكرية وسياسية واقتصادية ناجعة، إلى جانب المواجهة الأمنية.

    المصدر: موقع مركز الإنذار المبكر

    المراجع:
    [1] Zachary Laub, Egypt’s Muslim Brotherhood, Council on Foreign Relations, August 15, 2019 https://www.cfr.org/backgrounder/egypts-muslim-brotherhoodhttps://www.cfr.org/backgrounder/egypts-muslim-brotherhood

    [2] Olivier Guitta, Muslim Brotherhood Parties in the Middle East and North Africa (MENA) Region, Wilfried Martens Centre for European Studies, Research Paper, p. 2 https://www.martenscentre.eu/publications/muslim-brotherhood-parties-middle-east-and-north-africa-mena-region

    [3] The Muslim Brotherhood (The Society of the Muslim Brothers), (in: Political Extremist Groups and Islamic Movements in the Middle East and North Africa), RIAC Reader, https://russiancouncil.ru/en/extremism-menahttps://russiancouncil.ru/en/extremism-mena

    [4] Mohammad Qaddam Sidq Isa, Muslim Brotherhood: Between ideals and practices, Daily Trust, June 28, 2018 https://www.dailytrust.com.ng/muslim-brotherhood-between-ideals-and-practices.htmlhttps://www.dailytrust.com.ng/muslim-brotherhood-between-ideals-and-practices.html

    [5] Abdulkadar Tayob, Islamism in South Africa, Al-Mesbar Studies and Research Center, July 25, 2018 https://mesbar.org/islamism-in-south-africa/https://mesbar.org/islamism-in-south-africa/

    [6] Egypt Calls for Muslim Brotherhood Ban in South Africa, Radio Islam International, February 28, 2014 http://www.radioislam.org.za/a/index.php/latest-news/1539-egypt-calls-for-muslim-brotherhood-ban-in-south-africa.htmlhttp://www.radioislam.org.za/a/index.php/latest-news/1539-egypt-calls-for-muslim-brotherhood-ban-in-south-africa.html

    [7] The Muslim Brotherhood (The Society of the Muslim Brothers), (in: Political Extremist Groups and Islamic Movements in the Middle East and North Africa), RIAC Reader, https://russiancouncil.ru/en/extremism-menahttps://russiancouncil.ru/en/extremism-mena

    [8] Egypt blacklists 600 persons for funding Muslim Brotherhood: sources, Egypt Today, May 15, 2020 https://www.egypttoday.com/Article/1/70433/Egypt-blacklists-600-persons-for-funding-Muslim-Brotherhood-sources

    [9] FJP Receives Nigerian Ambassador to Cairo, Stresses Vital Relations With Africa, Ikhwanweb, December 20, 2011 https://www.ikhwanweb.com/article.php؟id=29434

    [10] Kyle Shideler, South Africa Hosts Hamas, Center for Security Policy, October 23, 2015 https://www.centerforsecuritypolicy.org/2015/10/23/south-africa-hosts-hamas/https://www.centerforsecuritypolicy.org/2015/10/23/south-africa-hosts-hamas/

                  

11-10-2020, 09:03 PM

Asim Ali
<aAsim Ali
تاريخ التسجيل: 01-25-2017
مجموع المشاركات: 13492

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: من دوافع تصريحات ماكرون عن ازمه الاسلام (Re: Asim Ali)

    Quote: التمدُّد التركي في الساحل والصحراء وغرب أفريقيا: الدوافع والتداعيات
    تُواصِل تركيا سعيها الحثيث نحو تطوير علاقاتها الأفريقية، لا سيما في منطقة الساحل والصحراء وغرب القارة، بهدف بناء شراكات متعددة وصولاً إلى تحقيق أهدافها الاستراتيجية التي تتمحور حول إيجاد موطئ قدم في هذا الجزء الاستراتيجي من القارة والمساهمة في إعادة هندسة المعادلة الإقليمية في الساحل والصحراء، وذلك في ظل إلحاح بعض القضايا التي تتشابك في تحديد علاقة تركيا بالعالم العربي وأوروبا وأفريقيا بطبيعة الحال، مثل تنامي ظاهرة الإرهاب والتنظيمات الإرهابية في الساحل وغرب أفريقيا، واستمرار أزمة الهجرة غير الشرعية إلى أوروبا، فضلًا عن مزاحمة بعض القوى الأوروبية في الساحل والصحراء مثل فرنسا وألمانيا. بالإضافة إلى محاولاتها المستمرة للتأثير في الملف الليبي بهدف تعزيز نفوذها في هذا البلد، وتطويق المصالح الاستراتيجية للقوى المحلية والإقليمية والدولية المناوئة لدور تركيا السلبي هناك.

    وهناك مساعٍ حثيثة من قبل الجانب التركي لتعزيز العلاقات مع بعض دول المنطقة وتعميق العلاقات مع المنظمات الإقليمية من خلال التحرك على المستويات كافة، واستخدام العديد من الأدوات الفاعلة اللازمة لذلك، وتوقيع المزيد من اتفاقيات التعاون في مختلف المجالات، وتحديداً الأمنية التي تسمح لأنقرة بالوجود وفتح أسواق جديدة للصناعات التسليحية التركية، الأمر الذي يمثل تهديداً للمصالح الاستراتيجية للعديد من القوى الإقليمية والدولية في المنطقة، ويؤثر في المعادلة الأمنية بالمنطقة، لا سيما فيما يتعلق بالأزمة الليبية نظرًا للتشابكات الجيوبوليتيكية بين الشمال الأفريقي والساحل والصحراء وغرب أفريقيا.

    حدود ودينامية التحركات التركية في المنطقة

    تنخرط أنقرة في استراتيجية طويلة الأمد لبناء علاقات قوية مع دول الساحل وغرب أفريقيا، وتسعى من خلالها إلى توسيع نطاق نفوذها وحضورها السياسي والاقتصادي والعسكري في القارة الأفريقية بعدما عززت وجودها في منطقة شرق أفريقيا والقرن الأفريقي من خلال بوابة الصومال، الأمر الذي قد يُعزز من حدة التوترات في المنطقة التي تعد مسرحاً للعديد من القوى الدولية والإقليمية الفاعلة.
    وسَّعت تركيا علاقاتها مع معظم دول المنطقة مثل النيجر وتشاد ومالي وبوركينا فاسو وموريتانيا في ضوء ما تواجهه تلك الدول من أزمات مُزمِنة مثل انتشار الإرهاب وتوسُّع رقعة الفقر والمجاعة والصراعات الإثنية والقبلية، وهي مشكلات استغلتها أنقرة كبوابة لتعزيز حضورها. فقد كثف المسؤولون الأتراك خلال السنوات الأربع الأخيرة زياراتهم إلى معظم دول الساحل وغرب أفريقيا، مثل تشاد والسودان وموريتانيا والسنغال ومالي وتوغو والنيجر وغينيا الاستوائية ونيجيريا وغامبيا وكوت ديفوار. وكانت آخر زيارة للرئيس التركي أردوغان في يناير 2020 إلى غامبيا والسنغال. بينما جاءت جولة وزير الخارجية التركي في منطقة الساحل وغرب أفريقيا، في يوليو 2020، لتشمل دول توغو وغينيا الاستوائية والنيجر. وتهدف التحركات التركية بشكل أساسي إلى إعادة تشكيل المحاور الإقليمية وميزان القوى الدولي في المنطقة، لا سيما في خضم تنامي التنافس التركي الفرنسي، ما يكشف جانباً من الأهداف التركية في منطقة الساحل والصحراء الأفريقية.
    تضاعَف عدد السفارات التركية في أفريقيا إلى 4 أضعاف خلال العقدين الماضيين، ليصل إلى حوالي 43 سفارة. وقد افتتحت أنقرة خلال الفترة الأخيرة سفارتين جديدتين لها في كل من توغو وغينيا الاستوائية[1]، وذلك بهدف تعزيز العلاقات والحضور التركي في المنطقة.
    تُولي أنقرة للدائرة الأفريقية في المجال الأمني أهمية كبيرة، حيث أصبحت السياسة التركية أكثر عسكرة منذ عام 2015 بُغية توسيع نفوذها الجيوسياسي في المنطقة والقارة[2]، وهو ما برز في اتفاقات التعاون الأمني التي أبرمتها أنقرة مع معظم دول المنطقة مثل موريتانيا وغامبيا وكوت ديفوار وتشاد والسودان وغينيا ونيجيريا وبنين، وآخرها التوصل إلى اتفاق أمني مع النيجر في يوليو 2020 بهدف إيجاد موطئ قدم علني في منطقة الساحل والصحراء. وهناك بعض التقارير التي تشير إلى سعي أنقرة إلى إنشاء قاعدة عسكرية في غرب أفريقيا، خاصة في النيجر قرب الحدود مع ليبيا، وهو ما يمنحها موطئ قدم علني في دولة أفريقية ثالثة بعد الصومال وليبيا[3]. وكان البرلمان التركي قد وافق في نوفمبر 2014 على المشاركة في عمليات حفظ السلام الدولية في كلٍّ من مالي وأفريقيا الوسطى[4]. كما تقوم مؤسسة "صادات" التركية بإجراء برامج تدريبية عسكرية للعديد من القوات والجيوش الأفريقية، وتبحث عن فُرصٍ للاستفادة من الصفقات العسكرية في القارة الأفريقية[5].
    تتبع أنقرة استراتيجية الاستثمار في الأزمات الناشبة في الساحل والصحراء، حيث تستفيد من موجة الإرهاب التي تجتاح دول المنطقة بفعل انتشار التنظيمات الإرهابية، عبر تقديم المساعدات والتدريب والخبرات العسكرية إلى الدول الأفريقية[6]. وقد أعلنت تركيا في مارس 2018 مساهمتها بخمسة ملايين دولار لتمويل قوة دول الساحل الخمس بهدف مكافحة الإرهاب في المنطقة[7].
    وفي نفس الوقت، تواجه أنقرة العديد من الاتهامات فيما يتعلق برعاية التنظيمات الإرهابية في الساحل وغرب أفريقيا، وأن جزءاً محورياً من تحركات أنقرة في المنطقة يعتمد على تسليح التنظيمات الإرهابية والمرتزقة، بهدف تعزيز الوجود التركي والسيطرة على الموارد والثروات الطبيعية، وتدعيم تيارات الإسلام السياسي[8]. وقد صَرَّح عدنان تانريفيردي، مالك مؤسسة صادات شبه العسكرية وكبير المساعدين العسكريين سابقاً للرئيس التركي أردوغان، أنه يجب على تركيا دعم التنظيمات الإرهابية ضد ما أسماه إرهاب الدولة في بعض مناطق وبلدان القارة الأفريقية مثل أفريقيا الوسطى ومالي ونيجيريا[9]. أضف إلى ذلك، عيّنت أنقرة سفيراً لها لدى السنغال في مارس 2020 كان قد أظهر تعاطفه مع تنظيم القاعدة، واعتبره منظمة غير إرهابية وحركة مقاومة مشروعة[10]. ويشير بعض التقارير إلى أن هناك 229 من كبار قادة التنظيمات الإرهابية من جبهة النصرة و"داعش" قد أرسلتهم أنقرة من تركيا إلى طرابلس الليبية، بما يعني إمكانية انتشارهم في مناطق أخرى في أفريقيا. وفي هذا الإطار، أفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان بوجود عناصر إرهابية تُمولها وتدربها أنقرة يصل عددهم إلى 4700 عنصر في ليبيا وفقاً لإحصائيات فبراير 2020، و1800 يتدربون في أنقرة، فيما وصل 64 عنصراً من أوروبا، وأن العشرات من هؤلاء قد فرُّوا إلى أوروبا، وتحديداً إيطاليا[11]. كما كشف بعض التقارير الاستخباراتية عن إرسال أنقرة نحو 900 عنصر للانضمام إلى تنظيم الدولة الإسلامية "داعش" المتمركز في شمال غرب مالي، بهدف تعزيز صفوفه تحت قيادة عبد الحكيم صحراوي، الأمر الذي يترتب عليه تقويض السلم والأمن الإقليمي في المنطقة وأفريقيا عموماً[12]. ومن ثمّ، تبدو بيئة منطقة الساحل والصحراء مُهيَّأة لتعزيز العلاقة بين أنقرة ومختلف التنظيمات الإرهابية النشطة في المنطقة التي تشكل تهديداً واضحاً لدول المنطقة ومناطق الجوار الجغرافي، لا سيما شمال أفريقيا.
    يحاول النظام التركي تجنيد قبائل الطوارق في منطقة الساحل للترويج لسياساته في الساحل وغرب وشمال أفريقيا؛ فقد زار 10 من شيوخ وقادة الطوارق تركيا في أبريل 2020، وتسعى أنقرة إلى استمالة الطوارق واستغلالهم من أجل تعزيز سياساتها الحالية والطموحات الشخصية للرئيس التركي، تحت غطاء مساعدة الطوارق في توسيع دائرة الإسلام في أفريقيا[13]. ومن شأن النفوذ التركي على الطوارق أن يمنح أنقرة جملة من أوراق الضغط لابتزاز ومساومة بعض البلدان الأفريقية، بما في ذلك ليبيا والنيجر ومالي والجزائر، وكذلك بعض القوى الغربية مثل فرنسا.
    كشف بعض التقارير عن تجسُّس السفارة التركية في أبوجا على بعض المؤسسات النيجيرية مثل جامعة النيل النيجيرية، ومؤسسة حوار UFUK[14]. كما تورطت تركيا في إرسال بعض شحنات الأسلحة من أراضيها إلى موانئ نيجيريا، حيث اكتشفت السلطات النيجيرية وجود أسلحة تركية الصُّنع تم شحنها عبر شبكة تهريب بين ميناءيْ لاجوس وإسطنبول، واستطاعت ضبط نحو 4 شحنات في عام 2017، وحوالي 2671 بندقية[15]، اتضح أن التنظيمات الإرهابية تمتلكها في مالي والنيجر وبوركينا فاسو وأفريقيا الوسطى[16].
    ترى أنقرة في السيطرة على ليبيا بوابة مهمة لتعزيز النفوذ في الساحل وغرب أفريقيا، وتنفيذ أجندتها التوسعية في المنطقة[17]. ومن ثمَّ، فهي تسعى إلى تكوين حلفاء إقليميين لديهم مصالح جيوبوليتيكية مع ليبيا مثل النيجر وتشاد، بهدف استغلالهم كنقطة ارتكاز تركية للتوغل في الغرب الأفريقي. كما أنها تتخذ تلك الدول منصةً لدعم التنظيمات المتطرفة، حيث تحرص على تعزيز علاقاتها مع تشاد التي تشترك في حدود ممتدة مع ليبيا[18]. وتتعاظم الأهمية الجيوستراتيجية للنيجر بالنسبة للصراع حول ليبيا، حيث يشكل الوجود التركي في النيجر منطلقاً لدعم التنظيمات الإرهابية في المنطقة، وتقديم الدعم إلى مناطق أخرى خاصة في الشمال الأفريقي[19]، وهو ما دفع البعض إلى الإشارة إلى إمكانية إقامة قاعدة عسكرية تركية برية وجوية في نيامي/النيجر، إلى جانب تدريب القوات الأمنية والجيش النيجري وتزويده بالسلاح.
    يمثل التدخل التركي في منطقة الساحل وغرب أفريقيا خطوةً على طريق التوجهات التركية المضادة للمصالح الفرنسية والأوروبية في المنطقة. وقد امتد الصراع بين فرنسا وتركيا من ليبيا وشرق المتوسط إلى منطقة الساحل والصحراء وغرب أفريقيا، خاصة في ظل المساعي التركية لتحجيم النفوذ الفرنسي وتعزيز موقعها، بما يضر بالمصالح الاستراتيجية الفرنسية في المنطقة التي تعد ساحة تقليدية للنفوذ الفرنسي، وهو ما يعني احتمالية تهديد القوات العسكرية الفرنسية في المنطقة وبعثة الأمم المتحدة الفاعلة في مالي، الأمر الذي سينعكس سلباً على الأمن الإقليمي في الساحل والصحراء نتيجة تنامي نشاط الشبكات الإرهابية والتنظيمات المتطرفة[20].
    ينخرط العديد من الشركات التركية في معظم دول الساحل وغرب أفريقيا في مجالات متنوعة، بهدف زيادة الاستفادة الاقتصادية وتعظيم مصالح أنقرة التي أضحت شريكاً تجارياً لعدد من دول المنطقة، مثل السنغال التي تنفذ الشركات التركية فيها بعض مشروعات البنى التحتية الرئيسة مثل مركز عبده ضيوف الدولي للمؤتمرات، وقصر داكار الرياضي، وفندق راديسون، بالإضافة إلى إدارة مطار بليز ديان الدولي لمدة 25 عاماً. كما استحوذت تركيا على حوالي 29 مشروعاً بقيمة تتجاوز 700 مليون يورو في عام 2018 [21]. وفي الكاميرون تم بناء مجمع جابوما الرياضي في دوالا من قبل مجموعة يانجان التركية، وبتمويل من "ترك إكسيم بنك" التركي بقيمة 116 مليار فرنك أفريقي[22]. كما وقعت أنقرة مع مالي في ديسمبر 2019 من خلال مجموعة "كاليون" التركية مذكرة تفاهم بشأن مشروع إنشاء "متروباص" في العاصمة باماكو[23]. وقد ضخت تركيا نحو 250 مليون دولار في مشروعات البنية التحتية بالنيجر، واستطاعت مجموعة شركات تركية الفوز بعقود ضخمة أبرزها بناء مطار نيامي الجديد بتكلفة 154 مليون يورو. كما تحرص أنقرة على تعزيز التعاون مع نيجيريا في القطاع النفطي، وهو ما دللت عليه زيارة السفير التركي لدى أبوجا إلى شركة البترول الوطنية النيجيرية NNPC في أغسطس 2019، والتأكيد على حرص أنقرة على التعاون لتطوير البنية التحتية لمشروعات النفط في المنطقة، وتعزيز الشراكة التجارية بين البلدين[24].
    دوافع وأسباب التمدُّد التركي

    تقدم أنقرة نفسها بوصفها صوتاً دولياً موثوقاً به بالنسبة للدول الأفريقية، في إطار سعيها للعب دور أكبر في النظام الدولي عبر التأكيد على الحضور التركي في الساحة الأفريقية، باعتبارها ساحة تنافس بارزة في السباق على النفوذ في أفريقيا، وفي نفس الوقت الدفع نحو انطلاقة قوية لمزيد من التعاون التجاري والاقتصادي بين أنقرة والدول الأفريقية[25].
    إظهار أنقرة تحديها لخصومها الإقليميين في المنطقة لا سيما مصر[26]، ومن ثمّ محاولة تطويق وإضعاف النفوذ العربي واستهداف جهوده في الساحل والصحراء.
    مواجهة التحالفات المضادة التي تشكلت ضدها في البحر الأبيض المتوسط، وتعزيز نشاطاتها في البحر الأبيض المتوسط[27]، وذلك من خلال موازنة القوى وموازنة النفوذ على الأرض، والحفاظ على الوجود التركي في ليبيا من أجل تعزيز التوسُّع التركي في أفريقيا.
    دعم حركات الإسلام السياسي في المنطقة وفي الشمال الأفريقي، والبحث عن حلفاء جدد بعد سقوط جماعة الإخوان في السودان، حيث إن لدى تركيا مشروعاً توسعياً تُمثِّل فيه ليبيا نقطة انطلاق نحو منطقة الساحل والصحراء وغرب أفريقيا. ومن ثمّ تسعى أنقرة إلى التعاون مع بعض قوى الإسلام السياسي في المنطقة، بهدف تغيير موازين القوى عبر التنظيمات المتطرفة التي ترغب أنقرة في نسج خيوط الارتباط بينها في ليبيا. وهناك تقارير تشير إلى وجود اتفاق بين أنقرة وجماعة بوكو حرام لنقل بعض عناصرها إلى الجنوب الليبي الخاضع لسيطرة الجيش الوطني الليبي[28].
    التعاون مع الاتحاد الأفريقي في مجال مكافحة الإرهاب في الساحل والصحراء بعد عزمه إرسال قوة عسكرية إلى هناك تتكون من 3 آلاف جندي خلال عام 2020، والانخراط بشكل أو بآخر في قوة الساحل الخمس المشاركة في محاربة الإرهاب.
    الحصول على دعم الدول الأفريقية الفاعلة في الاتحاد الأفريقي لاستمرار الوجود التركي في ليبيا، وذلك بهدف تقوية موقف تركيا في معادلة تسوية الأزمة الليبية مستقبلاً.
    العمل على تعزيز الطموحات العسكرية التركية في أفريقيا والمنطقة، وحماية القواعد العسكرية التركية المزمع تدشينها في ليبيا والنيجر وإقامة المزيد منها، إضافة إلى فتح سوق جديدة للترويج للصناعات التسليحية التركية في المنطقة التي تشهد انتشاراً للتنظيمات الإرهابية والصراعات المختلفة.
    ضمان تأمين المصالح الاقتصادية والتجارية لأنقرة في أفريقيا، وإقامة علاقات اقتصادية مع دول المنطقة يمكن أن تؤدي إلى روابط سياسية وأيديولوجية في المستقبل تستطيع أنقرة من خلالها بناء نفوذ قوي في القارة والمنطقة، باعتبارها مساحة حركة معتبرة لأنقرة، والبحث عن فرص للشراكات في الساحل التي من شأنها تعزيز مكانة تركيا كقوة إقليمية ودولية فاعلة[29]، ومساعدة الاقتصاد التركي على الخروج من أزماته من خلال زيادة الصادرات التركية إلى دول الساحل، وهي أولوية بالنسبة للحكومة التركية[30].
    مواصلة التغلغل التركي في قطاع الموانئ البحرية والسيطرة على المزيد منها على الساحل الغربي للقارة الأفريقية. فقد استحوذت مجموعة البيرق التركية على ميناء كوناكري المستقل في غينيا لمدة 25 عاماً، باستثمار يتجاوز 700 مليون دولار[31]. إلى جانب ميناء بانجول-بارا في غامبيا، بهدف تحسين فرص الاستثمار للشركات التركية.
    السيطرة على الموارد والثروات وطرق المواصلات، وعلى أكبر عدد من مناجم اليورانيوم والذهب في دول المنطقة. وتأمين الحصول على الطاقة، إذ تفتقر أنقرة للموارد النفطية الكافية، وتستورد ما قيمته 50 مليار دولار سنوياً منها[32].
    التوجُّه نحو توسيع علاقات تركيا مع أفريقيا ونطاق نفوذها لتعويض الخسائر التي تكبدتها أنقرة خلال العقد الأخير على المستويين الإقليمي والدولي سياسيًّا واقتصاديًّا في ضوء سلسلة الأزمات في علاقات أنقرة مع الغرب وتزايد عزلتها في الشرق الأوسط[33].
    مُزاحَمة القوى الدولية الكبرى المنخرطة في الساحل وغرب أفريقيا، وإحداث اختراق لمجال الهيمنة الفرنسية في المنطقة، بهدف تحجيم نفوذ باريس لصالح التوغل التركي، لا سيما في ظل الخلاف القائم في ليبيا وموقف باريس الرافض للتدخلات التركية في ليبيا وفي شرق المتوسط كما في سوريا[34].
    مساومة القوى الأوروبية بالضغط في ملف الهجرة غير الشرعية وانتقال عناصر التنظيمات الإرهابية إلى الداخل الأوروبي، وكذلك الأمر بالنسبة لتهريب السلاح والمخدرات والجريمة المنظمة لتسوية ملفات إقليمية شائكة بين الطرفين في مناطق أخرى مثل الشرق الأوسط.
    ملاحقة حركة فتح الله غولن في أفريقيا، وشبكة المدارس التابعة لها والاستحواذ عليها، ونقل ملكيتها للحكومة التركية.
    استغلال حاجة بلدان الساحل وغرب أفريقيا إلى مزيد من الدعم الدولي في محاربة الإرهاب والجريمة المنظمة، ومحاربة الفقر، بما يسمح لأنقرة لعب دور أكبر فيما يتعلق بالحرب على الإرهاب في الساحل.
    أدوات السياسة التركية

    وكالة التعاون والتنسيق التركية (TIKA): تُنفِّذ أنشطتها في القارة من خلال 22 مكتب تنسيق، بحيث يتم تقديم المساعدة في مختلف المجالات إلى البلدان الأفريقية[35]. وقد نفذت الوكالة العديد من المشروعات في دول المنطقة مثل تشاد والنيجر وغيرهما. وتُتهم الوكالة بأنها تشكل ستاراً للعمل الاستخباراتي وللتجنيد وتمويل التنظيمات الإرهابية من قبل النظام التركي.
    شركة صادات التركية: تُمثل ذراعاً مهمة للسياسة التركية في أفريقيا، باعتبارها عقلاً مدبراً وذراعاً منفذاً لأهدافها التي تنطوي على التمدد الخارجي في مناطق النزاعات في القارة. كما يتم توظيفها بأشكال متعددة، سواء فيما يتعلق ببيع الأسلحة والخدمات الأمنية والاستخباراتية، ويمكن استغلالها في بعض المسائل غير القانونية وغير المشروعة[36].
    مؤسسة "المعارف" التركية: أنشأتها الحكومة التركية لإدارة المدارس الخارجية المرتبطة بحركة فتح الله غولن. وباتت هذه المؤسسة تملك 23 فرعاً في أفريقيا، وحوالي 333 مدرسة في 43 دولة، واستطاعت تأسيس مكاتب وممثليات لها في عدد من دول المنطقة، هي تشاد والغابون وغامبيا وغينيا ومالي وموريتانيا والنيجر والسنغال وسيراليون والسودان وتونس[37]. وتتهم هذه المؤسسة بأنها بمثابة ذراع طويلة للنظام التركي في أفريقيا فيما يتعلق بتقديم الخدمات التعليمية كجزء من استراتيجية "تركنة" الأفارقة، خاصة أنها تهدف إلى تنشئة جيل جديد من الناشطين الإسلاميين السياسيين للتعبئة حول السياسة التركية في أفريقيا[38].
    أدوات القوة الناعمة الأخرى: تتعدد أدوات القوة الناعمة للسياسة التركية في الساحل وغرب أفريقيا، وتأتي على رأسها المساعدات الإنسانية، حيث تنخرط أنقرة بشكل كبير في مجال المساعدات وتوزيع الغذاء لشعوب المنطقة. كما توجد عدد من المؤسسات التركية التي تعمل في المنطقة مثل الهلال الأحمر التركي، ووقف الديانة التركي واتحاد الجمعيات الإنسانية التركية IDDEF التي تقوم بنشاطات إنسانية وإغاثية في العديد من دول المنطقة[39].
    إثارة المشاعر الدينية: تستغل أنقرة المشاعر الدينية للتجمعات السكانية المسلمة في دول المنطقة مثل نيجيريا ومالي والنيجر والسنغال، بهدف نسج شبكات نفوذ ومصالح تركية على أراضيها. كما أن الخطاب التركي يلقى قبولًا لدى بعض الأفارقة، لا سيما أن أردوغان يتبنى خطاباً معادياً للممارسات الغربية وما وصفه بـ "تكالب القوى الغربية على ثروات القارة"، مُتَّهماً الدول الغربية بأنها لا تريد لأفريقيا أن تنهض وتستفيد من إمكاناتها وتنعم بالسلام[40].
    تداعيات الوجود التركي في المنطقة ومخاطره

    تحوُّل المنطقة إلى ساحة صراع بين تركيا والقوى الفاعلة هناك، مما يهدد الأمن الإقليمي للفناء الخلفي لأوروبا، والمصالح الاستراتيجية لبعض القوى الإقليمية الرئيسة مثل مصر، وتشكيل حزام تهديد أمني حولها، من البحر الأحمر من خلال القاعدة التركية في الصومال، حتى البحر المتوسط شمالاً من خلال التحركات في ليبيا وشرق المتوسط، وشرقاً في شمال سوريا والعراق، وغرباً عبر التوغل العسكري في ليبيا والساحل والصحراء وغرب أفريقيا.
    تقوية شوكة التنظيمات المتطرفة والإرهابية في منطقة الساحل وغرب أفريقيا على حساب الجيوش الأفريقية في ظل استمرار الدعم العسكري واللوجستي من أنقرة والدوحة لتلك التنظيمات. وخلق بيئة جديدة حاضنة للإرهاب، ونقل المزيد من العناصر الإرهابية إلى المنطقة، وتحديداً إلى ليبيا، ومنها إلى الساحل والصحراء وغرب أفريقيا. ومن ثمّ تصاعُد حالة الفوضى وعدم الاستقرار في المنطقة.
    محاولة إعادة إحياء مشروع الإخوان المسلمين في المنطقة، لا سيما في بعض الدول التي تضم نسبة معقولة من المسلمين في ضوء التحركات التركية هناك.
    إمكانية زيادة التنسيق والتوافق بين أهداف تنظيم "داعش" وسلطة أردوغان فيما يتعلق بإقامة المشروع الإسلامي، وإن اختلفت الرؤى، فكلاهما ينظر إلى ليبيا، على سبيل المثال، باعتبارها البوابة الاستراتيجية للدولة الإسلامية[41].
    تزايد التهديدات التي تواجهها دول الاتحاد الأوروبي، لاسيما تلك المتعلقة بتصدير العناصر الإرهابية إلى أوروبا، وعدم السيطرة على عملية الهجرة غير الشرعية من أفريقيا عبر المتوسط للقارة الأوروبية، وتحوُّل منطقة البحر المتوسط إلى منطقة مضطربة بعد تجميع الإرهابيين في ليبيا والساحل والصحراء، مما يهدد مصالح الأطراف الإقليمية والدولية الفاعلة هناك.
    تزايد احتمالية وقوع صدام تركي فرنسي في ظل القلق الفرنسي من انعكاسات الدور التركي في ليبيا على نفوذها في القارة الأفريقية عموماً، وبصفة خاصة في منطقة الساحل وغرب أفريقيا؛ فأي صعود تركي في المنطقة من شأنه إفساد المصالح الفرنسية الاستراتيجية في أفريقيا.
    يسهم الدور التركي، بما يتركه من تداعيات سلبية تُحِّفز الصراعات، في إجبار الآلاف من الأشخاص نحو النزوح واللجوء خارج بلدانهم، حيث سجلت البيانات نزوح نحو 3 آلاف شخص يومياً خلال عام 2020، وأجبرت أعمال العنف في منطقة الساحل نحو 1.7 مليون شخص إلى النزوح من مناطقهم[42].
    مستقبل الحضور التركي

    من المتوقع أن يتزايد اهتمام أنقرة بالساحل والصحراء وغرب أفريقيا، وأن تواصل مساعيها نحو تعزيز الدور التركي هناك في ضوء صعوبة فك الارتباط بين تطورات الملف الليبي وملف غاز شرق المتوسط وانعكاساتها على منطقة الساحل والصحراء، وطموح تركيا للعب دور أكبر على الصعيدين القاري والدولي.
    من المرجَّح أن تواصل تركيا تقديم الدعم المادي واللوجستي من أنقرة لبعض التنظيمات المتطرفة في منطقة الساحل والصحراء والغرب الأفريقي، باعتبارها أداة ناجعة في يد السياسة التركية من أجل تحقيق مصالحها وأهدافها الاستراتيجية في المنطقة.
    يُتوقَّع أن تزيد مظاهر الأمننة والعسكرة في علاقة تركيا بدول المنطقة خلال المرحلة المقبلة في ضوء تشابك وتعقُّد المشهدين الأمني والجيوسياسي في الساحل والصحراء.
    ثمة احتمالية متزايدة لاندلاع صِدام فرنسي تركي مستقبلاً، قد يتخذ أشكالاً وتعبيرات مختلفة، في ظل تهديد التمدد التركي للمصالح الفرنسية ونفوذها التقليدي في القارة الأفريقية، وتزايد قلق الدول الأوروبية من التحركات التركية في الساحل والصحراء وغرب أفريقيا في ضوء حساسية الملفات التي تهدد الأمن الأوروبي.
    المصدر: مركز الانذار المبكر
                  

11-10-2020, 09:04 PM

Asim Ali
<aAsim Ali
تاريخ التسجيل: 01-25-2017
مجموع المشاركات: 13492

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: من دوافع تصريحات ماكرون عن ازمه الاسلام (Re: Asim Ali)

    Quote: الهوامش

    [1] Horn diplomat, Turkey officially opens embassy in Equatorial Guinea, 23 July 2020. Available at: https://bit.ly/2Fw3PM1https://bit.ly/2Fw3PM1

    [2] Valeria Talbot, Turkey’s Struggle for Influence in the Eastern Mediterranean, Italian Institute for International Political Studies, 17 July 2020. Available at: https://bit.ly/3iMG93Yhttps://bit.ly/3iMG93Y

    [3] Ahval, Turkey’s military pact with Niger securing foothold in neighbouring Libya - The New Khalij, 26 July 2020, available at: https://bit.ly/3iBheAyhttps://bit.ly/3iBheAy

    [4] بدر حسن شافعي، "تركيا ومعضلة الأمن في أفريقيا"، الدوحة، مركز الجزيرة للدراسات، 21 ديسمبر 2015، ص4.

    [5] Nordic Monitor, Turkey seeks to improve defense industry cooperation with Sudan, 14 February 2020, Available at: https://bit.ly/3g89q7Bhttps://bit.ly/3g89q7B

    [6] أيمن سمير، "الوجود العسكري التركي في النيجر"، موقع الغد، 29 يونيو 2020، متاح على: https://bit.ly/2Y6H8Eyhttps://bit.ly/2Y6H8Ey

    [7] "تركيا تقدم 5 ملايين دولار لمجموعة دول الساحل الخمس"، فرانس 24، 1 مارس 2018، متاح على: https://bit.ly/3kGvppIhttps://bit.ly/3kGvppI

    [8] المركز الأوروبي لدراسات مكافحة الإرهاب والاستخبارات، "ما حقيقة سعي تركيا لإقامة قواعد عسكرية في ليبيا وأفريقيا"، 26 يونيو 2020، متاح على الرابط: https://bit.ly/2Ql6SZuhttps://bit.ly/2Ql6SZu

    [9] Nordic Monitor, Support Islamists against ‘state terrorism’ in Mali, Nigeria, CAR, says ex-military advisor of Turkey’s president, 21 May 2020. Available at: https://bit.ly/2E6phqhhttps://bit.ly/2E6phqh

    [10] Nordic Monitor, Turkey appoints radical Islamist professor as ambassador to Senegal, 3 March 2020. Available at: https://bit.ly/3gaMnt7https://bit.ly/3gaMnt7

    [11] Fabio Giuseppe Carlo Carisio, In Libya 229 ISIS Fierce Leaders with 4700 Turkish-backed Jihadists. UN Investigates, Europe Sleeps, Gospa News, 14 February 2020. Available at: https://bit.ly/2FnhCo5https://bit.ly/2FnhCo5

    [12] "مرصد الإفتاء: النظام التركي أرسل مئات الإرهابيين لدعم وتعزيز صفوف تنظيم داعش في منطقة الساحل والصحراء"، دار الإفتاء المصرية، القاهرة، 10 يوليو 2020، متاح على: https://bit.ly/2Y6EYVshttps://bit.ly/2Y6EYVs

    [13] Abdullah Bozkurt, Turkey’s Erdoğan enlists Tuaregs in his proxy battle, Nordic Monitor, 23 December 2019. Available at: https://bit.ly/347TujEhttps://bit.ly/347TujE

    [14] Abdullah Bozkurt, Turkish Embassy spied on Nigerian school network, well-respected hospital, Nordic Monitor, 2 March 2019. Available at: https://bit.ly/2FxyiJnhttps://bit.ly/2FxyiJn

    [15] "نيجيريا تحقق في شحنات أسلحة مهربة يعتقد أن مصدرها تركيا"، فرانس 24، 22 سبتمبر 2017، متاح على: https://bit.ly/2QgM2uphttps://bit.ly/2QgM2up

    [16] المركز الأوروبي لدراسات مكافحة الإرهاب والاستخبارات، مرجع سبق ذكره.

    [17] Majed Nehme, What in the world is Erdoğan doing in West Africa؟, Ahval, 3 February 2020, available at: https://bit.ly/2PVcnOihttps://bit.ly/2PVcnOi

    [18] المركز الأوروبي لدراسات مكافحة الإرهاب والاستخبارات، مرجع سبق ذكره.

    [19] جهاد عودة، "الكولونالية التركية.. وجيوبوليتكس الصراع في النيجر"، موقع صدى البلد، القاهرة، 31 يوليو 2020، متاح على: https://bit.ly/341dB2Ihttps://bit.ly/341dB2I

    [20] Majed Nehme, Ibid.

    [21] En visite au senegal, le president turc confirm ses ambitions africaines, Le Monde, 29 January 2020. Available at: https://bit.ly/2Q0JfFnhttps://bit.ly/2Q0JfFn

    [22] Idem.

    [23] الصحراء، نحو تعزيز التعاون بين مالي وتركيا في مجال النقل، متاح على: https://bit.ly/3kKd1MVhttps://bit.ly/3kKd1MV

    [24] المركز الأوروبي لدراسات مكافحة الإرهاب والاستخبارات، مرجع سبق ذكره.

    [25]. Dr. Alex Vines OBE, Challenged Ambitions: Turkey’s Africa Policy and the G20, Chatham house, 1 October 2015. Available at: https://bit.ly/2Y36YJqhttps://bit.ly/2Y36YJq

    [26]. Steven A. Cook, Erdogan Is Libya’s Man Without a Plan, Foreign Policy, 9 July 2020. Available at: https://bit.ly/30QcSzghttps://bit.ly/30QcSzg

    [27]. Somaliland Sun, Turkey capable of destroying ‘evil alliances’ in E. Med, 12 August 2020. Available at: https://bit.ly/3kJeJOkhttps://bit.ly/3kJeJOk

    [28] الحبيب الأسود، "أردوغان يطمح إلى تأسيس إمبراطورية الإرهاب في ليبيا"، بوابة أفريقيا الإخبارية، 2 يونيو 2020، متاح على: https://bit.ly/2Y3YJwMhttps://bit.ly/2Y3YJwM

    [29]. The Arab Weekly, Erdogan moves to expand arc of influence in North Africa, Sahel, 4 March 2020. Available at: https://bit.ly/3hg6YO1https://bit.ly/3hg6YO1

    [30]. Thomas Seibert, Turkey Seeks to Expand its Reach throughout Africa, Somaliland Sun, 3 February 2020, available at: https://bit.ly/343ChYehttps://bit.ly/343ChYe

    [31]. Nordic Monitor, Albayrak Group’s scandals in Guinea lay bare shady ties to Turkey’s Erdogan, 22 September 2020. Available at: https://bit.ly/31bPWLnhttps://bit.ly/31bPWLn

    [32] كرم سعيد، "تثبيت النفوذ: دوافع توظيف تركيا للمرتزقة الأجانب في الأزمة الليبية"، مركز المستقبل للدراسات والأبحاث المتقدمة، 4 فبراير 2020، متاح على: https://bit.ly/3h4dkzUhttps://bit.ly/3h4dkzU

    [33].David Lepeska, Beset by troubles, Turkey turns to Africa, Ahval, 7 February 2020. Available at: https://bit.ly/311K1Iwhttps://bit.ly/311K1Iw

    [34] Tony Chafer, Gorden D. Cumming, Is France a reluctant multilateralist in the Sahel؟, The Africa Report, 10 August 2020. Available at: https://bit.ly/31TIByUhttps://bit.ly/31TIByU

    [35] Somaliland Sun, Old acquaintances, new allies in new period of strategic Turkey-African political partnership, 2 January 2020. Available at: https://bit.ly/3ano4qkhttps://bit.ly/3ano4qk

    [36] إسلام أبو العز، "ما بعد الدولة.. دور شركات الأمن والاستخبارات الخاصة في إدارة الصراعات الإقليمية"، مركز الإنذار المبكر EWC، 7 فبراير 2020، متاح على: https://bit.ly/30P2Cawhttps://bit.ly/30P2Caw

    [37] "تركيا تتسلّل إلى موريتانيا عبر الهبات والمشاريع الاستثمارية"، أحوال تركية، 15 يوليو 2019، متاح على: https://bit.ly/2Q522zqhttps://bit.ly/2Q522zq

    [38] Levent Kenez, South Africa’s ruling ANC signs MOU with Erdoğan’s Islamist party in Turkey, The Nordic Monitor, 27 august 2019. Available at: https://bit.ly/3h3bPSdhttps://bit.ly/3h3bPSd

    [39] Thomas Seibert, Turkey Seeks to Expand its Reach throughout Africa, Somaliland Sun, 3 February 2020, available at: https://bit.ly/343ChYehttps://bit.ly/343ChYe

    [40] "احتدام الصدام الفرنسي التركي بسبب تعارض المصالح في أفريقيا"، مركز الروابط للدراسات والبحوث، 5 ديسمبر 2019، متاح على: https://bit.ly/2PVDPeLhttps://bit.ly/2PVDPeL

    [41] Fabio Giuseppe Carlo Carisio, Ibid.

    [42] "حروب الساحل الأفريقي تجبر 1.7 مليون شخص على النزوح"، سكاي نيوز عربية، 21 يونيو 2020، متاح على: https://bit.ly/3iIJHUX[/QUOTEhttps://bit.ly/3iIJHUX[/QUOTE]
                      

11-10-2020, 11:27 PM

Asim Ali
<aAsim Ali
تاريخ التسجيل: 01-25-2017
مجموع المشاركات: 13492

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: من دوافع تصريحات ماكرون عن ازمه الاسلام (Re: Asim Ali)

    Quote:
    الفرنك الافريقي و الاستعمار الاقتصادي

    البداية
    فى 1946 واصبح نذير شؤم على اقتصاد المستعمرات الفرنسية السابقة وعلى اقتصاد غينيا بيسار وغينيا الاستوائية هي القوة الناعمة لفرنسا للسيطرة على اقتصاد 15 دولة أفريقية و كبح عجلة التنمية فيها.
    في البداية كان الفرنك الافريقي مرتبطا بالفرنك الفرنسي وقيمتها ب2 فرنك فرنسي وهي قيمة ثابتة لا يتغير حتى مع نمو الاقتصادي لتلك الدول وتم ربطه باليورو فيما بعد وهي وسيلة تأمين من فرنسا كي يتدفق العائدات النقدية الى البنك المركزي الفرنسي.
    تنقسم الفرنك الافريقي الى منطقة الغرب الافريقي حيث تضم 8 دول(بنين وبوركينا فاسو وكوت ديفوار وغينيا بيسار ومالي والسينغال والنيجر وتوغو) والبنك المركزي لها BCEAO
    ودول منطقة الغرب اكثر سعيا بانهاء الوصاية الفرنسية واستبدالها بعملة ال Eco.
    ومنطقة الوسط يضم كلا من(الكاميرون،جمهورية افريقيا الوسطى، الكونغو،الجابون وتشاد) والبنك المركزي لها BEAC
    ودول منطقة الوسط مع استمرار الفرنك الافريقي وإلغاء الشروط المجحفة التي تكبح عجلة التنمية وتجر الاقتصاد الهاوية.
    الرئيس المالي موديبو كيتا رفض انضمام مالي الى اتحاد النقدي لمنطقة الغرب الافريقي بسبب البنود التي تعرقل عجلة التنمية ولم تنضم مالي الا في عام 1984 بعد الانقلاب التي اطاح بكيتا.
    توماس سانكارا هو الآخر كان معارضا بشدة لسياسات الوصاية الفرنسية على الاقتصاد الافريقي التي تعرقل عجلة التنمية ببوركينافاسو ولم تنضم بوركينا فاسو الى اتحاد النقدي لغرب افريقيا الا عام 1987 بعد مقتل سانكارا.
    البنود التي تلزم دول الفرنك الافريقي

    1- مركزية الحسابات
    إيداع 50٪ من احتياطات دول الفرنك الافريقي في البنك المركزي الفرنسي كضمان وينتج من تلك الاموال أرباح هائلة تنعش الاقتصاد الفرنسي
    ومن جزء هذه الأرباح يقرض فرنسا الدول الافريقية على شكل ديون وهو في الأصل أموالهم
    2- ثبات سعر الصرف
    بمعنى ثبات قيمة الفرنك الافريقي ب 655.957 فرنك مقابل اليورو الأوروبي الواحد ما يسبب الكساد الاقتصادي

    الكساد= الركود الاقتصادي الغير العادية ومن سلبيات الكساد طول مدته وارتفاع كبير غير طبيعي في نسب البطالة وكبح عجلة التنمية.
    3- حرية تحويل الفرنك الافريقي إلى اليورو
    2-1
    لا يمكن تحويل الفرنك الافريقي إلا إلى اليورو فقط في المعاملات التجارية التي تجريها دول الفرنك الافريقي وبقية دول العالم.
    بمعنى دول الفرنك الافريقي في التبادل التجاري الدولي يجب عليهم تحويل الفرنك الافريقي عبر البنك المركزي الفرنسي الى اليورو ومن ثم يتم الى تحويله اَي عملة اخرى.
    4 حرية تحويل روؤس الأموال إلى فرنسا
    يسمح هذا البند بتحويل روؤس أموال الشركات الأجنبية والمحلية والنخب الفاسدة من تحويل ثرواتهم الى البنك المركزي الفرنسي دون قيود دستورية او تشريعية
    مايشجع الفاسد بحصد ثروات هائلة والإفلات من العقاب.
    ايجابيات ربط الفرنك الافريقي باليورو
    يرى بعض المؤيدين ان ارتباط الفرنك الافريقي بالعملة الأوربية ساعدة في ثبات القيمة النقدية للعملة حتى مع الأزمات المالية العالمية ومنع التضخم المالي وهو تدهور القوة الشرائية للعملة.
    سلبيات ربط الفرنك الافريقي باليورو
    1- يوجد بمجلس الإداري للبنك المركزي لدول غرب افريقيا فرنسيان لهما حق النقد(الفيتو) على قرارات المجلس وأي قرار من المجلس يتعارض مع مصالح فرنسا يتم نقضه.
    2- فقدان القدرة على التحكم بسعر الصرف وهو من أقوى السياسات الاقتصادية النقدية بالتجارة الدولية
    3- كبح معدلات التنمية لدول الفرنك الافريقي.
    4- يعرقل القدرة التنافسية للصادرات الافريقية وهي بمثابة ضريبة إضافية للصادرات بينما يفتح الباب واسعا أمام الواردات الفرنسية للقارة الافريقية ويحقق ذلك مكاسب باهظة لفرنسا
    والكثير من السلبيات الأخرى
    #معركة_الوعي_الافريقي
    #الاقتصاد_الافريقي

    الاقتصاد الافريقى - إغتيال القذافى (متفرقات)الاقتصاد الافريقى - إغتيال القذافى (متفرقات)
                  

11-10-2020, 11:58 PM

Asim Ali
<aAsim Ali
تاريخ التسجيل: 01-25-2017
مجموع المشاركات: 13492

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: من دوافع تصريحات ماكرون عن ازمه الاسلام (Re: Asim Ali)

    Quote:
    اليورانيوم في إفريقيا...ورقة رابحة وحصان خاسر
    إيمان لوافي - باحثة جامعية ـ الجزائر- الخميس، 30 تشرين2/نوفمبر 2017
    توفر اليورانيوم والنفط بكميات تجارية يجعل واقع القارة الإفريقية النائمة على 60 % من الاحتياطي العالمي لليورانيوم في خوف وقلق، فهي نقمة على شعوب إفريقيا، كونها ثروة التي ارتبطت بها قوة دول "العالم " عسكريًا ومدنيًًا، ارتباطا عضويًا.

    كان الاهتمام باليورانيوم في البداية مرتبطًا بالجانب العسكري، فبعدما نجحت أميركا في تحويل اليورانيوم إلى قنبلة نووية، سريعًا ما تحركت فرنسا هي الأخرى إلى مستعمراتها كالغابون ومدغشقر لتطوير برنامجها النووي، قبل أن تثبت أركانها في النيجر مطلع التسعينيات.وازداد اهتمام العالم باليورانيوم الإفريقي لتتحول إفريقيا إلى ساحة للتنافس بين القوى العالمية والقوى الصاعدة كإيران وكوريا الجنوبية مثلما ارتبط ملف اليورانيوم بإفريقيا بحسابات تؤثر على الأمن البيئي والأمن الصحي للإنسان.

    فالدول الكبرى توظف مفهومين في تنفيذ سياساتها، مفهوم خاص بها تفهمه هي في دوائرها الضيقة ومفهوم أخر يفهمه الضعفاء توظفه للتضليل وإيهام تلك الدول. فالمفهوم الخاص بالقوى الكبرى يقوم على مبدأ المنفعة حيث لا يوجد مجال للأخلاق-العدالة-القانون-الإنسان...الخ وإنما المصلحة كعامل لتحقيق معادلة المنفعة. أما بالنسبة للضعفاء فيستخدم مفهوم الشراكة –الإنسان-الاستثمار...الخ لكن الواقع يقول عكس ذلك تمامًا.

    وبالرغم من الاحتياطي الاستراتيجي الذي في إفريقيا من هذه الثروة إلا أنها تظل من حيث القدرات مغيبة عن استغلالها رغم توفر عقود ومشاريع لعدة دول إفريقية للولوج إلى عالم الطاقة النووية، إلا أنها ستلج هذا العالم من خلال مرافقة لشركات عالمية وليس بإمكانيات وطنية وهذا ما يجعل أن القارة تظل محطة للتنافس والصراع الدولي.

    فمن أبسط مبادئ التفوق الاستراتيجي ألا يقتصر على الحصول على أدوات صراع استراتيجية كالنفط واليورانيوم وإنما أن تمنع الخصم من الاستحواذ عليه وهو ما تحاول الدول الكبرى فعله في دائرة سياستها الخارجية.

    ملف اليورانيوم في إفريقيا خاصة جنوب الصحراء تحول إلى ورقة تجاذب ومخاوف، ورقة وظفت لإسقاط أنظمة، وصراعات داخلية. وورقة لتبرير التدخل العسكري الأجنبي لتبرير الحرب على الإرهاب وهي نقاط سنتطرق إليها من خلال هذه الورقة التي سنسلط فيها الضوء على نقاط تواجد حقول اليورانيوم في إفريقيا وأهم الشركات الأجنبية العاملة في المجال ودوافع الصراع الدولي حول اليورانيوم وحقيقة دخول الجماعات الإرهابية على خط اليورانيوم في إفريقيا.

    1-أهم مناطق تواجد اليورانيوم في إفريقيا:

    إفريقيا بصفة عامة احد أهم المناطق الغنية باليورانيوم وبها دول مصنفة بين الدول العشر الأوائل في العالم الأكثر امتلاكًا لاحتياطي اليورانيوم والذي قدر بثلث إجمالي احتياطات العالم ومن أهم هذه الدول:
    1-جنوب إفريقيا: تأتي في المرتبة السابعة عالميًا والثالثة إفريقيًا في امتلاكها لاحتياطي اليورانيوم حيث تملك ما يقدر 338000طن.
    2-ناميبيا: تأتي في المركز السادس عالميًا والثاني إفريقيًا حيث تمتلك من احتياطي اليورانيوم ما يقدر 383000طن.
    3-النيجر: هي أكثر الدول الإفريقية امتلاكًا لاحتياطي اليورانيوم حيث يصل إلى 450000طن.
    اكتشف اليورانيوم في مناجم الذهب بإفريقيا الجنوبية، و بمناجم الراديوم في الكونغو الديمقراطية مع مطلع القرن العشرين، لكن هذا العنصر الطبيعي ترك خامًا ولم يستخرج إلى أن قارب القرن الماضي على الانتصاف، تحديدًا بعد الحرب العالمية الثانية التي انتصر فيها الحلفاء بقنبلة كان مصدرها اليورانيوم الإفريقي.

    عندها فقط التقط صناع القرار الإشارة، وسارعوا إلى الحصول على اليورانيوم الذي أصبح مصدرًا نفيسًا في الصناعات النووية.

    4-الجزائر:احتياطات الجزائر تمثل حوالي 1 % من الاحتياطي العالمي، وقد سبق للجزائر أن سجلت أولى اكتشافاتها الفعلية لليورانيوم عام 1973م، مع إحصاء أربعة مناجم رئيسية في أقصى جنوب البلاد، وقدر الاحتياطي بأكثـر من 12.7 مليون طن بنسبة 0.187% من اليورانيوم الخام، أي ما يعادل 23 ألف طن من المعدن القابل للاستغلال.

    وحسب آخر إحصائيات وزارة الطاقة والمناجم في الجزائر فإن الاحتياطي الحالي يقدر بـ 29 ألف طن.

    ففي الوقت الذي تم تحديد قدرات الجزائر في مجال احتياطي اليورانيوم، برزت منافسة شديدة بين عشر شركات دولية من بينها الرائد الكندي ''كاميكو'' والفرنسي ''أريفا'' والأسترالي-الكندي ''ريو تينتو'' التي أعلنت اهتمامها بالسوق الجزائرية والمجموعة الأسترالية البريطانية ''بي أش بي بيليتون''.

    ويقدر إجمالي إنتاج الشركات العشر 50 مليون طن، على رأسها "ARRIVA" المتواجدة بقوة في النيجر، والتي تنتج أكثـر من 8.62 مليون طن، تليها الشركة الكندية ''كاميكو'' بـ8 ملايين طن، ثم" RIO TONITO'' بـ 7.9 مليون طن.

    وتشير عدة تقارير إلى أن هذه الشركات بعد أن تركزت في النيجر وناميبيا وجنوب إفريقيا ومالاوي، دخلت كل من الجزائر والسودان دائرة استقطابها واهتمامها بعد بروز معطيات عن احتياطيات قابلة للاستغلال.

    ورغم تواضع الاحتياطي مقارنة بذلك الذي تتمتع به دولة مثل النيجر، إلا أن خبراء في الجزائر أكدوا على إمكانية أن يرتفع الاحتياطي إلى أكثـر من 30 ألف طن نظرًا لاتساع المساحة القابلة للاستكشاف على محيط الحقول المكتشفة.

    وتملك الجزائر مفاعلين نوويين تجريبيين في درارية بضواحي العاصمة وعين وسارة. كما أنه سنة 2020م، مقبلة على افتتاح أول محطة نووية، وتنوي بعدها بناء محطات أخرى كل خمسة أعوام، وقد وقعت اتفاقات تعاون في المجال النووي المدني مع الأرجنتين وفرنسا والصين والولايات المتحدة.

    5-تنزانيا: أوضحت دراسات الجدوى الاقتصادية للمشروع أن منطقة حقول اليورانيوم التنزانية في جنوب شرق البلاد تحوي 360 ألف طن من اليورانيوم الخام لكن المؤسسة التي حصلت على امتياز التطوير والاستخراج تقدر أن الإنتاج في مراحله الأولى لن يتعدى 14 ألف طن من اليورانيوم الخام سنويا وهو في حد ذاته كفيل بجعل تنزانيا– تلك الدولة الإفريقية النامية – أعلى إنتاجًا من اليورانيوم مقارنة بكندا التي تعد ثاني أكبر منتج لليورانيوم في العالم من تلك الاحتياطيات.

    ومناطق أخرى في إفريقيا كالغابون وإفريقيا الوسطى والكونغو الديمقراطية......الخ

    2-دوافع الصراع الدولي حول حقول اليورانيوم في إفريقيا: إن المخزون الاستراتيجي الذي تتربع عليه القارة الإفريقية وإلى جانب الثروات الطبيعية التي تجعلها وعبر التاريخ محطة من محطات التنافس الدولي وهو ما يدفع للقول إن اليورانيوم فتح باب الصراع والتنافس الدولي على مصرعيه بين كبرى الشركات العالمية والقوى الكبرى في العالم وسأحاول من خلال هذه النقطة التطرق لأهم الدول المتصارعة على ثروة اليورانيوم كأحد مصادر للطاقة والقوة وبعض خلفيات هذا الصراع الدولي المحموم.

    وإذا أردنا أن نستعرض قائمة الدول التي تتصارع وتتنافس على اليورانيوم في إفريقيا فسوف نجد:
    1-فرنسا:

    الوجود الفرنسي في المنطقة يشكل إرث استعماري، إضافة إلى المصالح الاقتصادية الكبيرة في غرب إفريقيا ومن أهم تلك المصالح استخراج اليورانيوم من النيجر والذي تديره شركة"ARRIVA" الفرنسية والذي يزود به أكثر من ثلث محطات الطاقة النووية لشركة"O.D.F" للكهرباء في فرنسا،حيث حصلت شركة "ARRIVA"على امتياز استغلالها منذ عقود.

    2-الولايات المتحدة الأمريكية
    الوجود الأمريكي في المنطقة يتحرك عبر كندا وشركاتها العاملة في مالي والدول المجاورة وإسرائيل التي تعمل بكل قوتها في الدول الإفريقية ومن أهم الشركات الكندية العاملة في المنطقة وأكبرها شركة "روك جيت" وقد قدمت طلبًا للتنقيب عن اليورانيوم في منطقة VALIA التي تبعد مسافة 350كم غرب العاصمة المالية باماكو وبالقرب من حدود السنغال وغينيا.

    وقد عهدت شركة "روكجيت" في 15 نوفمبر2012م، إلى مجموعة "D.R.I"الجنوب افريقية بإجراء دراسة جدوى حول مشروعها في "VALIA"والذي يهدف للتنقيب عن اليورانيوم ،وأشارت التقديرات الأولية إلىأن المنجم يحتوي على حوالي 12ألف طن من اليورانيوم أي ما يزيد أربع مرات على إنتاج المنجم الذي نقبت عنه شركة"ARRIVA"في "ARLITTE "بالنيجر عام 2012م.


    3-الصين:
    لقد ازداد حجم المصالح الاقتصادية للصين بشكل ملفت في إفريقيا خلال العقود الأخيرة ،حيث بلغ حجم التبادل التجاري أكثر من 350مليار دولار سنويًا، وهذا يزيد عن حجم التبادل الأمريكي و الاتحاد الأوروبي معًا في إفريقيا، ولهذا فإن أي زعزعة في الأوضاع تعد ضربة لمصالح الصين في القارة الإفريقية، والمواجهة ستتفاقم وذلك في سبيل الحصول على اليورانيوم والموارد الأخرى في الوقت الذي ستحاول فيه الصين الحفاظ على مصالحها ولن تتخلى عن النضال من أجل الحصول على فوائد جديدة في قارة إفريقيا، فضلاً عن أن الأحداث في ليبيا وتقسيم السودان كانت ضربة قوية لمصالح الصين في إفريقيا ولم يعرف مصير المليارات من الدولارات التي سخرت للاستثمار في البنية التحتية.

    وفي سياق الدفع بالتنافس على حقول اليورانيوم وللصين حصتها حينما نتوقف عند دعم الصين لاستثمار الجزائر في الطاقة النووية من مطلع ثمانينات القرن الماضي نستوعب الثقل الصيني وفي خضم تصاعد التنافس وتعدد المتنافسين وحرب النقاط الجغرافيا بين القوى الكبر كان هناك تساؤل مطروح ؛ ما دوافع إنشاء الصين لقاعدة عسكرية بالقرن الإفريقي؟

    4-روسيا:

    روسيا كذلك من الدول التي دخلت خط المنافسة في القارة الإفريقية وعبر بوابة دول شمال إفريقيا والشركات الصينية ولو نأتي للواقع سنجد ان روسيا تستحوذ مابين 10 إلى 12 بالمائة من الحقول والصفقات.

    دون الحديث كذلك على إيران وكوريا الجنوبية وإسرائيل

    وعليه نستخلص دوافع الصراع أو التنافس الدولي من حيث:

    تربع إفريقيا على احتياطي استراتيجي حولها إلى محطة تنافسية.
    جودة ونوعية وسهولة استخراج واستغلال اليورانيوم في القارة الإفريقية.
    خصوبة اليورانيوم والميزات الايجابية التي يتمتع بها في منطقة الساحل والصحراء.
    التكلفة مقارنة بمناطق أخرى.
    من يسيطر على حقول اليورانيوم يتحكم في الصناعات النووية سواء كانت عسكرية أو مدنية.


    3-الطموحات النووية للدول الإفريقية ورقة رابحة غير مستغلة:

    تتوقع معظم التحليلات والقراءات أن تعبر بعض الدول الإفريقية عن طموحاتها النووية والتي، رغم إصرار بعض هذه الدول الإفريقية على أنها تهدف إلى تحقيق الأغراض المدنية السلمية فإن هناك العديد من الشكوك وملامح اللا يقين التي تنطوي عليها هذه الطموحات.

    ومن بين هذه الدول: الجزائر، مصر، كينيا، ناميبيا، المغرب.. كل هذه الدول لديها احتياجات متزايدة لتلبية الطلب المتزايد في أسواقها على مصادر الطاقة، إضافة إلى الرغبة في القضاء على مخاطر الاحتباس الحراري العالمي المهدد للبيئة العالمية فإن السبيل الأمثل أمام هذه الدول هو استخدام التكنولوجيا النووية باعتبارها من المصادر النظيفة غير الملوثة للبيئة، إضافة إلى أنها منخفضة التكاليف.

    وعلى سبيل الذكر لا الحصر سنتطرق لبعض هذه الدول الإفريقية الراغبة في توظيف هذه الورقة:
    1 الجزائر:

    أكدت على سعيها من أجل إنجاز بناء محطتها الأولى للطاقة النووية التجارية في حدود عام 2020م، ثم بعد ذلك بناء المزيد بواقع محطة طاقة نووية كل خمس سنوات، وقد دخلت الجزائر في اتفاقيات تعاون مع كل من الأرجنتين، الصي ، فرنسا، الولايات المتحدة الأمريكية، وبالرغم من أن الجزائر تمتلك رصيدًا وافرًا من مخزونات النفط والغاز فإن الجزائرية تسعى إلى استخدام النفط و الغاز كسلع للصادرات بما يتيح لها الحصول على أكبر ما يمكن من النقد الأجنبي وبالتالي فإن استبدال محطات التوليد الكهربائي التي تعمل بالنفط والغاز بمحطات توليد نووي سوف يتيح لها تحقيق طموحاتها المالية والنقدية لدعم اقتصادها المضطرب .

    لكن هذا الطموح وهذه الرغبة تقابلها من جهة أخرى واقع وهو أن الجزائر لا تمتلك القدرة على تخصيب اليورانيوم.
    2-النيجر:

    تعتبر من أكبر البلدان المصدرة لليورانيوم الخام، وقد وصلت إلى مرحلة متقدمة في مفاوضاتها مع جنوب إفريقيا لجهة إبرام صفقة بناء المفاعل النووي بعد الحصول على موافقة وكالة الطاقة الذرية العالمية.

    إلا أن النيجر لا تستطيع استغلال ما تملك من احتياطات لان الوجود الفرنسي سيحول دون ذلك.
    3-جنوب إفريقيا:

    أول بلد إفريقي نجح في بناء برنامجه النووي واستطاع إنتاج الرؤوس النووية الحربية، ولكن خلال فترة حكم نلسون منديلا تم تفكيك القدرات العسكرية النووية، واكتفت باستخدام الطاقة النووية في الأغراض المدنية السلمية وحاليًا تمتلك جنوب إفريقيا مفاعل ايسكوم النووي الذي يزودها في تغطية احتياجاتها المتزايدة للكهرباء والمصحوبة بالرغبة من التخلص من محطات توليد الكهرباء المعتمدة على الفحم الحجري، فقد أعلنت على مساعيها لتطبيق خطة عشرية تهدف لزيادة المفاعلات النووية، والجدير بالذكر أن جنوب إفريقيا لن تحتاج إلى التعاقد مع الشركات العالمية لأنها تملك القدرة على تصنيع التكنولوجيا النووية، إضافة إلى وجود خامات اليورانيوم بالقدر الكافي للاحتياجات المحلية والتصدير.
    4-التدخل العسكري وكلمة السر(اليورانيوم):

    ولفهم السياق الذي نعتبر فيه أن الفكر الاستعماري وترجمة الصراع الدولي حول اليورانيوم في إفريقيا واقع موجود والقواعد الخلفية لذلك:

    أولا-الحالة المالية:

    مدير مرصد الأبحاث النووية الفرنسية، صرح لصحيفة "لوموند" أن فرنسا تحركت لتأمين تواجدها في المناطق الصحراوية المالية الغنية بالغاز والبترول والذهب، وبدرجة أولى حماية إنتاجها من اليورانيوم في دوله النيجر القريبة من مالي المستعمرة الفرنسية السابقة، ثالث منتج للذهب في إفريقيا.

    وأوضح أن فرنسا ليست لها مصلحة حقيقية في مالي، باعتبارها لا تشارك في تعدين الذهب، المورد الرئيسي للتصدير في البلاد، ولكن في المستقبل، يمكن أن يكون، حيث كانت الحكومة المالية في عهد الرئيس السابق توماني توري قد منحت باريس وكندا امتياز استخراج البترول والغاز في عدة مناطق في الشمال الذي سيطرت عليه الجماعات المسلحة، خاصة في حقل "تاوديني" القريب من موريتانيا، والذي تتقاسمه مالي وموريتانيا والجزائر، وتبلغ مساحته الإجمالية 5,1 مليون كيلومتر مربع، وذلك بعد عمليات التنقيب والاستكشاف التي قامت بها شركة سوناطراك ولاسيما فرعها "سايباكس" والمؤسسة الوطنية للجيوفيزياء، قبل أن تتوقف عمليات التنقيب عقب الانقلاب العسكري الذي حدث في 22 مارس2012م.

    وكانت شركة النفط الفرنسية العملاقة (توتال) أعلنت عام 2008م، عن بيعها لقدر من حصتها في رخصة استغلال حقل تاوديني في موريتانيا إلى شركة قطر للبترول الدولية، بنفس النسبة التي تملكها (سوناطراك) من حصة شركة توتال الفرنسية البالغة 60 %.

    فإن التدخل العسكري الفرنسي في شمال مالي كان بهدف حماية مواقع تعدين اليورانيوم التي تديرها شركة ARRIVA الفرنسية الحكومية في منطقتي ارليت وأكوكان النيجرية والحقل الثالث الذي سيكون جاهزًا في غضون 2020م، ويتعلق الأمر بحقل ايمورارن والذي قد تنتج 5000 آلاف طن سنويا، وبذلك يكون أول منجم أورانيوم في إفريقيا، وهي جميعها لا تبعد عن مدينة غاو أحد معاقل الجماعات المسلحة سوى بضع مئات الكيلومترات.

    باريس سارعت إلى تأمين منجم أرليت بالنيجر في أعقاب الاعتداء الإرهابي على المنشأة الغازية بتيڤنتورين في الجزائر، وبهذا نفهم دعوة رئيس النيجر محمد إيسوفو، فرنسا، للإبقاء على تواجدها العسكري في مالي، حيث قال في تصريحات صحفية لراديو فرنسا الدولي: "لم يحظ أي تدخل أجنبي في إفريقيا بالشعبية التي حظي بها التدخل الفرنسي في مالي"، مضيفًا "هدف هذه الحرب لا يجب أن يقتصر على تحرير مالي، بل تحرير منطقة الساحل كلها من هذا التهديد الذي لا يهددنا فحسب، ولكن أيضا أوروبا وفرنسا والعالم ".

    وتعمل ARRIVA في تعدين اليورانيوم في النيجر منذ أكثر من خمسة عقود وتزود قطاع الطاقة النووية الفرنسي بجزء كبير من المواد الخام، حيث تنتج 30% من حاجيات فرنسا في تشغيل المحطات النووية الـ58 المتواجدة في فرنسا، التي تنتج 75 % من الكهرباء في فرنسا.

    فكل القواعد الفرنسية المنتشرة في إفريقيا جنوب الصحراء هدفها الأول حماية حقول اليورانيوم التي تستغلها فرنسا ولهذا فإن فرنسا تعتبر منطقة الساحل خط أحمر لا تسمح لأي قوى أخرى التوغل فيه لأنها تعتبره تهديدًا مباشرًا لمصالحها.

    ثانيًا-الحالة السودانية:

    قال الرئيس السوداني في أحد التصريحات: "هناك مساعٍ غربية لإفراغ دارفور من سكانها بعد أن أثبتت الدراسات وجود أكبر مخزون يورانيوم في العالم كله بدارفور، الدوائر الغربية تمتلك إحصاءات ووثائق عن الثروات الكامنة في دارفور بعد أن فرطت الحكومات السودانية السابقة فيها"
    هذا التصريح يدفعنا لتأكيد أحد الفرضيات والتي تبنى على أساس أن الطاقة والثروة أحد الفواعل التي تحرك من خلالها القوى الكبرى دفة صراعتها من خلال خلق الأزمات الداخلية لبسط سيطرة القوى الدولية على المقدرات الطاقوية.

    فنحن نتحدث على منطقة تزخر باليورانيوم بكميات وفيرة والنفط بكميات تجارية، وهذا الأخير مارست بسببه الولايات المتحدة الأمريكية ضغوطها على شركات بتروناس الماليزية وتاليزمان الكندية والنفط الصينية لدفعها للرحيل من السودان. أما الأول؛ فقد ردت القوات الفرنسية ـ بدعمها للرئيس التشادي السابق حسين حبري ـ القوات الليبية على أعقابها أواخر الثمانينات عندما بدأ التنازع بين البلدين على إقليم أوزو الشمالي بتشاد لمعلومات قيل: إن (الزعيم الليبي) معمر القذافي قد تبلغها من العالم الباكستاني النووي الأبرز عبد القدير خان عن مخزون هائل من اليورانيوم في الإقليم.

    ففي المحصلة نستوعب أنه من أجل الحصول على الطاقة كسلاح ردع استراتيجي وفي إطار التنافس الدولي توظف ثلاث أوراق للسيطرة ولإخضاع الحقول وهي:

    التدخل العسكري بمسمى ملاحقة الجماعات الإرهابية.
    فرض مبدأ الحماية الاقتصادية عن طريق الشركات متعددة الجنسيات.
    تغذية الصراعات الداخلية وإضعاف الدولة الوطنية.
    5-الهجمات الإرهابية على حقول اليورانيوم في إفريقيا جنوب الصحراء:

    حينما هاجمت مجموعة إرهابية منشات فرنسية بالنيجر وهي عبارة عن حقول لليورانيوم كانت الرسالة السطحية لجماعة الجهاد والتوحيد هي الانتقام لتدخل فرنسا عسكريًا في شمال مالي.

    لكن حينما تتكرر الهجمات وعلى مواقع اليورانيوم ومن جماعة مختار بالمختار يدفعنا هذا إلى القول إن السبب الذي دفع فرنسا للتدخل في شمال مالي وهو إبقاء النيجر تحت سيطرتها باعتبار أنها توفر 75% من احتياجات فرنسا النووية هو ذات الدافع الخفي الذي دفع بالجماعات الإرهابية في توجيه هجماتها ضد فرنسا في المواقع الحيوية بالنسبة لفرنسا.

    وإذا عدنا لتقارير الاستخبارات الأمريكية خاصة بعد حادثة نيروبي وتفجير السفارة الأمريكية سنة 1998م، سنتيقن أن الجماعات الإرهابية تلعب على هذا الخط باعتبار أنها تستوعب جيد أهمية اليورانيوم مثل أهمية النفط وهنا أضع نقطة وأعود للسطر.

    الخلاصة:

    ستظل القارة الإفريقية ولتعدد حقول اليورانيوم ولإمكانية استكشاف حقول جديدة غير مستغلة خاضعة لإرادة القوى الكبرى التي تحولت إلى متحكم في مصير القارة الإفريقية رغم توفر إرادة منفردة لدولها لتلج عالم الطاقة النووية إلا أن شدة التنافس الدولي يقف حجر عثرة أمام هذا الطموح الذي تحول رغم أنه طموح مشروع إلى طموح مبالغ فيه فكلما أرادت إفريقيا النهوض إلا ووجدنا آلة التدخل العسكري الأجنبي والنفخ في النزاعات الداخلية إلى أن يصل يوم ليدخل لاعب ثالث وهي تلك التنظيمات الإرهابية كعوائق يحول دون تحقيق القارة الإفريقية لحلمها المشروع.

                  


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de