إلى الرئيس ماكرون، المفكرين، الأدباء، الإعلاميين ، الفنانين ، إلخ..

مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 05-04-2024, 08:22 AM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مدخل أرشيف للعام 2020-2023م
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى شكل سلسلة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
11-02-2020, 06:02 AM

مامون أحمد إبراهيم
<aمامون أحمد إبراهيم
تاريخ التسجيل: 02-25-2007
مجموع المشاركات: 5380

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
إلى الرئيس ماكرون، المفكرين، الأدباء، الإعلاميين ، الفنانين ، إلخ..

    05:02 AM November, 01 2020

    سودانيز اون لاين
    مامون أحمد إبراهيم-
    مكتبتى
    رابط مختصر



    إلى السيد/ إيمانويل ماكرون الرئيس الفرنسي ... المحترم

    و إلى السادة المفكرين والعلماء والفنانين ،، والفنانين التشكيليين ،، والأدباء والكتاب ،، و الإعلاميين والصحفيين ، والمسرحيين ...... المحترمين .... على نطاق العالم ،،،

    السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركانه ،،،

    عذراً سيادة الرئيس ،،،

    ( السلام عليكم ) !! ، هي ذات العبارة الشهيرة التي استهل بها النبي الكريم سيدنا محمد بن عبدالله ، كتحية عريقة للإسلام ، والتي جاءت مقترنة بعبارة ( السلام ) ، وحيث كانت هي أول التحايا في التاريخ البشري ، والتي تقترن بهذا الشعار النبيل ، ( السلام ، السلام ، السلام PEACE ) , وهو ذات الشعار الذي طرحه النبي الكريم محمد بن عبدالله ، وابتدر به دعوته للعالمين ، إلى القيم والمُثل الإنسانية ، والعدل والمساواة ، والحرية والخير والإحسان ، وحسن المعاملة ، والإرتقاء بالقيم وحسن الشمائل ومكارم الأخلاق ، لا غرو أنه كان ولم يزل ( خير الناس للناس ، وأرفقهم بالناس ، وأرقهم للناس ، وأنبلهم ، و أكثرهم حلما ، وأشدهم حبا لله ، و للناس أجمعين ، وأشدهم تصالحا مع الأحياء و الأشياء على ظهر هذا الوجود !! ..
    وأرجو أن أخاطبكم أنا ، كواحدِ من من ملايين المسلمين على وجه هذه الأرض ، وإني لأرجو كذلك أن أخص بخطابي هذا ، كل المُفكرين ، والرسامين التشكيليين الفرنسيين والعالميين ، والأدباء والكتاب والشعراء ، والفنانين ، والنقاد ، والصحفيين ، والإعلاميين ،، راجيا أن يكون حواري هذا معكم حوارا متمدناً وهادئاً ومنطقياً ومُثمرا !! ..
    في البدء ،، لابد من إدراك حقيقة هامة ، وهي بالتأكيد صادمة للجميع ، وهي حقيقة أننا كمسلمين وكمسيحيين ، لا نشبه أنبياءنا العظماء النبلاء الكرام ،، فلا نحن كمسلمين نشبه نبينا محمد الإنسان ،، ولا أنتم كمسيحيين تشبهون نبيكم المسيح عيسى عليه السلام !!! .
    ولكن ما يهمني هنا الآن ليس بعدكم أنتم كمسيحيين عن شأو المسيح وقيمته كإنسان خيِر ، متسامح ، لطيف ، سوىٍ ، عالي المقام متمثلا في تلك القيم العليا وعلى رأسها تلك القيمة الإنسانية الرفيعة ( التسامح ) وشعارها المتمثل في اللحم والدم لسيدنا المسيح :( من ضربك على خدك الأيمن فأدِر له خدك الأيسر ! ). وكثير من المُثل والقيم الإنسانية العليا التي تقلدها وناضل من أجلها سيدنا عيسى عليه السلام !!!
    ولكن ما يهمني هنا أن أشرحه لكم ، وأريدكم أن تفهمونه وتتفهمونه ، هو بعدنا نحن الشديد كمسلمين عن شأو نبينا العظيم (محمد الإنسان ) ( والإعتراف بهذه الحقيقة المُرة ) !! ،، وكذلك البعد السحيق والمفارقات العجيبة لبعض المتأسلمين والمدعين ، عن أدنى درجات مفاهيم النبي العظيم الراقية لمعاني الإنسانية والنبل والرفق والسلام والحق والجمال !! ..
    وعلى الرغم من محبة كثير من الناس للنبي العظيم ، وأشواقهم العظيمة إليه ، ولكنهم للأسف لا يفهمونه كما ينبغي أن يكون ، كما أنهم يجهلون مقاماته ومكاناته السامية ،، من حيث وجهه الكريم مما يلي الله ، ومن جهة أنوار نبوته المنيرة الباهرة ،، وأضواء وجهه الكريم مما يلي الناس !!! ،، وعلى الرغم من محبة الناس له ،، تلك المحبة المنبثقة من طرف يسير لإشعاعاته المضيئة ، من فرط سيرته العطرة و أخلاقه العظيمة الرفيعة !! إلا أن جُلهم لا يزالون بعيدين كل البعد عن حقيقته ، وعن التخلق بأخلاقه الرفيعة ! ، وعن الإقتراب الفعلي والحسي من كينونته ومكنونات هيئته وحالة قلبه السامية الصافية ، وسمو روحه السامقة العلية ، وعن الإلتزام بمنهاجه ومنهجيته ، وصراطه المستقيم ، وسلوكه العظيم و أعماله المجيدة ، في خاصة نفسه !! ،، والتي يفترض فيها أن تقودنا وتقود البشرية قاطبة ، بتؤودة وسلاسة ، وبلطف ورفق ، في طريق الإستقامة على الصراط المستقيم ، والمحبة والسلام !! ،،، هذا إذا ما التزمنا بها الخطوة بالخطوة على أمل أن يكون حالنا كحاله ،، و أن يكون قلبنا كقلبه المنير ، العامر ، النقي ، الصافي ، المتصالح المسالم !!.
    وإنني كذلك لا أبرىْ نفسي ولا أبرىء أي أحدِ من أكثر المسلمين اليوم ، بل جُلهم و أغلبهم على نطاق الأرض !! ،، وذلك لاتساع البون الشاسع بيننا وبينه ، ولبعد المسافة بيننا وبين مكاناته الباسقة العلية !! ، وما كان يفترض بنا ، وما يجب علينا أن نبذله من جهد للإقتداء بالنبي محمد العظيم الكريم ، ومن نكران للذات ،، والصبرعلى تحمل أذى الناس، وتقدير ظرف الناس ، ومراعاة أحوالهم ، وما هم عليها من أحوال ، وتقديم الخير لهم ومعذرتهم ، على علاتهم واختلاف مللهم وسحناتهم !! ، ومحبته لهم المجردة من الأنا ومن أي مصلحة ، إلا القرب من الله !! وحب الخير لهم جميعا ، دون أي اعتبارات لأجناسهم ، أو ألوانهم ، أو معتقداتهم !! ، وهذا هو تماما ما كان يفعله نبينا الكريم العظيم محمد ( خير الأنام ) !! ،، وما دأب عليه في صدر سنوات دعوته الأولى المتسامحة ، للإسلام ، في مدة ثلاثة عشر سنة في مكة المكرمة ، والتي أسس فيها دعواه النبيلة على مبدأ أصيل و أساسي قائم على الآية الأصيلة الكريمة : ( أدعو إلى سبيل ربك بالحكمة والموعظة الحسنة وجادلهم بالتي هي أحسن إن ربك هو أعلم بمن ضل عن سبيله وهو أعلم بالمهتدين ) صدق الله العظيم . و تلك الآيات العظيمة الأخرى مثل : ( فذكر إنما أنت مُذكِر لست عليهم بمصيطر ) وكانت هذه هي أول آية في الوجود ترمز لمبدأ الديمقراطية الأصيل !! ... و أيضاً تلك الآية العظيمة التي أسست لحرية الإعتقاد : ( وقل الحق من ربكم فمن شاء فليؤمِن ومن شاء فليكفر ) !! .
    ولكننا نحن ، وللأسف الشديد ، لم يك أغلبنا و أكثرنا ، يشبه هذا النبي العظيم ( محمد ) مطلقا ، في أي شىْ ، ولا حتى في أدنى حالات الإقتراب !! كما أن كثيرا من المدعين المغالين المتأسلمين المتطرفين اليوم ، والذين يدعون محبته ، ويتوهمون قربهم منه !! ، و متانة صلتهم به ، ويتشدقون بالصلاة عليه صباح مساء ، ويتباكون على الإستماتة في الزود عنه ،، وهم أبعد الناس عن فضائله وشمائله وأخلاقه العظيمة ، بقلوبهم الفظة الغليظة وقساوة قلوبهم و أساليبهم العنيفة !! ،، ما هم إلا واهمون وبعيدون كل البعد عن حقيقة معدنه النفيس ، ومعينه الصافي وقلبه الرؤوف الرحيم ، وفؤاده المفعم بالخير ، وبالمحبة ، وبالوداد والسماح ،، وبالرفق والجمال !! ،، كما أنهم لا يعرفونه معرفة حقيقية ،، ويتشدقون صباح مساء بالثناء عليه دونما أن يبذلوا أي جهد يذكر في التأسي بأخلاقه العظيمة وسلوكياته الرفيعة !! فهو على سبيل المثال كان جاراً مُحبا ، ومتسامحاً حتى مع جاره اليهودي، الذي كان يتعمد إيذاءه يومياً ، برمي القاذورات أمام داره الكريمة !! ، وهذه القصة معلومة في السيرة النبوية ومؤكدة ،، حتى أنه يحكى أن النبي المصطفى محمد سأل عن هذا الجار اليهودي حينما غاب لأيام عنه ، و لم يضع فيها القاذورات كالعادة أمام منزله الشريف ! ،،، فما كان من النبي الكريم إلا أن يسأل عنه ،، ولما علم بأنه مريضاً قام بزيارته على الفور !!! فأي أخلاق عظيمة كان عليها نبينا محمد العظيم الكريم ؟!!! ،، كما أنه قد كان من المعلوم عنه بأنه عندما انتقل إلى الرفيق الأعلى ،،، كانت درعه مرهونة لدى يهودي !! ،، مما يدل ويؤكد بما لا يدع مجالا للشك بأن النبي الكريم كانت كانت له معاملات وعلاقات طيبة وجيدة مع أهل الأديان والملل الأخرى !! ..
    ولكن مما يؤسف له جداً أن بعض الواهمون والمتوهمون لمحبة النبي العظيم الكريم محمد ، ينسجون صوراً وأحلاما ، وهيئاتاً على أخيلتهم ، بحسب تصوراتهم البعيدة عن شأنه العظيم ،، وهي في واقع الحال والمآل ، بعيدة كل البعد عن هيئته السامية ، وحقيقته السامقة ، و أخلاقه الرفيعة !!! ،، وعلينا أن نعترف لكم وللعالمين عن الفشل الزريع لكثيرِ من المتأسلمين المنحرفين على مر العصور ، في تمثل أخلاقه العظيمة ، وفي التخلق بأخلاقه الرفيعة ، وبدرجات صبره العظيمة على الأذى ،، و بمزايا تجرده واستقامته ، ومحبته الكبيرة لكافة الناس ، وللمؤمنين ، وللعالمين على علاتهم ،، ولكل الأحياء والأشياء !! ،، وعجزهم عن التأسي بأنوار قلبه العامر المحب ، المنقى من الشوائب والصدأ ومن تراكمات الأوثان والذنوب ، ومن البغض والحقد والكراهية واللؤم !! وعن النهل من معينه الصافي المبرأ من الدنس ومن المساوىء ، وخِصال الإنحطاط !! .
    السيد الرئيس ماكرون ،، والسادة المفكرون والعلماء ، والأدباء والكتاب ، والفنانون ، والإعلاميين والصحفيين الأجلاء ،،،
    هي حقيقة حقاً صادمة جداً أن نعترف بأن هؤلاء المتأسلمين المنحرفين المغالين المتطرفين ، لا يعرفون النبي الكريم محمد معرفة حقيقية ، ولا يشبهونه إلا في شكليات الأداء الجوفاء الفارغة ، والبعيدة جدا ، بما لا يقاس عن جوهر الدين وعن قيمه العليا !! ،، وهذا جدير جدا بالملاحظة ،، وعلى المفكرين ، والسياسيين ، والأدباء والفنانين ، والإعلاميين ، إدراك هذه الحقيقة الهامة ، بأن كثيرا من المتشدقين والمغالين ، وكثيرا من المُدعين الذين يزعمون المعرفة بالنبي الكريم ، لا يفهمونه ولا يعقلون عليه ، ويحسبون أنهم على شىء !! ،، ولكنهم ليسوا على أي شىء !! ،، بل إنهم للأسف أجهل الجاهلين بقدر نبينا العظيم ، وبمكاناته و مقاماته العلية !! ولا غرو أن النبي نفسه قد قال يوماً من ضمن ما قال ، ( وهو من لا ينطق عن الهوى ) : رُبَ مُصلٍ لا تزده صلاته من الله إلا بُعدا ،، و رُبَ قارىءٍ للقرآن والقرآن يلعنه ،، و رُبَ صائمٍ ليس له من صيامه إلا الجوع والعطش !!.... كما أن هنالك حقيقة أخرى أكثر إيلاما وصدمة ، وإن تغافل عنها المسلمون اليوم ، أو أنهم يتناسونها عمدا !! ،، وهي حقيقة أن النبي الكريم محمد نفسه قد تنبأ بانقساماتهم ، وبتشظيهم إلى ثلاث وسبعين فرقة !! ، وقال أن كل هذه الفِرق هالكة ، إلا واحدة !! مما يدل على أن الفرقة الناجية هي فرقة واحدة فقط ، في وسط كل هذه الملايين والحشود المدعية للإسلام !!! ،،، كما أنه أضاف على ذلك حقيقة أخرى مماثلة ،،، حينما قال : ( تتكالب عليكم الأمم كتكالب الأكلة على القصعة ،، قالوا أومن قلة فينا يومئذٍ يا رسول الله ؟!! قال : لا ، بل أنتم حينئذِ كثير ،، ولكنكم غثاء كغثاءِ السيل ، لا يُبالي الله بكم ) !! ،،، وهذا هو للأسف حال المتطرفين والمغالين والمنحرفين من المسلمين اليوم !! .
    ويجب التنويه ولفت النظر إلى أنه قد وجب علينا جميعا ، وأضحى من أوجب واجباتنا الآن ، كمسلمين ، وكعلماء ، ومفكرين ، و كأدباء وكتاب ، وصحفيين ، وإعلاميين ، وفنانين ،،، مسؤولية كبرى تقع على عاتقنا ، في أن نتحرى الدقة والأمانة والتقصي الحصيف الواعي ، والمتجرد ، وبقلوب وأذهان مفتوحة في البحث عن هذه الفرقة الناجية ، وماهيتها !! وهي بالضرورة ومن البداهة بمكان ، بخيث لابد أنها سوف تكون فئة راقية ، جاذبة ، ومتقدمة جداَ ، ومقنعة ، وسلمية ، ومسلمة من كلما يتناقض مع الفكر الإنساني المتطور ، الملبي لحاجات الإنسان المعاصر !! وأن تتناسب مع هذ العصر المتمدن ، وتتطابق مع المثل والقيم والمبادىء والأخلاق والتجارب والأعراف الإنسانية المتمدنة ، وحقوق الإنسان المتفق عليها الآن إنسانياً وعالمياً ، عبر المؤسسات العالمية والإنسانية ومنظات المجتمع المدني وحقوق الإنسان وهيئات الأمم المتحدة المتفق عليها بين الأمم !! .
    ولهذا أرجو أن أشير و ألفت النظر إلى أن كل المسخ المشوه من المتأسلمين المدعين المتزمتين ، والقتلة والمعادين للإنسانية الحاضرة المتمدنة ،، وللبشرية وللعالم ، وكل من ينتهج نهج عداوة الأمم والشعوب المتمدنة ، ويمارس أي نوع من أنواع العنف والقتل والغدر والإرهاب ،، بداعي الغيرة على الإسلام أو محبة النبي العظيم محمد ،، ما هم إلا مغالون جاهلون لا يعلمون حقيقة ( محمد الإنسان ) الخيرالحليم المحب ، ذو الخلق العظيم ، ولا يدركون قيمة نفسه الذكية المحبة للخير ، والمبرأة من الشر والحقد والبغض والحسد والكراهية !!! ،،، فإنهم لا يعلمون ، أو أنهم يتغافلون ، أو يتغابون ، بأن ذات النبي الكريم محمد هو ذاته الذي أبت نفسه ورفض يوما ما ، حينما جاء جبريل ليطبق ( الأخشبين : وهما جبلين بمكة ) ، على العصاة المتجبرين المعادين له وللخيرين من الناس !! ،، فلم يوافق على إبادتهم ، وطلب من ربه الرحيم ، أن يتركهم ويمهلهم ، وقال : عسى أن يخرج الله من أصلابهم من يؤمن بالله واليوم الآخر !!! ،، وهو ذاته الحبيب المصطفى ، الذي حينما انتصر على المشركين إنتصاره الكبير وفتح مكة وسيطر عليها ،، أطلق صراح كل المأسورين والمعتقلين في بادرة حدثت لأول مرة في التأريخ البشري ، حينما عفا عنهم ، وقال لهم قولته المشهورة : ( أذهبوا فأنتم الطلقاء ) !!! ....
    كان ذلك في السنة الثامنة من الهجرة، حينما نصر الله عبده ونبيه ( محمد ) على كفار قريش، ودخل صلى الله عليه وسلم مكة المكرمة فاتحاً منتصراً، وأمام الكعبة المشرفة وقف جميع أهل مكة، وقد امتلأت قلوبهم رعباً وهلعاً، يفكرون فيما سيفعله معهم رسول الله بعد أن تمكن منهم، ونصره الله عليهم، وهم الذين آذوه، وأهالوا التراب على رأسه الشريف وهو ساجد، وحاصروه في شعب أبي طالب ثلاث سنين، حتى أكل هو ومن معه ورق الشجر! ،، وتآمروا عليه بالقتل، وعذبوا أصحابه ،، وسلبوا أموالهم وديارهم. ولكنه صاحب الأخلاق النبوية العظيمة ، قد قابل كل الإساءات بالعفو والصفح والحلم،، فقال صلى الله عليه وسلم : «يا معشر قريش، ما ترون أني فاعل بكم؟، قالوا: خيراً، أخ كريم وابن أخ كريم، فقال صلى الله عليه وسلم: «اذهبوا فأنتم الطلقاء»، وجاء عند البيهقي أنه عليه الصلاة والسلام قال: «أقول لكم كما قال يوسف لأخوته لا تثريب عليكم اليوم يغفر الله لكم !!
    هو ذاته النبي الكريم الذي أسس لأدب السلم ونزاهة الحرب وإنسانيتها حينما أضطر إليها إضطرارا ليحمل الناس إلى مصلحتهم ومصلحة العالمين التي لم يدركوها بالتي هي أحسن !!! ،، حتى أنه كان يقول للمقاتلين : ألا تغدروا، ولا تغلوا، ولا تقتلوا وليداً، أو امرأة، ولا كبيراً فانياً، ولا معتصماً بصومعة، ولا تقربوا نخلاً، ولا تقطعوا شجراً، ولا تهدموا بناءً ... وعن أبي عبدالله عليه السلام قال: كان رسول الله صلى الله عليه واله: إذا أراد أن يبعث سرية دعاهم فأجلسهم بين يديه ثم يقول: سيروا بسم الله وبالله وفي سبيل الله وعلى ملة رسول الله، لا تغلواو لا تمثلوا، ولا تغدروا، ولا تقتلوا شيخا فانيا(2) ولا صبيا ولا امرأة، ولا تقطعوا شجرا إلا أن تضطروا إليها !! .
    هذه نفس اكتملت لها عناصر الصحة الداخلية ، واتسقت قواها الباطنية ، وتحررت من الأوهام ،والأباطيل ، وسلمت من القلق ، والخوف العنصري ، البدائي ، الساذج ..
    فما أحوج بشرية اليوم ، كلها ، إلى تقليد هذه النفس التي اكتملت لها أسباب الصحة الداخلية ، تقليداًمتقناً يفضي بكل رجل ، وكل امرأة ، إلى إحراز وحدة ذاته ، ونضج فرديته ، وتحرير شخصيته ، من الاضطراب ، والقلق الذي استشرى في عصرنا الحاضر بصورة كان من نتائجها فساد حياة الرجال والنساء والشبان .. في جميع أنحاء العالم .
    أما وقد استعد العالم اليوم ، للتلقي بأساليب الحوار المتمدن وبمنطق العقل ، والعُرف الإنساني العالمي المتمدن ! ،، و بوسائل الإقناع والتفاكر والتفاهم الراقي ، بعد أن تهيأت كل الدنيا الآن ، وامتلأت بالقاعات وبالمسارح ، وبمراكز المؤتمرات والسينيمارات والندوات واللقاءات المفتوحة ،،، واتصلت أطراف العالم كلها ، عبر وسائل الإتصال الحديثة المُذهلة التي تمت بفضل الله ، ثم بفضل المدنية الحديثة ، وانتشار المواقع الكترونية والقنوات الفضائية ،، وتكنولوجيا الإسكايب ، والفيس بوك ، والفايبر ، والتويتر ، وشتى المواقع الالكترونية السلكية واللاسلكية !! ، في عالم أصبح يُمكِن أن يُرى فيه بفضل الله الآن : دبيب النملة السوداء في الليلة الظلماء في الصخرة الصماء !!! ،،
    فليس لدينا للعالم الآن ، إلا أن يعود خطاب الإسلام الفكري ، الرفيع ، المتسامح ، السلمي ، المُسالِم ، وبعثه من جديد ،، وبعث دعوة الحبيب المصطفى السمحاء إلى أول عهدها في أصل الدين ! ... كما لابد من العودة إلى سيرة النبي الكريم ، الكامنة في رسالته المدخرة لإنسانية العصور الحديثة ، والقائمة على مستوى عمله في خاصة نفسه وقامته السامقة ! ،، تلك النفس السامقة العلية الباسقة ،،، ومكاناتها وهيئاتها المتنزَلة من منارة علمه الشاهقة ! ... ولابد من أن نحذو حذوه الخطوة بالخطوة ونرتفع لمستوى عمله في خاصة نفسه ، ذلك لمن أراد يرتقي ويصعد ، ثم يتدرج في محبة الله ومحبة الناس ، وفي حب الخير والحق والجمال ! ،،، والنهل من معينه الفياض بما يوازي قامة الإنسان المعاصر ، وثقافته ، ومستوى فهمه ، وطاقاته الفكرية الهائلة ! ، والرجوع إلى مستوى الدعوى النبوية السلمية، القائمة على أصول الدين ومبادئه العليا ! ...
    إخوة الإنسانية في مشارق الأرض ومغاربها :
    يُرجى الآن للبشرية جمعاء أن تجنح للسلم ، وتعمل بكل طاقاتها من أجله ... وعلى الشعوب المسالمة المستنيرة أن تدفع بقوة في هذا الإتجاه .. كما يجب على المفكرين والأدباء والكتاب والإعلاميين والصحفيين والفنانين أن يتحدوا للتوجه بكلية نحو التعايش السلمي القائم على المبادىء الإنسانية ، الحرية ، والعدل ، والكرامة ، والمساواة ، وحرية الرأي والتعبير ، والإعتقاد .
    لقد آن الأوان للبشرية جمعاء ، أن تدخل في السلم كافة ،، كما آن لكل أمم الأرض أن تدخل كافة في حيز المدنية الحديثة الرشيدة ، بعد أن تؤوب إلى رشدها ،،، وأن تُفعِل دول العالم ، قوانين عصبة الأمم المتحدة ، ومواثيقها الدولية ، واتفاقيات حقوق الإنسان ، بأمانة وصدق و حيادية ! ،، حتى تتاح الفرصة الكافية للحوارات السلمية والمناظرات الراقية ، التي يمكن أن تنطلق بحرية وبتجرد وحيادية تامين ،،، وفي أجواء صحية راقية ، آمِنة ، ومُتمدِنة .. و بكل الفضاءات والساحات والقاعات والميادين العالمية !! ..
    كما حان الوقت لأن يعلم الناس جميعاً ، من هو النبي العظيم محمد ؟!! ،، وكيف أنه ( محمد ) في الأرض مما يلي الخلق ،، و ( أحمد ) في السماء مما يلي الرب ،،، و ( محمود ) في مقامه الموعود ! ..

    تحياتي وخالص أشواقي ومحبتي العظيمة لكل نفسٍ تنبض بالحياة ولكل كبدٍ رطبة ..


    مامون أحمد إبراهيم – أمدرمان – السودان






                  

11-05-2020, 08:23 AM

مامون أحمد إبراهيم
<aمامون أحمد إبراهيم
تاريخ التسجيل: 02-25-2007
مجموع المشاركات: 5380

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: إلى الرئيس ماكرون، المفكرين، الأدباء، ال� (Re: مامون أحمد إبراهيم)

    للإطلاااع
                  


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de