🔹 توظيف امكانات الحركة الاسلامية خلال ما تبقى من الفترة الانتقالية٫ في ظل التطبيع وتوقيع السلام ٣٠/١٠/٢٠٢٠ بقلم د. محمد عثمان عوض الله.
مقدمة 🔹 الهدف من المقال: يهدف هذا المقال بالدرجة الأولى الى التحليل والمساهمة المتواضعة في احاطة الرأي العام بتعقيدات قضية اهتم بها وبمآلاتها الحالية والمستقبلية. ولأننا معنيين بمآلات المستقبل إذا فسوف نغض النظر عن الانجازات الضخمة التي حققتها الحركة بعد السقوط: (اتباع منهج السلمية في معالجة الظلم من أجل الحفاظ على لحمة النسيج الاجتماعي. الصمود أمام كل الحملات الشرسة. الحفاظ على تماسك عضويتها وتزكيتها بالصبر ومكارم الاخلاق. تقديم معارضة أخلاقية تحفاظ على مكتسبات الدولة عكس ماقامت به المعارضة السابقة من حصار وعقوبات وعمالة ومعارك حربية وغير ذلك). هذا المقال يفرق بين أصل وحقيقة ثورة ديسمبر باعتبارها عمل سياسي مشروع ومبرر أسقط حكومة الحركة؛ وبين سارقي الثورة الذين لوثو بيئة العمل السياسي بالكذب الخداع والفشل والعمالة ودولة اللاقانون. ويفرق من ناحية أخرى بين المطلوب من الحركة الاسلامية كمؤسسات وكقيادة؛ وبين المطلوب من منسوبي الحركة كونهم مواطنين من عامة الشعب. امكانات الحركة الاسلامية تتمتع الحركة بإمكانات كبيرة وضخمة. منها: ١/ كوادر بشرية مؤهلة في جميع مجالات الحياة. ٢/ امكانات مادية هائلة. ٣/ امكانات معرفية ومهنية مدربة ومقتدرة. ٤/ القدرة على التخطيط والتنفيذ والتدريب والتأهيل والكسب والانجاز. ٥/ تجربة غنية وثرة في شتى المجالات٫ مؤسسات الحكم والتنظيم والادارة وبناء العلاقات وخلق الفرص ... الخ. ٦/ تنطلق الحركة من مبادئ تمثل هوية الأمة. 🔹 موانع توظيف امكانات الحركة في مجالات محددة لا تستطيع الحركة توظيف كل امكاناتها بصورة مباشرة وبطاقتها القصوى في عدد من المجالات. وذلك بسبب عدد من الموانع منها: ١/ هدر حقوقها بواسطة الحكومة الانتقالية وتوظيف امكانات الدولة ومؤسساتها للتعامل معها بديكتاتترية مفرطة. ٢/ اسقطت ثورة ديسمبر حكومة الحركة فخلقت عائقا نفسياً وسياسيا واعلاميا واخلاقيا٫ يعيق مؤسسات الحركة وقادتها من العمل في بعض المجالات. ٣/ اشعل السياسيون خطاب الكراهية والقتل المعنوي ضد الحركة. وتجاوب معهم الشارع. مما شكل عائقا يمنع ظهور مؤسسات الحركة وعدد من قادتها في كثير من ساحات العمل. ٤/ عبأ السياسيون الشارع ضد أعمال الحركة فبدأ ينظر لها بالتشويش والتشكيك وقذف الاتهامات. مما يشكل عائقا للبدء في أعمال جديدة او الاستمرار في بعض الأعمال القديمة. ٥/ عدم السماح لها ولا لعضويتها بممارسة أي نشاط. حل جميع منظماتها ومؤسساتها وملاحقتهم بالشيطنة والمطاردات والإغارات ... الخ. 🔹 محاذير ليس مطلوبا من الحركة الاستسلام او ترك العمل خلال الفترة الانتقالية. ومع ذلك فانها تخطئ ان ظنت أن مؤسساتها وقادتها: ١/ مسؤولون عن انقاذ السودان مرة أخرى خلال الفترة الانتقالية. ٢/ أو مطلوب منهم تصحيح او معالجة أخطاء الحكومة الانتقالية. او القيام بالأعمال الكفيلة بذلك. ٣/ اخذ زمام المبادرة لمنع كوارث وتجاوزات الفترة الانتقالية مثل: التطبيع والوصاية الدولية والعبث القانوني والدستوري والمؤسسي. ٤/ قيادة العمل السياسي اليومي بالفعل ورد الفعل تجاه الأحداث السياسية اليومية المتلاحقة. مثل اصدار البيانات أو تنظيم المظاهرات او اقامة الورش والندوات والمؤتمرات الصحفية. ٥/ تخطئ الحركة إن تعاملت مع الاستضعاف الوهمي الذي حُشرت فيه٫ بمنهج ردود الأفعال فلجأت الى استعراض العضلات والقول الخشن. ٦/ تخطئ الحركة إن تعاملت مع الظلم والاعتقالات والمصادرات والفصل عن الوظيفة الذي عوملت به؛ بمنهج ردود الأفعال فلجأت الى رد الظلم والعدوان خارج اطار مؤسسات الدولة الرسمية. ولكن بالمقابل يجب على الحركة أن تحث عضويتها على ممارسة واجباتهم وحقوقهم كمواطنين عاديين مع رصفائهم من عامة الشعب للتعبير عن ارائهم ومواقفهم الحرة والقيام بواجباتهم تجاه مجتمعهم وتطلعاته ومعاناته. سوا كانوا أفرادا أو عبر مؤسسات مستقلة عن مركزية قيادة الحركة ومؤسساتها. 🔹 الموازنات يجب على الحركة كمؤسيات وكقيادة أن تترك للشعب السوداني: ١/ معرفة اليسار على حقيقته من خلال تجريب حكومته وتقييم نتائجها. ٢/ معرفة منهج اليسار الحقيقي من خلال تقييم ادعاءاته وشعاراته وخططه. ٣/ التقييم الحقيقي للاسلاميين ولمنهجهم وتجربتهم في الحكم واحصاء ما قدموه مقارنة بمنهج وتجربة اليسار ونتائج حكمهم. ٤/ الدفاع عن هويته ومبادئه وقوانينه وعقيدته انابة عن الشعب وفي وجه الحكومة التي اختارها. 🔹 كيف توظف الحركة امكاناتها من الأفضل تحديد الأدوار التي سوف توظف الحركة امكاناتها خلال الفترة الإنتقالية للقيام بها. واهمها: واجبات تنويرية وفكرية وثقافية واجتماعية واقتصادية. وذلك عبر ١/ غرف اعلامية متعددة ومؤهلة ومحترفة ومستقلة وشاملة لكل انواع العمل الاعلامي والفكري والثقافي وغيره. تسخر لها كافة الامكانات المادية والكوادر البشرية والمعينات التقنية. كما يجب تأمينها من الاختراق الخارجي للحفاظ على خصوصيتها وعدم التدخل الداخلي للحفاظ على استقلاليتها. وأن تكون رسالتها هي تقديم التنوير وتوضيح الحقائق والتفسيرات والمقارنات والتحليلات التي تعين الرأي العام على معرفة الحقائق وفهمها بعمق والخروج بنتائج وخلاصات للتقييم. وذلك بواسطة عدد من كبير من الكوادر الاعلامية والفكرية والمهنة المتخصصة عبر كتاب المقالات الصحفية والعلمية والاستراتيجية والكاريكاتير و... الخ. ٢/ غرف متخصصة للتدريب والتأهيل. تعين الشباب على التخطيط العلمي والفكري والمنهجي وترفدهم بالتأهيل والمهارات المطلوبة. وذلك بتقديم عدد من البرامج التدريبية المتخصصة. واقامة العلاقات مع مؤسسات التدريب المختلفة المحلية والعالمية. ٣/ غرفة اقتصادية. تقدم دراسات الجدوى لعدد من المشاريع الاقتصادية وتربط الشباب بفرص التمويل المتاحة. ٤/ جمعيات اجتماعية تنتشر بين المواطنين لتقود العمل الاجتماعي في الاحياء وتقدم خدماتها للمواطنين ... الخ ٤/ جمعيات فكرية وثقافية وفنية. 🔹 العمل السياسي يجب على مؤسسات وقيادة الحركة النأي عن العمل السياسي المباشر خاصة التصريحات المعارضة العنيفة. وبالمقابل تستطيع الحركة أن تقدم رسالتها السياسية عبر مؤسسات شبه مستقلة. مثل قطاعات الطلاب والشباب والمرأة والاتحادات المهنية وأيضا عبر التحالفات السياسية المختلفة. 🔹 الماضي خلال الفترة الماضية؛ قامت الحركة بواجبها فقدمت الكثير للسودان ولشعبه. وهذا ما يعيشه الشعب حاليا في حياته اليومية وقد بدأ يتضح له أكثر خاصة بعد انغشاء حملات التشويش وخطاب الكراهية. 🔹 الحاضر بدأت الحركة ترتب صفوفها. وتقود زمام المبادرة في مجالات حددتها وبالحكمة تأخرت عن القيام بأعمال أخرى في مجالات أخرى. ٢/ بدأ الشعب يستذكر ويتندم ويقدم الاعتذار والحنين. و سيبلغ ذلك مداه. ٣/ يجب على مؤسسات الحركة وقادتها أن لا تستعجل النتائج وأن تتحلى بالصبر والجلد وأن لا تتدخل في تفاصيل العمل السياسي اليومي بصورة مباشرة حتى لا تشوش على الشعب دراسته ومقارنته وتقييمه لها ولتجربتها مقارنة بالتجربة التي اختارها ويتذوق ثمارها. ويمكن ان تقوم بذلك عبر مؤسسات شبه مستقلة. ٤/ يجب على مؤسسات الحركة وقيادتها أن لا تستنزف جهدها وطاقاتها وامكانياتها ووقتها في الركض خلف الصراعات السياسية ولا الايدلوجية. ٥/ يجب على مؤسسات الحركة أن لا تستجيب للاستفزاز وان لا تتعامل بردود الأفعال وأن لا تحيد عن خطها وخطتها مهما كان الاستدراج والاستفزاز والاستنزاف. 🔹 المستقبل بهذه القراءة وهذه الخطوات والترتيبات يتضح جليا أن الحركة ستعود قريبا وهي أكثر قوة وتنظيما وفاعلية وخبرة وتبصرا في دروس فترتي الحكم والمعارضة. 🔹 ماهو المطلوب من قيادة الحركة ومؤسساتها الرسمية
النأي عن العمل والصراع السياسي والايدلوجية. ولكن قيادة العمل من خلال: التخطيط والمتابعة والرصد والتقييم والاستدراك وسد الثغرات وحث العضوية على العمل الدؤوب. والاستعانة ببيوت الخبرة المتخصصة والمنظمات والهيئات شبه المستقبلة.
🔹 النتائج المتوقعة عوضا عن مواصلة الحركة على ذات المنهج وحصد ثمار النتائج التي حققتها, فستستمر الحركة في احراز عدد من الاهداف وذلك عبر تحقيق النتائج الاتية: ١/ تغيير الصورة السالبة التي بثها عنها سارقوا ثورة ديسمبر عبر خطاب الكراهية والشيطنة والقتل المعنوي. ٢/ الاحاطة والمحافظة على العضوية وحسن توظيفها ومتابعتها والاستفاة من مجهودها. ٣/ تقديم درس اخلاقي ومفاهيمي نظري وعملي عن المعارضة الوطنية الشريفة التي تضحي وتصبر من أجل الحقيقة والوطن
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
زهير عثمان حمد
فيس بوك
تويتر
انستقرام
يوتيوب
بنتيريست