هناك مَن لا يزال يقيس قيمة الإنسان بمدى نعومة شعره!

مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 05-04-2024, 11:46 PM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مدخل أرشيف للعام 2020-2023م
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى شكل سلسلة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
09-25-2020, 08:12 PM

عبد الحميد البرنس
<aعبد الحميد البرنس
تاريخ التسجيل: 02-14-2005
مجموع المشاركات: 7114

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
هناك مَن لا يزال يقيس قيمة الإنسان بمدى نعومة شعره!

    08:12 PM September, 25 2020

    سودانيز اون لاين
    عبد الحميد البرنس-
    مكتبتى
    رابط مختصر



    واصلتُ الجلوس في الصّالة على تلك الكنبة والوقت ظهرا، لما غابت أماندا ماران بون داخل غرفة النوم. فكرتُ: "للشمس الآن دفء حرارة شمعة في قبو رطب". تهبط عليَّ أحيانا هكذا، أفكارٌ شعريّة. ربما لقوة الحنين هناك، في داخلي!

    ما لبثت أماندا أن عادت. جلست ملاصقة لي. كانت ترتدي قميص نوم أحمر قصير من الشيفون أحاطت به حواف مطرَّزة بالساتان الأبيض المورَّد في هيئة زهور الأكسيا البيضاء في شكل منمنات صغيرة على الحواف. كانت حمّالتاه الرفيعتان تبين وتختفي أسفل شعرها المنسدل على كتفيها أسود فاحما في تراخ وكسل. وأنا أحسّ بدفء جسدها الفتي يسري حثيثا متخللا ثنايا دواخلي القصيّة، مبددا بقايا وحشة بدت حتى عهد قريب مثل داء عضال لا فكاك منه، لمحتها من زاوية عيني اليسرى، تشرع في فتح ما بدا ألبوم صور قديم. بطيئا راعشا مثقلا بكل ذلك الأسى أو الحنين، تناهى صوتها:

    "وليم هذه صور العائلة".

    كان وراء كل صورة حكاية، نظرة شاردة وأخرى غائمة من عينيها إلى قطع الزمن المتجمد.. أماندا على متن باص أصفر أيامَ مرحلةِ الأساس في رحلة ترفيهية إلى نواحي "شيروودبارك". أماندا في نحو الخامسة، تعتلي كتفي والدها أثناء مهرجان غنائي ما أقيم في حدائق "الفوركس"، ملتقى نهري ريدريفر وواسيني بويني، بينما تشير بيدها اليسرى إلى نقطة بعيدة تقع خارج إطار الصورة، لكن وجهها الصغير بدا منحنياً صوب وجه أبيها الذي لم يظهر منه سوى حاجبيه الكثيفين. لسبب ما، لم تكن أماندا تكثر عادةً من الحديث عن أفراد أسرتها، ولم أكن راغباً على أي حال في رؤية غيرها!!

    هذه صورة أخرى لها في نحو التاسعة، بصحبة شقيقتيها الكبريين مليسا ومليشا، كن يجلسن متقارباتٍ ضاحكات أسفل شجرة قيقب نواحي "أوسبرن فيلدج". كنت أفكر في نفسي متأمّلاً في وجوههن السعيدة، قائلاً "فِيْمَ كنّ ذاهبات في الأحلام وقتها"؟

    كان الحزن يهبط على قلبينا ثقيلاً مقبضاً لحظةَ أن نطالع صور سمانتا المبتسمة الضاحكة الممتلئة في تناسق المترعة برحيق هذه الحياة وذلك أمر لم يحتمله كل منّا على حدة. كذلك أفردتُ كفّ يدي اليسرى. أخذت أُسرِّحها على شعر أماندا بما بدا لي لحظتها الحنوّ. يجذبني الشعر الناعم كثيرا. ربما لأنَّ هناك في وطني مَن لا يزال يقيس مكانة الإنسان بمدى نعومة شعره. مالتْ أماندا ماران بون لائذة أكثر بصدري. توقفت حركة يدي هناك على رأسها. لا نأمة. نامت أخيرا.

    شيئا بعد شيء، أخذت العتمة تخفي معالم الأشياء وراء نوافذ الصالة الزجاجية الواسعة. شخير أماندا ماران بون يتعالى ماثلا في صمت الحاضر، خافتا متوجعا، كما الأنين. لا أزال أواصل النظر إلى ألبوم صورها العائلية المغلق على أشجانه.






                  

09-25-2020, 08:48 PM

عبد الحميد البرنس
<aعبد الحميد البرنس
تاريخ التسجيل: 02-14-2005
مجموع المشاركات: 7114

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: هناك مَن لا يزال يقيس قيمة الإنسان بمدى نع (Re: عبد الحميد البرنس)

    المومسات على نواصي سيرجنت علامات لا تخطئها عين.

    كنت أرى سمانتا ماران بون بينهن واقفةً هنا أو هناك، ترمي بصنارتها، عبر إيماءة أو أخرى، للمارة أو تلك السيارات العابرة.

    على بعد أمتار منها، لم يكن ثمة من أثر قد يدل على وجود صديقها الآسيوي ذي العينين المبتسمتين مثلما جرت عليه العادة قبل نحو العام. لعله مات. "مرضى الإيدز لا يبقون طويلا". لا أدري من أين جئت بهذه المعلومة التي بدت لي "مؤكدة"؟ كان الإيدز يسيطر عليَّ تلك الأيام عند كل حركة وسكنة كهاجس. لم أقوَ أبداً على تحويل ذلك الهاجس إلى معرفة.

    أنت لا تدري حقاً ما قد تجد هناك إذا ما قمت برفع الغطاء.

    يبدو الجهل خيراً، أحياناً، من معرفة يتبعها ألم لا فكاك منه!

    على أي حال لم أشأ سؤالَ أماندا عن صديق سمانتا. أماندا لم تكن تطيق سيرته. كانت على قناعة أن الآسيوي سبب بلوة شقيقتها. لم أتوصل من جانبي تلك الأيام، حتى من قبل أن تفجعني أماندا بمصير شقيقتها، إلى معنى ما قد يحمل بهجة من أي نوع لتلك الابتسامة التي ظلت تطل من داخل عينيه الواسعتين برغم ظلال العتمة عبر مختلف تلك المساءات البعيدة، على سيرجنت. لا أزال أتشمم شعر أماندا الغارقة في نومها لا تزال من كل ذلك القرب، حين أخذت أتذكر أنه في ذروة سعادتنا معا، أنا وأماندا، كان ثمة شعور ما غامض يطفو في داخلي أحياناً، فأحسّ بشيء من الجزع، كما لو أن أمراً لا سبيل لتجنبه سيتهدد مسار علاقتنا في أي لحظة. لعله هاجس الخوف المقيم في داخلي مما يدعونه:

    "الحرمان من بعد عطاء"!

    ...

    كذلك بدا كأن سوس الوحدة المزمن قد نخر هناك في عظامي طويلاً، وقد صارت الوحشة توءم روحي، حتى غدا وجود أحدنا شرطاً لازماً لوجود الآخر، أو كما لو أنني والعزلة صنوان، تربط بينهما علاقة أبدية راسخة لا فكاك منها، أو كما لو أنني باختصار لم أعد أصلح لأي رفقة من غير ذلك الحضور الكثيف لسيل هواجس الفقد. كلما فكرت في ذلك، أخذت تخطر في ذهني، تلك الصورة اليومية الساحرة من حياتنا معا: مرأى أماندا، وهي خارجة من الحمام، لا يسترها شيء، سوى قطرات الماء البلورية تنساب منها كما تنساب قطرة ندى على جسد زهرة بُعيد بوابة الشروق. لست واثقا من أن أماندا تستقر منذ فترة داخل وجودي كمبرر حياة. لكنَّ المؤكد أنه لم تعد بي رغبة أخرى في معايشة ذلك الحنين الذي ظلّ يجتاحني في القاهرة من آن لآن إلى وجود مَن ستفتح لي باب بيتي من الداخل. وذلك صوت الشاعر أمل دنقل:

    أيدوم لنا البيت المرح
    نتخاصم فيه ونصطلح
    دقات الساعة والمجهول
    تتباعد عني حين أراك
    وأقول لزهر الصيف.. أقول
    لو ينمو الورد بلا أشواك
    ويظل البدر طوال الدهر
    لا يكبر عن منتصف الشهر
    آه يا زهر..
    لو دمت لنا..
    أو دام النهر.

    أمل دنقل، في أقصى حدة الألم، قام بتحويل شبح الموت الماثل إلى شعر، لم يجزع من غول السرطان، لم تسكنه لوعة، لكأن الأمر برمته لا يعنيه. قالت زوجته عبلة تتذكر ما قال الطبيب له "المرض منتشر في جسدك منذ أكثر من سنة، وأنت لا تأتي لمتابعة الكشف، تذكَّر أنك مريض بالسرطان، وأن الأمر أكثر خطورة من أن تتعامل معه بمنطق الشاعر، لقد تجاوز المرض الجراحة ولا بد من ذهابك في الغد إلى معهد السرطان". بينما يكابد كازنتزاكي الألم على فراش موته، آثر أن يرحل أعزل من يقين. لحظة أن أقبل القسّ لأخذ اعترافه، أدار وجهه صوب الحائط وقد نأت آماله تلك في الجلوس عند ناصية أحد شوارع أثينا متسولاً من نهر المارة قطرات ما من أعمارهم. عسى أن تمكنه من كتابة أمر آخر. قال:

    "لو مِتُّ ستموت كتب كثيرة في داخلي".

    فان جوخ، أدرك مبكرا حتمية خلوده الإبداعي، "لن أضع توقيعي، على تلك اللوحة، سيدركون بعد وقت طويل من رحيلي من الأسلوب وحده أنها لوحتي"، وقد سار في طريق لا يطرقها أمثاله عادة. أخذ مسدساً، ذهب إلى حقل قريب، لعله ألقى وقتها نظرةً أخيرة على أحبّ موضوعاته. الوغد، فعلها أخيراً على إحدى قمم سأمه المتصاعد تجاه لعبة الحياة برمتها.

    تشيخوف رقيق المشاعر. ساءت حالته. الوقت ليلا. "طلب استدعاء الطبيب، لكنه تمنى عدم إيقاظ الصبي لكي يذهب من أجل أسطوانة الأكسجين. فهو لن يلحق في جميع الأحوال. جاء الطبيب. طلب تشيخوف كأسا من الشمبانيا. قال بالألمانية "ايخ شتيربي" (إني أموت). وبهدوء، دون أي اختناق مبرّح – وهذا نادرا ما يحدث عند وفاة المصابين بالسل – انتقل إلى العالم الآخر". سمانتا ماران بون، حين علمت أنها مصابة بالإيدز، وأنها لا محالة ميتة، تحولت إلى عاهر، وقد أقسمت أن تأخذ معها إلى الجانب الآخر أكبر قدر ممكن من الرجال. كذلك قبل عام واحد فقط من إصابتها تلك، بدت في إحدى تلك الصور عفية، ضاحكة. عيناها مفعمتان بالحياة. ناقشت وقتها أماندا عن "ذنب أولئك" الذين وضعهم القدر وحده بين فخذي سمانتا. قالت ببرود: "ذلك خيارهم، يا وليم". هاتفتني وقتها وهي تجاهد بصوت مختنق، قائلة:

    "وليم، سمانتا ماتت".

    لم تقل شيئا آخر قبل تلك العبارة أو بعدها.
                  

09-26-2020, 03:13 AM

osama elkhawad
<aosama elkhawad
تاريخ التسجيل: 12-31-2002
مجموع المشاركات: 20482

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: هناك مَن لا يزال يقيس قيمة الإنسان بمدى نع (Re: عبد الحميد البرنس)

    Quote: المومسات على نواصي سيرجنت علامات لا تخطئها عين.

    هذا في رايي المتواضع يصلح كعنوان أكثر من "هنالك من ........"

    رغم ان المقتبسات السردية هي جزء من عمل روائي ، لكن يبدو لي انه بقليل من التعديلات تصلح نصوصا قصيرة مستقلة..

    أتشوّق لقراءتك روائياً،

    لأرى كيف خرجت من عباءة القصص القصيرة الجميلة وتمرّدت عليها..
                  

09-26-2020, 07:34 AM

عبد الحميد البرنس
<aعبد الحميد البرنس
تاريخ التسجيل: 02-14-2005
مجموع المشاركات: 7114

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: هناك مَن لا يزال يقيس قيمة الإنسان بمدى نع (Re: osama elkhawad)

    أسعدتني هذه المداخلة كثيراً. أنت تعلم أن المقام قد يفرض أحياناً مثل تلك العناوين، خاصة إذا ما وضعنا في الاعتبار جملة تلك الخلفية الإجتماعية المهيمنة على العلاقات خارج سياق هذا النص. يشرفني كثيراً أن أبعث لك ما نشر لي من كتب على تواضعها عبر الإيميل المثبت أسفل كتاباتي في موقع الراكوبة. كل الود
                  

09-26-2020, 11:38 AM

ابو جهينة
<aابو جهينة
تاريخ التسجيل: 05-20-2003
مجموع المشاركات: 22492

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: هناك مَن لا يزال يقيس قيمة الإنسان بمدى نع (Re: عبد الحميد البرنس)

    سلام اخي البرنس

    متعة هي التوغل بين سطورك
    تنبش اغوارا مدفون تحتها اسراب من ذكريات ومواقف وكأنك كنت حضورا

    *
    كذلك بدا كأن سوس الوحدة المزمن قد نخر هناك في عظامي طويلاً، وقد صارت الوحشة توءم روحي، حتى غدا وجود أحدنا شرطاً لازماً لوجود الآخر، أو كما لو أنني والعزلة صنوان، تربط بينهما علاقة أبدية راسخة لا فكاك منها، أو كما لو أنني باختصار لم أعد أصلح لأي رفقة من غير ذلك الحضور الكثيف لسيل هواجس الفقد.

    *

    دمتم
                  

09-26-2020, 07:57 PM

عبد الحميد البرنس
<aعبد الحميد البرنس
تاريخ التسجيل: 02-14-2005
مجموع المشاركات: 7114

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: هناك مَن لا يزال يقيس قيمة الإنسان بمدى نع (Re: ابو جهينة)

    العزيز أبو جهينة: يقال أحياناً إن الكتابة لعنة، وأحياناً أخرى يقول صديق لي "الحمد لله على نعمة الكتابة". أمبارح أرسل لي صديق آخر جزءا من حوار مترجم مع ماركيز. تجد نفسك في النهاية تشارك ماركيز ومحاوره الضحك. يحكي كما يكتب. عن كيف أنه وجد نفسه في وضع المفلس ذاك، لما ذهب صحبة مرسيدس زوجته إلى مكتب البريد كي يرسلا مسودة رواية مائة عام من العزلة إلى الناشر في الأرجنتين. كان معهما ٤٨ بيزو. عدد صفحات الرواية ٧٠٠. وتكلفة البريد ٨٧ بيزو. بعقل عملي بحت طلب ماركيز كما لو أنه جزار أن يضع صفحات من الرواية تعادل قيمة المبلغ الذي بحوزتهما. في البيت، وجد مجفف شعر ودفاية على أساس أنه لم يكن قادراً على الكتابة في البرد. باعا المجفف والدفاية بخمسين بيزو. عادا إلى مكتب البريد ليبعثا بالنصف الآخر من الرواية. يضحك ماركيز وهو يتذكر قول مرسيدس الغاضبة خارج مكتب البريد: الشيء الوحيد الذي ينقصنا بعد كل هذه المعاناة أن "تطلع" رواية سيئة!
                  

09-26-2020, 08:09 PM

osama elkhawad
<aosama elkhawad
تاريخ التسجيل: 12-31-2002
مجموع المشاركات: 20482

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: هناك مَن لا يزال يقيس قيمة الإنسان بمدى نع (Re: عبد الحميد البرنس)

    أهلاً برنس

    ساذهب لموقع الراكوبة اليوم وارسل لك ايميلي.

    اعتقد انه من الصعب ان يجيد السارد القصة القصيرة والرواية معاً*.

    اقاصيص الطيب صالح القصيرة أقصر قامة من رواياته..

    وهذا قد ينطبق على كتابة الشعر العربي الفصيح والعامية..

    مصطفى سند العامي ليس بقامة سند الفصيح.

    وعلى الضفة الأخرى ، فهاشم صديق الفصيح ليس بقامة هاشم العامي.

    *ربما توجد استثناءات قد تؤكد القاعدة:
    ماركيز قصصه القصيرة هي قصص طويلة تشبه السرد الروائي..
                  

09-26-2020, 09:20 PM

عبد الحميد البرنس
<aعبد الحميد البرنس
تاريخ التسجيل: 02-14-2005
مجموع المشاركات: 7114

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: هناك مَن لا يزال يقيس قيمة الإنسان بمدى نع (Re: osama elkhawad)

    مرحبا المشاء العزيز، سوف اعود لنقاش مداخلتك الأخيرة تالياً. فقط أعتذر لمشوار الراكوبة. إذ حاولت تذكر ايميلي أمبارح أثناء الشغل دون mailto:جدوى:mailto:[email protected]@outlook.comجدوى:mailto:[email protected]@outlook.com

    ourneeds1
    @
    outlook
    Com

    (عدل بواسطة عبد الحميد البرنس on 09-26-2020, 09:23 PM)

                  

09-27-2020, 00:03 AM

osama elkhawad
<aosama elkhawad
تاريخ التسجيل: 12-31-2002
مجموع المشاركات: 20482

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: هناك مَن لا يزال يقيس قيمة الإنسان بمدى نع (Re: عبد الحميد البرنس)

    اور نيد١ هذا عندي من زمان..

    ادروب ولووووووووف
                  

09-27-2020, 09:48 AM

عبد الحميد البرنس
<aعبد الحميد البرنس
تاريخ التسجيل: 02-14-2005
مجموع المشاركات: 7114

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: هناك مَن لا يزال يقيس قيمة الإنسان بمدى نع (Re: osama elkhawad)

    هذا التمايز في الجودة على مستوى نتاج كاتب ما يجتذبه أكثر من نوع جمالي، قد يصدق إلى حد كبير على مستوى الأمثلة التي تفضلت بها أعلاه، على أنني لم أضع من قبل التمايز المعني في شكل قانون عام. شخصياً، أجد في قصص الطيب صالح القصيرة براعته المعهودة تلك نفسها في مجال الرواية، كذا الحال بالنسبة لمثالي فوكنر وماركيز. سواء الطيب أو فوكنر أو ماركيز، أجد هناك ما يجمع بينهم: إنهم لا يخضعون لطرق الكتابة السائدة في أزمنتهم. مجددون كبار ومع ذلك لم تكن لديهم مزاعم نظرية بشأن التجديد على نحو ما نجد لدى ادوارد الخراط صاحب مصطلح الكتابة عبر النوعية
                  

09-27-2020, 01:41 PM

osama elkhawad
<aosama elkhawad
تاريخ التسجيل: 12-31-2002
مجموع المشاركات: 20482

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: هناك مَن لا يزال يقيس قيمة الإنسان بمدى نع (Re: عبد الحميد البرنس)

    ارسلت لك ايميلي ورقم هاتفي.

                  

09-28-2020, 07:43 PM

عبد الحميد البرنس
<aعبد الحميد البرنس
تاريخ التسجيل: 02-14-2005
مجموع المشاركات: 7114

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: هناك مَن لا يزال يقيس قيمة الإنسان بمدى نع (Re: osama elkhawad)

    مع أمل في قراءة ممتعة شاعرنا المبدع الكبير
                  

10-01-2020, 09:19 PM

عبد الحميد البرنس
<aعبد الحميد البرنس
تاريخ التسجيل: 02-14-2005
مجموع المشاركات: 7114

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: هناك مَن لا يزال يقيس قيمة الإنسان بمدى نع (Re: عبد الحميد البرنس)

    كان العصر يقترب من نهايته.

    لعل ذلك ما يدعونه "الأصيل"!

    يستطيل ظلّ الكائنات على الأرض الفضاء. كما ظل بناية. تبدو الأشياء عامة أكبر من حجمها الطبيعي. الخبز في عيني جائع. السكون يلف الشقة. حتى صوت أزيز الثلاجة الرتيب قد توقف منذ فترة. لا نأمة تُسمع هناك، سوى وقع صوت تنفس أماندا المنتظم. كانت قد أغلقت ألبوم الصور. وضعته على منضدة الزجاج أمام الكنبة. ألقت برأسها هكذا على كتفي. نامت. قبلها، بدت متخشبة كميتة. تتطلع بعقلها إلى تلك الأشياء القابعة هناك وراء حيطان ما لا مرئية داخلها، فيما عيناها معلقتان على لوحة فان جوخ "نجوم الليل". كنت ملتزما الصمت. كانت تلك التصورات حول مآل سمانتا، شقيقتها الصغرى، قد أخذت تبهت داخلي، تنطفيء تدريجيا، كما أحاديث خدم متعبين داخل قصر كبير آخر الليل.

    ...

    للخير وجه. للشر ما لا يحصى!

    ...

    ألبوم الصور لا يزال على المنضدة غارقاً داخل العتمة والصمت منغلقاً على صور أماندا ومليشا ومليسا وسمانتا. "ذكريات الطفولة الآفلة والصبا الباكر". أنظر إليه. أواصل تشمم شعر أماندا. دائما ما تغري بالعناق حتى داخل مثل هذه الوداعة التي يمنحها النوم للناس عادة. لم أتخيل، أنا المغموس في نار الألم، لحظة أن رأيت أماندا ماران بون هذه لأول مرة صحبة عمر وجيسيكا خلال ذلك المساء البعيد، أن الحزن يمكن أن يتوسد سرير جمالها، يرمي برأسه هكذا بكل ثقله على وسادتها الحرير. ظلّ هذا الغرب يفيض على الجانب الآخر من العالم بمليارات الصور والأفلام والحجج. بعضنا لحظة أن رأى صورة الغرب البهيّة عن نفسه تلك قال بيقين المؤمن "الأرض جنتهم وفراديس السماء لنا وهذا الوعد".

    هناك، في القاهرة، ذات الغرب، عرضَ وقتها على أولئك المنفيين الدخول، عبر بوابة اللجوء السحرية، إلى فسيح جناته. لم يكن يطلب منهم زكاة أو صياماً أو حجاً أو صلاة. كان يتحدث بمكره القديم نفسه حاجباً حاجته الماسة تلك إلى عمالة محليّة لملء وظائف دنيا وتوسيع سوق داخلية أصابها كساد تحت ستار كثيف من هراء تلك الدعاوى الإنسانية الفاتن.

    كان المنفيون يتسابقون إلى مكتب الأمم المتحدة والسفارات. الأعمى شايل المكسر. المفلس تجددت آماله. الشيوعي تبرأ من ماركسيته على طلبات الدخول إلى جنة أتقن بناء قواعدها دهاقنة هوليوود أمثال اليهودي ستيفن سبيلبيرج وتفننوا في رسمها. "هل سبق لك أن كنت شيوعيّا، يا هذا"؟ "لا أبدا، يا سيدي. أنا أشجع الرأسماليّة منذ صغري بالفطرة". كانوا يتبادلون أمثال ذلك الحديث ضاحكين على هامش اجتماعات الخليّة، في أعقاب اجتماعات الخلايا الموسعة، وعلى هامش تلك الندوات، اللقاءات السياسية الجامعة. كنّ سيدات محترمات ربات بيوت بكين أمام المحلفين في تلك السفارات على مرمى خطوة من أزواجهن المطرقين في الأثناء في تأثّر زائف. لم يبكين من قصة اغتصابهن المفبركة تلك على قضيب الجلاد. بكين من شبح الضياع في مدينة كبيرة مثل القاهرة. مدينة تضيق حتى بسكانها. ثمة رجال زعموا أن النظام "نظام القمع الجاثم في الخرطوم" أفقدهم "الذكورة". ما عادوا يصلحون لشىء. كما لو أن ملحمة "هيلواز وأبيلار" تقفز خطفاً إلى الأذهان. لعل بعضهم كان صادقاً. لكنَّ الدخول إلى رحاب فردوس الغرب كان لا بد له أن يتم بأي وسيلة.
                  


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de