ليلة السبت في مدينة صغيرة

مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 05-13-2024, 02:33 PM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مدخل أرشيف للعام 2020-2023م
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى شكل سلسلة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
09-18-2020, 07:06 PM

عبد الحميد البرنس
<aعبد الحميد البرنس
تاريخ التسجيل: 02-14-2005
مجموع المشاركات: 7114

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
ليلة السبت في مدينة صغيرة

    07:06 PM September, 18 2020

    سودانيز اون لاين
    عبد الحميد البرنس-
    مكتبتى
    رابط مختصر



    Small Town Saturday Night


    مضى عام تقريبا على بدء ظهور أماندا ماران بون في حياتي. لا شيء تغير بعدُ هناك من تقلباتها تلك. ماران هو أحد أسماء ذكور الهنود الحمر. يعني: الشجاع. وكذلك هي. كالريح، لا تستقر أبدا على حال. تنسج حيلها في أثناء غياباتها الغامضة الممتدة تلك عبر الهاتف. كما لو أنها تطمئن على سير شؤون مملكة لم يحن بعدُ أوان حكمها. يا لها من لغز. تفاجئُني مرات نادرة بزيارةٍ صحبة صديقتها جيسيكا لُوْكاس. نغلق علينا باب غرفة النوم. تضع صدرها على صدري. تسند ذقنها المستديرة على ظهر يديها المشبكتين. تتأمّلني بعينيين واسعتين حالمتين شرهتين لا تكادان تستقران طويلا على ملامحي. في مثل تلك الأوقات أتساءل في نفسي: "هل يمكن أن تكون الجنة أكثر أريحية مما أنا عليه الآن"؟

    أغلقنا علينا كالعادة باب غرفة النوم. لم تتخفف ها المرة عن ملابسها. جلسنا (أتذكر) عند حافة منتصف السرير. وضعت يدها اليسرى على كتفي. ركبتي هناك تلامس ركبتها. قالت "أريد أن أحيا معك للنهاية لكنني خائفة، خائفة، يا وليم".

    كذلك، كنت أُخفي عنها اسمي الحقيقي:

    "حامد"!

    كنت محتشدا، حد العماء، بالرغبة فيها.

    لم أمنح نفسي أبدا أي فرصة للتفكير فيما قد قالته لي "للتو": "أريد أن أحيا معك حتى النهاية لكنني خائفة، خائفة، يا وليم"؟

    فقط، قمت، رفقا، بطرحها على السرير!

    كما يحدث دوما هناك، ظللت أرتفع، أهبط بين بساتينها. وديانها. عشبها أخضر. أهيم تائها على هضابها. أتوغل داخل ثناياها إلى درجة الغليان. كانت تبدو كل مرة مرنة سخية حقيقية داخل دفئها الحليبي المشع. تذهب معي صوب قمة المتعة مكتوية بغمار الجرأة الخالدة نفسها. كما لو أن العالم لا يحمل بين كفيه غيرنا. أصابعنا متشابكة. شفاهها ذائبة داخل فمي. أطرافنا في الأسفل متلاحمة ضاغطة على بعضها. حلمتا نهديها، أجدهما تارة بين إصبعي إحدى يدي، تارة أعثر عليهما بين رحمة أسناني. أعضهما وهناً ترتعش. نظل في غرامنا المستميت هذا، لا نلوي على شيء آخر غيره، لكنّ أماندا ماران بون لم تمكنني طوال تلك المرات مجتمعة من رؤية أعماق النبع بعين موضوعي الخاصّ لثانية واحدة.

    على الجانب الآخر، كانت جيسيكا تميمة أماندا ماران بون للنجاة تصل ذروة السعادة، بينما تلتهم في الصالة بشراهتها التي أعلنت عن نفسها منذ الوهلة الأولى ما لدي من مطايب داخل الثلاجة وخارجها. لدى جيسيكا مع الطعام ثأر غريب!

    ذلك عهد مضى لحاله كاد أن يفضي بي إلى الجنون.

    وذلك عهد درجت فيه أماندا ماران بون على زيارتي في مكان العمل أثناء تلك الأوقات التي أحمل معي خلالها جهاز الكومبيوتر المحمول إلى المكتب لبعث رسائل خيالية عن روعة الحياة في كندا إلى منفيين لا يزالون يكابدون شظف العيش في منافٍ وسيطة مثل القاهرة. كنت أرسم لهم بخيال مستعار في شطط عنفوانه من سلفادور دالي ما قد تريد أعينهم العطشى من رؤية لفراديس ساحرة زاخرة بأنهار خمر ورائحة شواء و"عسل المرأة بين فُرشِها الوثيرة لا ينضب". كانت تشكو عند مستهلّ تلك الزيارات المتباعدة إلى مكتبي قائلة إنها تضجر، بينما تجلس وحيدة حبيسة حيطان الشقة، وقد ظلّ الكومبيوتر يبني لها تلك الجسور، عبر غرف الدردشة في موقع "ياهو"، إلى أصدقاء وصديقات وراء البحار، بينما يمتد دوام عملي عادة أكثر من نصف اليوم. كنت أدفعها أحيانا إلى البحث عن عمل ما أو مواصلة الدراسة. لا جدوى!

    منذ أن رآها ديريك المرتاب لأول مرة، لم ينفك يسألني عنها، وهي حين تراه عبر شاشة الكاميرا المعلقة أعلى باب المكتب الخارجي، أو عندما تتناهى إليها حركة المفتاح رقم 14 على القفل في الدقائق التي تكون فيها غرفة التهوية ساكنة؛ تنطوي على نفسها لائذة إلى هدوء مربك. ديريك لم يجلس إليها في واقع الحال مطولا عدا مرة واحدة، عدا ذلك كان يحييها على طريقته المتوجسة، قبل أن يدلف إلى دورة المياه ويخرج مغادرا على الفور إلى حيث أتى من مرآب السيارات ذي الطوابق المنحدرة أسفل الأرض. في تلك المرة، تجاوز ديريك صمته. بدأ يبرهن عمليّا على خبرته كأكبر حارس مرتاب يمشي على قدمين. ظلّ يتابع أماندا بأسئلته على نحو جعلها تنظر إليَّ برجاء وتوسل مُختَلس، "بالمناسبة، يا أماندا، لديَّ شخصيا أمر ما يشغلني: هل يوجد بعض الأغبياء لديكم يقفزون كذلك على أكتاف المارة من البلكونات القريبة"؟

    "هذا الحارس يسخر مني بنظراته تلك، يا وليم".

    لم أتوصل من جانبي أبدا إلى إقناعها أن "هذا المسكين المدعو ديريك مولر" مصاب بخلل عقلي ما. إلى أن جاء ديريك نفسه مهرولا في ذلك اليوم مقسما بحق المسيح والجديّة اللعينة نفسها تكاد تقفز من داخل عينيه العليلتين قائلا إنه رأى كائنا فضائيا ما في المرآب. كاد قلبه يتوقف مما بدا شدة الهلع. كانت تلك المرة الوحيدة التي رأيت فيها أماندا تنطلق في الضحك على سجيتها قبالة "إنسان أبيض". زاد الأمر سوءا أن أماندا رأتني أستجوب ديريك المرتاب متفاعلا لحظتها بجديّة تفوق جديته تلك، مستفسرا منه بتفهم سائلا برصانة لا أحسد عليها عن مواصفات ذلك الكائن الفضائي. إذن:

    "هل يمكن أن تصف لي، الآن، ما شكل أُذنيه، يا ديريك"؟

    لا تكاد أماندا ماران بون تتوقف عن الضحك وسط حيرة ديريك مولر. تلك الحيرة التي أخذت تحل، منذ دقائق، في أعقاب تلك الموجة الطاغية من الذعر. كل إنسان يرى أحيانا كائنه الفضائي الخاص. أما أنا فكائناتي الفضائية لا حصر لها لو لا رغبتي اللا نهائية تلك في تجنب الاستسلام للجنون كمسكن آخر لألم الخروج عن هذا العالم. لعل ذلك ما ضمن لي القدرة على البقاء خلال عبور دهاليز المنفى تلك الأكثر حلكة حتى الآن. سألني ديريك مولر المرتاب هذا يوما، وثمة حياء يطل من وراء نظارتيه الطبيتين، عما إذا كان لدى فتاتي أماندا ماران بون شقيقة ما أكبر منها عمرا. لم أخبر أماندا بما حدث بيني وبينه. كانت أماندا، ذلك الخليط البديع من بِيض وهنود حمر، في جزء منها غارقة في هواجسها تجاه كل ما له صلة بعِرقها الآخر الأبيض المتحدر إليها من جهة أمّها. وذلك السؤال لا يطرح عادة في كندا. قلت:

    "لا، ليس لديها شقيقة أخرى، يا ديريك".

    كما لو أنه أصيب بخيبة أمل لا نهائي.

    قال مشيحا بوجهه ذاك صوب السقف:

    "لا عليك".

    لم أستطع مقاومة فضولي أكثر من ذلك:

    "لِمَ تسأل، إذن، منذ البداية، يا ديريك"؟

    قال ديريك في شرود مشوب بحياء ما:

    "سألتك فقط من باب الفضول يا هاميد".

    كان لديها هناك أكثر من شقيقة واحدة.

    كنّ جميعا مرتبطات بعلاقة ما أو أخرى. لا جمال يتبقى طويلا في هذا العالم من دون طارق. إلا أنني لا أتذكر منهن الآن بمثل ذلك الوضوح سوى شقيقتها سمانتا لسبب لا يمكن نسيانه. ما إن يغادر ديريك، متجها إلى المرآب، حيث يغالب هناك تلوثا وعتمة كئيبة وضجيج مراوح وشفاطات هواء ضخمة، حتى تهجم أماندا على أسطوانات كيتي سام الغنائية، وتبدأ في نسخ بعض محتوياتها على جهاز الكومبيوتر المحمول، "ما الذي تفعلينه الآن بأغاني البيتلز والريف القديمة، يا أماندا ماران بون"، سألتها مرة.

    عاد إليها بريق وجهها ذاك الآسر الأليف.

    قالت:

    "لا تنسى أنّي نشأت مع والدي في الريف".

    قلت:

    "ظننتك تحبين فقط أغاني... الهيب هوب".

    فجأة، غمرت فرحة طفولية وجه أماندا كله.

    كانت لا تزال ملتفتة نحوي، ممسكة بإحدى تلك الأسطوانات القديمة من مقتنيات كيتي، حين تابعتْ بدهشتها: "يا إلهي! أكاد لا أصدق! إنها "ليلة السبت في مدينة صغيرة"، لكم أحبّ هذه الأغنية يا وليم"؟ كذلك، تتحكم البدايات في مساراتنا. حتى بعد أن عرفت أماندا بحقيقة اسمي ثلاثيا، ظلّت لا تناديني في أكثر لحظات الفراش حميمية سوى بذلك الاسم: وليم!!






                  

09-18-2020, 08:39 PM

عمر نملة
<aعمر نملة
تاريخ التسجيل: 11-08-2009
مجموع المشاركات: 2550

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: ليلة السبت في مدينة صغيرة (Re: عبد الحميد البرنس)

    سلام و محبة
    يعجبني هذا الاسلوب
    جميل..يغلبني مسك النص
    و الشخوص و الاحداث ..يذكرني
    ب ماية عام من العزلة
                  

09-19-2020, 04:11 AM

عبد الحميد البرنس
<aعبد الحميد البرنس
تاريخ التسجيل: 02-14-2005
مجموع المشاركات: 7114

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: ليلة السبت في مدينة صغيرة (Re: عمر نملة)

    كل الود الذي في العالم لك عزيزنا عمر نملة
                  

09-19-2020, 04:41 PM

Osman Musa
<aOsman Musa
تاريخ التسجيل: 11-28-2006
مجموع المشاركات: 23082

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: ليلة السبت في مدينة صغيرة (Re: عبد الحميد البرنس)

    حولا
    دا تحليق عجيب.
    ساهرنا معاك سهر في ليلة الستردي للصباح.
    ياخ ليك القومة وانت تحمل أمانة الكلمة .
    والله جد يا استاذ برنس جعلتنا نصاب بالاعجاب والاحترام والتقدير
    لتفانينك في الكتابة المدهشة .
    ....
    بالجمبة كدي : الواحد رجع للسنة 1977
    رجعتنا إلي جسر الفرزانا بيريج وعالم بروكلن والي ( جون ترافولتا)
    وقصة المحبة الربطت بين غرب الولايات وشرق الولايات.
                  

09-19-2020, 04:53 PM

ابو جهينة
<aابو جهينة
تاريخ التسجيل: 05-20-2003
مجموع المشاركات: 22501

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: ليلة السبت في مدينة صغيرة (Re: Osman Musa)

    سلام البرنس

    كتابة فخيمة كعادتك

    اما بعد
    *
    لا تكاد أماندا ماران بون تتوقف عن الضحك وسط حيرة ديريك مولر. تلك الحيرة التي أخذت تحل، منذ دقائق، في أعقاب تلك الموجة الطاغية من الذعر. كل إنسان يرى أحيانا كائنه الفضائي الخاص. أما أنا فكائناتي الفضائية لا حصر لها لو لا رغبتي اللا نهائية تلك في تجنب الاستسلام للجنون كمسكن آخر لألم الخروج عن هذا العالم. لعل ذلك ما ضمن لي القدرة على البقاء خلال عبور دهاليز المنفى تلك الأكثر حلكة حتى الآن. سألني ديريك مولر المرتاب هذا يوما، وثمة حياء يطل من وراء نظارتيه الطبيتين، عما إذا كان لدى فتاتي أماندا ماران بون شقيقة ما أكبر منها عمرا. لم أخبر أماندا بما حدث بيني وبينه. كانت أماندا، ذلك الخليط البديع من بِيض وهنود حمر، في جزء منها غارقة في هواجسها تجاه كل ما له صلة بعِرقها الآخر الأبيض المتحدر إليها من جهة أمّها. وذلك السؤال لا يطرح عادة في كندا. قلت:

    "لا، ليس لديها شقيقة أخرى، يا ديريك".

    كما لو أنه أصيب بخيبة أمل لا نهائي.

    قال مشيحا بوجهه ذاك صوب السقف:

    "لا عليك".

    لم أستطع مقاومة فضولي أكثر من ذلك:

    "لِمَ تسأل، إذن، منذ البداية، يا ديريك"؟

    قال ديريك في شرود مشوب بحياء ما:

    "سألتك فقط من باب الفضول يا هاميد".

    كان لديها هناك أكثر من شقيقة واحدة.
    *

    كلما اغوص في ثنايا النص، يطل اسم ( أماندا ) ليعود بي القهقري الى شواطيء بحيرة جنيف

    واصل هذا الألق

    دمتم

                  

09-19-2020, 07:00 PM

عبد الحميد البرنس
<aعبد الحميد البرنس
تاريخ التسجيل: 02-14-2005
مجموع المشاركات: 7114

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: ليلة السبت في مدينة صغيرة (Re: Osman Musa)

    لا توجد مكافأة سخية بالنسبة لأي كاتب بأكثر من مداخلة عزيزنا عثمان هنا، وقد أسعدتني كثيرا، أو كما قال إيليا أبو ماضي ذلك أعطى لما أحاول كتابته معنى. ليلة السبت في الحياة الغربية تعادل في سحرها ليلة الخميس عندنا. وقد أبدع هال كيتشام في أغنية ليلة السبت في مدينة صغيرة. هال كيتشام المولود عام ١٩٥٣ يعاني للأسف من جملة أمراض مستعصية منذ مدة من بينها مشكلات في النخاع الشوكي والزهايمر. شفاه الله

    (عدل بواسطة عبد الحميد البرنس on 09-19-2020, 07:02 PM)

                  

09-20-2020, 07:56 AM

عبد الحميد البرنس
<aعبد الحميد البرنس
تاريخ التسجيل: 02-14-2005
مجموع المشاركات: 7114

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: ليلة السبت في مدينة صغيرة (Re: عبد الحميد البرنس)

    زاد آخر للمسافر على الطريق. شكرا أبو جهينة كل هذا البهاء الإنساني المتجدد
                  


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de