قبل كل شيء فرق كبير جداً عندما تكون قضيتك وطن وقضية الاخرين اشخاص او كيان من تكون قضيته وطن لا يجامل علي حساب قضيته صديق او قريب او اهل فللوطن قدسية لا يعرفها الانتهازيون الموتورون بحب شخص او كيان وعلي الجانب الاخر هنالك من رهن تفكيره لشخص واصبح مجرد وعاء يفرغ فيه هذ الشخص افكاره منحطة كانت او كريهة او ايجابية فالمهم ان هؤلاء استحلوا ان يكون تفكيرهم مسترق من سيد لهم مثل الكلب حتي ان فككت القلادة عنه لبحث عن سيد اخر يهينه ويصل به الي ما يشاء وهؤلاء قد سبق وتحدث عنهم مالكولم إكس فقد ذكر يقوم عبد المنزل بكل ما يظنه ضرورياً لإرضاء السيد. لذا نراه لا يأنف من عملٍ يضمن استمراره في موقعه المتميز ولتأكيد ولائه لمولاه. ويصف مالكولم إكس كيف إن عبد المنزل يبذل جهداً لإثبات انه يرى إن مصالح سيده هي مصلحته وانه على استعداد للتضحية بنفسه دفاعاً عن السيد وعن مصالحه. ولهذا نراه أول من يهب للدفاع عن امتيازات السيد حين يحسب إنها تتعرض لاعتداء بل وحتى قبل أن يتحرك السيد نفسه. ويتشبه عبد المنزل بسيده في كل شيء، في تصرفاته وسلوكياته ويحاكي أساليبه في التفكير والحديث وحتى المشية. وباختصار يسعى عبد المنزل للتماهي مع سيده ويقوم بكل شيء يظن إنه سيبقيه في كنف مولاه. وضمن جهوده لتأكيد التماهي مع السيد لا يتوانى عبد المنزل عن قطع ما يربطه بجذوره الثقافية حتى ولو تطلب ذلك إعلان ازدرائها والبراءة منها. إلا إنه وعلى رغم إخلاصه وتفانيه في حب سيده فهو غير واثق من استمرار الرضا. فثمة قلق مستمر من خطرٍ يتمثل في احتمال أن يغضب السيد عليه وأن يطرده إلى الحقل. فليس لرضا صاحب الأمر من ضمانات. أما عبيد الحقل، وهم الغالبية في كل الأحوال، فأمامهم الصبر على القمع والهوان ثم الموت كمداً أو سحلاً أو ضرباً بالسياط. إضافة لذلك فأمامهم أحد خياريْن: التمرد أو الأمل في أن يلهم الله سيّدَهم فينتقي من بينهم عبيداً جُدداً في المنزل. في القلق المستمر لدى عبيد المنزل وفي الأمل المستمر لدى عبيد الحقل يكمن مصدرٌ هامٌ من مصادر قوة مالك العبيد. فهو يبذل جهداً لتأجيج قلق عبيد المنزل وزيادة عدم اطمئنانهم على استمرار حظوتهم لديه في نفس الوقت الذي يؤكد أيضاً مخاوف عبيد الحقل من تبعات التمرد على واقعهم ويحي الأمل لدى المتعقلين بينهم في قرب تخلصهم من عبودية الحقل والتحاقهم في خدمة سيّدهم عبيداً في المنزل.
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة