قصة ليلة دامية في حي من أحياء العاصمة

كتب الكاتب الفاتح جبرا المتوفرة بمعرض الدوحة
مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 05-10-2024, 05:48 AM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مدخل أرشيف للعام 2020-2023م
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى شكل سلسلة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
08-09-2020, 09:10 AM

عبدالرحمن أحمد السعادة

تاريخ التسجيل: 01-16-2013
مجموع المشاركات: 662

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
قصة ليلة دامية في حي من أحياء العاصمة

    09:10 AM August, 09 2020

    سودانيز اون لاين
    عبدالرحمن أحمد السعادة-المملكة العربية السعودية
    مكتبتى
    رابط مختصر




    بسط الليل سطوته فانسحب النهار. وسرى النعاس في أجساد مسجاة بالتعب.
    وهي آمنة بين السِّنة والسُّبات ذاعت حواليها أخبار على مستوى محدود، ودون
    سابق إنذار مكبرات الصوت تتحدث :
    يا شباب، يا أهل الحي، ظهرت مجموعات من العصابات المتفلتة مسلحة بالأسلحة
    البيضاء تهاجم وتسرق وتهتك الأعراض.
    حي على الجهاد حي على الجهاد ..
    من يقتل في سبيل عرضه وأرضه وماله فهو شهيد، كل من يستطيع أن يحمل
    سلاحًا فليحمله وليخرج، لا نوم الليلة ولا نوم بعدها حتى ينهزموا.
    إنهم قتلة .. ينتهكون الحرمات والبيوت ويذبحون الأطفال والنساء!
    لا شك أنهم سيطوقون الأطراف، ولا ننسى أننا تحت خط الهامش .. علينا الاستعداد.
    وقال رجل يُسخر منه :
    « وأعدوا لهم »
    يا ناس افهموا، نحن بحاجة إلى المدافع المضادة، أقترح أن نشترى أربعة منها
    على الجهات الأربعة، لابد من فرض رسوم لذلك وفتح باب التبرع للمقتدرين والمغتربين.
    فسأل من حملته الحماسة :
    - وكيف نرخصها؟.
    - يرخصها رئيس الحي.
    - رئيس الحي!.
    - آي.
    - تضاربت السلطات.
    - تدعو إلى اللامركزية ولا تحترمها.
    وقال ذو راتب شهري :
    أدفع صرفتي في الصندوق لشراء مدفع! وكيف أسد العجز؟ بئس الرأي.
    فقال له صاحب الاقتراح :
    إذا لم تهتدِ بنورٍ في الظلام فعليك بالنار.
    وقال قائل منهم :
    لا للتفاوض في هذا الوقت اجتمعوا يا شباب قسِّموا أنفسكم زرافات، عشرات عشرات،
    لا تثقوا بغريب.
    سمعنا أن في الحي المجاور أوقفوا ثلاثة منهم، لقد ضربوهم حتى أثخنوا فيهم
    وسلموهم إلى الحكومة.
    فقال ثائر :
    حكومة من؟ من يحكم من؟ لا تخدعوا أنفسكم أهذا حال من له حكومة؟
    أقسم إنني وأبي وجدي لا نعترف بحكومة.
    فتداخل بعضهم :
    - الحكومة لا تحسن الاستجابة.
    - هل يسمع من به صمم؟!.
    - لو تعلم عنا.
    وتساءلوا عن هوية العصابة :
    - هل هم عملاء الحزب الحاكم؟.
    - مخطط أمني.
    - جواسيس المركز.
    - ربما من المتمردين.
    - انتقل التمرد إلى جمهورية المدن الثلاث.
    - مبروك.
    ضجيج خفيف يتكاثر .. خفت آذان وجاءت بنبأ عظيم :
    يقولون داهموا بيتًا فجرحوا وسرقوا الذهب والمجوهرات.
    - هل نملك ذهبًا أو أشياء ثمينة؟.
    - لا أدري والله.
    - أنا خرجت أذود عن عرضي وأرضي.
    - أظن أن الذين ينادون من وراء المكبرات هم من يكنزون الذهب والفضة.
    - أو تبع التنظيم.
    - وقد يكونوا أبرياء غرارًا.
    وتعالت صفافير قوية في جهة لا تبين. الصوت بعيد والأرض تهتز تحت أقدام الفزع ..
    وصلوا فوجدوا الحراس يسألون عن مصدر الصوت.
    وبعد هدنة من سكون في ظلمات حيث لا إنارة، ارتفعت الصيحات وكانت أكثر شدة
    وطار الناس إليها.. اقبض اقبض ..
    - من أنتم؟.
    - نحن عائدون من عملنا ولا شر لنا.
    - كيف نصدقكم؟.
    - اسألوا ملابسنا ذوات البقع الناطقة.
    - لا دليل لكم فنحن جميعًا علينا غبرة.
    - ولسنا كفرة أو فجرة.
    - اذهبوا فأنتم الطلقاء.
    ازداد التجمهر فقال حريص :
    عليكم بالسواطير والسكاكين الطويلة وفي أضعف الإيمان العكاكيز المضببة.
    ثمة من يملك مسدسًا ذا طلقات خمس، قصرت عن شراء ذي الطلقة الواحدة،
    ما أطول ساطوري! ويرغمني رغيف قاصر.
    وتنادوا وتداعوا في جمع غفير من المتسلحين يمشون شُمًّا متقاربين، الذئب يأكل
    من الغنم القاصية.
    وجوه مختلفة وألوان مختلفة وأشكال مختلفة. طوال وربعات وقصار. وبناطيل
    وفانلات وأكمام ناقصة وكاملة معقودة وأخرى مسترسلة في غير إحكام.
    ومراكيب وشباشب وسفنجات جديدة وقديمة لا أثر لها على الأرض إن أسرع
    مالكها أو أبطأ.
    وهم في مشيتهم صاح معاتب :
    - يا من تلبس جلبابًا أبيض هذا ليس أوان الجلباب.
    - سيراك العدو بوضوح وسيصيبك.
    - دعوه إنه معجب بسكينه.
    - عضلات، اليوم يوم التبش.
    إنهم يكرون وإلى أين لا يعلمون إنهم أشد بأسًا وعتيا.
    ظهر واحد .. ظهر واحد ..
    يتصايحون في هرولة ولا هوادة .. أدبر المطارد فعجلوا إليه يتخللهم شرس
    لاح في عينيه شيء غامض .. تماهى وتمادى وانسل منهم كالسهم وانقض على
    من وقع من الذعر بسكين سفكٍ فرفرته ونهض منه بهامة تناطح ثبج الغمام يتبشم
    ويتنسم بطولته ونظر فلم يجد أحدًا من الفوج الكبير.
    انشقت الأرض وابتلعتهم. ذهبت سكرة وحضرت فكرة وبقيت عبرة.

    عبدالرحمن السعادة








                  

08-09-2020, 07:53 PM

سيف النصر محي الدين
<aسيف النصر محي الدين
تاريخ التسجيل: 04-12-2011
مجموع المشاركات: 8995

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: قصة ليلة دامية في حي من أحياء العاصمة (Re: عبدالرحمن أحمد السعادة)

    يا سلام يا السعادة..
    سعادة فعلا قراية نصك هذا.
                  

08-10-2020, 09:44 AM

عبدالرحمن أحمد السعادة

تاريخ التسجيل: 01-16-2013
مجموع المشاركات: 662

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: قصة ليلة دامية في حي من أحياء العاصمة (Re: سيف النصر محي الدين)

    الأخ سيف النصر محي الدين

    مرحبتين حبابك شرفت البوست
    أسعدك الله في الدارين

    تحياتي
                  

08-10-2020, 12:49 PM

Omer Abdalla Omer
<aOmer Abdalla Omer
تاريخ التسجيل: 03-02-2004
مجموع المشاركات: 4081

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: قصة ليلة دامية في حي من أحياء العاصمة (Re: عبدالرحمن أحمد السعادة)

    Quote: ثبج الغمام يتبشم


    والله دي ما فهمت فيها التكتح!
    مبالغة الباقي والله.
    إنت متأكد الشئ دي سكرة بس
    إبداع والله يالسعادة و كتابة بضمير..
    مقدرة عظيمة على البساطة و تطويع الكلمات..
    شايفك في السعودية.. كتابتك تقول
    you're homesick
                  

08-11-2020, 09:08 AM

عبدالرحمن أحمد السعادة

تاريخ التسجيل: 01-16-2013
مجموع المشاركات: 662

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: قصة ليلة دامية في حي من أحياء العاصمة (Re: Omer Abdalla Omer)



    الأخ عمر عبدالله عمر
    أهلاً بيك ومراحب وشرفت البوست

    أما بالنسبة لما نسيت وكلنا ينسى

    الثَّبج : وسط الشيء
    الغمام : السحاب
    وردت هنا بمعنى شامخ الهامة.
    وبغض النظر عن المواقف السياسية يقول الشاعر فراج الطيب في ملحمته المربدية دار السلام :
    ولو نهجوا طريق الله يومًا
    لشق لواؤهم ثبج الغمام

    تبشم أصلها من بشِم : تخم من الطعام ومله
    ولك في بيت أبي الطيب الذائع نظرة :
    نامت نواطير مصر عن ثعالبها
    وقد بشمن وما تفنى العناقيد
    وقد يكون قلم الكاتب انتحى في اللفظ منحى تشاعريًّا من باب أن قصر القصة يحتمل التكثيف.

    وحالي كحال السودانيين جميعًا يعيش السودان داخلهم أينما كانوا
    وليس أمامنا غير التصالح والتسامح والتعاهد على السلام والفضيلة

    تحياتي
                  

08-12-2020, 08:49 AM

عبدالرحمن أحمد السعادة

تاريخ التسجيل: 01-16-2013
مجموع المشاركات: 662

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: قصة ليلة دامية في حي من أحياء العاصمة (Re: عبدالرحمن أحمد السعادة)


    ويرغمني رغيف قاصر
                  


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de