جسم الرجل في مصر في عصر "الفياجرا"

مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 05-12-2024, 06:11 PM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مدخل أرشيف للعام 2020-2023م
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى شكل سلسلة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
06-12-2020, 05:27 PM

osama elkhawad
<aosama elkhawad
تاريخ التسجيل: 12-31-2002
مجموع المشاركات: 20545

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
جسم الرجل في مصر في عصر "الفياجرا"

    05:27 PM June, 12 2020

    سودانيز اون لاين
    osama elkhawad-Monterey,california,USA
    مكتبتى
    رابط مختصر



    حبّاية وسجارة وكوباية شاي ..

    جسم الرجل في مصر في عصر الفياجرا:

    (1): الميلاد السياسي لفياجرا والحرب على ترامادول (*)

    يوسف رامز لموقع قراءات**

    دي بداية سلسلة مقالات بتعرض بالمصري رسالة ماجستير اتقدمت في قسم العلوم الإنسانية بالجامعة الأمريكية السنة دي 2015. الرسالة اسمها “حباية وسجارة وكوباية شاي .. جسم الرجل في مصر في عصر الفياجرا”. هنتكلم عن إزاي حبوب الجنس والحبوب المختلفة اللي احنا بنستخدمها على انها “منشطات جنسية” غيرت وبتغير حياتنا وفهمنا لجسمنا وللجنس. وهنشوف إزاي الحبوب من نوع الفياجرا وفايركتا وديور جوي وسيلاس وتايجر كنج وغيرها بتقف وارها مافيا مصالح شركات دولية ضخمة بتتحكم فينا في أوض النوم.

    وهنشوف إزاي شركات الأدوية الكبيرة بتتحكم في الاتفاقيات والقوانين الدولية والداخلية المصرية عشان تضمن مصالحها ونلاقي منشط جنسي في مصر بجنيه وربع أو تلاته أوخمسه جنيه بس. وإزاي بعد ما كانت الفياجرا بيشتريها بس اللي معاه خمسين جنيه (وقبل كده كانت بتتهرب بـ 100 جنيه) بقت في أقل من سبع سنين أرخص من طبق كشري.

    وهنتكلم عن نموذج “الترامادول” وكل عيلة “التامو” وإزاي وامتى الدولة اعلنت الحرب عليهم لما اقتنعت انهم سبب الثورة وإزاي رفعت عقوبتهم بعد الثورة من سنتين تلاته سجن لإعدام!. وإزاي ساعد المدرسين والسواقين والموظفين وغيرهم انهم يقدروا يشتغلوا اتناشر واربعتاشر ساعة وطبعاً في الاخر ناس تانيه هي اللي بتستفيد من شغلهم بجد. إزاي الترامادول اللي خلانا عبيد منتجين، في نفس الوقت ممكن يساعدنا نبتكر طرق مختلفة للمقاومة في الحياة اليومية.

    رسالة الماجستير كمان هتحكيلنا عن ازاي احنا بنتعامل مع الأدوية في عصر مابقاش ينفع نعيش فيه من غير كيميا. ومن خلال حكاية صيدلية في إمبابة هنشوف إزاي في أقل من عشر سنين بقينا بنستهلك أكتر من نص مليار حباية منشط جنسي في السنة (مع إن مصر كلها فيها 30 مليون راجل فوق سن الـ 14 سنه). وهنحكي إزاي الكيميا اللي في شكل “دواء” بقت عادي “حباية” وبعديها كوباية شاي وسجاره ونكون جاهزين للجنس.

    وإزاي الجنس بقى الطريقه الوحيدة المتاحة للتدوير ع الأنبساط، بما إنه الطريقه الأسهل في أخر يوم شغل ما بيخلصش، وخصوصا إن أي خروجه أكيد هتكلف اكتر بكتير. وهنحكي عن إزاي الفياجرا وأخواتها المصري والصيني والتراماودل بيتم استخدامهم كهدايا في مصالح حكومية في القاهرة، وإزاي الهدية الشخصية اللطيفة دي هي أهم سبب بيوحد المصلحة كلها وبيمشي الشغل اللي من غير تنشيط المنشطات الجنسية كان ممكن يعطل في البيروقراطية شهور.

    (1): الميلاد السياسي لفياجرا والحرب على ترامادول

    يظهر إنها مسألة وقت قبل ما كل واحد فينا تكون عنده تجربة ما مع حبوب الجنس، العصر اللي احنا عايشينه ما بقاش واضح فيه فين حدود المستشفى وفين اللي مش مستشفى. كل واحد فينا لو مش مريض فهو بيحمي نفسه من المرض. ممكن نفكر مثلاً في حكاية السرطان كلنا بقينا بنفكر ناكل ايه ونشرب ايه وما نشربش ايه عشان ما يجيلناش سرطان، المستشفى بقت في بيوتنا وفي حياتنا اليومية، كام واحد فينا ما بيخدش كيميا سواء في شكل دواء أو في أي شكل تاني، هل بقى ممكن نفكر في اجسامنا من غير كيميا، في الرسالة دي هنشوف هل ممكن نفكر في الجنس اللي هو أحد أهم أنشطة جسمنا من غير كيميا!

    فياجرا وعيلتها مش بس بتأثر على الجنس لكن بتبني حالة اجتماعية واسعة سماها ناس كتير “عصر الحبة الزرقا”، وهو ده اللي الدراسة بتتبعه.
    أول مشكلة قابلتني في البحث كانت أن الراجل في الاكاديميا “منزوع الجسم” خصوصاً ما يتعلق بحياته الجنسية (كل الدراسات حوالين الفحولة وقليل جدا جدا منها حوالين جسد الراجل من غير قوالب من نوع جسد الراجل في الشرق الأوسط أو في الإسلام .. إلخ)، قليل جدا الباحثين اللي اتعاملوا مع جسم الراجل بصفته بني ادم عنده مخاوف واّلام واّمال وعنده خيال وأحلام، بني اّدم.

    السؤال طبعاً مش ليه الناس عايزه تاخد دواء بيحسن الانتصاب أو دواء تاني بيأخر القذف، لكن السؤال هو إزاي فياجرا وأخواتها اتحولوا من محسنات انتصاب وقذف إلى “منشط جنسي” كل الناس عايزاه.. إزاي “الانبساط” بقى يساوي تقريباً الانتصاب والقذف ومين استفاد من ده وعمل كام من وراه وده معناه إيه في حياة الناس اليومية اللي بيشتغلوا فيها 14 و15 ساعة في اليوم وفي اّخر اليوم بيكونوا محتاجين “يعملوا واحد جامد”.

    باحثة أمريكية مشهورة اسمها “بوتس” سألت الرجالة والستات عن السعادة الجنسية وأكتشفت ان “خبرات الناس متنوعة” يعني اللي بيبسط حد مش هو نفسه اللي بيبسط التاني، اكتشاف “بوتس” ان الناس مختلفين عن بعض، بالنسبة لأي باحث اجتماعي مش اكتشاف خالص دي حاجه مفروغ منها، لكن بالنسبة لشركات الأدوية الحقيقة ده كان خطر كبير ويمكن حتى خطأ كبير.

    الموضوع ببساطه أنه علشان نعمل دواء بيعالج “الضعف الجنسي” لازم نحدد إيه هي “العلاقة الجنسية اللي مش شغاله sexual dysfunction ” والأهم إننا لازم نحدد إيه هو “الجنس المثالي sexual standard-function ” وطبعاً مفيش حاجه اسمها كده، كل واحد عنده طريقته وكل زوجين المفروض انهم بيعرفوا إزاي ينبسطوا أو ما ينبسطوش بطريقتهم مش بالطريقه اللي هتعرفها لهم فايزر. وعشان كده مفيش لغاية دلوقتي شركة أدوية ممكن تسمي أي حباية “منشط أو مقوي جنسي”، هي بتسميها جوه النشرة محسن للانتصاب (مش منشط جنسي) بس طبعاً كل الإعلانات التانية بتقول كلام مختلف تماماَ.

    ومن هنا تبدأ الدراسة، من اللحظة اللي مادة كيميائية بتحسن الانتصاب انتشرت لدرجة إنها أصبحت جزء من حياتنا الاجتماعية كلها، وبقت الناس بتتعامل معاها مش على اعتبار إنها علاج لمشاكل في الانتصاب لكن على انها “عادي” أو على إنها “منشط جنسي” بيتاخد بالليل مع سجارة وكوباية شاي.

    في الدراسة دي استخدمت منهجية البحث الاثنوجرافي بين مجموعة من الموظفين في القاهرة وبالتحديد في إمبابة، وقضيت 3 شهور بأزور صيدلية هناك ومكان العمل بتاع موظفين في منطقة تانية في القاهرة، وطبعاً حللت الإعلانات بتاعت المنشطات والظروف الاقتصادية والسياسية الدولية والمحلية اللي خلت فياجرا واخواتها الصيني والمصري ينتشروا بالشكل ده في فترة قصيرة جدا.

    سنة 1990 اكتشف عالم مادة لعلاج مشاكل في القلب اسمها سيلدانفيل سترات وأخد نوبل عليها، بعد كام سنه بالصدفه ظهر إن الدواء ده ليه أثر جانبي أنه بيزود الانتصاب، لأنه بيحسن تدفق الدم في الجسم بشكل عام، في 28 مارس 1998 أقرت الجمعية الامريكية للصحة والغذاء الدواء ده على إنه بيحسن “الانتصاب”، على أخر السنة كانت فايزر بايعه منه بحوالي مليار دولار من الحبه الزرقاء.

    من سنة 1998 إلى 2002 فياجرا اتمنعت في مصر. المتحدث باسم وزارة الصحة ساعتها قال “إن الرجالة المصريين غير الأمريكان”، بما معناه إن الرجالة في مصر مش محتاجين فياجرا، وطبعاً الصحف خاصة الصحف الحكومية هللت واتكلمت عن أد إيه فياجرا خطر على العلاقات الاجتماعية والروابط الأسرية والقيم المصرية وإزاي إن “الستات خايفين” من فياجرا لأن رجالتهم هيتجوزا غيرهم لما ياخدوا فياجرا، و”الجمهورية” قالت إن الستات بيكرهوا وزير الصحة لأنه منع الفياجرا! (طبعاً محدش سأل الستات بس الصحف عرفت لوحدها رأي الستات).

    خلال السنين الأربعة دي (1998 – 2002) الفياجرا المتهربة كانت متاحة في السوق بأسعار في المتوسط من 50 إلى 100 جنيه للحباية الواحدة، وفيه عدة أخبار في صفحات الحوادث في الجرايد عن ضبط الستات اللي راجعين من العمرة والحج مهربين الدواء الممنوع (فياجرا). في الوقت ده شركات كبيرة قدمت عشان تسجل حق إنتاج فياجرا وأخواتها ف مصر منهم فايزر وشركة أمريكية تانية كبيره جدا أسمها إيللي ليلي Eli Lilly (الشركتين دول من أكبر خمس شركات أدوية في العالم ومن أكبر مائة كيان اقتصادي على وش الأرض)، لكن مصر ما ردتش لا بالرفض ولا بالقبول.

    وهنا تبدأ حكاية الحباية الإعجوبة اللي اتغير لها قوانين وانعقدت عشانها جلسات في مجلس الشعب. الحكاية هتورينا إزاي شبكة المصالح الاقتصادية الدولية والمحلية كانت مهتمه جدا بضمان حقها في إنتاج فياجرا وأخواتها وفي احتكار والسيطرة على السوق (اللي هو في أوض نومنا في الأخر).

    في أخر ديسمبر 1998 “اللجنة الفنية للأدوية” بوزارة الصحة أقرت عقار السلدانفيل سترات (المادة الفعالة في فياجرا واخواتها) وقالت أنه تبين بعد 18 شهراً من الدراسة أن العقار “فعال واَمن” بشرط أنه ما يتصرفش أبداً غير تحت إشراف طبيب. قرار اللجنة ما كنش معناه أن فياجرا هيتم انتاجها في مصر. كان لازم الأول الوزير يدي لشركة الحق في إنتاجها في مصر (العقار مش هينتج نفسه لازم حد ينتجه).

    طب مصر ساعتها ما كنش عندها قانون لحماية الملكية الفكرية في موضوع الأدوية وبالتالي لو الوزير هيصرح بإنتاج فياجرا لأزم يوافق لكل شركة محلية ودولية مقدمة عروض كويسه للإنتاج، وده هيضيع على شركة فايزر مئات الملايين من الجنيهات (هيضيع سبوبة كبيرة). طب يعمل إيه الوزير يستنى لغاية بعد أول أسبوع من يوليو 2002 عشان يدي الحق في انتاج فياجرا لفايزر مصر.






                  

06-12-2020, 07:23 PM

osama elkhawad
<aosama elkhawad
تاريخ التسجيل: 12-31-2002
مجموع المشاركات: 20545

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: جسم الرجل في مصر في عصر andquot;الفياجراandquot; (Re: osama elkhawad)


    حبايّة وسجارة وكوباية شاي

    جسم الرجل في مصر في عصر الفياجرا

    (2): وظيفة الأسد الإضافية*

    يوسف رامز لموقع قراءات**

    صديقي عمرو خيري صنف المقاله الأولانيه عن الدراسة دي على قراءات، تحت التصنيف ده:”نُشر هذا الموضوع في تصنيف: يوسف رامز، ألتوسير، أنثروبولوجيا، أنثروبولوجيا القانون، إثنوجرافيا، الفقر، الفياجرا، الفحولة، المخدرات، الأنثروبولوجيا، الأزمة العالمية، الإنتاج، الاقتصاد، الانبساط، الاستهلاك، الثورة، الجندر، الجنس، الحداثة، الرأسمالية، الرجولة، السلطة، السعادة، الصناعة، العمل، العنف، علم اجتماع | الوسوم: #الجندر، 2011، ماركس، مصر، أنثروبولوجيا، أنثروبولوجيا القانون، إثنوجرافيا، الفياجرا، الفحولة، الماركسية، المخدرات، الهيروين، الأنثروبولوجيا الثقافية، الأداء الجنسي، الأزمة العالمية، الإنتاج، الإدارة، الاقتصاد، الانبساط، الاستلاب، الاستهلاك، التجارة، الترامادول، الثورة، الثورة المصرية، الجنس، الحياة، الرأسمالية، الربيع العربي، الرجولة، السلطة، السعادة، الصناعة، العمل، العنف، العامية المصرية، سياسات، شركات الأدوية، علاقات الإنتاج”

    شكراً يا عمرو .. أه فعلاً.
    كل” التصنيفات” دي عدسات محطوطه وسط الفوضى اللي احنا عايشنها اللي اسمها “الحياة اليومية”. وأنا هنا مش بأفهم كلمة “الحياة اليومية” زي ما ساعات بنفهمها على انها الأحداث المتكررة بثبات كل يوم. لكن الحقيقة معناها “الحياة” اللي كل يوم فيها غير اللي قبله وغير اللي بعده تماماً، الحياة اليومية يوميه لأنها مش بتتكرر أبداَ بنفس الشكل، بس في نفس الوقت بنتعود على الحياة اللي “مش بتكرر” لدرجة انها تبقى “عادي” “حياة يومية”!

    وسط فوضى الحياة ” اليومية” دي بأحط العدسات اللي أنت قلتها. “التصنيفات” دي هي اللي بتحدد حدود رؤيتي البحثية من أول ” يوسف رامز، ألتوسير، أنثروبولوجيا…” لغاية “…العامية المصرية ، سياسات، شركات الأدوية، علاقات الإنتاج”. هى دي الحدود الممكنة لإنتاج البحث ده (حتى لو ممكن تزيد عن كده أو تنقص بقصد أو بالصدفة أو من غير قصد) وهي دي العدسات اللي بتحدد الباحث يقدر يشوف إيه وما يقدرش يشوف إيه، وامتى وإزاي.

    يعني اه صحيح لو فيه عدسات تانية ممكنة لباحث تاني هيشوف “رواية” تانية عن الواقع، اه ممكن إلى ما لانهاية. وهنا “الكتابة” بتبقى زي ما التوسير بيقول “إنتاج”، انتاج في المعرفة، انتاج لمعرفه جديدة. بس كده، “رواية” عن الواقع، أو ممكن نقول “رؤية للواقع” أو “رؤية من الواقع” ضمن روايات ووجهات نظر تانية كتير ممكنه على حسب الطموح اللي في العدسات.

    ده تاني مقال بالمصري بيلخص لـ “قراءات” رسالة ماجستير اتقدمت للجامعة الأمريكية السنه دي 2015 الرسالة اسمها “حباية وسجارة وكوباية شاي .. جسم الرجل في مصر في عصر الفياجرا”. المقال الأول أتكلم عن “الميلاد السياسي لفياجرا والحرب على الترامادول”.

    المقال ده بيحكي عن الفصل التاني من رسالة الماجستير: “وظيفة الأسد الإضافية”. بيحكي ليه وإمتى وإزاي الرجالة بيستخدموا “حبوب الجنس” وإزاي بيدورا على “الانبساط” وايه اللي بيخافوا منه وإزاي وظيفة انهم يبقوا “أسود” بقت وظيفة إضافية لازم يشتغلوها زيها زي الأربعتاشر ساعة شغل التانية طول اليوم،

    وكمان بيحكي بالنسبالهم إيه هو “اللي الستات بيتعودوا عليه” وإزاي حضور المرأة في تخيلهم عن العلاقة الجنسية في نفس الوقت معناه “غياب” دورها في نجاح العلاقة . وبيسأل إذا كان الرجالة اللي بياخدوا الحبوب عارفين بوضوح إيه اللي بيدوروا عليه وممكن يبسطهم في الجنس!

    وبيسأل عن السياق الأكبر اللي فيه إعلانات “الأسد” و “العلبة الذهبية ..الواحد بميه” محاصره الرجالة في الشارع في المواصلات في التلفزيون في أغاني الأطفال في الأفراح في لقاءات الأسرة، في مكان الشغل، ع القهوة وحتى في الجنازات.

    ألتوسير من ضمن أهم “العدسات – التصنيفات” اللي في “قراءات” عن الدراسة دي. وفي الفصل التاني من الدراسة ألتوسير بالذات من أهم العدسات عشان نفهم حكاية “وظيفة الأسد الإضافية”. التوسير هو اللي ممكن يمشي معانا لغاية ما يشرحلنا الحكاية اللي هتخلينا نقدر “نشوف” جسم الرجل بصفته “اَداة” عشان “إعادة انتاج” نفس الظروف اللي فيها حوالي تُلت رجالة مصر بياخدوا “أدوية منشطات جنسية”.

    التوسير فليسوف من فرنسا (مش عارف هل مهم نقول إنه أصلاً جزائري!)، كان عضو مهم جداً ومثير للجدل في الحزب الشيوعي الفرنسي، كتب أشهر مقالاته وكتبه في خمسينيات وستينيات وسبعينيات القرن العشرين. من أجمل وأهم مقالات التوسير “الأيديولوجيا وأجهزة الدولة الأيديولوجية (ملاحظات نحو تحقيق)” وده المقال اللي “قراءات” ترجمت الجزء الأول منه ومستني تترجم الجزء التاني. في الجزء الأول التوسير بيقدم فهمه “لأجهزة الدولة الأيديولوجية” وإزاي “الأجهزه” دي بتنتج وبتعيد انتاج “الأيديولوجيا”.

    التوسير عنده تصور للأيديولوجيا واسع جداً بحيث انها تقريباً بتلم كل أشكال الأفكار والأفعال الممكنة في لحظه من الحظات. في الجزء الأول من المقال بيقولنا إيه هي “الأجهزه” دي، وبيحدد إن أهم “الأجهزة الأيديولوجية” هي “أجهزة الإعلام والقانون والدين، والتعليم المجاني والخاص، وكل النظام السياسي بمعارضته، بنقاباته، ومؤسسات الفنون والأّدب والرياضه”.

    ومن ضمن المؤسسات “الأجهزة” دي بيخص التوسير الأسرة بالذات بصفه إضافية، فـ “الأسرة” بالذات ليها مهام تانيه اضافية غير إنها “جهاز أيديولوجي” منها انها بتتدخل في “إعادة إنتاج قوة العمل” (الخِلفه والعيال اللي هيطلعوا يكملوا شغل من بعد أهاليهم) .

    وبيقول أنها “وحدة الإنتاج و/أو وحدة الاستهلاك” الأساسية. الأسرة مثلاً هي اللي بتدينا أسامينا من قبل ما نتولد. وبكده يبقى وكأننا معروفين ولينا اسم وشخصية بتاعتنا باسمنا مش ممكن تتبدل مع حد تاني من قبل ما نتولد! والأسرة مثلا هي أهم مكان بيتم فيه انتاج “الأيديولوجيا” اللي بتضمن استمرار وزيادة استهلاك فياجرا وفايركتا والترامادول ومشتقاتهم، وكمان “الأسرة” في نفس الوقت هي وحدة الإنتاج والإستهلاك الأهم على الإطلاق لفياجرا وترامادول.

    في الجزء التاني من مقال التوسير، التوسير بيشرح دور”الأيديولوجيا” في إن الإنسان يقدر يفهم نفسه ويتخيل علاقته مع “الواقع المادي” اللي بيعيشه. وبيوري ازاي إن في نفس الوقت “الأيديولوجيا” نفسها مبنية على “الواقع المادي” ومحدده بحدوده ونظم انتاجه الرأسمالي المُستغِلة المبنية على التنافس والولع الجماعي السفيه بالإنتاج بدون مبرر والولع المجنون بالاستهلاك اللي ملوش تبرير. الاستهلاك بيحصل أساساً عشان ننشط الانتاج. ده بيحصل رغم أن كلنا عارفين إن الانتاج ده، اللي احنا بننشطه بالاستهلاك، هو الي بيستعبدنا عنده (من خلال الاستهلاك).

    في حالة رسالة الماجستير دي كلام التوسير معناه بالنسبالي أولاً إن من غير “الايديولوجيا” اللي بتنتجها “أجهزة الدولة” كل تخيلاتنا وفهمنا لجسمنا ما كانوش ممكن يحصلوا. خيالنا وفهمهنا لنفسنا وجسمنا بيتشكلوا في “الأيديولوجيا” اللي بتنتجها “أجهزة الدولة الأيديولوجية” ( أجهزة “الدولة” أو اللي ممكن يكون بيحل محل الدولة دلوقتي من شركات دولية عابرة لكل حاجه تقريباً).

    وثانياً : إن استهلاك” الفياجرا والترامادول جزء من “ظروف” و” وأيديولوجيا” إعادة انتاج نظام الاستغلال الرأسمالي اللي احنا عايشينه، ده بيحصل لما الحبوب بتساعد الرجالة تلاقي حاجه تنبسط فيها وتقدر ـ في ظروف معينه ـ تخلي الرجالة تستحمل “وجع قلب” الشغل.

    وكمان ظروف العيشه دي هي نفسها اللي بتضمن أن الرجاله يستهلكوا حبوب أكتر لأنهم بقوا محتاجين يبقوا “رجالة” في شوية الوقت القليلين الفاضيين وبأجسامهم التعبانه والعيانه والمهدوده ، لأن الراجل بقى “عادي” أنه يحتاج يبقى “أسد”، وده بيبقى “عادي” في الإعلان زي ما بيبقى عادي في “تحية” أي عريس مصري في فرحه، “دواء” عشان يبقى “أسد”.

    “الواحد بميه”

    شاب من اللي اتكلمنا مع بعض كتير خلال “البحث” اللي عملته للدراسة دي أسمه “ياسين” [1] . كنا قاعدين في مكتب في شغل، نعرف بعض بس ما كناش قاعدين بنتكلم مع بعض. أنا كنت قاعد بأكلم حد تاني عن موضوع الماجستير ده من باب الحكايات وبس.

    عادي السؤال بتاع “وبتعمل إيه دلوقتي” وإجابته في حالة أي طالب ماجستير بتكون عن البحث اللي بيعمله. بس كده قام ياسين قال من غير ما نكلمه: “وحكاية حبوب الجنس دي بتخلي الواحد يحس كأنه مش موجود”. ياسين عنده 27 سنه موظف في شركه قطاع عام وكالعادة بيشتغل حاجات تانيه كتير لأن الوظيفه ملهاش معنى بالنسباله. ياسين شايف إن “صعب كده ف كل حته يقولك خليك أسد خليك أسد .. مش كده!”.

    ياسين عن نفسه ما بياخدش فياجرا (بيفضل الحشيش لتأخير القذف)، لكن زيه زي شباب كتير من اللي اتكلمت معاهم كانت تعليقاته الأولانيه كلها على حكاية الأسد من غير ما نجيب في سيرة إعلانات الأسد. ويظهر إن “الأسد” دلوقتي ارتبط بأي كلام عن “حبوب الجنس” في مصر، ده اكيد ليه عدة أسباب منها إن حكاية إن الراجل بيتوصف أحياناً بأنه “أسد” دي قديمه،

    ومنها أسباب تانيه زي إن الأسد هو “شعار” أكبر شركة مصرية بتنتج “حبوب الجنس” وبالتالي فإن أي كلام عن الحبوب بيفكر الناس بالأسد، ومنها كمان إن فيه رجالة شايفه إن “الأسد” جامد ومسيطر وإن ده المطلوب منهم انهم يبقوه رغم كل الظروف. وشايفين وإن الحبوب بتدي ليهم طريقه مضمونه وفي وقت محدد ـ 30 دقيقة بعد الحباية – لأنهم يحققوا جزء مهم جداً من أنهم يبقوا “أسود” ).


    واحد من أهم إعلانات “الأسد” هو أغنية “مهرجان” الأسد بتاعت أوجا وأورتيجا. الأغنية دي كانت مهمه للدراسة مش بس علشان سيرتها كانت بتيجي لوحدها من غير ما حد يسأل عليها، لكن كانت مهمه لإنها كانت من الأسباب اللي خلتني أصمم على موضوع الدراسة دي لما سمعت أطفال بيغنوها في الشارع.

    اللي حصل إن فرقة مسرح شارع كانت بتقدم عرض وبمجرد ما العرض خلص الأطفال حسوا بالفرحه وكده فقرروا يغنوا فمالاقوش اغنيه يغنوها غير “العلبة الذهبية الواحد بمية”[2] ولما حاجه بتدخل في الثقافة الشعبية لدرجة إن الأطفال يغنوها أو يلعبوها (زي لعبة ثوار وداخليه كده لو فاكرينها) لما الموضوع يوصل لأغاني وألعاب الأطفال يبقى موضوع كبير ومهم ورشق في قلب الثقافة و”مجموعة الأفكار والأفعال” الممكنة في المجتمع.

    الأغنية بتحكي باختصار عن واحد “طول عمره راجل وكان ملو هدومه … حصلتله صدمه وقال ده عادي، وهي (مراته) جنبه وف ليله بمبي قالتله سيدي قالها إنتي، طفي النور رشي بخور …” المهم “بعد شوية فضل ف مكانه كأنه جعر” .. مراته بقا “بصتله بصه ما بعدها بصه لاقيته قطه ..”

    وكان “عنده “ظروف” إن المدام بتشوفه “خروف” المهم جاله واحد صاحبه لاقاه “في قلبه حسرة” قاله “خلي الحوار يتلم… قبل الفضيحة إرشي المدام” ، حكايه طويله في الاخر صاحبه بيقوله على “العلبة الذهبية” فبيروح يجيب شريط وياخد حباية و”فجأه شاف أسد في البيت”، وبترجع الأغنية تعيد بدايتها “العلبة الذهبية الواحد بمية).

    تاني أشهر إعلان جت سيرته بين اللي اتكلمنا مع بعض كان إعلان “لو شايفاك بطه خليك أسد”[3] اللي فيه الجمله الشهيرة بتاعت “اشتم ما هو ده تمامك” اللي فيه راجل قاعد مع مراته في توكتوك (وسواق التوك توك مشغل مهرجان “الواحد بميه” اللي ليه تسجيلات تانيه بتقول “من واحد لميه”) والزوج بيشتكي انها بتقضي اليوم كله عند أمها (يعني مش مهتمه تقعد مع جوزها) وبيتكلم بثقه وهو راسه راس بطه. وبعدين تيجي جملة نهاية الإعلان بصوت تخين لراجل بيقول “لو بتشوفك بطه إرجع أسد”.

    الملفت في أغنية “المهرجان” والإعلان ده وغيره من إعلانات “الحبه السداسية” وغيرهم أنهم مش بيعلنوا خالص عن قدرات خاصه هتبقى عند الراجل لما ياخد الحبوب لكن ، وده الأهم، إنه هيبقى “عادي” راجل عادي معندوش “ظروف” إن المدام بتشوفه “خروف”.

    وحكاية الخوف من “البطه والقطه والخروف” دي مهمه جداً. التخويف مهم زيه زي التحفيز. التخويف والعقاب دايماً بيكمل اي “أيديولوجيا” (يعني اللي هيحب مصر هيبقى مواطن شريف “عادي” واللي مش هيحبها هيتسجن ويبقى “عميل”). والراجل اللي هياخد الحبوب هيبقى “عادي” راجل سليم واللي مش هيعرف يبقى “أسد” هيبقى “خروف” وهايتقاله في التوك توك “اشتم ما هو ده تمامك”.

    فيه باحث إجتماع وأنثربولوجيا باكستاني مهم إسمه “كمران علي” عمل سنة 1998 بحث اثنوجرافي وطلع منه كتاب سنه 2002 عن برنامج “تنظيم الأسره في مصر” (للأسف الكتاب مش مِتًرجم) وحكي إن الرجالة ـ قبل موضوع الفياجرا ده كله ـ كانت خايفه من انها ما تقدرش “تُشبع – Satisfy” ستاتهم (أعتقد تُشبع دي ممكن تكون أصلاً هي كلمة “تكفي” مثلاً).

    لكن الحقيقة الخوف اللي بأتكلم عنه سنه 2014 – 2015 مش خوف من إن الستات ما تبقاش “راضية” (من وجهة نظر الرجاله طبعاً)، لكن الخوف هنا هو خوف الرجالة نفسهم من إنهم ما يكونوش “أسود” ، يعني مش خوف على الستات خالص اللي هيشوفوا حد تاني لو رجالتهم مش مناسبين (زي الخوف اللي كمران علي شافه ساعتها) لكن خوف من انهم ما يكونوش عند المستوى “العادي” من الاًداء الجنسي اللي “كل الناس” في “كل حته” بيقولوا عليه، الاَداء “العادي” بتاع “الأسد”! اللي العريس في تحيته في الجواز بياخده واللي كل راجل مطلوب منه أنه يعمله.

    موضوع “الخوف” اللي بيحرك الرجالة ده هيرجع يبان تاني في حتت تانيه في الدراسة وهنشوف إزاي فيه رجالة بتاخد فياجرا وهي خايفه من تأثيرها على القلب لكن الخوف من “الخروف” أكبر من الخوف من “جلطه قلبية” و”ربنا يستر”.

    دكتور أمراض كبد وتخسيس قالي في مقابله من اللي اتعملوا في بداية الدراسة خالص إن كتير من الرجالة اللي بيعالجهم بيسألوا الأول على تأثير الأدوية على الانتصاب، وإنه بقى عارف إن الأدوية اللي بتأثر على الانتصاب الرجالة مش بيخدوها بانتظام وساعات بيرفضوها أصلاً،

    يعني كتير من مرضاه في مختلف الأعمار مستعد للخوف من إن تعب كبده يزيد (أو يحصل اللي اسوأ من كده) بس مش مستعد للخوف من إن انتصابه يتأثر.

    موضوع “الأسد” المطلوب من الراجل عادي، والخوف من “البطه” بقوا الأساس اللي بيتقاس عليه الجنس العادي واللي مش عادي. الفهم ده للجنس كبر ولسه بيكبر وبيفرض نفسه على حياة الرجالة. ده بيحصل بتأثير من “الامكانيات” الجديدة اللي بتتحيها الكيميا، وفي نفس الوقت الفهم ده للجنس هو اللي بيحدد دور وأهمية “الكيميا الجديدة”.

    نمو “الأيديولوجيا” دي باستخدام أو عدم استخدام “حبوب الجنس” بقت “عادي”. الاختراع إللي اسمه “سلدانفيل سترات” (في صورة فياجرا، أو فايركتا، أو ديور جوي، أو دراجون الصيني أوغيرهم)

    الاختراع ده عمره ما كملش 15 سنه في الدنيا (28 مارس 1998) ووجوده الحقيقي في مصر ما كملش تسع سنين (من يوليو 2006) كل حد فينا بقا بيتعامل معاه دلوقتي على انه عادي موجود وعلى إن فيه حاجه اسمها “حبوب الجنس” وبنسميها “المنشطات الجنسية”.

    والإنسان دلوقتي في مصر (راجل أو ست) حتى لو مش بياخد “حبوب” هيتعامل معاها في فرح هيسمع الناس بتتكلم عنها في جنازه هيشوف إعلانها في الشارع هيستخدمها كهديه في مصلحة حكومية (زي ما هنشوف بالتفصيل في ترجمة الفصل الرابع من الدراسة “الهدية الجنسية”)، وهيفكر في نفسه من خال الثنائي “البطة والأسد” وهيحس زي ما ياسين حس إنه “مش موجود” لو محددش موقعه من “الواحد اللي بميه” ولو محددش موقفه من “الأسد والبطة”.

    جامد وكويس ومهدود

    “فهيم” واحد من أكتر الرجالة اللي اتقابلنا وقضينا أيام مع بعض في شغله وفي بيته وفي الرحلة اليومية من بيته لشغله. الحقيقة مشوار فهيم ده كان خفيف على قلبي. فهيم راجل قرب م الخمسين، قصير شويه، ومليان شويه ودمه خفيف ومبتسم دايماُ، بيحب النكت وتحس مجرد ما تشوفه انه إنسان طيب.

    “فهيم” كان موظف حسابات في شركة قطاع عام، الشركة لسه شغاله لكن هو استقال من بدري، راح عمل معاش مبكر عشان يشتغل في صيدلية كانت بتاعت حد من قرايبه وبعد كده كمل شغل في صيدليات تانيه بحكم خبرته في بيع ووصف الأدوية.

    زوجة فهيم في منتصف الأربعينيات كانت شغاله معاه في نفس الشركة و”سوت معاش” هي كمان، بعديه بشويه، عشان العيال الاتنين كانوا في ثانوية عامة (الولد كان في تالته والبنت في تانيه)، ودلوقتي بتشتغل في وظيفه متواضعة في شركة دولية ناحية التجمع الخامس. فهيم ومراته عايشين حالياً في المنيب.

    أول مرة فهيم اخد فياجرا من خمس سنين كانت حبوب أمريكاني هدية من صديق. لما فيهيم رجع البيت في اليوم ده اخد الحباية وطلب من مراته تعمله كوباية شاي، زي ما نصحه صديقه. المهم أخد الحباية وحس إن الدم بيضرب في كل حته في جسمه، خاف. قال لمراته إنه تعبان وهينام لأنه باين داخل على دور برد.

    نام فهيم ع السرير وفضل صاحي خايف لمدة ساعتين لغاية ما حس انه احسن فقرر ينام لوحده. بعد اسبوعين فهيم قرر يجرب تاني بس النوع المصري اللي بياخدو من ساعتها. قبل الفياجرا وتجربتها فهيم جرب يستخدم مرهم بواسير كمخدر موضعي بيقلل حساسية العضو الذكري وبالتالي يأخر القذف.

    لكن فهيم بينصح كل زباينه في الصيدلية اللي عاوزين يأخروا القذف ياخدوا مهدئ أعصاب لأن المرهم ساعات بيخدر العضو التناسلي للزوجه وبالتالي “الليله بتبوظ ” زي ما فهيم بيقول. حالياً فهيم بياخد حباية للانتصاب ومعاها مهدئ أعصاب للتأخير (وبعض زباينه بياخدوا دواء صرع للتأخير).

    فهيم شايف إن الراجل في أخر يوم شغل ملوش أخر محتاج يحس انه “موجود ومسيطر محتاج يحس انه جامد إنه أسد إنه كويس”. وهو بيعتبر أن الحبوب بتخلي ده ممكن حتى لو الواحد راجع م الشغل مهدود .

    لما الميدان يقابل الباحث
    حوار مع سائق تاكسي

    لقاءات سواقين التاكسي مش مادة بحث اثنوجرافيه (على الأقل في البحث ده)، ورغم إن سواقين كتير اتكلموا معايا عن “حبوب الجنس” والحشيش والأفيون لما بيستخدموهم لتأخير القذف، لكن الدارسة ما ضمتش أي كلام مع السواقين (كلامهم ممكن يكون مهم في دراسة تانيه بمنهجية تانية).

    سواق واحد هو اللي حكايته كانت مهمه بجد، لأنها سجلت بالنسبالي إزاي وفي ظروف شكلها إيه أنا نفسي بصفتي راجل عايش في القاهرة من طبقة أغلب أهلي فيها موظفين ، إزاي أنا نفسي بتقابلني “حبوب الجنس” بـ “خطابها وممارساتها” في كل مكان في حياتي في المواصلات، في الشوارع وفي وسط الزحمة وكل العبث اللي عايشينه.

    في يوم الخميس 16/10/2014 نزلت من شقتي في ميدان عابدين – وسط البلد الساعة اتنين ونص الظهر، اليوم ممل ومش مبشر، الشوارع زحمة كالعادة في الوقت ده – وسط اليلد يوم الخميس الضهر. أنا رايح أزور صديق صحفي بيعمل عملية قسطرة في القلب بالمستشفى الإيطالي جنب “ميدان الجيش” م مستشفى “الطيران العسكري”،

    مشيت لغاية أول شارع محمد محمود جنب وزارة الداخلية وأخيراً وافق تاكسي أبيض وبعداد شغال أنه يوصلني ( في الوقت ده كنت متغاظ من مجرد فكرة إن الميدان اسمه الجيش والمستشفى إللي من أيام الاحتلال هتاخد أربعين ألف جنيه، وكمان جنب مستشفى العسكري، وعشان أروحلها لازم أعدي من جنب الداخلية .. الحقيقة ساعتها ده كان اللي مأثر عليا، وواضح إن ده أثر على اللي سجلته في “الملاحظات الميدانية” في اليوم ده).

    ـ سواق التاكسي بدأ الرحلة، شغل العداد من غير ما أطلب، ربط الحزام أول ما قرب من ميدان التحرير

    ـ أنا ساكت وزهقان من الزحمة وقطع وزارة الداخلية لشارع محمد محمود بدون سبب مفهوم، ومش مهتم بسواق التاكسي خالص رغم أني استغربت أنه شغل العداد من نفسه.

    أستغربت لأن أغلب سواقيين الهايونداي البيضه بطلوا يشغلوا العداد من شهرين تقريباً من يوم ما الجيش وعدهم بتسديد أقساط تاكساتهم ، بعد ما عملوا وقفة احتجاجية.

    من يومها والشرطة مش بتتعرضلهم، وكأنهم أصبحوا مسندودين من الجيش، زي ما أكثر من سواق قالي، وبالتالي أصبح العداد في أغلب الأوقات “بعافيه شوية” أو عطلان لأنه ما اتجددش على التسعيرة الجديدة من ساعة رفع سعر البنزين من كام شهر كجزء من خطة الرئيس الجديد “السيسي” لرفع الدعم عن المحروقات تدريجياُ.

    ـ هو: أصل بتوع المرور ما بيرحموش (!)
    ـ أنا مكمل في حالة الملل: مممم
    ـ هو : هما مش هيعملوا لي حاجه بس أنا محبش حد يعملهالي جميله، على أيه، أنا أربط حزامي ورخصي في جيبي وخلصنا .. بدل ما أقعد أقول لده وده ياباشا ومش يا باشا.
    ـ أنا باصص لقدام ومش مهتم بحكاياته ، قلت: صحيح.
    ـ صمت

    ـ هو : من كام يوم ببص في جيبي ما لاقيتش الرخص ولا المحفظة ، قلت مش ممكن تكون وقعت ده أنا دايماً بأروح للخياط أخليه يطولي جيب البنطلون عشان المحفظة ماتوقعش.

    أنا مضطر أبصله لأنه بيشاورلي على بنطلونه. سواق التاكسي “أحمد” شاب في النص الأول من الثلاثينيات، أبيضاني وجسمه متوسط لابس قميص كاروهات رصاصي في ابيض من النوع اللي بيتباع في الوكالة ومختلف مناطق القاهرة الشعبية ، وبنطلون قماش رصاصي ،

    أستغربت مسألة تطويل الجيب عند الخياط لأنها عادة موظفين قديمه أوي إنقرضت وعمرها طبعا ما كانت عادة سواقين تاكسي، عادة موظفين خايفين من تعرضهم للنشل في الأتوبيس العام يوم القبض، قبل ما المرتبات تتحول على كروت ال “إيه تي إم” بتاعت بنك مصر أو البنك الأهلي.

    والمكان الطبيعي للرخصة بالنسبة لسواق التاكسي هو ضهر الشماسة فوق البربيز الإزاز وجيب البنطلون. سألته:
    ـ أنت بتشتغل حاجه تانية؟ فقال أنه موظف في شركة المياه لكن خرج بدري النهارده عشان يشتغل على التاكسي اللي جايبه بالأقساط من البنك.
    ـ هو : بتسأل عشان حاجة
    أنا: لا أبداً. ورجعت أبص قدامي عشان أوصله رسالة أني زهقان ومش مهتم بحكايته مع الرخصة خالص.

    ـ هو قرر أن يكمل حكاية الرخصة قال : ساعتها كان معايا زبون وطالعين الدائري، استأذنته نقف فوق الدائري عشان أخلي الواد صبي الميكانيكي اللي تحت البيت يحدفلي المحفظة على الدائري عشان مليش سلم ولا حته أنزل منها للبيت، مفيش دقيقتين كان الواد حدفلي المحفظة، مش كده أضمن بدل ما حد يكلمني.
    ـ أنا من غير ما أبصله: أكيد.
    ـ هو : أصل اليهود في كل حته (!!)
    ـ أنا: ممم

    (من غير ما أبصله ولا حتى أحرك راسي ، في الحقيقة حسيت أن حكاية اليهود دي كمان قديمه ومملة وملهاش أي معنى. السواق مش إسلامي من بتوع “اليهود في كل حت” ده مشغل أغاني ومالي التاكسي قطط بلاستيك م اللي بتهز دماغها كل ما التاكسي يتهز.

    كتير من سواقين التاكسي الأبيض جابوا موافقة قرض البنك لشرا التاكسي من خلال مندوبي ورؤساء أمانات الحزب الوطني المنحل ورجال أحمد عز في الحزب في مختلف مناطق القاهرة ).
    ـ صمت امتد لأكثر من دقيقة

    ـ هو : هما طلبة الاخوان بيتظاهروا على إيه دول فعلا مغسول عقلهم.
    (رغم كل زهقي الحقيقة ما أقدرتش أسكت، الطلبة انضربوا بالنار في الجامعات على مدار الأسبوع اللي فات لمجرد أنهم تظاهروا ضد السيسي، الأمن وشركات الحراسة الخاصة اللي قالوا انها تبع بنك دولي كبير مصر تعاملوا مع الطلبة على أنهم مشروع “أرهابيين” وكان صعب أسكت؛
    قلت : الطلبة عندهم حق
    ـ هو: السيسي راجل كويس بس اليهود في كل حته (!!) حواليه حتى في الجيش…
    (أنقذني من الحوار ده سواق مايكروباص قرب من التاكسي إلى درجة أننا كنا هندخل في صور “منزل” كوبرى أكتوبر عند غمره)

    ـ هو : يخرب بيت البرشام الواحد يقولك معاك ربع معاك نص ، جتكم نيله.
    ـ أنا: قصدك “الرامو”
    ـ هو : أه الزفت ده كل الناس ماشيه مبرشمه من ساعة ما جابوهولنا (!).
    ـ أنا إنه قرب من موضوع رسالتي للماجستير بشكل يقلق لسه زهقان ومش مستعد لفتح حوار معاه. قلت : صحيح. وسكت.
    ـ هو: “وحبوب الجنس” دي ، الواحد “ياخدها ويتعامل”. ولا أنت إيه رأيك؟

    (كدا ومن غير مقدمات، قرر أحمد يعمل معايا مقابلة “غير مخططة” عن موضوع دراستي، المشكلة اني في الحقيقة بعد شهور كتير من التفكير في “موضوع البحث” بقا صعب يكون عندي إجابات على أسئلة احمد، كل اللي عندي مجموعة أسئلة وأسئلة حوالين الأسئلة . ساعتها على الأقل قررت أستسلم إن “الميدان البحثي” قرر يقابلني، وقولت طيب أعمل أنا كمان “مقابلة ميدانية” بالمره)

    ـ قلت: انت إيه رأيك؟
    ـ أحمد: كنت شغال يعني مع واحد قريبي هو عدى الستين يعني، وبعدين مراته جت وقالت لعمي اللي شغال معانا برده، خلي مصطفى يرجع لطبيعته.
    ـ أنا: مش فاهم.
    ـ أحمد : يعني يبطل حبوب، هي كانت مستريحه من غير حبوب أكثر، بيقولوا الكلام ده قدامي
    ـ أنا : يعني انت مجربتش الفياجرا أو التايجر قبل كده.
    ـ أحمد: لأ الحاجات دي ضررها أكثر، بيقولوا خطر على القلب.

    (أحمد كان بيقول الأكليشيهات المشهوره عن المنشطات الجنسية وخطرها على القلب، وهو كلام قالته الدولة بكثافة قبل ما توافق فجأة على انتاج الفياجرا في مصر. أحمد بيبصلي زي اللي مستني إجابه تريحه)
    ـ أنا : ما كل حاجه خطر
    ـ أحمد : أصل الست على ما تعودها، يعني لو عودتها على الأفيون تتعود، على الحبوب تتعود

    (أحمد فضل أن تكون اجابته عن سبب ابتعاده عن المنشطات الجنسية – لو كان ده حقيقيا ـ بحكايته عن اللي شايف أن المرأة بـ “تتعود” عليه في الجنس ومش عن الراجل !، وهو يقصد أن الراجل اللي بياخد الأفيون اتأخير القذف وتحسين الانتصاب بيخلي شريكته تتعود على شكل محدد من الجنس.

    الملفت إن أحمد زي ناس كاير طنش موضوع الخطر ع القلب بتاع الفياجرا ودخل في الموضوع بمجرد ما قلتله إن كل حاجه خطر ! وهي في الحقيقة جملة ملهاش معنى خالص، لاكن أقنعته بحاجه وخلته يكمل “المقابلة”)
    أنا: طيب يا سيدي كل ده كلام عن ازاي “تبسط” الست اللي معاك، كويس، المهم انت ازاي بتنبسط
    ـ صمت.

    ـ أحمد : لأ .. معرفش
    (على وش أحمد دهشه التفكير في سؤال جديد لأول مرة، بيستغرب اجابته هو نفسه لما قال “معرفش)
    – أنا فضلت أسكت شوية عشان أدي الفرصة لأحمد ، لكن هو كمان سكت.

    ـ أحمد ، بعد لحظات من السكوت: لأن حضرتك بالنسبة للراجل هو بيخلص كل حاجته مع القذف ، لكن الستات تفرق منهم اللي زي الراجل ومنهم اللي بتأخر ـ عشان كده الطلاق اللي انت شايفه في كل حته (!).

    اجابات أحمد زي أغلب اجابات الرجاله في لقاءات تانيه طويله مع فهيم وغيره في الفصل ده والفصل الجاي، كان فيها نفس العناصر الأساسية: أول حاجه إن محدش بيربط استخدام المنشطات الجنسية بأي شكل من أشكال العجز الجنسي؛ “الحبوب” “مقويات” جنسية عشان الراجل يبقى “جامد، كويس، عادي”.

    النوع ده من الفهم و”الخطاب” حوالين إن إستخدام الحبوب يبقى “عادي” وإنها تبقى بتستهدف الراجل “العادي” المتجوز جديد أو قديم عشان يبقى عادي “جامد” وأسد، النوع ده من الفهم بيضمن “للحبوب” جمهور واسع جداً من الأسر/ وحدة الإستهلاك.

    نمط الإنتاج اللي احنا عايشينه كان مستعد لاستقبال (أو حتى إختلاق) “الامكانيات” الجديدة اللي بتتيحها الكيميا. وبسرعه الكيميا الجديدة بقت “عادي” وبقى ليها أدوار ومعاني كتير في حياتنا “اليومية، في “الأسرة” وفي الشغل وفي الشارع وفي الإعلان وفي الإغاني والإعلانات والمناسبات…

    تاني حاجه إن الاجابة على موضوع الانبساط عمرها ما بتكون حاضره في دماغنا ولما ربنا بيرزق بتبقى الإجابة عن أشكال “إشباع المرأة” مش عن إنبساط الراجل. وهنا مسألة إن الواحد يبقى “أسد” بتبقى مش واضحه أكتر، “أسد” ليه؟ والحقيقة إن مش مهم “ليه”. إخفاء أجزاء مهمه من الإجابة و/أو من السؤال حكاية ممكن نشوفها في أي أيديولوجيا تقريباً. عادي الأسئلة الأهم بتختفي وكأنها تم خفيها بالعمد.

    الوظيفه الجديدة المطلوبه من الراجل هي إنه يبقى “أسد” بالليل، بس كده من غير ليه. جسم الراجل في “عصر الاستعراض” بقى مطلوب منه الإلتزام بوظيفة “الأسد” الإضافية بعد أسبوع مُرهق من العمل وبجسم مهدود (وبالتالي يستهلك “الحبوب”) .

    وده في نفس الوقت بيخلي الراجل قادر يلاقي مساحة من الإنبساط ومكان يتنفس فيه، مع طاقه رخيصة التكلفة بتديها الكيميا، عشان يرجع تاني للشغل (فيضمن “إعادة إنتاج” النظام اللي عشان يستحمله ويعرف يعيش فيه “عادي” بيستهلك الحبوب).

    ثالثاُ إن الخوف من “البطة والخروف” أكبر أحيانا من الخوف من الموت، وإن الرجالة، حتى لو مش بتستخدم أي كيميا أو حشيش أو حبوب لتأخير القذف، بتفكر في نفسها وبتقيم أدائها الجنسي على أساس التأخير والانتصاب أساساً.

    ويظهر إن هي دي “تكلفة” إن الإنسان الذكر يبقى “راجل” في في مجتمع “ذكوري –رأسمالي”، مجتمع بيحدد هيعترف بمين من أعضاءه وبمين مش هيعترف على أساس أد إيه أعضاءه منتجين، مطيعين، على خط الإنتاج اللي معمول (لو شايفاك بطه خليك أسد).

    يعني لأ الرجولة مش بـ”جنيه” زي ما الممثل محمد سعد قال في فيلم اللمبي (وهو بيقفّي على إن حباية الجنس بقت تجيب الرجولة مع إن تمنها جنيه، فـ “الرجولة بقت بجنيه”).

    “الرجولة” مكلفة، وممكن توصل تكلفتها لإن الخوف من إن الراجل ما يحققهاش يكون عنده أقوى من الخوف م المرض أو الموت. “الرجولة” مكلفة لإن هي زي ما بتضمن إستهلاك “الحبوب” بتضمن إستمرار النظام اللي انتجهم (انتج الحبوب و”الرجولة”).


    ألتوسير مشي معانا لغاية ما شرحلنا الحكاية اللي نقدر منها “نشوف” جسم الرجل بصفته “اَداة” عشان “إعادة انتاج” نفس الظروف اللي فيها حوالي تُلت رجالة مصر بياخدوا “أدوية منشطات جنسية.
    …………..
    * مدونة قراءات نشرت ترجمه بالمصري للجزء الأول من رسالة الماجستير دي، وهتعرض في حلقات متتالية خلال الشهرين اللي جايين أجزاء من الفصل التالث والرابع والخامس وكمان بعض الملاحظات الميدانية الاثنوغرافيه خلال البحث.

    المقال الجاي هيكون عن الفصل التالت في “جمهورية امبابة” هيحكي إزاي الصيدلية مش مجرد مكان لييع الأدوية لأ دي مكان الناس بتتفاوض فيه مع ألامها وأحلامها ومخاوفها، وإزاي الصيدلي ده مش مجرد بياع ولا مجرد شاهد صامت على علاقة الكيميا بأجسام زباينه،

    لأ ده فاعل اجتماعي نشيط ووكيل عن شركات الأدوية الدولية والمحلية وجزء من حياة الناس من وضعها الاقتصادي ومن أشغالها الرسمية وغير الرسمية من أول العمل في الجنس لغاية التحايل على الشرطة والدولة اللي مش مهتمه بحياة وظروف الناس ،

    وكمان هنشوف في الفصل ده ليه “حبوب الجنس” بتباع في علب من حباية واحده، وهنشوف “كود الرجال فقط” في البيع والشراء في الصيدلية، وهنفكر مع بعض إزاي “الجنس رياضه شعبية” هي الأرخص والأسهل لما مفيش وقت ولا مكان ولافلوس تسمح للرجالة بانهم يزوروا أجسامهم.

    ** يوسف رامز: باحث مصري معني بالأنثروبولوجيا والبحث الإثنوجرافي.

    الهوامش:
    [1] كل أسامي الأسخاص وبعض وظايفهم متغيره عشان الناس تبقى متطمنه إن محدش من أهاليهم أو زمايلهم أو مديرهم في الشغل يعرفهم أو يعرف عنهم أسرار خاصة من خلال رسالة الماجستير دي.
    [2] http://www.youtube.com/watch؟v=8zGHZN9s17Yandlist=RD8zGHZN9s17Y#t=0http://www.youtube.com/watch؟v=8zGHZN9s17Yandlist=RD8zGHZN9s17Y#t=0
    [3] http://www.youtube.com/watch؟v=He_9jOc2A5o[/B[/Bhttp://www.youtube.com/watch؟v=He_9jOc2A5o[/B[/B]
                  

06-12-2020, 08:11 PM

osama elkhawad
<aosama elkhawad
تاريخ التسجيل: 12-31-2002
مجموع المشاركات: 20545

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: جسم الرجل في مصر في عصر andquot;الفياجراandquot; (Re: osama elkhawad)

    زمن الفياغرا..

    مفاتيح غرف نومنا بيد شركات الأدوية

    29/5/2018

    إبراهيم هلال-موقع قناة الجزيرة.

    عندما يئس المتنبي -الشاعر العربي المشهور- من أن ينال من حاكم مصر حينذاك كافور الإخشيدي المملوكي ما تمناه من عطايا وجاه، خرج من مصر يقول:

    "صار الخصـيُّ إمام الآبقيـن بـها
    فالـحر مستعبـد والعبـد معبـود
    نامت نواطيـر مصـر عن ثعالبهـا
    فقد بشمـن وما تفنـى العناقيـد
    العبـد ليس لـحر صالـح بـأخ
    لو أنه فـي ثيـاب الـحر مولـود
    لا تشتـر العبـد إلا والعصا معـه
    إن العبيد لأنجاس مناكيد"

    كان عند العرب قديما عادة خصي العبد، للاحتفاظ بقوته ودونيته في الوقت نفسه، فلكي يستمر العبد في العمل، ويضمن سيده امتلاك جسده بالكامل، كان يتم خصي العبيد حين بلوغهم (1)، أما في عصرنا الحديث، وبعد ظهور حبوب المنشطات الجنسية (الفياغرا)، فقد انعكس الأمر، حيث أصبحت الدولة وبدائلها من الشركات متعددة الجنسيات والعابرة للقارات وشركات الأدوية تستثمر في الشهوة الجنسية عند الإنسان بدلا من منعها وتدميرها.

    فأصبحت الشهوة الجنسية عبارة عن وظيفة على الإنسان أن يقوم بها ليلا كما يعمل ويكدح نهارا، ولكي يؤدي وظيفته على أكمل وجه وأعلى أداء فعليه أن يتعاطى حبوب الفياغرا. ولكي يقبل الناس على تلك الوظيفة، كان يجب على أجهزة الدولة والإعلام وإعلانات الشركات نشر الدعاية الخاصة بتلك الوظيفة الجديدة، التي سيتم من خلالها إعادة تعريف العلاقات الجنسية وتأميمها لضمان مصالح الشركات وطاعة الدولة ومديري العمل، فكيف تغيرت نظرتنا إلى أجسادنا وإلى العلاقة الجنسية؟ وما أثر كل ذلك على واقعنا الاجتماعي والسياسي؟

    الإنسان الجنسي المُراقب

    في مدينة جورج أورويل التي حكى عنها في روايته الشهيرة "1984" يمكنك أن ترى أينما ذهبت شاشات ولوحات عملاقة تمتلكها وزارة الحقيقة، فقط لتخبرك أن الأخ الأكبر يراقبك، وكأن أورويل يستلهم النظام الرقابي الذي اقترحه الفيلسوف جيرمي بنثام "البانوبتيكون" الذي يسمح للسلطة بمراقبة سجانيها ومواطنيها عبر الأبراج والصور الثابتة،

    لكن الفيلسوف زيجمونت باومان تحدث مؤخرا في كتابه "المراقبة السائلة" عن تحول ذلك المفهوم القديم للمراقبة، فأصبحت المراقبة أكثر مرونة، عبر وسائل الإعلام والإعلانات والرأي العام، بل عبر تطبيقات الهاتف المحمول، وتعلق المواطنين بها تعلقا خوفيا ومرضيا. (2)

    وهذا بالضبط ما صنعته شركات الدواء وشركات صناعة المنشطات الجنسية عبر دعاياتها وإعلاناتها، ففي حديث أجراه الباحث رامز يوسف مع أحد الشباب المصريين حول رسالته البحثية "سيجارة وحباية وكباية شاي، تحولات الجسد المصري في عصر الفياغرا" تحدث رامز مع شاب يسمى ياسين (27 سنة) حول أثر حبوب الفياغرا على العلاقات الجنسية فقال: "صعب كده في كل حته يقولك خليك أسد خليك أسد.. مش كده!".

    ويعلق الباحث رامز يوسف متحدثا عن ياسين: "ياسين نفسه لا يتعاطى الفياغرا ويفضل الحشيش لتأخير القذف، لكن مثله مثل شباب كثير كانت تعليقاتهم الأولية كلها عن لفظة "الأسد" دون أن نخوض في موضوع الإعلانات، ويبدو أن لاسم "الأسد" ارتباطا وثيقا بحبوب الجنس في مصر، وذلك لعدة أسباب منها أن هناك وصفا مجتمعيا للرجل بالأسد حسب وظيفته،

    ومنها أن "الأسد" شعار أكبر شركة مصرية لإنتاج حبوب الجنس، حيث نجحت الإعلانات بربط وصف الرجل بالأسد مع تعاطي حبوب الجنس كارتباط شرطي، وتوافق ذلك مع ما يراه كثير من الرجال من أن المطلوب منهم هو أن يكونوا أسودا في جميع الظروف، وهذا ما تقدمه تلك الحبوب، حيث تعدهم بوقت محدد هو 30 دقيقة بعد تناول الحبة، وهنا تم تحديد تعريف موضوعي وثابت لوظيفة الأسد وصفته". (3)

    يشرح يوسف ما نجحت الإعلانات ووسائل دعايات الشركات المنتجة لحبوب الجنس في إقناع الناس به، ففي سلسلة إعلانات أنتجتها الشركة المنتجة لحبوب فايركتا، تصور تلك الإعلانات الرجل المصري في صورة "بطة" ومرة أخرى "خروف" ما لم يشترِ العلبة الذهبية "فايركتا" وينتهي الإعلان بجملة: "لو بتشوفك بطة ارجع أسد واشتري العلبة الدهبية من أي صيدلية"، فأخرجت شركات الدواء والحبوب الجنسية العلاقات الجنسية للإنسان من مساحتها الحميمية والسرية وأعطتها تعريفا منضبطا وموضوعيا، ووقتا محددا يقيس العلاقة الجنسية المثالية والأكثر كفاءة بمدة 30 دقيقة> .

    حيث تنصب تلك الشركات شباك صيدها لتلعب على مخاوف الإنسان تجاه علاقته الجنسية وخصوصيته وصورته أمام نفسه وأمام شريكته، فبعد أن كانت تلك العلاقات تتميز بتنوع الخبرات والسرية، أصبحت محددة ومؤطرة بفضل حبوب المنشطات الجنسية، ومن لم يتعاطها فإنه واحد من اثنين، بطة أو خروف.

    "العلبة الدهبية الواحد بميه".. الاستثمار في الخوف

    لم يتوقف الأمر على مجرد إعلانات، بل انتقل إلى أغنية شعبية (مهرجان شعبي) يغنيها الكبير والصغير، بل من المألوف أن تجد أطفالا في سن المراهقة يلعبون في الشارع ويغنون "مهرجان العلبة الدهبية".

    وعلى طريقة الإعلان التجاري، تعزز الأغنية الأمر نفسه، فتحكي قصة رجل "كان عنده ظروف ومراته بتشوفه خروف" إلى أن ينصحه أحد أصدقائه بشراء العلبة الذهبية "فايركتا" التي ستجعله أسدا أمام زوجته.

    فأصبح "خوف الرجل" من أن يبدو أمام زوجته في صورة بطة أو خروف هو أقوى المخاوف والاحتياجات التي خلقتها دعايات تلك الشركات لحث الناس على شراء المنشطات الجنسية، بل إن ذلك الخوف، الذي يهدد ليس فقط صورة الإنسان أمام نفسه بل كيانه ووجوده كله، خوف يفوق خوف الإنسان من أثر تلك الحبوب على قلبه وكبده،

    فكثير من المصابين بأمراض القلب والكبد يتعاطون المنشطات الجنسية التي قد تتسبب في قتلهم (3)، وفي حوار أجراه الباحث رامز يوسف مع طبيب لأمراض الكبد، قال له الطبيب إن كثيرا من مرضاه يسألونه عن تأثير الأدوية على الانتصاب، فإذا اكتشفوا أن للدواء أثرا على العملية الجنسية رفضوه حتى لو تدهورت حالتهم الصحية. (3)

    ويقارن يوسف بين بحث أنثروبولوجي أجراه باحث باكستاني يسمى "كمران علي" عام 1998 على برنامج "تنظيم الأسرة في مصر" الذي أطلقته الحكومة المصرية في ذلك الوقت، واكتشف كمران من خلاله أن الرجال المصريين قبل ظهور حبوب الفياغرا كان خوفهم يكمن في عدم مقدرتهم على إرضاء زوجاتهم جنسيا،

    أما الذي اكتشفه رامز يوسف خلال بحثه أن تلك المخاوف تبدلت، وأصبح خوف الرجال المصريين لا يكمن في عملية الإرضاء الجنسي الذي يُعدّ عنصرا من عناصر العلاقة الناجحة ومن ثم نجاح استقرار الأسرة،

    بل أصبح خوف الرجال المصريين يكمن في احتمالية عدم نجاحهم في تحقيق وظيفة "الأسد" (3)، فهو خوف لا يتعلق بالآخر ولا بالشريكة أو الزوجة، بل خوف يتعلق بالإنسان نفسه وقدرته على أن يقيم علاقة جنسية اعتيادية، يؤدي فيها أداءا جنسيا عاديا أو طبيعيا كالذي يتحدث عنه الجميع، وهو أداء "الأسد" الذي يحافظ على قوته وسيطرته في جميع الأحوال والظروف ويكون دائما مستعدا كأنه آلة وليس إنسانا بشريا.

    ويضيف يوسف أن دور دعايات تلك الشركات وإعلاناتها ليس الإعلان عن قدرات خارقة ستمنحها تلك الحبوب للإنسان، بل هي تعدهم أنهم سيكونون عند الأداء الجنسي "العادي" أو الطبيعي، وهذا الأداء "العادي" الشركات هي من تحدد شكله ومدته وإطاره (3)، ليكون رجلا جاهزا ومستعدا دائما وبدون ظروف، وإلا سيكون مجرد بطة أو خروف في أعين زوجته،

    فالتخويف والعقاب المعنوي هنا يلعب دورا كبيرا في حث الإنسان على شراء تلك الحبوب وحصاره بالدعاية ونبذه خارج مفهوم "العادي" إذا لم يستجب، ويلاحظ يوسف أن هذا الخطاب يشبه الخطاب الأيديولوجي الذي تطلقه أي دولة كي يطيعها مواطنوها ولا يفكرون إلا في الإطار الذي تقدمه لهم.

    الفياغرا وإعادة إنتاج أدوات الإنتاج

    في أقل من عشرين سنة منذ ظهور مادة سيلدينافيل السترات في العالم 28 مارس/آذار 1998 واختراع الحبوب الزرقاء، وفي أقل من خمسة عشر عاما منذ ظهور تلك الحبوب في مصر يوليو/تموز 2006، قلبت تلك الحبوب الموازين، وغيرت مفاهيم الإنسان عن الجنس والعلاقات الجنسية، وهو تغير يُعدّ الأول من نوعه على مدار تاريخ البشرية على هذا الكوكب، ففي تلك المدة القصيرة أصبح اسم "الأسد" المطلوب من الرجل "العادي" والخوف من صورة "البطة والخروف" هما الأساس الجديد الذي يحدد مفهوم الجنس،

    وأصبح التنوع والخبرات الجنسية خاضعين لصورة واحدة نمطية تنشرها دعايات تلك الشركات بجانب الأفلام الإباحية عن العلاقات الجنسية الجديدة، حتى أصبح الأمر أشبه بانتشار أيديولوجية جديدة وحديثة ذات عقيدة موحدة وتصور شمولي عن الجنس يجب أن يخضع له كل البشر، ومن لم يخضع له يكون منبوذا خارج الأيديولوجية، وكما يشير رامز يوسف: "الفرق بين العادي وغير العادي بين الأسد والخروف مثل الفرق بين المواطن الصالح وغير الصالح". (3)

    لكن هذا التحول في مفهوم الجنس خلال عصر الحبة الزرقاء يحمل بُعدا آخر، حيث تشير الأرباح التي تحققها حبوب المنشطات الجنسية إلى استثمار جديد لكنه في العضو الذكري للرجل هذه المرة، فيتحول جسم الإنسان الذي تستخدمه الدولة والشركات كأداة للإنتاج تحت ظروف من الانضباط، التي تظهر في التزام الجسد بأعمال معينة ومواعيد معينة وعادات معينة تُعيد تشكيل حياته،

    يتحول هذا الجسم إلى آلة مطالب منها أن تعطي أفضل أداء في أطول وقت ممكن بغض النظر عن انضباط ذلك الإنسان وعاداته اليومية وحياته، وهذا ما أشار إليه ماكنزي حينما قال: "سيمثل الأداء في القرن العشرين والحادي والعشرين ما مثله الانضباط في القرن الثامن عشر والتاسع عشر، وسيؤثر ذلك في تشكيل القوة والمعرفة عبر التاريخ". (4)

    ويعيد الباحث يوسف رامز الحديث عن محاوره "ياسين" الذي يرفض حتى الآن تعاطي الفياغرا، لكن الحصار الذي يعيشه كل يوم بين وسائل الإعلام والإعلانات والدعايات وحديث الناس المستمر عن حبوب الجنس والأداء الجنسي، يجعله يتشكك في وجوده وفي أدائه الجنسي (5)، فالإنسان في عصر "الأداء" سيعيد النظر إلى نفسه وإلى جسده من خلال المنتجات، ومقارنة ما يمكنه إنتاجه، سواء من عمل أو أداء جنسي، بما ينتجه الآخرون.

    ويأتي هنا دور الدعايات التي تطلقها الشركات التي حلت محل سلطة الحكومة وخطابها الأيديولوجي الجديد، لتحاصر الإنسان وتعيد على مسامعه مصطلحاتها الأيديولوجية الخاصة، وتراقبه بخطابها ومنتجاتها مثلما كانت تفعل وزارة الحقيقة في رواية "1984"، حيث كشف أحدث تقرير صادر عن جهاز حماية المستهلك أن إعلانات المقويات الجنسية التي بها شبهة تضليل تحتل المرتبة الأولى لمدة 3 سنوات في الإعلانات التي تم متابعتها من خلال المرصد الإعلامى بالجهاز.

    وأوضح التقرير أنه تم متابعة 322 قناة فضائية لرصد 9241 إعلانا، كشف منها عن شبهة تضليل للمستهلكين، لتحتل المقويات الجنسية التي يتم الترويج لها من خلال الفضائيات المرتبة الأولى بعدد 2795 إعلانا بنسبة 28%، يعقبها المنتجات الطبية ويليها منتجات التخسيس. (6) وحديثا انتقلت نوعية الإعلانات من الحديث عن الوظيفة الجنسية ووظيفة الأسد إلى الحديث عن مشكلة سرعة القذف وضبط الأداء ليتناسب مع المدة المحددة والشكل المثالي المضبوط.

    والإنسان تحت هذا الكم من الدعايات التي تحاصره، يخضع أخيرا لتلك الأيديولوجيا ورؤيتها لجسده، فيتعلم أن الأداء هو الأهم، ويتعلم كيف يستثمر في عضوه الذكري، ليحقق انتصارا صغيرا يجعله يشعر بقوته وسيطرته على جسده وتحكمه فيه بعد يوم طويل من العمل الشاق، وهذا الوقت السعيد المحدود هو ما يعطيه القدرة على مواصلة حياته والحفاظ على أدائه في العمل لدى الشركات أيضا.

    وهذا كله ما شرحه الفيلسوف الفرنسي ألتوسير في حديثه عن الدولة وأجهزة الدولة الأيديولوجية، حيث يذهب ألتوسير إلى أن أهم الأجهزة الأيديولوجية للدولة هي أجهزة الإعلام والقانون والدين، والتعليم المجاني والخاص، وكل النظام السياسي بمعارضته، ونقاباته، ومؤسسات الفنون والأدب والرياضة.

    لكن يعطي ألتوسير مكانة خاصة لأهم مؤسسة في المجتمع على الإطلاق وهي مؤسسة الأسرة، فهي المؤسسة المجتمعية المكلفة بإنتاج القيم والأخلاق التي يعتنقها الأطفال، وكذلك بإنتاج الأطفال أنفسهم وهم الذين سيصبحون فيما بعد قوى الإنتاج. والأسرة عند ألتوسير ليست فقط وحدة الإنتاج، بل أيضا هي وحدة الاستهلاك الأساسية، والتحكم فيها يعني التحكم في الوحدات الأساسية للمجتمع ولنظام الإنتاج. (7)

    ويشرح ألتوسير كيف أن خطاب الأيديولوجية الذي ينبع من الدولة، وحديثا من الشركات المحلية والعالمية، هو الذي يحافظ على استمرار النظام الاجتماعي الداعم لنظام الإنتاج، فهذا الخطاب هو من يحث الناس دائما على قيمة العمل والولع المجنون باستهلاك المنتجات حتى التي لا نحتاج إليها، وهذا الخطاب هو من يشكل مفهومنا الحديث عن العلاقات الجنسية،

    وهو من يستخدم دعايات حبوب الجنس لاستمرار نظام الاستغلال الرأسمالي، فأمام هذا الخطاب وتلك الظروف المعيشية من العمل الشاق يصبح استهلاك تلك الحبوب مجرد طقس اعتيادي ومألوف للشعور ببعض المتعة وبالتالي استمرار الحياة وبقاء الوضع على ما هو عليه. (8)


    طقس "حباية وسيجارة وكوباية شاي"، كما يشير رامز يوسف، أصبح طقسا شعبيا، يتراوح بين العمل والاستهلاك، حيث يستهلك الناس الحبوب من الصيدلية حتى يتمكنوا من العمل، فهم يطلبون أدوية ذات أسعار منخفضة، ليتمكنوا سريعا من الوصول إلى أنجع وأسرع تأثيرات ممكنة. فليس لديهم خيار سوى الاستهلاك ليكونوا قادرين على أداء جميع أنواع أعمال الجسم. فهم يطلبون الدواء الأقوى والأسرع لأنه لا يتوفر لديهم الوقت، وعليهم العودة إلى العمل. (8)

    "فيستهلك الرجال الحبوب الجنسية التي تسعى للحصول على مساحة للتنفس، لتجربة أجسامهم في السرير طالما أن هذا هو المكان الوحيد المتاح لتجربته. "الجنس رياضة شعبية" كما يقول الصيدلي أحمد. فيمكن للرجال، من خلال السعادة في الحصول على انتصارات صغيرة في الليل، أن يجدوا التجربة "المجانية" في جسدهم. ومثل هذا الاستخدام المجاني للجسم، يكاد يكون غائبا في يوم العمل الطويل". (8)

    العودة إلى العمل.. هل أنت سعيد هكذا؟
    "عبر المرآة أتابع السيارة ذاتها وهي لا تزال عاجزة عن تجاوزي بسبب سيارات الخط المعاكس. إلى جوار السائق تجلس امرأة. أتساءل في سري لِمَ لا يحكي لها أشياء مسلية، لِمَ لا يضع يده على ركبتها؟ عوض ذلك، يلعن سائق السيارة التي أمامه، ولأنه لا يقود بسرعة. المرأة هي الأخرى لا تفكر في مد يدها لملامسة السائق، بل تنخرط معه ذهنيا في القيادة، وتشاركه في الشتم"

    -(ميلان كونديرا، رواية البطء)

    ما يخبرنا به ألتوسير وما يعود الفيلسوف ماكنزي ليؤكده هو أن الإنسان في العصر الحديث، وخاصة الإنسان الذي يعيش تحت ظروف قاهرة لا يملك فيها زمام حياته، ليس أمامه إلا العمل والاستهلاك، وهذا كل ما يستطيع فعله كي يضمن بقاءه في عالم رأسمالي لا يرحم أحدا، حيث يقول ماكنزي: "بموجب مبدأ الأداء… المجتمع مقسم حسب الأداء الاقتصادي التنافسي لأعضائه…

    فالرجال لا يعيشون حياتهم الخاصة ولكنهم يؤدون مهام مفروضة عليهم. وأثناء عملهم، فإنهم لا يلبون احتياجاتهم ورغباتهم الخاصة ولكنهم يعملون في عزلة"، يأتي هنا دور الكيمياء والحبوب لتساعد تلك الأجساد الهزيلة المتعبة من العمل الشاق على الاستمرار في العمل عن طريق وسيلتين، أولها الحبوب والمنشطات مثل الفياغرا وفايركتا وغيرهم، لتحسين أدائهم الجنسي، فتعطي الرجال الطاقة النفسية اللازمة التي تمكّنهم من تحمل الواقع والعودة إلى العمل، والوسيلة الثانية هي حبوب الترامادول وغيرها من المسكنات التي تساعد تلك الأجساد على مواصلة العمل الشاق والمرهق وتعطيهم الطاقة الإضافية لتجنب انهيار الجسد. (8)

    لكن هل يشعر الإنسان من خلال تلك الحبوب والمنشطات بالسعادة فعلا حتى لو كانت سعادة محددة ومؤقتة؟ يجادل رامز يوسف من خلال ورقته البحثية أن دعايات حبوب الفياغرا والمواد الكيميائية لهم دور كبير في تشكيل مفهوم "الرغبة" ومن ثم مفهوم السعادة، التي تتحقق بتحقيق الرغبة بشكل مرضي، ففي عصر الفياغرا، يتم بناء الرغبة على أشكال محددة من الأداء، وكلما اقترب أداء الإنسان من الصورة المحددة له تحقق قدر أكبر من السعادة،

    وهذه الصورة مضبوطة سابقا بوقت وحجم وسرعة محددة، لكن بسؤال يوسف لعدد من الأشخاص عن إذا كانوا يشعرون هم بالسعادة أثناء الجماع، لم يجدوا ردا مناسبا لأنهم لم يفكروا من قبل بهذا الشكل، فحبوب الجنس تجعلك تفكر كآلة تبحث عن أعلى كفاءة مثالية ومعممة وليس كجسد بشري يبحث عن متعة خاصة وتجربة حميمية فريدة. (8)

    يتحدث أحد الأشخاص لرامز يوسف قائلا إنه عندما يريد عمل اتصال جنسي جيد فهو يتناول حبة مع كوب من الشاي ثم ينتظر 13 دقيقة، ثم يبدأ الأداء، ويشعر الرجال خلال العملية بأنهم وحدهم المسؤولون عن نجاح عملية الجماع، ففي عصر الفياغرا تتمحور المتعة والرضا الجنسي حول رضا الرجل عنها وصورته أمام نفسه وأمام شريكته، فينظر الرجل إلى زوجته على أنها متلقٍّ سلبي، ويفترض أنه نال رضاها، ففي حين تقوم دعايات الفياغرا على ادعاء تلبية الاحتياج المستمر للزوجة، فهي في الحقيقة تزيح دور الشريكة خلال العلاقة التي تسعى لتحقيق السعادة. (8)

    هكذا تحولت الرغبة الجنسية من معوق ونقص يعيق العمل، إلى مساحة للاستثمار، ومحفز لاستمرار العمل والحفاظ على نظام الإنتاج، ومن ثم النظام السياسي كما يخبرنا ألتوسير، وتحقيق سعادة مؤقتة ومحدودة تتمحور حول الذات المعبئة بالكيمياء. لكن حبوب المنشطات الجنسية ليست مجرد حافز للعمل، بل إنها تمتلك قوتها في ثنايا العلاقات الاجتماعية، في موقع العمل على سبيل المثال،

    فالحبة الزرقاء يمكنها أن تتحول إلى رشوة في موقع حكومي أو في طرقات المحاكم والسجون، ويمكنها أن تصبح هدية في المناسبات الاجتماعية وتعزيز الروابط والعلاقات في المكاتب والشركات، وهي كذلك يمكنها أن تصبح عربونا لتوثيق علاقة صداقة فتفتح الطريق لامتداد شبكة اجتماعية تقوم على خيال جنسي جديد يجتاح العقول ويسيطر عليها.

    وكما أمدت تلك الحبوب الإنسان بقوة جديدة، فقد سلبته حياته الخاصة، وجعلته مجرد أداة ومستهلك في نظر الشركات، وبالتالي تم اختزال علاقات الإنسان الحميمية وعلاقته مع زوجته إلى مجرد أداء جنسي تتحكم فيه شركات الدواء والمستحضرات الطبية، وتحولت علاقة الحب والتفاهم إلى أداء جنسي عنيف، يعيد إنتاج علاقات القهر في المجتمع وينقلها من علاقة المدير بالموظف أو العامل إلى الرجل وزوجته، ومن ثم الزوجة وأبنائها، فيبقى الوضع كما هو عليه، ويبقى الإنسان عاجزا عن أي عمل ثوري يغير واقعه البائس.
                  

06-12-2020, 08:37 PM

osama elkhawad
<aosama elkhawad
تاريخ التسجيل: 12-31-2002
مجموع المشاركات: 20545

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: جسم الرجل في مصر في عصر andquot;الفياجراandquot; (Re: osama elkhawad)

                  

06-12-2020, 09:05 PM

osama elkhawad
<aosama elkhawad
تاريخ التسجيل: 12-31-2002
مجموع المشاركات: 20545

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: جسم الرجل في مصر في عصر andquot;الفياجراandquot; (Re: osama elkhawad)

                  

06-12-2020, 09:55 PM

osama elkhawad
<aosama elkhawad
تاريخ التسجيل: 12-31-2002
مجموع المشاركات: 20545

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: جسم الرجل في مصر في عصر andquot;الفياجراandquot; (Re: osama elkhawad)

                  

06-13-2020, 05:51 PM

osama elkhawad
<aosama elkhawad
تاريخ التسجيل: 12-31-2002
مجموع المشاركات: 20545

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: جسم الرجل في مصر في عصر andquot;الفياجراandquot; (Re: osama elkhawad)

                  

06-13-2020, 06:04 PM

osama elkhawad
<aosama elkhawad
تاريخ التسجيل: 12-31-2002
مجموع المشاركات: 20545

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: جسم الرجل في مصر في عصر andquot;الفياجراandquot; (Re: osama elkhawad)

                  

06-13-2020, 07:30 PM

osama elkhawad
<aosama elkhawad
تاريخ التسجيل: 12-31-2002
مجموع المشاركات: 20545

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: جسم الرجل في مصر في عصر andquot;الفياجراandquot; (Re: osama elkhawad)

    مع "الهرم" بدري بطّل يجي بدري:

                  

06-14-2020, 04:23 PM

Abdalla Gaafar

تاريخ التسجيل: 02-10-2003
مجموع المشاركات: 2152

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: جسم الرجل في مصر في عصر andquot;الفياجراandquot; (Re: osama elkhawad)


    العزيز أستاذنا المشاء
    تحياتي وتقديري
    الموضوع يستحق الدراسة والنقاش خاصة ائا تمت دراسته عبر الأبحاث العلمية .... الواقع انه لا توجد دراسات اجتماعية اقتصادية كافية لابراز هذا النوع من المشاكل والتي تعاني منها كل المجتمعات العربية وبعض المجتمعات الأفريقية الآن.... ذات الحال في السودان ... ما أثارته الصحفية داليا الياس قبل فترة ... كان يمكن أن يكون بداية لدراسة ظاهرة تحول الرجال الي اسود حتي علي حساب الزوجات كما صرحت بذلك بعض النساء واللاتي عانين من تأسد أزواجهم في المخادع
    طرح الموضوع يفتح الباب لنقاش المسكوت عنه في مجتمعنا السوداني أيضا ....
    أنا أومن أيضا بنظرية المؤامرة في سعي الشركات الكبرى لتحويل المجمتمعات الي مستهلكين لهذا النوع من المنشطات ومن ثم مستهلكين أيضا لأجسادهم ومافيها

    وخلينا نشوف قوقل ونرجع بما نجد فيه ان كان هناك بعض الأبحاث التي تفيد في مناقشة الموضوع
    تحياتي

    عبد الله جعفر

                  

06-14-2020, 05:52 PM

Abdalla Gaafar

تاريخ التسجيل: 02-10-2003
مجموع المشاركات: 2152

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: جسم الرجل في مصر في عصر andquot;الفياجراandquot; (Re: Abdalla Gaafar)


    الفياغرا ومشتقاتها: العرب على "سرير" ساخن
    المصدر: https://www.dw.com/arhttps://www.dw.com/ar
    لم يخطر للكثيرين أن عقار فياغرا، الذى طرحته شركة "فايزر" العالمية للأدوية عام 1991 لعلاج احتقان الأوردة الدموية في الصدر، سوف يفشل في مهمته الأساسية وينجح فى إكسابهم قدرة إضافية لممارسة العملية الجنسية وزيادة الانتصاب. فبعد تجارب سريرية أجرتها "فايزر" حتى عام 1998، ذاع صيت هذا العقار وانتشر كعصا سحرية أعادت الأمل إلى ملايين الرجال الذين يعانون من الضعف الجنسي، وأعانتهم على استمرار حياتهم الزوجية.
    لكن العقار، وبعد أكثر من عقدين، تحول من مجرد علاج يؤخذ عند الحاجة وتحت إشراف طبي، إلى عقار سهل المنال يستخدمه كثيرون من دون رقابة غير مبالين بآثار جانبية وأضرار قد تلحق بهم جراء الاستخدام العشوائي، والتى قد تصل إلى الوفاة.
    بين السماح والمنع
    تسمح الكثير من الدول العربية بالترخيص لشركات الأدوية بإنتاج وتوزيع العقاقير المنشطة جنسياً، ومنها مصر ولبنان واليمن، لكن البعض الآخر، مثل تونس، يعتبر تلك العقاقير "محرمة" ولا يسمح بتداولها، مما يدفع المواطنين للجوء إلى العقاقير المهربة وغير المضمونة.
    وتمنع تونس منذ عشرات السنين تصنيع أو استيراد المنشطات الجنسية أو ترويجها، سواء الفياغرا أو غيرها من الأدوية
    الأخرى، وهو ما يثير استغراب الكثيرين إذ أن مثل هذه الأدوية تُصنع وتُروج في أغلب البلدان المتطورة. وعللت جهات مسؤولة بعد الثورة أن قرار حظر بيع الفياغرا بشكل قانوني في الأسواق التونسية اتخذه بشكل مباشر الرئيس المخلوع زين العابدين بن علي رغم ترخيصه في العالم من إدارة الغذاء والأدوية الأمريكية منذ 11 عاما.
    وطيلة السنوات الماضية كانت السلطات التونسية تبرر هذا المنع بـ"الأسباب الصحية"، في ظل ما يقال عن تأثير المنشطات السيء على سلامة القلب والشرايين .
    ويقول آخرون إن الأسباب هي "أخلاقية" بحتة، على خلفية الخوف من استعمالها من دون أي موجبات أو دوافع مرضية (خلل أو ضعف جنسي)، وهو ما قد يحفزهم على ممارسة الجنس خارج إطار الزواج ويزيد من انتشار جرائم الاغتصاب والزنا.
    لكن هذه المبررات لم تكن واقعية في نظر البعض كالسيد عبد المجيد الذي يعتبر العقار دواء شافيا شأنه شأن سائر المقويات الأخرى التي تباع في الصيدليات التونسية.
    ويتواصل في مناطق تونسية عدة ترويج المنشطات الجنسية بشكل عشوائي في السوق السوداء بعد تهريبها من الخارج. بينما يدعو أطباء مختصون في أمراض الخلل الجنسي الحكومة إلى السماح بتداولها بعد أن أصبحوا يجدون صعوبات كبرى في علاج مرضاهم من دون الاستجابة لنداءاتهم، إذ يرى الدكتور توفيق بن حمودة أن حالات الضعف الجنسي لدى الرجال وخاصة حالة عدم القدرة على الانتصاب يستحيل علاجها في غياب منشطات جنسية تجدد الخلايا العصبية المسؤولة عن العملية الجنسية وتحييها وتنشطها. ويرجع تزايد حالات الانتحار لدى الرجال وتنامي نسب الطلاق وجرائم القتل في تونس إلى الحالة النفسية اليائسة لمفتقدي هذه الادوية المنشطة الممنوع تداولها ببلادهم.
    ويتداول بعض وسائل الإعلام هذه الأيام إمكانية إعادة تسويق الفياغرا رسميا في تونس بعد سنوات من الحظر ومع بلوغ نسبة العجز الجنسي لدى الرجال إلى 40 بالمائة، وبالحديث مع الملحق الاعلامي بوزارة الصحة التونسية وبمصالح الصيدلية المركزية نفا الطرفان أي نية لإعادة تسويق الفياغرا في تونس في الوقت الحالي على الأقل.
    وصحيح أن وزارة الصحة فى مصر تسمح ببيع المنشطات الجنسية في الصيدليات، إلا أن هذا لم يمنع استخدامها عشوائيا ولجوء البعض إلى أدوية مقلدة بسبب رخص ثمنها، رغم ما ينطوى عليه ذلك من آثار سلبية. لذا قررت الوزارة منتصف شهر أبريل/ نيسان الماضي خفض سعر عقار فياغرا بنسبة 60%، ليصل سعر القرص إلى 10 جنيهات (1.6 دولار) بدلا من 27 جنيهًا حاليًا (4.3 دولار).
    جاء القرار كخطوة تعاونية بين شركة فايزر المنتجة ووزارة الصحة لمكافحة الأدوية المغشوشة والمقلدة والمجهولة المنشأ، ونظرًا للوضع الاقتصادي للمواطن المصري في ظل الظروف الراهنة، ولتقليل إقبال البعض على عقاقير الترامادول المخدرة الذين يعتقدون أنه يزيد من القدرة الجنسية، فى حين نفى أطباء مصريون علاقتها بذلك.

    وعلى غرار مصر، لا يمانع لبنان من تداول المنشطات الجنسية، وهو ما أدى إلى تزايد الاقبال عليها، من مختلف الأعمار.
    شهادات حية
    وكشف الصيدلي اللبناني محمد بيضون أن "نسبة بيع المنشطات الجنسية تتراوح بين 40 و 70 في المئة شهريا، أي نبيع هذه المنشطات تقريبا كل يوم. والأصناف الأكثر مبيعا هي: فياغرا وسيالس وليفترا"، لافتا إلى أن "المرضى يطلبون الدواء من دون وصفة طبية بناء على نصيحة الجيران أو الأصدقاء. ونحن كصيادلة نسألهم عما إذا كانوا يشكون من أمراض الضغط أو السكري فلا نبيعهم. أما إذا كانوا لا يعانون من مشاكل صحية فنعطيهم الدواء وننصحهم باتباع التعليمات، ولكن يبقى ذلك على مسؤوليتهم الخاصة".
    وقال صيدلي رفض ذكر اسمه، إنهم يبيعون نحو 30 إلى 50 حبة من كل نوع من المنشطات وقد تصل إلى مئة حبة في الشهر من النوع الواحد"، مشيرا إلى أنه يوجد 20 إلى 30 نوعا ".
    ويقول علي وهو في العقد الرابع من عمره إنه يعاني عجزا جنسيا سبّب له اضطرابات نفسية عديدة أبرزها الاحباط وال################ والكآبة وفقدان الثقة بطاقته الجنسية، ما أدى إلى تشويه اعتباره الذاتي وإلى مشاكل زوجية ومهنية واجتماعية أثرت على حياته. ويبرّر لجوءه إلى المنشطات الجنسية بالسعي إلى إرضاء ذاته أولا ثم الشريك، غير آبه بالانعكاسات الصحية الجانبية. ويؤكد أن هذه المنشطات لم تؤذه يوما.
    أما جوزيف ابن السادسة والستين فيشرح كيف أنه كان يعاني من داء السكري وتصلّب الشرايين، إلا أنه يتناول المنشطات الجنسية على الرغم من أنها تسبب له أحيانا ألما كبيرا وارتفاعا في ضغط الدم.
    ويؤكد أن هذه المنشطات تعيد له الثقة بنفسه وهو يختار منها الأنواع التي يصفها له أصدقاؤه ولا يتردد في تغيير النوع إن كانت نتائجه مرضية أكثر.
    وأسوة بحبوب الصداع، يقبل الناس فى مصر على شراء المنشطات على أنواعها من الصيدليات من دون وصفات طبية،. فقد أدى تصريح وزارة الصحة للصيدليات بتداولها إلى تزايد الإقبال عليها، حتى عند فئة الشباب، وفق الصيدلي حمدي خليل.
    أما الصيدلي أحمد حمدان فيقول "يوميا يأتي إلي الكثير من الناس يطلبون تلك العقاقير على أنواعها، سواء فياغرا أو سنافى أو سيالس، ومعظمهم من الشباب فوق سن الخامسة والعشرين، من دون أي خجل". ويؤكد أن هذه العقاقير ليست على جدول المخدرات، لذا يتم تداولها كثيرا، ومن دون رقابة. ويضيف: "يأتيني أشخاص فوق سن الأربعين، وبعضهم يطلب منى أن أرشح له نوعا بعينه، ولكن قليلا منهم من يخبرني مثلا أنه يعانى من مرض السكر أو الضغط، أو القلب، وهنا يأتى دورى لأبين له آثارها الجانبية".
    وفى تونس يُقبل كثيرون، خصوصا الشبان، على استهلاك المنشطات رغم عدم إصابتهم بأي خلل جنسي وأحياناً من دون التقيد بالتعليمات التي عادة ما يُسديها الأطباء، ومنها مثلا ضرورة وجود فاصل زمني مُعين (حسب حالة المريض) بين تناول حبة التنشيط وممارسة العملية الجنسية حسب الجمعية التونسية للبحوث الجنسية والخلل الجنسي.
    ورغم أن أغلب الحبوب تحمل اسم ماركة عالمية معروفة، إلا أن شكوكا كثيرة تحوم حول مَصدرها الحقيقي وصلاحيتها وسلامتها الصحية وأيضا حول البلد الذي تم تهريبه منها إلى تونس.
    وقال شهود عيان إن بعض الأشخاص يروجون هذه الحبوب في أحياء شعبية وراقية مقابل 4 دولارات للحبة الواحدة.
    الوضع لا يختلف كثيرا في اليمن، حيث تعتبر غالبية الناس أن الصيدلية ما هي إلا سوبر ماركت أو بقاله يمكن أن تشتري منها ما تريد ومن دون وصفة طبية. هذا المفهوم حول المنشطات الجنسية إلى بضاعة تباع وفقا للطلب، إذ يقول الصيدلي عمر العودي إن المنشطات الجنسية لاقت رواجا في اليمن وإن 99% من المنشطات تعطى في اليمن دون وصفات طبية. ويضيف: "يقبل عليها الرجال، خصوصا من متوسطي الأعمار، وأكثر أيام الاستهلاك يوم الخميس حيث يطلبها الزبائن باستحياء، ونحن نزودهم بها لأنه لا يوجد ما يحرم أو يمنع ذلك" .
    استخدام عشوائي ونهاية مأساوية
    يؤدي الاستخدام العشوائى للمنشطات الجنسية إلى مخاطر عدة، قد تصل إلى الوفاة. إذ يؤكد الدكتور عبدالرحيم أحمد عبدالرحيم، استشارى القلب والأوعية الدموية فى القاهرة، أنها قد تسبب مشاكل صحية للأشخاص الذين يعانون ارتفاعا في ضغط الدم. ويلفت إلى أن لدى بعض الأشخاص حساسية من الدواء، ومن الممكن أن تتسبب المادة الفعالة فى عقاقير فياغرا بمشاكل صحية لهم. أما مرضى القلب فيجب أن يمتنعوا تماما عن تناولها، خصوصا الذين يتناولون عقار "نيتروغلسرين".
    ويقول الدكتور محمد نصر، استشارى جراحة القلب في معهد القلب القومى المصري، إن عقار فياغرا علاجي بالأساس، فهو يستخدم عادة لعلاج مرضى القلب بهدف توسيع الشرايين الرفيعة فى الرئتين، ولتحسين ضغط الشريان الرئوى، لكن غالبية الناس يقبلون عليه لتحسين الأداء الجنسي.
    ويقول نصر، لا توجد أضرار تذكر لتعاطي الفياغرا لدى الأشخاص الذين لا يعانون من الأمراض المزمنة، لكن الإفراط فى تناول تلك العقاقير قد يأتي بآثار عكسية
    ويتفق معه الدكتور حسام الخبيرى، أستاذ جراحة القلب في معهد القومي للقلب بمصر، مؤكدا أن عقار فياغرا آمن للذين لا يعانون من أمراض مزمنة. وتحدث عن الآثار المحتملة لتعاطيه، مثل احتقان الأنف وصعوبة التنفس والصداع وآلام الرأس. لكن الخبيري يحذر الذين يعانون من قصور فى الشريان التاجي أو يعانون من آلام الذبحة الصدرية، من تعاطى الفياغرا والمنشطات الجنسية عموماً، لأنها قد تتسبب فى مشاكل صحية خطيرة، لأن هؤلاء المرضى يعالجون بأدوية تحتوى على مركبات "النيترات Nitrate " العضوية مثل "أنغسيد Angised ، أيزورديل Isordil ، دينيترا Dinitra ، أيزوماك Isomack، "، وخلافه، وهذا يتعارض مع عقار الفياغرا والمنشطات الجنسية الأخرى، ويتسبب في آثار كيمائية قد تؤدي إلى الوفاة.
    و أكد الصيدلي اللبناني محمد بيضون "أن الفياغرا يزيد مثلا دقات القلب بشكل كبير، ومن الممكن أن يؤدي إلى غثيان وألم شديد في الرأس، وهناك من لا تناسبهم أنواع محددة من هذه المنشطات. أما الجرعة فتختلف حسب العمر، إذ يكفي مقدار نصف حبة لمن هم بعمر 30 إلى 35 سنة، وحبة واحدة لمن هم بين 50 إلى 60 سنة".
    وقال بيضون إن "أحدهم بعمر الثلاثين تناول حبة فياغرا كاملة، ما سبّب له التقيؤ وألما في الرأس، فأوقف المنشط وتناول دواء للصداع".
    وبدوره يقول الدكتور محمد بلبل، الاختصاصي في أمراض المسالك البولية فى بيروت، إن المنشطات الجنسية غيّرت منذ ظهور فياغرا عام 1998 وجهة التاريخ، "حيث كانت أول دواء علمي عرف بتحسين وحدة الانتصاب وحلّ تلك المشكلة العضوية الهرمونية النفسية"، متحدثا عن "منشطات PDE5 التي يتعدى استعمالها كل الأعمار من الكبار إلى متوسطي العمر فالشباب الذين يتوخون منها غرض التجربة، فيتم شراء هذه المنشطات من دون أي وصفة طبية".
    وشدد بلبل على "أهمية أن تستخدم المنشطات الدواء فقط وفق وصفة طبية وبطريقة معينة وتحت إشراف طبي، خصوصا في ظل وجود مشاكل الضغط أو القلب، التي قد تؤثر على المريض. فهناك من يستخدمها بناء على وصفة طبية وهناك من يتبع نصيحة الجيران أو الأصدقاء ويشتريها انطلاقا من تجاربهم، علما أنها لا يجب أن تستخدم إلا في حالات معينة بعد دراسة وضع المريض".
    من جانبه يقول الصيدلي اليمني عمر العودي في صنعاء إن "أحد الرجال البالغ من العمر 65 عاما والمتزوج حديثا بامرأة تصغره بثلاثين عاما، اضطر إلى تناول هذه المنشطات، ولأنه يعاني من مرض القلب وارتفاع ضغط الدم ومن دون وعي بالعواقب، تناول جرعة ليلة عرسه تسببت فى وفاته" .
    هذه إحدى القصص التي تعكس كارثة تعاطي المنشطات الجنسية التي يقبل عليها اليمنيون، حتى باتت تحتل المرتبة الأولى في التصنيع الدوائي في اليمن وفقا لبيانات وزارة الصناعة والتجارة اليمنية .
    ولأن تناول القات يخلف شعورا وهميا بالنشوة الجنسية، يكتشف المتعاطي حالة من الوهم والفتور الجنسي، وغالبا ما يؤدي ذلك إلى سرعة قذف يعقبه شعور بالفشل الجنسي، ما يجعل متعاطي القات يتجه نحو تناول المنشطات الجنسية على مختلف أنواعها وفقا للدراسة التي أجرها عام 2010 استشاري أمراض المخ والأعصاب في جامعة العلوم والتكنولوجيا الدكتور حسني الجوشعي.
    أنور الزبيدي يحكي قصته قائلا: "لا أقبل على المنشطات الجنسية كثيرا لأنني اكتشفت أنها تؤثر على صحتى، لذا قللت استخدامها إلى أبعد الحدود، واتجهت نحو استخدام بعض الوصفات الطبيعية كالعسل والمكسرات ".
    وبغض النظر عن فعالية الوصفات الطبيعية، يبقى القاسم المشترك بين كثير من شعوب الدول العربية هو الاستخدام العشوائي للمنشطات الجنسية، والتي قد يعقبها كوارث صحية لا تحمد عقباها
    عمر الحياني، جيهان الذايع، محمد السيد علي، سارة مطر
                  

06-15-2020, 04:22 PM

osama elkhawad
<aosama elkhawad
تاريخ التسجيل: 12-31-2002
مجموع المشاركات: 20545

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: جسم الرجل في مصر في عصر andquot;الفياجراandquot; (Re: Abdalla Gaafar)

    شكرا شاعرنا الكبير عبدالله على إثراء البوست.

    أدناه حلقة مهمة عن "ماهية الحب" من الناحية الكيميائية، وأثر الجنس على الحب.

    وتختتم الحلقة المهمة بسؤال عن إمكانية توفير "حبّة" تجعل الحب يزهر..


                  

06-17-2020, 02:10 AM

osama elkhawad
<aosama elkhawad
تاريخ التسجيل: 12-31-2002
مجموع المشاركات: 20545

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: جسم الرجل في مصر في عصر andquot;الفياجراandquot; (Re: osama elkhawad)

    ضبط ورش في "المنوفية" لتصنيع "المنشِّطات الجنسية"، من اعضاء "الحمير":

                  

06-17-2020, 02:38 AM

osama elkhawad
<aosama elkhawad
تاريخ التسجيل: 12-31-2002
مجموع المشاركات: 20545

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: جسم الرجل في مصر في عصر andquot;الفياجراandquot; (Re: osama elkhawad)




                  

06-17-2020, 06:53 AM

osama elkhawad
<aosama elkhawad
تاريخ التسجيل: 12-31-2002
مجموع المشاركات: 20545

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: جسم الرجل في مصر في عصر andquot;الفياجراandquot; (Re: osama elkhawad)

                  

06-18-2020, 06:58 PM

osama elkhawad
<aosama elkhawad
تاريخ التسجيل: 12-31-2002
مجموع المشاركات: 20545

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: جسم الرجل في مصر في عصر andquot;الفياجراandquot; (Re: osama elkhawad)




                  

06-18-2020, 07:54 PM

نادر الفضلى
<aنادر الفضلى
تاريخ التسجيل: 09-19-2006
مجموع المشاركات: 7022

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: جسم الرجل في مصر في عصر andquot;الفياجراandquot; (Re: osama elkhawad)

    سلام أستاذ الخواض

    البوست مهم والسرد شيق للباحث المصرى ببلغة تغلب عليها العامية.

    أذكر صديق لى طبيب رحمه الله كان فى الونسة مازحاً بيقول الفياجرا أثارها
    الجانبية مفيدة لأنها تقوم بتوسيع شرايين القلب وبالتالى منع الجلطة الدموية به.
    حسب فيديو الطبيب أعلاه، طلعت الفياجرا ذاتها أثار جانبية للعقاقير القلب!

    كمان طلع لينا (عمرة) بالصدمات الموجية .. دا العلم واسع!

    المصريين يبدو بطلوا الفطور بفحل بصل مع الجبنة الرومى، والقزقزة بالخص
    وأكل الملوخية بالأرانب، والكوارع، ولحمة الراس، والجمبرى
    دى أكلات رفعت معددل النمو السكانى عندهم .. وبيحسنوا المزاج للعنلية
    بالحشيش .. بدل ما يفتشوا لفرملة التكاثر، مشوا لظبط المزاج واتحفيز بالكيماويات
    وأصبحت الفياجرا وباقى المنشطات ثقافة .. أدهشتنى دعاياتها .. الغريبة
    تجد فيديوهات لمصريين ينتقدون أى شى خاصة ما له عللاقة بالتلفزيون
    بحجة يصل الأسر. بس ما صادفنى من ينتقد دعايات المنشطات الإيماءت اللفظية
    فيها خادشة للحياء .. والوالدين بفسروها كيف لأطفالهم وأكيد حيستفسروا.
    غايتو قناوت التلفزيون إلا تتعلل بأنها بتبثها بالليل المتأخر فقط، والأسر ذنبها
    على جنبها لو أ,لادها بيتسمح لهم بالسهر والفرجة الليلية (بعد العشا ما فى إختشا)
                  


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de