هاويل وتاويل وناسك ومنسك

كتب الكاتب الفاتح جبرا المتوفرة بمعرض الدوحة
مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 05-12-2024, 04:53 AM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مدخل أرشيف للعام 2020-2023م
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى شكل سلسلة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
05-04-2020, 11:50 AM

عبداللطيف حسن علي
<aعبداللطيف حسن علي
تاريخ التسجيل: 04-21-2008
مجموع المشاركات: 5454

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
هاويل وتاويل وناسك ومنسك

    11:50 AM May, 04 2020

    سودانيز اون لاين
    عبداللطيف حسن علي-
    مكتبتى
    رابط مختصر



    فقدت جهاز كمبيوتري نهائيا وهو سبب الغياب
    مع صعوبة اقتناء جهاز اخر في الظروف الحالية

    ........
    اثناء بحثي عن العلاقة المزعومة بين كوفيد

    واسطورة ياجوج وماجوج وجدت احد الماثورات

    المحيرة ...ساحاول نسخها كاملة هنا للمداولة

    الجماعية..فكل الفكر الانساني عبارة عن تداولية

    اجتماعية مستمرة ولكني ااخذ في الاعتبار قسط

    من الميتافيزيك يتناقض شيئا ما مع التداولية الاجتماعية

    ويبدو -احيانا- كانه سابق عليها...

    في الماثورة القادمة لم تتضح لي-علي الاقل- ماهية

    مصطلحات هاويل وتاويل وناسك ومنسك والهدف النهائي

    لصياغة الاسطورة
    ....
    مازلت اكتب من شاشة تلفون وهو امر متعب وغير مشجع

    للخوض في النقاشات الطويلة

    المهم...






                  

05-04-2020, 12:44 PM

عبداللطيف حسن علي
<aعبداللطيف حسن علي
تاريخ التسجيل: 04-21-2008
مجموع المشاركات: 5454

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: هاويل وتاويل وناسك ومنسك (Re: عبداللطيف حسن علي)

    Printable Version واجهة الطباعةMain Version الواجهة الرئيسية

    سورة Sura   الكهف   Al-Kahf 

     

     

    التفسير Tafsir (explication) الطبري - Al-Tabari 

         

    قَالُوا يَا ذَا الْقَرْنَيْنِ إِنَّ يَأْجُوجَ وَمَأْجُوجَ مُفْسِدُونَ فِي الْأَرْضِ فَهَلْ نَجْعَلُ لَكَ خَرْجًا عَلَىٰ أَن تَجْعَلَ بَيْنَنَا وَبَيْنَهُمْ سَدًّا (94)

    القول في تأويل قوله ( إِنَّ يَأْجُوجَ وَمَأْجُوجَ مُفْسِدُونَ فِي الأرْضِ ) اختلفت القرّاء في قراءة قوله ( إِنَّ يَأْجُوجَ وَمَأْجُوجَ ) فقرأت القرّاء من أهل الحجاز والعراق وغيرهم ( إنَّ ياجُوجَ وماجُوجَ ) بغير همز على فاعول من يججت ومججت، وجعلوا الألفين فيهما زائدتين ، غير عاصم بن أبي النجود والأعرج، فإنه ذكر أنهما قرآ ذلك بالهمز فيهما جميعا، وجعلا الهمز فيهما من أصل الكلام، وكأنهما جعلا يأجوج: يفعول من أججت، ومأجوج: مفعول.
    والقراءة التي هي القراءة الصحيحة عندنا، أن (ياجُوحَ وماجُوجَ) بألف بغير همز لإجماع الحجة من القرّاء عليه، وأنه الكلام المعروف على ألسن العرب ؛ ومنه قول رؤبة بن العجاج.
    لــو أنَّ يــاجُوجَ ومـاجُوجَ مَعـا
    وعــادَ عــادُوا واسْتَجاشُـوا تُبَّعـا (2)
    وهم أمتان من وراء السدّ.
    وقوله: ( مُفْسِدُونَ فِي الأرْضِ ) اختلف أهل التأويل في معنى الإفساد الذي وصف الله به هاتين الأمتين، فقال بعضهم: كانوا يأكلون الناس.
    * ذكر من قال ذلك:
    حدثنا أحمد بن الوليد الرملي، قال: ثنا إبراهيم بن أيوب الخوزاني، قال: ثنا الوليد بن مسلم، قال: سمعت سعيد بن عبد العزيز يقول في قوله ( إِنَّ يَأْجُوجَ وَمَأْجُوجَ مُفْسِدُونَ فِي الأرْضِ ) قال : كانوا يأكلون الناس.
    وقال آخرون: بل معنى ذلك: أن يأجوج ومأجوح سيفسدون في الأرض، لا أنهم كانوا يومئذ يفسدون.
    * ذكر من قال ذلك، وذكر صفة اتباع ذي القرنين الأسباب التي ذكرها الله في هذه الآية، وذكر سبب بنائه للردم: حدثنا ابن حميد، قال: ثنا سلمة، قال: ثنا محمد بن اسحاق، قال: ثني بعض من يسوق أحاديث الأعاجم من أهل الكتاب، ممن قد أسلم، مما توارثوا من علم ذي القرنين، أن ذا القرنين كان رجلا من أهل مصر اسمه مرزبا بن مردبة اليوناني، من ولد يونن بن يافث بن نوح.
    حدثنا ابن حميد، قال: ثنا سلمة، قال: ثني محمد بن إسحاق، عن ثور بن يزيد، عن خالد بن معدان الكلاعي، وكان خالد رجلا قد أدرك الناس " أن رسول الله صلى الله عليه وسلم سئل عن ذى القرنين فقال مَلِكٌ مَسَحَ الأرْضَ مِنْ تَحْتِها بالأسْبابِ" قال خالد: وسمع عمر بن الخطاب رجلا يقول: يا ذا القرنين، فقال: اللهمّ غفرا، أما رضيتم أن تسموا بأسماء الأنبياء، حتى تسموا بأسماء الملائكة؟ فإن كان رسول الله قال ذلك، فالحق ما قال، والباطل ما خالفه.
    حدثنا ابن حميد، قال: ثنا سلمة، قال: ثني محمد بن إسحاق، قال: فحدثني من لا أتهم عن وهب بن منبه اليماني، وكان له علم بالأحاديث الأول ، أنه كان يقول: ذو القرنين رجل من الروم، ابن عجوز من عجائزهم، ليس لها ولد غيره، وكان اسمه الإسكندر. وإنما سمي ذا القرنين أن صفحتي رأسه كانتا من نحاس ؛ فلما بلغ وكان عبدا صالحا، قال الله عزّ وجل له: يا ذا القرنين إني باعثك إلى أمم الأرض، وهي أمم مختلفة ألسنتهم، وهم جميع أهل الأرض ، ومنهم أمتان بينهما طول الأرض كله ؛ ومنهم أمتان بينهما عرض الأرض كله، وأم في وسط الأرض منهم الجن والإنس ويأجوج ومأجوج. فأما الأمتان اللتان بينهما طول الأرض: فأمة عند مغرب الشمس، يقال لها: ناسك. وأما الأخرى: فعند مطلعها يقال لها: منسك. وأما اللتان بينهما عرض الأرض، فأمة في قطر الأرض الأيمن، يقال لها: هاويل. وأما الأخرى التي في قطر الأرض الأيسر ، فأمة يقال لها: تاويل ؛ فلما قال الله له ذلك، قال له ذو القرنين: إلهي إنك قد ندبتني لأمر عظيم لا يَقدر قدره إلا أنت، فأخبرني عن هذه الأمم التي بعثني إليها، بأيّ قوة أكابدهم، وبأيّ جمع أكاثرهم، وبأيّ حيلة أكايدهم، وبأيّ صبر أقاسيهم، وبأيّ لسان أناطقهم، وكيف لي بأن أفقه لغاتهم، وبأىّ سمْع أعي قولهم، وبأيّ بصر أنفذهم، وبأيّ حجة أخاصمهم، وبأيّ قلب أعقل عنهم، وبأيّ حكمة أدبر أمرهم، وبأيّ قسط أعدل بينهم، وبأيّ حلم أصابرهم، وبأيّ معرفة أفصل بينهم، وبأيّ علم أتقن أمورهم، وبأيّ يد أسطو عليهم، وبأيّ رجل أطؤهم، وبأيّ طاقة أخصمهم، وبأيّ جند أقاتلهم، وبأيّ رفق أستألفهم، فإنه ليس عندي يا إلهي شيء مما ذكرت يقوم لهم، ولا يقوى عليهم ولا يطيقهم. وأنت الربّ الرحيم. الذي لا يكلِّف نفسا إلا وسعها، ولا يحملها إلا طاقتها، ولا يعنتها ولا يفدحها، بل أنت ترأفها (3) وترحمها.
    قال الله عزّ وجلّ: إني سأطوّقك ما حمَّلتك، أشرح لك صدرك، فيسع كلّ شيء وأشرح لك فهمك فتفقه كلّ شيء، وأبسط لك لسانك، فتنطق بكلّ شيء، وأفتح لك سمعك فتعي كلّ شيء، وأمدّ لك بصرك، فتنفذ كلّ شيء، وأدبر أمرك فتتقن كلّ شيء، وأحصي لك فلا يفوتك شيء، وأحفظ عليك فلا يعزب عنك شيء، وأشدّ لك ظهرك، فلا يهدّك شيء، وأشدّ لك ركنك فلا يغلبك شيء، وأشدّ لك قلبك فلا يروعك شيء، وأسخر لك النور والظلمة، فأجعلهما جندا من جنودك، يهديك النور أمامك، وتحوطك الظلمة من ورائك، وأشدّ لك عقلك فلا يهولك شيء، وأبسط لك من بين يديك، فتسطو فوق كلّ شيء، وأشدّ لك وطأتك، فتهدّ كل شيء، وألبسك الهيبة فلا يرومك شيء.
    ولما قيل له ذلك، انطلق يؤم الأمة التي عند مغرب الشمس، فلما بلغهم، وجد جمعا وعددا لا يحصيه إلا الله، وقوة وبأسا لا يطيقه إلا الله، وألسنة مختلفة وأهواء متشتتة، وقلوبا متفرّقة ، فلما رأى ذلك كاثرهم بالظلمة، فضرب حولهم ثلاثة عساكر منها، فأحاطتهم من كلّ مكان، وحاشتهم حتى جمعتهم في مكان واحد، ثم أخذ عليهم بالنور، فدعاهم إلى الله وإلى عبادته، فمنهم من آمن له، ومنهم من صدّ، فعمد إلى الذين تولوا عنه. فأدخل عليهم الظلمة .فدخلت في أفواههم وأنوفهم وآذانهم وأجوافهم، ودخلت في بيوتهم ودورهم، وغشيتهم من فوقهم، ومن تحتهم ومن كلّ جانب منهم، فماجوا فيها وتحيروا ، فلما أشفقوا أن يهلكوا فيها عجوا إليه بصوت واحد، فكشفها عنهم وأخذهم عنوة، فدخلوا في دعوته، فجنَّد من أهل المغرب أمما عظيمة، فجعلهم جندا واحدا، ثم انطلق بهم يقودهم، والظلمة تسوقهم من خلفهم وتحرسهم من حولهم، والنور أمامهم يقودهم ويدلهم، وهو يسير في ناحية الأرض اليمنى، وهو يريد الأمة التي في قطر الأرض الأيمن التي يقال لها هاويل. وسخر الله له يده وقلبه ورأيه وعقله ونظره وائتماره، فلا يخطئ إذا ائتمر، وإذا عمل عملا أتقنه. فانطلق يقود تلك الأمم وهي تتبعه، فإذا انتهى إلى بحر أو مخاضة بنى سفنا من ألواح صغار أمثال النعال، فنظمها في ساعة، ثم جعل فيها جميع من معه من تلك الأمم وتلك الجنود، فإذا قطع الأنهار والبحار فتقها، ثم دفع إلى كلّ إنسان لوحا فلا يكرثه حمله، فلم يزل كذلك دأبه حتى انتهى إلى هاويل، فعمل فيها كعمله في ناسك. فلما فرغ منها مضى على وجهه في ناحية الأرض اليمنى حتى انتهى إلى منسك عند مطلع الشمس، فعمل فيها وجند منها جنودا، كفعله في الأمتين اللتين قبلها، ثم كر مقبلا في ناحية الأرض اليسرى، وهو يريد تاويل وهي الأمة التي بحيال هاويل، وهما متقابلتان بينهما عرض الأرض كله ؛ فلما بلغها عمل فيها، وجند منها كفعله فيما قبلها ، فلما فرغ منها عطف منها إلى الأمم التي وسط الأرض من الجن وسائر الناس، ويأجوج ومأجوج ، فلما كان في بعض الطريق مما يلي منقطع الترك نحو المشرق، قالت له أمة من الإنس صالحة: يا ذا القرنين، إن بين هذين الجبلين خلقا من خلق الله، وكثير منهم مشابه للإنس (4) ، وهم أشباه البهائم، يأكلون العشب، ويفترسون الدوابّ والوحوش كما تفترسها السباع، ويأكلون خشاش الأرض كلها من الحيات والعقارب، وكلّ ذي روح مما خلق الله في الأرض، وليس لله خلق ينمو نماءهم في العام الواحد، ولا يزداد كزيادتهم، ولا يكثر ككثرتهم، فإن كانت لهم مدّة على ما نرى من نمائهم وزيادتهم، فلا شكّ أنهم سيملئون الأرض، ويجلون أهلها عنها ويظهرون عليها فيفسدون فيها، وليست تمرّ بنا سنة منذ جاورناهم إلا ونحن نتوقعهم، وننتظر أن يطلع علينا أوائلهم من بين هذين الجبلين فَهَلْ نَجْعَلُ لَكَ خَرْجًا عَلَى أَنْ تَجْعَلَ بَيْنَنَا وَبَيْنَهُمْ سَدًّا * قَالَ مَا مَكَّنِّي فِيهِ رَبِّي خَيْرٌ فَأَعِينُونِي بِقُوَّةٍ أَجْعَلْ بَيْنَكُمْ وَبَيْنَهُمْ رَدْمًا أعدوا إليّ الصخور والحديد والنحاس حتى أرتاد بلادهم، وأعلم علمهم، وأقيس ما بين جبليهم.
    ثم انطلق يؤمهم حتى دفع إليهم وتوسط بلادهم، فوجدهم على مقدار واحد، ذكرهم وأنثاهم، مبلغ طول الواحد منهم مثل نصف الرجل المربوع منا، لهم مخالب في موضع الأظفار من أيدينا، وأضراس وأنياب كأضراس السباع وأنيابها. وأحناك كأحناك الإبل ، قوّة تسمع لها حركة إذا أكلوا كحركة الجرّة من الإبل، أو كقضم الفحل المسنّ، أو الفرس القويّ، وهم هلب، عليهم من الشعر في أجسادهم ما يواريهم، وما يتقون به الحرّ والبرد إذا أصابهم ، ولكل واحد منهم أذنان عظيمتان: إحداهما وبرة ظهرها وبطنها، والأخرى زغبة ظهرها وبطنها، تَسعانه إذا لبسهما، يلتحف إحداهما، ويفترش الأخرى، ويصيف في إحداهما، ويشتي في الأخرى، وليس منهم ذكر ولا أنثى إلا وقد عرف أجله الذى يموت فيه، ومنقطع عمره، وذلك أنه لا يموت ميت من ذكورهم حتى يخرج من صلبه ألف ولد، ولا تموت الأنثى حتى يخرج من رحمها ألف ولد، فإذا كان ذلك أيقن بالموت، وهم يرزقون التنين أيام الربيع، ويستمطرونه إذا تحينوه كما نستمطر الغيث لحينه، فيقذفون منه كلّ سنة بواحد، فيأكلونه عامهم كله إلى مثله من العام القابل، فيغنيهم على كثرتهم ونمائهم، فإذا أمطروا وأخصبوا وعاشوا وسمنوا، ورؤي أثره عليهم، فدرّت عليهم الإناث، وشَبِقت منهم الرجال الذكور، وإذا أخطأهم هَزَلوا وأجدبوا، وجفرت الذكور، وحالت الإناث، وتبين أثر ذلك عليهم، وهم يتداعَون تداعي الحَمام، ويعوُون عُواء الكلاب، ويتسافدون حيث التقَوا تسافد البهائم.
    فلما عاين ذلك منهم ذو القرنين انصرف إلى ما بين الصَّدَفين، فقاس ما بينهما وهو في منقطع أرض الترك مما يلي مشرق الشمس، فوجد بُعد ما بينهما مئة فرسخ ؛ فلما أنشأ في عمله، حفر له أساسا حتى بلغ الماء، ثم جعل عرضه خمسين فرسخا، وجعل حشوه الصخور، وطينه النحاس، يذاب ثم يُصبّ عليه، فصار كأنه عِرْق من جبل تحت الأرض، ثم علاه وشَرّفه بزُبَر الحديد والنحاس المذاب، وجعل خلاله عِرْقا من نحاس أصفر، فصار كأنه بُرد محبر من صفرة النحاس وحمرته وسواد الحديد ، فلما فرغ منه وأحكمه ، انطلق عامدا إلى جماعة الإنس والجن ، فبينا هو يسير، دفع إلى أمة صالحة يهدون بالحقّ وبه يعدلون، فوجد أمة مقسطة مقتصدة، يقسمون بالسوية، ويحكمون بالعدل، ويتآسون ويتراحمون، حالهم واحدة، وكلمتهم واحدة، وأخلاقهم مشتبهة، وطريقتهم مستقيمة ، وقلوبهم متألفة، وسيرتهم حسنة، وقبورهم بأبواب بيوتهم، وليس على بيوتهم أبواب، وليس عليهم أمراء، وليس بينهم قضاة، وليس بينهم أغنياء، ولا ملوك، ولا أشراف، ولا يتفاوتون، ولا يتفاضلون، ولا يختلفون، ولا يتنازعون، ولا يستبُّون، ولا يقتتلون ، ولا يَقْحَطون، ولا يحردون، ولا تصيبهم الآفات التي تصيب الناس، وهم أطول الناس أعمارا وليس فيهم مسكين، ولا فقير، ولا فظّ، ولا غليظ ، فلما رأى ذلك ذو القرنين من أمرهم، عجب منه! وقال: أخبروني، أيها القوم خبركم، فإني قد أحصيت الأرض كلها برّها وبحرها، وشرقها وغربها، ونورها وظلمتها، فلم أجد مثلكم، فأخبروني خبركم ؛ قالوا: نعم، فسلنا عما تريد، قال: أخبروني، ما بال قبور موتاكم على أبواب بيوتكم؟ قالوا: عمدا فعلنا ذلك لئلا ننسى الموت، ولا يخرج ذكره من قلوبنا ، قال: فما بال بيوتكم ليس عليها أبواب؟ قالوا: ليس فينا متهم، وليس منا إلا أمين مؤتمن ؛ قال: فما لكم ليس عليكم أمراء؟ قالوا: لا نتظالم ، قال : فما بالكم ليس فيكم حكام؟ قالوا: لا نختصم ، قال: فما بالكم ليس فيكم أغنياء؟ قالوا: لا نتكاثر ؛ قال: فما بالكم ليس فيكم ملوك؟ قالوا: لا نتكابر ، قال: فما بالكم لا تتنازعون ولا تختلفون؟ قالوا: من قبل ألفة قلوبنا وصلاح ذات بيننا ؛ قال: فما بالكم لا تستبون ولا تقتتلون؟ قالوا: من قبل أنا غلبنا طبائعنا بالعزم، وسسنا أنفسنا بالأحلام ، قال: فما بالكم كلمتكم واحدة، وطريقتكم مستقيمة مستوية؟ قالوا: من قبل أنا لا نتكاذب، ولا نتخادع، ولا يغتاب بعضنا بعضا ؛ قال: فأخبروني من أين تشابهت قلوبكم، واعتدلت سيرتكم؟ قالوا: صحّت صدورنا، فنـزع بذلك الغلّ والحسد من قلوبنا ؛ قال: فما بالكم ليس فيكم مسكين ولا فقير؟ قالوا: من قبل أنا نقتسم بالسوية ؛ قال: فما بالكم ليس فيكم فظّ ولا غليظ؟ قالوا: من قبل الذّل والتواضع ؛ قال: فما جعلكم أطول الناس أعمارا؟ قالوا: من قبل أنا نتعاطى الحقّ ونحكم بالعدل ؛ قال : فما بالكم لا تُقْحَطون؟ قالوا: لا نغفل عن الاستغفار ، قال: فما بالكم لا تَحْرَدون؟ قالوا: من قبل أنا وطأنا أنفسنا للبلاء منذ كنا ، وأحببناه وحرصنا عليه، فعرينا منه ، قال: فما بالكم لا تصيبكم الآفات كما تصيب الناس؟ قالوا: لا نتوكل على غير الله، ولا نعمل بالأنواء والنجوم ، قال: حدِّثوني أهكذا وجدتم آباءكم يفعلون؟ قالوا: نعم وجدنا آباءنا يرحمون مساكينهم، ويُواسون فقراءهم، ويَعفون عمن ظلمهم، ويُحسنون إلى من أساء إليهم، ويحلُمون عمن جهل عليهم، ويستغفرون لمن سبهم، ويصلون أرحامهم، ويؤدّون آماناتهم، ويحفظون وقتهم لصلاتهم، ويُوَفُّون بعهودهم، ويصدُقون في مواعيدهم، ولا يرغبون عن أكفائهم، ولا يستنكفون عن أقاربهم، فأصلح الله لهم بذلك أمرهم، وحفظهم ما كانوا أحياء، وكان حقا على الله أن يحفطهم في تركتهم.
    حدثنا بشر، قال: ثنا يزيد، قال: ثنا سعيد، عن قتادة، عن أبي رافع، عن أبي هريرة، عن نبيّ الله صلى الله عليه وسلم قال : إنَّ يأجُوجَ ومأْجُوجَ يَحْفُرُونَ السَّدَّ كُلَّ يَوْمٍ، حتى إذَا كادُوا يَرَونَ شُعاعَ الشَّمْسِ قال الَّذِي عَلَيْهِمْ ارْجِعُوا فَتَحْفُرُونَهُ غَدًا، فَيُعِيدُهُ اللهُ وَهُوَ كَهَيْئتِهِ يَوْمَ تَرَكُوهُ، حتى إذَا جاءَ الوَقْتُ قالَ: إنْ شاءَ اللهُ، فَيَحْفُرُونَهُ ويخْرُجُونَ على النَّاسِ ، فَينْشِفُونَ الميَاهَ، وَيَتَحَصَّنُ النَّاسُ فِي حُصُونِهِمْ، فَيرْمُونَ بِسِهامِهِمْ إلى السَّماءِ، فَيرجِعُ فيها كَهَيْئَةِ الدِّماءِ، فَيَقُولُونَ: قَهَرْنا أَهْلَ الأرضِ، وَعَلَوْنا أهْلَ السَّماءِ، فَيَبْعَثُ اللهُ عَلَيْهِمْ نَغْفا في أقْفائِهمْ فَتَقْتُلُهم ، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : والَّذِي نَفْسُ مُحَمَّدٍ بِيَدِهِ إنَّ دَوَابَّ الأرْضِ لَتَسْمَنُ وتَشْكرُ مِنْ لُحُومِهِمْ".
    حدثنا ابن حميد، قال: ثنا سلمة، عن محمد بن إسحاق، عن عاصم بن عمر بن قتادة الأنصاري ثم الظفري، عن محمود بن لبيد أخي بني عبد الأشهل، وعن أبي سعيد الخدريّ، قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : " يُفْتَحُ يَأْجُوجُ ومأْجُوجَ فَيَخْرُجُونَ على النَّاسِ كمَا قال الله عز وجل وَهُمْ مِنْ كُلِّ حَدَبٍ يَنْسِلُونَ فَيَغْشَوْنَ الأرْضَ، ويَنْحازُ المُسْلِمُونَ عَنْهُمْ إلى مَدَائِنِهمْ وحُصونِهِمْ، وَيَضُمَّونَ إلَيْهِمْ مَوَاشِيهِمْ، فَيَشْرَبُونَ مِياهَ الأرْضِ، حتى إنَّ بَعْضَهُم لَيَمُرُّ بالنَّهْرِ فَيَشْرَبُونَ ما فِيهِ، حتى يَتْركُوه يَابِسًا، حتى إنَّ مَنْ بَعْدَهُم لَيَمُرُّ بذلكَ النَّهْرِ، فَيَقُولُ: لَقَدْ كانَ هَا هُنا ماءٌ مَرَّةً، حتى لمْ يَبْقَ مِنَ النَّاسِ أَحَدٌ إلا انحازَ إلى حِصْنٍ أوْ مَدِينَةٍ، قالَ قائِلُهُم: هَؤْلاء أهْلُ الأرْضِ قَدْ فَرَغْنا مِنْهُمْ، بَقِيَ أهْلُ السَّماءِ، قالَ: ثُمَّ يَهُزُّ أحَدُهُمْ حَرْبَتَهُ، ثُمَّ يَرْمي بها إلى السَّماءِ، فَتَرْجِعُ إلَيْهِ مُخَضبَةً دَما للبلاء والفِتْنَةِ ، فَبَيْنَا هُمْ على ذلكَ، بَعَثَ اللهُ عَلَيْهِمْ دُودًا في أعناقِهِمْ كالنَّغَفِ، فَتَخْرُجُ فِي أعْناقِهِمْ فيُصْبِحُون مَوْتَى، لا يُسْمَعُ لَهُمْ حِسٌّ، فَيَقُولُ المُسْلِمُونَ: ألا رَجُلٌ يَشْرِي لنَا نَفْسَهُ، فَيَنْظُرُ ما فعل العدوّ، قال: فَيَتَجَرَّدُ رَجُلٌ مِنْهُمْ لذلكَ مُحْتَسِبا لِنَفْسِهِ، قَدْ وَطَّنَها على أنَّهُ مَقْتُولٌ، فَيَنـزلُ فَيَجِدُهُمْ مَوْتَى، بَعْضُهُمْ عَلى بَعْضٍ، فَيُنادِي: يا مَعْشَرَ المُسْلِمينَ، ألا أبشرُوا، فإنَّ اللهَ قَدْ كَفاكُمْ عَدُوَّكُمْ، فيَخْرُجونَ مِنْ مَدَائنهم وَحُصُونِهِمْ، وَيُسَرّحُونَ مَوَاشِيَهُمْ، فَمَا يَكُونُ لَهَا رَعْيٌ إلا لُحُومُهُمْ، فَتشْكرُ عَنْهُمْ أحْسَنَ ما شَكَرَتْ عَنْ شَيْءٍ مِنَ النَّباتِ أصَابَتْ قَطّ".
    حدثني بحر بن نصر، قال: أخبرنا ابن وهب، قال: ثني معاوية، عن أبي الزاهرية وشريح بن عبيد: أن يأجوج ومأجوج ثلاثة أصناف: صنف طولهم كطول الأرز، وصنف طوله وعرضه سواء، وصنف يفترش أحدهم أذنه ويلتحف بالأخرى فتغطي سائر جسده.
    حدثني محمد بن سعد، قال: ثنى أبي، قال: ثني عمي، قال: ثني أبي، عن أبيه، عن ابن عباس: ( قَالُوا يَا ذَا الْقَرْنَيْنِ إِنَّ يَأْجُوجَ وَمَأْجُوجَ مُفْسِدُونَ فِي الأرْضِ ) قال: كان أبو سعيد الخدريّ: يقول: إن نبيّ الله صلى الله عليه وسلم قال : " لا يَمُوتُ رَجُلٌ مِنْهُمْ حتى يُولَدَ لِصُلْبِهِ ألْفُ رَجُل " . قال: وكان عبد الله بن مسعود يعجب من كثرتهم ويقول: لا يموت من يأجوج ومأجوج أحد حتى يولد له ألف رجل من صلبه.
    فالخبر الذي ذكرناه عن وهب بن منبه في قصة يأجوج ومأجوج، يدلّ على أن الذين قالوا لذي القرنين ( إِنَّ يَأْجُوجَ وَمَأْجُوجَ مُفْسِدُونَ فِي الأرْضِ ) إنما أعلموه خوفَهم ما يحدُث منهم من الإفساد في الأرض، لا أنهم شَكَوا منهم فسادا كان منهم فيهم أو في غيرهم. والأخبار عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنهم سيكون منهم الإفساد في الأرض، ولا دلالة فيها أنهم قد كان منهم قبل إحداث ذي القرنين السدّ الذي أحدثه بينهم وبين من دونهم من الناس في الناس غيرهم إفساد.
    فإذا كان ذلك كذلك بالذي بيَّنا، فالصحيح من تأويل قوله ( إِنَّ يَأْجُوجَ وَمَأْجُوجَ مُفْسِدُونَ فِي الأرْضِ ) إن يأجوج ومأجوج سيفسدون في الأرض.
    وقوله ( فَهَلْ نَجْعَلُ لَكَ خَرْجًا ) اختلفت القرّاء في قراءة ذلك، فقرأته عامة قرّاء المدينة والبصرة وبعض أهل الكوفة: (فَهَلْ نَجْعَلُ لَكَ خَرْجًا) كأنهم نَحَوا به نَحو المصدر من خَرْج للرأس ، وذلك جعله ، وقرأته عامَّة قرّاء الكوفيين (فَهَلْ نَجْعَلُ لَكَ خَرَاجا) بالألف، وكأنهم نحوا به نحو الاسم. وعنوا به أجرة على بنائك لنا سدّا بيننا وبين هؤلاء القوم.
    وأولى القراءتين في ذلك عندنا بالصواب قراءة من قرأه (فَهَلْ نَجْعَلُ لَكَ خَرَاجا) بالألف، لأن القوم فيما ذُكر عنهم، إنما عرضوا على ذي القرنين أن يعطوه من أموالهم ما يستعين به على بناء السدِّ، وقد بين ذلك بقوله: (فَأَعِينُونِي بِقُوَّةٍ أَجْعَلْ بَيْنَكُمْ وَبَيْنَهُمْ رَدْمًا) ولم يعرضوا عليه جزية رؤوسهم. والخراج عند العرب: هو الغلة.
    وبنحو الذي قلنا في ذلك قال أهل التأويل.
    ذكر من قال ذلك: حدثنا القاسم، قال: ثنا الحسين، قال: ثني حجاج ، عن ابن جريج، عن عطاء الخراسانيّ، عن ابن عباس ( فَهَلْ نَجْعَلُ لَكَ خَرَاجًا ) قال: أجرا(عَلَى أن تجعل بيننا وبينهم سدا)
    حدثنا الحسن بن يحيى، قال: أخبرنا عبد الرزاق، قال: أخبرنا معمر، عن قتادة، في قوله ( فَهَلْ نَجْعَلُ لَك خَرَاجا) قال: أجرا.
    حدثنا القاسم، قال: ثنا الحسين، قال: ثنا أبو سفيان، عن معمر، عن قتادة، قوله ( فَهَلْ نَجْعَلُ لَكَ خَرَاجا ) قال: أجرا.
    وقوله: ( عَلَى أَنْ تَجْعَلَ بَيْنَنَا وَبَيْنَهُمْ سَدًّا ) يقول: قالوا له: هل نجعل لك خراجا حتى أن تجعل بيننا وبين يأجوج ومأجوح حاجزا يحجز بيننا وبينهم، ويمنعهم من الخروج إلينا. وهو السدّ.
    --------------------------------------------------------------------------------
    الهوامش:
    (2) البيت لرؤبة بن العجاج ( ديوانه طبعة ليبسج 1903 ص 92 ) قال : " يأجوج ومأجوج ، لا ينصرفان . وبعضهم يهمز ألفيهما ، وبعضهم لا يهمزها ؛ قال رؤبة : " لو أن يأجوج ومأجوج معا " فلم يصرفهما . ( وفي اللسان : أجج ) . ويأجوج ومأجوج : قبيلتان من خلق الله ، جاءت القراءة فيهما بهمز وغير همز . قال : وجاء في الحديث : " إن الخلق عشرة أجزاء ، تسعة منها يأجوج ومأجوج . وهما اسمان أعجميان ، واشتقاق مثلهما من كلام العرب ، يخرج من أجت النار ، ومن الماء الأجاج ، وهو الشديد الملوحة ، المحرق من ملوحته . قال : ويكون التقدير في يأجوج : " يفعول " . وكذلك مأجوج . قال : وهذا لو كان الاسمان عربيان ، لكان هذا اشتقاقهما ؛ فأما الأعجمية فلا تشتق من العربية . ومن لا يهمز وجعل الألفين زائدتين ، يقول : ياجوج : من يججت ، وماجوج : من مججت وهما غير مصروفين ؛ قال رؤبة :
    لــو أن يــاجوج ومـاجوج معـا
    وعــاد عــادوا واستجاشـوا تبعـا
    . أ هـ .
    (3) يقال : رأف به يرأف : إذا رحمه ، وهو بوزن فتح وكرم وفرح ، ويعدى بالباء ، كما في اللسان ، ولعل هنا مضمن معنى رئمه ، فعدى بنفسه ، أو محرف عن ترأمها .
    (4) في ( عرائس المجالس للثعلبي المفسر ، طبعة : الحلبي ص 365 ) ليس فيهم مشابهة من الإنس ، وهو أليق بالمقام .

     

     

                  

05-04-2020, 01:01 PM

عبداللطيف حسن علي
<aعبداللطيف حسن علي
تاريخ التسجيل: 04-21-2008
مجموع المشاركات: 5454

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: هاويل وتاويل وناسك ومنسك (Re: عبداللطيف حسن علي)

    من هو ذو القرنين او بلغة التاويل ، الي ماذا يشير مصطلح

    ذو القرنين ومصطلح الظلمة التي تدخل عبر الاذن والفم

    والانف تماما كفيروس كوفيد وتحاصرهم في حصونهم
    ........
    هل ذو القرنين يستخدم فيروس كوفيد

    وماموقع يججت ومججت في هذا النص

    ما الذي يججوه ومججوه اذا كان ذو القرنين

    هو الذي يستخدم كوفيد في حصار الامم حتي

    تنساق من خلفه لمحاصرة قوم ياجوج وماجوج

    وسد الردم بالحديد والنحاس..وهل تصح قراءة

    بعض الدراسات علي ان كوفيد يحل محل الحديد

    في الهيموقلوبين باخذه الاكسجين من الدم والتسبب

    بتخثره الخ

    بمعني هل الردم المقصود هو اعادة الحديد الي الهيموقلوبين

    ومادور النحاس هنا؟!


                  

05-04-2020, 01:03 PM

Biraima M Adam
<aBiraima M Adam
تاريخ التسجيل: 07-05-2005
مجموع المشاركات: 27617

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: هاويل وتاويل وناسك ومنسك (Re: عبداللطيف حسن علي)

    ول أبا عبد اللطيف،
    سلامات .. وحمد الله علي عودتك ..
    Quote: الميتافيزيك

    قبل ما تدقش بينا داخل الموضوع .. أقيف لينا في الميتافيزيك في الفلسفة .. هل تعتقد أنه ممكن يشرح لينا مثل هذه الظواهر اكونية الكبيرة مثل جائحة كورونا .. وناس يأجوج ومأجوج ..؟

    ومتابعين ..

    بريمة
                  

05-04-2020, 01:16 PM

عبداللطيف حسن علي
<aعبداللطيف حسن علي
تاريخ التسجيل: 04-21-2008
مجموع المشاركات: 5454

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: هاويل وتاويل وناسك ومنسك (Re: Biraima M Adam)

    شكرا اخونا بريمة

    اقصد بالميتافيزك هنا ان المقولات التاريخية القديمة

    كانت رؤيا مستقبلية بصياغة لغوية قابلة للتاويل

    وهو مايرفضه فوكو ونيتشة .في حين سعي بورديو

    الي معرفة الجذور الاجتماعية واسواق اللغة وكيفية

    ظهورها في تلك السياقات لمعرفة سعر وقيمة اي خطاب ما...

    ولكنه رفض قاطع لفكرة جوهر تاريخي لخطاب ما..

    هنا في هذا النص نريد معرفة اذا كان مرتبطا بقضية

    عصرنا الراهن الكبري وهي فيروس كوفيد وهل النص

    له اي ارتباط بها ام مجرد تاويلات تصادفية
                  

05-04-2020, 02:32 PM

محمد على طه الملك
<aمحمد على طه الملك
تاريخ التسجيل: 03-14-2007
مجموع المشاركات: 10624

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: هاويل وتاويل وناسك ومنسك (Re: عبداللطيف حسن علي)

    رمضان كريم يا عبد اللطيف وحمانا الله واياكم من هذه الجائحة ..
    والجاتك في كمبيوترك سامحتك أسأل الله أن يعوضك خيرا منه ..
    شكرا على الطلة ونتابع معك .
                  

05-05-2020, 08:20 AM

عبداللطيف حسن علي
<aعبداللطيف حسن علي
تاريخ التسجيل: 04-21-2008
مجموع المشاركات: 5454

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: هاويل وتاويل وناسك ومنسك (Re: محمد على طه الملك)

    شكرا جمال القوز علي المرور والتحية
    الموضوع مهم لذلك اضطررت لمناقشته
    معكم هنا وهو المكان المناسب لتسليط
    اضواء عدة عليه ووسيلتي تلفون
    فاقد لميزات ادوات المنبر طبعا
    ولايصلح سوي للمجاملات والدردشات
                  

05-04-2020, 04:11 PM

عبداللطيف حسن علي
<aعبداللطيف حسن علي
تاريخ التسجيل: 04-21-2008
مجموع المشاركات: 5454

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: هاويل وتاويل وناسك ومنسك (Re: عبداللطيف حسن علي)

    مولانا الملك
    خالص التحايا والامنيات بانقضاء كارثة الكورونا
    الوباء الذي هدد عروش الطبقات المسيطرة عالميا
    واثبت ان المجتمع الانساني بحاجة الي نظام صحي
    دولي موحد وله الاولوية علي كل ماعداه
    كما اثبت خرافة جميع الاديان الابراهيمية
    وهنا في البوست نحاول التاسيس للاسطورة
    تقرا استوري story او اسطرة او ماسطره الاولين
    كتداولية ..
    هناك رؤيا لعقل يري المستقبل مرمزا وهو الميتافيزك
    لي عودة
                  

05-04-2020, 05:15 PM

جمال ود القوز
<aجمال ود القوز
تاريخ التسجيل: 01-25-2013
مجموع المشاركات: 5925

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: هاويل وتاويل وناسك ومنسك (Re: عبداللطيف حسن علي)

    عبد اللطيف رمضان كريم ومنور
    افتقدناك يارجل ..
    ربنا يعوضك كمبيوتر تاني
    كان ممكن تشارك بآراءك من موبايل يأخ ..


    عموما سعيدين بكـ ......
                  

05-04-2020, 07:49 PM

Biraima M Adam
<aBiraima M Adam
تاريخ التسجيل: 07-05-2005
مجموع المشاركات: 27617

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: هاويل وتاويل وناسك ومنسك (Re: جمال ود القوز)

    ول أبا عبد اللطيف،
    هوووي .. أنت شكلك ح تدخل لينا في اللحم الحي .. الديانات الإبراهيمية كلها بضربة لاذب!!
    في نصك المنقول كتاب التفسير .. فيه التابعي الجليل وهب بن منبه اليماني .. وهو عالم من علماء الإسرائليات في الأسلام .. وهنا بعض من سيرته حتى تستأنس بها .. وعسي ولعل ..
    Quote: وهب بن منبه ( ع )

    ابن كامل بن سيج بن ذي كبار ، وهو الأسوار الإمام ، العلامة الأخباري القصصي ، أبو عبد الله الأبناوي ، اليماني الذماري الصنعاني ، أخو همام بن منبه ، ومعقل بن منبه ، وغيلان بن منبه . [ ص: 545 ]

    مولده في زمن عثمان سنة أربع وثلاثين ، ورحل وحج .

    وأخذ عن ابن عباس ، وأبي هريرة - إن صح - وأبي سعيد ، والنعمان بن بشير ، وجابر ، وابن عمر ، وعبد الله بن عمرو بن العاص - على خلاف فيه - وطاوس .

    حتى إنه ينزل ويروي عن عمرو بن دينار ، وأخيه همام ، وعمرو بن شعيب ، وفنج اليماني - ولا يدرى من فنج .

    حدث عنه ولداه : عبد الله وعبد الرحمن ، وعمرو بن دينار ، وسماك بن الفضل ، وعوف الأعرابي ، وعاصم بن رجاء بن حيوة ، ويزيد بن يزيد بن جابر ، وعبد الله بن عثمان بن خثيم ، وإسرائيل أبو موسى ، وهمام بن نافع أبو عبد الرزاق ، والمغيرة بن حكيم ، والمنذر بن النعمان ، وابن أخيه عقيل بن معقل ، وابن أخيه عبد الصمد بن معقل ، وسبطه إدريس بن سنان ، وصالح بن عبيد ، وعبد الكريم بن حوران ، وعبد الملك بن خلج ، وداود بن قيس ، وعمران بن هربذ أبو الهذيل ، وعمران بن خالد الصنعانيون ، وخلق سواهم .

    وروايته للمسند قليلة ; وإنما غزارة علمه في الإسرائيليات ، ومن صحائف أهل الكتاب .

    قال أحمد : كان من أبناء فارس ، له شرف ; قال : وكل من كان من أهل اليمن له " ذي " هو شريف ، يقال : فلان له " ذي " ، وفلان لا " ذي " له .

    قال العجلي : تابعي ثقة ، كان على قضاء صنعاء . وقال أبو زرعة والنسائي : ثقة .

    قال أحمد بن محمد بن الأزهر : سمعت مسلمة بن همام بن مسلمة بن همام يذكر عن آبائه : أن هماما ووهبا وعبد الله ومعقلا ومسلمة بنو منبه ، أصلهم من خراسان ، من هراة ; فمنبه من أهل هراة ، خرج أيام كسرى ، [ ص: 546 ] وكسرى أخرجه من هراة ، ثم إنه أسلم على عهد النبي - صلى الله عليه وسلم - فحسن إسلامه . ومسكنهم باليمن ، وكان وهب بن منبه يختلف إلى هراة ، ويتفقد أمر هراة .

    حسان بن إبراهيم : حدثنا يحيى بن زبان أنبأنا عبد الله بن راشد ، عن مولى لسعيد بن عبد الملك : سمعت خالد بن معدان يحدث عن عبادة بن الصامت ، سمع النبي - صلى الله عليه وسلم - يقول : " سيكون في أمتي رجلان : أحدهما يقال له وهب ، يؤتيه الله الحكم ; والآخر يقال له غيلان ، هو أشد على أمتي من إبليس " سئل ابن معين عن ابن زبان وشيخه فقال : لا أعرفهما .

    الوليد بن مسلم ، عن مروان بن سالم - واه - عن أحوص بن حكيم ، عن خالد ، عن عبادة مرفوعا ، نحوه . وقال : " أضر على أمتي " .

    وعن عبد الرزاق ، عن أبيه ، عن وهب قال : يقولون عبد الله بن سلام كان أعلم أهل زمانه ، وإن كعبا أعلم أهل زمانه ، أفرأيت من جمع علمهما ، أهو أعلم أم هما ؟ إسنادها مظلم .

    وعن كثير ، أنه سار مع وهب ، فباتوا بصعدة عند رجل ، فخرجت بنت الرجل فرأت مصباحا ، فاطلع صاحب المنزل فنظر إليه صافا قدميه في [ ص: 547 ] ضياء كأنه بياض الشمس ، فقال الرجل : رأيتك الليلة في هيئة . وأخبره ، فقال : اكتم ما رأيت .

    مسلم الزنجي : حدثني المثنى بن الصباح ، قال : لبث وهب بن منبه أربعين سنة لم يسب شيئا فيه الروح ، ولبث عشرين سنة لم يجعل بين العشاء والصبح وضوءا . قال : وقال وهب : لقد قرأت ثلاثين كتابا نزلت على ثلاثين نبيا .

    جعفر بن سليمان ، عن عبد الصمد بن معقل ، قال : صحبت عمي وهبا أشهرا يصلي الغداة بوضوء العشاء .

    وقال سلم بن ميمون الخواص ، عن مسلم الزنجي ، قال : لبث وهب بن منبه أربعين سنة لا يرقد على فراش ، وعشرين سنة لم يجعل بين العتمة والصبح وضوءا . .

    وروى عبد الرزاق بن همام ، عن أبيه ، قال : رأيت وهبا إذا قام في الوتر قال : لك الحمد السرمد ، حمدا لا يحصيه العدد ، ولا يقطعه الأبد ، كما ينبغي لك أن تحمد ، وكما أنت له أهل ، وكما هو لك علينا حق . .

    وروى عبد المنعم بن إدريس ، عن أبيه ، قال : كان وهب يحفظ كلامه كل يوم ، فإن سلم أفطر ، وإلا طوى .

    قال عبد الصمد بن معقل ، قال الجعد بن درهم : ما كلمت عالما قط إلا غضب ، وحل حبوته غير وهب .

    معمر ، عن سماك بن الفضل ، قال : كنا عند عروة بن محمد الأمير ، [ ص: 548 ] وإلى جنبه وهب ، فجاء قوم فشكوا عاملهم وذكروا منه شيئا قبيحا ، فتناول وهب عصا كانت في يد عروة فضرب بها رأس العامل حتى سال الدم ، فضحك عروة واستلقى وقال : يعيب علينا وهب الغضب وهو يغضب ! قال : وما لي لا أغضب وقد غضب الذي خلق الأحلام ، يقول تعالى : فلما آسفونا انتقمنا منهم .

    وروى إسماعيل بن عبد الكريم ، عن عبد الصمد بن معقل ، قيل لوهب : إنك يا أبا عبد الله كنت ترى الرؤيا ، فتحدثنا بها فتكون حقا ! قال : هيهات ، ذهب ذلك عني منذ وليت القضاء .

    وعن وهب : الدراهم خواتيم الله في الأرض ، فمن ذهب بخاتم الله قضيت حاجته .

    ابن عيينة ، عن عمرو بن دينار ، قال : دخلت على وهب داره بصنعاء ، فأطعمني من جوزة في داره ، فقلت له : وددت أنك لم تكن كتبت في القدر كتابا . فقال : وأنا والله .

    أحمد ، عن عبد الرزاق : سمعت أبي يقول : حج عامة الفقهاء سنة مائة ، فحج وهب ، فلما صلوا العشاء أتاه نفر فيهم عطاء والحسن ، وهم يريدون أن يذاكروه القدر ، قال : فافتن في باب من الحمد ، فما زال فيه حتى طلع الفجر ، فافترقوا ولم يسألوه عن شيء .

    قال أحمد : اتهم بشيء منه ورجع . وقال العجلي : رجع . [ ص: 549 ]

    حماد بن سلمة ، عن أبي سنان عيسى بن سنان : سمعت وهبا يقول : كنت أقول بالقدر حتى قرأت بضعة وسبعين كتابا من كتب الأنبياء ; في كلها : من جعل إلى نفسه شيئا من المشيئة فقد كفر . فتركت قولي .

    أبو أسامة ، عن أبي سنان : سمعت وهبا يقول لعطاء الخراساني : كان العلماء قبلنا قد استغنوا بعلمهم عن دنيا غيرهم ، فكانوا لا يلتفتون إليها ، وكان أهل الدنيا يبذلون دنياهم في علمهم ، فأصبح أهل العلم يبذلون لأهل الدنيا علمهم رغبة في دنياهم ، وأصبح أهل الدنيا قد زهدوا في علمهم لما رأوا من سوء موضعه عندهم .

    وعنه ، قال : احفظوا عني ثلاثا : إياكم وهوى متبعا ، وقرين سوء ، وإعجاب المرء بنفسه .

    وعنه : دع المراء والجدل ; فإنه لن يعجز أحد رجلين : رجل هو أعلم منك ، فكيف تعادي وتجادل من هو أعلم منك ؟ ! ورجل أنت أعلم منه ، فكيف تعادي وتجادل من أنت أعلم منه ولا يطيعك ؟ !

    أبو عاصم النبيل : حدثني أبو سلام ، عن وهب بن منبه ، قال : العلم خليل المؤمن ، والحلم وزيره ، والعقل دليله ، والعمل قيمه ، والصبر أمير جنوده ، والرفق أبوه ، واللين أخوه .

    وعن وهب : المؤمن ينظر ليعلم ، ويتكلم ليفهم ، ويسكت ليسلم ، ويخلو ليغنم . [ ص: 550 ]

    الإيمان عريان ، ولباسه التقوى ، وزينته الحياء ، وماله الفقه .

    ثلاث من كن فيه أصاب البر : السخاء ، والصبر على الأذى ، وطيب الكلام .

    أبو اليمان ، عن عباس بن يزيد ، قال : قال وهب بن منبه : استكثر من الإخوان ما استطعت ; فإن استغنيت عنهم لم يضروك ، وإن احتجت إليهم نفعوك . .

    وعن وهب : إذا سمعت من يمدحك بما ليس فيك ، فلا تأمنه أن يذمك بما ليس فيك .

    ابن المبارك ، عن وهيب بن الورد ، قال : جاء رجل إلى وهب بن منبه فقال : قد حدثت نفسي أن لا أخالط الناس . قال : لا تفعل ; إنه لا بد لك من الناس ، ولا بد لهم منك ، ولهم إليك حوائج ولك نحوها ; ولكن كن فيهم أصم سميعا ، أعمى بصيرا ، سكوتا نطوقا .

    أخبرنا إسحاق بن أبي بكر ، أنبأنا ابن خليل ، أنبأنا أحمد بن محمد ، أنبأنا أبو علي الحداد ، أنبأنا أبو نعيم ، حدثنا ابن حيان حدثنا محمد بن عبد الله بن رسته ، حدثنا بشر بن هلال ، حدثنا جعفر بن سليمان ، عن أبي سنان ، [ ص: 551 ] قال : اجتمع وهب وعطاء الخراساني ، فقال له عطاء : يا أبا عبد الله ، ما هذا الذي فشا عنك في القدر ؟ فقال : ما تكلمت في القدر بشيء ، ولا أعرف هذا ، قرأت نيفا وتسعين كتابا من كتب الله ، منها سبعون ظاهرة في الكنائس ، ومنها عشرون لا يعلمها إلا القليل ، فوجدت فيها كلها : أن من وكل إلى نفسه شيئا من المشيئة فقد كفر .

    وبه ، إلى أبي نعيم : حدثنا أبو حامد ، حدثنا السراج ، حدثنا إسحاق بن منصور ، حدثنا عبد الرزاق ، أخبرني أبي ، سمعت وهبا يقول : ربما صليت الصبح بوضوء العتمة .

    وعن وهب قال : كان نوح - عليه السلام - من أجمل أهل زمانه ، وكان يلبس البرقع ، فأصابتهم مجاعة في السفينة ، فكان نوح إذا تجلى لهم بوجهه شبعوا .

    وعن وهب ، أن عيسى - عليه السلام - قال للحواريين : أشدكم جزعا على المصيبة ، أشدكم حبا للدنيا .

    وعن وهب قال : المؤمن يخالط ليعلم ، ويسكت ليسلم ، ويتكلم ليفهم ، ويخلو ليغنم .

    وعنه ، قرأت في بعض الكتب : ابن آدم ، لا خير لك في أن تعلم ما لم تعلم ولم تعمل بما علمت ; فإن مثل ذلك كرجل احتطب حطبا فحزم حزمة ، فذهب يحملها فعجز عنها ، فضم إليها أخرى . [ ص: 552 ]

    أنبأنا أحمد بن سلامة ، عن أبي المكارم اللبان ، أنبأنا أبو علي الحداد ، أنبأنا أبو نعيم ، حدثنا سليمان بن أحمد ، حدثنا محمد بن الحسن بن كيسان ، حدثنا أبو حذيفة ، حدثنا سفيان ، عن أبي موسى اليماني عن وهب بن منبه ، عن ابن عباس ، قال : قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : " من سكن البادية جفا ، ومن اتبع الصيد غفل ، ومن أتى السلطان افتتن " أبو موسى مجهول .

    مبارك بن سعيد الثوري عن سفيان ، عن جعفر بن برقان ، قال وهب : طوبى لمن شغله عيبه عن عيب أخيه ، طوبي لمن تواضع لله من غير مسكنة ، طوبى لمن تصدق من مال جمعه من غير معصية ، طوبى لأهل الضر وأهل المسكنة ، طوبى لمن جالس أهل العلم والحلم ، طوبى لمن اقتدى بأهل العلم والحلم والخشية ، طوبى لمن وسعته السنة فلم يعدها . .

    عن وهب : الأحمق إذا تكلم فضحه حمقه ، وإذا سكت فضحه عيه ، وإذا عمل أفسد ، وإذا ترك أضاع ; لا علمه يعينه ، ولا علم غيره ينفعه ، تود أمه أنها ثكلته ، وامرأته لو عدمته ، ويتمنى جاره منه الوحدة ، ويجد جليسه منه الوحشة . [ ص: 553 ]

    علي بن المديني حدثنا هشام بن يوسف ، أخبرني داود بن قيس ، قال : كان لي صديق يقال له أبو شمر ذو خولان ، فخرجت من صنعاء أريد قريته ، فلما دنوت منها وجدت كتابا مختوما إلى أبي شمر ، فجئته فوجدته مهموما حزينا ، فسألته عن ذلك فقال : قدم رسول من صنعاء ، فذكر أن أصدقاء لي كتبوا لي كتابا فضيعه الرسول ، قلت : فهذا الكتاب . فقال : الحمد لله ; ففضه فقرأه ، فقلت : أقرئنيه ، فقال : إني لأستحدث سنك . قلت : فما فيه ؟ قال : ضرب الرقاب . قلت : لعله كتبه إليك ناس حرورية في زكاة مالك . قال : من أين تعرفهم ؟ قلت : إني وأصحابا لي نجالس وهب بن منبه ، فيقول لنا : احذروا أيها الأحداث الأغمار هؤلاء الحروراء لا يدخلونكم في رأيهم المخالف ; فإنهم عرة لهذه الأمة . فدفع إلي الكتاب فقرأته فإذا فيه : سلام عليك ، فإنا نحمد إليك الله ، ونوصيك بتقواه ; فإن دين الله رشد وهدى ، وإن دين الله طاعة الله ومخالفة من خالف سنة نبيه ، فإذا جاءك كتابنا ، فانظر أن تؤدي - إن شاء الله - ما افترض الله عليك من حقه ، تستحق بذلك ولاية الله ، وولاية أوليائه والسلام .

    قلت له : فإني أنهاك عنهم . قال : فكيف أتبع قولك وأترك قول من هو أقدم منك ؟ قلت : فتحب أن أدخلك على وهب حتى تسمع قوله ؟ قال : نعم .

    فنزلنا إلى صنعاء ، فأدخلته على وهب - ومسعود بن عوف وال على اليمن من قبل عروة بن محمد فوجدنا عند وهب - نفرا ، فقال لي بعض النفر : من هذا الشيخ ؟ قلت : له حاجة ، فقام القوم ، فقال وهب : ما حاجتك يا ذا خولان ؟ فهرج وجبن ، فقال لي وهب : عبر عنه . قلت : إنه من أهل [ ص: 554 ] القرآن والصلاح ، والله أعلم بسريرته ، فأخبرني أنه عرض له نفر من أهل حروراء فقالوا له : زكاتك التي تؤديها إلى الأمراء لا تجزئ عنك ; لأنهم لا يضعونها في مواضعها فأدها إلينا ، ورأيت يا أبا عبد الله أن كلامك أشفى له من كلامي .

    فقال : يا ذا خولان ، أتريد أن تكون بعد الكبر حروريا تشهد على من هو خير منك بالضلالة ؟ فماذا أنت قائل لله غدا حين يقفك الله ؟ ومن شهدت عليه ، فالله يشهد له بالإيمان ، وأنت تشهد عليه بالكفر ، والله يشهد له بالهدى ، وأنت تشهد عليه بالضلالة ، فأين تقع إذا خالف رأيك أمر الله ، وشهادتك شهادة الله ؟ أخبرني يا ذا خولان ، ماذا يقولون لك ؟ فتكلم عند ذلك ، وقال لوهب : إنهم يأمرونني أن لا أتصدق إلا على من يرى رأيهم ولا أستغفر إلا له . فقال : صدقت ، هذه محنتهم الكاذبة .

    فأما قولهم في الصدقة ، فإنه قد بلغني أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - " ذكر أن امرأة من أهل اليمن دخلت النار في هرة ربطتها " أفإنسان ممن يعبد الله يوحده ولا يشرك به أحب إلى الله أن يطعمه من جوع ، أو هرة ! ؟ والله يقول : ويطعمون الطعام على حبه مسكينا ويتيما وأسيرا الآيات .

    وأما قولهم : لا يستغفر إلا لمن يرى رأيهم ، أهم خير أم الملائكة ، والله يقول : ويستغفرون لمن في الأرض فوالله ما فعلت الملائكة ذلك حتى أمروا به : لا يسبقونه بالقول وهم بأمره يعملون وجاء ميسرا : ويستغفرون للذين آمنوا .

    يا ذا خولان ، إني قد أدركت صدر الإسلام ، فوالله ما كانت الخوارج [ ص: 555 ] جماعة قط إلا فرقها الله على شر حالاتهم ، وما أظهر أحد منهم قوله إلا ضرب الله عنقه ، ولو مكن الله لهم من رأيهم لفسدت الأرض ، وقطعت السبل والحج ، ولعاد أمر الإسلام جاهلية ، وإذا لقام جماعة ، كل منهم يدعو إلى نفسه الخلافة ، مع كل واحد منهم أكثر من عشرة آلاف ، يقاتل بعضهم بعضا ويشهد بعضهم على بعض بالكفر ، حتى يصبح المؤمن خائفا على نفسه ودينه ودمه وأهله وماله ، لا يدري مع من يكون ، قال تعالى : ولولا دفع الله الناس بعضهم ببعض لفسدت الأرض .

    وقال : إنا لننصر رسلنا والذين آمنوا فلو كانوا مؤمنين لنصروا .

    وقال : وإن جندنا لهم الغالبون ألا يسعك يا ذا خولان من أهل القبلة ما وسع نوحا من عبدة الأصنام ، إذ قال له قومه : أنؤمن لك واتبعك الأرذلون .

    إلى أن قال : فقال ذو خولان : فما تأمرني ؟ قال : انظر زكاتك فأدها إلى من ولاه الله أمر هذه الأمة ، وجمعهم عليه ; فإن الملك من الله وحده وبيده ، يؤتيه من يشاء ، فإذا أديتها إلى والي الأمر برئت منها ، وإن كان فضل فصل به أرحامك ومواليك وجيرانك والضيف . فقال : اشهد أني نزلت عن رأي الحرورية .

    وفي " العقل " لابن المحبر ذكر صفات حميدة للعاقل نحوا من ستين سطرا فيها مائة خصلة .

    وعن وهب قال : احتمال الذل خير من انتصار يزيد صاحبه قمأة .

    وقد امتحن وهب وحبس وضرب ، فروى حبان بن زهير العدوي ، قال : [ ص: 556 ] حدثني أبو الصيداء صالح بن طريف ، قال : لما قدم يوسف بن عمر العراق بكيت وقلت : هذا الذي ضرب وهب بن منبه حتى قتله .

    يعني لما ولي إمرة اليمن ، ثم نقله الخليفة هشام إلى إمرة العراق - وكان جبارا عنيدا مهيبا - كان سماطه بالعراق فيما حكى المدائني كل يوم خمسمائة مائدة ، أبعد الموائد وأقربها سواء في الجودة ، ثم إنه عزل عن العراق عند مقتل الوليد الفاسق ، ثم ضربت عنقه - ولله الحمد - في سنة سبع وعشرين ومائة

    قلت : لا شيء في " الصحيحين " لوهب بن منبه سوى حديث واحد أنبأناه ابن قدامة ، أنبأنا حنبل ، أنبأنا ابن الحصين ، أنبأنا ابن المذهب ، أنبأنا ابن مالك ، حدثنا عبد الله ، حدثني أبي ، حدثنا سفيان ، عن عمرو ، عن ابن منبه ، عن أخيه ، سمعت أبا هريرة يقول : ليس أحد أكثر حديثا عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - مني إلا عبد الله بن عمرو ; فإنه كان يكتب ، وكنت لا أكتب .

    قال الواقدي ، وكاتبه وشباب ، وأبو عبيد ، وعبد المنعم بن إدريس : مات سنة عشر ومائة .

    وقال والد عبد الرزاق ، وعبد الصمد بن معقل ، ومعاوية بن صالح : مات سنة أربع عشرة ومائة . زاد عبد الصمد : في المحرم . [ ص: 557 ]

    وقيل : مات في ذي الحجة سنة ثلاث عشرة .


    بريمة
                  

05-05-2020, 08:31 AM

عبداللطيف حسن علي
<aعبداللطيف حسن علي
تاريخ التسجيل: 04-21-2008
مجموع المشاركات: 5454

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: هاويل وتاويل وناسك ومنسك (Re: Biraima M Adam)

    الاخ بريمة
    هنا لست معنيا بتبرئة الاسلام من دس نصوص
    الاسرائيليات عليه لان فكرة التاليف
    فكرة وهمية ولايوجد مؤلف اصلا
    ومحمد وغيره في كل العالم مشمولون
    في سلسلة التداولية الاجتماعية
    ولاتنسي ان قصة ياجوج وماجوج من القصص
    التي فضحت التاليف مبكرا وهي اصلا اسطورة
    سريانية تورط فيها الاسلام علي انها يهودية دينية

    مايهمنا اقرب لما يناقشه مولانا الملك علي قدرة
    العقل علي رؤية المستقبل او مفهوم الاسقاط النجمي
    الذي ذكره صديقنا كبر في البوست نفسه
    ومن هنا الاسطورة اسقاط نجمي ولكن المؤلف
    مات واصبح عصر معين هو صاحب الفكرة
    اما سلسلة الرواة جميعهم لاشئ غير متداولون
                  

05-05-2020, 10:32 AM

Biraima M Adam
<aBiraima M Adam
تاريخ التسجيل: 07-05-2005
مجموع المشاركات: 27617

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: هاويل وتاويل وناسك ومنسك (Re: عبداللطيف حسن علي)

    أوكي يا ول أبا عبد اللطيف،
    تابع هذا المقال .. أعطينا تعليقك عليه ..
    Quote:

    هل اقتبس القرآن قصة «ذي القرنين» من أسطورة سريانية؟
    كريم عبد المجيد
    25/05/2017
    للدراسات الاستشراقية حول الإسلام والقرآن تاريخ طويل يختلف الباحثون في تحديد بدايته، فمنهم من يرجعه إلى قرن «الإسلام» الأول ومنهم من يرجعه إلى القرن الرابع عشر الميلادي مع قرار «مجمع ڤيينا الكنسي» القاضي بتأسيس كراس في الجامعات الأوروپية لدراسة الإسلام واللغة العربية، ومنهم من يرجعه إلى ما قبل ذلك.
    ويبرز المستشرق الألماني الشهير «تيودور نولدكه» صاحب كتاب «تاريخ القرآن» كواحد ممن قدموا دراسات جديدة حول القرآن الكريم يتناول فيها بعض القضايا التي تخص القرآن ويحاول وضع تحليل جديد لها، والتي كان من ضمنها إثارة شبهة حول قصة «ذي القرنين» التي جاءت على ذكرها «سورة الكهف»، حيث ادعى اقتباس القرآن القصة من رواية أسطورية نسبت للإسكندر المقدوني ودُونت بداخل مخطوطات سُريانية، وفيها نجد قصة بناء السد على يأجوج ومأجوج بنفس طريقة سرد القرآن لها، مع فارق السبق الزمني لهذه القصة عن الرواية القرآنية ووجود تشابه كبير بينهما يصل لحد التطابق.
    وأتناول في هذا المقال مناقشة هذه الفرضية التي ما زال البعض يرددها حتى الآن ضمن برامج إثارة الشبهات حول الإسلام والقرآن الموجودة على اليوتيوب، بالإضافة لبعض المقالات التي لم أجد لها ردًا علميًا قويًا يتناولها من جميع زواياها مع القيام بنقضها نقضًا تاريخيًا بالأدلة وإثبات نقاء القصة القرآنية عن الاقتباس من خرافة أو أسطورة.
    الإسكندر المقدوني في مخيال العصور الوسطى
    تعتبر شخصية «الإسكندر المقدوني» (356 ق.م – 323 ق.م) من أكثر الشخصيات ذائعة الصيت التي تركت أثرًا كبيرًا في تاريخ العصور القديمة والوسطى، وذلك بهزيمته لجيوش إمبراطورية فارس، وامتداد زحفه شرقًا وصولًا إلى الهند وأفغانستان ناقلًا معه آثار الحضارة الإغريقية إلى هذه المناطق الشرقية، وكانت النظرة تجاهه نظرة انبهار لرجل خارق للعادة خاصة في «العصر الهلنستي»، إذ نجد له ذكرًا في قصص العهد القديم وفي بعض قصص الأساطير المسيحية واليهودية، كما امتد ذكره أيضًا إلى التراث الإسلامي عبر ربطه بذي القرنين المذكور في القرآن الكريم.
    ونتيجة لهذه الشهرة التي حازها الرجل نجد أن كثيرًا من القصص المنتشر في هذه الأحقاب تصور حياته وغزواته بشكل أسطوري يبعد عن الحقيقة التاريخية التي حدثت ودونها مؤرخو عصره، حيث برزت مجموعة من القصص التي ضُمنت في كتاب عُرف باسم «قصة الإسكندر» لرجل مجهول الهوية انتحل اسم «كاليسثينيس الأولينثوسي» المؤرخ الذي صحب الإسكندر بصفته مؤرخًا رسميًا لحملاته، فأطلق عليه المؤرخون اسم «كاليسثينيس المزيف» تمييزًا له عن المؤرخ الحقيقي، وقد حولت قصة الإسكندر المزيفة الرجل إلى بطل خارق، ولاقت رواجًا كبيرًا في أواخر العصور القديمة وبدايات العصور الوسطى [1].
    تم كتابة النسخة الأصلية من «قصة الإسكندر» باليونانية بمدينة «الإسكندرية» بمصر إلا أن هذا الأصل فُقد ولم يصل إلينا. أما عن تاريخ كتابتها فهو موضوع نقاش بين الباحثين، فهناك إجماع على أنها كُتبت في «مصر الرومانية» في القرن الثالث الميلادي، إلا أن أجزاء منها يجب أن تعود للعصر البطلمي (305 ق.م – 30 ق.م) السابق عليه، ومنذ بداية القصة وهناك تصوير للإسكندر على أنه من نسل وذرية آخر فراعنة مصر الملك «نخت نبو الثاني» لذلك فله الحق هو ومن أتى بعده من البطالمة في حكم مصر، كما هناك شواهد مقنعة تدل على ترجمة أجزاء من القصة من الخط الديموطيقي المصري القديم. [2].
    تم إعادة كتابة القصة بأشكال ولغات مختلفة عبر القرون المتتابعة، وصلت لأكثر من 80 نسخة وبترجمة إلى لغات غربية وشرقية وصل عددها إلى 24 لغة [3][4]، رغم أن العمل نفسه من الناحية الأدبية لا يوجد به ما يستحق الإشادة.
    كاليسثينيس المزيف والأسطورة السُريانية و يعقوب السروجي
    يبدأ الادعاء بأن القرآن قد اقتبس قصة «ذي القرنين» من نص سُرياني عبر الفرضية التي ذكرها المستشرق الألماني «تيودور نولدكه» (1836 – 1930)، وفيها قال بأن القرآن قد اقتبس القصة من قصيدة عرفت باسم «نشانا» [5]، أو اختصارًا بـ «قصيدة عن الملك الورع الإسكندر الأكبر والبوابة التي قام ببنائها ضد يأجوج ومأجوج» وهي تُنسب إلى القديس «يعقوب السروجي» الذي توفى عام 521م وفيها نفس القصة الموجودة عن ذهاب ذي القرنين إلى يأجوج ومأجوج، وبناء سد عليهم كما وجدت في النص القرآني، ولكن بفترة سابقة عن القرآن بقرن من الزمان تقريبًا، كما أن ذا القرنين هنا هو الإسكندر.
    نجد كذلك نفس القصة في نص سُرياني آخر عُرف لاحقًا باسم «أسطورة الإسكندر» وكان يُتوهم بأنه الترجمة السُريانية لقصة الإسكندر لكاليسثينيس المزيف، كما نجد نفس القصة أيضًا في نسخ «قصة الإسكندر» المزيفة التي تسبق ظهور الرسول بقرون.
    ونحن هنا أمام ذكر للقصة في ثلاثة نصوص مزيفة تسبق القرآن:
    1- «قصة الإسكندر» لكاليسثينيس المزيف ويعود تاريخ كتابتها إلى القرن الثالث الميلادي.
    2- «قصيدة يعقوب السروجي» وأرخها نولدكه بأنها تعود إلى منتصف القرن السادس الميلادي.
    3- العمل السُرياني الذي عُرف باسم «أسطورة الإسكندر» وهو سابق على القرآن كذلك، وعمل منفصل تمامًا عن سابقيه.
    ونتيجة للأبحاث التي تمت على امتداد القرن العشرين ودارت حول تحليل هذه النصوص الثلاثة ظهرت مجموعة من الحقائق الجديدة قلبت الأمر رأسًا على عقب والتي نستطيع أن نلخصها ونعقب عليها في النقاط الآتية:
    أ- لا نجد في أقدم النسخ المخطوطة «لقصة الإسكندر» سواء كانت اليونانية التي تعود للعهد البيزنطي [6] [حيث إن الأصل اليوناني مفقود كما ذكرنا] أو اللاتينية وتعود للقرن «الرابع الميلادي» أو النسخة الأرمينية وتعود للقرن «الخامس الميلادي» (مع الترجيح بأن هذه النسخة تسبق هذا التاريخ) لا نجد ذكرًا للبوابة أو الجدار الذي قام الإسكندر ببنائه على شعب «يأجوج ومأجوج»، بل أول ما نجد لها ظهورًا وللمرة الأولى في العمل المعروف باسم «أسطورة الإسكندر» السُريانية «Syriac Alexander Legend» [ثم نُقلت بعد ذلك إلى نسخ القصة الأخرى]، وهو عمل مختلف تمامًا عن قصة الإسكندر، كُتب في القرن السابع بين العامين 629م و 630م [7][8]، بعد هزيمة الشاه الساساني «خسرو الثاني» علي يد الإمبراطور البيزنطي «هرقل» عام 628م كنوع من الدعايا المناصِرة للدولة البيزنطية عبر استخدام صورة الإسكندر لتصوير «هرقل» في حربه ضد الشاه الساساني. [9][10]
    وهنا قد يتبادر سؤال لذهن القارئ: كيف توقع الباحثون كتابة هذا النص في تلك الفترة؟
    والإجابة أن هذا النص ينتمي لأدب يعُرف باسم أدب «الأبوكاليپس»، وهو نوع من الأدب لاقى انتشارًا مع التهديد الذي شهدته الدولة البيزنطية بالفتح العربي الإسلامي لمصر والشام وبلاد الرافدين، وارتبط في اﻷذهان بالأمل من الخلاص من السيد الآتي، وللتعبير عن حلم بات من الصعب تحقيقه على أرض الواقع، مما دفع كُتَّابه لنسج سيناريوهات عن رؤاهم المستقبلية لمصير العالم ونهاية الزمان، وذلك عبر مزج هذه التوقعات بسلسلة من الرؤى المستوحاة من التوراة والإنجيل، كالحرب المقبلة مع قبائل الشمال المسماة «يأجوج ومأجوج» وظهور «المسيح الدجال» [11]. بمعنى آخر أن هذه الكتابات كانت تُكتب بعد وقوع الأحداث التي تؤرخ لها ويقوم كُتَّابها بنسب هذه الكتابات إلى رجل دين مسيحي أو إلى مؤلف مات من زمن كبير قبل هذه الأحداث ليوحي للقارئ بأنها نبوءة مستقبلية وبالتالي يضفي مصداقية على أحداثها.
    ب- وُجد بالبحث والمقارنة أن «أسطورة الإسكندر» هي المصدر لقصيدة «يعقوب السروجي» التي لم يرها الرجل ولم يكتبها ونُسبت إليه زورًا، وهي مفقودة الأصل وقد وصلَنا منها ثلاث نسخ أقربهم للأصل في 698 بيت، وبها أحداث مختلفة من ضمنها وصف بناء الإسكندر سد على قوم يأجوج ومأجوج إلا أن بها اختلافات عن القصة القرآنية واختلافات أيضًا عن الأسطورة، وقد تم تأليفها بواسطة شخص مسيحي مجهول الهوية يُعتقد أنه سكن شمالي العراق [12][13] وقد ادعى «تيودور نولدكه» بأن هذه القصيدة قد كُتبت حوالي منتصف القرن السادس الميلادي، إلا أنه تم التوصل إلى أنها كُتبت في القرن السابع بين العامين 630 و 640 [14] أو بعد فترة بسيطة من فتح المسلمين للشام وبلاد الرافدين [15]، وقد كُتبت في الأساس تعقيبًا على «أسطورة الإسكندر» وهي تقوم برسم مستقبل تشاؤمي للإمبراطورية البيزنطية تتنبأ بوقوعها بعد حروب عظيمة يتبعها نهاية العالم.
    والسؤال الذي لابد من معرفة إجابته بعد التوصل لهذه النتائج: متى ظهرت الرواية القرآنية لقصة ذي القرنين؟
    يُجمع المفسرون أن سورة «الكهف» التي بها قصة ذي القرنين هي سورة «مكية» نزلت جملة واحدة على قلب الرسول – صلى الله عليه وسلم – وأخَبر بها تقريبًا في العام «الخامس» بعد البعثة، وهو تاريخ يقابل بالميلادي عام 615م؛ أي أن رواية «القرآن» تتقدم على الأسطورة السريانية وعلى القصيدة اللتين كُتبتا بين العامين 629 و 640 بـ 14 عامًا على أقل تقدير، وهي نتيجة سنقوم بالاعتماد عليها لاحقًا في تحليل كيفية وجود هذا الشبه بين القصة القرآنية والقصص السُريانية.
    تاريخ ظهور القصة القرآنية مقارنة بالنصوص السريانية
    يأجوج ومأجوج في التوراة والإنجيل
    وجد ذُكر قوم يأجوج ومأجوج في «العهد القديم» في سفر «التكوين» ضمن سلاسل النسب الموجودة في الكتاب كما ذُكروا في سفر «حزقيال» بتفصيلات أكثر، ونجد ذكرهم أيضًا في «العهد الجديد» في سفر «الرؤيا»، وهم محور من محاور قصة ذي القرنين القرآنية ونقطة الالتقاء الأساسية التي تسببت في هذا اللبس الكبير. وقد نطرح سؤالًا مفاده: كيف تم الربط بين الإسكندر وبين قوم يأجوج ومأجوج كما ظهر في القصص السرياني ورواية القرآن عن ذي القرنين؟.
    والإجابة أن هناك باحثين يذكرون بأن المؤرخ والعسكري اليهودي الروماني الذي يُعرف في تاريخ القرن الأول الميلادي باسم «يوسيفوس فلافيوس» أو «يوسف بن ماتيتياهو» هو أول من جمع بين الإسكندر و نبوءة يأجوج ومأجوج التوراتية بشكل تلفيقي في القصص المتداول عن الإسكندر، فالإشارات التي ذكرها في تأريخه لليهود تأخذنا إلى عهد اليهودية في فلسطين في زمن الإسكندر نفسه، والأساطير الهيلنستية الأخرى تذكر بأن الإسكندر قد زار «القدس» وحرر اليهود الموجودين فيها وقَبِل دين اليهود بالاستحسان، وقام بنقل رفات النبي إرميا [650 – 585 ق.م] إلى الإسكندرية، وقد صُور الإسكندر بناء على ذلك بأنه مدافع عن اليهود [16]، وهو أمر يشكك فيه معظم المؤرخين لأن هذا الخبر لم ينفرد به سوى يوسيفوس الذي دَوَّن هذا الأمر بعد وفاة الإسكندر بُزهاء ثلاثة قرون، فيوسيفوس هنا يستحضر الإسكندر كبطل حرر اليهود وأعطاهم حقوقهم دون دليل على حدوث هذا الأمر في الماضي، وهو أمر يُفسر سبب ذكره أن الإسكندر أغلق الطريق الذي مر منه في الشمال ببوابات حديدية على شعب السكوثيون [شعب بدوي ينحدر من سهوب أوروپا الشرقية] مع ذكره بأنهم ينحدرون من نسل يأجوج ومأجوج الذين يُذكرون في النبوءة التوراتية بأنهم أعداء بني إسرائيل، وهو تأريخ مزيف ولا شك [17]، إذ لم يرد أي نص من مؤرخين عاصروا الإسكندر ودونوا سيرته ذكر لبنائه بوابات أو سدود على هذا الشعب، ويعتقد باحثون بأن قصة بناء السد قد جلبها يوسيفوس من أصل روماني قديم وقام بدمجها بنبوءة يأجوج ومأجوج، إلا أني أعتقد أنه جلبها من أصل فارسي وليس رومانيًا.
    فكيف ظهر هذا التشابه بين القصة القرآنية والقصص السُّرياني؟
    هناك ثلاث فرضيات تفسير ظهور نفس قصة الأسطورة السُريانية في القرآن الكريم:
    1- إما أن القرآن أخذها من «الأسطورة» و«قصيدة الإسكندر» وهو شيء ثَبُت بطلانه، فالقرآن متقدم على الأسطورة بأربعة عشر عامًا على أقل تقدير، علمًا بأن النُسخ المكتوبة من «قصة الإسكندر» والتي وصلت إلينا لم تذكر اسم «ذي القرنين» بداخلها من قبل، وظهر اللقب لأول مرة في «أسطورة الإسكندر» السُريانية التي ظهرت بعد عقد ونصف تقريبًا من الرواية القرآنية.
    2- إما أن الأسطورة أخذت القصة من القرآن وهذا فرض بحاجة إلى مزيد من الأدلة، فالقرآن في بيئة شبه الجزيرة العربية من الصعب أن تصل قصصه بتفاصيلها إلى الخارج قبل احتكاك المسلمين بالأمم غير الإسلامية في الشام والعراق بعد عمليات الفتح، وهو فرض أستبعده أيضًا.
    3- أن يكون القرآن حدثنا بالفعل عن قصة حقيقية كانت معروفة ومتداولة «شفويًا» إلا أنها نُسبت زورًا إلى الإسكندر، وهذا ما أذهب إليه وأؤيده عبر كثير من الأدلة؛ لأن السياق الإسلامي للقصة يُخبرنا بأن اليهود سألوا النبي في امتحانهم له على لسان المشركين عن رجل معروف لديهم طاف المشرق والمغرب والسؤال بالطبع سيأتي من مصادرهم وليس من أي مصدر آخر؛ أي أن القصة معروفة لهم.
    فمن هو ذو القرنين؟
    والإجابة عن هذا السؤال بحاجة إلى تفصيل في مقال منفصل، إلا أنه يمكن إجمالًا القول بأن اشتهار «الإسكندر المقدوني» من تنطبق عليه قصة ذو القرنين القرآنية جعل الأمر ثابتًا في كثير من كتب العصر الإسلامي الأدبية بما فيها كُتب التفاسير، إلا أن كثيرًا من المفسرين والعلماء منذ القديم حتى الوقت الحاضر قد شككوا في صحة هذا النقل ودقته، فيروي «ابن إسحاق» (ت 151هـ/768م) المؤرخ وكاتب السيرة النبوية عن من يسوق الأحاديث عن الأعاجم فيما توارثوا من علم ذي القرنين: «أنه كان من أهل مصر، وأن اسمه مرزبان ابن مردية اليوناني»، أما الذي سماه الإسكندر فهو «ابن هشام» (ت 213هـ/828م) في سيرته «سيرة ابن هشام» وهي رواية أتت في الأساس عن «وهب بن مُنبه» (ت 114هـ/732م) وهو مصدر لكثير من الإسرائليات والقصص الأسطوري، ولا يمكن الجزم بصحة هذه الرواية، بل لدينا من الأدلة ما ينقضها:
    1- ذو القرنين في القصة القرآنية رجل عادل يحتكم إليه الناس، أما الإسكندر لم يرد عنه أنه اتصف بهذه الصفة.
    2- ذو القرنين رجل توجه إلى المشرق والمغرب، والإسكندر لم يثبت قط أنه توجه تجاه الغرب، بل انطلق من الغرب إلى الشرق.
    3- ذكر الله عن ذي القرنين في القرآن أنه ممكّن في الأرض وأن الله آتاه من مقاليد القوة والأسباب، ولا يمكن لرجل وثني كالإسكندر أن يرد بالثناء في معرض الحديث القرآني.
    4- أن ذا القرنين المذكور باللقب هكذا في القرآن تمت الإشارة إليه بنفس لقبه في «التوراة» في «سفر دانيال» ثم بالاسم، وهو «كوروش العظيم» مؤسس الدولة الإخمينية الفارسية المعروف بعدله وتسامحه الذي يتفق مع الرواية القرآنية، ولم يرد ذكر الإسكندر في التوراة إلا في نفس السفر ولكن بشكل عابر.
    وهذه بضع من الأدلة التي تدل على أن الإسكندر المقدوني لم يكن ذا القرنين القرآني، وهي قضية موضع تفصيل وشرح في مقام آخر بإذن الله.
    المراجع

    1- "Gog and Magog in early Syriac and Islamic Sources: Sallam's quest for Alexander's wall", edited by Emeri van Donzel and Andrea Schmidt. LIDEN, Brill, 2009, p.17
    2- Kevin Van Bladel, "The Syriac Sources Of The Early Arabic Narratives Of Alexander" in "Memory As History: The Legacy Of Alexander In Asia", edited by Himanshu Prbaha Ray and Daniel T.Potts, 2007, p.56-57
    3- "Gog and Magog in early Syriac and Islamic Sources"; p.17
    4- Faustina C.W. Doufikar – Aerts, "Alexander The Flexible Friend: Some Reflections On The Representation Of Alexander The Great In The Arabic Alexander Romance", p.195
    5- S. Gero, “The legend of Alexander the Great In The Christian Orient”, Bulletin Of The John Rylands University, Library Of Manchester, 1993, Volume 75, p.6
    6- S. Gero, “The legend of Alexander the Great In The Christian Orient”; p.6
    7- Ibid., p.6
    8- "Gog and Magog in early Syriac and Islamic Sources"; p.17
    9- Doufikar – Aerts, "Alexander The Flexible Friend"; p.203
    10- Van Bladel, "The Syriac Sources Of The Early Arabic Narratives Of Alexander"; p.57
    11- صورة الإسلام في نبوءة ميثوديوس المجهول، عبد العزيز رمضان، (المجلة التاريخية المصرية، العدد الأول المجلد 44، 2006)، ص267
    12- "Gog and Magog in early Syriac and Islamic Sources"; p.22
    13- Kevin Van Bladel, "The Alexander Legend in the Qur’an 18:83–102" in "The Qur’an in Its Historical Context", edited by Gabriel Said Reynolds, Routledge, 2008, p.176
    14- "Gog and Magog in early Syriac and Islamic Sources"; p.22
    15- S. Gero, “The legend of Alexander the Great In The Christian Orient”; p.7
    16- K. CZEGLÉDY, "THE SYRIAC LEGEND CONCERNING ALEXANDER THE GREAT", Acta Orientalia Academiae Scientiarum Hungaricae Vol. 7, No. 2/3 (1957), p.234
    17- Ibid., p.233


    بريمة

    (عدل بواسطة Biraima M Adam on 05-05-2020, 10:48 AM)

                  

05-05-2020, 10:37 AM

Biraima M Adam
<aBiraima M Adam
تاريخ التسجيل: 07-05-2005
مجموع المشاركات: 27617

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: هاويل وتاويل وناسك ومنسك (Re: Biraima M Adam)

    ول أبا عبد اللطيف،
    Quote: مايهمنا اقرب لما يناقشه مولانا الملك علي قدرة
    العقل علي رؤية المستقبل او مفهوم الاسقاط النجمي
    الذي ذكره صديقنا كبر في البوست نفسه
    ومن هنا الاسطورة اسقاط نجمي ولكن المؤلف
    مات واصبح عصر معين هو صاحب الفكرة
    لا لا يا أخي، ما تخمنا ساكت .. نحن ما زلنا معك في نفيك لصحة القصص القرآني .. وأخذك ذلك كمسلمات تقفز بفوق عليها لترحب بأراء ول أبا المك وكبر .. وهى التي لم تتحدث عن صحة القصص القرآني من الأساس. أنظر قولك عن محمد (ص) كسارق رواية متداولة وحاشاه.. وليس الله هو منزل القرآن ..
    Quote: هنا لست معنيا بتبرئة الاسلام من دس نصوص
    الاسرائيليات عليه لان فكرة التاليف
    فكرة وهمية ولايوجد مؤلف اصلا
    ومحمد وغيره في كل العالم مشمولون
    في سلسلة التداولية الاجتماعية

    وحتى تثبت دعواك هذه .. أنت ح تلوص في حتة فارغة وأي أستنتاج أو أستدلال أو أستقراء يصبح حرث في البحر .. أو أستبدل القصة التي بنيت عليها البوست بقصة أخري لا علاقة لها بالقرآن ..

    وفوق ذلك، أنت كأنسان تمتلك الحس الحضاري الداعي إلي أحترام مشاعر الأخر وأحترام معتقده .. فما بلك أنت هنا تعتدي علي 1.7 بليون مسلم .. دون أن يطرف لك جفن ..!! ..


    بريمة

    (عدل بواسطة Biraima M Adam on 05-05-2020, 10:41 AM)
    (عدل بواسطة Biraima M Adam on 05-05-2020, 10:42 AM)
    (عدل بواسطة Biraima M Adam on 05-05-2020, 11:38 AM)

                  

05-05-2020, 10:54 AM

HAIDER ALZAIN
<aHAIDER ALZAIN
تاريخ التسجيل: 12-27-2007
مجموع المشاركات: 22434

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: هاويل وتاويل وناسك ومنسك (Re: عبداللطيف حسن علي)

    حمد لله سلامة يا حبيب ..
                  

05-01-2022, 01:27 PM

عبداللطيف حسن علي
<aعبداللطيف حسن علي
تاريخ التسجيل: 04-21-2008
مجموع المشاركات: 5454

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: هاويل وتاويل وناسك ومنسك (Re: HAIDER ALZAIN)

    مش ياها اوكرانيا ول ماياها
                  

05-01-2022, 01:39 PM

عبداللطيف حسن علي
<aعبداللطيف حسن علي
تاريخ التسجيل: 04-21-2008
مجموع المشاركات: 5454

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: هاويل وتاويل وناسك ومنسك (Re: عبداللطيف حسن علي)

    في اوكرانيا مدينة اسمها منسك
    بس مامعني ناسك؟!
    وهاويل وتاويل؟!
    كما ان الكرونا قد يكون
    منشاها هناك
    فيبقي الرجل ذو الوجه
    النحاسي هل هو بوتين
    ام بايدن ام ماذا؟!
    ام كل القصة لاتخرج
    عن صدف وتراميز؟!
                  

05-01-2022, 01:43 PM

عبداللطيف حسن علي
<aعبداللطيف حسن علي
تاريخ التسجيل: 04-21-2008
مجموع المشاركات: 5454

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: هاويل وتاويل وناسك ومنسك (Re: عبداللطيف حسن علي)

    ول ابا بريمة مطلوب منك
    الابتعاد فقط!!
                  


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de